نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

التناسخ اللعين 25.2

تدريب الطاقة السحرية (3)

تدريب الطاقة السحرية (3)

الفصل 25.2: تدريب الطاقة السحرية (3)

 

بعد مرورِ بعضِ الوقت على مُغادرةِ غيلياد وجيون، نادى يوجين، “نينا”

“قالوا لي إنهُ بالفعلِ يَمتلِكُ نجمةً واحِدةً في صيغةِ اللهبِ الأبيض”، همستْ سيل إليهِ بِخُبث.

“إسمح لي أن أذهبَ وأُعِدَ وجبتك”، عرضت نينا.

 

 

“إسمح لي أن أذهبَ وأُعِدَ وجبتك”، عرضت نينا.

“جيد، ولكن قبلَ أن تفعلي ذلِك”، قال يوجين، عندها نهض من السرير وإلتقط وينِد. “أبقي كُلَ ما يحدثُ من الآن فصاعدًا سرًا بيننا.”

شيك.

“…نعم، سيدي؟”

 

“حتى لو فقدتُ الوعيَّ مرةً أخرى، لا تُخبرِ أحدًا.”

“كاذب”، إتهمتهُ سيل، وأخرجت لسانها في وجههِ بإبتسامة. “أنا أعرِفُ ما يحدثُ حقًا معك. هذا بسببِ يوجين، أليسَ كذلك؟”

“…هل عليكَ حقًا أن تحاوِلَ القيامَ بشيء كهذا الآن؟” سألتْ نينا بقلق.

‘عليَّ أن أذهب إلى هيلموث’ قرر يوجين أخيرًا.

 

 

“أنا فقط بحاجةٍ إلى التحقُقِ من شيء ما، لذلَكَ رُبما لن أفقِد وعيي مرةً أُخرى”، طمأنها يوجين قبل غرسِ طاقتهِ السحرية في وينِد. 

بعد إلقاء نظرةٍ خاطفةٍ على سيان بعيونٍ قاتِلة، أومأ يوجين برأسهِ وقال: “أعتقِدُ أيضًا أن هذه ستكونُ فكرةً سيئةً.”

 

تصلب سيان، “ما عَلاقَةُ أي من هذا به؟”

لحُسنِ الحظ بالنسبةِ له، لم يتكرر الحادِثُ السابِق. لكن جبين يوجين تجعد بسببِ هذا لأنهُ شعرَ بعدمِ الرضا. بدلًا من ذلِك، بدأتْ روحٌ بحجمِ كفهِ فقط تحومُ حوله. 

في الوقتِ الحاضر، لم يُفكِر الناسُ في هيلموث كمكانٍ جهنمي. بدلًا من ذلك، فكروا في الأمر كوجهةٍ سياحيةٍ حيث يُمكِنُ للمرء تَجرُبةِ ترفيهٍ فريدٍ ومغرٍ وفاسد لا يُمكِنُ العثورُ عليهِ في أي مكان آخر.

 

 

سيلف، روحُ رياحٍ ذاتُ مرتبةٍ مُنخفِضة. تتكونُ من كُتلةٍ من الرياح، بلا شكلٍ مُناسِبٍ حتى. ومع ذلِك، بسبب كمية يوجين الصغيرة من الطاقةِ السحرية، فمن الطبيعي أن يستدعي سيلف.

 

 

‘عليَّ أن أذهب إلى هيلموث’ قرر يوجين أخيرًا.

فقط ليتأكد، حاولَ يوجين أن يسألَ سيلف عقليًا، ‘يا أنت، هل سمعتِ أي شيءٍ من ملكك؟’

 

ومع ذلِك، لم يحصل على أي رد. يبدو أنهُ من المُستحيلِ التحدثُ مع روحٍ ذاتُ ذكاءٍ مُنخفِضٍ إلى هذا الحد. “تسك”، ثم لوحَ يوجين بوينِد.

التفكير في الأمر بنفسه فقط لن يجلبَ له أيَّ إجابات. من الواضحِ أن ذكرياتَ حياتهِ الماضية إنتهت عندما ماتَ في قلعةِ ملك الحِصار الشيطاني قبلَ ثلاثمائةِ عام. مُعظمُ ما يعرِفُهُ جاء من محتوياتِ القُصصِ الخيالية التي قرأها يوجين الشاب.

 

“تعابيرُ وجهي هي دائمًا هكذا، وتناولتُ على الإفطارِ كما المُعتاد.”

بدأ يوجين إختبارهُ من خلالِ تَخيُلِ تعويذةٍ في رأسِه، ‘شفرةُ الرياح.’

‘ولكن، في يومٍ من الأيام’ قال يوجين لنفسه بعزم قبل التنهُدِ وإمساكِ معِدتِه.

بمُجردِ أن فعل ذلك، تشكلَ تيارٌ غيرُ شفاف من الرياحِ حولَ سيفِه. نظر يوجين إلى هذه الرياح المُتذبذِبة على شكل شفرة قبل أن يُلوِحَ بسيفِهِ.

 

 

“نعم ستفعل. هل تُريدُ مني أن أُكلِمَ يوجين من أجلِك؟”

شيك.

بمُجردِ أن فعل ذلك، تشكلَ تيارٌ غيرُ شفاف من الرياحِ حولَ سيفِه. نظر يوجين إلى هذه الرياح المُتذبذِبة على شكل شفرة قبل أن يُلوِحَ بسيفِهِ.

 

بالتأكيد لم يمتلِك الجرأة للقولِ أن يوجين هو شقيقهُ الأصغر الآن.

تسبب الصوتُ الغريبُ الذي أحدثتهُ الشفرةُ أثناءَ تأرجُحِها في الهواء في إرتعاشِ جسدِ نينا. بعد الضربِ وينِد عدةَ مرات، أطلقَ يوجين سراحَ سيلف مرةً أُخرى مُعيدًا إياها إلى عالم الروح.

 

 

 

قبل القيامِ بذلِك، حاولَ التواصُلَ عقليًا معها مرةً أُخرى، ‘مرري هذهِ الرسالةَ إلى تيمبست’، لو إكتشفتُ أنكَ تكذِبُ عليّ، فسأقتلك.

بإستثناء أنه في هذه المرة، حَلُمَ أنه هو المينوتور بدلًا من نفسِه.

لكن السيلف ما زالتْ لم تَرُد. ومع ذلِك، بدا أنها شعرت أن ملِكها قد تعرضَ للإهانة، لذا أرسلت ما تستطيعُ من الرياح مما أدى إلى تطايُرِ القليل من شعرِ يوجين قبل العودةِ إلى عالمِ الروح.

رفضَ يوجين، “ألا يُمكِنُكِ أن تصمُتي بشأنِ ذلك؟”

 

 

‘…على الرُغمِ من أن تيمبست لا ينبغي أن يكونَ لديهِ أيُّ سببٍ للكذبِ بشأنِ ذلك’، إعترف يوجين لنفسه.

‘…على الرُغمِ من أن تيمبست لا ينبغي أن يكونَ لديهِ أيُّ سببٍ للكذبِ بشأنِ ذلك’، إعترف يوجين لنفسه.

 

“…مـ-ماذا؟!” إختنقَ سيان بسببِ الذُعر.

الأمر فقط أن يوجين لم يستطِع فِهمَ مشاعرهِ الحاليةَ تمامًا، لذلِكَ شعرَ أنه يتوجبُ عليهِ أن يقولَ شيئًا. بينما تُراوِدهُ هذه المشاعِرُ المُعقدة، جلس يوجين بتثاقُلٍ على السرير.

“…أنا لستُ خائِفًا”، أجاب سيان بترددٍ أثناء إرسالِ نظرةٍ خاطِفةٍ إلى سيل لكي تتكلمَ من أجلِه.

 

فقط ليتأكد، حاولَ يوجين أن يسألَ سيلف عقليًا، ‘يا أنت، هل سمعتِ أي شيءٍ من ملكك؟’

‘…أنا بحاجةٍ إلى التفكير في هذا بعقلانية’ فكر يوجين، ‘يجب ألّا أسمحَ للعواطفِ عديمةِ الفائدةِ بتشويشي.’

 

قبلَ ثلاثمائةِ سنة، توفي هامل. إستمرَ رِفاقه، فيرموث، سيينا، انيسيه، ومولون، في شقِ طريقِهِم إلى قلعةِ ملكِ الحِصار الشيطاني.

“…أوه، حسنا…ذلِك…” بعد بعضِ التردُد، صافح سيان في النهايةِ يدَّ يوجين بإيماءةٍ مُمتنة.

 

هذا هو أكثرُ ما أزعجَ يوجين. بالنسبةِ لملوكِ الشياطين الذينَ عاشوا ليُسبِبوا المُعاناةَ للعالم، ما الذي يُمكِنُ أن يجعلهم يغيرون رأيَهُم ويقسِمون على دعمِ السلام؟ من هو بالضبط الذي إقترحَ مثلَ هذا القسمِ في المقام الأول؟ ما هي محتويات القسم؟

بالتأكيدِ كانتْ رِحلةً صعبةً. ملِكُ الحِصارِ الشيطاني ذو المرتبةِ الثانيةِ قويٌ حيثُ لا يُمكِنُ مُقارنةِ أي من ملوك الشياطين السابقين الغضب، القسوة والمذبحة به. الوصولُ إلى قلعتهِ فقط هو صعبٌ مثلَ قتلِ أحدِ ملوك الشياطين السابقين.

 

 

“قالوا إننا سنتدربُ مع يوجين بدءًا من اليوم. وأنا أعلمُ أنكَ مُنزعِجٌ حقًا بسببِ هذا.”

‘…ومع كوني ميتًا….’

لكن السيلف ما زالتْ لم تَرُد. ومع ذلِك، بدا أنها شعرت أن ملِكها قد تعرضَ للإهانة، لذا أرسلت ما تستطيعُ من الرياح مما أدى إلى تطايُرِ القليل من شعرِ يوجين قبل العودةِ إلى عالمِ الروح.

من الناحيةِ الموضوعية، هامل قوي. على الرُغمِ من أنه ليسَ بقوةِ فيرموث، إلا أنه كان بسهولةٍ الثاني في ترتيبِ القوةِ بعدَ فيرموث. لذلك مع موتِ هامل، رُبما وجدَ الأربعةُ الباقون أنهُ من المُستحيلِ التعاملُ مع ملكَي الشياطين المُتبقيَين.

 

 

إحمر وجهُ سيان وشعرَ بأن الطاولِةَ قد إنقلبت عليه. بينما هو يُأرجِحُ وينِد في الهواء بمهارة، حدق يوجين بحِدة في سيان.

كانوا قد أُستُنفدوا بالفعلِ بسببِ الرحلةِ الصعبة إلى قلعةِ ملك الحصارِ الشيطاني، إضافةً إلى أن هامل قد هلكَ قبل المعركة. في مثلِ هذهِ الحالة، يصعُبُ التصديق أنهُم حتى إستطاعوا هزيمةَ ملك الحصارِ الشيطاني من الأساس…لكن ألم يكُن من الأفضلِ لهُم التراجعُ في الوقتِ الحالي وإعادةُ النظرِ في خُطَطِهِم؟

ألم يعني هذا أنه شقيق يوجين الأكبر الآن؟ على الرُغمِ من أن هذا الفِكرَ قد ظهر في رأسِ سيان، إلا أنهُ قررَ إبقاء فمهِ مُغلقًا عندما رأى عيون يوجين الحادة.

‘…هل إنتهى كُلُ شيءٍ هُناك حقًا؟’

“أنا أعلم.” صرَّ سيان على أسنانِه.

مع هلاكِ هامل فقط، عاد فيرموث والأربعةُ الآخرون من مملكةِ الشياطينِ هيلموث بعد أن قاموا بقسمٍ غامض. ومع ذلك، فإن الوحيدين الذين عرفوا تفاصيل هذا الوعدِ هم فيرموث وملكي الشياطين المُتبقيَين.

رفع يوجين وينِد حتى يمكنَ لسيان رؤيتهُ بوضوح وشرعَ السيلف في لفِّ نفسهِ حولَ السيف. إنخفض فكُ سيان عندما رأى نصلَ الرياح.

 

شيك.

‘ولكن حقًا، ما هذا القسَم؟’

لحُسنِ الحظ، قبل أن يضطرَ سيان إلى تقديمِ أي أعذار، تراجع يوجين وأعطاه مخرجًا.

هذا هو أكثرُ ما أزعجَ يوجين. بالنسبةِ لملوكِ الشياطين الذينَ عاشوا ليُسبِبوا المُعاناةَ للعالم، ما الذي يُمكِنُ أن يجعلهم يغيرون رأيَهُم ويقسِمون على دعمِ السلام؟ من هو بالضبط الذي إقترحَ مثلَ هذا القسمِ في المقام الأول؟ ما هي محتويات القسم؟

 

‘…كل شيء يعود إلى هيلموث.’

 

التفكير في الأمر بنفسه فقط لن يجلبَ له أيَّ إجابات. من الواضحِ أن ذكرياتَ حياتهِ الماضية إنتهت عندما ماتَ في قلعةِ ملك الحِصار الشيطاني قبلَ ثلاثمائةِ عام. مُعظمُ ما يعرِفُهُ جاء من محتوياتِ القُصصِ الخيالية التي قرأها يوجين الشاب.

‘ولكن، في يومٍ من الأيام’ قال يوجين لنفسه بعزم قبل التنهُدِ وإمساكِ معِدتِه.

 

“هل تعتقدينَ أنني يمكنُ أن أفعلَ ذلِكَ حقًا لمُجردِ أنها قالتْ لي أن أفعَل؟”

‘عليَّ أن أذهب إلى هيلموث’ قرر يوجين أخيرًا.

 

 

‘…كل شيء يعود إلى هيلموث.’

قبل ثلاثمائة عام، كانت هيلموث مكانًا مُرعِبًا. الوحوشُ الشيطانيةُ، التي هدفُها الوحيدُ في الحياةِ هو إصطيادُ البشر وأكلهم، تجوب الأرض، وشعبُ الشيطان الذين يسكنونَ تلكَ الأرض يسيرونَ بإستمرارٍ لغزوِ الأراضي البشرية. إصطاد السحرةُ الساقطون-المعروفون الآن بإسم السحرة السود-البشر ليقدموهُم كتحيةٍ لأسيادِهم، ملوكُ الشياطين. أراد هؤلاء السحرةُ الأشرار أن يُصبِحوا شياطينَ بأنفُسهِم، لذلك بحثوا عن حقيقة المسار الشيطاني* حتى لو عنى ذلك الإنحناء لملوكِ الشياطين.

 

 

‘…أنا بحاجةٍ إلى التفكير في هذا بعقلانية’ فكر يوجين، ‘يجب ألّا أسمحَ للعواطفِ عديمةِ الفائدةِ بتشويشي.’

*(كيف يُصبِحون شياطين)

عندما ظلَّ سيان صامِتًا، حاولَ يوجين إقناعه، ” لماذا لا نحضى ببعضِ المرح؟ أو إذا رَغُبت، يُمكِنُنا الرِهانُ على ذلك؟ إذا فزت، سأفعل—”

كان هيلموث جحيمًا ملتويًا بمثل هذه الرغباتِ الشريرةِ والقبيحة.

 

 

فقط ليتأكد، حاولَ يوجين أن يسألَ سيلف عقليًا، ‘يا أنت، هل سمعتِ أي شيءٍ من ملكك؟’

ومع ذلك، لم يعُد هذا هو الحال. منذُ مائتي عام، بدأت هيلموث في قبول الزوار من البشر، وأظهرَ ملوكُ الشياطين والشعب الشيطاني مثل هذه الضيافة لزوارهِم بحيث بدا كما لو أنهُم يحاوِلونَ التعويضَ عن قسوتهِم الماضية.

 

 

“ليس حقًا، نظرًا لأن الأمرَ قد إستغرقَ منا حوالي شهر، فهذا يعني أن القليلَ فقط من أسلافِنا في السُلالة المُباشِرة ممَّن هُم بنفسِ سُرعتِنا.”

في الوقتِ الحاضر، لم يُفكِر الناسُ في هيلموث كمكانٍ جهنمي. بدلًا من ذلك، فكروا في الأمر كوجهةٍ سياحيةٍ حيث يُمكِنُ للمرء تَجرُبةِ ترفيهٍ فريدٍ ومغرٍ وفاسد لا يُمكِنُ العثورُ عليهِ في أي مكان آخر.

 

 

ما الذي يجبُ أن يقولهُ ليوجين بالضبط؟

الشعب الشيطاني، الذين أخذوا زِمامَ المبادرة لغزوِ الأراضي البشرية في السابِق، يتطوعون الآن بخدماتهِم للبُلدانِ المُجاورة كتعويضاتٍ عن الحرب. والسحرةُ السود، الذين كانوا يهزونَ ذيولَهُم من أمام ملوك الشياطين، إدعَّوا أنهُم كانوا ضحايا تلكَ الحرب، وبعد أن تمكنوا من التأثيرِ على الرأي العام، تمكنوا في النهايةِ من إقامة بُرجِ السحرِ الأسود في آروث.

“هل يبدو كشُعاعِ السيف بالنسبةِ لك؟” سألَ يوجين ساخِرًا.

 

 

في رأي يوجين، كلُ هذا هراءٌ فاسد.

هذا هو أكثرُ ما أزعجَ يوجين. بالنسبةِ لملوكِ الشياطين الذينَ عاشوا ليُسبِبوا المُعاناةَ للعالم، ما الذي يُمكِنُ أن يجعلهم يغيرون رأيَهُم ويقسِمون على دعمِ السلام؟ من هو بالضبط الذي إقترحَ مثلَ هذا القسمِ في المقام الأول؟ ما هي محتويات القسم؟

 

لحُسنِ الحظ، قبل أن يضطرَ سيان إلى تقديمِ أي أعذار، تراجع يوجين وأعطاه مخرجًا.

الشعب الشيطاني يتطوعُ للعمل؟ هم بالتأكيد يستنزفون النفوس البشرية وراء ظهورِ الناس. بُرج السحرِ الأسود؟ سيكونُ من الأفضلِ تسميتهُ مُستنقع الفسادِ الأسود. 

*(كيف يُصبِحون شياطين)

 

“هل تقاتلني؟” عرض يوجين.

على الرُغمِ من أنهم قالوا إن ذلكَ من أجلِ الترويجِ لدراسةِ السحر، إلا أنه من الواضح لماذا رحبَ هؤلاء الأوغادُ المجانين في أروث بالسحرة السود وغضوا أبصارهُم عن جرائم هؤلاء السحرة الماضية. على الرُغمِ من عدمِ الكشف عن الحقيقة، إلا أن يوجين متأكِدٌ من أنهُ يجبُ أن يكونَ هُناكَ كلُ أنواعِ الأشياء القبيحةِ المخفيةِ وراء بناء بُرجِ السِحرِ الأسود….

ومع ذلك، لم يعُد هذا هو الحال. منذُ مائتي عام، بدأت هيلموث في قبول الزوار من البشر، وأظهرَ ملوكُ الشياطين والشعب الشيطاني مثل هذه الضيافة لزوارهِم بحيث بدا كما لو أنهُم يحاوِلونَ التعويضَ عن قسوتهِم الماضية.

 

 

‘هيلموث، آروث، يوراس، والـ روهر…’ عندما تذكر يوجين الأماكن التي ترك فيها رفقاء حياتهِ السابقون آثارهم، عض شفتيهِ بغضب.

 

 

 

بالطبع، لم يستطِع الإنطلاقَ على الفور. مع جسدهِ الشابِ هذا، من المُستحيلِ عليهِ النجاةُ بمُفردِهِ في رحلةٍ إلى مثلِ هذهِ البُلدان البعيدة.

 

 

 

‘ولكن، في يومٍ من الأيام’ قال يوجين لنفسه بعزم قبل التنهُدِ وإمساكِ معِدتِه.

فقط ليتأكد، حاولَ يوجين أن يسألَ سيلف عقليًا، ‘يا أنت، هل سمعتِ أي شيءٍ من ملكك؟’

 

“…أنا لستُ خائِفًا”، أجاب سيان بترددٍ أثناء إرسالِ نظرةٍ خاطِفةٍ إلى سيل لكي تتكلمَ من أجلِه.

معدتهُ الفارِغة تهدرُ بسببِ الجوع.

تراجعتْ أكتافُ سيان بسببِ هذه الكلمات، وبدأت قبضتاهُ ترتجِفانِ بسببِ الإحراج. على الرُغمِ من أنهُ قد يكونُ قادِرًا على مُطالبةِ والدتهِ بفعل شيءٍ من هذا القبيل، إلا أن سيان بالتأكيد لم يستطِع السماحَ لأُختِه، التي هي أصغرُ منهُ ببضعِ ثوان، بتقديمِ مثلِ هذا الطلبِ المُهينِ من أجلِه….

 

كان هيلموث جحيمًا ملتويًا بمثل هذه الرغباتِ الشريرةِ والقبيحة.

* * *

 

ما الذي يجبُ أن يقولهُ ليوجين بالضبط؟

 

بعد مُغادرةِ المأدبة، أبقى هذا القلقُ سيان ساهِرًا مُعظمَ الليل. على الرُغمِ من أنهُ بالكادِ تمكنَ من الحصولِ على قسطٍ من النوم، إلا أن هذا الحُلمَ اللعينَ قد دمرَ راحتَه. في هذا الحُلم، تبارز سيان مع يوجين وخسِرَ مرةً أُخرى.

“تعابيرُ وجهي هي دائمًا هكذا، وتناولتُ على الإفطارِ كما المُعتاد.”

 

“لماذا تبقى في المُرفق؟ يجبُ أن تعيشَ معنا في قصر العائلة الرئيسي فقط”، قالت سيل ليوجين بمُجردِ إقترابِه.

بإستثناء أنه في هذه المرة، حَلُمَ أنه هو المينوتور بدلًا من نفسِه.

“شـ-شعـ- شعاع السيف؟!” صاحَ سيان في حالةِ صدمة.

 

 

ضِمنَ الحُلم، إختبر شخصيًا المشهد الذي شَهِدَهُ خلالَ حفل إستمرار السُلالة. بعد أن أصبحَ المينوتور لم يستطِع إستخدام ضوء السيف، وتمَ تقطيعُ سيان بوحشيةٍ من قبلِ يوجين.

 

 

“تعابيرُ وجهِكَ تبدو كتعابير وجهِ شخصٍ في جنازة، ولم تتناولْ الكثيرَ على الإفطارِ أيضًا.”

مزقهُ إلى قطعٍ بلا رحمة.

 

 

 

عندما وصلَ إلى صالةِ التدريب، حاولَ سيان التخلُصَ من آخر بقايا حُلمِهِ الذي يستمِرُ في إصابتهِ بالقشعريرة. ومع ذلِك، ظل العبوسُ على وجههِ ثقيلًا ولم يتغير شيء. فركَ عينيه، التي التي تمَ طعنُها عِدةَ مراتٍ في حُلمِه، ثم عض شفتيهِ بإحباط. 

 

 

 

“ماذا يحدث يا أخي؟” سألت سيل فجأة.

“منذُ أنني ولِدتُ في وقتٍ أبكرَ مِنك، يجبُ أن تُناديني بالأُختِ الكُبرى”، أحضرت سيل هذا الموضوعَ مرةً أُخرى إلى الواجِهة.

 

 

“لا شيء. لماذا تسألين؟” إستجابَ سيان بشكلٍ دفاعي.

**(مستويات القوة في الرواية غالبًا ستُقاس على عدد النجوم أو الجوهر الذي كونه يوجين في السابِق بجانب قلبِه والذي سيتمثل بالنجمة الواحدة وكلما زاد عدد الجواهر التي يملكها الشخص عنى ذلك أنه يملك طاقة سحرية أكثر مما يعني قوة أكبر)

 

رفع يوجين وينِد حتى يمكنَ لسيان رؤيتهُ بوضوح وشرعَ السيلف في لفِّ نفسهِ حولَ السيف. إنخفض فكُ سيان عندما رأى نصلَ الرياح.

“تعابيرُ وجهِكَ تبدو كتعابير وجهِ شخصٍ في جنازة، ولم تتناولْ الكثيرَ على الإفطارِ أيضًا.”

 

“تعابيرُ وجهي هي دائمًا هكذا، وتناولتُ على الإفطارِ كما المُعتاد.”

“لماذا تبقى في المُرفق؟ يجبُ أن تعيشَ معنا في قصر العائلة الرئيسي فقط”، قالت سيل ليوجين بمُجردِ إقترابِه.

“كاذب”، إتهمتهُ سيل، وأخرجت لسانها في وجههِ بإبتسامة. “أنا أعرِفُ ما يحدثُ حقًا معك. هذا بسببِ يوجين، أليسَ كذلك؟”

 

تصلب سيان، “ما عَلاقَةُ أي من هذا به؟”

الفصل 25.2: تدريب الطاقة السحرية (3)

“قالوا إننا سنتدربُ مع يوجين بدءًا من اليوم. وأنا أعلمُ أنكَ مُنزعِجٌ حقًا بسببِ هذا.”

“فقط كوني هادئة.”

“قلتُ لكِ أن هذا لا علاقةَ لهُ بيوجين!”

 

“إنظر، إنظر، لقد فقدتَ أعصابك أسرعَ من المُعتاد. لماذا تُخرِجُ غضبك من يوجين عليَّ أنا؟”

‘تلك العاهرة الشريرة.’

“…أنا لم أفقد أعصابي.”

ضِمنَ الحُلم، إختبر شخصيًا المشهد الذي شَهِدَهُ خلالَ حفل إستمرار السُلالة. بعد أن أصبحَ المينوتور لم يستطِع إستخدام ضوء السيف، وتمَ تقطيعُ سيان بوحشيةٍ من قبلِ يوجين.

“لكِنكَ لا تُنكِرُ أن شيئًا ما يُزعِجُك؟”

لكن السيلف ما زالتْ لم تَرُد. ومع ذلِك، بدا أنها شعرت أن ملِكها قد تعرضَ للإهانة، لذا أرسلت ما تستطيعُ من الرياح مما أدى إلى تطايُرِ القليل من شعرِ يوجين قبل العودةِ إلى عالمِ الروح.

“هذا…” بتردُد، ضمَّ سيان قبضتيهِ وحدقَ في أُختهِ الصغيرةِ اللعوبةِ بغضب. “…بجدية، ذلِكَ لا يُزعِجُني.”

التفكير في الأمر بنفسه فقط لن يجلبَ له أيَّ إجابات. من الواضحِ أن ذكرياتَ حياتهِ الماضية إنتهت عندما ماتَ في قلعةِ ملك الحِصار الشيطاني قبلَ ثلاثمائةِ عام. مُعظمُ ما يعرِفُهُ جاء من محتوياتِ القُصصِ الخيالية التي قرأها يوجين الشاب.

“لكِنَ الأُم قالتْ أنكَ بحاجةٍ إلى أن تُصبِحَ صديقًا له”، ذَكَرَتهُ سيل.

“لكنَني أعتقِدُ أن ذلِكَ سيكونُ رائعًا”، أصرت سيل بإبتسامة قبلَ الإشارة إلى وينِد. “بالمُناسبة، لقد سمِعتُ أنكَ إستطعتَ أن تستدعي ملك أرواح الرياح بإستخدامِ وينِد؟”

 

هذا هو أكثرُ ما أزعجَ يوجين. بالنسبةِ لملوكِ الشياطين الذينَ عاشوا ليُسبِبوا المُعاناةَ للعالم، ما الذي يُمكِنُ أن يجعلهم يغيرون رأيَهُم ويقسِمون على دعمِ السلام؟ من هو بالضبط الذي إقترحَ مثلَ هذا القسمِ في المقام الأول؟ ما هي محتويات القسم؟

“هل تعتقدينَ أنني يمكنُ أن أفعلَ ذلِكَ حقًا لمُجردِ أنها قالتْ لي أن أفعَل؟”

“هذا يعني أنني أريدُ منا أن نتوافقَ جيدًا كإخوة.”

“نعم ستفعل. هل تُريدُ مني أن أُكلِمَ يوجين من أجلِك؟”

قال يوجين بحَسرة: “دعونا لا نتجادل بلا جدوى”.

“…ماذا ستقولين له؟”

بعد إلقاء نظرةٍ خاطفةٍ على سيان بعيونٍ قاتِلة، أومأ يوجين برأسهِ وقال: “أعتقِدُ أيضًا أن هذه ستكونُ فكرةً سيئةً.”

“سأطلبُ منه فقط أن يكونَ صديقًا لأخي.”

 

تراجعتْ أكتافُ سيان بسببِ هذه الكلمات، وبدأت قبضتاهُ ترتجِفانِ بسببِ الإحراج. على الرُغمِ من أنهُ قد يكونُ قادِرًا على مُطالبةِ والدتهِ بفعل شيءٍ من هذا القبيل، إلا أن سيان بالتأكيد لم يستطِع السماحَ لأُختِه، التي هي أصغرُ منهُ ببضعِ ثوان، بتقديمِ مثلِ هذا الطلبِ المُهينِ من أجلِه….

التفكير في الأمر بنفسه فقط لن يجلبَ له أيَّ إجابات. من الواضحِ أن ذكرياتَ حياتهِ الماضية إنتهت عندما ماتَ في قلعةِ ملك الحِصار الشيطاني قبلَ ثلاثمائةِ عام. مُعظمُ ما يعرِفُهُ جاء من محتوياتِ القُصصِ الخيالية التي قرأها يوجين الشاب.

 

 

“سأفعل الأشياء بطريقتي الخاصة”، بصقَ سيان قبل أن يُغلِقَ شفتيهِ على الفور.

“ما هذا؟ ملكُ أرواح الرياح؟”  سأل ساخِرًا.

 

بالطبع، لم يستطِع الإنطلاقَ على الفور. مع جسدهِ الشابِ هذا، من المُستحيلِ عليهِ النجاةُ بمُفردِهِ في رحلةٍ إلى مثلِ هذهِ البُلدان البعيدة.

لقد شاهدَ للتوِ يوجين وهو يمشي من المُلحقِ البعيد. إتسعتْ عيونُ سيان عندما رأى وينِد يتدلى من خصرِ يوجين. حتى من هذهِ المسافة، أمكنهُ أن يرى كُلَ التفاصيلِ الصغيرةِ لهذا السلاحِ الشهير.

“ماذا في ذلِك”، أجاب سيان بصوتٍ حاد وإلتفت للتحديقِ في أُختهِ الصغرى.

 

لبضعِ لحظات، تناوب سيان بين التحديقِ في يدِ يوجين و وجهِه.

“قالوا لي إنهُ بالفعلِ يَمتلِكُ نجمةً واحِدةً في صيغةِ اللهبِ الأبيض”، همستْ سيل إليهِ بِخُبث.

“…ماذا ستقولين له؟”

**(مستويات القوة في الرواية غالبًا ستُقاس على عدد النجوم أو الجوهر الذي كونه يوجين في السابِق بجانب قلبِه والذي سيتمثل بالنجمة الواحدة وكلما زاد عدد الجواهر التي يملكها الشخص عنى ذلك أنه يملك طاقة سحرية أكثر مما يعني قوة أكبر)

في رأي يوجين، كلُ هذا هراءٌ فاسد.

 

“…مـ-ماذا؟!” إختنقَ سيان بسببِ الذُعر.

“أنا أعلم.” صرَّ سيان على أسنانِه.

قبل ثلاثمائة عام، كانت هيلموث مكانًا مُرعِبًا. الوحوشُ الشيطانيةُ، التي هدفُها الوحيدُ في الحياةِ هو إصطيادُ البشر وأكلهم، تجوب الأرض، وشعبُ الشيطان الذين يسكنونَ تلكَ الأرض يسيرونَ بإستمرارٍ لغزوِ الأراضي البشرية. إصطاد السحرةُ الساقطون-المعروفون الآن بإسم السحرة السود-البشر ليقدموهُم كتحيةٍ لأسيادِهم، ملوكُ الشياطين. أراد هؤلاء السحرةُ الأشرار أن يُصبِحوا شياطينَ بأنفُسهِم، لذلك بحثوا عن حقيقة المسار الشيطاني* حتى لو عنى ذلك الإنحناء لملوكِ الشياطين.

 

 

“ألم يستغرِق الأمرُ وقتًا طويلًا منا للوصولِ إلى النجمة الأولى لصيغة اللهب الأبيض؟”

‘…أنا بحاجةٍ إلى التفكير في هذا بعقلانية’ فكر يوجين، ‘يجب ألّا أسمحَ للعواطفِ عديمةِ الفائدةِ بتشويشي.’

“ليس حقًا، نظرًا لأن الأمرَ قد إستغرقَ منا حوالي شهر، فهذا يعني أن القليلَ فقط من أسلافِنا في السُلالة المُباشِرة ممَّن هُم بنفسِ سُرعتِنا.”

“…نعم، سيدي؟”

“لكِنَ يوجين لم يستغرِق حتى يومًا واحدًا للوصولِ إلى النجمةِ الأولى. ألا يعني ذلك أنه الأسرعُ في التاريخ؟”

 

“فقط كوني هادئة.”

إبتسم يوجين، “هل أنتَ خائِف؟”

“سمعت هذا من العمِ جيون، ولكن على ما يبدو، فقد إستطاع يوجين أن يشعُرَ بالطاقةِ السحريةِ بمُجردِ أن جلسَ على الخط السحري. لكِنَ الأمرَ إستغرقَ منا أكثرَ من أربعةِ أيام، صحيح؟”

قبل ثلاثمائة عام، كانت هيلموث مكانًا مُرعِبًا. الوحوشُ الشيطانيةُ، التي هدفُها الوحيدُ في الحياةِ هو إصطيادُ البشر وأكلهم، تجوب الأرض، وشعبُ الشيطان الذين يسكنونَ تلكَ الأرض يسيرونَ بإستمرارٍ لغزوِ الأراضي البشرية. إصطاد السحرةُ الساقطون-المعروفون الآن بإسم السحرة السود-البشر ليقدموهُم كتحيةٍ لأسيادِهم، ملوكُ الشياطين. أراد هؤلاء السحرةُ الأشرار أن يُصبِحوا شياطينَ بأنفُسهِم، لذلك بحثوا عن حقيقة المسار الشيطاني* حتى لو عنى ذلك الإنحناء لملوكِ الشياطين.

“ماذا في ذلِك”، أجاب سيان بصوتٍ حاد وإلتفت للتحديقِ في أُختهِ الصغرى.

 

 

الشعب الشيطاني، الذين أخذوا زِمامَ المبادرة لغزوِ الأراضي البشرية في السابِق، يتطوعون الآن بخدماتهِم للبُلدانِ المُجاورة كتعويضاتٍ عن الحرب. والسحرةُ السود، الذين كانوا يهزونَ ذيولَهُم من أمام ملوك الشياطين، إدعَّوا أنهُم كانوا ضحايا تلكَ الحرب، وبعد أن تمكنوا من التأثيرِ على الرأي العام، تمكنوا في النهايةِ من إقامة بُرجِ السحرِ الأسود في آروث.

ضحكت سيل بتسلية على ردِ فعلِ شقيقِها الأكبر.

 

 

 

ثم بدلًا من الإستمرارِ في مُضايقةِ شقيقها، لوحت سيل بيدِها نحو يوجين المُقترِب وألقت التحية، “مرحبًا!”

بعد مُغادرةِ المأدبة، أبقى هذا القلقُ سيان ساهِرًا مُعظمَ الليل. على الرُغمِ من أنهُ بالكادِ تمكنَ من الحصولِ على قسطٍ من النوم، إلا أن هذا الحُلمَ اللعينَ قد دمرَ راحتَه. في هذا الحُلم، تبارز سيان مع يوجين وخسِرَ مرةً أُخرى.

“لماذا تبقى في المُرفق؟ يجبُ أن تعيشَ معنا في قصر العائلة الرئيسي فقط”، قالت سيل ليوجين بمُجردِ إقترابِه.

بالتأكيد لم يمتلِك الجرأة للقولِ أن يوجين هو شقيقهُ الأصغر الآن.

 

 

أجابَ سيان على الفورِ بدلًا من يوجين، “هذه فكرةٌ سيئة.”

“أ-أنا لن أفعل”، تراجع سيان على الفورِ بينما هو يهز رأسه. “جِئتُ إلى هُنا اليوم لأتعلمَ من العمِ جيون. لستُ هُنا لأتصارعَ معك.”

بعد إلقاء نظرةٍ خاطفةٍ على سيان بعيونٍ قاتِلة، أومأ يوجين برأسهِ وقال: “أعتقِدُ أيضًا أن هذه ستكونُ فكرةً سيئةً.”

“قالوا إننا سنتدربُ مع يوجين بدءًا من اليوم. وأنا أعلمُ أنكَ مُنزعِجٌ حقًا بسببِ هذا.”

“لكنَني أعتقِدُ أن ذلِكَ سيكونُ رائعًا”، أصرت سيل بإبتسامة قبلَ الإشارة إلى وينِد. “بالمُناسبة، لقد سمِعتُ أنكَ إستطعتَ أن تستدعي ملك أرواح الرياح بإستخدامِ وينِد؟”

قبل القيامِ بذلِك، حاولَ التواصُلَ عقليًا معها مرةً أُخرى، ‘مرري هذهِ الرسالةَ إلى تيمبست’، لو إكتشفتُ أنكَ تكذِبُ عليّ، فسأقتلك.

“هذا يجبُ أن يكونَ كذبة”، تماما مثل آخرِ مرة، أجابَ سيان بدلًا من يوجين.

 

 

في رأي يوجين، كلُ هذا هراءٌ فاسد.

على الرُغمِ من أن قلبهُ قد بدأ ينفتحُ ببطء على يوجين، إلا أن سيان لم يستطِع على الإطلاقِ تغييرَ سلوكهِ العدائي. سيان أصغرُ من أن يفهمَ مشاعرهَ بالرهبةِ تجاه يوجين، ومن الصعبِ عليهِ إظهارُ إحساسهِ بالإحترامِ تجاهه.

 

 

‘…على الرُغمِ من أن تيمبست لا ينبغي أن يكونَ لديهِ أيُّ سببٍ للكذبِ بشأنِ ذلك’، إعترف يوجين لنفسه.

“بإستثناء فيرموث العظيم، لم يستطِع أيٌ من أسلافِنا إستدعاء ملك أرواح الرياح بإستخدام وينِد”، إستشهدَ سيان بدليل.

“هذا…” بتردُد، ضمَّ سيان قبضتيهِ وحدقَ في أُختهِ الصغيرةِ اللعوبةِ بغضب. “…بجدية، ذلِكَ لا يُزعِجُني.”

 

 

شخرَ يوجين ردًا على هذه الكلِمات وأخرج وينِد من غِمدِه. هذا أذهلَ سيان جاعِلًا إياهُ يقفِزُ للوراء، مُبتعِدًا عنه.

لحُسنِ الحظ، قبل أن يضطرَ سيان إلى تقديمِ أي أعذار، تراجع يوجين وأعطاه مخرجًا.

 

 

“مـ-ماذا تعتقِد أنكَ تفعل؟” صاح سيان.

 

 

شخرَ يوجين ردًا على هذه الكلِمات وأخرج وينِد من غِمدِه. هذا أذهلَ سيان جاعِلًا إياهُ يقفِزُ للوراء، مُبتعِدًا عنه.

بدلًا من الرد، غرس يوجين طاقتهُ السحرية في وينِد. بعد فترةٍ وجيزة، تجمعتْ الرياحُ على شكلِ سيلف. عند رؤية مظهرِه، شعرَ سيان داخليًا بالإرتياحِ وإنفجرَ ضاحِكًا.

 

 

“قالوا لي إنهُ بالفعلِ يَمتلِكُ نجمةً واحِدةً في صيغةِ اللهبِ الأبيض”، همستْ سيل إليهِ بِخُبث.

“ما هذا؟ ملكُ أرواح الرياح؟”  سأل ساخِرًا.

تصلب سيان، “ما عَلاقَةُ أي من هذا به؟”

 

 

“نوب، ليس هذا” جاء الردُ البسيطُ من يوجين.

بمُجردِ أن فعل ذلك، تشكلَ تيارٌ غيرُ شفاف من الرياحِ حولَ سيفِه. نظر يوجين إلى هذه الرياح المُتذبذِبة على شكل شفرة قبل أن يُلوِحَ بسيفِهِ.

 

 

رفع يوجين وينِد حتى يمكنَ لسيان رؤيتهُ بوضوح وشرعَ السيلف في لفِّ نفسهِ حولَ السيف. إنخفض فكُ سيان عندما رأى نصلَ الرياح.

 

 

 

“شـ-شعـ- شعاع السيف؟!” صاحَ سيان في حالةِ صدمة.

تصلب سيان، “ما عَلاقَةُ أي من هذا به؟”

 

الشعب الشيطاني يتطوعُ للعمل؟ هم بالتأكيد يستنزفون النفوس البشرية وراء ظهورِ الناس. بُرج السحرِ الأسود؟ سيكونُ من الأفضلِ تسميتهُ مُستنقع الفسادِ الأسود. 

“هل يبدو كشُعاعِ السيف بالنسبةِ لك؟” سألَ يوجين ساخِرًا.

الفصل 25.2: تدريب الطاقة السحرية (3)

 

“هذا يعني أنني أريدُ منا أن نتوافقَ جيدًا كإخوة.”

إحمر وجهُ سيان وشعرَ بأن الطاولِةَ قد إنقلبت عليه. بينما هو يُأرجِحُ وينِد في الهواء بمهارة، حدق يوجين بحِدة في سيان.

 

 

 

“هل تقاتلني؟” عرض يوجين.

سأل يوجين في النهاية، “ألا تعرف ماذا تعني هذهِ المُصافحة؟”

 

“لكنَني أعتقِدُ أن ذلِكَ سيكونُ رائعًا”، أصرت سيل بإبتسامة قبلَ الإشارة إلى وينِد. “بالمُناسبة، لقد سمِعتُ أنكَ إستطعتَ أن تستدعي ملك أرواح الرياح بإستخدامِ وينِد؟”

“…مـ-ماذا؟!” إختنقَ سيان بسببِ الذُعر.

‘…على الرُغمِ من أن تيمبست لا ينبغي أن يكونَ لديهِ أيُّ سببٍ للكذبِ بشأنِ ذلك’، إعترف يوجين لنفسه.

 

الشعب الشيطاني يتطوعُ للعمل؟ هم بالتأكيد يستنزفون النفوس البشرية وراء ظهورِ الناس. بُرج السحرِ الأسود؟ سيكونُ من الأفضلِ تسميتهُ مُستنقع الفسادِ الأسود. 

“لا تتردد في إستخدام شعاع السيف، لأنني سأستخدِمُ هذا.”

بعد إلقاء نظرةٍ خاطفةٍ على سيان بعيونٍ قاتِلة، أومأ يوجين برأسهِ وقال: “أعتقِدُ أيضًا أن هذه ستكونُ فكرةً سيئةً.”

“….”

 

عندما ظلَّ سيان صامِتًا، حاولَ يوجين إقناعه، ” لماذا لا نحضى ببعضِ المرح؟ أو إذا رَغُبت، يُمكِنُنا الرِهانُ على ذلك؟ إذا فزت، سأفعل—”

‘…هل إنتهى كُلُ شيءٍ هُناك حقًا؟’

“أ-أنا لن أفعل”، تراجع سيان على الفورِ بينما هو يهز رأسه. “جِئتُ إلى هُنا اليوم لأتعلمَ من العمِ جيون. لستُ هُنا لأتصارعَ معك.”

 

إبتسم يوجين، “هل أنتَ خائِف؟”

“إنظر، إنظر، لقد فقدتَ أعصابك أسرعَ من المُعتاد. لماذا تُخرِجُ غضبك من يوجين عليَّ أنا؟”

“…أنا لستُ خائِفًا”، أجاب سيان بترددٍ أثناء إرسالِ نظرةٍ خاطِفةٍ إلى سيل لكي تتكلمَ من أجلِه.

“كاذب”، إتهمتهُ سيل، وأخرجت لسانها في وجههِ بإبتسامة. “أنا أعرِفُ ما يحدثُ حقًا معك. هذا بسببِ يوجين، أليسَ كذلك؟”

 

“لكِنكَ لا تُنكِرُ أن شيئًا ما يُزعِجُك؟”

آملَ أن تتمكنَ أختهُ بطريقةٍ ما من إنقاذ هذا الوضع. ومع ذلِك، تجاهلتهُ سيل عن طريقِ النظرِ إليهِ والإبتسامِ بتسليةٍ فقط.

على الرُغمِ من أن قلبهُ قد بدأ ينفتحُ ببطء على يوجين، إلا أن سيان لم يستطِع على الإطلاقِ تغييرَ سلوكهِ العدائي. سيان أصغرُ من أن يفهمَ مشاعرهَ بالرهبةِ تجاه يوجين، ومن الصعبِ عليهِ إظهارُ إحساسهِ بالإحترامِ تجاهه.

 

 

‘تلك العاهرة الشريرة.’

 

لحُسنِ الحظ، قبل أن يضطرَ سيان إلى تقديمِ أي أعذار، تراجع يوجين وأعطاه مخرجًا.

 

 

“تعابيرُ وجهي هي دائمًا هكذا، وتناولتُ على الإفطارِ كما المُعتاد.”

قال يوجين بحَسرة: “دعونا لا نتجادل بلا جدوى”.

 

 

“مـ-ماذا تعتقِد أنكَ تفعل؟” صاح سيان.

لم يستطع سيان التفكير في أي شيء ليقوله، “….”

بدأ يوجين إختبارهُ من خلالِ تَخيُلِ تعويذةٍ في رأسِه، ‘شفرةُ الرياح.’

ثم قالَ يوجين بإبتسامةٍ عريضةٍ أثناء مدهِ ليدهِ نحو سيان: “نحنُ إخوة الآن، لذا يجبُ أن نحاوِلَ التعايُشَ مع بعضِنا”.

آملَ أن تتمكنَ أختهُ بطريقةٍ ما من إنقاذ هذا الوضع. ومع ذلِك، تجاهلتهُ سيل عن طريقِ النظرِ إليهِ والإبتسامِ بتسليةٍ فقط.

 

 

لبضعِ لحظات، تناوب سيان بين التحديقِ في يدِ يوجين و وجهِه.

 

 

 

سأل يوجين في النهاية، “ألا تعرف ماذا تعني هذهِ المُصافحة؟”

 

“…هاه؟” بدا سيان مُرتبِكًا.

 

 

ومع ذلِك، لم يحصل على أي رد. يبدو أنهُ من المُستحيلِ التحدثُ مع روحٍ ذاتُ ذكاءٍ مُنخفِضٍ إلى هذا الحد. “تسك”، ثم لوحَ يوجين بوينِد.

“هذا يعني أنني أريدُ منا أن نتوافقَ جيدًا كإخوة.”

“قلتُ لكِ أن هذا لا علاقةَ لهُ بيوجين!”

“…أوه، حسنا…ذلِك…” بعد بعضِ التردُد، صافح سيان في النهايةِ يدَّ يوجين بإيماءةٍ مُمتنة.

“هل يبدو كشُعاعِ السيف بالنسبةِ لك؟” سألَ يوجين ساخِرًا.

 

 

“صافِحني أنا كذلِك”، طلبت سيل، وقاطعتْ مُحدثتيهُما من الجانب.

‘…ومع كوني ميتًا….’

 

‘ولكن، في يومٍ من الأيام’ قال يوجين لنفسه بعزم قبل التنهُدِ وإمساكِ معِدتِه.

أجبر هذا الطلبُ يوجين على مُقاطعةِ ذراعيهِ على شكلِ حرفِ X حتى يتمكنَ من مُصافحةِ يدي سيان وسيل في وقتٍ واحِد.

أجابَ سيان على الفورِ بدلًا من يوجين، “هذه فكرةٌ سيئة.”

 

‘…أنا بحاجةٍ إلى التفكير في هذا بعقلانية’ فكر يوجين، ‘يجب ألّا أسمحَ للعواطفِ عديمةِ الفائدةِ بتشويشي.’

“منذُ أنني ولِدتُ في وقتٍ أبكرَ مِنك، يجبُ أن تُناديني بالأُختِ الكُبرى”، أحضرت سيل هذا الموضوعَ مرةً أُخرى إلى الواجِهة.

“ما هذا؟ ملكُ أرواح الرياح؟”  سأل ساخِرًا.

 

في رأي يوجين، كلُ هذا هراءٌ فاسد.

رفضَ يوجين، “ألا يُمكِنُكِ أن تصمُتي بشأنِ ذلك؟”

ومع ذلك، لم يعُد هذا هو الحال. منذُ مائتي عام، بدأت هيلموث في قبول الزوار من البشر، وأظهرَ ملوكُ الشياطين والشعب الشيطاني مثل هذه الضيافة لزوارهِم بحيث بدا كما لو أنهُم يحاوِلونَ التعويضَ عن قسوتهِم الماضية.

ألم يعني هذا أنه شقيق يوجين الأكبر الآن؟ على الرُغمِ من أن هذا الفِكرَ قد ظهر في رأسِ سيان، إلا أنهُ قررَ إبقاء فمهِ مُغلقًا عندما رأى عيون يوجين الحادة.

 

 

“جيد، ولكن قبلَ أن تفعلي ذلِك”، قال يوجين، عندها نهض من السرير وإلتقط وينِد. “أبقي كُلَ ما يحدثُ من الآن فصاعدًا سرًا بيننا.”

بالتأكيد لم يمتلِك الجرأة للقولِ أن يوجين هو شقيقهُ الأصغر الآن.

“…أنا لم أفقد أعصابي.”

 

 

لقد شاهدَ للتوِ يوجين وهو يمشي من المُلحقِ البعيد. إتسعتْ عيونُ سيان عندما رأى وينِد يتدلى من خصرِ يوجين. حتى من هذهِ المسافة، أمكنهُ أن يرى كُلَ التفاصيلِ الصغيرةِ لهذا السلاحِ الشهير.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط