نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

التناسخ اللعين 96

الحُلم (1)

الحُلم (1)

الفصل 96: الحُلم (1)

إذا أعطاه شخص ما الأمر، فسوف يندفع مولون ويصد العدو دون أي تردد.

لا يمكن للمرء أن يتنبأ بما سيحدث في الغابة ليلا. حتى بعد شهر من دخولهم سمر لأول مرة، يوجين وكريستينا لا يزالان يتناوبان على المراقبة كل ليلة.

 

 

تنهد يوجين وأغلق كتابه. “…..هل هناك شيء تريدينه مني؟”

تمت إضافة ناريسا الآن إلى المجموعة المكونة من شخصين سابقًا. من المؤكد أن السمع الحساس للقزم كافٍ لمراقبة محيطهم عن كثب، ولكن نظرًا لأن ناريسا تفتقر إلى القوة اللازمة لحماية نفسها إذا وقعت حالة طوارئ، لم يتمكنوا من السماح لها بالمراقبة بمفردها.

“…حسنا…..لدي الكثير من الندوب على جسدي، ومع ساقي المفقودة كَـعيب….قد لا أكون قادرةً على تلبية معاييرك، سيدي يوجين.” اعترفت ناريسا بنبرة مكتئبة.

 

 

وهكذا، الليلة أيضا، يوجين وكريستينا لا يزالان الوحيدين اللذين يتناوبان على الحراسة.

 

 

‘لـ-لا تشربهم، أيها الوغد الغبي. لماذا بحق الجحيم أنت تبتلع دموعي؟!’

لم يعرف كيف يمكن أن تتخذ كريستينا أفعاله، لكن يوجين لا يزال يختار إظهار الاحترام والاعتبار لكريستينا بطريقته الخاصة. بشكل عام، الساعات الأولى والأخيرة من الليل هي الأكثر ملاءمة. لذلك كل يوم، تخلى يوجين عن الساعات الأولى والأخيرة لكريستينا، وأخذ أصعب ساعات منتصف الليل.

 

 

محاصرين في حلم حيث لا يملك أي سيطرة على محيطه، شعر يوجين بأنه على حافة الهاوية.

صوت صغير نادى فجأة اسمه، “السير يوجين.”

نصب مولون التمثال. بعد التحقق من مظهره، قامت المرأة، انيسيه، بسحب قدميها ببطء إلى أحد الجدران.

هذا وحده كافٍ لفتح عيون يوجين. ثم نهض بسهولة من مكان نومه دون أن تظهر عليه أي علامات تعب. كريستينا الجالسة خارج مدخل خيمته وقفت.

– لقد نظرت أيضًا إلى مولون الآن وأخبرته أن يصمت، أليس كذلك؟

 

‘…هامل.’

“أي شيء جديد؟” فحص يوجين.

‘ألا يمكنك حتى أن تفعل هذا لهامل؟’

 

 

هزت كريستينا رأسها. “لم يحدث شيء.”

‘هل تقول لي حقا أن أزحف مع التابوت على ظهري؟ يجب ألا ينحني المحارب على الأرض—’

جابت الوحوش هذه الغابة ليلا. في ظل الظروف المعتادة، يجب أن يكون المخيم قد تلقى بالفعل عدة هجمات من هؤلاء الوحوش، لكن حاجز كريستينا أخفى معسكرهم من نطاق إحساس الوحوش.

 

 

 

ومع ذلك، لم يتمكنوا من الوثوق بشكل أعمى بالحاجز وعدم الوقوف على أهبة الاستعداد. بينما يوجين غير موثوق به إلى حد ما في أمور أخرى، عندما يتعلق الأمر بأشياء كهذه، هو دائما دقيق. سبب هذا هو أنه خلال فترة تجواله كمرتزق، هناك عدة مرات حيث انتهى به الأمر في خطر عندما أرخى بعض المرتزقة الحمقى الذين يعمل معهم حذرهم أثناء المراقبة الليلية.

بفضل هذه التجارب، ظل يوجين حذرا من الأحلام والكوابيس المكروهة، وكره حقا كل شياطين الليل. عذبت هجمات نوير جيابيلا تعذب مجموعتهم لدرجة أن آلامهم حينها شابهت كل ما عانوه أثناء الاشتباك مع ملوك الشياطين المذبحة، القسوة والغضب؛ وفي بعض النواحي، كان التعامل معها أكثر فظاعة من القتال ضد ملك الشياطين.

 

لقد مر بعض الوقت منذ أن بدأ القراءة. الغابة في الليل غير هادئة. فأصوات نقيق الحشرات عالية جدا، وفي كل مرة تهب فيها الرياح، تهتز الأغصان السميكة للأشجار ضد بعضها البعض. يمكنه حتى سماع أصوات الوحوش من مسافة قصيرة.

“ألا تشعر بالتعب؟ بعد كل شيء، ظللت نشطًا جدًا اليوم. أنا لا أشعر بالتعب، فلماذا لا تنام فقط لهذا اليوم؟” عرضت كريستينا.

خلال رحلتهم للوصول إلى ملك الحصار الشيطاني، هاجمت نوير جيابيلا مرارا وتكرارا هامل ورفاقه. وهي عنيدة بشكل جهنمي، تظهر باستمرار في أحلامهم بدلا من مواجهتهم في الواقع، في محاولة لكسر أرواح هامل ورفاقه.

 

 

يبدو أن كريستينا تظهر مثل هذا الإعتبار لأنه أُجبر على التعامل مع محاربي قبيلة جارونغ في وقت سابق اليوم. ابتسم يوجين فقط في وجه قلق كيريستينا.

‘…هذا….’ أدرك يوجين أنه يشعر بإحساس قوي بالاغتراب عن حلمه الحالي.

 

مع كون ذكرياته عن حياته الماضية سليمة، فَـقوة يوجين العقلية قوية بما يكفي لتجاهل أي هجمات عادية. ومع ذلك، لم يتمكن يوجين من ملاحظة متى تم إجراء هذه التغييرات على نمط نومه الطبيعي. لكي يتمكن شيطان الليل من التدخل في أحلامه بمهارة شديدة، يجب أن يكون شيطانًا رفيع المستوى.

“في المقام الأول، لم أحصل حتى على تمرين كاف لإرهاقي.” طمأنها يوجين: “سأكون متأكدا من إيقاظك في غضون خمس ساعات، لذلك لا تقلقي بشأن ذلك واحصلي على قسط من الراحة.”

 

لم تجادل كريستينا أكثر من ذلك وأومأت برأسها. عندما لم تكن بعد مألوفة مع يوجين كما هي الآن، كانت إستمرت كريستينا عدة مرات في الجدال مع يوجين حول أمور مماثلة.

 

 

 

لكن الآن، هي تعرفه بشكل أفضل. عندما يتعلق الأمر بأشياء كهذه، يرفض يوجين دائما التراجع. ليس الأمر أن يوجين يتجاهل الاعتبار الذي أظهره له الآخرون، ولكن الأمر مجرد أنه كان صارما للغاية مع المعايير التي وضعها لنفسه.

وقف مولون أمام التمثال الذي أقيم بفخر في وسط الغرفة. ضغط شفتيه بإحكام وهو يحدق في التمثال.

 

منذ أول يوم تخييم في هذه الغابة، إتضح أن نوم كريستينا هو نوم ثقيل حقًا. أثبت اليوم أنه مثال آخر على نفس النمط. حيث نامت كريستينا بمجرد أن دخلت خيمتها ولم يسمع سوى أصوات التنفس الهادئ من خيمتها.

“…جيد. حسنا، سأعتمد عليك.” قالت كريستينا وهي تدخل خيمتها.

بين تنهداتها، قالت سيينا ‘…لو لم تمُت….لو عشت….لكان ذلك كافيا. هامل. كان يمكن أن نكون….كان يمكن أن نكون….سعداء جدًا. أكثر من أي شخص آخر في العالم…..نحن نستحق أن نكون سعداء….’

 

– اسكت يا مولون.

بعد ترتيب سريره بيديه فقط، غادر يوجين خيمته. إنها فكرة جيدة من جانبه لإعداد عدة خيام. بعد التحقق من أن كريستينا دخلت خيمتها الخاصة للراحة، شغل يوجين مقعدا أمام نار المخيم. ظلت ناريسا نائمةً في إحدى خيامه الاحتياطية، التي أقيمت على الجانب الآخر من نار المخيم.

 

 

شهقت ناريسا وبدأت تهتز، ثم بعد أن أخذت أنفاسا عميقة قليلة، سألت بتردد، “…هل يمكن أن يكون ذلك لأنك تفضل الجسم ذو الندوب، السير يوجين…؟”

“…احم.” سعل يوجين كما فتح عباءته وسحب كتابا.

مولون من النوع المباشر الذي يتماشى مع رغباته، لكنه ليس مباشرًا لدرجة تحدي هامل للقتال.

 

الفصل 96: الحُلم (1)

هذا الكتاب هو كتاب سحري قرأه بالفعل عدة مرات الآن. لقد تلقى هذا الكتاب السحري من لوفليان في اليوم الذي غادر فيه آروث.

 

 

 

‘كان يجب أن أرسل رسالة إلى المعلم لوفليان عندما سنحت لي الفرصة.’ أعرب يوجين عن أسفه.

 

 

‘ماذا تعني بأنه يجب أن يكون جيدًا هنا؟’ وبخته امرأة. ‘مركز الغرفة أبعد قليلا من ذلك، لا، عُد….سيينا، ما رأيك؟’

في قلبه، إحترم بصدق لوفليان كمدرس له.

هذا وحده كافٍ لفتح عيون يوجين. ثم نهض بسهولة من مكان نومه دون أن تظهر عليه أي علامات تعب. كريستينا الجالسة خارج مدخل خيمته وقفت.

 

 

حقيقة أن لوفليان أكبر منه سنا، حتى مع إضافة عمر حياته السابقة باسم هامل إلى سنواته الحالية، عمقت احترامه له فقط. بالنسبة ليوجين، هذا سبب مهم جدا لاحترامه لِـلوفليان.

هذا الكتاب هو كتاب سحري قرأه بالفعل عدة مرات الآن. لقد تلقى هذا الكتاب السحري من لوفليان في اليوم الذي غادر فيه آروث.

 

– أنت تسأل حقا لماذا….ألا تفهم أي نوع من المواقف أنت فيه؟ هامل، أنت رفيق سيد السيف المقدس، الذي تعترف به الإمبراطورية المقدسة، كَـالبطل فيرموث لايونهارت. وأنا قديسة الإمبراطورية المقدسة، انيسيه سليوود.

 

لقد أخبرته أنها تريد أن تعيش حياة عادية، وأن تتزوج كشخص عادي، وأن يكون لديها عدد قليل من الأطفال، ثم تعيش لترى نفسها تصبح جدة.

لقد مر بعض الوقت منذ أن بدأ القراءة. الغابة في الليل غير هادئة. فأصوات نقيق الحشرات عالية جدا، وفي كل مرة تهب فيها الرياح، تهتز الأغصان السميكة للأشجار ضد بعضها البعض. يمكنه حتى سماع أصوات الوحوش من مسافة قصيرة.

– هامل، لديك وقفةٌ سيئة حقًا.

 

 

“…احم.” سعل يوجين مرة أخرى.

مذهولةً وقفت على قدميها، مشت سيينا إلى فيرموث. مترددة، تحولت عيناها إلى اليسار واليمين بين فيرموث وشاهد القبر.

 

 

منذ أول يوم تخييم في هذه الغابة، إتضح أن نوم كريستينا هو نوم ثقيل حقًا. أثبت اليوم أنه مثال آخر على نفس النمط. حيث نامت كريستينا بمجرد أن دخلت خيمتها ولم يسمع سوى أصوات التنفس الهادئ من خيمتها.

“آه”، شهق يوجين وهو يفتح عينيه.

 

‘هل تقول لي حقا أن أزحف مع التابوت على ظهري؟ يجب ألا ينحني المحارب على الأرض—’

تنهد يوجين وأغلق كتابه. “…..هل هناك شيء تريدينه مني؟”

لا يوجد أي سبب معقد لدموعه، ذلك فقط لأنه حزين. حزين بما فيه الكفاية لكي تنتفخ عيناه بسبب الدموع، وهذا هو السبب في أن مولون يبكي.

لم توجه هذه الكلمات إلى كريستينا، التي هي نائمة بالفعل. اهتزت الخيمة على الجانب الآخر من نار المخيم قليلًا قبل أن يرتفع الغطاء عند المدخل ببطء.

“ألا تشعر بالتعب؟ بعد كل شيء، ظللت نشطًا جدًا اليوم. أنا لا أشعر بالتعب، فلماذا لا تنام فقط لهذا اليوم؟” عرضت كريستينا.

 

 

نظرت ناريسا من الخيمة. “اممم، هذا….أ-أنا آسفة….”

منذ أول يوم تخييم في هذه الغابة، إتضح أن نوم كريستينا هو نوم ثقيل حقًا. أثبت اليوم أنه مثال آخر على نفس النمط. حيث نامت كريستينا بمجرد أن دخلت خيمتها ولم يسمع سوى أصوات التنفس الهادئ من خيمتها.

“قلت لك أن تتوقف عن التأسف.” ذكرها يوجين.

 

 

وراءها وقف فيرموث.

تدلت أكتاف ناريسا بسبب هذا الرد. دفع يوجين بهدوء المزيد من الحطب إلى نار المخيم.

نصب مولون التمثال. بعد التحقق من مظهره، قامت المرأة، انيسيه، بسحب قدميها ببطء إلى أحد الجدران.

 

 

“هل لأن الغابة صاخبة جدا؟” سأل يوجين. “أم أن هذا بسبب المرور بأشياء كثيرة اليوم، صرتِ خائفةً بحيث لا يمكنك الحصول على أي نوم؟”

‘إذا لم نتمكن من الوصول إلى هناك، ثم من في العالم يستحق الذهاب؟’ أصرت انيسيه.

“…” بقيت ناريسا صامتة.

‘…كان عظيمًا.’

 

حتى مع استمرار يوجين في تجاهلها، استمرت ناريسا في النظر إلى يوجين بنظرة مليئة بالإعجاب بكلماته وأفعاله الصالحة.

“حسنا، دعيني أقول هذا فقط، لأنني أخشى أن يكون لديك بعض المخاوف الغريبة. ليس لدي أي نية للتخلي عنك وأنتِ نائمة. ليس الأمر كما لو أنني أعتني بك فقط بدافع حسن نيتي. أنا أحميك لأنني بحاجة إليك من أجل شيء ما.” أقنعها يوجين.

بعد ترتيب سريره بيديه فقط، غادر يوجين خيمته. إنها فكرة جيدة من جانبه لإعداد عدة خيام. بعد التحقق من أن كريستينا دخلت خيمتها الخاصة للراحة، شغل يوجين مقعدا أمام نار المخيم. ظلت ناريسا نائمةً في إحدى خيامه الاحتياطية، التي أقيمت على الجانب الآخر من نار المخيم.

 

[هامل ديناس]

“…بـ-بما أن هذا هو الحال إذن….كما اعتقدت….” تذبذبت عيون ناريسا وتمتمت مع نفسها. بعد لحظات قليلة من التردد، أومأت برأسها فجأة كما لو أنها توصلت إلى نوع من القرار. “…أنا لا أمانع إذا كان معك، يا سيدي يوجين.”

 

“ماذا؟” يوجين نخر.

قاطعها يوجين. “أوي، انتظري لحظة، لست متأكدًا من أنني أفهم ما تقصدينه. تتوقعين شيئا؟ شيء لا يمكن تجنبه؟ لذلك بقيت تنتظرين؟ تنتظرينني؟ تنتظرين ماذا بالضبط؟”

 

 

“لقد توقعت منك تقديم مثل هذا الطلب وقد أعددت نفسي لذلك.” إحمرت ناريسا خجلًا فجأة وتلعثمت، “آه، لا، انتظر. بدلا من توقع، الأمر أشبه بأنني إعتقدت أن شيئا كهذا….حسنًا، ليس وكأنه يمكن تجنب ذلك، لذا….بدلا من الذهاب إلى النوم بقيت أنتظرك لـ—”

 

قاطعها يوجين. “أوي، انتظري لحظة، لست متأكدًا من أنني أفهم ما تقصدينه. تتوقعين شيئا؟ شيء لا يمكن تجنبه؟ لذلك بقيت تنتظرين؟ تنتظرينني؟ تنتظرين ماذا بالضبط؟”

 

“…حسنا…..لدي الكثير من الندوب على جسدي، ومع ساقي المفقودة كَـعيب….قد لا أكون قادرةً على تلبية معاييرك، سيدي يوجين.” اعترفت ناريسا بنبرة مكتئبة.

 

 

 

“لماذا وجود ندوب على جسمك يعني أنك لن تكون قادرة على تلبية معاييري….؟” سأل يوجين بصلابة، وإرتعاشت خداه بغضب.

 

 

‘إذا لم نتمكن من الوصول إلى هناك، ثم من في العالم يستحق الذهاب؟’ أصرت انيسيه.

شهقت ناريسا وبدأت تهتز، ثم بعد أن أخذت أنفاسا عميقة قليلة، سألت بتردد، “…هل يمكن أن يكون ذلك لأنك تفضل الجسم ذو الندوب، السير يوجين…؟”

 

يوجين ليس بِـأحمق. يمكنه تخمين نوع السيناريو الذي تصورته ناريسا، وما تتوقعه منه. بعد أن عاشت كعبد، مرت بالتأكيد بالعديد من المواقف الصعبة، لذلك فالأمر ليس كما لو أنه لا يستطيع أن يفهم لماذا قد تأتي بمثل هذه الفكرة، لكن يوجين لا يزال يشعر بالضيق الشديد.

انيسيه تبكي حقًا. انيسيه التي ظلت تبتسم دائما بألوان زاهية، حتى وهي تطعن القلوب بالسكاكين. أن انيسيه سليوود تبكي حقًا، وبسببه.

 

إذا أرادوا أن يقرروا أي منهم هو أعظم محارب، فسيحتاجون إلى بذل قصارى جهدهم في قتالهم، دون التراجع عن أي شيء. هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكنهم من خلالها حقا اختبار مهارات بعضهم البعض. لكن إذا فعلوا ذلك، فقد يصاب أحدهما أو كلاهما بجروح خطيرة.

“أوي. ليس لدي أي خطط للزحف إلى خيمتك، وليس لدي أي نية لجعلك تسددين دينك لي بجسدك.” قال يوجين بوضوح.

 

 

 

“…هاه….؟” ردت ناريسا بإرتباك.

وقف مولون أمام التمثال الذي أقيم بفخر في وسط الغرفة. ضغط شفتيه بإحكام وهو يحدق في التمثال.

 

نصب مولون التمثال. بعد التحقق من مظهره، قامت المرأة، انيسيه، بسحب قدميها ببطء إلى أحد الجدران.

“فقط أي نوع من الأشخاص تظنينني؟ ااه، طفل مثلك قد يجرؤ حقا على قول أي شيء، هاااه.” سخر يوجين.

‘هامل. أنت….أنا متأكدة من أنك ستكره تلك الكلمات. لأنك ابن العاهرة، ولديك شخصية لعينة كذلك. ربما ستشتم حتى أي شخص يدعوك بالبطل. أبطال؟ كيف يمكن أن يُطلق علينا بالأبطال عندما لم نتمكن حتى من قتل جميع ملوك الشياطين؟ أنا متأكدةٌ من أن هذا ما كنت ستقوله.’

 

 

بسماع هذه الكلمات، انفتح فك ناريسا. هل دعاها بالفعل بِـطفل مثلك؟ ناريسا تبلغ من العمر مائة وثلاثين عاما!

 

“بالطبع أنا أدرك أنك عشت حياة أطول مني، ولكن إذا قمنا بتحويل عمرك إلى سنوات بشرية، فأنت لا تزالين تبلغين من العمر ثلاثة عشر عاما فقط.” أصر يوجين.

‘من متى بالضبط….وقعت في هذا الحلم….؟’ إرتبك يوجين. من أجل محاولة الهدوء، قرر يوجين التركيز على شيء آخر. ‘أنا يوجين لايونهارت، تناسخ هامل منذ ثلاثمائة عام. أنا ابن جيرهارد لايونهارت والطفل المتبنى لغيلياد لايونهارت. أنا تلميذ سيد البرج الأحمر لوفليان.’

 

هذا الكتاب هو كتاب سحري قرأه بالفعل عدة مرات الآن. لقد تلقى هذا الكتاب السحري من لوفليان في اليوم الذي غادر فيه آروث.

“اه….نعم….” تمتمت ناريسا وهي تحدق بِـيوجين لبضع لحظات، ثم قامت بتعديل وضعها وحَنَتْ رأسها له. “…أنا حقا….أنا حقًا ممتنة لك، يا سيدي يوجين.”

 

“قلت لك أنه لا يوجد شيء لتكوني ممتنة من أجله. كم مرة يجب أن أخبرك أنني آخذك معي فقط لأن هناك شيئا أحتاجه منك؟” سأل يوجين.

[التقويم المقدس 421~459]

 

“ماذا؟” يوجين نخر.

“…أنت تتحدث عن الغارديان في قرية الجان، صحيح؟ لـ-لو تمكنت من مقابلة الغارديان، فسأحرص على إخباره بأنني قد تلقيت لطفًا كبيرًا منك، سيدي يوجين.” وعدت ناريسا.

 

 

هناك سبب بسيط جدا وطبيعي لماذا لم يفعل مولون ذلك.

“بالطبع يجب عليك التأكد من إخباره بذلك. على الرغم من أنني قد أعرف من هو ذلك الوغد الوصي، إذا حاول ذلك الوغد إبعادي لأنني إنسان، سيكون لديك دور مهم جدا لتلعبيه. هل تفهمين ما أقوله؟ هذا يعني أنك بحاجة لمنعه من الهروب حتى لو توجب عليك أن ترمي نفسك عند قدميه.” بعد قول هذا، فتح يوجين كتابه السحري مرة أخرى.

 

 

“ألا تشعر بالتعب؟ بعد كل شيء، ظللت نشطًا جدًا اليوم. أنا لا أشعر بالتعب، فلماذا لا تنام فقط لهذا اليوم؟” عرضت كريستينا.

حتى مع استمرار يوجين في تجاهلها، استمرت ناريسا في النظر إلى يوجين بنظرة مليئة بالإعجاب بكلماته وأفعاله الصالحة.

 

 

 

‘مع وجه وسيم مثل وجهي، من السهل حقًا سَحرُ هؤلاء الجان.’ فكر يوجين.

لا يبدو أنه يعاني من أي مشاكل في ذاكرته.

 

– هامل، ليست وقفتك هي السيئة فحسب، فالطريقة التي تتصرف بها معيبة أيضا. أنت فقط مبتذلٌ جدا.

بالمعنى الدقيق للكلمة، لم يحاول حقا سحرها، لكن يوجين شعر أن النتيجة لا تزال في مكان حول هذا.

– هامل، لديك وقفةٌ سيئة حقًا.

 

يبدو أن كريستينا تظهر مثل هذا الإعتبار لأنه أُجبر على التعامل مع محاربي قبيلة جارونغ في وقت سابق اليوم. ابتسم يوجين فقط في وجه قلق كيريستينا.

استمر الليل في المرور. بعد مرور خمس ساعات، قام يوجين بالتبديل مع كريستينا وزحف مرة أخرى إلى خيمته الخاصة. على الرغم من أنه لم يشعر حقا بالحاجة إلى الراحة، إلا أن يوجين لا يزال يغلق عينيه وينام. حتى إذا لو لم تحتج إلى أخذ قسط من الراحة، فلا يزال يتعين عليك الراحة عندما تستطيع والحصول على قسط من النوم إذا سنحت لك الفرصة.

‘…هذا….’ أدرك يوجين أنه يشعر بإحساس قوي بالاغتراب عن حلمه الحالي.

 

 

يعرف يوجين جيدًا هذه العادات من حياته السابقة.

 

 

استمرت سيينا في الضحك حتى أثناء بكائها.

لقد مرت فترة منذ أن حَلُمَ آخر مرة.

‘ألا يمكنك أن تكتشف أنها مجرد مزحة….؟! لا حاجة لك للزحف على الأرض. تحتاج فقط إلى الانحناء قليلا، حتى نتمكن من حمله معًا.’ قالت سيينا بغضب.

 

“بالطبع يجب عليك التأكد من إخباره بذلك. على الرغم من أنني قد أعرف من هو ذلك الوغد الوصي، إذا حاول ذلك الوغد إبعادي لأنني إنسان، سيكون لديك دور مهم جدا لتلعبيه. هل تفهمين ما أقوله؟ هذا يعني أنك بحاجة لمنعه من الهروب حتى لو توجب عليك أن ترمي نفسك عند قدميه.” بعد قول هذا، فتح يوجين كتابه السحري مرة أخرى.

عادة، لم تراوده أحلام واضحة حقا. كلما نام، سقط في سبات عميق بلا أحلام لكن هذا لم يمنعه من الاستيقاظ على الفور عندما يحتاج إلى ذلك.

 

 

– لقد نظرت أيضًا إلى مولون الآن وأخبرته أن يصمت، أليس كذلك؟

تركت الأحلام العقل يشعر بالتعب عندما تنتهي. لهذا السبب، لم يستمتع يوجين حقا بالأحلام.

 

 

‘…أريد أن أكتب شيئا في أسفله.’ قالت سيينا أخيرًا.

سواء سعيدة، حزينة أو حتى مجرد أحلام عادية عن الحياة اليومية، فإن الأحلام ليست حقيقة. لم يعرف يوجين لماذا يحلم الناس، لكن ما يعرفه هو أن الأحلام لا يمكن أن تحل محل واقعه.

 

 

على الرغم من أنها المرة الأولى التي يراها فيها، إلا أن المشهد الذي يتم إحياؤه أمامه بدا مألوفا إلى حد ما. الآن في وسط تجويف واسع تحت الأرض. أمامه، هيكل عضلي كبير يحمل تمثالًا عدة أضعاف حجم جسده.

في حياته السابقة، بعد هزيمة ملك الغضب الشيطاني، كانت رحلتهم لمحاربة ملك الحصار الشيطاني كابوسًا طويلًا. بعد كل شيء، هدفهم هو المرتبة الثانية بين جميع ملوك الشياطين. وكما صَوَرَّ ترتيبه، إمتلك ملك الحصار الشيطاني أتباعًا أقوياء وجيوش كبيرة تحت قيادته.

‘لقد كان ابن عاهرة، أحمقًا، غبيًا، لعينًا وقطعة قمامة.’ قرأت سيينا كما كتبت.

 

 

واحدة من هؤلاء كانت ملكة شياطين الليل، نوير جيابيلا.

‘…هل يمكن أن يكون هذا هجومًا من شيطان ليل؟’ إشتبه يوجين.

 

“…” بقيت ناريسا صامتة.

بالمعنى الدقيق للكلمة، هي ليست تابعةً حقًا لملك الحصار الشيطاني. على الرغم من أنها لم تصل بعد إلى المدى الذي يمكن أن يطلق عليها فيه اسم ملكة شياطين، حتى في ذلك الوقت، كانت نوير جيابيلا ملكة شيطانية قوية لديها أعداد كبيرة من شياطين الليل تحت قيادتها.

يبدو أن كريستينا تظهر مثل هذا الإعتبار لأنه أُجبر على التعامل مع محاربي قبيلة جارونغ في وقت سابق اليوم. ابتسم يوجين فقط في وجه قلق كيريستينا.

 

“آه”، شهق يوجين وهو يفتح عينيه.

خلال رحلتهم للوصول إلى ملك الحصار الشيطاني، هاجمت نوير جيابيلا مرارا وتكرارا هامل ورفاقه. وهي عنيدة بشكل جهنمي، تظهر باستمرار في أحلامهم بدلا من مواجهتهم في الواقع، في محاولة لكسر أرواح هامل ورفاقه.

وهكذا، الليلة أيضا، يوجين وكريستينا لا يزالان الوحيدين اللذين يتناوبان على الحراسة.

 

 

بفضل هذه التجارب، ظل يوجين حذرا من الأحلام والكوابيس المكروهة، وكره حقا كل شياطين الليل. عذبت هجمات نوير جيابيلا تعذب مجموعتهم لدرجة أن آلامهم حينها شابهت كل ما عانوه أثناء الاشتباك مع ملوك الشياطين المذبحة، القسوة والغضب؛ وفي بعض النواحي، كان التعامل معها أكثر فظاعة من القتال ضد ملك الشياطين.

أصرت سيينا ‘يمكنك فقط كتابة ما تريد كتابته في الأسفل.’

 

‘لكن حياتي….بعد حياة قبيلتنا….قد تكون مكانًا مختلفًا عن جنة إله النور.’ قال مولون بقلق.

‘…هذا….’ أدرك يوجين أنه يشعر بإحساس قوي بالاغتراب عن حلمه الحالي.

 

 

 

يجب أن يكون هذا نوع من الحلم الواضح، حيث أدرك يوجين تمامًا أنه حاليا في منتصف الحلم. ومع ذلك، على الرغم من أنه يمكن أن يدرك حقيقة أنه في يحلم حاليا، لم يستطع يوجين استخدام إرادته لممارسة أي سيطرة على الحلم. وقع يوجين في هذا الحلم، غير قادر على إحداث أي تغييرات، وقد ترك واقفا هناك بلا هدف فقط.

 

 

‘هذا الحلم….يبدو مختلفا نوعا ما….عن هجوم شياطين الليل.’ أدرك يوجين.

‘…هل يمكن أن يكون هذا هجومًا من شيطان ليل؟’ إشتبه يوجين.

هذا الكتاب هو كتاب سحري قرأه بالفعل عدة مرات الآن. لقد تلقى هذا الكتاب السحري من لوفليان في اليوم الذي غادر فيه آروث.

 

 

محاصرين في حلم حيث لا يملك أي سيطرة على محيطه، شعر يوجين بأنه على حافة الهاوية.

“ألا تشعر بالتعب؟ بعد كل شيء، ظللت نشطًا جدًا اليوم. أنا لا أشعر بالتعب، فلماذا لا تنام فقط لهذا اليوم؟” عرضت كريستينا.

 

يبدو أن كريستينا تظهر مثل هذا الإعتبار لأنه أُجبر على التعامل مع محاربي قبيلة جارونغ في وقت سابق اليوم. ابتسم يوجين فقط في وجه قلق كيريستينا.

مع كون ذكرياته عن حياته الماضية سليمة، فَـقوة يوجين العقلية قوية بما يكفي لتجاهل أي هجمات عادية. ومع ذلك، لم يتمكن يوجين من ملاحظة متى تم إجراء هذه التغييرات على نمط نومه الطبيعي. لكي يتمكن شيطان الليل من التدخل في أحلامه بمهارة شديدة، يجب أن يكون شيطانًا رفيع المستوى.

“…احم.” سعل يوجين كما فتح عباءته وسحب كتابا.

 

 

‘من متى بالضبط….وقعت في هذا الحلم….؟’ إرتبك يوجين. من أجل محاولة الهدوء، قرر يوجين التركيز على شيء آخر. ‘أنا يوجين لايونهارت، تناسخ هامل منذ ثلاثمائة عام. أنا ابن جيرهارد لايونهارت والطفل المتبنى لغيلياد لايونهارت. أنا تلميذ سيد البرج الأحمر لوفليان.’

 

لا يبدو أنه يعاني من أي مشاكل في ذاكرته.

“بالطبع أنا أدرك أنك عشت حياة أطول مني، ولكن إذا قمنا بتحويل عمرك إلى سنوات بشرية، فأنت لا تزالين تبلغين من العمر ثلاثة عشر عاما فقط.” أصر يوجين.

 

“قلت لك أن تتوقف عن التأسف.” ذكرها يوجين.

‘هذا الحلم….يبدو مختلفا نوعا ما….عن هجوم شياطين الليل.’ أدرك يوجين.

جابت الوحوش هذه الغابة ليلا. في ظل الظروف المعتادة، يجب أن يكون المخيم قد تلقى بالفعل عدة هجمات من هؤلاء الوحوش، لكن حاجز كريستينا أخفى معسكرهم من نطاق إحساس الوحوش.

 

بدأ الحلم يهتز.

هذا ليس تخمينًا. حيث لم يحس بإحساس غير سار ومقيد كما يحدث عادةً مع هجوم شيطان الليل.

 

 

 

إهتز عالم الأحلام من حوله.

 

 

 

‘آه….!’ لهث يوجين.

‘هل تعرف؟ هامل….الناس يقولون أننا أبطال. الأبطال الذين أنقذوا العالم. هاها….!’

 

 

على الرغم من أنها المرة الأولى التي يراها فيها، إلا أن المشهد الذي يتم إحياؤه أمامه بدا مألوفا إلى حد ما. الآن في وسط تجويف واسع تحت الأرض. أمامه، هيكل عضلي كبير يحمل تمثالًا عدة أضعاف حجم جسده.

 

 

شهقت ناريسا وبدأت تهتز، ثم بعد أن أخذت أنفاسا عميقة قليلة، سألت بتردد، “…هل يمكن أن يكون ذلك لأنك تفضل الجسم ذو الندوب، السير يوجين…؟”

‘يجب أن يكون جيدًا هنا.’ قال الشخص العملاق.

 

 

– يُعَدُّ تصحيح سلوكك أمرًا مهما أيضا، ولكن إذا أبقيت فمك مغلقًا في الوقت الحالي، فلن يتمكن الأشخاص على الأقل من معرفة نوع المجاري التي لديك تحت هذا الفم. لذلك دعونا فقط نصلح هذه الوقفة السيئة خاصتك كما لو إننا نتعامل مع مبتدئ.

‘ماذا تعني بأنه يجب أن يكون جيدًا هنا؟’ وبخته امرأة. ‘مركز الغرفة أبعد قليلا من ذلك، لا، عُد….سيينا، ما رأيك؟’

هناك سبب بسيط جدا وطبيعي لماذا لم يفعل مولون ذلك.

صاحت سيينا وهي تنظر إلى الأسفل من حيث تطفو. ‘قليلا….هييك…..إلى اليمين….هييك…..هاااه….هنـ-هناك.’

نظرت ناريسا من الخيمة. “اممم، هذا….أ-أنا آسفة….”

توقف الرجل فجأة عندما شعر بسقوط سائل على رأسه. ‘…كم هو مذهل….! إنها في الواقع تمطر حتى ونحن تحت الأرض. هامل، هامل! هل هذا أنت؟ هل جئت لزيارتنا من مكانك للراحة وذرف هذه الدموع؟ لا تبكي، هامل! لن ننساك أبدا!’

صديقه.

تنهدت المرأة. ‘مولون، من فضلك، لا تقل شيئًا أحمق جدًا. الأشياء التي تسقط على رأسك الآن ليست قطرات مطر. إنها دموع سيينا.’

 

‘حسنًا….لقد فكرت بالفعل أنها مالحة بعض الشيء بحيث لا يمكن أن تكون قطرات مطر.’

هذا صحيح، لقد صارت الصحاري ساخنة جدا، وعندما تحتاج لتبريد جسدك، خمن يوجين أن أسرع طريقة للتعامل معها هي فقط بخلع ملابسك.

‘لـ-لا تشربهم، أيها الوغد الغبي. لماذا بحق الجحيم أنت تبتلع دموعي؟!’

 

هدأتها المرأة. ‘لا تبكي، سيينا. هامل أيضًا لم يرِد منك أن تبكي عليه.’

لكن فيرموث هز رأسه. ‘لا. دعني….أحمله.’

‘هامل….هامل، إبن العاهرة ذاك…..! لماذا توجب عليه أن يموت هكذا؟ فقط لماذا….؟! لم يكن بحاجة للموت. لو إستدار فقط….’ سكتت سيينا، وقمعت غضبها الحزين.

تمت إضافة ناريسا الآن إلى المجموعة المكونة من شخصين سابقًا. من المؤكد أن السمع الحساس للقزم كافٍ لمراقبة محيطهم عن كثب، ولكن نظرًا لأن ناريسا تفتقر إلى القوة اللازمة لحماية نفسها إذا وقعت حالة طوارئ، لم يتمكنوا من السماح لها بالمراقبة بمفردها.

 

 

‘…سيينا. كان هامل محاربًا عظيمًا ولا أملك خيارًا سوى الإعتراف به. محاربٌ أعظم مني، مولون من قبيلة بايار. هامل….لا بد أنه أراد أن يموت كمحارب.’

على الرغم من القيام بكل ذلك، انيسيه تسحب قدميها بنفسها الآن، وتمشي مع كتفيها مُنحَنيَّينِ أيضًا. في كل مرة تسحب قدميها، يمكن سماع صوت كشط من الأرض.

تم دفع سيينا إلى الغضب مرة أخرى. ‘أراد أن يموت كمحارب؟ لا ترمِ هذا الهراء علي، مولون….! لا يهم كيف تموت، أنت ميت فقط. ما الفرق الذي سيحدث إذا مُتَّ كمحارب؟ بدلا من الموت كمحارب، سيكون من الأفضل أن تعيش كإنسان…!’

 

مع لحظات من الإدراك، وقف يوجين هناك بصراحة وهو يشاهد هذا المشهد يحدث. هذه ليست المرة الأولى التي يرى فيها هذا الموقع. هذا قبر هامل، الذي تم حفره في أعماق صحراء نهاما. هذا مشهدٌ من وقت بناء القبر لأول مرة.

 

 

 

نصب مولون التمثال. بعد التحقق من مظهره، قامت المرأة، انيسيه، بسحب قدميها ببطء إلى أحد الجدران.

“قلت لك أن تتوقف عن التأسف.” ذكرها يوجين.

 

قاطعها يوجين. “أوي، انتظري لحظة، لست متأكدًا من أنني أفهم ما تقصدينه. تتوقعين شيئا؟ شيء لا يمكن تجنبه؟ لذلك بقيت تنتظرين؟ تنتظرينني؟ تنتظرين ماذا بالضبط؟”

 

 

– هامل، لديك وقفةٌ سيئة حقًا.

‘مع وجه وسيم مثل وجهي، من السهل حقًا سَحرُ هؤلاء الجان.’ فكر يوجين.

 

 

– ماذا تقولين فجأة؟

 

– أنا أقول أنه لا ينعكس جيدا علينا جميعا. أعلم أن تعاليم طفولتك قد تم مقاطعتها وأنك عملت كمرتزق لفترة طويلة، ولكن بما أنك ستسافر معنا الآن، فأنت بحاجة إلى إصلاح وقفتك السيئة هذه.

 

 

– يُعَدُّ تصحيح سلوكك أمرًا مهما أيضا، ولكن إذا أبقيت فمك مغلقًا في الوقت الحالي، فلن يتمكن الأشخاص على الأقل من معرفة نوع المجاري التي لديك تحت هذا الفم. لذلك دعونا فقط نصلح هذه الوقفة السيئة خاصتك كما لو إننا نتعامل مع مبتدئ.

– لماذا؟

لم توجه هذه الكلمات إلى كريستينا، التي هي نائمة بالفعل. اهتزت الخيمة على الجانب الآخر من نار المخيم قليلًا قبل أن يرتفع الغطاء عند المدخل ببطء.

– أنت تسأل حقا لماذا….ألا تفهم أي نوع من المواقف أنت فيه؟ هامل، أنت رفيق سيد السيف المقدس، الذي تعترف به الإمبراطورية المقدسة، كَـالبطل فيرموث لايونهارت. وأنا قديسة الإمبراطورية المقدسة، انيسيه سليوود.

مذهولةً وقفت على قدميها، مشت سيينا إلى فيرموث. مترددة، تحولت عيناها إلى اليسار واليمين بين فيرموث وشاهد القبر.

 

 

– حسنا، وأنا هامل ديناس.

“في المقام الأول، لم أحصل حتى على تمرين كاف لإرهاقي.” طمأنها يوجين: “سأكون متأكدا من إيقاظك في غضون خمس ساعات، لذلك لا تقلقي بشأن ذلك واحصلي على قسط من الراحة.”

 

تمت إضافة ناريسا الآن إلى المجموعة المكونة من شخصين سابقًا. من المؤكد أن السمع الحساس للقزم كافٍ لمراقبة محيطهم عن كثب، ولكن نظرًا لأن ناريسا تفتقر إلى القوة اللازمة لحماية نفسها إذا وقعت حالة طوارئ، لم يتمكنوا من السماح لها بالمراقبة بمفردها.

– لماذا لم تُعَرفي عن اسمي؟ أنا مولون رور. محارب فخور من قبيلة بيار وابن زعيمها، داراك رور—

تركت الأحلام العقل يشعر بالتعب عندما تنتهي. لهذا السبب، لم يستمتع يوجين حقا بالأحلام.

– اسكت يا مولون.

أدارت سيينا رأسها لتنظر خلفها.

 

‘لأنك أطول بكثير منا. نظرًا لأنه من المستحيل بالنسبة لنا حمل التابوت معك، يجب أن تنزل على يديك وركبتيك حتى نتمكن من وضع التابوت على ظهرك. بهذه الطريقة، يمكننا المساعدة في رفعه من الجانبين.’ أوضحت سيينا.

– أحمق.

وراءها وقف فيرموث.

 

“…حسنا…..لدي الكثير من الندوب على جسدي، ومع ساقي المفقودة كَـعيب….قد لا أكون قادرةً على تلبية معاييرك، سيدي يوجين.” اعترفت ناريسا بنبرة مكتئبة.

– هامل….! ألا تعتقد أنك قاسٍ جدًا على مولون.

 

 

 

– لقد نظرت أيضًا إلى مولون الآن وأخبرته أن يصمت، أليس كذلك؟

لم تجادل كريستينا أكثر من ذلك وأومأت برأسها. عندما لم تكن بعد مألوفة مع يوجين كما هي الآن، كانت إستمرت كريستينا عدة مرات في الجدال مع يوجين حول أمور مماثلة.

– ومع ذلك، لم أسمي مولون بالأحمق. حتى لو إنك لست مخطئًا في وصف مولون بأنه أحمق، ألا ترى أنها قلة أدبٍ أن تطلق على أحمقٍ أحمقًا في وجهه.

‘هذا الحلم….يبدو مختلفا نوعا ما….عن هجوم شياطين الليل.’ أدرك يوجين.

 

 

– أنا لست أحمق.

 

 

يبدو أن كريستينا تظهر مثل هذا الإعتبار لأنه أُجبر على التعامل مع محاربي قبيلة جارونغ في وقت سابق اليوم. ابتسم يوجين فقط في وجه قلق كيريستينا.

– هامل، ليست وقفتك هي السيئة فحسب، فالطريقة التي تتصرف بها معيبة أيضا. أنت فقط مبتذلٌ جدا.

– أنت تفعل ذلك الآن! لا تفتح ساقيك هكذا. اجلس مع ظهرك مستقيما. قدميك، تأكد من عدم سحب قدميك عند المشي. هذا يخلق ضوضاء غير سارة. عند المشي، تحتاج إلى الحفاظ على كتفيك على خط واحد وأيضًا إرفع صدرك للخارج….الآن بالنسبة لِـسكينك….إهتم بالسكين خاصتك! أين في العالم سَـتجد مجنونًا يستخدم سكين مثل الفأس عندما يكون يقطع اللحم فقط؟!

 

“قلت لك أن تتوقف عن التأسف.” ذكرها يوجين.

– ألا تظنين أنك قاسية جدا؟

أثناء فرك عينيها المحمرتين، نظرت سيينا إلى التمثال.

– يُعَدُّ تصحيح سلوكك أمرًا مهما أيضا، ولكن إذا أبقيت فمك مغلقًا في الوقت الحالي، فلن يتمكن الأشخاص على الأقل من معرفة نوع المجاري التي لديك تحت هذا الفم. لذلك دعونا فقط نصلح هذه الوقفة السيئة خاصتك كما لو إننا نتعامل مع مبتدئ.

توقف الرجل فجأة عندما شعر بسقوط سائل على رأسه. ‘…كم هو مذهل….! إنها في الواقع تمطر حتى ونحن تحت الأرض. هامل، هامل! هل هذا أنت؟ هل جئت لزيارتنا من مكانك للراحة وذرف هذه الدموع؟ لا تبكي، هامل! لن ننساك أبدا!’

 

“أي شيء جديد؟” فحص يوجين.

– وما هو سيء جدا حول وقفتي—

مد فيرموث يده وكتب اسم هامل على شاهد القبر.

– أنت تفعل ذلك الآن! لا تفتح ساقيك هكذا. اجلس مع ظهرك مستقيما. قدميك، تأكد من عدم سحب قدميك عند المشي. هذا يخلق ضوضاء غير سارة. عند المشي، تحتاج إلى الحفاظ على كتفيك على خط واحد وأيضًا إرفع صدرك للخارج….الآن بالنسبة لِـسكينك….إهتم بالسكين خاصتك! أين في العالم سَـتجد مجنونًا يستخدم سكين مثل الفأس عندما يكون يقطع اللحم فقط؟!

“…جيد. حسنا، سأعتمد عليك.” قالت كريستينا وهي تدخل خيمتها.

– أنتِ تنظرين إلى واحد الآن.

‘مولون، إنحني.’ أمرت سيينا.

 

 

 

عادة، لم تراوده أحلام واضحة حقا. كلما نام، سقط في سبات عميق بلا أحلام لكن هذا لم يمنعه من الاستيقاظ على الفور عندما يحتاج إلى ذلك.

في الأيام الأولى لمجموعتهم، ظلت انيسيه تطارد هامل لبعض الوقت، على أمل إصلاح سلوكه. لم يثبت ذلك أنه جهد لا طائل من ورائه. على الرغم من أن كلماته وأفعاله العادية لم تتغير من البداية إلى النهاية، بفضل تصحيحات انيسيه المزعجة والمستمرة، تمكن هامل على الأقل من استيعاب بعض آداب المائدة وترسيخها.

“…اللعنة.”

 

 

على الرغم من القيام بكل ذلك، انيسيه تسحب قدميها بنفسها الآن، وتمشي مع كتفيها مُنحَنيَّينِ أيضًا. في كل مرة تسحب قدميها، يمكن سماع صوت كشط من الأرض.

 

 

إلتفت عباءة الظلام حول يوجين مثل البطانية.

‘…هيك….’ كانت تبكي.

تم دفع سيينا إلى الغضب مرة أخرى. ‘أراد أن يموت كمحارب؟ لا ترمِ هذا الهراء علي، مولون….! لا يهم كيف تموت، أنت ميت فقط. ما الفرق الذي سيحدث إذا مُتَّ كمحارب؟ بدلا من الموت كمحارب، سيكون من الأفضل أن تعيش كإنسان…!’

 

– أنت تفعل ذلك الآن! لا تفتح ساقيك هكذا. اجلس مع ظهرك مستقيما. قدميك، تأكد من عدم سحب قدميك عند المشي. هذا يخلق ضوضاء غير سارة. عند المشي، تحتاج إلى الحفاظ على كتفيك على خط واحد وأيضًا إرفع صدرك للخارج….الآن بالنسبة لِـسكينك….إهتم بالسكين خاصتك! أين في العالم سَـتجد مجنونًا يستخدم سكين مثل الفأس عندما يكون يقطع اللحم فقط؟!

انيسيه تبكي حقًا. انيسيه التي ظلت تبتسم دائما بألوان زاهية، حتى وهي تطعن القلوب بالسكاكين. أن انيسيه سليوود تبكي حقًا، وبسببه.

‘…هيك….’ كانت تبكي.

 

بدأ الحلم يهتز.

‘…يا إله النور القدير، من فضلك….من فضلك احمي هذا الحمل الغبي وراقبه. يرجى قيادته برحمة ومحبة في رحلته الشاقة إلى مثواه الأخير، وإذا سقط الظلام على طريق هذا الحمل، يرجى إلقاء الضوء على طريقه بنورك.’

“…بـ-بما أن هذا هو الحال إذن….كما اعتقدت….” تذبذبت عيون ناريسا وتمتمت مع نفسها. بعد لحظات قليلة من التردد، أومأت برأسها فجأة كما لو أنها توصلت إلى نوع من القرار. “…أنا لا أمانع إذا كان معك، يا سيدي يوجين.”

حتى وهي تبكي، نحتت انيسيه هذه الصلوات على الحائط.

مد فيرموث يده وكتب اسم هامل على شاهد القبر.

 

‘لـ-لا تشربهم، أيها الوغد الغبي. لماذا بحق الجحيم أنت تبتلع دموعي؟!’

‘…يرجى حرق كل الأعباء المتبقية من حياته باللهب المشتعل خاصتك. بدلا من الباب الذي ينتظره الألم واليأس فقط، من فضلك افتح له باب السماء، المليء بالسلام والسعادة، وإذا لم تكن أعماله الصالحة كافية للتأهل لدخوله إلى الجنة، فمن فضلك ضع تكلفة الفرق على كتفي، حتى نتمكن يوما ما من لم شملنا مع بعضنا البعض في نفس الحياة الآخرة.’

 

وقف مولون أمام التمثال الذي أقيم بفخر في وسط الغرفة. ضغط شفتيه بإحكام وهو يحدق في التمثال.

“ألا تشعر بالتعب؟ بعد كل شيء، ظللت نشطًا جدًا اليوم. أنا لا أشعر بالتعب، فلماذا لا تنام فقط لهذا اليوم؟” عرضت كريستينا.

 

‘من متى بالضبط….وقعت في هذا الحلم….؟’ إرتبك يوجين. من أجل محاولة الهدوء، قرر يوجين التركيز على شيء آخر. ‘أنا يوجين لايونهارت، تناسخ هامل منذ ثلاثمائة عام. أنا ابن جيرهارد لايونهارت والطفل المتبنى لغيلياد لايونهارت. أنا تلميذ سيد البرج الأحمر لوفليان.’

ولكن لماذا هو يخلع ملابسه؟ هل يشعر بالحرارة؟

‘هامل….هامل، إبن العاهرة ذاك…..! لماذا توجب عليه أن يموت هكذا؟ فقط لماذا….؟! لم يكن بحاجة للموت. لو إستدار فقط….’ سكتت سيينا، وقمعت غضبها الحزين.

هذا صحيح، لقد صارت الصحاري ساخنة جدا، وعندما تحتاج لتبريد جسدك، خمن يوجين أن أسرع طريقة للتعامل معها هي فقط بخلع ملابسك.

مذهولةً وقفت على قدميها، مشت سيينا إلى فيرموث. مترددة، تحولت عيناها إلى اليسار واليمين بين فيرموث وشاهد القبر.

 

 

مولون هو فقط من هذا النوع من الأشخاص. إذا أحس بالحر، خلع ملابسه، وإذا أحس بالبرد، ارتدى ملابسًا أكثر، وإذا أحس بالجوع، يأكل، وإذا أحس بالعطش، يشرب.

 

 

بالمعنى الدقيق للكلمة، هي ليست تابعةً حقًا لملك الحصار الشيطاني. على الرغم من أنها لم تصل بعد إلى المدى الذي يمكن أن يطلق عليها فيه اسم ملكة شياطين، حتى في ذلك الوقت، كانت نوير جيابيلا ملكة شيطانية قوية لديها أعداد كبيرة من شياطين الليل تحت قيادتها.

وإذا وجد عدوًا أمامه، سيهاجمه مباشرة، بغض النظر عن مدى قوة العدو.

تدلت أكتاف ناريسا بسبب هذا الرد. دفع يوجين بهدوء المزيد من الحطب إلى نار المخيم.

 

‘هامل….هامل، إبن العاهرة ذاك…..! لماذا توجب عليه أن يموت هكذا؟ فقط لماذا….؟! لم يكن بحاجة للموت. لو إستدار فقط….’ سكتت سيينا، وقمعت غضبها الحزين.

 

“اه….نعم….” تمتمت ناريسا وهي تحدق بِـيوجين لبضع لحظات، ثم قامت بتعديل وضعها وحَنَتْ رأسها له. “…أنا حقا….أنا حقًا ممتنة لك، يا سيدي يوجين.”

– مولون! صُدَّهُم!

مد فيرموث يده وكتب اسم هامل على شاهد القبر.

 

 

إذا أعطاه شخص ما الأمر، فسوف يندفع مولون ويصد العدو دون أي تردد.

 

 

 

‘…هامل.’

يجب أن يكون هذا نوع من الحلم الواضح، حيث أدرك يوجين تمامًا أنه حاليا في منتصف الحلم. ومع ذلك، على الرغم من أنه يمكن أن يدرك حقيقة أنه في يحلم حاليا، لم يستطع يوجين استخدام إرادته لممارسة أي سيطرة على الحلم. وقع يوجين في هذا الحلم، غير قادر على إحداث أي تغييرات، وقد ترك واقفا هناك بلا هدف فقط.

لهذا السبب مولون يبكي الآن.

“لماذا وجود ندوب على جسمك يعني أنك لن تكون قادرة على تلبية معاييري….؟” سأل يوجين بصلابة، وإرتعاشت خداه بغضب.

 

‘هل تقول لي حقا أن أزحف مع التابوت على ظهري؟ يجب ألا ينحني المحارب على الأرض—’

لا يوجد أي سبب معقد لدموعه، ذلك فقط لأنه حزين. حزين بما فيه الكفاية لكي تنتفخ عيناه بسبب الدموع، وهذا هو السبب في أن مولون يبكي.

 

 

 

‘…أردت إجراء مبارزة معك في يوم من الأيام….لكي أقرر بيني وبينك….من هو أعظم محارب.’

 

مولون من النوع المباشر الذي يتماشى مع رغباته، لكنه ليس مباشرًا لدرجة تحدي هامل للقتال.

“ألا تشعر بالتعب؟ بعد كل شيء، ظللت نشطًا جدًا اليوم. أنا لا أشعر بالتعب، فلماذا لا تنام فقط لهذا اليوم؟” عرضت كريستينا.

 

 

هناك سبب بسيط جدا وطبيعي لماذا لم يفعل مولون ذلك.

 

 

‘أنتِ لستِ مخطئة في قول أن هامل كان ابن عاهرة، أحمقًا، غبيًا، لعينًا وقطعة قمامة.’

لأن هامل رفيقه.

لقد مر بعض الوقت منذ أن بدأ القراءة. الغابة في الليل غير هادئة. فأصوات نقيق الحشرات عالية جدا، وفي كل مرة تهب فيها الرياح، تهتز الأغصان السميكة للأشجار ضد بعضها البعض. يمكنه حتى سماع أصوات الوحوش من مسافة قصيرة.

 

بالمعنى الدقيق للكلمة، هي ليست تابعةً حقًا لملك الحصار الشيطاني. على الرغم من أنها لم تصل بعد إلى المدى الذي يمكن أن يطلق عليها فيه اسم ملكة شياطين، حتى في ذلك الوقت، كانت نوير جيابيلا ملكة شيطانية قوية لديها أعداد كبيرة من شياطين الليل تحت قيادتها.

صديقه.

‘…ربما هو أحمق، لكنه كان حكيمًا.’

 

 

إذا أرادوا أن يقرروا أي منهم هو أعظم محارب، فسيحتاجون إلى بذل قصارى جهدهم في قتالهم، دون التراجع عن أي شيء. هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكنهم من خلالها حقا اختبار مهارات بعضهم البعض. لكن إذا فعلوا ذلك، فقد يصاب أحدهما أو كلاهما بجروح خطيرة.

 

 

‘هل تعرف؟ هامل….الناس يقولون أننا أبطال. الأبطال الذين أنقذوا العالم. هاها….!’

لهذا السبب لم يتحدى مولون هامل في مبارزة. حتى لو إمتلك فكرة تحديد أي منهما هو المحارب المتفوق، فَـهو لا يريد القتال بكل قوته ضد زميله وصديقه هامل.

– ألا تظنين أنك قاسية جدا؟

 

“حسنا، دعيني أقول هذا فقط، لأنني أخشى أن يكون لديك بعض المخاوف الغريبة. ليس لدي أي نية للتخلي عنك وأنتِ نائمة. ليس الأمر كما لو أنني أعتني بك فقط بدافع حسن نيتي. أنا أحميك لأنني بحاجة إليك من أجل شيء ما.” أقنعها يوجين.

مولون هو فقط….من هذا النوع من الرجل.

 

 

على الرغم من أنها المرة الأولى التي يراها فيها، إلا أن المشهد الذي يتم إحياؤه أمامه بدا مألوفا إلى حد ما. الآن في وسط تجويف واسع تحت الأرض. أمامه، هيكل عضلي كبير يحمل تمثالًا عدة أضعاف حجم جسده.

‘لم أقاتلك أبدًا. ومن الآن فصاعدا، لن أحصل على فرصة للقتال معك مرة أخرى. ومع ذلك، هامل، حتى من دون قتال، أنا أعلم الحقيقة. أنا حقًا أحترمك، هامل. أنت…..أنت محارب أعظم وأشجع وأقوى مني.’

– وما هو سيء جدا حول وقفتي—

أما بالنسبة لسيينا، دون أن تقول أي شيء، نزلت على الأرض وجلست على الفور.

لأن هامل رفيقه.

 

 

منذ وقت سابق، منذ بداية الحلم في الواقع، ظلت سيينا تبكي. حتى الآن، هي لا تزال تبكي. الدموع تنهمر على وجهها وتبلل الأرض.

 

 

– هامل، لديك وقفةٌ سيئة حقًا.

بين تنهداتها، قالت سيينا ‘…لو لم تمُت….لو عشت….لكان ذلك كافيا. هامل. كان يمكن أن نكون….كان يمكن أن نكون….سعداء جدًا. أكثر من أي شخص آخر في العالم…..نحن نستحق أن نكون سعداء….’

“…احم.” سعل يوجين كما فتح عباءته وسحب كتابا.

لقد أخبرته أنها تريد أن تعيش حياة عادية، وأن تتزوج كشخص عادي، وأن يكون لديها عدد قليل من الأطفال، ثم تعيش لترى نفسها تصبح جدة.

 

 

“…بـ-بما أن هذا هو الحال إذن….كما اعتقدت….” تذبذبت عيون ناريسا وتمتمت مع نفسها. بعد لحظات قليلة من التردد، أومأت برأسها فجأة كما لو أنها توصلت إلى نوع من القرار. “…أنا لا أمانع إذا كان معك، يا سيدي يوجين.”

‘هل تعرف؟ هامل….الناس يقولون أننا أبطال. الأبطال الذين أنقذوا العالم. هاها….!’

 

أثناء فرك عينيها المحمرتين، نظرت سيينا إلى التمثال.

بعد ترتيب سريره بيديه فقط، غادر يوجين خيمته. إنها فكرة جيدة من جانبه لإعداد عدة خيام. بعد التحقق من أن كريستينا دخلت خيمتها الخاصة للراحة، شغل يوجين مقعدا أمام نار المخيم. ظلت ناريسا نائمةً في إحدى خيامه الاحتياطية، التي أقيمت على الجانب الآخر من نار المخيم.

 

 

‘هامل. أنت….أنا متأكدة من أنك ستكره تلك الكلمات. لأنك ابن العاهرة، ولديك شخصية لعينة كذلك. ربما ستشتم حتى أي شخص يدعوك بالبطل. أبطال؟ كيف يمكن أن يُطلق علينا بالأبطال عندما لم نتمكن حتى من قتل جميع ملوك الشياطين؟ أنا متأكدةٌ من أن هذا ما كنت ستقوله.’

 

استمرت سيينا في الضحك حتى أثناء بكائها.

 

 

 

‘لم نتمكن من إكمال سعينا….ليس….ليس باليد حيلة. هذا صحيح، بالطبع لم نتمكن من فعل ذلك. لأنك قد مُت. لهذا السبب، هامل، من فضلك لا….لا تستَئ منا كثيرا. حتى لو لم نفعل ذلك الآن، ممم، قد يكون ذلك مستحيلًا الآن، ولكن….’

 

شددت سيينا قبضتها.

 

 

‘إذا لم نتمكن من الوصول إلى هناك، ثم من في العالم يستحق الذهاب؟’ أصرت انيسيه.

‘يوما ما. هذا صحيح. يوما ما….سنفعل ذلك بالتأكيد. لذلك عندما يطلقون علينا أبطالًا، يمكننا في الواقع أن نفخر بهذا اللقب المخزي. يومًا ما، سنكون قادرين على مقابلة بعضنا البعض مرة أخرى في العالم الذي كنت تتوق لرؤيته.’

أدارت سيينا رأسها لتنظر خلفها.

أدارت سيينا رأسها لتنظر خلفها.

“…اللعنة.”

 

 

‘لأنه قد أقام قسمًا من أجل تحقيق ذلك.’

بسماع هذه الكلمات، انفتح فك ناريسا. هل دعاها بالفعل بِـطفل مثلك؟ ناريسا تبلغ من العمر مائة وثلاثين عاما!

وراءها وقف فيرموث.

‘…دعونا نكتب له رثاء.’ تمتم فيرموث وهو يرفع يده.

 

 

نظر فيرموث إلى التمثال من مسافة طفيفة بينه وبين الآخرين. بدا وجهه فارغا تماما. إنها نظرة اعتاد يوجين على رؤيتها على وجه فيرموث.

‘أنتِ لستِ مخطئة في قول أن هامل كان ابن عاهرة، أحمقًا، غبيًا، لعينًا وقطعة قمامة.’

 

‘أنتِ لستِ مخطئة في قول أن هامل كان ابن عاهرة، أحمقًا، غبيًا، لعينًا وقطعة قمامة.’

نظرت سيينا إلى فيرموث منتظرةً ردًا.

 

 

 

‘…هذا صحيح.’ قال فيرموث في النهاية. ‘هذا هو سبب القسم.’

 

‘….قسم أنت فقط تعرف تفاصيله الكاملة.’ تمتمت سيينا موبخة. بعد لحظات قليلة، توقفت سيينا عن التحديق في فيرموث. ‘…أنا آسف، فيرموث. أنا…أنا فقط….مضطربةٌ الآن.’

 

‘…دعونا نكتب له رثاء.’ تمتم فيرموث وهو يرفع يده.

– ومع ذلك، لم أسمي مولون بالأحمق. حتى لو إنك لست مخطئًا في وصف مولون بأنه أحمق، ألا ترى أنها قلة أدبٍ أن تطلق على أحمقٍ أحمقًا في وجهه.

 

‘لكن حياتي….بعد حياة قبيلتنا….قد تكون مكانًا مختلفًا عن جنة إله النور.’ قال مولون بقلق.

قام بتنشيط السحر المكاني الذي رآه يوجين يستخدمه طوال الوقت. من فجوة واسعة يبدو أنها ممزقة في الفضاء، سقط شاهد قبر كبير على الأرض.

قاطعها يوجين. “أوي، انتظري لحظة، لست متأكدًا من أنني أفهم ما تقصدينه. تتوقعين شيئا؟ شيء لا يمكن تجنبه؟ لذلك بقيت تنتظرين؟ تنتظرينني؟ تنتظرين ماذا بالضبط؟”

 

 

‘بعد كل شيء، يجب أن يكون لكل قبر حجر تذكاري.’ غمغم فيرموث.

“أوي. ليس لدي أي خطط للزحف إلى خيمتك، وليس لدي أي نية لجعلك تسددين دينك لي بجسدك.” قال يوجين بوضوح.

 

 

 

“هل لأن الغابة صاخبة جدا؟” سأل يوجين. “أم أن هذا بسبب المرور بأشياء كثيرة اليوم، صرتِ خائفةً بحيث لا يمكنك الحصول على أي نوم؟”

[هامل ديناس]

 

[التقويم المقدس 421~459]

 

 

في حياته السابقة، بعد هزيمة ملك الغضب الشيطاني، كانت رحلتهم لمحاربة ملك الحصار الشيطاني كابوسًا طويلًا. بعد كل شيء، هدفهم هو المرتبة الثانية بين جميع ملوك الشياطين. وكما صَوَرَّ ترتيبه، إمتلك ملك الحصار الشيطاني أتباعًا أقوياء وجيوش كبيرة تحت قيادته.

مد فيرموث يده وكتب اسم هامل على شاهد القبر.

– ألا تظنين أنك قاسية جدا؟

 

هناك سبب بسيط جدا وطبيعي لماذا لم يفعل مولون ذلك.

مذهولةً وقفت على قدميها، مشت سيينا إلى فيرموث. مترددة، تحولت عيناها إلى اليسار واليمين بين فيرموث وشاهد القبر.

 

 

‘ألا يمكنك أن تكتشف أنها مجرد مزحة….؟! لا حاجة لك للزحف على الأرض. تحتاج فقط إلى الانحناء قليلا، حتى نتمكن من حمله معًا.’ قالت سيينا بغضب.

‘…أريد أن أكتب شيئا في أسفله.’ قالت سيينا أخيرًا.

لقد كتبوا كلماتهم على الحجر التذكاري.

 

هذا الكتاب هو كتاب سحري قرأه بالفعل عدة مرات الآن. لقد تلقى هذا الكتاب السحري من لوفليان في اليوم الذي غادر فيه آروث.

‘حسنا.’ وافق فيرموث.

إذا أرادوا أن يقرروا أي منهم هو أعظم محارب، فسيحتاجون إلى بذل قصارى جهدهم في قتالهم، دون التراجع عن أي شيء. هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكنهم من خلالها حقا اختبار مهارات بعضهم البعض. لكن إذا فعلوا ذلك، فقد يصاب أحدهما أو كلاهما بجروح خطيرة.

 

‘…أردت إجراء مبارزة معك في يوم من الأيام….لكي أقرر بيني وبينك….من هو أعظم محارب.’

‘لقد كان ابن عاهرة، أحمقًا، غبيًا، لعينًا وقطعة قمامة.’ قرأت سيينا كما كتبت.

“ماذا؟” يوجين نخر.

 

 

تردد فيرموث. ‘…لو إن هذا ما تكتبينه، فلا أعتقد أنه يمكننا تسميته حجر تذكاري بعد الآن.’

لا يمكن للمرء أن يتنبأ بما سيحدث في الغابة ليلا. حتى بعد شهر من دخولهم سمر لأول مرة، يوجين وكريستينا لا يزالان يتناوبان على المراقبة كل ليلة.

أصرت سيينا ‘يمكنك فقط كتابة ما تريد كتابته في الأسفل.’

 

 

“بالطبع أنا أدرك أنك عشت حياة أطول مني، ولكن إذا قمنا بتحويل عمرك إلى سنوات بشرية، فأنت لا تزالين تبلغين من العمر ثلاثة عشر عاما فقط.” أصر يوجين.

‘إذن أنا التالي.’ مولون، الذي يذرف قطرات سميكة من الدموع، نهض فجأة من حيث يجلس ومشى إليهم.

“فقط أي نوع من الأشخاص تظنينني؟ ااه، طفل مثلك قد يجرؤ حقا على قول أي شيء، هاااه.” سخر يوجين.

 

نظرت ناريسا من الخيمة. “اممم، هذا….أ-أنا آسفة….”

‘أنتِ لستِ مخطئة في قول أن هامل كان ابن عاهرة، أحمقًا، غبيًا، لعينًا وقطعة قمامة.’

 

‘لكنه كان شجاعا أيضا.’

 

‘….وكما هو شجاع، كان مؤمنًا.’

حقيقة أن لوفليان أكبر منه سنا، حتى مع إضافة عمر حياته السابقة باسم هامل إلى سنواته الحالية، عمقت احترامه له فقط. بالنسبة ليوجين، هذا سبب مهم جدا لاحترامه لِـلوفليان.

‘…ربما هو أحمق، لكنه كان حكيمًا.’

 

‘…كان عظيمًا.’

– أنا أقول أنه لا ينعكس جيدا علينا جميعا. أعلم أن تعاليم طفولتك قد تم مقاطعتها وأنك عملت كمرتزق لفترة طويلة، ولكن بما أنك ستسافر معنا الآن، فأنت بحاجة إلى إصلاح وقفتك السيئة هذه.

لقد كتبوا كلماتهم على الحجر التذكاري.

لهذا السبب لم يتحدى مولون هامل في مبارزة. حتى لو إمتلك فكرة تحديد أي منهما هو المحارب المتفوق، فَـهو لا يريد القتال بكل قوته ضد زميله وصديقه هامل.

 

‘التابوت…’ ترددت سيينا. ‘لا….سآخذها معي.’

بعد وضع الحجر التذكاري أسفل أمام التمثال، تمتم فيرموث ‘…دعنا ننقل التابوت.’

هدأتها المرأة. ‘لا تبكي، سيينا. هامل أيضًا لم يرِد منك أن تبكي عليه.’

مشى فيرموث إلى التابوت الذي يقع خلفه.

 

 

 

قال مولون وهو يتقدم للأمام: ‘سأحمله.’

بعد التحديق بإرتباك بسطح خيمته لبضع لحظات، سحب يوجين نفسه ببطء.

 

يعرف يوجين جيدًا هذه العادات من حياته السابقة.

لكن فيرموث هز رأسه. ‘لا. دعني….أحمله.’

 

قالت انيسيه: ‘لا تفكر حتى في فعل كل شيء بمفردك. ألن يكون من الأفضل أن نرفعه جميعًا معًا؟’

نظرت سيينا إلى فيرموث منتظرةً ردًا.

‘مولون، إنحني.’ أمرت سيينا.

‘…هذا يتعارض مع الاتفاق.’

 

 

عبس مولون. ‘لماذا تريدين مني أن أنحني؟’

 

‘لأنك أطول بكثير منا. نظرًا لأنه من المستحيل بالنسبة لنا حمل التابوت معك، يجب أن تنزل على يديك وركبتيك حتى نتمكن من وضع التابوت على ظهرك. بهذه الطريقة، يمكننا المساعدة في رفعه من الجانبين.’ أوضحت سيينا.

استمر الليل في المرور. بعد مرور خمس ساعات، قام يوجين بالتبديل مع كريستينا وزحف مرة أخرى إلى خيمته الخاصة. على الرغم من أنه لم يشعر حقا بالحاجة إلى الراحة، إلا أن يوجين لا يزال يغلق عينيه وينام. حتى إذا لو لم تحتج إلى أخذ قسط من الراحة، فلا يزال يتعين عليك الراحة عندما تستطيع والحصول على قسط من النوم إذا سنحت لك الفرصة.

 

 

‘هل تقول لي حقا أن أزحف مع التابوت على ظهري؟ يجب ألا ينحني المحارب على الأرض—’

 

‘ألا يمكنك حتى أن تفعل هذا لهامل؟’

 

‘حسنا، بما أنه لهامل….’

‘لم أقاتلك أبدًا. ومن الآن فصاعدا، لن أحصل على فرصة للقتال معك مرة أخرى. ومع ذلك، هامل، حتى من دون قتال، أنا أعلم الحقيقة. أنا حقًا أحترمك، هامل. أنت…..أنت محارب أعظم وأشجع وأقوى مني.’

بمجرد أن بدأ مولون في النزول على الأرض، أصيبت سيينا بالذعر وركلت مولون على ساقه.

بدأ الحلم يهتز.

 

“لماذا وجود ندوب على جسمك يعني أنك لن تكون قادرة على تلبية معاييري….؟” سأل يوجين بصلابة، وإرتعاشت خداه بغضب.

‘ألا يمكنك أن تكتشف أنها مجرد مزحة….؟! لا حاجة لك للزحف على الأرض. تحتاج فقط إلى الانحناء قليلا، حتى نتمكن من حمله معًا.’ قالت سيينا بغضب.

جابت الوحوش هذه الغابة ليلا. في ظل الظروف المعتادة، يجب أن يكون المخيم قد تلقى بالفعل عدة هجمات من هؤلاء الوحوش، لكن حاجز كريستينا أخفى معسكرهم من نطاق إحساس الوحوش.

 

عادة، لم تراوده أحلام واضحة حقا. كلما نام، سقط في سبات عميق بلا أحلام لكن هذا لم يمنعه من الاستيقاظ على الفور عندما يحتاج إلى ذلك.

بدأ الحلم يهتز.

“بالطبع أنا أدرك أنك عشت حياة أطول مني، ولكن إذا قمنا بتحويل عمرك إلى سنوات بشرية، فأنت لا تزالين تبلغين من العمر ثلاثة عشر عاما فقط.” أصر يوجين.

 

 

لاحظت انيسيه شيئًا. ‘…سيينا. تلك القلادة….’

 

‘التابوت…’ ترددت سيينا. ‘لا….سآخذها معي.’

 

‘…هذا يتعارض مع الاتفاق.’

مع لحظات من الإدراك، وقف يوجين هناك بصراحة وهو يشاهد هذا المشهد يحدث. هذه ليست المرة الأولى التي يرى فيها هذا الموقع. هذا قبر هامل، الذي تم حفره في أعماق صحراء نهاما. هذا مشهدٌ من وقت بناء القبر لأول مرة.

‘…ألم نتفق جميعا بالفعل على هذا؟’ بينما ظل الحلم يهتز، رأى سيينا تشد قبضتها على القلادة. ‘بعد خلق العالم الذي أراد هامل رؤيته….في ذلك الوقت….سأعطيها له.’

‘…أوه يا إلهي.’ وضعت انيسيه يديها معا وبدأت في الصلاة. ‘يرجى الغض عن هذا العمل اللاأخلاقي. ولو إن ذلك غير ممكن، يرجى وضع أي أعباء أخرى على كتفي، حتى نتمكن جميعا من الصعود إلى السماء. لذلك بهذه الطريقة….آمل أن تسمح لنا جميعا بالاجتماع مرة أخرى في نفس المكان.’

‘…أوه يا إلهي.’ وضعت انيسيه يديها معا وبدأت في الصلاة. ‘يرجى الغض عن هذا العمل اللاأخلاقي. ولو إن ذلك غير ممكن، يرجى وضع أي أعباء أخرى على كتفي، حتى نتمكن جميعا من الصعود إلى السماء. لذلك بهذه الطريقة….آمل أن تسمح لنا جميعا بالاجتماع مرة أخرى في نفس المكان.’

 

‘…انيسيه، هل تعتقدين حقا أننا يمكن أن نذهب جميعًا إلى الجنة؟’ سألت سيينا.

 

 

على الرغم من القيام بكل ذلك، انيسيه تسحب قدميها بنفسها الآن، وتمشي مع كتفيها مُنحَنيَّينِ أيضًا. في كل مرة تسحب قدميها، يمكن سماع صوت كشط من الأرض.

‘إذا لم نتمكن من الوصول إلى هناك، ثم من في العالم يستحق الذهاب؟’ أصرت انيسيه.

 

 

‘هل تقول لي حقا أن أزحف مع التابوت على ظهري؟ يجب ألا ينحني المحارب على الأرض—’

‘لكن حياتي….بعد حياة قبيلتنا….قد تكون مكانًا مختلفًا عن جنة إله النور.’ قال مولون بقلق.

صاحت سيينا وهي تنظر إلى الأسفل من حيث تطفو. ‘قليلا….هييك…..إلى اليمين….هييك…..هاااه….هنـ-هناك.’

 

 

‘الأمر لا يختلف. الجنة….كل الجِنان تؤدي إلى نفس المكان. سنكون بالتأكيد قادرين على الإلتقاء في الجنة. وإذا لم يُمكِنا ذلك.’ توقفت انيسيه قليلا وهي تضرب التابوت الأبيض بابتسامة حزينة. ‘هذا يعني أن الإله غير موجود.’

 

 

‘كان يجب أن أرسل رسالة إلى المعلم لوفليان عندما سنحت لي الفرصة.’ أعرب يوجين عن أسفه.

“آه”، شهق يوجين وهو يفتح عينيه.

‘كان يجب أن أرسل رسالة إلى المعلم لوفليان عندما سنحت لي الفرصة.’ أعرب يوجين عن أسفه.

 

 

بعد التحديق بإرتباك بسطح خيمته لبضع لحظات، سحب يوجين نفسه ببطء.

‘…انيسيه، هل تعتقدين حقا أننا يمكن أن نذهب جميعًا إلى الجنة؟’ سألت سيينا.

 

“…اللعنة.”

“ألا تشعر بالتعب؟ بعد كل شيء، ظللت نشطًا جدًا اليوم. أنا لا أشعر بالتعب، فلماذا لا تنام فقط لهذا اليوم؟” عرضت كريستينا.

إلتفت عباءة الظلام حول يوجين مثل البطانية.

بعد التحديق بإرتباك بسطح خيمته لبضع لحظات، سحب يوجين نفسه ببطء.

 

‘مولون، إنحني.’ أمرت سيينا.

لكن السيف المقدس آلتاير برز بطريقة ما من عباءته، والمقبض يستريح في يد يوجين.

 

 

– لماذا لم تُعَرفي عن اسمي؟ أنا مولون رور. محارب فخور من قبيلة بيار وابن زعيمها، داراك رور—

توقف الرجل فجأة عندما شعر بسقوط سائل على رأسه. ‘…كم هو مذهل….! إنها في الواقع تمطر حتى ونحن تحت الأرض. هامل، هامل! هل هذا أنت؟ هل جئت لزيارتنا من مكانك للراحة وذرف هذه الدموع؟ لا تبكي، هامل! لن ننساك أبدا!’

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط