نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

الصندوق الفارغ و ماريا الصفرية 25

04/05 جزء 1/2

04/05 جزء 1/2

4 ماي (الإثنين)، يوم الخضرة

” إلى أين تذهبين… ؟ “

( يوم الخضرة هو عيد آخر من أعياد اليابان يقع في 4 ماي من كل سنة، يذكر انه يوم عطلة ايضا)

لقد اكتشفت هويتي فوراً، حتى رغم أن الوقت من السابعة حتى الثامنة صباحاً كان لكازوكي هوشينو بالأمس

 

بذلت جهداً كبيراً لأجبر نفسي على سماع البقية

4 ماي (الإثنين )، الساعة 07:49

 

 

”…. هاه؟ “ كان هذا مفاجئاً جداً بحيث لم أقدر على الاستجابة

اكتشفت بأن يداي و قدماي مكبلان، أنا ملقي على الأرض و هناك بطانية تغطيني، لازلت غير مستيقظ بالكامل لأفكر بشكل سليم

كما توقعت هو لم يجب

 

”….. ! “

أنا أتألم لكن لا أعلم إن كان هذا حلم أم حقيقة

ما هذا؟ مالذي يحدث؟ كيف انتهى بي الأمر هنا؟

و كأنني أغرق في مستنقع لا قعر له

أنا أتألم لكن لا أعلم إن كان هذا حلم أم حقيقة

تخبطت و كافحت دون فائدة، أستمر في النزول أسفل و أسفل نحو القذارة حتى لم أعد أعلم لما أقاومها، في النهاية لم أعد أستطيع المقاومة حتى لو أردت، المستنقع ابتلعني بالكامل، جسدي مغطى بالوحل لدرجة أني أنا نفسي أصبحت قذارة، أنا حثالة، من الداخل و الخارج، إلى أن يمحوني الوحل الذي يغطيني من الوجود و يدفنني

 

 

 

لا يمكنني رؤية نفسي في الفتى الذي أنا عليه

” لا أعلم لكن لاأزال قادرة على تدميره، أريد الهرب و في الوقت ذاته محوك من الوجود، لأنني أكرهك، هناك طريقة تمكنني من تحقيق الأمرين معاً، أنا متأكدة بأنك تفهمين ما أقصد، قبل أن ينهي الصندوق الأمنية…. “

 

” حسناً، في الحقيقة أنا، امم، إذا آسامي و ‘آسامي’ التي في جسدي كانا يتحدثان مع بعض عبر الهاتف، هل هذا يعني أن ريكو آسامي مالكة الصندوق و ‘ريكو آسامي’ التي في جسدي ليسا الشخص ذاته؟… هل هذا ممكن حتى؟ “

الفتى الذي أنا عليه هاه؟

لا يوجد شيء في ذلك المنزل إلا وقد كان في قطع

 

” هاهاهاهاها، أنت جادة؟ ظننتي أن بإمكانك بطريقة ما البقاء هنا؟ واو، هذا مذهل… لا تخبريني أنك ظننتِ أيضاً أن بإمكانك أن تصبحي كازوكي هوشينو؟ “

عندما حصلت على هذا الجسد لأول مرة حرصت على التفكير في نفسي على أني كازوكي هوشينو، لكن الآن أنا أفعل ذلك دون وعي، ليس و كأنني اعتدت على الأمر، بل أن هيأته الفيزيائية هي ما تدفعني للتفكير هكذا، لو تركت هذا الجسد يتصرف لوحده فسأصبح كازوكي هوشينو بالكامل

كان ذلك اليوم الذي استلمت فيه ريكو آسامي الصندوق

الآن و أنا بكامل وعيي، جلست بشكل مستقيم، رائحة النعناع تخبرني بأن هذا منزل ماريا اوتوناشي

لا بد أن خطتنا فشلت بالأمس، و إلا لما كنت هنا

يمكنني سماع أحدهم يشخر بهدوء، نظرت للسرير لأجد ماريا اوتوناشي نائمة و وجهها باتجاهي، تعابيرها ليست قاسية كما العادة، خلال نومها على الأقل هي تبدو كفتاة بمثل سني…. أعني هي بالفعل كذلك بعد كل شيء

 

 

 

” مالذي تنظر إليه؟ “ البراءة اختفت من على وجهها

و لهذا السبب…

 

 

” أنت ظريفة خلال نومك اوتوناشي “

صوت ريكو آسامي خال من أي مشاعر

 

”…. هاه؟ “ كان هذا مفاجئاً جداً بحيث لم أقدر على الاستجابة

” إذا أنت يوهاي ايشيهارا الآن “

أخوها الأكبر كان يصرخ في صمت وسط بركة حمراء

 

ظننت أني تخليت عن ذلك الاسم منذ حصولي على هذا الجسد

لقد اكتشفت هويتي فوراً، حتى رغم أن الوقت من السابعة حتى الثامنة صباحاً كان لكازوكي هوشينو بالأمس

” هذا…. لأنني لم أكن أعلم أن موتك سيؤدي لاختفائي وقتها “

ماريا اوتوناشي جلست على السرير و نظرت إلي

” لـ لكن… “

 

”… يال الغباء “ ماريا همست ساخرة بعد سماع الرسالة ” انها يائسة لدرجة أنها لا تعلم ما يحدث بعد الآن، من المستحيل أن لا أسمع هذه الرسالة بالنظر لما يحدث حالياً “

” أكره أن أزف إليك هذا الخبر المؤسف، لكنك لاتزال على قيد الحياة “

 

 

كازوكي هوشينو يثير اشمئزازي، لا يمكنني تحمله هو و اعتقاده الغبي بأن الحياة الطبيعية هي السعادة، أو أي من الآخرين الذين لا يعلمون أن ضحكاتهم و ابتساماتهم تسرق فرحة شخص آخر

”…. هاه؟ “ كان هذا مفاجئاً جداً بحيث لم أقدر على الاستجابة

 

 

 

” ما أقوله أن مالك الصندوق لايزال على قيد الحياة “

 

 

”… و كيف تنوين استخراج الصندوق؟ هل تعلمين حتى ما تفعلينه؟ “

في البداية لم أفهم ما تحاول قوله، لكن شيئاً فشيئاً الحقيقة التي لا تصدق و التي تحاول إخباري بها بدأت تتضح لي

”… مالذي تحاول قوله؟ “

 

 

ما ــ ما هذا… ؟

 

عقلي عاجز عن مجاراة الأمر، كل ما يمكنني فعله هو النظر إلى وجهها

…. ثم سحبتها فوراً عندما بدأ الهاتف يهتز كأنه كان في انتظاري

 

 

” حسناً، لا أظن أن لدي الوقت الكافي للدردشة معك هنا “ ماريا اوتوناشي أخرجت سترة من خزانتها ثم ارتدتها

 

 

لقد اكتشفت هويتي فوراً، حتى رغم أن الوقت من السابعة حتى الثامنة صباحاً كان لكازوكي هوشينو بالأمس

” إلى أين تذهبين… ؟ “

 

 

 

” لا تكن غبياً، سأذهب للبحث عن المالك ماذا غير ذلك؟ “

 

 

”… إذاً التبادل التالي سيكون في الواحدة؟ “

إن كان المالك حياً فهذا أمر منطقي لفعله، فتحت باب الغرفة و خرجت دون نظرة واحدة خلفها

 

ما هذا؟ مالذي يحدث؟ كيف انتهى بي الأمر هنا؟

 

 

 

لا بد أن خطتنا فشلت بالأمس، و إلا لما كنت هنا

 

 

” لا تكن غبياً ! لن أفعل ذلك !! سأبتعد عن طريقك و لن أتدخل… حتى أنت تعلم أن هذا أقصى ما يمكنني وعدك به ! “

على أي حال، علي أن أجد هاتفاً لأتصل بريو ميازاكي ،هاتف كازوكي هوشينو موضوع على منضدة أمامي

 

مددت يدي نحوه…

 

 

لا يوجد شيء يمكننا فعله لنغير ما يخبئه المستقبل لآسامي

”….. ! “

” لماذا أنت مصدوم هكذا؟ “

 

لا، ذلك لن يحصل، أنا…. سأهرب من ريكو آسامي

…. ثم سحبتها فوراً عندما بدأ الهاتف يهتز كأنه كان في انتظاري

لا يمكننا سماع المتصل بشكل واضح لكن يمكننا أن نجزم أنه صوت فتاة، مما يعني أنها لم تتصل بميازاكي، أخذت هاتفي و بحثت في سجل الاتصالات، ربما قامت بمسح الاتصالات لأنني لم أجد أي شيء جديد

 

 

بالنظر للساعة أستطيع أن أرى أنها الثامنة تماماً، هذه الساعة أصبحت تحت سيطرتي منذ الأمس، أنا متأكد أن ريو ميازاكي زامن اتصاله هذا مع هذا التوقيت لذلك السبب

 

 

 

أخذت الهاتف و تفقدت رقم المتصل

 

 

 

”… هاه؟ “

لا يوجد شيء في ذلك المنزل إلا وقد كان في قطع

 

”…. كـ… كيه…! “

إنه ليس الرقم الذي كنت أتوقعه، هذا الرقم يخص ــ لا، هذا مستحيل! لا يفترض لصاحب هذا الرقم أن يكون موجوداً حتى!

” مالذي… مالذي تقولينه… ؟ “

 

أخذت الهاتف و تفقدت رقم المتصل

لكن من يكون إذاً؟

ماريا اوتوناشي… ليست بشرية

 

 

محاولاً تجاهل الارتجاف في أصابعي، أجبت على الهاتف

 

 

ماريا أكملت ” إذا هل هناك فائدة من إطلاق سراح ‘ريكو آسامي’ ؟ ما نريده هو ريكو آسامي المالكة “

”….. مرحباً… ؟ من المتصل؟ “

يمكنني سماع أحدهم يشخر بهدوء، نظرت للسرير لأجد ماريا اوتوناشي نائمة و وجهها باتجاهي، تعابيرها ليست قاسية كما العادة، خلال نومها على الأقل هي تبدو كفتاة بمثل سني…. أعني هي بالفعل كذلك بعد كل شيء

 

” أتحدث مثل ماذا؟ “

” ريكو آسامي “

 

 

 

” ما….. ؟! “

 

 

 

لا يمكنني قول شيء آخر

ريكو آسامي لم تلاحظ حتى الدموع و هي تسيل من عينيها

 

” و لماذا يجب علي أن أستمع لأي شيء تقولينه؟ أنا عدوتك بعد كل شيء “

” لماذا أنت مصدوم هكذا؟ “

بعد اكتشاف هوية المالك، ماريا قضت معظم يوم السبت باحثة عن آسامي، لكنها لم تجد شيئاً

 

” أجل، لديك حتى ذلك الوقت لتقرر، ان ساعدت ‘ريكو آسامي’ فسيحقق الصندوق غايته، و في النهاية لن يتبقى سوى تلك الشخصية المزيفة و التي لم تكن أحداً في الأصل، ان رفضتها فسنساعدك على استرجاع أختك الصغرى الحقيقية “

” لـ لكن… “

 

 

 

” يفترض بي أن أكون ميتة؟ ظننت أنه يمكن قتلي؟ آسفة، لكن أنا حية و أتحدث معك الآن “

” إلى أين تذهبين… ؟ “

 

لم أخبر حتى ماريا أنني سأقول هذا

لا شك في ذلك انه صوت ريكو آسامي

” نعم، ظننت ذلك أيضاً “

 

” أنت ظريفة خلال نومك اوتوناشي “

” هذا مستحيل ! يجب أن تكوني ميتة ! ريو ميازاكي قام بقتلك! “

ميازاكي قرر على الأرجح أن لا يتدخل في ما تفعله ‘ريكو آسامي’ حتى السادس من الشهر، لكنه لن يتجاهلها ان أتت تطلب المساعدة

 

 

” هيه هيه هيه، أعلم، لكنك لا ترى أبعد مما تخبرك به عيناك، مغفل، ألا تفهم؟ يستحيل له أن يقتلني “

” أظن ذلك “

 

 

ريو ميازاكي لا يمكنه قتل ريكو آسامي؟… وجدت هذا صعب التصديق، من المفترض أن تكون أكثر شخص يرغب في محوه من حياته

 

 

 

” لأي درجة أنت غبي كي تظن بأني ميتة دون أن تقتلني بنفسك؟ أنت قمامة ـ مثير للإشمئزاز، أتمنى لو تُرمى في محرقة تليق بقمامة مثلك “

”… لقد اتصلت بأحدهم ! “

ريكو آسامي استغلت ارتباكي لمهاجمتي

 

بينما بدأت أتقبل كونها لاتزال حية، لاحظت أمراً

”اه…. آ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه!! “

 

اوه صحيح، هذا ما قلته لكازوكي هوشينو سابقاً

”… لماذا تتحدثين هكذا؟ “

” حسناً… “

 

لست متأكداً لكن يبدو أن الصوتين في التسجيل يتجادلان

” أتحدث مثل ماذا؟ “

لا أصدق أذناي

 

 

” أعني، كما… “

 

 

 

” كما اعتدتُ أن أتحدث؟ قبل أن تبدأ أنت بالتظاهر بالقوة؟ خلال تلك الأيام المظلمة التي كنت تبتلع فيها كل الكلام الذي كنت تريد قوله؟ “

 

ريكو آسامي ضحكت قبل أن تكمل

أنا أتألم لكن لا أعلم إن كان هذا حلم أم حقيقة

” أنت لم تتغير أبداً “

”…لا يمكنكِ مساعدتي على هذا؟ “

 

 

تقولين بأنني لم أتغير؟ بعد كل ذلك الوقت و الجهد الذي وضعته لفعل ذلك؟ بعد أن أعاد إعجابي بماريا اوتوناشي تشكيلي و حولني لشخص آخر؟ بعد أن غدوت قريباً من أن أصبح كازوكي هوشينو؟… بعد كل هذا لم يتغير شيء؟

 

كيف لشخص مثير للشفقة مثل ريكو آسامي أن يقول هذا لي؟

 

”… اخرسي، شخص ما دفعك لاجراء هذا الاتصال كي يغضبني، أليس كذلك؟ “

”…… لا تفعلي “

ريكو آسامي هذه من الماضي، هذه الضعيفة رمت بعداوتي تجاهها على وجهي

ميازاكي أعاد لفظ اسمي، وقف هناك سارحاً للحظة، لكن في النهاية عيناه امتلأتا بالغضب، أمسكني من عنقي في اللحظة التي أدرك فيها أن ريكو آسامي التي كان يتحدث معها ليست سوى تمثيلاً من كازومي هوشينو الذي يكرهه

 

الشيء التالي الذي رأيته كان صوراً من مراسم الافتتاح بمدرسة ريكو آسامي الجديدة

” أنت محق “

لا ــ لايمكن، هل بدأت أتقبل مصيري؟

 

ما ــ ما هذا… ؟

” هاه؟ “

 

 

 

” أنت تحاول سرقة جسد شخص آخر و كأنك تستحقه أو شيء كهذا، لا يمكنني تركك تفعل هذا… من تظن نفسك؟ يجب على أحدهم أن يريك مكانتك، يجب أن تموت، لهذا السبب… “

ميازاكي قرر على الأرجح أن لا يتدخل في ما تفعله ‘ريكو آسامي’ حتى السادس من الشهر، لكنه لن يتجاهلها ان أتت تطلب المساعدة

 

 

صوت ريكو آسامي خال من أي مشاعر

” أجل، لديك حتى ذلك الوقت لتقرر، ان ساعدت ‘ريكو آسامي’ فسيحقق الصندوق غايته، و في النهاية لن يتبقى سوى تلك الشخصية المزيفة و التي لم تكن أحداً في الأصل، ان رفضتها فسنساعدك على استرجاع أختك الصغرى الحقيقية “

 

ماريا اوتوناشي جلست على السرير و نظرت إلي

”… سأدمر هذا الصندوق “

لست متأكداً لكن يبدو أن الصوتين في التسجيل يتجادلان

” مالذي… مالذي تقولينه… ؟ “

 

 

الآن و أنا بكامل وعيي، جلست بشكل مستقيم، رائحة النعناع تخبرني بأن هذا منزل ماريا اوتوناشي

” تعلم أنه يمكنني فعل ذلك، بعد كل شيء أنا ـ ريكو آسامي ـ مالكة الصندوق “

النظرة الحادة على عينية لم تتغير لكن قبضته على عنقي خفت قليلاً

 

حان الوقت للخطوة التالية

لا أملك أي رد لذا بقيت صامتاً، يداي الممسكتان بالهاتف ترتجفان

قبضت على معدتي عندما تملكني شعور لا يوصف بالانزعاج

 

الحقيقة هي، كنت أعلم ما علي فعله منذ البداية، اتخذت قراري منذ اللحظة التي أخبرتها فيها أنني لن أقبل بوجودها

هي قهقهت ضاحكة قبل أن تكمل

” انتظر، هل من الممكن أن ميازاكي يعلم بمكان آسامي الحقيقية؟ “

 

… انتظر ، مالذي قلته لنفسي للتو؟

” لا تعتقد بأن بامكانك التملص من كل هذا بطريقة ما، اتفقنا، ‘ريكو آسامي’ ؟ “

 

 

” أنت ظريفة خلال نومك اوتوناشي “

4 ماي (الإثنين )، الساعة 10:01

كانت تمسك بدمية محشوة بشكل أرنب بين يديها، أخوها الأكبر كان قد فاز بها من أجلها منذ زمن طويل، لكن الآن الدمية لديها عين مفقودة و هناك دم يلطخها

 

 

”….. سـ ـ سا ــ عدني…. ساعدني، ريو…..! “

” وضعت مسجل صوت تحت سريري، ظننت انه لو تركت ريكو آسامي لوحدها هنا فقد تحاول الاتصال بميازاكي و تكشف لنا شيئاً لا نعرفه “

الصوت في التسجيل كان يخص ريكو آسامي

 

الآن عندما أفكر بالأمر، ميازاكي لم يقل أبداً أن قريبه كان ذكر ، أنا افترضت انها ذكر لأنها كانت تتحدث بصوتي و سمت نفسها يوهاي ايشيهارا، بالطبع ميازاكي لم يقم بتصحيح ذلك و لم يذكر أنها أخته

لكن بينما لم يكن أحد يهتم، الضرب كان ببطئ لكن بشكل مؤكد يمزق قطعاً من قلب ريكو آسامي، مجدداً و مجدداً كانت تسمع ذلك يحدث كل مرة، لم يكن صوتاً عالياً بل خافتاً، كحصاة وقعت في بركة، في كل مرة تسمعه كانت تفكر، حسناً ها قد ذهبت قطعة أخرى، لكن بعد فترة، لاحظت أن قطع مهمة عديدة تشكل ذاتها أصبحت مفقودة

لم أتخيل أن آسامي و ميازاكي قريبان، أسماؤهم الأخيرة مختلفة و لم تكن هناك أي شائعات حول ذلك في المدرسة أيضاً، حتى رغم أنها تأتي إلى فصلنا يومياً تقريباً لم ألحظ أي شيء يثير الشكوك، ان كان علي أن أحزر فوضعية عائلتهم المزرية دفعتهم لإخفاء أمر علاقتهما كأخ و أخت

” لا تعتقد بأن بامكانك التملص من كل هذا بطريقة ما، اتفقنا، ‘ريكو آسامي’ ؟ “

 

 

على ما يبدو، آسامي لم تكن تأتي لرؤية ماريا فقط بل لرؤية ميازاكي أيضاً

ومأت برأسي موافقاً

 

 

” ماريا، متى اكتشفتِ أن يوهاي ايشيهارا فتاة؟ “

فهمت الآن، ان ماتت ريكو آسامي، مالكة الصندوق، فعندها كنتيجة محتومة سأختفي أنا أيضاً

 

فهمت الآن، ان ماتت ريكو آسامي، مالكة الصندوق، فعندها كنتيجة محتومة سأختفي أنا أيضاً

” بدأت أشك في الأمر منذ دخولنا معاً لحمام الفتيات “

”…. كـ… كيه…! “

 

 

”….. انتظري، هي دخلت لحمام الفتيات بجسدي؟ “

” ما….. ؟! “

 

 

” لماذا تسأل عن هذا؟ “ لماذا هي غاضبة؟ …. ألا يفترض أن أكون أنا الغاضب الآن؟ ” علمت من تكون في الحقيقة عندما سألت عنها، زملاء ميازاكي منذ المتوسطة كانوا يعلمون أنه و آسامي شقيقان، تأكدت بعدها من أنها المالك عندما رأيت الجثث في منزلها “

 

 

 

إذا ماريا رأت الجثث أيضاً…

”… أعلم “

 

بصرخة مرتفعة ميازاكي أفلت عنقي

” في تلك الحالة أين هي آسامي…. ؟ “

 

 

 

بعد اكتشاف هوية المالك، ماريا قضت معظم يوم السبت باحثة عن آسامي، لكنها لم تجد شيئاً

 

 

 

ماريا جثمت لأسفل ثم مدت يدها تحت السرير، سمعت صوتاً ناعماً كأنها تسحب شيئاً ما

” كازوكي هوشينو، أنا سأقتل كل عائلتك، سأذبحهم بأقل طريقة رحمة، موتهم سيكون بطيئاً و بشعاً، سأشوههم بما يكفي حتى تعجز عن تفريق جثة عن أخرى، لهذا عليك فعل ما أقوله، إن فعلت فربما أصفح عنهم، يجب عليك أن لا تخبر ماريا بأي شيء عن هذا التسجيل، الآن، إليك ما يجب فعله… “

 

 

” مالذي تفعلينه؟ “

 

 

… حان الوقت لأتوقف عن التمثيل بأنني شخص طيب يتردد في اختيار أي طريق سيسلك

” وضعت مسجل صوت تحت سريري، ظننت انه لو تركت ريكو آسامي لوحدها هنا فقد تحاول الاتصال بميازاكي و تكشف لنا شيئاً لا نعرفه “

” لهذا أخبرك بأن هذا غير كاف، ان كانت عزيمتك بهذا الضعف فلن يتغير شيء، أنت كنت تعلم أنها ستأتي إليك طلباً للمساعدة “

 

 

ماريا أخرجت مسجل الصوت و شغلته، قامت بتسريع التسجيل بضع مرات بحثاً عن الصوت الذي نريده

لكن بينما لم يكن أحد يهتم، الضرب كان ببطئ لكن بشكل مؤكد يمزق قطعاً من قلب ريكو آسامي، مجدداً و مجدداً كانت تسمع ذلك يحدث كل مرة، لم يكن صوتاً عالياً بل خافتاً، كحصاة وقعت في بركة، في كل مرة تسمعه كانت تفكر، حسناً ها قد ذهبت قطعة أخرى، لكن بعد فترة، لاحظت أن قطع مهمة عديدة تشكل ذاتها أصبحت مفقودة

 

 

”… مرحباً؟ “ سمعنا هذا فجأة

 

 

” تعلم أنه يمكنني فعل ذلك، بعد كل شيء أنا ـ ريكو آسامي ـ مالكة الصندوق “

”… لقد اتصلت بأحدهم ! “

” أظن ذلك “

” أجل “

” هوشينو… ؟“

 

” لماذا أنت مصدوم هكذا؟ “

لا يمكننا سماع المتصل بشكل واضح لكن يمكننا أن نجزم أنه صوت فتاة، مما يعني أنها لم تتصل بميازاكي، أخذت هاتفي و بحثت في سجل الاتصالات، ربما قامت بمسح الاتصالات لأنني لم أجد أي شيء جديد

بعد أن أعدت الاستماع للتسجيل بضعة مرات، سؤال خطر على بالي، هل هذه حقاً هي؟ هي لا تتحدث مثل آسامي التي أعرفها، هي لا تتمتم بصوت خافت هكذا في العادة، الفتاة التي أعرفها تمتلك شخصية تشبه يوهاي ايشيهارا ـ أو الأصح ” ريكو آسامي“

لست متأكداً لكن يبدو أن الصوتين في التسجيل يتجادلان

”… كنت فقط أفكر، ماذا لو نفذنا مطالبها و تركنا ‘ريكو آسامي’ ترحل، سيمكننا هذا من تجنب الطريق المسدود الذي نحن فيه “

 

 

ماريا ربطت مسجل الصوت بحاسوبها، ثم بدأت تستمع للتسجيل من خلال سماعات الرأس، ربما تحاول استخراج ما يمكنها من المعلومات من خلال التنصت

” لماذا تسأل عن هذا؟ “ لماذا هي غاضبة؟ …. ألا يفترض أن أكون أنا الغاضب الآن؟ ” علمت من تكون في الحقيقة عندما سألت عنها، زملاء ميازاكي منذ المتوسطة كانوا يعلمون أنه و آسامي شقيقان، تأكدت بعدها من أنها المالك عندما رأيت الجثث في منزلها “

 

 

وجهها بدأ يشتد شيئاً فشيئاً حتى أصبح يرعبني

” حقاً ؟ تمنيت لو أنك لا تفعل “

 

الحقد في صوتها أخذني على حين غرة في البداية، لكني تعافيت بسرعة و رددت عليها

بعد برهة هي خلعت سماعات الرأس و سلمتني اياهم، ومأت برأسي و ارتديتهم

 

 

 

”… مرحباً ؟ من المتصل؟ “

 

” ريكو آسامي “

 

 

أعدت التفكير بما دار بيني و بين ريكو آسامي خلال ذلك الاتصال

لا أصدق أذناي

”…. لقد أخبرتك، كل ما أريده هو مساعدة أختي الصغرى “

بعد أن أعدت الاستماع للتسجيل بضعة مرات، سؤال خطر على بالي، هل هذه حقاً هي؟ هي لا تتحدث مثل آسامي التي أعرفها، هي لا تتمتم بصوت خافت هكذا في العادة، الفتاة التي أعرفها تمتلك شخصية تشبه يوهاي ايشيهارا ـ أو الأصح ” ريكو آسامي“

 

الآن عندما أفكر بالأمر، آسامي بدأت تتصرف بغرابة منذ الثلاثين من الشهر الماضي، أجل، لقد بدت أكثر قتامة من المعتاد، ليس إعداد ماريا الغداء لي ما جعلها تتصرف هكذا، ليس حقاً، الأسبوع الموحل ربما كان نشطاً في ذلك الوقت بالفعل

 

آسامي كانت تحاول التصرف مثل شخصيتها القديمة… لكن لما؟

” أخرج “ طرقت الباب ” هيا افتح… ! “

 

” لا “

” لا تعتقدي بأن بامكانكِ التملص من كل هذا بطريقة ما، اتفقنا، ‘ريكو آسامي’ ؟ “

لا شك في ذلك انه صوت ريكو آسامي

 

لا….. لا، لا، لا، لا، لا ! أنا لست ريكو آسامي ! أنا لا أحد ! أنا مجرد كيان مُصطنع و قريباً سأصبح كازوكي هوشينو…. !!

عدت للتركيز على بقية المحادثة

” انتظر، هل من الممكن أن ميازاكي يعلم بمكان آسامي الحقيقية؟ “

 

 

 

 

4 ماي (الإثنين )، الساعة 11:02

ماريا مختبئة في الغرفة المجاورة، يبدو أنها اكتشفت بأنها غرفة غير مسكونة منذ قدومها آخر مرة

أعدت التفكير بما دار بيني و بين ريكو آسامي خلال ذلك الاتصال

 

 

 

” لا تعتقدي بأن بامكانكِ التملص من كل هذا بطريقة ما، اتفقنا، ‘ريكو آسامي’ ؟ “

 

الحقد في صوتها أخذني على حين غرة في البداية، لكني تعافيت بسرعة و رددت عليها

 

 

 

”… و كيف تنوين استخراج الصندوق؟ هل تعلمين حتى ما تفعلينه؟ “

ماريا أخرجت مسجل الصوت و شغلته، قامت بتسريع التسجيل بضع مرات بحثاً عن الصوت الذي نريده

 

 

” لا أعلم لكن لاأزال قادرة على تدميره، أريد الهرب و في الوقت ذاته محوك من الوجود، لأنني أكرهك، هناك طريقة تمكنني من تحقيق الأمرين معاً، أنا متأكدة بأنك تفهمين ما أقصد، قبل أن ينهي الصندوق الأمنية…. “

 

 

 

بذلت جهداً كبيراً لأجبر نفسي على سماع البقية

 

 

في البداية لم أفهم ما تحاول قوله، لكن شيئاً فشيئاً الحقيقة التي لا تصدق و التي تحاول إخباري بها بدأت تتضح لي

”… كل ما علي فعله هو الانتحار “.

الحقد في صوتها أخذني على حين غرة في البداية، لكني تعافيت بسرعة و رددت عليها

(المترجم هنا، ان لم تفهم ما يحدث فتذكر ما حدث مع موجي في اول مجلد، ما يحدث لآسامي هو شيء مشابه حيث توجد نسختان منها بسبب شكوك المالك الباطنية و التي تحرف الامنية، ماريا ذكرت ذلك ايضا بهذا المجلد كما ذكرته بالمجلد الاول )

”…. هاه؟ “

 

 

تذكرت ان شخصاً ما قد قال شيئاً كهذا ذات مرة

لا أصدق أذناي

اوه صحيح، هذا ما قلته لكازوكي هوشينو سابقاً

 

 

 

” اوه ـ هوو، أنت تفكرين أنه حتى في أسوأ سيناريو ممكن فستتمكنين من الاحتفاظ بجسد كازوكي هوشينو ؟ مؤسف بالنسبة لك، لكن هذا مستحيل، لا، تحقيق السعادة على حساب شخص آخر لن يحدث معك أبداً، أنت ما تزالين أنا، أنت ريكو آسامي ،أتمنى أن تتذكري ذلك جيداً، فقط موتي، يجب أن تموتي “

أطلقت زفيراً طويلاً ثم رنيت الجرس

بدأت تتمتم بلعنة علي بصوت ضعيف بالكاد يمكن سماعه، كما اعتادت ريكو آسامي القديمة أن تفعل

بذلت جهداً كبيراً لأجبر نفسي على سماع البقية

 

 

”…. أتمنى أن تشنقي نفسكِ ثم تتركِ جثتك النتنة لتتعفن ،أتمنى أن تقفزي من سطح مرتفع و تتركي أشلاء عقلك ليدوسها المارة، أتمنى أن تقفزي أمام قطار فتتناثر أعضاؤك الداخلية على النوافذ فينزعج الركاب… سيكون ذلك مثالياً لكِ، إذا ماذا تظنين؟ “ هي سألتني ” أي من هذه الطرق تفضلين أن أنهي بها حياة ريكو آسامي ؟ “

 

تسألني كيف تريد أن تموت؟

 

فهمت الآن، ان ماتت ريكو آسامي، مالكة الصندوق، فعندها كنتيجة محتومة سأختفي أنا أيضاً

”… مالذي تحاول قوله؟ “

لقد حشرتني في الزاوية

 

 

 

”…… لا تفعلي “

بشكل بذيء لا يمكنك تحمل سماعه، الرسالة كانت تحاول اخباري أن أخدع ماريا و أتحرر من قيودي

 

 

اجابتي القصيرة أظهرت لها كم أنا يائسة

 

 

 

”…. لا أفعل ماذا؟ لا أقتل نفسي؟ لما لا؟ ألست أنتِ من حاول قتلي منذ البداية؟ “

حسناً، سأتأكد من أنه سيعلم، سأتكد من أن كازوكي هوشينو الذي لا يحاول حتى فهم معاناتي سيعلم

 

 

” هذا…. لأنني لم أكن أعلم أن موتك سيؤدي لاختفائي وقتها “

 

 

ريكو؟

” هاهاهاهاها، أنت جادة؟ ظننتي أن بإمكانك بطريقة ما البقاء هنا؟ واو، هذا مذهل… لا تخبريني أنك ظننتِ أيضاً أن بإمكانك أن تصبحي كازوكي هوشينو؟ “

” أكره أن أزف إليك هذا الخبر المؤسف، لكنك لاتزال على قيد الحياة “

 

 

” يمكنني ! طالما لا تتدخلين ! “

” أجل “

 

 

” اوه حسناً، أعتقد أنني سأقتل نفسي بعد كل شيء “

”… هل اوتوناشي هنا؟ “

 

” لا “

” أخبرتك لا تفعلي ! “

أريد من تصرفاته أن تقوده لأعماق اليأس و النسيان، لن يسعد مجدداً لبقية حياته

 

أخرجت هاتف كازوكي هوشينو و سجلت فيه رسالة صوتية

” و لماذا يجب علي أن أستمع لأي شيء تقولينه؟ أنا عدوتك بعد كل شيء “

إذا ماريا رأت الجثث أيضاً…

 

 

” عدوتي؟ “

و هناك جثتان

 

” عدوتي؟ “

” أجل، عدوتك، أنت من بين جميع الناس يجب أن تعلمي أنكِ عدوة نفسكِ الأسوء، خاصة عندما يتعلق الأمر بماضيك “

” لا تعتقد بأن بامكانك التملص من كل هذا بطريقة ما، اتفقنا، ‘ريكو آسامي’ ؟ “

 

لا يوجد شيء في ذلك المنزل إلا وقد كان في قطع

” اخرسي ! لماذا يجب عليك أن تتصرفي هكذا دائماً؟! يمكنني أن أكون كازوكي هوشينو لولا تدخلك ! أكرهك ! أنا أكرهك !!! “

فضاعة ما تتعرض له سكنت روحها و ملأت الفضاء المحطم من قلبها، لذلك فإن أحبت ريكو آسامي نفسها فهذا يعني أنها ستتقبل ذلك الجزء الجديد منها

 

” لكن هذا ليس ما تريده آسامي“ أخبرتها ” هي لا تريد أن تختفي “

يمكنني سماع ريكو آسامي تقهقه متعة على انفعالي

” ماذا تقصد؟ “ هي اجابت على اقتراحي بشيء من الشك

 

ريكو؟

” لماذا تضحكين؟! “

 

 

ريكو آسامي بدأت بتفكيك نفسها، تخلت عن هالتها الكئيبة و صممت ذاتاً جديدة و قوية، لكن ماريا اوتوناشي كانت تفعل ذلك بشكل أفضل، كلما تعلمت المزيد عن ماريا كلما أدركت أن تقليد ماريا مستحيل، لأن ما يسمح لماريا بتزييف قوتها و شخصيتها هو كونها ليست فتاة طبيعية، ذلك شيء لا يمكن لريكو آسامي تقليده

” قلت أنك تكرهينني “ هي أكملت كلامها دون أن تتوقف عن القهقهة ” يجب أن تتساهلي مع نفسك عندما تشمئزين منها “

” في تلك الحالة أين هي آسامي…. ؟ “

 

” سنجعل ميازاكي يخون ‘ريكو آسامي’ “

و بهذا انتهت محادثتي مع ريكو آسامي

 

 

 

”…. كـ… كيه…! “

 

قبضت على معدتي عندما تملكني شعور لا يوصف بالانزعاج

” لا تكن غبياً ! لن أفعل ذلك !! سأبتعد عن طريقك و لن أتدخل… حتى أنت تعلم أن هذا أقصى ما يمكنني وعدك به ! “

 

هو حملق بسخط علي

أشعر بالمرض، لماذا، لماذا… يجب علي التحدث معها…؟ هل كذب علي ريو ميازاكي عندما قال أنه قتلها؟

حان الوقت للضربة القاضية

 

”….. ماريا ، ماذا لو استخدمنا هذا التهديد لصالحنا؟ “

”… هي ستقوم بقتلي “

 

 

قبضت على معدتي عندما تملكني شعور لا يوصف بالانزعاج

ذلك لم يكن تهديداً، أعلم ذلك لأنني أعرف ريكو آسامي أكثر من أي شخص آخر، شخص مثلها يكره نفسه أكثر من أي شيء آخر لن يدع الصندوق ينهي الأمنية

… هي على حق

أظنها ستدمره في ليلة الخامس من الشهر

” تقترح أن نعمل مع النسخة التي تتملكك و نستخدمها للوصول لريكو آسامي؟ هذا لن ينجح، ان كانت قد وجهت تهديدات بتلك الحدة فهذا يعني بأنها لن تقبل التعاون معنا “

 

 

ستتركني أتعذب نفسياً لأطول مدة ممكنة و تنهي كل شيء في آخر لحظة

بصرخة مرتفعة ميازاكي أفلت عنقي

 

وجهها بدأ يشتد شيئاً فشيئاً حتى أصبح يرعبني

كنت أعرف أن علي قتلها لتفادي حصول أمر مماثل… لكن كما يبدو، حتى لو نفذ ريو ميازاكي ما طلب منه فسيدمر ذلك الصندوق و يمحوني من الوجود

 

إذا مالذي تبقى لي؟ هل أنا محكومة علي بالزوال مهما فعلت؟

 

 

” هاه؟ “

”…. اوه ريكو، مالذي ستفعلينه الآن… ؟ “

”… إذا المالك الذي نواجهه هذه المرة هو ريكو آسامي “

 

 

… انتظر ، مالذي قلته لنفسي للتو؟

 

ريكو؟

”… كنت فقط أفكر، ماذا لو نفذنا مطالبها و تركنا ‘ريكو آسامي’ ترحل، سيمكننا هذا من تجنب الطريق المسدود الذي نحن فيه “

ظننت أني تخليت عن ذلك الاسم منذ حصولي على هذا الجسد

 

لا ــ لايمكن، هل بدأت أتقبل مصيري؟

” ماريا، متى اكتشفتِ أن يوهاي ايشيهارا فتاة؟ “

هل بدأت أتقبل أني ‘ريكو آسامي’ ؟

” أتحدث مثل ماذا؟ “

لا….. لا، لا، لا، لا، لا ! أنا لست ريكو آسامي ! أنا لا أحد ! أنا مجرد كيان مُصطنع و قريباً سأصبح كازوكي هوشينو…. !!

 

 

هاجمته بأسئلة عديدة لأغطي على عذري الواهن و أمنعه من التفكير فيه، ميازاكي سكت مفكراً في أسئلتي، تعابيره تخبرني بأنه انخدع بتمثيلي

” تظنين أنه يمكنكِ الهرب من نتائج تصرفاتك بسهولة ـ طبيعتك الطفولية تلك ظريفة للغاية، بالكاد يمكنني تحملها “

 

 

 

ما ذلك الصوت؟

 

 

 

الصدى بداخلي ساحر جداً، أقسم أني سمعته من قبل

لست متأكداً لكن يبدو أن الصوتين في التسجيل يتجادلان

 

هي قهقهت ضاحكة قبل أن تكمل

لا، ذلك لن يحصل، أنا…. سأهرب من ريكو آسامي

”… هذا ليس كل شيء، لو كان هذا كل ما في الأمر لتمكنت من تحمله لا مشكلة في ذلك، لكن هناك شيء آخر لاحظته “ ماريا نظرت للأسفل قبل أن تكمل ” ‘ريكو آسامي’ و ‘آيا اوتوناشي’ متشابهتان “

 

 

حتى و لو…

ميازاكي رفع رأسه ”…. ماذا تقصد بغير كاف؟! “

 

 

”اه…. آ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه!! “

” ما أقوله أن مالك الصندوق لايزال على قيد الحياة “

 

 

سيلان لا يصدق من الذكريات اقتحم رأسي دفعة واحدة، هذه الذكريات يفترض بأنها اختفت عندما دخلت هذا الجسد، لا يمكنني التعامل مع كم كهذا من المعلومات دفعة واحدة، لكنهم يستمرون بعرض أنفسهم في رأسي رغم اعتراضي

”… مالذي تحاول قوله؟ “

 

 

 

 

 

” هيا ميازاكي، أنت لم تميز بيننا حتى، هل كيان بالكاد تفهمه يعتبر مهماً لك لهذا الحد؟ ان كانت حقا أختك لأخبرتك أن تذهب و تساعدها، ما كنت لأوقفك، لكن ‘ريكو آسامي’ ليست أختك الصغرى، لذا هيا ميازاكي، لماذا لا تقولها من أجلي مرة أخرى ــ “

 

”… كل ما علي فعله هو الانتحار “.

 

لهذا السبب سأصبح كازوكي هوشينو

أول شيء رأيته كان صوراً ليوهاي ايشيهارا وهو يعنّف ريكو آسامي

 

الفتاة التي في الثالثة عشرة من عمرها تبكي و تنكمش خوفاً من الوحش أحمر الوجه

” أجل، لديك حتى ذلك الوقت لتقرر، ان ساعدت ‘ريكو آسامي’ فسيحقق الصندوق غايته، و في النهاية لن يتبقى سوى تلك الشخصية المزيفة و التي لم تكن أحداً في الأصل، ان رفضتها فسنساعدك على استرجاع أختك الصغرى الحقيقية “

أجل أتذكر ذلك، هكذا بدأ الأمر، في البداية كان الضرب عقاباً لريكو آسامي على انفعالاتها

 

منذ صغرها كبرت وهي تكره هذا الرجل الذي لم يكن والدها الحقيقي، كانت تعامله كعدو و تتصرف بعدائية معه، غير قادر على تحمل ذلك يوهاي ايشيهارا وبخها مادياً في النهاية

”……. “

كانت هذه بداية العنف اليومي، بضربها بشدة لمرة واحدة، الطفلة المثيرة للمشاكل التي لم يحبها أصبحت مطيعة و هادئة، لذلك من الطبيعي أن تستمر الأمور على ذلك النحو، في أعين ذلك الوحش، إبراح ريكو آسامي ضرباً لم يكن فعالاً فقط بل ممتعاً أيضاً

 

 

 

أمها أيضاً ضاقت ذرعاً من تصرفات ابنتها، لذلك وجدت راحتها في أخذ نصيبها من الضرب أيضاً، ريكو آسامي كانت تهدد منزلها، بالنسبة للعاهرة العجوز كان الأفضل لو اختفت ابنتها

ريكو آسامي استغلت ارتباكي لمهاجمتي

 

لكن من يكون إذاً؟

يقولون أن أخلاق المرأ تتأقلم مع محيطه ، النفور من العنف الموجه لريكو آسامي وُجد في وقت ما في هذا المنزل ، لكنه تلاشى مع الوقت، لم يعد أحد يهتم، لا أحد يسأل عن فضاعة ما يحدث أو عن ضحيته (أظنها تتحدث عن الجيران هنا)

 

لكن بينما لم يكن أحد يهتم، الضرب كان ببطئ لكن بشكل مؤكد يمزق قطعاً من قلب ريكو آسامي، مجدداً و مجدداً كانت تسمع ذلك يحدث كل مرة، لم يكن صوتاً عالياً بل خافتاً، كحصاة وقعت في بركة، في كل مرة تسمعه كانت تفكر، حسناً ها قد ذهبت قطعة أخرى، لكن بعد فترة، لاحظت أن قطع مهمة عديدة تشكل ذاتها أصبحت مفقودة

”… مرحباً ؟ من المتصل؟ “

 

 

بالنسبة لطرف ثالث يشاهد من بعيد، العنف الذي يسلطه ذلك الرجل و الذي يجعل حتى الوحوش تخجل من نفسها، سيبدو بالتأكيد أمراً غير مقبول و في النهاية لن يحظى باهتمام كبير، سيطلقون عليه عبارة مثل ‘إيذاء’ أو ‘تعسف’ فقط لكي يقنعوا أنفسهم أنهم يفهمون

”….. مرحباً… ؟ من المتصل؟ “

لهذا بالنسبة لريكو آسامي لم يوجد اسم تطلقه على العنف الذي تتعرض له

4 ماي (الإثنين )، الساعة 07:49

 

 

فضاعة ما تتعرض له سكنت روحها و ملأت الفضاء المحطم من قلبها، لذلك فإن أحبت ريكو آسامي نفسها فهذا يعني أنها ستتقبل ذلك الجزء الجديد منها

 

 

 

و بهذا ريكو آسامي لم تتقبل أبداً فكرة أن تبقى حية

” لا تكن غبياً ! لن أفعل ذلك !! سأبتعد عن طريقك و لن أتدخل… حتى أنت تعلم أن هذا أقصى ما يمكنني وعدك به ! “

 

” تقترح علي أن أثق بكما؟ ها ها… هذه أغبى صفقة سمعتها “

الشيء التالي الذي رأيته كان صوراً من مراسم الافتتاح بمدرسة ريكو آسامي الجديدة

 

 

”….. سـ ـ سا ــ عدني…. ساعدني، ريو…..! “

هاهي هناك ـ ماريا اوتوناشي ـ تقف على المنصة

” أجل، سأستمر في مساعدتك “ للأسف ميازاكي أعطاني موافقته، مزيفاً ابتسامة ضعيفة

 

 

نظرة واحدة كانت كافية لتغمر ريكو آسامي ،مظهرها، صوتها و هي تتحدث، كانا كافيان لجعل التنفس صعباً عليها

” أظن ذلك “

 

 

لقد كانت حرفياً، قطعة فنية.

 

ذروة الابداع

كما توقعت هو لم يجب

 

 

كانت تحفة فنية صنعت على طول مسيرة فنان دامت فترة حياته كلها، لديها هدف، لديها مسار واضح لتتبعه، كانت وجوداً لا يمكن استيعابه ـ قطعة فنية

 

 

هل بدأت أتقبل أني ‘ريكو آسامي’ ؟

ريكو آسامي لم تلاحظ حتى الدموع و هي تسيل من عينيها

ماريا ربطت مسجل الصوت بحاسوبها، ثم بدأت تستمع للتسجيل من خلال سماعات الرأس، ربما تحاول استخراج ما يمكنها من المعلومات من خلال التنصت

 

”… هاه؟ “

هذه هي، الطريقة الوحيدة للهرب من نفسها، الطريقة الوحيدة كانت ببناء شخصية مثالية مزيفة مثل ما تفعل ماريا بالضبط

” لا… ليس كذلك، إن لم أساعدك فستخسر، لذا أعلم أنه ليس أمامي خيار، أنا فقط لا يمكنني تقبل المأساة التي تنتظر آسامي “ قالت بقلق و هي تعض شفتيها

 

 

ريكو آسامي بدأت بتفكيك نفسها، تخلت عن هالتها الكئيبة و صممت ذاتاً جديدة و قوية، لكن ماريا اوتوناشي كانت تفعل ذلك بشكل أفضل، كلما تعلمت المزيد عن ماريا كلما أدركت أن تقليد ماريا مستحيل، لأن ما يسمح لماريا بتزييف قوتها و شخصيتها هو كونها ليست فتاة طبيعية، ذلك شيء لا يمكن لريكو آسامي تقليده

الصوت في التسجيل كان يخص ريكو آسامي

ماريا اوتوناشي… ليست بشرية

لهذا آسامي بلغت طرف مشنقتها

 

 

آخر شيء رأيته كان صوراً من الثامن و العشرين من ابريل

بالنظر للساعة أستطيع أن أرى أنها الثامنة تماماً، هذه الساعة أصبحت تحت سيطرتي منذ الأمس، أنا متأكد أن ريو ميازاكي زامن اتصاله هذا مع هذا التوقيت لذلك السبب

كان ذلك اليوم الذي استلمت فيه ريكو آسامي الصندوق

”… كنت فقط أفكر، ماذا لو نفذنا مطالبها و تركنا ‘ريكو آسامي’ ترحل، سيمكننا هذا من تجنب الطريق المسدود الذي نحن فيه “

كانت تمسك بدمية محشوة بشكل أرنب بين يديها، أخوها الأكبر كان قد فاز بها من أجلها منذ زمن طويل، لكن الآن الدمية لديها عين مفقودة و هناك دم يلطخها

 

و هناك جثتان

” لا تكن غبياً ! لن أفعل ذلك !! سأبتعد عن طريقك و لن أتدخل… حتى أنت تعلم أن هذا أقصى ما يمكنني وعدك به ! “

 

لا يمكنني قول شيء آخر

أخوها الأكبر كان يصرخ في صمت وسط بركة حمراء

 

 

 

يوهاي ايشيهارا كان قد حطم ريكو آسامي بالكامل

 

 

 

لا يوجد شيء في ذلك المنزل إلا وقد كان في قطع

 

 

بالنسبة لطرف ثالث يشاهد من بعيد، العنف الذي يسلطه ذلك الرجل و الذي يجعل حتى الوحوش تخجل من نفسها، سيبدو بالتأكيد أمراً غير مقبول و في النهاية لن يحظى باهتمام كبير، سيطلقون عليه عبارة مثل ‘إيذاء’ أو ‘تعسف’ فقط لكي يقنعوا أنفسهم أنهم يفهمون

كل شيء انتهى، كل ما كوّن ريكو آسامي قد سُحق و تدمر بالكامل

و هناك جثتان

 

 

 

 

 

 

 

” ــ من ستساعد؟ “

أنا أبكي

 

الوهم الذي كان أمامي اختفى أخيراً ــ ربما الدموع ما أزاله

 

 

 

” لا يمكنني… لا يمكنني… “

” في الواقع هذا ما سأفعله “

 

حتى و لو…

لا يمكنني تقبل هذا، لن أتقبل أبداً أنني ريكو آسامي !

”…. امم، في الحقيقة، هناك واحدة، بالحكم على ما سمعناه من التسجيل، أعتقد أن ‘ريكو آسامي’ تعرف كيفية الوصول للحقيقية “

 

لا….. لا، لا، لا، لا، لا ! أنا لست ريكو آسامي ! أنا لا أحد ! أنا مجرد كيان مُصطنع و قريباً سأصبح كازوكي هوشينو…. !!

”… لهذا السبب… “

”هل ستستمر في مساعدتي ريو؟ “

 

 

لهذا السبب سأصبح كازوكي هوشينو

 

 

 

كازوكي هوشينو يثير اشمئزازي، لا يمكنني تحمله هو و اعتقاده الغبي بأن الحياة الطبيعية هي السعادة، أو أي من الآخرين الذين لا يعلمون أن ضحكاتهم و ابتساماتهم تسرق فرحة شخص آخر

أمها أيضاً ضاقت ذرعاً من تصرفات ابنتها، لذلك وجدت راحتها في أخذ نصيبها من الضرب أيضاً، ريكو آسامي كانت تهدد منزلها، بالنسبة للعاهرة العجوز كان الأفضل لو اختفت ابنتها

 

الآن عندما أفكر بالأمر، ميازاكي لم يقل أبداً أن قريبه كان ذكر ، أنا افترضت انها ذكر لأنها كانت تتحدث بصوتي و سمت نفسها يوهاي ايشيهارا، بالطبع ميازاكي لم يقم بتصحيح ذلك و لم يذكر أنها أخته

حسناً، سأتأكد من أنه سيعلم، سأتكد من أن كازوكي هوشينو الذي لا يحاول حتى فهم معاناتي سيعلم

قبضت على معدتي عندما تملكني شعور لا يوصف بالانزعاج

سأستخدمه، ماريا اوتوناشي لن تخلط بيني و بينه بعد الآن، الخداع لن يفلح، لذلك سأستخدم الصراحة معه، سأهدده ثم أجبره على إطاعتي

 

أريد من تصرفاته أن تقوده لأعماق اليأس و النسيان، لن يسعد مجدداً لبقية حياته

 

 

 

أخرجت هاتف كازوكي هوشينو و سجلت فيه رسالة صوتية

” ماذا تقصد؟ “ هي اجابت على اقتراحي بشيء من الشك

 

 

 

 

” كازوكي هوشينو، أنا سأقتل كل عائلتك، سأذبحهم بأقل طريقة رحمة، موتهم سيكون بطيئاً و بشعاً، سأشوههم بما يكفي حتى تعجز عن تفريق جثة عن أخرى، لهذا عليك فعل ما أقوله، إن فعلت فربما أصفح عنهم، يجب عليك أن لا تخبر ماريا بأي شيء عن هذا التسجيل، الآن، إليك ما يجب فعله… “

ماريا أكملت ” إذا هل هناك فائدة من إطلاق سراح ‘ريكو آسامي’ ؟ ما نريده هو ريكو آسامي المالكة “

 

 

 

4 ماي (الإثنين )، الساعة 12:06

 

 

 

 

4 ماي (الإثنين )، الساعة 12:06

 

 

سيلان لا يصدق من الذكريات اقتحم رأسي دفعة واحدة، هذه الذكريات يفترض بأنها اختفت عندما دخلت هذا الجسد، لا يمكنني التعامل مع كم كهذا من المعلومات دفعة واحدة، لكنهم يستمرون بعرض أنفسهم في رأسي رغم اعتراضي

”… سأقتلك،أنا سأقتلك و أصبح كازوكي هوشينو، و مرة أخرى ـ لا تخبر ماريا اوتوناشي عن أي شيء سمعته للتو “

 

 

” أم هل أنت تقترح أنك ستخضعها لإرادتك و تحطم معنوياتها ثم تجبرها على التماشي مع خطتنا؟ “ ماريا مزحت مع ضحكة قصيرة

”… يال الغباء “ ماريا همست ساخرة بعد سماع الرسالة ” انها يائسة لدرجة أنها لا تعلم ما يحدث بعد الآن، من المستحيل أن لا أسمع هذه الرسالة بالنظر لما يحدث حالياً “

 

بشكل بذيء لا يمكنك تحمل سماعه، الرسالة كانت تحاول اخباري أن أخدع ماريا و أتحرر من قيودي

لهذا السبب بابه قد فُتح، تعابيره أسوء من البارحة

 

” في تلك الحالة أين هي آسامي…. ؟ “

تهديداتها لا تخيفني، الآن و أنا أعلم أن ماريا إلى جانبي، من المستحيل لريكو آسامي التي في جسدي أن تقتل أحداً، لا يهم كم ستحاول إجباري، النزول إلى هذا المستوى مثير للشفقة

” أجل، لديك حتى ذلك الوقت لتقرر، ان ساعدت ‘ريكو آسامي’ فسيحقق الصندوق غايته، و في النهاية لن يتبقى سوى تلك الشخصية المزيفة و التي لم تكن أحداً في الأصل، ان رفضتها فسنساعدك على استرجاع أختك الصغرى الحقيقية “

 

آخر شيء رأيته كان صوراً من الثامن و العشرين من ابريل

أستطيع القول أن تعابير ماريا المحبطة تقول نفس الشيء

عقلي عاجز عن مجاراة الأمر، كل ما يمكنني فعله هو النظر إلى وجهها

 

ريو ميازاكي لا يمكنه قتل ريكو آسامي؟… وجدت هذا صعب التصديق، من المفترض أن تكون أكثر شخص يرغب في محوه من حياته

ماريا قضت الأمس و اليوم الذي يسبقه بأكملهما تبحث عن أكبر قدر من المعلومات عن ريكو آسامي، في حين أن كل ما سمعته كان مجرد اشاعات، فقد شكلوا صورة بشعة

 

و عندها بالطبع… هناك تلك الجثث، تلك الخطايا التي لا يمكن اصلاحها، لقد بلغت مرحلة حيث الأسبوع الموحل هو أملها الوحيد بالمستقبل

آسامي نادته ريو خلال ذلك التسجيل لكن هذا لا يعني انها تناديه كذلك الآن، حاربت الاصابة بالذعر و اخبرته بالعذر الذي سبق و جهزته

لهذا آسامي بلغت طرف مشنقتها

 

 

بما أن ماريا تقول أنهما متشابهتان، فهذا يعني أنها تفهم كيف تشعر ريكو آسامي

”…. هاه؟ “

حتى بعد كل ما قلته، ميازاكي لا يستطيع أن يقرر

 

 

” ما الأمر؟ “

عدت للتركيز على بقية المحادثة

 

لست متأكداً لكن يبدو أن الصوتين في التسجيل يتجادلان

” حسناً، في الحقيقة أنا، امم، إذا آسامي و ‘آسامي’ التي في جسدي كانا يتحدثان مع بعض عبر الهاتف، هل هذا يعني أن ريكو آسامي مالكة الصندوق و ‘ريكو آسامي’ التي في جسدي ليسا الشخص ذاته؟… هل هذا ممكن حتى؟ “

 

 

” لا تعتقدي بأن بامكانكِ التملص من كل هذا بطريقة ما، اتفقنا، ‘ريكو آسامي’ ؟ “

” الظاهر أن ريكو آسامي شخص يتبع الحس المنطقي السليم، ربما رأت أن تملّك جسدك ممكن لكنها لم تقدر على تخيل نفسها تدخل جسدك، هذا ما جعل الأمور كما هي عليه “

” و لماذا يجب علي أن أستمع لأي شيء تقولينه؟ أنا عدوتك بعد كل شيء “

 

لا يوجد شيء يمكننا فعله لنغير ما يخبئه المستقبل لآسامي

”… إذا المالك الذي نواجهه هذه المرة هو ريكو آسامي “

 

 

قررت منحه تلميحاً

” بالنسبة للتي في جسدك فهي ليست حقيقية و لكنها ليست مزيفة أيضاً، ستستمر في الوجود و تعاني خلال ذلك سواء كانت من صنع الأسبوع الموحل أو غيره “

و لهذا السبب…

 

إذا ريكو آسامي لم تتمكن من تخطي بؤسها حتى بعد الحصول على الأسبوع الموحل، الآن وقد تم التخلي عنها، هي تخطط للانتحار و أخذ ‘ريكو آسامي’ الأخرى معها

إذا ريكو آسامي لم تتمكن من تخطي بؤسها حتى بعد الحصول على الأسبوع الموحل، الآن وقد تم التخلي عنها، هي تخطط للانتحار و أخذ ‘ريكو آسامي’ الأخرى معها

يمكنني سماع أحدهم يشخر بهدوء، نظرت للسرير لأجد ماريا اوتوناشي نائمة و وجهها باتجاهي، تعابيرها ليست قاسية كما العادة، خلال نومها على الأقل هي تبدو كفتاة بمثل سني…. أعني هي بالفعل كذلك بعد كل شيء

 

 

” علينا منعها من الانتحار مهما كلف الثمن، لكن لفعل ذلك يجب أن نجدها أولاً، أين يمكن أن تكون؟… سحقاً أمامنا أقل من يوم و نصف ! “

ماريا مختبئة في الغرفة المجاورة، يبدو أنها اكتشفت بأنها غرفة غير مسكونة منذ قدومها آخر مرة

 

 

ماريا قلقة على نحو مرئي، لا أحد يضع حياة الآخرين قبل حياته مثلها، ان ماتت آسامي فسينتهي الأسبوع الموحل، لكن ماريا لن تسمح بنهاية كتلك، على عكس ما حدث مع موجي و الفصل الرافض، هنا لدينا فرصة

 

 

 

”….. ماريا ، ماذا لو استخدمنا هذا التهديد لصالحنا؟ “

” اشرح لي ميازاكي، كيف صدقت بأمر غير واقعي كهذا؟ “

 

” بدأت أشك في الأمر منذ دخولنا معاً لحمام الفتيات “

” ماذا تقصد؟ “ هي اجابت على اقتراحي بشيء من الشك

 

 

لا أعلم ما علي فعله، كل ما يسعني هو أن أشارك ما أعرفه مع ماريا بينما هي تجلس مكتئبة

”… كنت فقط أفكر، ماذا لو نفذنا مطالبها و تركنا ‘ريكو آسامي’ ترحل، سيمكننا هذا من تجنب الطريق المسدود الذي نحن فيه “

” أجل، أظنك على حق… لكن إن كان الأمر كذلك أليس من الغريب أنه كان واثقاً من عدم قدرتنا على العثور عليها؟… هل تظن أن ميازاكي يجهل بشأن أمر ما…. ؟ “ ماريا عبست و فكرت للحظة ” هذا ليس أمراً سنجني من التفكير فيه شيئاً، في الوقت الراهن لا أرى سبباً يمنعنا من التأكد ما إذا كان ميازاكي يعلم بمكان آسامي أم لا “

 

 

” صحيح، نحن لن نصل لشيء على هذه الحالة “ ماريا طوت ذراعيها مفكرة ” أجل، يمكننا إطلاق سراح ‘ريكو آسامي’ ثم ربما، انها احتمالية… لكن ربما هي ستذهب إلى ميازاكي “

”…. هاه؟ “ كان هذا مفاجئاً جداً بحيث لم أقدر على الاستجابة

 

” أجل، لديك حتى ذلك الوقت لتقرر، ان ساعدت ‘ريكو آسامي’ فسيحقق الصندوق غايته، و في النهاية لن يتبقى سوى تلك الشخصية المزيفة و التي لم تكن أحداً في الأصل، ان رفضتها فسنساعدك على استرجاع أختك الصغرى الحقيقية “

” نعم، ظننت ذلك أيضاً “

 

 

 

” انتظر، هل من الممكن أن ميازاكي يعلم بمكان آسامي الحقيقية؟ “

 

 

 

” …حدسي يقول لا، ان كان يعلم فما كان سيساعد الأخرى على انجاح الأسبوع الموحل “

” هيه هيه هيه، أعلم، لكنك لا ترى أبعد مما تخبرك به عيناك، مغفل، ألا تفهم؟ يستحيل له أن يقتلني “

 

ريكو آسامي استغلت ارتباكي لمهاجمتي

” أجل، أظنك على حق… لكن إن كان الأمر كذلك أليس من الغريب أنه كان واثقاً من عدم قدرتنا على العثور عليها؟… هل تظن أن ميازاكي يجهل بشأن أمر ما…. ؟ “ ماريا عبست و فكرت للحظة ” هذا ليس أمراً سنجني من التفكير فيه شيئاً، في الوقت الراهن لا أرى سبباً يمنعنا من التأكد ما إذا كان ميازاكي يعلم بمكان آسامي أم لا “

 

ومأت برأسي موافقاً

”… أعلم “

ماريا أكملت ” إذا هل هناك فائدة من إطلاق سراح ‘ريكو آسامي’ ؟ ما نريده هو ريكو آسامي المالكة “

أخطط لإعادة إقحام ميازاكي في هذا، أملأ ‘ريكو آسامي’ باليأس و أدمر الأسبوع الموحل، كنتيجة لذلك ريكو آسامي الحقيقية ستعود لذاتها القديمة و عواقب أعمالها التي لا يمكن الرجوع عنها (الجثث)، لا يمكنني رؤية مستقبل سعيد ينتظرها بعد ذلك، باختصار أنا أضحي بها

 

 

”…. امم، في الحقيقة، هناك واحدة، بالحكم على ما سمعناه من التسجيل، أعتقد أن ‘ريكو آسامي’ تعرف كيفية الوصول للحقيقية “

ماريا قضت الأمس و اليوم الذي يسبقه بأكملهما تبحث عن أكبر قدر من المعلومات عن ريكو آسامي، في حين أن كل ما سمعته كان مجرد اشاعات، فقد شكلوا صورة بشعة

 

 

” تقترح أن نعمل مع النسخة التي تتملكك و نستخدمها للوصول لريكو آسامي؟ هذا لن ينجح، ان كانت قد وجهت تهديدات بتلك الحدة فهذا يعني بأنها لن تقبل التعاون معنا “

” أنت ظريفة خلال نومك اوتوناشي “

 

إذا ماريا رأت الجثث أيضاً…

… هي على حق

” صحيح، نحن لن نصل لشيء على هذه الحالة “ ماريا طوت ذراعيها مفكرة ” أجل، يمكننا إطلاق سراح ‘ريكو آسامي’ ثم ربما، انها احتمالية… لكن ربما هي ستذهب إلى ميازاكي “

 

عدت للتركيز على بقية المحادثة

” أم هل أنت تقترح أنك ستخضعها لإرادتك و تحطم معنوياتها ثم تجبرها على التماشي مع خطتنا؟ “ ماريا مزحت مع ضحكة قصيرة

 

 

” لهذا أخبرك بأن هذا غير كاف، ان كانت عزيمتك بهذا الضعف فلن يتغير شيء، أنت كنت تعلم أنها ستأتي إليك طلباً للمساعدة “

أجبت علر سؤالها الطريف

” لا تعتقد بأن بامكانك التملص من كل هذا بطريقة ما، اتفقنا، ‘ريكو آسامي’ ؟ “

” في الواقع هذا ما سأفعله “

 

 

” هوشينو… ؟“

وجهها تجمد

”… سأقتلك،أنا سأقتلك و أصبح كازوكي هوشينو، و مرة أخرى ـ لا تخبر ماريا اوتوناشي عن أي شيء سمعته للتو “

 

 

لأكون صريحاً أنا متفاجئ من برودة صوتي أكثر منها

 

 

” لا… ليس كذلك، إن لم أساعدك فستخسر، لذا أعلم أنه ليس أمامي خيار، أنا فقط لا يمكنني تقبل المأساة التي تنتظر آسامي “ قالت بقلق و هي تعض شفتيها

لكن في حين أنا متفاجئ من نفسي، فلدي خطة، كشخص في وضعية مشابهة لـ’ريكو آسامي’، أعلم جيداً كيف أتلاعب بها لتفعل ما نريده

4 ماي (الإثنين )، الساعة 10:01

 

 

بمجرد أن نحررها ،هي ستحاول التواصل مع ميازاكي بأسرع وقت ممكن، انه يعني لها بقدر ما تعنيه لي ماريا

 

 

 

و لهذا السبب…

”….. انتظري، هي دخلت لحمام الفتيات بجسدي؟ “

 

كان ذلك اليوم الذي استلمت فيه ريكو آسامي الصندوق

” سنجعل ميازاكي يخون ‘ريكو آسامي’ “

 

 

” بدأت أشك في الأمر منذ دخولنا معاً لحمام الفتيات “

حتى و أنا أقول هذا ما زلت أسمع صوتي الباطني : هل أنا قادر على فعل هذا؟

لا أملك أي رد لذا بقيت صامتاً، يداي الممسكتان بالهاتف ترتجفان

 

 

أخطط لإعادة إقحام ميازاكي في هذا، أملأ ‘ريكو آسامي’ باليأس و أدمر الأسبوع الموحل، كنتيجة لذلك ريكو آسامي الحقيقية ستعود لذاتها القديمة و عواقب أعمالها التي لا يمكن الرجوع عنها (الجثث)، لا يمكنني رؤية مستقبل سعيد ينتظرها بعد ذلك، باختصار أنا أضحي بها

 

… حان الوقت لأتوقف عن التمثيل بأنني شخص طيب يتردد في اختيار أي طريق سيسلك

 

 

 

الحقيقة هي، كنت أعلم ما علي فعله منذ البداية، اتخذت قراري منذ اللحظة التي أخبرتها فيها أنني لن أقبل بوجودها

آسامي كانت تحاول التصرف مثل شخصيتها القديمة… لكن لما؟

 

حسناً، سأتأكد من أنه سيعلم، سأتكد من أن كازوكي هوشينو الذي لا يحاول حتى فهم معاناتي سيعلم

سأهزمها، لن أقبل بما فعلته

 

 

 

ماريا راقبتني بتعابير مصدومة

 

 

” لا أعلم لكن لاأزال قادرة على تدميره، أريد الهرب و في الوقت ذاته محوك من الوجود، لأنني أكرهك، هناك طريقة تمكنني من تحقيق الأمرين معاً، أنا متأكدة بأنك تفهمين ما أقصد، قبل أن ينهي الصندوق الأمنية…. “

”… أنا…. “

لهذا السبب بابه قد فُتح، تعابيره أسوء من البارحة

 

سيلان لا يصدق من الذكريات اقتحم رأسي دفعة واحدة، هذه الذكريات يفترض بأنها اختفت عندما دخلت هذا الجسد، لا يمكنني التعامل مع كم كهذا من المعلومات دفعة واحدة، لكنهم يستمرون بعرض أنفسهم في رأسي رغم اعتراضي

”…لا يمكنكِ مساعدتي على هذا؟ “

 

 

” عدوتي؟ “

” لا… ليس كذلك، إن لم أساعدك فستخسر، لذا أعلم أنه ليس أمامي خيار، أنا فقط لا يمكنني تقبل المأساة التي تنتظر آسامي “ قالت بقلق و هي تعض شفتيها

” و لماذا يجب علي أن أستمع لأي شيء تقولينه؟ أنا عدوتك بعد كل شيء “

 

أنا أتألم لكن لا أعلم إن كان هذا حلم أم حقيقة

” لا يمكنك تحمل رؤية الآخرين يعانون، أعلم ذلك… “

” تقترح علي أن أثق بكما؟ ها ها… هذه أغبى صفقة سمعتها “

 

حتى و لو…

”… هذا ليس كل شيء، لو كان هذا كل ما في الأمر لتمكنت من تحمله لا مشكلة في ذلك، لكن هناك شيء آخر لاحظته “ ماريا نظرت للأسفل قبل أن تكمل ” ‘ريكو آسامي’ و ‘آيا اوتوناشي’ متشابهتان “

 

 

 

”… متشابهتان ؟ “ سألتُها

4 ماي (الإثنين )، الساعة 10:01

 

”…. هاه؟ “ كان هذا مفاجئاً جداً بحيث لم أقدر على الاستجابة

”……. “

 

 

”… لقد اتصلت بأحدهم ! “

ماريا لا تستجيب، لكن صمتها جعلني أفهم أكثر مما كانت ستفعل الكلمات

… هي على حق

 

 

هي حاولت أن تصبح صندوقاً، لا تزال موجودة و ‘آيا اوتوناشي’ جزء منها، ‘ريكو آسامي’ استخدمت صندوقاً و هي الآن توجد بداخلي، كلاهما متشابهتان، كلتاهما مفصولتان عن ذواتهم الأصلية

 

بما أن ماريا تقول أنهما متشابهتان، فهذا يعني أنها تفهم كيف تشعر ريكو آسامي

 

لا أعلم ما علي فعله، كل ما يسعني هو أن أشارك ما أعرفه مع ماريا بينما هي تجلس مكتئبة

”… سأدمر هذا الصندوق “

 

تسألني كيف تريد أن تموت؟

” لكن هذا ليس ما تريده آسامي“ أخبرتها ” هي لا تريد أن تختفي “

” انتظر، هل من الممكن أن ميازاكي يعلم بمكان آسامي الحقيقية؟ “

 

” أجل، عدوتك، أنت من بين جميع الناس يجب أن تعلمي أنكِ عدوة نفسكِ الأسوء، خاصة عندما يتعلق الأمر بماضيك “

”…. أجل أعلم “

بعد اكتشاف هوية المالك، ماريا قضت معظم يوم السبت باحثة عن آسامي، لكنها لم تجد شيئاً

 

 

و بهذا رفعت ماريا وجهها

الفتى الذي أنا عليه هاه؟

 

 

لا يوجد شيء يمكننا فعله لنغير ما يخبئه المستقبل لآسامي

 

 

وجهها بدأ يشتد شيئاً فشيئاً حتى أصبح يرعبني

 

 

 

 

 

و عندها بالطبع… هناك تلك الجثث، تلك الخطايا التي لا يمكن اصلاحها، لقد بلغت مرحلة حيث الأسبوع الموحل هو أملها الوحيد بالمستقبل

4 ماي (الإثنين )، الساعة 12:35

 

وقفت أمام باب منزل ميازاكي في المبنى السكني و أخذت نفساً عميقاً

 

ماريا مختبئة في الغرفة المجاورة، يبدو أنها اكتشفت بأنها غرفة غير مسكونة منذ قدومها آخر مرة

” أنت محق “

 

 

أطلقت زفيراً طويلاً ثم رنيت الجرس

 

 

” مالذي… مالذي تقولينه… ؟ “

كما توقعت هو لم يجب

4 ماي (الإثنين )، الساعة 12:35

 

” الظاهر أن ريكو آسامي شخص يتبع الحس المنطقي السليم، ربما رأت أن تملّك جسدك ممكن لكنها لم تقدر على تخيل نفسها تدخل جسدك، هذا ما جعل الأمور كما هي عليه “

مع هذا مازلت متأكداً انه في الداخل

 

 

”… سأدمر هذا الصندوق “

” أخرج “ طرقت الباب ” هيا افتح… ! “

 

 

 

أتساءل كم سيؤذي ميازاكي ما أنا أوشك على فعله، لكني مازلت مصمماً على فعله على أي حال

 

 

 

” افتح ريو… ! “ ناديته بنفس الاسم الذي سمعت آسامي تستخدمه ” ساعدني ريو… ! “

 

 

لا….. لا، لا، لا، لا، لا ! أنا لست ريكو آسامي ! أنا لا أحد ! أنا مجرد كيان مُصطنع و قريباً سأصبح كازوكي هوشينو…. !!

ميازاكي قرر على الأرجح أن لا يتدخل في ما تفعله ‘ريكو آسامي’ حتى السادس من الشهر، لكنه لن يتجاهلها ان أتت تطلب المساعدة

اجابتي القصيرة أظهرت لها كم أنا يائسة

 

” أكره أن أزف إليك هذا الخبر المؤسف، لكنك لاتزال على قيد الحياة “

لهذا السبب بابه قد فُتح، تعابيره أسوء من البارحة

 

 

 

”… هل اوتوناشي هنا؟ “

أستطيع القول أن تعابير ماريا المحبطة تقول نفس الشيء

 

 

” لا “

الحقيقة هي، كنت أعلم ما علي فعله منذ البداية، اتخذت قراري منذ اللحظة التي أخبرتها فيها أنني لن أقبل بوجودها

 

 

”… أين كنت طيلة هذا الوقت؟ “

”… مرحباً ؟ من المتصل؟ “

 

 

” ماريا اوتوناشي أمسكت بي… لكني تمكنت من خداع كازوكي هوشينو ليساعدني على الهرب، ماذا عنك؟ لماذا لم تجب على أي من اتصالاتي؟ “

 

 

 

”… انه فقط… الأهم من ذلك، لماذا تنادينني ريو الآن؟ ظننت أنك قررتِ عدم استخدامه مجدداً “

اكتشفت بأن يداي و قدماي مكبلان، أنا ملقي على الأرض و هناك بطانية تغطيني، لازلت غير مستيقظ بالكامل لأفكر بشكل سليم

 

 

” حسناً… “

ما هذا؟ مالذي يحدث؟ كيف انتهى بي الأمر هنا؟

 

”اه…. آ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه!! “

آسامي نادته ريو خلال ذلك التسجيل لكن هذا لا يعني انها تناديه كذلك الآن، حاربت الاصابة بالذعر و اخبرته بالعذر الذي سبق و جهزته

ماريا أكملت ” إذا هل هناك فائدة من إطلاق سراح ‘ريكو آسامي’ ؟ ما نريده هو ريكو آسامي المالكة “

 

 

” ماريا اوتوناشي اكتشفت هويتي، لذا ظننت أن الأفضل لو بدأت بمناداتك ريو الآن… بالعودة لموضوعنا، كيف تم امساكي؟ ماذا حدث البارحة؟ و ماذا سنفعل الآن؟ “

 

 

 

هاجمته بأسئلة عديدة لأغطي على عذري الواهن و أمنعه من التفكير فيه، ميازاكي سكت مفكراً في أسئلتي، تعابيره تخبرني بأنه انخدع بتمثيلي

 

 

آسامي نادته ريو خلال ذلك التسجيل لكن هذا لا يعني انها تناديه كذلك الآن، حاربت الاصابة بالذعر و اخبرته بالعذر الذي سبق و جهزته

”هل ستستمر في مساعدتي ريو؟ “

 

 

 

يؤلمني رؤيته يتألم هكذا، أريده أن يجيب بالنفي، أريده أن يخبرني بأنه لن يساعد ‘ريكو آسامي’ بعد الآن و بهذا يمكنني أن أعرض عليه مساعدتنا، هكذا لن يكون علينا إيذاءه أكثر

 

 

” اشرح لي ميازاكي، كيف صدقت بأمر غير واقعي كهذا؟ “

” أجل، سأستمر في مساعدتك “ للأسف ميازاكي أعطاني موافقته، مزيفاً ابتسامة ضعيفة

 

 

 

حان الوقت للخطوة التالية

ماريا أخرجت مسجل الصوت و شغلته، قامت بتسريع التسجيل بضع مرات بحثاً عن الصوت الذي نريده

 

 

” حقاً ؟ تمنيت لو أنك لا تفعل “

أجل أتذكر ذلك، هكذا بدأ الأمر، في البداية كان الضرب عقاباً لريكو آسامي على انفعالاتها

 

” اوه، أعلم، أعلم أنك كنت تنوي مساعدتها قبل قليل “

أعين ميازاكي اتسعت في صدمة من التحول المفاجئ ” هاه… ؟“

 

 

بالنظر للساعة أستطيع أن أرى أنها الثامنة تماماً، هذه الساعة أصبحت تحت سيطرتي منذ الأمس، أنا متأكد أن ريو ميازاكي زامن اتصاله هذا مع هذا التوقيت لذلك السبب

” قلت بأني أتمنى لو تتوقف عن مساعدة ‘ريكو آسامي’ “

لقد حشرتني في الزاوية

 

 

حتى الآن هو صامت و عاجز عن فهم ما يحدث

 

 

”… لقد اتصلت بأحدهم ! “

قررت منحه تلميحاً

” أنا كازوكي هوشينو “

 

 

” أنا كازوكي هوشينو “

 

 

 

” هوشينو… ؟“

”… سأدمر هذا الصندوق “

 

” اخرسي ! لماذا يجب عليك أن تتصرفي هكذا دائماً؟! يمكنني أن أكون كازوكي هوشينو لولا تدخلك ! أكرهك ! أنا أكرهك !!! “

ميازاكي أعاد لفظ اسمي، وقف هناك سارحاً للحظة، لكن في النهاية عيناه امتلأتا بالغضب، أمسكني من عنقي في اللحظة التي أدرك فيها أن ريكو آسامي التي كان يتحدث معها ليست سوى تمثيلاً من كازومي هوشينو الذي يكرهه

إنه ليس الرقم الذي كنت أتوقعه، هذا الرقم يخص ــ لا، هذا مستحيل! لا يفترض لصاحب هذا الرقم أن يكون موجوداً حتى!

 

 

” مالذي تظن نفسك فاعلاً أيها الوغد؟! هل تستمتع بالتلاعب بي؟! ألديك فكرة عن دناءة ما فعلته؟! “

 

 

منذ صغرها كبرت وهي تكره هذا الرجل الذي لم يكن والدها الحقيقي، كانت تعامله كعدو و تتصرف بعدائية معه، غير قادر على تحمل ذلك يوهاي ايشيهارا وبخها مادياً في النهاية

”… أعلم “

 

 

وقفت أمام باب منزل ميازاكي في المبنى السكني و أخذت نفساً عميقاً

” إذا لماذا؟ لماذا تفعل هذا؟! “

ماريا ربطت مسجل الصوت بحاسوبها، ثم بدأت تستمع للتسجيل من خلال سماعات الرأس، ربما تحاول استخراج ما يمكنها من المعلومات من خلال التنصت

 

” لا… ليس كذلك، إن لم أساعدك فستخسر، لذا أعلم أنه ليس أمامي خيار، أنا فقط لا يمكنني تقبل المأساة التي تنتظر آسامي “ قالت بقلق و هي تعض شفتيها

كل ما أخطط لقوله سيؤذي ميازاكي

”….. مرحباً… ؟ من المتصل؟ “

 

” و لماذا يجب علي أن أستمع لأي شيء تقولينه؟ أنا عدوتك بعد كل شيء “

” ان كان كل ما تريده هو انقاذ ‘ريكو آسامي’ فغريزيا كل ما ستفعله هو مساعدتها، تتذكر ما قالته ماريا؟ أنت لا تتخذ أي خيار عندما تفعل ذلك “

ريكو آسامي بدأت بتفكيك نفسها، تخلت عن هالتها الكئيبة و صممت ذاتاً جديدة و قوية، لكن ماريا اوتوناشي كانت تفعل ذلك بشكل أفضل، كلما تعلمت المزيد عن ماريا كلما أدركت أن تقليد ماريا مستحيل، لأن ما يسمح لماريا بتزييف قوتها و شخصيتها هو كونها ليست فتاة طبيعية، ذلك شيء لا يمكن لريكو آسامي تقليده

 

الآن عندما أفكر بالأمر، ميازاكي لم يقل أبداً أن قريبه كان ذكر ، أنا افترضت انها ذكر لأنها كانت تتحدث بصوتي و سمت نفسها يوهاي ايشيهارا، بالطبع ميازاكي لم يقم بتصحيح ذلك و لم يذكر أنها أخته

النظرة الحادة على عينية لم تتغير لكن قبضته على عنقي خفت قليلاً

” أخبرتك لا تفعلي ! “

 

” ‘ريكو آسامي’ هددتني و طلبت مني مساعدتها على الهرب، قررت التمثيل بأني امتثلت لأوامرها، بما أنها ستظن بأن تهديدها نجح فأنا أظمن لك، هي ستأتي إليك تالياً “

”…. لقد أخبرتك، كل ما أريده هو مساعدة أختي الصغرى “

هل بدأت أتقبل أني ‘ريكو آسامي’ ؟

 

هي حاولت أن تصبح صندوقاً، لا تزال موجودة و ‘آيا اوتوناشي’ جزء منها، ‘ريكو آسامي’ استخدمت صندوقاً و هي الآن توجد بداخلي، كلاهما متشابهتان، كلتاهما مفصولتان عن ذواتهم الأصلية

” و كنت ستفعل ذلك للتو أليس كذلك؟ على الرغم من أني أنا من طلب ذلك و ليس هي “

مددت يدي نحوه…

 

”… أنا…. “

أعين ميازاكي اتسعت

”….. مرحباً… ؟ من المتصل؟ “

 

” أظن ذلك “

” هيا ميازاكي، أنت لم تميز بيننا حتى، هل كيان بالكاد تفهمه يعتبر مهماً لك لهذا الحد؟ ان كانت حقا أختك لأخبرتك أن تذهب و تساعدها، ما كنت لأوقفك، لكن ‘ريكو آسامي’ ليست أختك الصغرى، لذا هيا ميازاكي، لماذا لا تقولها من أجلي مرة أخرى ــ “

 

 

 

حان الوقت للضربة القاضية

هاجمته بأسئلة عديدة لأغطي على عذري الواهن و أمنعه من التفكير فيه، ميازاكي سكت مفكراً في أسئلتي، تعابيره تخبرني بأنه انخدع بتمثيلي

 

 

” ــ من ستساعد؟ “

” في تلك الحالة أين هي آسامي…. ؟ “

 

 

هو حملق بسخط علي

 

 

”… و كيف تنوين استخراج الصندوق؟ هل تعلمين حتى ما تفعلينه؟ “

”… تباً لك! ! “

لهذا السبب بابه قد فُتح، تعابيره أسوء من البارحة

 

 

بصرخة مرتفعة ميازاكي أفلت عنقي

” هذا…. لأنني لم أكن أعلم أن موتك سيؤدي لاختفائي وقتها “

 

 

أحكم قبضته و استعد للكمي لكنه توقف في المنتصف، ثم ابتعد مرهقاً

”…… لا تفعلي “

 

ما ذلك الصوت؟

”…. افعل ما تريد “ هو يبدو حزيناً ” فقط افعل ما شئت، تريد انهاء الأسبوع الموحل؟ افعل ذلك، لكن افعله بعيداً عني لا أريد أن أتورط في هذا أكثر، لا أريد أن أكون جزءاً من هذا بعد الآن “

” أظن ذلك “

 

 

” أخشى أن هذا غير كاف “

” أعني، كما… “

 

 

ميازاكي رفع رأسه ”…. ماذا تقصد بغير كاف؟! “

أخرجت هاتف كازوكي هوشينو و سجلت فيه رسالة صوتية

 

”… سأقتلك،أنا سأقتلك و أصبح كازوكي هوشينو، و مرة أخرى ـ لا تخبر ماريا اوتوناشي عن أي شيء سمعته للتو “

” أعني ما قلته، قرارك، كلامك، انه غير كاف، أريدك أن تساعد على تدمير الأسبوع الموحل “

 

 

 

تعابيره تلوت في غضب ” أنت…. هل تعلم ما تقول؟! تطلب مني أن أساعدك على إيذائها؟ “

” أعني، كما… “

 

 

” أظن ذلك “

لا….. لا، لا، لا، لا، لا ! أنا لست ريكو آسامي ! أنا لا أحد ! أنا مجرد كيان مُصطنع و قريباً سأصبح كازوكي هوشينو…. !!

 

ريو ميازاكي لا يمكنه قتل ريكو آسامي؟… وجدت هذا صعب التصديق، من المفترض أن تكون أكثر شخص يرغب في محوه من حياته

” لا تكن غبياً ! لن أفعل ذلك !! سأبتعد عن طريقك و لن أتدخل… حتى أنت تعلم أن هذا أقصى ما يمكنني وعدك به ! “

 

 

 

” اوه، أعلم، أعلم أنك كنت تنوي مساعدتها قبل قليل “

 

 

” أنت محق “

”…… “

 

 

بذلت جهداً كبيراً لأجبر نفسي على سماع البقية

” لهذا أخبرك بأن هذا غير كاف، ان كانت عزيمتك بهذا الضعف فلن يتغير شيء، أنت كنت تعلم أنها ستأتي إليك طلباً للمساعدة “

و كأنني أغرق في مستنقع لا قعر له

 

 

” و إن يكن… ليس و كأنه بإمكاني التخلي عنها “ ميازاكي نظر بعيداً و همس بهذا

 

 

 

” هذا لا يهم، مازال عليك أن تحزم أمرك فهي ستكون هنا قريباً “

بعد برهة هي خلعت سماعات الرأس و سلمتني اياهم، ومأت برأسي و ارتديتهم

 

”… اخرسي، شخص ما دفعك لاجراء هذا الاتصال كي يغضبني، أليس كذلك؟ “

”…. ماذا؟ “

 

 

 

” ‘ريكو آسامي’ هددتني و طلبت مني مساعدتها على الهرب، قررت التمثيل بأني امتثلت لأوامرها، بما أنها ستظن بأن تهديدها نجح فأنا أظمن لك، هي ستأتي إليك تالياً “

و كأنني أغرق في مستنقع لا قعر له

 

لم أتخيل أن آسامي و ميازاكي قريبان، أسماؤهم الأخيرة مختلفة و لم تكن هناك أي شائعات حول ذلك في المدرسة أيضاً، حتى رغم أنها تأتي إلى فصلنا يومياً تقريباً لم ألحظ أي شيء يثير الشكوك، ان كان علي أن أحزر فوضعية عائلتهم المزرية دفعتهم لإخفاء أمر علاقتهما كأخ و أخت

”… إذاً التبادل التالي سيكون في الواحدة؟ “

الآن و أنا بكامل وعيي، جلست بشكل مستقيم، رائحة النعناع تخبرني بأن هذا منزل ماريا اوتوناشي

 

” لأي درجة أنت غبي كي تظن بأني ميتة دون أن تقتلني بنفسك؟ أنت قمامة ـ مثير للإشمئزاز، أتمنى لو تُرمى في محرقة تليق بقمامة مثلك “

” أجل، لديك حتى ذلك الوقت لتقرر، ان ساعدت ‘ريكو آسامي’ فسيحقق الصندوق غايته، و في النهاية لن يتبقى سوى تلك الشخصية المزيفة و التي لم تكن أحداً في الأصل، ان رفضتها فسنساعدك على استرجاع أختك الصغرى الحقيقية “

لكن في حين أنا متفاجئ من نفسي، فلدي خطة، كشخص في وضعية مشابهة لـ’ريكو آسامي’، أعلم جيداً كيف أتلاعب بها لتفعل ما نريده

 

” أجل، لديك حتى ذلك الوقت لتقرر، ان ساعدت ‘ريكو آسامي’ فسيحقق الصندوق غايته، و في النهاية لن يتبقى سوى تلك الشخصية المزيفة و التي لم تكن أحداً في الأصل، ان رفضتها فسنساعدك على استرجاع أختك الصغرى الحقيقية “

” تقترح علي أن أثق بكما؟ ها ها… هذه أغبى صفقة سمعتها “

حتى الآن هو صامت و عاجز عن فهم ما يحدث

 

 

” اذاً لا بأس معك ببقاء الامور كما هي عليه؟ “

 

 

عقلي عاجز عن مجاراة الأمر، كل ما يمكنني فعله هو النظر إلى وجهها

”… بالطبع لا، لم أحتج منك أن تخبرني بأنها ليست أختي الحقيقية، كنت أعلم، الأمر فقط… لا أستطيع التخلي عنها… “

أمها أيضاً ضاقت ذرعاً من تصرفات ابنتها، لذلك وجدت راحتها في أخذ نصيبها من الضرب أيضاً، ريكو آسامي كانت تهدد منزلها، بالنسبة للعاهرة العجوز كان الأفضل لو اختفت ابنتها

 

” ما أقوله أن مالك الصندوق لايزال على قيد الحياة “

حتى بعد كل ما قلته، ميازاكي لا يستطيع أن يقرر

 

 

 

هذا ليس جيداً، نحتاجه أن يرفض النسخة التي بداخلي، نريدها أن تشعر باليأس، لذلك قررت لعب ورقتي الأخيرة

 

 

 

” أتعلم، هناك شيء غريب، لماذا تصدق بأن الأسبوع الموحل حقيقي؟ أعني، الأشخاص الوحيدون الذين سيصدقون بأن ‘ريكو آسامي’ بداخلي هم أشخاص سبق لهم و حصلوا على صندوق، ألا تعتقد ذلك؟ “

 

 

 

ميازاكي استدار و حدق في وجهي

… هي على حق

 

أستطيع القول أن تعابير ماريا المحبطة تقول نفس الشيء

” اشرح لي ميازاكي، كيف صدقت بأمر غير واقعي كهذا؟ “

”…. كـ… كيه…! “

 

 

”… مالذي تحاول قوله؟ “

”… أعلم “

 

”… لقد اتصلت بأحدهم ! “

” لا تستطيع الحصول على إجابة؟ حسناً، دعني أخبرك، هناك سبب واحد يجعل أي شخص يصدق أمر الصناديق…. “

 

 

 

لم أخبر حتى ماريا أنني سأقول هذا

” أجل، عدوتك، أنت من بين جميع الناس يجب أن تعلمي أنكِ عدوة نفسكِ الأسوء، خاصة عندما يتعلق الأمر بماضيك “

 

لا بد أن خطتنا فشلت بالأمس، و إلا لما كنت هنا

” أنت التقيت بـ’او’ أليس كذلك “ (او هو اسم الكائن الذي يمنح الصناديق)

 

”…. افعل ما تريد “ هو يبدو حزيناً ” فقط افعل ما شئت، تريد انهاء الأسبوع الموحل؟ افعل ذلك، لكن افعله بعيداً عني لا أريد أن أتورط في هذا أكثر، لا أريد أن أكون جزءاً من هذا بعد الآن “

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط