نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

الشطرنج الأبدي 37

إستغلال.

إستغلال.

الفصل 37 — سوء فهم.

 

 

 

> العاصمة كريفولا ، القصر الإمبراطوري ، المكتبة الإمبراطورية .

 

 

” إبقي حيةً يا فتاة…فهذا ليس هو الوقت المناسب للموت بعد .”

داخل الغرفة الشاسعة و المحتوية على عددٍ كبير من الأرفف المتنوعة ، وجدت طاولةٌ صغيرة . جلس رجلان بقربها ،

 

 

” سووش !! ” ” ها!! ”

كان الأول رجلاً مسناً نحيلاً . بشعرٍ فضي داكن قصير ، كان بلا لحية . أشعت عيناه بالحكمة الوفيرة و التوقعات الكبيرة تجاه الحياة . إرتدى رداء ساحرٍ بلون السماء النيلية الداكنة والذي إحتوى على العديد من النقوش . أطلق جسده حضوراً خافتاً غير ملحوظ ، و كأنه مجرد شيخٍ قديم عادي يستمتع برؤية نمو أحفاده .

‘ بإمكان عصا الحكيم إستيعاب أسحار الآخرين حتى المستوى السادس ، وتحليل هيكلة التعاويذ المستخدمة ضمن نطاقٍ يصل إلى 30-100 متر ، بالمقابل لديها القدرة على إطلاق هذه الأسحار و تخزينها داخل نواتها فور إنتهاء عملية التحليل و الإستيعاب .’

 

 

– كان هذا هو ساحر البلاط الإمبراطوري ؛ هيروسوليم غالاسكا – ساحرٌ في الرتبة الخامسة !

 

 

 

أمامه جلس رجلٌ قد بدا وسيماً رغم كبر سنه. بشعرٍ أزرق مخضّر ، كانت حواجبه كثيفة ، كان أنفه مستقيماً. إبتسم بهدوء، مرتدياً قلنسوة ملكية بنقوشٍ من الفضة ، طُرزت عليها التنانين و الغريفين المتنوعة ، عام نصف تاج مرصّع بجواهر ملونة أعلى رأسه، أطلق جسده هالةً كثيفة و ضغطاً عميقاً لا يسبره غور .

كان الأول رجلاً مسناً نحيلاً . بشعرٍ فضي داكن قصير ، كان بلا لحية . أشعت عيناه بالحكمة الوفيرة و التوقعات الكبيرة تجاه الحياة . إرتدى رداء ساحرٍ بلون السماء النيلية الداكنة والذي إحتوى على العديد من النقوش . أطلق جسده حضوراً خافتاً غير ملحوظ ، و كأنه مجرد شيخٍ قديم عادي يستمتع برؤية نمو أحفاده .

 

 

– كان هذا هو الإمبراطور الحالي لإمبراطورية فولنهايم العظمى ؛ فاران سير ليغيا فولنهايم – ساحرٌ في الرتبة الخامسة أيضاً !

 

 

” همم ، لنرى ماذا لديك…” أمعن آراي النظر في كلير ثم هز رأسه بخيبة آمل .” أنتِ لا تملكين شيئاً لرد هذه الدين ، أليس كذلك ؟ وعلى هذه الحال ، سيزداد عبئك أكثر ، و مجرد حمايتي بقوتك – ليس بالكاف لرد هذا ، نعم . حتى الحراس الشخصيون يملكون قدراً معيناً من اللباقة . ناهيك عن ذلك ، فسيكون كل شيءٍ من رعاية و حمل مسؤولية على عاتقي .”

جلس أهم رجلين في إمبراطورية فولنهايم ، على طاولةٍ واحدة في المكتبة الهادئة ، و إحتسيا بعض الشاي من أكوابهما البيضاء ذات النقوش اللامعة . بجوٍ هادئ و متناغم ، لعبا الشطرنج ، أثناء تحدثهما عن مواضيع مختلفة .

ثم—

 

” لا ، ليس بعد تماماً . رسول آركانا قد أخذ وقتاً أطول من المفترض ، ومازال الملك لم يعطي مرسوماً رسمياً بعد .”

” أوداين يشكي من إخبارك له بوحيٍ خاطئ .”

” سو!! ”

 

 

” خاطئ ؟ هذه كلماتٌ كبيرة . القدر كنهرٍ طويل ، ما أنا سوى شيخ ضعيف يريد أن يرتوي من بعض ماءه لكي يبصر بما لا يراه . ربما كان تفسيري للأمر خاطئاً ، و ربما ظهر متغيرٌ غير متوقع ذو إحتمالية غيرت الأمر ؟ توجد إحتمالاتٌ عديدة لهذا ، فالقدر غير محدود .”

‘ لقد بالغت ، كان خنقي لها قد زاد من حالتها سوءاً…إنها مريضةٌ الآن ، كان هذا متوقعاً على أي حال. لكن حتى مع جرعة شفائي ذات الدرجة ٤ مازالت تصبح هكذا؟ تسك الحياة شيءٌ هش. ‘

 

” بانغ !! ”

” همم ، إذاً لا تستطيع إعطاء تفسير ؟ قُل الأمر مباشرة ، تنهد .”

 

 

 

أطلق الإمبراطور فاران تنهيدة ساخرة ، بينما إكتفى هيروسوليم بإبتسامةٍ غامضة على محياه . بعد دقائق من الصمت ، فتح الإمبراطور فاران موضوعاً آخراً :

‘…أمتلك أدنى مستوىً من القوة ، همم ، حان وقت التقصي .’

 

— نهب ثرواته وتدمير الغرض النهائي منه – الميراث !

” حدثت ضجة كبيرة في مدينة آلة الفضة ، ما رأيك بشأن هذا ؟ ”

 

 

‘لكن لهذا بالضبط علي الإحتراس…فختمها من عدمه ما يزال مبهماً لي.’

” لقد وصلتني الأنباء ، مثل هذه الحوادث تبعث على الحزن والآسى بالفعل . تعازي الحارة لعائلة كرودفورد ، بالتأكيد ستعاود المدينة الإزدهار من جديد عما قريب . فحتى أكبر الأشجار تنبت من برعم صغير قد قاوم أعتى الأعاصير .” حرك ساحر البلاط هيروسوليم بيدقه الأسود مسقطاً الحصان الأبيض يساره ، توقف قليلاً , ثم أكمل بصوته الجاف :” لكن بدلاً من التركيز على شؤون البعييدين أوصي جلالتك بالنظر فيما هو قادم .”

 

 

حسب آراي ما لديه ، مجهزاً العديد من الخطط الأخرى و الموقف المحتملة . لم يشعر بالثقة الزائدة أو الغطرسة ، بالأحرى كان يحاول محاولة مواكبة هذا التطور السريع الذي حدث له عبر زيادة المعلومات لديه بالتحليل المستمر . مما دفعه إلى إلقاء باقي عواطفه جانباً ، والتفكير بمنطق — مُخططاً للأمام.

” بالطبع سأفعل ذلك ، لكن الأمان مهم في مثل هذه الأحوال .”” هل الأمور جاهزة عندك ؟ ”

لم يفهم آراي سبب تغيرها أو ما مرت به ، لكنه ضحك هازاً رأسه ، ثم أطلق صوتاً مستنكراً :” الأسف…؟ نعم ، هذه خطوةٌ أولى جيدة .” أطلق يده من رقبة كلير ، قبل رفع نفسه و الوقوف من عليها ، ثم تمديد نفسه قليلاً ، لقد قمع الرعشة على يده اليسرى. لم يفهم أو يعلم ما مرت به، لكن مقاومتها قد تلاشت، لذلك أومأ لنفسه داخلياً – وإن شعر بقطرة ذنب -.

 

 

” لا ، ليس بعد تماماً . رسول آركانا قد أخذ وقتاً أطول من المفترض ، ومازال الملك لم يعطي مرسوماً رسمياً بعد .”

” كاككا ! كاكا !! كراك !! ”

 

 

” إذاً…” شد الإمبراطور فاران قبضته بخفة ، وتحدث بهدوء .” علينا البدأ قبل أن تنفجر البوابة ، الوقت مناسبٌ على أي حال .”

‘ الدرجة 2 ، التصنيف 4 ! ‘

 

 

حرك إحدى قطعه .

[ نجاح — تم تنفيذ المهمة ! ]

 

كانت توجد قطعةٌ أثرية من الدرجة 1 في العالم ، و التي صنّفت شتّى أنواع العناصر السحرية من الدرجة 2 حتى الدرجة 0، بترتيبٍ سري خاص. في العادة ، كان هذا التصنيف مقتضراً بمجموعات معينة من المنظمات السحرية وأخفي عن العامة، و لم يكُن تصنفيها ثابتاً . فقدت تغيرت القائمة بإستمرار يومياً.

” لا ، إنفجار البوابة أمرٌ حتمي . و إفتتاحها قبل ذلك حتميٌ أكثر .” أوضح ساحر البلاط هيروسوليم ، وجهة نظره أثناء اللعب برفق :” أيها الإمبراطور ، هذا يحدث في جيلك أنت بالذات .” لم يفسر ، مضيفاً :”إذا كانت نعمة ، فهي ليست نقمة. إذا كانت لعنة فلا مفر منها. ماهو آتٍ آت ، بصفتك الإمبراطور أنت تعلم ما عليك فعله حيال ذلك .”

كهلٌ قديم بلحيةٍ فضية طويلة ، وجسدٍ قصير ملثم.

 

 

— كش الملك.

[ التقدم : 0% ] [ المكافأة : قطعة أثرية قديمة ، مصباح الأضواء الثلاثة .]

 

 

خسر الإمبراطور فاران في اللعبة .

” إذاً…” شد الإمبراطور فاران قبضته بخفة ، وتحدث بهدوء .” علينا البدأ قبل أن تنفجر البوابة ، الوقت مناسبٌ على أي حال .”

 

 

” حسناً ، سأتذكر كلماتك .”لم يتغير تعبيره الهادئ ، أومأ برأسه ثم سأل برفق طالباً المشورة:” هيروسوليم ، مالذي تراه ؟ لدينا مجموعةٌ واعدة من الأمراء هذه المرة ، بدأً من الأمير الأول المجتهد إيدواردز ، سيراً إلى العسكري الناجح سيغفريد وصولاً إلى الأميرة المحورية عائشة ؛ إنهم ينشئون جيداً ، حتى أنني قلق من أن يخططوا ضدي .”

 

 

‘ لا ! لا تنظري في عينيه ! ‘

ألقى الإمبراطور فاران مزحةً صغيرة ، أثناء مدحه بسخاء لورثة الجيل القادم من الإمبراطورية .

 

 

 

” إنهم أطفالي جميعاً ، علي كوالد و كإمبراطور بأن أكُون محايداً بطبيعة الحال . لهذا السبب لم أحدد حتى الآن ولي عهد يخلفني ، ففي نظري — فرصهم متساوية .” ثم أضاف :” نعم ، ستبدأ قريباً ثورةٌ هناك ، بإمكاني رؤية بعض المغامرين الذين يشعلون بعض الشرارات هنا وهناك…فعلتهم هذه مثيرةٌ للإهتمام ، أي أميرٍ ترشح لأن يهتم بهذه النيران الصغيرة ؟ ”

كانت توجد قطعةٌ أثرية من الدرجة 1 في العالم ، و التي صنّفت شتّى أنواع العناصر السحرية من الدرجة 2 حتى الدرجة 0، بترتيبٍ سري خاص. في العادة ، كان هذا التصنيف مقتضراً بمجموعات معينة من المنظمات السحرية وأخفي عن العامة، و لم يكُن تصنفيها ثابتاً . فقدت تغيرت القائمة بإستمرار يومياً.

 

 

” أنا سعيدٌ لأن جلالتك مدركٌ لما يحدث . المغامرون يريدون تشكيل صورةٍ ما ، لنيل أحقية دخول بعد الأشفاق السري . و لعدم إمتلاكهم لطريقةٍ شرعية ، فهذه الثورة الصغيرة حلٌ معقول من منظورهم — لجذب الإهتمام نحوهم .”

‘ الدرجة 2 ، التصنيف 4 ! ‘

 

 

” توكيل مسؤولية البعد السري لأحد الأمراء أمرٌ غير مناسب كما يعلم جلالتك ، فهذا تحيزٌ صريح عبر إعطاء سلطة كبيرة. لكن ماذا عن توزيع المهام ؟ بهذه الطريقة ، لن تكون منحازاً لجانبٍ معين . بالإضافة إلى أن سموهم سيجدون حلاً و طريقةً تخصهم لتحديد المسار القادم .”

أخرج جرعةً زرقاء من حقيبته البعدية ، و ألقاها إليها.

 

 

كان ساحر البلاط الإمبراطوري مستشاراً للإمبراطور أيضاً بجانب كونه حارساً شخصياً و رئيساً لدائرة البلاط الإمبراطوري ، كان منصباً بمسؤولياتٍ كبيرة و مهامٍ غير بسيطة على الإطلاق . لذلك تطلب شخصاً عريقاً ذو أصالة و سدادة في الرأي ، بعقلٍ فذ و قوة لائقة — كـ هيروسوليم .

” إنهم أطفالي جميعاً ، علي كوالد و كإمبراطور بأن أكُون محايداً بطبيعة الحال . لهذا السبب لم أحدد حتى الآن ولي عهد يخلفني ، ففي نظري — فرصهم متساوية .” ثم أضاف :” نعم ، ستبدأ قريباً ثورةٌ هناك ، بإمكاني رؤية بعض المغامرين الذين يشعلون بعض الشرارات هنا وهناك…فعلتهم هذه مثيرةٌ للإهتمام ، أي أميرٍ ترشح لأن يهتم بهذه النيران الصغيرة ؟ ”

 

 

” هذه فكرةٌ معقولة كانت قد طرأت في بالي من قبل ، في هذه الحالة لنبدأ توزيع المهام بمن سيخمد الثورة القادمة . أي إقتراحات ؟ ”

 

 

أصبح آراي هادئاً إلى حدٍ ما، و لم يبدو كشخصه ‘ الغاضب ‘ منذ ثوان . رفع يده ولوح بها ، قبل أن يتوقف ثم يصفع جبينه . تعاقد حاجباه مشكلين عبوساً طفيفاً ، ثم نظر إلى كلير وقال :” أرى .”” إستخدام جسدكِ ، لا أعني بهذا تلك الأمور…هل إستعدتي ذاكرتك بهذا الشأن في الأساس ؟ تسك ، ما قصدته قد كان خدمتي ! في حال أصبحتِ خادمتي ، فلن أبال بالنفقات لأن هذا أمرٌ أساسي علي فعله ، كسيدٍ لك .”

” إستخدم القرعة .”

 

 

 

حُيِّر تعبير الإمبراطور فاران قليلاً :”…قرعة ؟ ألا تعتقد أن هذه طريقةٌ غير مناسبة ؟ ”

أتتها صفعةٌ مباشرة على وجهها ، مما جعل حركتها تُّشل لثانية من هذه الهجمة الغير متوقعة والوقحة!

 

ناهيك عن ذلك، كان من غير الممكن تخزينها في الحقائب البعدية . مما دفع مالكها إلى حيازته حوله دائماً . سواءاً أكان بختمٍ أم لا ، فقد كان عليه التعامل معها.

” لا يوجد ما هو غير مناسب ، بالأحرى سيكون ذلك فقط غير مُرضٍ ، أليس كذلك ؟ ” ضحك ساحر البلاط هيروسوليم ، متحدثاً بصوته المسن الهادئ و المنعش :” علاوةً على أن هذه ليست هي النقطة المهمة ، فكثيراً ما يظهر القدر في أبسط الأشياء الصغيرة . بالطبع تراكم هذه الأمور يصنع صورةً واضحة ، لكن الصدف و الحظ يأتيان أولاً .”

— لقد كانت ضائعة .

 

‘ المسار : مجهول ‘

” هذا يصنع بعض الفرق .” أومأ الإمبراطور فاران ، قبل أن يقول بضحكة خفيفة :” لديك قدرةٌ عجيبة على الإقناع .”

 

 

” هذه فكرةٌ معقولة كانت قد طرأت في بالي من قبل ، في هذه الحالة لنبدأ توزيع المهام بمن سيخمد الثورة القادمة . أي إقتراحات ؟ ”

***

 

 

 

> داخل البعد السري الغامض .

” أنا…لا ، ليس هذا ما أقصده .” أظهرت كلير تعبيراً محرجاً إلى حدٍ ما ، و إحمر خداها بوضوح . ثم تمتمت بصوتٍ منخفض أثناء نظرها للأسفل :”…هل لديك ملابسٌ إضافية ؟ و…بعض أدوات التنظيف ؟ ”

 

 

وقف آراي رولان العالق داخل البعد السري لأكثر من أسبوعين ، بنظرةٍ عميقةٍ على محياه ناظراً إلى المسّلة الصخرية أمامه . كان صامتاً لفترةٍ طويلة ، و لم يعلم أحدٌ بما كان يفكر .

‘ تبقّى الآن فقط البدأ بإعادة تأهيلها…هذا متعب .’

 

 

لكن فجأةً كان قد سمع صوت مصاصة الدماء التي أنقذها منذ نصف يوم – كلير الذي قد قاطع أفكاره .

لم يرى آراي العملية ، لكّنه أدرك فجأةً بأن جائزته قد وصلت ، عندما رأى غرضان يعومان أمامه أثناء لمعانهما بهالةٍ زاهية ثلاثية الألوان . كانت هذه السرعة أفضل بألف مرة من الطلب عبر الإنترنت – كانت فوريةً للغاية !

 

أخرج جرعةً زرقاء من حقيبته البعدية ، و ألقاها إليها.

” زيرو ، لما لا نأخذ المهمة رقم 13 ؟ ” إقترحت كلير بهدوء .

إختلفوا جميعاً في هيئاتهم، لكن ومع ذلك…تشابهوا في شيءٍ واحد — تلك النظرة الباردة و المستحقرة على محياهم!

 

 

بالنظر إلى المهمة و محتوياتها ، كانت قد تطلبت إنقاذ الغابة من هجوم مجموعةٍ بسيطة من اللاموتى ، كان مستوى خطرها بالمقبول ، وكانت مكافأتها لائقة . لكّن آراي قد هز رأسه .

رغم إمتلاكه لبعض الفضول تجاه عملية شرب الدم لمصاصي الدماء ، إلا أن آراي إمتلك القدرة على كبح فضوله – ولم يتخطى الحد . لقد شعر بخوفٍ غامض تجاه هذا الأمر ، و مع وجود ما يسمى بـ” سحر الدم ” و ” سحر البصيرة ” كان قد وضع لنفسه قانوناً صريحاً بمراقبة كُل ما يخصه من ملابس و أدوات ، ناهيك عن شيءٍ من جسده !

 

” بالطبع سأفعل ذلك ، لكن الأمان مهم في مثل هذه الأحوال .”” هل الأمور جاهزة عندك ؟ ”

” لا ، ليس لدي إهتمامٌ في ذلك .” صمت قليلاً ، قبل أن يقرر قول :” لم أقل أنني قد قررت تنفيذ المهام ؛ و لن أفعل شيئاً سيضرني بوضوح كهذا .”

” أنظري إلى عيناي ، هل تعتقدين أن لدي إهتماماً في جسدك…؟ لا تبالغي في تقدير نفسك .” أطلق آراي ضحكةً ساخرة ، قبل النظر إلى كلير بنظرةٍ عميقة — قد أشعرت روحها بأنها متجردة و مراقبة ، من اللامكان ، بأعين خفية باردة بلا عواطف.

 

كانت ضربةً مباشرة برأس العصا، جمعت كلير كلتا يديها على عجل و دافعت عن نفسها بتصالبي. لكن فجأة، إستقبلتها ركلةٌ على معدتها. لم تكن بتلك القوة الكبيرة ، لكنها قد كانت كافية لإسقاطها أرضاً .

أظهرت كلير تعبيراً محيراً عند سماع ذلك ، بدا و كأنها لم تفهم . ثم صمتت للحظة ، قبل كشط المسلة مجدداً قبل الإيماء لنفسها بإرتياح .

من ناحيةٍ أخرى ، تجولت كلير في عالم أحلامها غير مدركةٍ لما كان ينتظرها .

 

وقف آراي رولان العالق داخل البعد السري لأكثر من أسبوعين ، بنظرةٍ عميقةٍ على محياه ناظراً إلى المسّلة الصخرية أمامه . كان صامتاً لفترةٍ طويلة ، و لم يعلم أحدٌ بما كان يفكر .

“أنتِ محيرة من لما أنقذتك ؟ لا تسألي .” قال آراي بعد صمتٍ قصير :” أنتِ لم تكوني في خطر ، بل حياتك التي كانت في خطر – هذان ليسا نفس الشيء .”

 

 

 

كانت هذه المقارنة خاطئة منذ الأساس ؛ حياة شخص بغابة ، لكن آراي لم يبال في كلتا الحالتين .

 

 

” إستخدم القرعة .”

” في حالتي فسأنقذ ما هو أمامي فقط ، وما أستطيع إنقاذه منه فحسب…قد أقرر أيضاً عدم إنقاذه في بعض الأحيان ، نعم ، أنا مزاجيٌ للغاية .”

بالنظر إليها من الأعلى إلى الأسفل بأعين صامتة ، تحدث آراي :” و هنا ، لدي إقتراحٌ بسيط – إستخدمي جسدكِ للتسديد مقابل هذه الخدمات ، ما هو عليكِ الآن ؛ و ما سيكون عليكِ في المستقبل .”” بهذه الطريقة ، لن يكون هناك حرج ، بالأحرى ستكونين الجانب المستفيد مؤقتاً . لكن أنظري للأمر من ناحية أخرى: ستكون عنايتي لك هي ما ستتلقينه بالمقابل؛ وأنا أحسن ذلك.”

 

 

” ومن كان ليعتقد بأن هذا قد يفيدني بالفعل ! كما يقال : لا بأس في أن تكون شخصاً جيداً في بعض الأحيان .”

 

 

‘ على أي حال ، يبدو أن هذا قد نجح…همم .’

توقف مؤقتاً قبل أن يكمل بعد برهة :” لا عليك من هذه الناحية ، لدي مهمةٌ ‘ ملائمة ‘ بجائزةٍ جيدة لنفسي . بإمكانك إخباري إذا وجدتي مهمةً تريدينها .” بقوله لذلك ، كان يقول كلاماً ضمنياً بعدم مشاركته في مهمة مزدوجة .

 

 

 

حيِّرت كلير أكثر ، لكن آراي لم يبال بذلك . و تراجع للخلف ، حيث وجد عمودٌ صخري صغيرٌ بطول مترٍ واحد ، إحتوى على كتابٍ حجري ، كتبت فيه العديد من المعلومات و الرموز الغامضة .

لم يتفاجئ آراي بالنتيجة بعد قراءة السطر ، فقد عنى وجود الثغرة بأنه سيحقق شيئاً فعلياً و حقيقياً — فقد كانت هذه مهمة مسجلة . لكّن هذا لم يسمح لتعبيره بألا يكون مندهشاً و مترقباً .

 

 

كان هذا الشيء ، هو جهاز سحري بإسم ‘ شاهد المساهمة ‘ . والذي سجّل المهام و تحقق منها ؛ كان قد أدى وظيفة ‘ كشك التحقق ‘ ، كالموجود في نقابةٍ المغامرين ، لكنه كان آلياً و تلقائياً تقريباً.

– كان هذا هو ساحر البلاط الإمبراطوري ؛ هيروسوليم غالاسكا – ساحرٌ في الرتبة الخامسة !

 

 

“شوا…”

لم تكُن هذه أول مرةٍ يرى فيها آراي أداة كهذه من الدرجة 2 ، فقد إمتلك مارلين بعضاً منها لديه ، و قد أعطاه مسبقاً تحذيراً خاصاً بعدم لمسهم أو الإقتراب منهم ؛ لئلا يتأثر بهم ، مما جعله مألوفاً مع هذا النوع من الأشياء. لذلك كان الفتى أبيض الشعر مدركاً: غالباً ما تطلبت القطع السحرية من هذا المستوى ختماً ، فقد أثرت على البيئة حولها منتجةً شذوذاتٍ غريبة ، وأثرت على مستخدميها أيضاً – كانت أشياءاً شريرة !

 

” خاطئ ؟ هذه كلماتٌ كبيرة . القدر كنهرٍ طويل ، ما أنا سوى شيخ ضعيف يريد أن يرتوي من بعض ماءه لكي يبصر بما لا يراه . ربما كان تفسيري للأمر خاطئاً ، و ربما ظهر متغيرٌ غير متوقع ذو إحتمالية غيرت الأمر ؟ توجد إحتمالاتٌ عديدة لهذا ، فالقدر غير محدود .”

ضغط آراي على بضع أزرار قد وجدت على اللوح ، مؤكداً موافقته على المهمة رقم 3 ذات المحتوى البسيط :

 

 

كان الأول رجلاً مسناً نحيلاً . بشعرٍ فضي داكن قصير ، كان بلا لحية . أشعت عيناه بالحكمة الوفيرة و التوقعات الكبيرة تجاه الحياة . إرتدى رداء ساحرٍ بلون السماء النيلية الداكنة والذي إحتوى على العديد من النقوش . أطلق جسده حضوراً خافتاً غير ملحوظ ، و كأنه مجرد شيخٍ قديم عادي يستمتع برؤية نمو أحفاده .

3- المسعى :

سقطت الجرعة لدى كلير، لكنها كانت ساكنةً لبضع ثوان، بعد مدة، نظرت بعينين داكنتين إلى آراي ؛ بعواطفٍ مجهولة . رفعت الجرعة ثم شربتها .

> تنبأ بالكارثة !

 

| قد تحدث كارثة في وقتٍ قريب ، ماهي ؟ |

منذ الأساس ، لم تكُن كلير بربع قوتها الكاملة حتى تتمكن من مجابهة آراي الصحي ‘ إلى حدٍ ما ‘. علاوةً على عدم إمتلاكها لكمية مانا كبيرة ؛ لقد أنفقت الكمية الضئيلة المتبقية في حماية آراي و نفسها من آثار المجال السحري ، وبإستخدام تلك التعويدة الأخيرة – زهرة أغيرول ، فقد إنتهت المانا لديها. زد على ذلك أنها كانت جائعة ، مرهقة ، و غير مكتملة نفسياً . لقد إحتاجت بالتأكيد إلى فترةٍ معينة من الراحة بالإضافة إلى العديد من البلورات السحرية لإستعادة المانا خاصتها ، لكن هل كان آراي ليمنحها كُل ذلك بسلام ؟ إضرب الحديد وهو ساخن؛ وإستغل التراكمات!

[ التقدم : 0% ] [ المكافأة : قطعة أثرية قديمة ، مصباح الأضواء الثلاثة .]

‘لكن لهذا بالضبط علي الإحتراس…فختمها من عدمه ما يزال مبهماً لي.’

 

 

‘ هذه ثغرةٌ واضحةٌ للغاية ، مالذي فكر به واضع هذه المهمة ؟ هل هي موضوعةٌ عمداً ؟ غريب .’

 

 

 

أخرج آراي ورقةً وقلماً ، ثم كتب ثلاث سيناريوهاتٍ محتملة ، مستخدماً ما لديه من ‘ معطيات ‘ في ذهنه . كان صامتاً لدقائق ، في بعض الأحيان نقر بحواف القلم الخلفية على الورقة . بعد مدةٍ قصيرة ، كان قد إنتهى من الكتابة و التعديل .

‘ يُصفي الذهن من أي أفكار سلبية و ينقي الروح من التلوثات ، ويزيد من معدّل التفكير والقدرة على الإستنتاج بشكلٍ كبير ، مع إبقاء العقل مستقراً – موجهاً إياه إلى الدرب الصحيح .’

 

 

ثم—

‘ على أي حال ، يبدو أن هذا قد نجح…همم .’

 

لقد كانت فاقدةً للذاكرة ، لكنها لم تنسى الأساسيات ؛ الحس السليم المتعلق بالأناقة و النظافة . ناهيك عن ذلك ، فقد كانت تشعر بشعورٍ لا يطاق من الحكة لغسل نفسها ! مما جعلها تقتنع بتزايد ، بأنها ذاتها السابقة قد كرهت الأوساخ بشدة .

” شا! ”

” هذه فكرةٌ معقولة كانت قد طرأت في بالي من قبل ، في هذه الحالة لنبدأ توزيع المهام بمن سيخمد الثورة القادمة . أي إقتراحات ؟ ”

 

 

” ووش .”

لم يسع آراي الذي قد أنهى للتو تخفيف حمى كلير ، سوى التذمر في قلبه غير راض .

 

كانت كلير صامتة و مستمعة ، لكن عند التركيز بالسطر الأخير ، إغمق تعبيرها بينما تقلص بؤبؤها قليلاً .

بعد أن وضع آراي الورقة على شاهد المساهمة ، أضاء الأخير بضوءٍ أخضر أرجواني ، بدأ بالإهتزاز قليلاً محدثاً ضجةً بسيطة . و فجأة ، إختفت الورقة على سطحها .

” هذه فكرةٌ معقولة كانت قد طرأت في بالي من قبل ، في هذه الحالة لنبدأ توزيع المهام بمن سيخمد الثورة القادمة . أي إقتراحات ؟ ”

 

 

إقتربت كلير بسرعة ، ونظرت حول المكان بحذرٍ وتحفظ ، قبل أن تسأل بإقتضاب :”…مالذي كُنت تفعله ؟ ”

 

 

كان صوت ‘ زيرو ‘ هادئاً ، لم يظهر أي تغيرٍ آخر غريب . أخفض عصاه المتوهجة ، ثم أدار ظهره و غادر – دون إلقاء أي نظرةٍ أخرى عليها .

” كُنت أجرب شيئاً ما فحسب ، على أي حال…ماذا ؟ هل أنتِ جائعة ؟ مهلاً…” لم يفهم آراي سبب تعبيرها الغريب والذي لم يكن له علاقةٌ بما فعله للتو ، عبس وسأل بشكّ :” أنتِ لا تريدين دمي ، أليس كذلك ؟ سيكون علي الرفض .”

‘…أمتلك أدنى مستوىً من القوة ، همم ، حان وقت التقصي .’

 

” أنا…لا ، ليس هذا ما أقصده .” أظهرت كلير تعبيراً محرجاً إلى حدٍ ما ، و إحمر خداها بوضوح . ثم تمتمت بصوتٍ منخفض أثناء نظرها للأسفل :”…هل لديك ملابسٌ إضافية ؟ و…بعض أدوات التنظيف ؟ ”

رغم إمتلاكه لبعض الفضول تجاه عملية شرب الدم لمصاصي الدماء ، إلا أن آراي إمتلك القدرة على كبح فضوله – ولم يتخطى الحد . لقد شعر بخوفٍ غامض تجاه هذا الأمر ، و مع وجود ما يسمى بـ” سحر الدم ” و ” سحر البصيرة ” كان قد وضع لنفسه قانوناً صريحاً بمراقبة كُل ما يخصه من ملابس و أدوات ، ناهيك عن شيءٍ من جسده !

كانت كلير صامتة و مستمعة ، لكن عند التركيز بالسطر الأخير ، إغمق تعبيرها بينما تقلص بؤبؤها قليلاً .

 

> العاصمة كريفولا ، القصر الإمبراطوري ، المكتبة الإمبراطورية .

— كان من اللزام الحذر في هذا العالم .

 

 

– كان هذا هو ساحر البلاط الإمبراطوري ؛ هيروسوليم غالاسكا – ساحرٌ في الرتبة الخامسة !

” أنا…لا ، ليس هذا ما أقصده .” أظهرت كلير تعبيراً محرجاً إلى حدٍ ما ، و إحمر خداها بوضوح . ثم تمتمت بصوتٍ منخفض أثناء نظرها للأسفل :”…هل لديك ملابسٌ إضافية ؟ و…بعض أدوات التنظيف ؟ ”

 

 

 

كانت كلير لا تزال ترتدي نفس رداءها القديم والممزق ، لحسن الحظ أنها غطيت بعباءةٍ بيضاء قد أعطاها آراي إياها ، أو أن مظهرها – مرتديةً طقمها البالي و العفن كان سيكون محرجاً للغاية .

داخل الغرفة الشاسعة و المحتوية على عددٍ كبير من الأرفف المتنوعة ، وجدت طاولةٌ صغيرة . جلس رجلان بقربها ،

 

بشكل واضحٍ ، كان شعر كلير ‘ الطويل ‘ والمنسدل بالسابق ، قد غدا أقصر . فلو كان بطول ذراعٍ في السابق ، فالآن هو بطول يصل إلى رقبتها فحسب .

لقد كانت فاقدةً للذاكرة ، لكنها لم تنسى الأساسيات ؛ الحس السليم المتعلق بالأناقة و النظافة . ناهيك عن ذلك ، فقد كانت تشعر بشعورٍ لا يطاق من الحكة لغسل نفسها ! مما جعلها تقتنع بتزايد ، بأنها ذاتها السابقة قد كرهت الأوساخ بشدة .

 

 

 

‘ نعم ، لا مشكلة في ذلك .’

 

 

 

بعد التفكير لبضع ثوانٍ ، أخرج آراي مجموعةً من الأشياء من حقيبته البعدية ، قبل أن يقول :” هذه ملابس إضافيةٌ لي ، إنها صغيرة على مقاسك ، لكنها كُل ما أملك – في الوقت الحالي . بالإضافة ، فهذه أدواتٌ للتنظيف ، إنها تُستخدم هكذا…”

بالنظر إليها من الأعلى إلى الأسفل بأعين صامتة ، تحدث آراي :” و هنا ، لدي إقتراحٌ بسيط – إستخدمي جسدكِ للتسديد مقابل هذه الخدمات ، ما هو عليكِ الآن ؛ و ما سيكون عليكِ في المستقبل .”” بهذه الطريقة ، لن يكون هناك حرج ، بالأحرى ستكونين الجانب المستفيد مؤقتاً . لكن أنظري للأمر من ناحية أخرى: ستكون عنايتي لك هي ما ستتلقينه بالمقابل؛ وأنا أحسن ذلك.”

 

‘ قدراتها الأخرى مجهولة ، يُنصح مستخدمها بأن يكون حذراً جداً أثناء التعامل معها ، فما يُمكن أن تجلبه غير مفهوم .’

سرعان ما تلقت كلير هذه الرزمة بتعبير ممتن ، قبل أن تعذر نفسها و تغادر . ناظراً إلى ظهرها أطلق آراي تنهيدة .خلع قلنسوته قبل فرك رأسه بإنزعاج .

 

 

‘ لقد بالغت ، كان خنقي لها قد زاد من حالتها سوءاً…إنها مريضةٌ الآن ، كان هذا متوقعاً على أي حال. لكن حتى مع جرعة شفائي ذات الدرجة ٤ مازالت تصبح هكذا؟ تسك الحياة شيءٌ هش. ‘

‘ بدأ هذا يصبح مزعجاً أيضاً…هل أتوقف ؟ هذا يبعث على…الكُره .’

سرعان ما تلقت كلير هذه الرزمة بتعبير ممتن ، قبل أن تعذر نفسها و تغادر . ناظراً إلى ظهرها أطلق آراي تنهيدة .خلع قلنسوته قبل فرك رأسه بإنزعاج .

 

” سوو!”

‘ هل بدأت أضّل طريقي ؟ ‘

 

 

 

كان آراي صامتاً ، ونظر بعمق فحسب إلى ما كان أمامه . لمعت عيناه بوضوحٍ و بصيرة ، عندما شعر بموجة صغيرة من الإلهام فجأة ، مما دفعه إلى هز رأسه .

— كان من اللزام الحذر في هذا العالم .

 

‘…أمتلك أدنى مستوىً من القوة ، همم ، حان وقت التقصي .’

” سووش!”

 

 

‘…ما كان ذلك ؟ ‘

بعد أن غادرت كلير بثوانٍ ، أضاءت الشاهدة الصخرية ، بهذا السطر .

 

 

‘ التصنيف |2| : 4 ‘

[ نجاح — تم تنفيذ المهمة ! ]

‘ أصبحت هذه الفتاة عبئاً ، نعم لقد قررت كيفية التعامل معها .’

 

 

‘ في الواقع ، كان الأمر كذلك…هذه ثغرةٌ بالفعل .’

ألقى الإمبراطور فاران مزحةً صغيرة ، أثناء مدحه بسخاء لورثة الجيل القادم من الإمبراطورية .

 

‘ إنها قطعةٌ أثرية من الدرجة 2 ، أشك بمحدودية إستخدامها بنسخ الأسحار…أم ربما هي كذلك . لكن مالمقصود هنا بنسخ الأسحار — أهي التعاويذ فحسب ؟ ‘

لم يتفاجئ آراي بالنتيجة بعد قراءة السطر ، فقد عنى وجود الثغرة بأنه سيحقق شيئاً فعلياً و حقيقياً — فقد كانت هذه مهمة مسجلة . لكّن هذا لم يسمح لتعبيره بألا يكون مندهشاً و مترقباً .

 

 

 

كانت الإجابة بسيطةً للغاية — ما كان نوع الشيء الذي قد يُعتبر ‘ كارثة ‘ للبعد السري ؟ بطبيعة الحال ، كان أحد سيناريوهين :

‘ همم ، فقدانها للذاكرة هو أمرٌ مؤقت ، أشك في أنه سيأخذ أكثر من شهرٍ ليُشفى ، فهو مجرد تبعات من التلوث ؛ ليس بالأمر الجلل…بالطبع ، وجود تحفيز لها سيسرع هذه العملية .’

 

 

— دماره !

صمتت كلير ، عُّج ذهنها بالضوضاء كم صرخ في أذنيه من هذيان ما، لكنها مع ذلك ، قد تجاهلت هذه الأمور ، و نظرت إلى ظهر زيرو السائر بعيداً بعينيها القرمزتين ، وفي النهاية ، لم تستطع إعطاء إجابةٍ معينة لذلك .

 

أخرج جرعةً زرقاء من حقيبته البعدية ، و ألقاها إليها.

— نهب ثرواته وتدمير الغرض النهائي منه – الميراث !

 

 

 

في كلتا الحالتين ، كانت النتيجة واحدة – ليست بالشيء الجيد . صُّنف كلاهما كـ ‘ مصيبة ‘ للبعد…في الواقع ، كانت مثل هذه الأسئلة شيئاً نموذجياً للغاية ، لأنها قد كانت في إتجاهٍ واحد . لذلك بطبيعة الحال ، كان من المُسلّم أن يجاوب آراي عليها مع المعطيات التي كانت لديه .

” سوو!”

 

 

” سووش ! ”

 

 

 

في تلك اللحظة ، لقد تجمعت أضواء الأشفاق الملونة في السماء ، كسحبٍ رعدية ، لم تصدر الكثير من الضوضاء و عامت بصمتٍ كخيوط الزغب المتشابكة . فجأة ، إنطلق عمودان من السماء – وسقطا إلى الأسفل كالبرق !

 

 

 

” سووش !! ”

بشكل واضحٍ ، كان شعر كلير ‘ الطويل ‘ والمنسدل بالسابق ، قد غدا أقصر . فلو كان بطول ذراعٍ في السابق ، فالآن هو بطول يصل إلى رقبتها فحسب .

 

من شعورها الجزئي بالإهانة و الحذر و الخوف اللحظي كأنثى وبالفطرة حين قيل لها ذلك، إنطلقت جزءٌ بسيط من هالتها. لكنها وبلا سابق إنذار، قد رأت بأن آراي رولان – الذي تعمّد صياغة كلامه بهذه الطريقة ذات سوء الفهم –  قد إنقض آراي عليها بعصاه الجديدة!

لم يرى آراي العملية ، لكّنه أدرك فجأةً بأن جائزته قد وصلت ، عندما رأى غرضان يعومان أمامه أثناء لمعانهما بهالةٍ زاهية ثلاثية الألوان . كانت هذه السرعة أفضل بألف مرة من الطلب عبر الإنترنت – كانت فوريةً للغاية !

بعد أن غادرت كلير بثوانٍ ، أضاءت الشاهدة الصخرية ، بهذا السطر .

 

 

كانت الجائزة الأولى – القطعة الأثرية . عصاةً سوداء طويلة صُنعت من معدنٍ صلب لامع قد بدا رخامياً ، أعلاها وجد مُكعب سداسي الأوجه حوله العديد من الحلقات المتداخلة ، لمعت دائرتان سحريتان حول حلقتين . و نبضت كرةٌ أرجوانية ذات هالة غامضة وأثيرية بداخل المكعب ، لقد بدت كأداةٍ تكنولوجية من عصور متقدمة . و أطلقت هالةً سحرية و آسرةً كالخيال .

 

 

 

كان الآخر مصباحاً صغيراً بدا كالساعة الرملية ، حُبست ثلاث أنواعٍ من الأضواء بداخله ؛ أزرق و أخضر و أرجواني ، ودارت داخل بعضها البعض كمجرةٍ صغيرة .

 

 

> داخل البعد السري الغامض .

” كاككا ! كاكا !! كراك !! ”

 

 

 

أظهر آراي حذراً واضحاً ، لكن سرعان ما خف . بعد ثوان – فور أن حاول لمس القطعة الأثرية ، إنفجر البرق الأسود حولها فجأة على حين غرة ، صرخت غرائزه على الفور مما دفعه إلى رميها بتلقائية . مع ذلك ، إستمر البرق الأسود بالطقطقة حولها لبضع ثوان أخرى ، و لم يفعل أي شيءٍ له .

 

 

 

‘هاه ! ‘

“شوا…”

 

 

‘…ما كان ذلك ؟ ‘

 

 

– كان هذا هو ساحر البلاط الإمبراطوري ؛ هيروسوليم غالاسكا – ساحرٌ في الرتبة الخامسة !

في تلك اللحظة عندما حيِّر آراي حول هذه الظاهرة الغريبة ، غزا سيلٌ من المعلومات ذهنه . مما جعل بؤبؤه يتشتت لعدة أجزاءٍ من الثانية ، لكنه قد كان معتاداً جداً على ذلك ، و سرعان ما إستعادت عيناه صفاءها .

‘…أمتلك أدنى مستوىً من القوة ، همم ، حان وقت التقصي .’

 

 

‘ عصا الحكيم ‘

وقف آراي رولان العالق داخل البعد السري لأكثر من أسبوعين ، بنظرةٍ عميقةٍ على محياه ناظراً إلى المسّلة الصخرية أمامه . كان صامتاً لفترةٍ طويلة ، و لم يعلم أحدٌ بما كان يفكر .

 

‘ نفذ المزيد من المهام و أجمع المصابيح العشرة في جميع الحقول ! ‘

‘ الدرجة : 2 ‘

 

 

 

‘ التصنيف |2| : 4 ‘

كانت كلير صامتة و مستمعة ، لكن عند التركيز بالسطر الأخير ، إغمق تعبيرها بينما تقلص بؤبؤها قليلاً .

 

‘ الدرجة 2 ، التصنيف 4 ! ‘

‘ المسار : مجهول ‘

 

 

 

‘ بإمكان عصا الحكيم إستيعاب أسحار الآخرين حتى المستوى السادس ، وتحليل هيكلة التعاويذ المستخدمة ضمن نطاقٍ يصل إلى 30-100 متر ، بالمقابل لديها القدرة على إطلاق هذه الأسحار و تخزينها داخل نواتها فور إنتهاء عملية التحليل و الإستيعاب .’

‘…يارجل! حتى لو كانت هذه هي المهمة رقم 3 ، أليست هذه المكافأة…غشاً كبيراً ؟! هل هذا معقول حتى…؟’ أعاد آراي تقييم البعد السري في ذهنه من جديد بعد تهدئة نفسه، مفكراً بأنه قد إستهان حقاً بهذا المكان:’ هذا المكان يتخطى بالفعل إحتمالاتي و معرفتي الأولوية ، فكيف يُمكِن إلقاء قطعةٍ أثرية بهذه الدرجة عرضاً…حتى آركانا لن يفعلوا ذلك .’

 

بعد أن غادرت كلير بثوانٍ ، أضاءت الشاهدة الصخرية ، بهذا السطر .

‘ قدراتها الأخرى مجهولة ، يُنصح مستخدمها بأن يكون حذراً جداً أثناء التعامل معها ، فما يُمكن أن تجلبه غير مفهوم .’

في اللحظة التالية ، كان أول رد فعل لكلير ، هو محاولة إخفاض رأسها بشكلٍ لا شعوري . لكّنها أدركت بأن وضعية جسدها لن تسمح لها بذلك ، مما جعلها تشعر بالذعر مشيحةً عينيها بعيداً لوهلة .

 

” با!! ”

ظهرت أُسس و طُرق إستخدام ‘ آليتها ‘ داخل رأسه ، بجانب العديد من المعلومات الأخرى . في الواقع ، كان هذا شيئاً يُسعد به المرء . ففي العادة تطلّبت العناصر السحرية من هذه الدرجة العديد من الإختبارات لتأكيد كُل المعلومات عنها ، والذي كان سيستغرق وقتاً طويلاً . لكن لم يبدو و كأنه توجد حاجةٌ لذلك – تقريباً . فقد تلقى ما كان يحتاجه بوضوح .

 

 

 

‘ الآثار السلبية : كُل ما طالت فترة حيازة الساحر لها ، سقط في الأوهام الغريبة و الغامضة ، حتى يغرق تماماً فيها بلا عودة ؛ منفصلاً عن العالم الواقعي ، و كأن روحه قد إقتيدت إلى عالمٍ آخر .’

بعد أن وضع آراي الورقة على شاهد المساهمة ، أضاء الأخير بضوءٍ أخضر أرجواني ، بدأ بالإهتزاز قليلاً محدثاً ضجةً بسيطة . و فجأة ، إختفت الورقة على سطحها .

 

” كاككا ! كاكا !! كراك !! ”

كان هذا هو العنصر السحري الأول – عصا الحكيم . بدت كقطعةٍ أثرية ممتازة . كانت مواصفتها عالية ، لحدٍ كبير .

 

 

 

‘ مصباح الأضواء الثلاثة .’

 

 

 

‘ أحد المفاتيح العشرة للوصول إلى مساحة الميراث الحقيقي .’

 

 

أثناء تجول أفكار آراي و فحصه لِلِعْبَتيه الجديدتين ، أقبلت كلير التي قاطعت إستحمامها لشعورها بالخطر و الإنذار بعد رؤيتها لأضواء الشفق تسقط حيث إشتهبت أنه موقع آراي، فلم تكن بعيدةً على أي حال .

‘ يعطي علامة مستحقة لنيل الميراث أو جزء منه ، جمع جميع المصابيح العشرة يعطي الحق في أخذ الميراث كاملاً ! ‘

 

 

لم تملك كلير أي شيء — بجانب بعض الملابس الممزقة…لا شيء أكثر ! كانت في حالٍ يُرثى لها حقاً ، ناهيك عن ذلك ، فلم تكُن كمية المانا لديها حتى نصف كميتها الأصلية . فلم يكُن لدى آراي

‘ يُصفي الذهن من أي أفكار سلبية و ينقي الروح من التلوثات ، ويزيد من معدّل التفكير والقدرة على الإستنتاج بشكلٍ كبير ، مع إبقاء العقل مستقراً – موجهاً إياه إلى الدرب الصحيح .’

ثانيةٌ واحدة ، كان هذا هو الوقت الذي إحتاجه آراي للحركة و تثبيط جسد كلير قبل إخراجها لسحرها ، ثم تقييدها بخنق رقبتها النحيلة بلا رحمة بقوةٍ كبيرة ، معززاً يده بالمانا .

 

— أن سحرها قد إختفى !

‘ نفذ المزيد من المهام و أجمع المصابيح العشرة في جميع الحقول ! ‘

 

 

 

في تلك اللحظة ، إهتز صدر آراي، إتسعت عيناه ، و جفت شفتاه شاعراً أيضاً بقشعريرة في عموده الفقري ، لإدراكه :

— لقد كانت ضائعة .

 

” لا ، إنفجار البوابة أمرٌ حتمي . و إفتتاحها قبل ذلك حتميٌ أكثر .” أوضح ساحر البلاط هيروسوليم ، وجهة نظره أثناء اللعب برفق :” أيها الإمبراطور ، هذا يحدث في جيلك أنت بالذات .” لم يفسر ، مضيفاً :”إذا كانت نعمة ، فهي ليست نقمة. إذا كانت لعنة فلا مفر منها. ماهو آتٍ آت ، بصفتك الإمبراطور أنت تعلم ما عليك فعله حيال ذلك .”

‘ الدرجة 2 ، التصنيف 4 ! ‘

” حدثت ضجة كبيرة في مدينة آلة الفضة ، ما رأيك بشأن هذا ؟ ”

 

 

كانت عصا الحكيم قطعةً أثرية من الدرجة 2 !

 

 

 

كانت توجد قطعةٌ أثرية من الدرجة 1 في العالم ، و التي صنّفت شتّى أنواع العناصر السحرية من الدرجة 2 حتى الدرجة 0، بترتيبٍ سري خاص. في العادة ، كان هذا التصنيف مقتضراً بمجموعات معينة من المنظمات السحرية وأخفي عن العامة، و لم يكُن تصنفيها ثابتاً . فقدت تغيرت القائمة بإستمرار يومياً.

أمسك آراي بعصا الحكيم الطويلة ، قبل توجيه بعض المانا إليها من يده . لمع المكعب الأرجواني بضوءٍ نقي ، والذي قد إنعكس على عيني آراي الداكنتين .

 

لكن فجأةً كان قد سمع صوت مصاصة الدماء التي أنقذها منذ نصف يوم – كلير الذي قد قاطع أفكاره .

لكن على مر العصور، كانت تتسرب بعض القوائم في بعض الأحيان. لذلك كان الكثيرون في العالم السحري مدركين لوجود هذه القطعة الأثرية.

 

 

 

ناهيك عن أن هذا لم يكن ما أرعب آراي ذو العلم المحدود والصدر الوسيع، إنمّا حقيقة أن القطع الأثرية من الدرجة 2 قد مثّلت قوة ساحر في الرتبة السادسة!

 

 

كانت كلير صامتة و مستمعة ، لكن عند التركيز بالسطر الأخير ، إغمق تعبيرها بينما تقلص بؤبؤها قليلاً .

وزد على ذلك؛ أن عدد القطع السحرية في الدرجة 2 في العالم قد عدّ بالآلاف، ولم يتميز منها سوى مجموعة صغيرة إستحقت أن تُصنّف في القطعة الأثرية ذات الدرجة 1…وكانت هذه القطعة الأثرية في يد آراي الآن – عصا الحكيم…

 

 

بالنظر إلى المهمة و محتوياتها ، كانت قد تطلبت إنقاذ الغابة من هجوم مجموعةٍ بسيطة من اللاموتى ، كان مستوى خطرها بالمقبول ، وكانت مكافأتها لائقة . لكّن آراي قد هز رأسه .

في التصنيف الرابع بينها!

 

 

“يقال أن على المرء تبرأة نفسه لئلا يخوض فيما لا يريده لاحقا، لذلك سأقول الآن بأنني لست بالجيد. ناهيك عن ذلك، فلا أمانع تكرار ما فعلته الآن – مادامت سلامتي مرتبطة بهذا.” قائلاً ذلك، لقد أمسك بـ’ عصاه و مصباحه ‘ الملقين على الأرض. بدت عيناه شاردتين، لكنه إبتسم:”ما رأيك؟ هل تودّين المخاطرة وخدمتي؟ يفترض أن أعطيك مميزات ذلك، لكنني لا أشعر حقاً بالرغبة في فعل ذلك. لكن بدلاً من ذلك…”

‘…يارجل! حتى لو كانت هذه هي المهمة رقم 3 ، أليست هذه المكافأة…غشاً كبيراً ؟! هل هذا معقول حتى…؟’ أعاد آراي تقييم البعد السري في ذهنه من جديد بعد تهدئة نفسه، مفكراً بأنه قد إستهان حقاً بهذا المكان:’ هذا المكان يتخطى بالفعل إحتمالاتي و معرفتي الأولوية ، فكيف يُمكِن إلقاء قطعةٍ أثرية بهذه الدرجة عرضاً…حتى آركانا لن يفعلوا ذلك .’

‘ لا ! لا تنظري في عينيه ! ‘

 

‘ يعطي علامة مستحقة لنيل الميراث أو جزء منه ، جمع جميع المصابيح العشرة يعطي الحق في أخذ الميراث كاملاً ! ‘

لم تكُن هذه أول مرةٍ يرى فيها آراي أداة كهذه من الدرجة 2 ، فقد إمتلك مارلين بعضاً منها لديه ، و قد أعطاه مسبقاً تحذيراً خاصاً بعدم لمسهم أو الإقتراب منهم ؛ لئلا يتأثر بهم ، مما جعله مألوفاً مع هذا النوع من الأشياء. لذلك كان الفتى أبيض الشعر مدركاً: غالباً ما تطلبت القطع السحرية من هذا المستوى ختماً ، فقد أثرت على البيئة حولها منتجةً شذوذاتٍ غريبة ، وأثرت على مستخدميها أيضاً – كانت أشياءاً شريرة !

 

 

— مرت بضع ساعات .

ناهيك عن ذلك، كان من غير الممكن تخزينها في الحقائب البعدية . مما دفع مالكها إلى حيازته حوله دائماً . سواءاً أكان بختمٍ أم لا ، فقد كان عليه التعامل معها.

أمسك آراي بعصا الحكيم الطويلة ، قبل توجيه بعض المانا إليها من يده . لمع المكعب الأرجواني بضوءٍ نقي ، والذي قد إنعكس على عيني آراي الداكنتين .

 

 

لكّن حتى مع خطرها هذا، ما كان لـ آراي إلّا الإبتسام محدثاً نفسه:’ هيه، هل هذه هو جزاء صبري ؟ تسك ، بالفعل ! كان الأمر يستحق ، أصبح لدي أقل قدر معين من القوة لمحاولة الدفاع عن نفسي الآن . قطعةٌ أثرية من الدرجة 2…’

 

 

 

‘ وهذا المصباح ، إنه من الدرجة 3 العليا أيضاً على الأقل . و آثاره هذه — تناسبني جداً ، جميل . رائع ، هكذا تبدأ الأمور بالتسارع ! ‘

” سووش! ”

 

[ التقدم : 0% ] [ المكافأة : قطعة أثرية قديمة ، مصباح الأضواء الثلاثة .]

أثناء تجول أفكار آراي و فحصه لِلِعْبَتيه الجديدتين ، أقبلت كلير التي قاطعت إستحمامها لشعورها بالخطر و الإنذار بعد رؤيتها لأضواء الشفق تسقط حيث إشتهبت أنه موقع آراي، فلم تكن بعيدةً على أي حال .

 

 

لم تعلم كلير ما كان عليها فعله .

” هل أنت بخير ؟ هل حدث شيءٌ ما ؟! ”

 

 

 

كان لصوتها المنخفض بعضُ القلق و الإلحاح ، أثناء محاولتها لربط نفسها بالمنشفة البيضاء. لكّن آراي لم يدر ظهره لتنبؤه بحصول مثل هذا الشيء ، وقال :” تستطيعين المغادرة ، كُنت أفعل شيئاً ما فحسب – لا حاجة إلى القلق .”

 

 

” حسناً ، سأتذكر كلماتك .”لم يتغير تعبيره الهادئ ، أومأ برأسه ثم سأل برفق طالباً المشورة:” هيروسوليم ، مالذي تراه ؟ لدينا مجموعةٌ واعدة من الأمراء هذه المرة ، بدأً من الأمير الأول المجتهد إيدواردز ، سيراً إلى العسكري الناجح سيغفريد وصولاً إلى الأميرة المحورية عائشة ؛ إنهم ينشئون جيداً ، حتى أنني قلق من أن يخططوا ضدي .”

كانت ردة فعلها السريعة هذه رغم ظروفها الغير ملائمة مؤشراً جيداً ، مما جعله يومأ برأسه .

— أن سحرها قد إختفى !

 

 

— مرت بضع ساعات .

 

 

“أراضيةٌ الآن؟ إتبعيني ، علينا التجهيز لما هو قادم .”

أمسك آراي بعصا الحكيم الطويلة ، قبل توجيه بعض المانا إليها من يده . لمع المكعب الأرجواني بضوءٍ نقي ، والذي قد إنعكس على عيني آراي الداكنتين .

رغم إمتلاكه لبعض الفضول تجاه عملية شرب الدم لمصاصي الدماء ، إلا أن آراي إمتلك القدرة على كبح فضوله – ولم يتخطى الحد . لقد شعر بخوفٍ غامض تجاه هذا الأمر ، و مع وجود ما يسمى بـ” سحر الدم ” و ” سحر البصيرة ” كان قد وضع لنفسه قانوناً صريحاً بمراقبة كُل ما يخصه من ملابس و أدوات ، ناهيك عن شيءٍ من جسده !

 

 

‘ إنها قطعةٌ أثرية من الدرجة 2 ، أشك بمحدودية إستخدامها بنسخ الأسحار…أم ربما هي كذلك . لكن مالمقصود هنا بنسخ الأسحار — أهي التعاويذ فحسب ؟ ‘

آمن الفتى المنطوي آراي رولان بذلك.

 

سقطت الجرعة لدى كلير، لكنها كانت ساكنةً لبضع ثوان، بعد مدة، نظرت بعينين داكنتين إلى آراي ؛ بعواطفٍ مجهولة . رفعت الجرعة ثم شربتها .

‘ بالطبع ، بإستخدام < تحليل > معها…مثيرٌ للإهتمام .’

[ التقدم : 0% ] [ المكافأة : قطعة أثرية قديمة ، مصباح الأضواء الثلاثة .]

 

كان آراي صامتاً ، ونظر بعمق فحسب إلى ما كان أمامه . لمعت عيناه بوضوحٍ و بصيرة ، عندما شعر بموجة صغيرة من الإلهام فجأة ، مما دفعه إلى هز رأسه .

لمعت عينا آراي ببريقٍ غامض ، وقرر أولاً إجراء بعض التجارب لتعميق سيطرته على هذه القطعة الأثرية النادرة .

 

 

داخل الغرفة الشاسعة و المحتوية على عددٍ كبير من الأرفف المتنوعة ، وجدت طاولةٌ صغيرة . جلس رجلان بقربها ،

لمح آراي كلير القادمة من بعيد ، مما جعله يفكر :

> داخل البعد السري الغامض .

 

” ووش .”

‘ همم ، فقدانها للذاكرة هو أمرٌ مؤقت ، أشك في أنه سيأخذ أكثر من شهرٍ ليُشفى ، فهو مجرد تبعات من التلوث ؛ ليس بالأمر الجلل…بالطبع ، وجود تحفيز لها سيسرع هذه العملية .’

 

 

 

لم يكُن آراي مبالياً تجاه هذا الأمر ، ولم يهتم في حال قد إستعادت ذاكرتها أم لا ، والآن مع إكتسابه لهذين الكنزين ؛ ‘ عصا الحكيم ‘ و ‘ مصباح الأضواء الثلاثة ‘…كان قد فقد إهتمامه بـ كلير تقريباً . مع ذلك فلم يعني هذا أنها قد كانت عديمة النفع تماماً له.

حرك إحدى قطعه .

 

‘ قدراتها الأخرى مجهولة ، يُنصح مستخدمها بأن يكون حذراً جداً أثناء التعامل معها ، فما يُمكن أن تجلبه غير مفهوم .’

‘ يالها من صدفة ، وجود هذا المصباح يقمع من تأثير المجال الروحي على روحي ، علاوة على أنه يقلل من تأثير عصا الحكيم هذه بناءاً على الآثار السلبية التي أتت معها…’

” با!! ”

 

‘ هل هذا هو ” تطور الشخصية ” المزعوم لدى النساء ؟ هيه ، ياله من مستوىً من النضج…شخصيات الدرجة الثالثة هؤلاء…’ ألقى آراي بتعليقٍ ساخر في ذهنه ، لكنه قال :” هذا خياركِ الخاص ، إفعلي ما شئتِ .” ثم طرح موضوعاً مغايراً :” بالنسبة للدفع ؛ حول أدوات التنظيف و الملابس ، بإمكاني التغاضي عن أول مرة ، لكن سيتكرر هذا بالتأكيد . و أنا أمانع في ذلك .”

‘لكن لهذا بالضبط علي الإحتراس…فختمها من عدمه ما يزال مبهماً لي.’

 

 

‘ مصباح الأضواء الثلاثة .’

‘ أصبحت هذه الفتاة عبئاً ، نعم لقد قررت كيفية التعامل معها .’

” كاككا ! كاكا !! كراك !! ”

 

كانت كلير صامتة ، لقد نظرت إلى هذا المشهد بمزيجٍ معقد من العواطف المتنوعة ، لم يكُن ذهنها واضحاً ، لقد شعرت بالتأكيد بكل ما قد حدث للتو ، و رأته جيداً . لكنها مع ذلك ، قد شعرت بأن هذا لم يأثر فيها على الإطلاق بنحوٍ ملموس . و كأن هذه الأحداث قد حدثت لشخصٍ آخر .

توقف آراي الذي قد فهم بشكلٍ مبدئي كيفية أستخدم عصا الحكيم بعد محاولة صغيرة ، قبل إلقاء نظرة على كلير ، مما جعل عيناه تلمعان قليلاً .

ثلاث رجالٍ أشداء بملابس مسودةً وأعين كالقمر القرمزي الشرير ؛

 

 

‘ أوه ، لقد أصبحت أنظف .’ بالنظر إلى كلير التي قد تغيرت كثيراً لجمالٍ واضح بعد غسلة واحدة ، أومأ آراي . ثم قال :”لقد قررتِ قص شعرك ؟ ”

 

 

 

بشكل واضحٍ ، كان شعر كلير ‘ الطويل ‘ والمنسدل بالسابق ، قد غدا أقصر . فلو كان بطول ذراعٍ في السابق ، فالآن هو بطول يصل إلى رقبتها فحسب .

” سعال…سعال…!”

 

من شعورها الجزئي بالإهانة و الحذر و الخوف اللحظي كأنثى وبالفطرة حين قيل لها ذلك، إنطلقت جزءٌ بسيط من هالتها. لكنها وبلا سابق إنذار، قد رأت بأن آراي رولان – الذي تعمّد صياغة كلامه بهذه الطريقة ذات سوء الفهم –  قد إنقض آراي عليها بعصاه الجديدة!

” نعم ، كما قلت أنت…سأبدأ حياةً جديدة .”

لمح آراي كلير القادمة من بعيد ، مما جعله يفكر :

 

 

‘ هل هذا هو ” تطور الشخصية ” المزعوم لدى النساء ؟ هيه ، ياله من مستوىً من النضج…شخصيات الدرجة الثالثة هؤلاء…’ ألقى آراي بتعليقٍ ساخر في ذهنه ، لكنه قال :” هذا خياركِ الخاص ، إفعلي ما شئتِ .” ثم طرح موضوعاً مغايراً :” بالنسبة للدفع ؛ حول أدوات التنظيف و الملابس ، بإمكاني التغاضي عن أول مرة ، لكن سيتكرر هذا بالتأكيد . و أنا أمانع في ذلك .”

” همم ، لنرى ماذا لديك…” أمعن آراي النظر في كلير ثم هز رأسه بخيبة آمل .” أنتِ لا تملكين شيئاً لرد هذه الدين ، أليس كذلك ؟ وعلى هذه الحال ، سيزداد عبئك أكثر ، و مجرد حمايتي بقوتك – ليس بالكاف لرد هذا ، نعم . حتى الحراس الشخصيون يملكون قدراً معيناً من اللباقة . ناهيك عن ذلك ، فسيكون كل شيءٍ من رعاية و حمل مسؤولية على عاتقي .”

 

 

لم يذكر آراي هذه النقطة في السابق ، مما جعل كلير تتغاضى عن التفكير في الأمر. لكنه حقاً قد كان منزعجاً من ذلك.

أخرج آراي ورقةً وقلماً ، ثم كتب ثلاث سيناريوهاتٍ محتملة ، مستخدماً ما لديه من ‘ معطيات ‘ في ذهنه . كان صامتاً لدقائق ، في بعض الأحيان نقر بحواف القلم الخلفية على الورقة . بعد مدةٍ قصيرة ، كان قد إنتهى من الكتابة و التعديل .

 

 

نعم، لقد أنقذ حياتها لكن ماذا في ذلك؟ هل عنى هذا أن عليه الوصاية عليها؟

 

 

كان على الطبيب شفاء مريضه، أما ما أتى معه من تبعات فقد كان لذويه.

كان على الطبيب شفاء مريضه، أما ما أتى معه من تبعات فقد كان لذويه.

‘ الدرجة : 2 ‘

 

 

آمن الفتى المنطوي آراي رولان بذلك.

أمسك آراي بعصا الحكيم جيداً، شعر بالحماس والضغط قليلاً أثناء نظره للقذيفة الجليدية السريعة المنطلقةً تجاهه بوميضٍ خاطف، أقسم أنه لم يكن ليتتبعها لولا تميزه بـ<تحليل>. رفع عصاه سريعاً غير ناسٍ لإحكام قبضته الأخرى على المصباح ثم ضخ المانا خلال كلا العنصرين ما جعلهما يشرقان بضوءٍ جديد ، تلى ذلك قوله بهدوء بلغةٍ سحرية :” 「 آل-إيديكال」! ”

 

 

” همم ، لنرى ماذا لديك…” أمعن آراي النظر في كلير ثم هز رأسه بخيبة آمل .” أنتِ لا تملكين شيئاً لرد هذه الدين ، أليس كذلك ؟ وعلى هذه الحال ، سيزداد عبئك أكثر ، و مجرد حمايتي بقوتك – ليس بالكاف لرد هذا ، نعم . حتى الحراس الشخصيون يملكون قدراً معيناً من اللباقة . ناهيك عن ذلك ، فسيكون كل شيءٍ من رعاية و حمل مسؤولية على عاتقي .”

 

 

 

” هذا صحيح…” تغير تعبير كلير قليلاً ، و لم تتمكن سوى من الإيماءة بموافقة ، فلم يكن ما قاله كذباً . شعرت ببعض القلق والأزمة في صدرها .

أمامه جلس رجلٌ قد بدا وسيماً رغم كبر سنه. بشعرٍ أزرق مخضّر ، كانت حواجبه كثيفة ، كان أنفه مستقيماً. إبتسم بهدوء، مرتدياً قلنسوة ملكية بنقوشٍ من الفضة ، طُرزت عليها التنانين و الغريفين المتنوعة ، عام نصف تاج مرصّع بجواهر ملونة أعلى رأسه، أطلق جسده هالةً كثيفة و ضغطاً عميقاً لا يسبره غور .

 

 

أكمل آراي :” في حال إعتبرتكِ حارساً شخصياً ، فيجب أن تملكي قدراً معيناً من الإستقلالية عني — لكن هذا غير ممكن على الأقل في وضعك الحالي .”

 

 

بعد التفكير لبضع ثوانٍ ، أخرج آراي مجموعةً من الأشياء من حقيبته البعدية ، قبل أن يقول :” هذه ملابس إضافيةٌ لي ، إنها صغيرة على مقاسك ، لكنها كُل ما أملك – في الوقت الحالي . بالإضافة ، فهذه أدواتٌ للتنظيف ، إنها تُستخدم هكذا…”

لم تملك كلير أي شيء — بجانب بعض الملابس الممزقة…لا شيء أكثر ! كانت في حالٍ يُرثى لها حقاً ، ناهيك عن ذلك ، فلم تكُن كمية المانا لديها حتى نصف كميتها الأصلية . فلم يكُن لدى آراي

” با!! ”

 

 

بالنظر إليها من الأعلى إلى الأسفل بأعين صامتة ، تحدث آراي :” و هنا ، لدي إقتراحٌ بسيط – إستخدمي جسدكِ للتسديد مقابل هذه الخدمات ، ما هو عليكِ الآن ؛ و ما سيكون عليكِ في المستقبل .”” بهذه الطريقة ، لن يكون هناك حرج ، بالأحرى ستكونين الجانب المستفيد مؤقتاً . لكن أنظري للأمر من ناحية أخرى: ستكون عنايتي لك هي ما ستتلقينه بالمقابل؛ وأنا أحسن ذلك.”

 

 

 

كانت كلير صامتة و مستمعة ، لكن عند التركيز بالسطر الأخير ، إغمق تعبيرها بينما تقلص بؤبؤها قليلاً .

 

 

 

” سووش! ”

لم يسع آراي الذي قد أنهى للتو تخفيف حمى كلير ، سوى التذمر في قلبه غير راض .

 

 

من شعورها الجزئي بالإهانة و الحذر و الخوف اللحظي كأنثى وبالفطرة حين قيل لها ذلك، إنطلقت جزءٌ بسيط من هالتها. لكنها وبلا سابق إنذار، قد رأت بأن آراي رولان – الذي تعمّد صياغة كلامه بهذه الطريقة ذات سوء الفهم –  قد إنقض آراي عليها بعصاه الجديدة!

 

 

في كلتا الحالتين ، كانت النتيجة واحدة – ليست بالشيء الجيد . صُّنف كلاهما كـ ‘ مصيبة ‘ للبعد…في الواقع ، كانت مثل هذه الأسئلة شيئاً نموذجياً للغاية ، لأنها قد كانت في إتجاهٍ واحد . لذلك بطبيعة الحال ، كان من المُسلّم أن يجاوب آراي عليها مع المعطيات التي كانت لديه .

” بانغ !! ”

 

 

‘ همم ، فقدانها للذاكرة هو أمرٌ مؤقت ، أشك في أنه سيأخذ أكثر من شهرٍ ليُشفى ، فهو مجرد تبعات من التلوث ؛ ليس بالأمر الجلل…بالطبع ، وجود تحفيز لها سيسرع هذه العملية .’

” كليك ! كليك ! ”

” سوو!”

 

” سووش !!! ”

كانت ضربةً مباشرة برأس العصا، جمعت كلير كلتا يديها على عجل و دافعت عن نفسها بتصالبي. لكن فجأة، إستقبلتها ركلةٌ على معدتها. لم تكن بتلك القوة الكبيرة ، لكنها قد كانت كافية لإسقاطها أرضاً .

في تلك اللحظة عندما حيِّر آراي حول هذه الظاهرة الغريبة ، غزا سيلٌ من المعلومات ذهنه . مما جعل بؤبؤه يتشتت لعدة أجزاءٍ من الثانية ، لكنه قد كان معتاداً جداً على ذلك ، و سرعان ما إستعادت عيناه صفاءها .

 

— لقد نظر ذلك البؤبؤ الواحد الشطرنجي إليها بثبات .

” سووش! ”

‘ المسار : مجهول ‘

 

كان آراي صامتاً ، ونظر بعمق فحسب إلى ما كان أمامه . لمعت عيناه بوضوحٍ و بصيرة ، عندما شعر بموجة صغيرة من الإلهام فجأة ، مما دفعه إلى هز رأسه .

لم يتردد آراي هو الآخر، كان مدركاً لحالة كلير وامدى بطئ ردود فعلها في حالتها هذه، فلم تكن بكامل عافيتها وبحالتها الذروة. نتيجةً لذلك، تعمّد إستخدام حركات بيطة – لكن مشتتة – فقط للتأكد من أنها لن تأخذ الوقت الكافي لإستخدام المانا خاصتها وجعلها تركز على أشياء أخرى.

أدرك آراي بإنه وربما قد حفز جزءاً من ذكرياتها، فلم تكن كلير تنظر إليه، وإنما كانت عيناها الحمراوتين مشتتين!

 

 

وإلا لن تستغرق سوى خمس ثوان لإنهاءه.

 

 

 

“ها!!”

‘…ما كان ذلك ؟ ‘

 

وضع آراي إصبعه على جبين كلير ، قبل إطلاق تنهيدة إعتيادية للتخفيف من نفسه . ثم الوقوف من مكانه و النظر إلى السماء .

بجسده الصغير، إندفع آراي نحو معدة كلير للإنقضاض عليها أكثر . كان حينها أن بدأت كلير بإطلاق برودة حادة ، كانت على وشك الإنتشار لكن في تلك اللحظة–

 

 

‘ المسار : مجهول ‘

” با!! ”

 

 

‘ الدرجة 2 ، التصنيف 4 ! ‘

أتتها صفعةٌ مباشرة على وجهها ، مما جعل حركتها تُّشل لثانية من هذه الهجمة الغير متوقعة والوقحة!

ثم—

 

” ووش .”

” سووش !! ” ” ها!! ”

 

 

 

ثانيةٌ واحدة ، كان هذا هو الوقت الذي إحتاجه آراي للحركة و تثبيط جسد كلير قبل إخراجها لسحرها ، ثم تقييدها بخنق رقبتها النحيلة بلا رحمة بقوةٍ كبيرة ، معززاً يده بالمانا .

توقف مؤقتاً قبل أن يكمل بعد برهة :” لا عليك من هذه الناحية ، لدي مهمةٌ ‘ ملائمة ‘ بجائزةٍ جيدة لنفسي . بإمكانك إخباري إذا وجدتي مهمةً تريدينها .” بقوله لذلك ، كان يقول كلاماً ضمنياً بعدم مشاركته في مهمة مزدوجة .

 

بعد أن غادرت كلير بثوانٍ ، أضاءت الشاهدة الصخرية ، بهذا السطر .

” هاه…” زفر آراي بشدة ، قبل أن يقول بعمق :” حتى لو قبلت مساعدتكِ هل إعتقدتي حقاً أنني بحاجةٍ لك ؟ هاه ؟ همم ، هذا ليس موقفاً إستخدم فيه إقتباساً كـ’ عض اليد التي أطعمتك ‘ فيوجد سوءٌ فهمٍ صغيرٌ هنا ، لكنه لا يبرر إظهار…نية قتلٍ أمامي ! ”

 

 

 

لم يخفف من قوة يده ، إبتسم ببرود . مستمراً بخنق الفتاة ضعيفة الجسد واهنة الحال . لقد إستخدم يده اليمنى مزيلاً قناعه ، ثم نظر بعينيه الداكنتين عديمتي الضوء إلى كلير.

إقتربت كلير بسرعة ، ونظرت حول المكان بحذرٍ وتحفظ ، قبل أن تسأل بإقتضاب :”…مالذي كُنت تفعله ؟ ”

 

 

” أنظري إلى عيناي ، هل تعتقدين أن لدي إهتماماً في جسدك…؟ لا تبالغي في تقدير نفسك .” أطلق آراي ضحكةً ساخرة ، قبل النظر إلى كلير بنظرةٍ عميقة — قد أشعرت روحها بأنها متجردة و مراقبة ، من اللامكان ، بأعين خفية باردة بلا عواطف.

‘ في الواقع ، كان الأمر كذلك…هذه ثغرةٌ بالفعل .’

 

أمسك آراي بعصا الحكيم الطويلة ، قبل توجيه بعض المانا إليها من يده . لمع المكعب الأرجواني بضوءٍ نقي ، والذي قد إنعكس على عيني آراي الداكنتين .

أوقفت كلير مقاومتها بلا وعي منصتةً له، لكنها قد أُخيفت حينما نظرت إلى عينيه، فلم ترى أو تفكر حتى من قبل ، بوجود شيئٍ كهاتين العينين ؛ في العين اليسرى بؤبؤٌ أبيضٌ غريب الشكل ، بدا كقطعة ملك من الشطرنج لكنه قد كان بؤبؤاً واضحاً . لُّوث بإسودادٍ حالك الظلام رغم بياضه ، وحوله رقعٌ بيضاء أُضيئت كالمصابيح . في العين الأخرى ، لم يوجد أي بؤبؤ ، بل فقط رقعٌ مربعية متعاقبة داخل العدسة ؛ مُبيضة و مسودة .

‘هذا العالم ليس عادلاً…’ زلقى آراي نظرة بسيطة على كلير، والتي كانت ترتجف مكانها، إنسدلت قطرات من العرق على جبينها، بينما كانت الدموع تجري على خديها،’ أنا أؤمن أنني لست السبب في حالتها هذه…فهذه مبالغة! لكن وليكُن.’

 

” إذاً…” شد الإمبراطور فاران قبضته بخفة ، وتحدث بهدوء .” علينا البدأ قبل أن تنفجر البوابة ، الوقت مناسبٌ على أي حال .”

— لقد نظر ذلك البؤبؤ الواحد الشطرنجي إليها بثبات .

 

 

‘ يُصفي الذهن من أي أفكار سلبية و ينقي الروح من التلوثات ، ويزيد من معدّل التفكير والقدرة على الإستنتاج بشكلٍ كبير ، مع إبقاء العقل مستقراً – موجهاً إياه إلى الدرب الصحيح .’

بالإضافة إلى ألم الإختناق ، الجوع ، الخوف ، والعديد من المشاعر الأخرى التي إختلجت بها، إنقبض قلب كلير بضيق مع إشتداد صدرها ، في تلك اللحظة إهتزت عيناها عندما ومضت حزمٌ من خيوط الضوء المتشابكة في مجال بصرها ، مشكلةً مشهداً لـ—

‘ نعم ، لا مشكلة في ذلك .’

 

 

حشدٌ من الأشخاص الذين نظروا جميعاً إلى ساحة الإعدام حيث قُصّت رقبة شخصٍ ما ؛

” سو!! ”

 

” سووش ! ”

إمراةٌ ذات جمال سماوي و شعرٍ فضي منسدل كالحرير ؛

كانت كلير صامتة ، لقد نظرت إلى هذا المشهد بمزيجٍ معقد من العواطف المتنوعة ، لم يكُن ذهنها واضحاً ، لقد شعرت بالتأكيد بكل ما قد حدث للتو ، و رأته جيداً . لكنها مع ذلك ، قد شعرت بأن هذا لم يأثر فيها على الإطلاق بنحوٍ ملموس . و كأن هذه الأحداث قد حدثت لشخصٍ آخر .

 

— دماره !

ثلاث رجالٍ أشداء بملابس مسودةً وأعين كالقمر القرمزي الشرير ؛

‘ بإمكان عصا الحكيم إستيعاب أسحار الآخرين حتى المستوى السادس ، وتحليل هيكلة التعاويذ المستخدمة ضمن نطاقٍ يصل إلى 30-100 متر ، بالمقابل لديها القدرة على إطلاق هذه الأسحار و تخزينها داخل نواتها فور إنتهاء عملية التحليل و الإستيعاب .’

 

 

كهلٌ قديم بلحيةٍ فضية طويلة ، وجسدٍ قصير ملثم.

” هذا صحيح…” تغير تعبير كلير قليلاً ، و لم تتمكن سوى من الإيماءة بموافقة ، فلم يكن ما قاله كذباً . شعرت ببعض القلق والأزمة في صدرها .

 

 

إختلفوا جميعاً في هيئاتهم، لكن ومع ذلك…تشابهوا في شيءٍ واحد — تلك النظرة الباردة و المستحقرة على محياهم!

توقف آراي الذي قد فهم بشكلٍ مبدئي كيفية أستخدم عصا الحكيم بعد محاولة صغيرة ، قبل إلقاء نظرة على كلير ، مما جعل عيناه تلمعان قليلاً .

 

 

‘ لا ! لا تنظري في عينيه ! ‘

 

 

كان هذا الشيء ، هو جهاز سحري بإسم ‘ شاهد المساهمة ‘ . والذي سجّل المهام و تحقق منها ؛ كان قد أدى وظيفة ‘ كشك التحقق ‘ ، كالموجود في نقابةٍ المغامرين ، لكنه كان آلياً و تلقائياً تقريباً.

في اللحظة التالية ، كان أول رد فعل لكلير ، هو محاولة إخفاض رأسها بشكلٍ لا شعوري . لكّنها أدركت بأن وضعية جسدها لن تسمح لها بذلك ، مما جعلها تشعر بالذعر مشيحةً عينيها بعيداً لوهلة .

لكّن حتى مع خطرها هذا، ما كان لـ آراي إلّا الإبتسام محدثاً نفسه:’ هيه، هل هذه هو جزاء صبري ؟ تسك ، بالفعل ! كان الأمر يستحق ، أصبح لدي أقل قدر معين من القوة لمحاولة الدفاع عن نفسي الآن . قطعةٌ أثرية من الدرجة 2…’

 

 

“…أنا…آسفة…”

‘ بالطبع ، بإستخدام < تحليل > معها…مثيرٌ للإهتمام .’

 

 

لم يفهم آراي سبب تغيرها أو ما مرت به ، لكنه ضحك هازاً رأسه ، ثم أطلق صوتاً مستنكراً :” الأسف…؟ نعم ، هذه خطوةٌ أولى جيدة .” أطلق يده من رقبة كلير ، قبل رفع نفسه و الوقوف من عليها ، ثم تمديد نفسه قليلاً ، لقد قمع الرعشة على يده اليسرى. لم يفهم أو يعلم ما مرت به، لكن مقاومتها قد تلاشت، لذلك أومأ لنفسه داخلياً – وإن شعر بقطرة ذنب -.

” خاطئ ؟ هذه كلماتٌ كبيرة . القدر كنهرٍ طويل ، ما أنا سوى شيخ ضعيف يريد أن يرتوي من بعض ماءه لكي يبصر بما لا يراه . ربما كان تفسيري للأمر خاطئاً ، و ربما ظهر متغيرٌ غير متوقع ذو إحتمالية غيرت الأمر ؟ توجد إحتمالاتٌ عديدة لهذا ، فالقدر غير محدود .”

 

“أراضيةٌ الآن؟ إتبعيني ، علينا التجهيز لما هو قادم .”

‘هذا العالم ليس عادلاً…’ زلقى آراي نظرة بسيطة على كلير، والتي كانت ترتجف مكانها، إنسدلت قطرات من العرق على جبينها، بينما كانت الدموع تجري على خديها،’ أنا أؤمن أنني لست السبب في حالتها هذه…فهذه مبالغة! لكن وليكُن.’

‘ أوه ، لقد أصبحت أنظف .’ بالنظر إلى كلير التي قد تغيرت كثيراً لجمالٍ واضح بعد غسلة واحدة ، أومأ آراي . ثم قال :”لقد قررتِ قص شعرك ؟ ”

 

” سووش!”

أدرك آراي بإنه وربما قد حفز جزءاً من ذكرياتها، فلم تكن كلير تنظر إليه، وإنما كانت عيناها الحمراوتين مشتتين!

 

 

‘ هذه ثغرةٌ واضحةٌ للغاية ، مالذي فكر به واضع هذه المهمة ؟ هل هي موضوعةٌ عمداً ؟ غريب .’

أخرج جرعةً زرقاء من حقيبته البعدية ، و ألقاها إليها.

” أنظري إلى عيناي ، هل تعتقدين أن لدي إهتماماً في جسدك…؟ لا تبالغي في تقدير نفسك .” أطلق آراي ضحكةً ساخرة ، قبل النظر إلى كلير بنظرةٍ عميقة — قد أشعرت روحها بأنها متجردة و مراقبة ، من اللامكان ، بأعين خفية باردة بلا عواطف.

 

 

” إستخدمي هذه .”

 

 

كان على الطبيب شفاء مريضه، أما ما أتى معه من تبعات فقد كان لذويه.

سقطت الجرعة لدى كلير، لكنها كانت ساكنةً لبضع ثوان، بعد مدة، نظرت بعينين داكنتين إلى آراي ؛ بعواطفٍ مجهولة . رفعت الجرعة ثم شربتها .

‘ نفذ المزيد من المهام و أجمع المصابيح العشرة في جميع الحقول ! ‘

 

 

” سعال…سعال…!”

 

 

‘ الدرجة : 2 ‘

إختنقت كلير أثناء شربها للجرعة. لكنها قد أنهتها بسلام في النهاية، حين أدركت أنها بدأت تتماثل للشفاء بسرعة!

في تلك اللحظة عندما حيِّر آراي حول هذه الظاهرة الغريبة ، غزا سيلٌ من المعلومات ذهنه . مما جعل بؤبؤه يتشتت لعدة أجزاءٍ من الثانية ، لكنه قد كان معتاداً جداً على ذلك ، و سرعان ما إستعادت عيناه صفاءها .

 

‘ المسار : مجهول ‘

كانت الخشونة في حلقها، والألم في رقبتها ويديها يختفي. ناهيك عن شعورها العام بالتحسن والحيوية فجأة، فقد بات فكرها أوضح.

” أوداين يشكي من إخبارك له بوحيٍ خاطئ .”

 

 

أصبح آراي هادئاً إلى حدٍ ما، و لم يبدو كشخصه ‘ الغاضب ‘ منذ ثوان . رفع يده ولوح بها ، قبل أن يتوقف ثم يصفع جبينه . تعاقد حاجباه مشكلين عبوساً طفيفاً ، ثم نظر إلى كلير وقال :” أرى .”” إستخدام جسدكِ ، لا أعني بهذا تلك الأمور…هل إستعدتي ذاكرتك بهذا الشأن في الأساس ؟ تسك ، ما قصدته قد كان خدمتي ! في حال أصبحتِ خادمتي ، فلن أبال بالنفقات لأن هذا أمرٌ أساسي علي فعله ، كسيدٍ لك .”

| قد تحدث كارثة في وقتٍ قريب ، ماهي ؟ |

 

 

“يقال أن على المرء تبرأة نفسه لئلا يخوض فيما لا يريده لاحقا، لذلك سأقول الآن بأنني لست بالجيد. ناهيك عن ذلك، فلا أمانع تكرار ما فعلته الآن – مادامت سلامتي مرتبطة بهذا.” قائلاً ذلك، لقد أمسك بـ’ عصاه و مصباحه ‘ الملقين على الأرض. بدت عيناه شاردتين، لكنه إبتسم:”ما رأيك؟ هل تودّين المخاطرة وخدمتي؟ يفترض أن أعطيك مميزات ذلك، لكنني لا أشعر حقاً بالرغبة في فعل ذلك. لكن بدلاً من ذلك…”

كانت هذه المقارنة خاطئة منذ الأساس ؛ حياة شخص بغابة ، لكن آراي لم يبال في كلتا الحالتين .

 

 

“هجومٌ واحد ، لإحقاق العدالة كوني المتسبب في سوء الفهم ، سأعطيك الحق لمهاجمتي هجوماً واحداً – بكل ما لديك، وهذا لحقن أي دم لاحق. لكن هاجميني بصدق، زي تهاون يعني كذبك وعدم صدقك.”

حسب آراي ما لديه ، مجهزاً العديد من الخطط الأخرى و الموقف المحتملة . لم يشعر بالثقة الزائدة أو الغطرسة ، بالأحرى كان يحاول محاولة مواكبة هذا التطور السريع الذي حدث له عبر زيادة المعلومات لديه بالتحليل المستمر . مما دفعه إلى إلقاء باقي عواطفه جانباً ، والتفكير بمنطق — مُخططاً للأمام.

 

 

 

***

لم تفهم كلير المغزى من ذلك . لكن في تلك اللحظة ، سار آراي وصولاً إليها بلا خوف ، ونظر إليها بتعبيرٍ واضح، بصوته الطفولي والغير ملائم، قال بتنهد:” بالإضافة لذلك ، لا حاجة إلى النظر إليّ بهذه الأعين فأنا لست…وحشاً.”

 

 

كان صوت ‘ زيرو ‘ هادئاً ، لم يظهر أي تغيرٍ آخر غريب . أخفض عصاه المتوهجة ، ثم أدار ظهره و غادر – دون إلقاء أي نظرةٍ أخرى عليها .

بدت كلير و كأنها شابةٌ قليلة الكلام في الأصل ، لكّن عيناها قد أظهرت عزماً غامضاً في تلك اللحظة . رفعت يدها مشكلةً كرةً مائية صغيرة ، ثم بدأت هالتها بالإرتفاع. لم تتردد كلير هذه المرة في إعادة تجهيز سحرها بعد أن غادر آراي لمسافةٍ غير بعيدة .

 

 

 

لقد تجمعت المياه كالإعصار المزدهر، مشكلاً وردة ذات بتلة واحدة ، تجمدت الوردة في رأس بلوري مغلق . وإنطلق بسرعة كبيرة.

 

 

 

” [ زهرة أغيرول ] .”

 

 

‘ تبقّى الآن فقط البدأ بإعادة تأهيلها…هذا متعب .’

” سووش! ”

 

 

 

” سوو!”

‘ نفذ المزيد من المهام و أجمع المصابيح العشرة في جميع الحقول ! ‘

 

 

أمسك آراي بعصا الحكيم جيداً، شعر بالحماس والضغط قليلاً أثناء نظره للقذيفة الجليدية السريعة المنطلقةً تجاهه بوميضٍ خاطف، أقسم أنه لم يكن ليتتبعها لولا تميزه بـ<تحليل>. رفع عصاه سريعاً غير ناسٍ لإحكام قبضته الأخرى على المصباح ثم ضخ المانا خلال كلا العنصرين ما جعلهما يشرقان بضوءٍ جديد ، تلى ذلك قوله بهدوء بلغةٍ سحرية :” 「 آل-إيديكال」! ”

‘ وهذا المصباح ، إنه من الدرجة 3 العليا أيضاً على الأقل . و آثاره هذه — تناسبني جداً ، جميل . رائع ، هكذا تبدأ الأمور بالتسارع ! ‘

 

 

” سووش !!! ”

 

 

 

” سو!! ”

” سووش !! ”

 

— كان من اللزام الحذر في هذا العالم .

في اللحظة التالية، رأت كلير ضوءاً بنفسجياً غامقاً، كان كستارة ليلية مرصعةً بالنجوم، لم يستمر إلا لثانية. لم تفهم كلير ما حدث و صُدمت. لأنه ما قد حدث هو…

 

 

 

— أن سحرها قد إختفى !

 

 

 

“أراضيةٌ الآن؟ إتبعيني ، علينا التجهيز لما هو قادم .”

 

 

— كش الملك.

كان صوت ‘ زيرو ‘ هادئاً ، لم يظهر أي تغيرٍ آخر غريب . أخفض عصاه المتوهجة ، ثم أدار ظهره و غادر – دون إلقاء أي نظرةٍ أخرى عليها .

 

 

 

كانت كلير صامتة ، لقد نظرت إلى هذا المشهد بمزيجٍ معقد من العواطف المتنوعة ، لم يكُن ذهنها واضحاً ، لقد شعرت بالتأكيد بكل ما قد حدث للتو ، و رأته جيداً . لكنها مع ذلك ، قد شعرت بأن هذا لم يأثر فيها على الإطلاق بنحوٍ ملموس . و كأن هذه الأحداث قد حدثت لشخصٍ آخر .

3- المسعى :

 

بالنظر إليها من الأعلى إلى الأسفل بأعين صامتة ، تحدث آراي :” و هنا ، لدي إقتراحٌ بسيط – إستخدمي جسدكِ للتسديد مقابل هذه الخدمات ، ما هو عليكِ الآن ؛ و ما سيكون عليكِ في المستقبل .”” بهذه الطريقة ، لن يكون هناك حرج ، بالأحرى ستكونين الجانب المستفيد مؤقتاً . لكن أنظري للأمر من ناحية أخرى: ستكون عنايتي لك هي ما ستتلقينه بالمقابل؛ وأنا أحسن ذلك.”

و من ناحيةٍ أخرى ، كانت مشاعرٌ غامضة بالنسبة لها كالسخط و الإذلال تشتعل في صدرها بخُفت ، بنحوٍ غير مؤثر . لم تفهم كلير هذه العواطف ، و لم يمنعها ذلك من تطوير مشاعر سيئة تجاه زيرو . مما دفعها في تلك اللحظة ، لإعادة التفكير بما مرت به منذ إستيقاظها و لقاءها لـ زيرو ، و سؤال نفسها :

 

 

من ناحيةٍ أخرى ، تجولت كلير في عالم أحلامها غير مدركةٍ لما كان ينتظرها .

‘ ما موقفي تجاه…زيرو ؟ ‘

“يقال أن على المرء تبرأة نفسه لئلا يخوض فيما لا يريده لاحقا، لذلك سأقول الآن بأنني لست بالجيد. ناهيك عن ذلك، فلا أمانع تكرار ما فعلته الآن – مادامت سلامتي مرتبطة بهذا.” قائلاً ذلك، لقد أمسك بـ’ عصاه و مصباحه ‘ الملقين على الأرض. بدت عيناه شاردتين، لكنه إبتسم:”ما رأيك؟ هل تودّين المخاطرة وخدمتي؟ يفترض أن أعطيك مميزات ذلك، لكنني لا أشعر حقاً بالرغبة في فعل ذلك. لكن بدلاً من ذلك…”

 

 

صمتت كلير ، عُّج ذهنها بالضوضاء كم صرخ في أذنيه من هذيان ما، لكنها مع ذلك ، قد تجاهلت هذه الأمور ، و نظرت إلى ظهر زيرو السائر بعيداً بعينيها القرمزتين ، وفي النهاية ، لم تستطع إعطاء إجابةٍ معينة لذلك .

 

 

 

لم تعلم كلير ما كان عليها فعله .

 

 

” لا ، إنفجار البوابة أمرٌ حتمي . و إفتتاحها قبل ذلك حتميٌ أكثر .” أوضح ساحر البلاط هيروسوليم ، وجهة نظره أثناء اللعب برفق :” أيها الإمبراطور ، هذا يحدث في جيلك أنت بالذات .” لم يفسر ، مضيفاً :”إذا كانت نعمة ، فهي ليست نقمة. إذا كانت لعنة فلا مفر منها. ماهو آتٍ آت ، بصفتك الإمبراطور أنت تعلم ما عليك فعله حيال ذلك .”

— لقد كانت ضائعة .

 

 

 

***

 

 

 

— بعد بضع ساعاتٍ أخرى .

 

 

 

لم يسع آراي الذي قد أنهى للتو تخفيف حمى كلير ، سوى التذمر في قلبه غير راض .

كان آراي صامتاً ، ونظر بعمق فحسب إلى ما كان أمامه . لمعت عيناه بوضوحٍ و بصيرة ، عندما شعر بموجة صغيرة من الإلهام فجأة ، مما دفعه إلى هز رأسه .

 

‘ الدرجة 2 ، التصنيف 4 ! ‘

‘ لقد بالغت ، كان خنقي لها قد زاد من حالتها سوءاً…إنها مريضةٌ الآن ، كان هذا متوقعاً على أي حال. لكن حتى مع جرعة شفائي ذات الدرجة ٤ مازالت تصبح هكذا؟ تسك الحياة شيءٌ هش. ‘

بالنظر إليها من الأعلى إلى الأسفل بأعين صامتة ، تحدث آراي :” و هنا ، لدي إقتراحٌ بسيط – إستخدمي جسدكِ للتسديد مقابل هذه الخدمات ، ما هو عليكِ الآن ؛ و ما سيكون عليكِ في المستقبل .”” بهذه الطريقة ، لن يكون هناك حرج ، بالأحرى ستكونين الجانب المستفيد مؤقتاً . لكن أنظري للأمر من ناحية أخرى: ستكون عنايتي لك هي ما ستتلقينه بالمقابل؛ وأنا أحسن ذلك.”

 

 

رغم شعوره ببعض الشفقة أثناء نظره لـ كلير النائمة ، إلا أن آراي لم يندم على الإطلاق . في الواقع ، بفكره الحالي لفكر في إحتمالية قتلها آنذاك لتحريرها من بؤس ما كانت تعاني منه الآن ، في حال قد علم بأنها قد تمرض بهذه الشدة .

 

 

 

‘ على أي حال ، يبدو أن هذا قد نجح…همم .’

” سووش !! ”

 

 

بالطبع ، كانت كُل هذه الأحداث منذ يوم – ما حصل لكلير ، هي خطةً بسيطة قد حاكها آراي لحظة إستلامه لمكافأتيه .

 

 

 

‘ تبقّى الآن فقط البدأ بإعادة تأهيلها…هذا متعب .’

 

 

في كلتا الحالتين ، كانت النتيجة واحدة – ليست بالشيء الجيد . صُّنف كلاهما كـ ‘ مصيبة ‘ للبعد…في الواقع ، كانت مثل هذه الأسئلة شيئاً نموذجياً للغاية ، لأنها قد كانت في إتجاهٍ واحد . لذلك بطبيعة الحال ، كان من المُسلّم أن يجاوب آراي عليها مع المعطيات التي كانت لديه .

منذ الأساس ، لم تكُن كلير بربع قوتها الكاملة حتى تتمكن من مجابهة آراي الصحي ‘ إلى حدٍ ما ‘. علاوةً على عدم إمتلاكها لكمية مانا كبيرة ؛ لقد أنفقت الكمية الضئيلة المتبقية في حماية آراي و نفسها من آثار المجال السحري ، وبإستخدام تلك التعويدة الأخيرة – زهرة أغيرول ، فقد إنتهت المانا لديها. زد على ذلك أنها كانت جائعة ، مرهقة ، و غير مكتملة نفسياً . لقد إحتاجت بالتأكيد إلى فترةٍ معينة من الراحة بالإضافة إلى العديد من البلورات السحرية لإستعادة المانا خاصتها ، لكن هل كان آراي ليمنحها كُل ذلك بسلام ؟ إضرب الحديد وهو ساخن؛ وإستغل التراكمات!

 

 

‘ في الواقع ، كان الأمر كذلك…هذه ثغرةٌ بالفعل .’

‘…بالفعل ، جعل الآخرين يقدمون أنفسهم طوعاً بدل إجبارهم هي إستراتيجةٌ مُثلى . رغم أن هذا لم يكُن ما حدث تماماً.’

لم يخفف من قوة يده ، إبتسم ببرود . مستمراً بخنق الفتاة ضعيفة الجسد واهنة الحال . لقد إستخدم يده اليمنى مزيلاً قناعه ، ثم نظر بعينيه الداكنتين عديمتي الضوء إلى كلير.

 

‘ يُصفي الذهن من أي أفكار سلبية و ينقي الروح من التلوثات ، ويزيد من معدّل التفكير والقدرة على الإستنتاج بشكلٍ كبير ، مع إبقاء العقل مستقراً – موجهاً إياه إلى الدرب الصحيح .’

‘ زد أنني قد كسبت تعويذةً بالمستوى الثالث مخزنةً بداخل عصا الحكيم وإن لم تكن بتلك القوة ، بإضافة لفافاتي و جرعي إلى المعادلة فليس علي مؤقتاً القلق من التهديدات ذات الرتبة الثالثة، قليلاً !’

 

 

 

حسب آراي ما لديه ، مجهزاً العديد من الخطط الأخرى و الموقف المحتملة . لم يشعر بالثقة الزائدة أو الغطرسة ، بالأحرى كان يحاول محاولة مواكبة هذا التطور السريع الذي حدث له عبر زيادة المعلومات لديه بالتحليل المستمر . مما دفعه إلى إلقاء باقي عواطفه جانباً ، والتفكير بمنطق — مُخططاً للأمام.

‘…بالفعل ، جعل الآخرين يقدمون أنفسهم طوعاً بدل إجبارهم هي إستراتيجةٌ مُثلى . رغم أن هذا لم يكُن ما حدث تماماً.’

 

 

‘…أمتلك أدنى مستوىً من القوة ، همم ، حان وقت التقصي .’

 

 

 

وضع آراي إصبعه على جبين كلير ، قبل إطلاق تنهيدة إعتيادية للتخفيف من نفسه . ثم الوقوف من مكانه و النظر إلى السماء .

” كُنت أجرب شيئاً ما فحسب ، على أي حال…ماذا ؟ هل أنتِ جائعة ؟ مهلاً…” لم يفهم آراي سبب تعبيرها الغريب والذي لم يكن له علاقةٌ بما فعله للتو ، عبس وسأل بشكّ :” أنتِ لا تريدين دمي ، أليس كذلك ؟ سيكون علي الرفض .”

 

 

” إبقي حيةً يا فتاة…فهذا ليس هو الوقت المناسب للموت بعد .”

 

 

 

من ناحيةٍ أخرى ، تجولت كلير في عالم أحلامها غير مدركةٍ لما كان ينتظرها .

 

 

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط