نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

الشطرنج الأبدي 30

رائحة الحياة

رائحة الحياة

الفصل 30 — رائحة الحياة

 

 

 

— 9/1/9989 ق.ج .

دبت رعشةٌ في عمود أغاريس الفقري فجأة ، ثم تذكر نوعاً معيناً من ‘ الوحوش ‘ الذين إرتكبوا آثاماً لم تفعلها أفظع أنواع الوحوش و لا حتى الغوبلنز . إشتعلت النيران في عينيه ، ثم إسأل بأعين حذرة :” مهلاً ، هل يُمكن أنك من ذلك النوع…؟ ” بدأت المانا حوله بإظهار نوعٍ من الشرر الخفيف . بدا و كأنه مستعدٌ لنسف وجود كاليد في أي لحظة .

 

 

على بعد قرية ألبا بنصف ميل .

 

 

 

تحرك أغاريس بسرعةٍ عبر الغابة ، و لم يستغرق الكثير من الوقت حتى وصل إلى طريق العربات العام و المرصف بالتراب الفاتح بدلاً من الغطاء العشبي الأخضر . كانت توجد العديد من علامات السيف البشعة على جسده ، و مُّزقت ملابسه بشراسة . بدا كمن نجا بالكاد من تعذيبٍ قاسٍ بالسجن ، رغم برودة تعبيره . في الواقع ، كان سبب هذه الإصابات هو عدم لا مبالته . لكنها قد تطورت إلى شيءٍ حرجٍ الآن ، و كان عليه الإسراع في علاجها فوراً .

فور توقفه في الطريق ، رأى أغاريس عربةً تسير بحصانين .

 

فور توقفه في الطريق ، رأى أغاريس عربةً تسير بحصانين .

فور توقفه في الطريق ، رأى أغاريس عربةً تسير بحصانين .

 

 

 

‘ ثلاثة بشريون…ممتاز ، هذا يكفي .‘

 

 

 

رأى أغاريس من خلال العربة بسهولة ، كما لو كان يملك كاشفات تستطيع المرور عبر المواد ؛ كردارٍ ماسح . جمع المانا في كفه الأيمن ، مُشكلاً كرةً نارية ذات ألوانٍ زاهية قرمزية .

تفجّر جسد أغاريس بمجموعة نيران كبيرة ، لكن في تلك اللحظة ، ظهرت زهرةٌ جليدية خلف ظهره و غرست نفسها فيه بعمق . أصدر أغاريس صرخةً حادة .

 

تفجّر جسد أغاريس بمجموعة نيران كبيرة ، لكن في تلك اللحظة ، ظهرت زهرةٌ جليدية خلف ظهره و غرست نفسها فيه بعمق . أصدر أغاريس صرخةً حادة .

‘ كمية المانا التي لدي الآن محدودة ، أشتاق حقاً لأنفاس الدمار ، رغم ذلك ، مانا هذا الجسد لا تكفي لإستخدامها .’

 

 

دبت رعشةٌ في عمود أغاريس الفقري فجأة ، ثم تذكر نوعاً معيناً من ‘ الوحوش ‘ الذين إرتكبوا آثاماً لم تفعلها أفظع أنواع الوحوش و لا حتى الغوبلنز . إشتعلت النيران في عينيه ، ثم إسأل بأعين حذرة :” مهلاً ، هل يُمكن أنك من ذلك النوع…؟ ” بدأت المانا حوله بإظهار نوعٍ من الشرر الخفيف . بدا و كأنه مستعدٌ لنسف وجود كاليد في أي لحظة .

‘…لا أملك سوى تعاويذ قليلة مناسبة لهذا الجسد ، لهذا السبب قد خسرت أمام ذلك البشري . مع ذلك ، لم هاج لهب الدمار ؟ هل المانا خاصتي لا تكفي ؟ ‘

شعر أغاريس بالراحة و الهدوء ، بدأ يسترخي ببطء . عندما فتح عيناه فجأة .

 

 

‘ لا ، الأمر ليس بهذه البساطة…هناك شيءٌ مفقود . بانظر في الأمر ، أنا أفتقر لذلك الإحساس بالإنسجام و التدفق .’

” بام! بام! ”

 

” من أنت ؟ ماذا تريد ؟ لما تهاجمنا ؟ ”

عبس أغاريس ، و لم يستمر في التفكير أكثر . نظر إلى ذراعه اليُمنى التي تحولت بالفعل إلى ما يبدو إلى ذراعٍ تنينٍ ، كانت صلبةً و سميكة ، لمعت حراشفه الدموية ببرود . و أصدرت هالةً شريرة و طاغية . أمعن أغاريس النظر إليها قليلاً ، ثم هز رأسه .

‘ كمية المانا التي لدي الآن محدودة ، أشتاق حقاً لأنفاس الدمار ، رغم ذلك ، مانا هذا الجسد لا تكفي لإستخدامها .’

 

 

“[ إين-ار ] ! ”

رأى أغاريس من خلال العربة بسهولة ، كما لو كان يملك كاشفات تستطيع المرور عبر المواد ؛ كردارٍ ماسح . جمع المانا في كفه الأيمن ، مُشكلاً كرةً نارية ذات ألوانٍ زاهية قرمزية .

 

 

نطق ، إنطلقت كرة النار اللولبية بإتجاه العربة . محدثةً إنفجاراً كبيراً .

 

 

 

” صهيل !! ”

“ها..هيه ، جيد جداً…قريباً سيتم الأمر .”

 

 

إحترق الحصانان و أشتعل الطريق الترابي بالنيران ، تراقصت ألسنة اللهب بحرارة .

” مات أحدكما لكن لا يهم ، كتلة دمكما تكفي .”

 

 

” همم ؟ لم يموتوا بعد ؟ ”

” من أنت ؟ ”

 

“[ إين-ار ] ! ”

طار الدخان إلى السماء ، و ظهر حاجزٌ ذهبي حول النيران ، والذي طار بعيداً في مسارٍ أصفر مرئي . تعمق عبوس أغاريس ، و لم يسمح له بالإبتعاد ، جهزّ كرةً ناريةً أخرى ، و قذفها إليه .

من ظهر أمامه و هاجمه بغتة – كان شاباً طويلاً ، بنحو 180 سم . إرتدى ملابس ساحر ثقيلة من عدة طبقات ، بلونٍ رمادي وأخضر داكن . كان شعره الطويل أخضراً بتدرجٍ مائل للأسود ، إنتشر بفوضى و رُبط خلف رأسه في ذيل حصانٍ طويل . كانت عيناه كسولتان ، لمعا بحُمرة . كانت بشرته بيضاء كالثلج ، إرتدى قناعاً أسوداً معقداً حول فمه و أنفه . و نضح برائحة جعلت الآخرين يسترخون بلا وعي ، كان مهدئاً طبيعياً !

 

— كان ذلك سيكون تصرفاً قاسياً كشخص !

” بوووم ! ”

تفتحت الأزهار البلورية في جسده ، عندما إختفت النيران حوله . بدأ الجليد بتغطية أغاريس بسرعة .

 

 

تصدى الحاجز الذهبي للكرة ، لكنه تحطم بسرعة كالزجاج . كان تأثير كرات نار أغاريس متوحشاً و متفجراً للغاية ، بلا أي تحفظٍ أو رحمة أحرقت كُل شيء في طريقها ؛ بما ضمن ذلك الرمال .

دبت رعشةٌ في عمود أغاريس الفقري فجأة ، ثم تذكر نوعاً معيناً من ‘ الوحوش ‘ الذين إرتكبوا آثاماً لم تفعلها أفظع أنواع الوحوش و لا حتى الغوبلنز . إشتعلت النيران في عينيه ، ثم إسأل بأعين حذرة :” مهلاً ، هل يُمكن أنك من ذلك النوع…؟ ” بدأت المانا حوله بإظهار نوعٍ من الشرر الخفيف . بدا و كأنه مستعدٌ لنسف وجود كاليد في أي لحظة .

 

 

” هيا أيها الحثالة ، لا تُتعبني أكثر…” سار أغاريس حتى وصل لمكان تحطم الحاجز . و هناك رأى سيدةً بشعرٍ أصفر ، كان وجهها شاحباً كانت حالتها الفوضوية واضحة ، إرتدت فستاناً أُشعل بالنيران الشرسة . كانت تحاول إطفائها بقلق و خوف . غطيت بشرتها بالسخام الأسود .

سأل الرجل في منتصف العمر بحذر و فزع ، و أخفى الفتاة الشابة خلفه .إختلطت المشاعر السلبية في صدره ، لكنه لم يسمح لهذا بالظهور في تعبيره لئلا يقلق الآنسة الشابة . كان العدو أمامه في الرتبة الثالثة ! بينما كان هو في الثانية العليا . لم يستطع الفوز عليه مباشرةً لسوء الحظ . حتى لو صدت الأدوات السحرية الخاصة بالآنسة الشابة هجمتين منه — كانت قد تحطمت على أي حال .

 

 

بقربها تواجد ساحرٌ في منتصف العمر ، والذي نظر حوله بصرامة ، حتى إلتقت عيناه بأغاريس . بصق دماً ، و بدت حالته المزرية مؤسفة . بدا قريباً من الموت .

نطق ، إنطلقت كرة النار اللولبية بإتجاه العربة . محدثةً إنفجاراً كبيراً .

 

” همم ؟ لم يموتوا بعد ؟ ”

” من أنت ؟ ماذا تريد ؟ لما تهاجمنا ؟ ”

 

 

تحرك أغاريس بسرعةٍ عبر الغابة ، و لم يستغرق الكثير من الوقت حتى وصل إلى طريق العربات العام و المرصف بالتراب الفاتح بدلاً من الغطاء العشبي الأخضر . كانت توجد العديد من علامات السيف البشعة على جسده ، و مُّزقت ملابسه بشراسة . بدا كمن نجا بالكاد من تعذيبٍ قاسٍ بالسجن ، رغم برودة تعبيره . في الواقع ، كان سبب هذه الإصابات هو عدم لا مبالته . لكنها قد تطورت إلى شيءٍ حرجٍ الآن ، و كان عليه الإسراع في علاجها فوراً .

سأل الرجل في منتصف العمر بحذر و فزع ، و أخفى الفتاة الشابة خلفه .إختلطت المشاعر السلبية في صدره ، لكنه لم يسمح لهذا بالظهور في تعبيره لئلا يقلق الآنسة الشابة . كان العدو أمامه في الرتبة الثالثة ! بينما كان هو في الثانية العليا . لم يستطع الفوز عليه مباشرةً لسوء الحظ . حتى لو صدت الأدوات السحرية الخاصة بالآنسة الشابة هجمتين منه — كانت قد تحطمت على أي حال .

” هذا يكفي على ما أعتقد ؟ ”

 

 

نظر أغاريس إليهما ثم أومأ لنفسه برضى ، إبتسم تعبيره المتغطرس قليلاً .

 

 

” سو!! سو!! سو!! ”

” مات أحدكما لكن لا يهم ، كتلة دمكما تكفي .”

طار الدخان إلى السماء ، و ظهر حاجزٌ ذهبي حول النيران ، والذي طار بعيداً في مسارٍ أصفر مرئي . تعمق عبوس أغاريس ، و لم يسمح له بالإبتعاد ، جهزّ كرةً ناريةً أخرى ، و قذفها إليه .

 

 

بإنتهاء كلامه ، لمعت شظايا النيران الحمراء في الجو بشرر خبيث .

 

 

 

” أنت ! هل يُمكن أنك تنوي…!؟ ” شعر الرجل في منتصف العمر بتقلبات المانا في الجو ، مما دفعه إلى الصراخ :” هذه هي إبنة السيد–”

دبت رعشةٌ في عمود أغاريس الفقري فجأة ، ثم تذكر نوعاً معيناً من ‘ الوحوش ‘ الذين إرتكبوا آثاماً لم تفعلها أفظع أنواع الوحوش و لا حتى الغوبلنز . إشتعلت النيران في عينيه ، ثم إسأل بأعين حذرة :” مهلاً ، هل يُمكن أنك من ذلك النوع…؟ ” بدأت المانا حوله بإظهار نوعٍ من الشرر الخفيف . بدا و كأنه مستعدٌ لنسف وجود كاليد في أي لحظة .

 

” هيا ! هل أنت معهما أيضاً ؟ هل أصبح من بالمستوى الذي يتخطى الـ40 غير نادرين ؟ رباه ، قابلت إثنان لأول مرة خلال عامٍ ونصف… ”

” سووش ! ”

إنتشرت البرودة الصقيعية في ذهنه فجأة ، عندما عاد إدراكه للواقع وعبس بعمق . قفز للخلف ، و نظر إلى الرجل الذي ظهر أمامه بحذرٍ بالغ . كان خصماً لا يجب الإستهانة به بلا شك! كونه قد أثر به هو ذا الرتبة الرابعة .

 

‘ كمية المانا التي لدي الآن محدودة ، أشتاق حقاً لأنفاس الدمار ، رغم ذلك ، مانا هذا الجسد لا تكفي لإستخدامها .’

إخترق أغاريس رأسيهما بكرة نارية . ثم إقترب ، و وضع يديه على جبينهما . فجأة ، بدأت بشرتهما بالذبول و الشحوب ، بينما أشع كفا أغاريس بضوءٍ أحمر كالنجوم . إستمر ذلك لمدةٍ بسيطة ، نحو دقيقتين . في النهاية ، سقط جسديهما أرضاً ببشاعة . كانا مخيفين للغاية ، بدايا كأغصان الأشجار الميتة . بلونٍ أسود شاحب و سطحٍ رقيق . كانا مترهلين و جافين ، كأكياسٍ فارغة ، كالمومياوات .

 

 

 

” هذا يكفي على ما أعتقد ؟ ”

 

 

 

أمسك أغاريس بيده بكرتين ، كان سطحهما أملساً ، لُّونا بلونٍ داكن مائل للأسود , و لمعا بحُمرة باهتة . نظر إلى الأمام و تحدث .

فجأة ، رن لحنٌ في أذنيه . كان قد بدأ للتو ، لا ، كان موجوداً منذ وقتٍ طويل ! لم يُلاحظ ذلك سوى الآن .

 

لم يتحدث الرجل و ظلّ ينظر إلى أغاريس صامتاً . عبس الأخير و شعر بأنه يُستفز ! من كان هذا الشخص ؟ تحركت المثلثات داخل عينيه قليلاً عندما نظر إلى يد الرجل الغريب . كان ممسكاً بما بدا كأرنبٍ ميت . لكنه لم يكن عادياً ، كان بلونٍ أحمر صارخ ، بثلاثة قرون ، و جناحان غريبان .

” هيا ! هل أنت معهما أيضاً ؟ هل أصبح من بالمستوى الذي يتخطى الـ40 غير نادرين ؟ رباه ، قابلت إثنان لأول مرة خلال عامٍ ونصف… ”

 

 

 

— بنحو عشر أمتار ، كان يوجد شخصٌ ما قادم إليه .

 

 

” فوو! ”

نظر أغاريس إليه . كان رجلاً قصيراً بشعرٍ أسود قذر ممرغٍ بالتراب . كانت عيناه حمراواتان مضيئتان و وجهه مربع بلحية قذرة ، كانت له أنياب خفيفة بارزة . إرتدى زياً ممزقاً و بدت حالته غير منظمةٍ للغاية . كمن هرب من أسفل الأرض للتو . إلتقت عيناه بأغاريس ، نظر أغاريس إليه ثم إبتلع الكرتين اللتان كانتا في يده . قبل أن يلعق الدم الباقي على كفه ، وينظر إلى الرجل أمامه بحيرة .

دبت القشعريرة في صدر أغاريس ، بينما كان جسده يتجمد ببطء عبر ذرات الجليد سريعة الإنتشار من الداخل . مانعةً إياه من إستخدام المانا خاصته . غطت سطح بشرته ببقعٍ بيضاء كالطبشور ، و حام البخار حوله . كانت أفكار أغاريس تتباطئ و تتلاشى بسرعة ، شعر بأن إدراكه يختفي بعيداً . جُّمد رأسه بالفعل ، وكانت ذراعاه أيضاً كذلك .

 

 

” تبدو و كأنك تريد شيئاً مني ، ما هو ؟ ”

نظر أغاريس إليه . كان رجلاً قصيراً بشعرٍ أسود قذر ممرغٍ بالتراب . كانت عيناه حمراواتان مضيئتان و وجهه مربع بلحية قذرة ، كانت له أنياب خفيفة بارزة . إرتدى زياً ممزقاً و بدت حالته غير منظمةٍ للغاية . كمن هرب من أسفل الأرض للتو . إلتقت عيناه بأغاريس ، نظر أغاريس إليه ثم إبتلع الكرتين اللتان كانتا في يده . قبل أن يلعق الدم الباقي على كفه ، وينظر إلى الرجل أمامه بحيرة .

 

دبت القشعريرة في صدر أغاريس ، بينما كان جسده يتجمد ببطء عبر ذرات الجليد سريعة الإنتشار من الداخل . مانعةً إياه من إستخدام المانا خاصته . غطت سطح بشرته ببقعٍ بيضاء كالطبشور ، و حام البخار حوله . كانت أفكار أغاريس تتباطئ و تتلاشى بسرعة ، شعر بأن إدراكه يختفي بعيداً . جُّمد رأسه بالفعل ، وكانت ذراعاه أيضاً كذلك .

لم يتحدث الرجل و ظلّ ينظر إلى أغاريس صامتاً . عبس الأخير و شعر بأنه يُستفز ! من كان هذا الشخص ؟ تحركت المثلثات داخل عينيه قليلاً عندما نظر إلى يد الرجل الغريب . كان ممسكاً بما بدا كأرنبٍ ميت . لكنه لم يكن عادياً ، كان بلونٍ أحمر صارخ ، بثلاثة قرون ، و جناحان غريبان .

 

 

 

” أوه ! أليس هذا–”

 

 

 

“هيهيهي…تحدث الرجل الغريب فجأة :” هيهاهاها…لقد كان مُحقاً . لم يكذب علي . شخصٌ مثلك…يوجد شخصٌ مثلك .” ضحك بصوتٍ رقيق و مزعج ، كتشابك سيقان الحشرات :” إستحق الأمر كُل العناء في النهاية ، هاه ؟ بإمكاني الآن…التوبة بطريقةٍ ملائمة .”

 

 

شعر أغاريس بالراحة و الهدوء ، بدأ يسترخي ببطء . عندما فتح عيناه فجأة .

” سووش ! ”

دبت القشعريرة في صدر أغاريس ، بينما كان جسده يتجمد ببطء عبر ذرات الجليد سريعة الإنتشار من الداخل . مانعةً إياه من إستخدام المانا خاصته . غطت سطح بشرته ببقعٍ بيضاء كالطبشور ، و حام البخار حوله . كانت أفكار أغاريس تتباطئ و تتلاشى بسرعة ، شعر بأن إدراكه يختفي بعيداً . جُّمد رأسه بالفعل ، وكانت ذراعاه أيضاً كذلك .

 

” مات أحدكما لكن لا يهم ، كتلة دمكما تكفي .”

لم يتردد ، و تحرك على الفور . إنفجرت هالة الرتبة الرابعة من جسده . و ظهرت صورةٌ لاحقة في مكانه السابق ، إندفع كالطلقة إلى أغاريس .

من ظهر أمامه و هاجمه بغتة – كان شاباً طويلاً ، بنحو 180 سم . إرتدى ملابس ساحر ثقيلة من عدة طبقات ، بلونٍ رمادي وأخضر داكن . كان شعره الطويل أخضراً بتدرجٍ مائل للأسود ، إنتشر بفوضى و رُبط خلف رأسه في ذيل حصانٍ طويل . كانت عيناه كسولتان ، لمعا بحُمرة . كانت بشرته بيضاء كالثلج ، إرتدى قناعاً أسوداً معقداً حول فمه و أنفه . و نضح برائحة جعلت الآخرين يسترخون بلا وعي ، كان مهدئاً طبيعياً !

 

لم يعلم أغاريس ما إذا كان عليه التركيز على شفاء نفسه أم على قتال هذا الرجل الغامض . ظهر الأخير فجأةً خلف ظهره ، و لمس كفه المتجمد ظهر أغاريس .

” سو! ”

‘ اللعنة ! هل سأموت ؟ ‘

 

” كا!! كاكا…!”

قفز أغاريس للخلف بحذرٍ و سرعة في وميضٍ ملتهب ، عبس فجأةً و شعر بطنين حاد أسفل معدته .

 

 

بقربها تواجد ساحرٌ في منتصف العمر ، والذي نظر حوله بصرامة ، حتى إلتقت عيناه بأغاريس . بصق دماً ، و بدت حالته المزرية مؤسفة . بدا قريباً من الموت .

‘ هاه ؟ لم تُشفى ؟ آه صحيح ، لم أبدأ بإستيعابهما بعد ! ‘

 

 

 

وضع كفه الأيسر على ذراعه اليمنى ، بدأ الدم المتصلب على هيئة ذراع تنين بالغرغرة ، سرعان ما تميع وإختفى داخل جسده عبر مسامه . تضخمت ذراعه اليُمنى بوضوح ، قبل أن تتقلص ثم تنتفخ الأوردة الحمراء على طول جسده بلمعان كالمسارات بارزةً بوضوح .

” أوه ! أليس هذا–”

 

 

” كااا !! ”

 

 

 

تحركت الرياح الباردة ، تلاها تشكُّل مساميرٍ ثلجية بحجم الأذرع في الهواء ، كانت ثقيلةً وذات رؤوسٍ مسننة ، تلألأ البلور الجليدي . قبل أن تخترق الجو بسرعة !

” أنا ؟ ” وضع يديه في وضعيةٍ متعاقدة ، وقال بصوتٍ هادئ :” لو تقابلنا في مواقف أخرى لكُنت لأسعد بالتحدث معك وإخبارك بهويتي ، لكن ألا تعتقد أنه من الوقاحة التنمر على…طفل ؟ آسف ، لا أستطيع غض النظر عن ذلك . سأضطر إلى قتالك إن لزم .” تغيرت نبرته لأخرى باردة :” غادر .”

 

 

” سو!! سو!! سو!! ”

” تبدو و كأنك تريد شيئاً مني ، ما هو ؟ ”

 

 

‘ سحر الجليد ! من بين كُل العناصر وفي هذا الوقت…هراءٌ لعين ! ‘

‘ لا! ‘

 

 

لم يعلم أغاريس ما إذا كان عليه التركيز على شفاء نفسه أم على قتال هذا الرجل الغامض . ظهر الأخير فجأةً خلف ظهره ، و لمس كفه المتجمد ظهر أغاريس .

 

 

 

” بوووم ! ”

 

 

 

تفجّر جسد أغاريس بمجموعة نيران كبيرة ، لكن في تلك اللحظة ، ظهرت زهرةٌ جليدية خلف ظهره و غرست نفسها فيه بعمق . أصدر أغاريس صرخةً حادة .

 

 

نظر أغاريس بتعبيرٍ فارغ إلى الشاب الذي ظهر فجأةً أمامه . و سأل ببرود :” أنت ! كاليد ، هاه ؟ لماذا تدخلت ؟ ليس لدي ذكرى متعلقةً بشأن طلب المساعدة ، فلماذا ذلك ؟! تطفلٌ غير مرغوب به ، هذا مزعجٌ للغاية .””سأقتلك ! في حال لم توضح نفسك .”

” كا!! كاكا…!”

‘ ثلاثة بشريون…ممتاز ، هذا يكفي .‘

 

‘ لا ، الأمر ليس بهذه البساطة…هناك شيءٌ مفقود . بانظر في الأمر ، أنا أفتقر لذلك الإحساس بالإنسجام و التدفق .’

تفتحت الأزهار البلورية في جسده ، عندما إختفت النيران حوله . بدأ الجليد بتغطية أغاريس بسرعة .

فور توقفه في الطريق ، رأى أغاريس عربةً تسير بحصانين .

 

” اللعنة عليك ، أنت تقززني بكلماتك المثيرة للإشمزاز هذه ! ”

” بام! بام! ”

 

 

 

إندفعت مسامير الجليد من السماء ، وسقطت وجه وذراعي أغاريس مباشرة . لكّنهما لم يخترقاه ، وغلفاه بدلاً من ذلك .

 

 

 

“ها..هيه ، جيد جداً…قريباً سيتم الأمر .”

 

 

” لا ! بئساً لك ، لقد صِغت جُملتي بشكلٍ خاطئ .”صفع كاليد جبينه ، وبدأ بتوضيح نفسه بوجهٍ عابس و صوتٍ عميق :” أنا حساسٌ تجاه الأشخاص ذوي الحيوية المرتفعة مثلك ، مفهوم !؟ أستشعر منك قوة حياة كبيرة . لم أرى بشرياً يملك مثلها من قبل ، علاوةً على دمك هذا . إنه مثيرٌ للإهتمام ، بنحوٍ يشعرني بالعطش و إن لم أكُن مصاص دماء .” فور إنهاءه لكلامه ، أخذ خطوةً للخلف بلا وعي ؛ حذِراً منه .

سار الرجل الغريب إلى الأمام ، و إختفى الحاجز الجليدي الذي شكله مسبقاً . كان تعبيره يوحي على النشوة ، توهجت عيناه بجشع أثناء نظره لأغاريس بفرح .

 

 

 

” !!! ”

 

 

 

فجأة ، رن لحنٌ في أذنيه . كان قد بدأ للتو ، لا ، كان موجوداً منذ وقتٍ طويل ! لم يُلاحظ ذلك سوى الآن .

لم يعلم أغاريس بما حدث ، تشتت النيران حوله و رأى شاباً واقفاً أمامه ، هبت الرياح و دارت حول ذراعه . لوح بيده و دفع بها بعيداً .

 

نظر أغاريس إليه . كان رجلاً قصيراً بشعرٍ أسود قذر ممرغٍ بالتراب . كانت عيناه حمراواتان مضيئتان و وجهه مربع بلحية قذرة ، كانت له أنياب خفيفة بارزة . إرتدى زياً ممزقاً و بدت حالته غير منظمةٍ للغاية . كمن هرب من أسفل الأرض للتو . إلتقت عيناه بأغاريس ، نظر أغاريس إليه ثم إبتلع الكرتين اللتان كانتا في يده . قبل أن يلعق الدم الباقي على كفه ، وينظر إلى الرجل أمامه بحيرة .

شعر جسد الرجل الغريب بالخدر ، بدأت صورٌ من الماضي بالتشكّل أمامه . شعر بالعاطفة ، إحمر خداه ، و بدأ إدراكه بالتلاشي . كان يُصبح ثملاً !

 

 

نظر أغاريس بتعبيرٍ فارغ إلى الشاب الذي ظهر فجأةً أمامه . و سأل ببرود :” أنت ! كاليد ، هاه ؟ لماذا تدخلت ؟ ليس لدي ذكرى متعلقةً بشأن طلب المساعدة ، فلماذا ذلك ؟! تطفلٌ غير مرغوب به ، هذا مزعجٌ للغاية .””سأقتلك ! في حال لم توضح نفسك .”

” فوو! ”

 

 

” سو!! سو!! سو!! ”

إنتشرت البرودة الصقيعية في ذهنه فجأة ، عندما عاد إدراكه للواقع وعبس بعمق . قفز للخلف ، و نظر إلى الرجل الذي ظهر أمامه بحذرٍ بالغ . كان خصماً لا يجب الإستهانة به بلا شك! كونه قد أثر به هو ذا الرتبة الرابعة .

‘…لا أملك سوى تعاويذ قليلة مناسبة لهذا الجسد ، لهذا السبب قد خسرت أمام ذلك البشري . مع ذلك ، لم هاج لهب الدمار ؟ هل المانا خاصتي لا تكفي ؟ ‘

 

عبس أغاريس ، و لم يستمر في التفكير أكثر . نظر إلى ذراعه اليُمنى التي تحولت بالفعل إلى ما يبدو إلى ذراعٍ تنينٍ ، كانت صلبةً و سميكة ، لمعت حراشفه الدموية ببرود . و أصدرت هالةً شريرة و طاغية . أمعن أغاريس النظر إليها قليلاً ، ثم هز رأسه .

” من أنت ؟ ”

 

 

” من أنت ؟ ماذا تريد ؟ لما تهاجمنا ؟ ”

من ظهر أمامه و هاجمه بغتة – كان شاباً طويلاً ، بنحو 180 سم . إرتدى ملابس ساحر ثقيلة من عدة طبقات ، بلونٍ رمادي وأخضر داكن . كان شعره الطويل أخضراً بتدرجٍ مائل للأسود ، إنتشر بفوضى و رُبط خلف رأسه في ذيل حصانٍ طويل . كانت عيناه كسولتان ، لمعا بحُمرة . كانت بشرته بيضاء كالثلج ، إرتدى قناعاً أسوداً معقداً حول فمه و أنفه . و نضح برائحة جعلت الآخرين يسترخون بلا وعي ، كان مهدئاً طبيعياً !

شعر أغاريس بالراحة و الهدوء ، بدأ يسترخي ببطء . عندما فتح عيناه فجأة .

 

“ها..هيه ، جيد جداً…قريباً سيتم الأمر .”

” أنا ؟ ” وضع يديه في وضعيةٍ متعاقدة ، وقال بصوتٍ هادئ :” لو تقابلنا في مواقف أخرى لكُنت لأسعد بالتحدث معك وإخبارك بهويتي ، لكن ألا تعتقد أنه من الوقاحة التنمر على…طفل ؟ آسف ، لا أستطيع غض النظر عن ذلك . سأضطر إلى قتالك إن لزم .” تغيرت نبرته لأخرى باردة :” غادر .”

 

 

 

‘ اللعنة ! هل سأموت ؟ ‘

 

 

 

دبت القشعريرة في صدر أغاريس ، بينما كان جسده يتجمد ببطء عبر ذرات الجليد سريعة الإنتشار من الداخل . مانعةً إياه من إستخدام المانا خاصته . غطت سطح بشرته ببقعٍ بيضاء كالطبشور ، و حام البخار حوله . كانت أفكار أغاريس تتباطئ و تتلاشى بسرعة ، شعر بأن إدراكه يختفي بعيداً . جُّمد رأسه بالفعل ، وكانت ذراعاه أيضاً كذلك .

 

 

” وفره ! من يريد شيئاً كهذا بحق الجحيم .” عبس كاليد .

‘ لا! ‘

“هيهيهي…تحدث الرجل الغريب فجأة :” هيهاهاها…لقد كان مُحقاً . لم يكذب علي . شخصٌ مثلك…يوجد شخصٌ مثلك .” ضحك بصوتٍ رقيق و مزعج ، كتشابك سيقان الحشرات :” إستحق الأمر كُل العناء في النهاية ، هاه ؟ بإمكاني الآن…التوبة بطريقةٍ ملائمة .”

 

 

شعر أغاريس بالراحة و الهدوء ، بدأ يسترخي ببطء . عندما فتح عيناه فجأة .

 

 

” سو!! سو!! سو!! ”

‘ يالها من ميتةً باهتة ! لن أسمح لذلك بالتأكيد ! ‘

دبت القشعريرة في صدر أغاريس ، بينما كان جسده يتجمد ببطء عبر ذرات الجليد سريعة الإنتشار من الداخل . مانعةً إياه من إستخدام المانا خاصته . غطت سطح بشرته ببقعٍ بيضاء كالطبشور ، و حام البخار حوله . كانت أفكار أغاريس تتباطئ و تتلاشى بسرعة ، شعر بأن إدراكه يختفي بعيداً . جُّمد رأسه بالفعل ، وكانت ذراعاه أيضاً كذلك .

 

تفجّر جسد أغاريس بمجموعة نيران كبيرة ، لكن في تلك اللحظة ، ظهرت زهرةٌ جليدية خلف ظهره و غرست نفسها فيه بعمق . أصدر أغاريس صرخةً حادة .

” ووش! ووش! ووش! ”

” بوووم ! ”

 

بقربها تواجد ساحرٌ في منتصف العمر ، والذي نظر حوله بصرامة ، حتى إلتقت عيناه بأغاريس . بصق دماً ، و بدت حالته المزرية مؤسفة . بدا قريباً من الموت .

تحركت المانا حول أغاريس بحرارة ، وبدأت بالإنضغاط في موجاتٍ متتالية . بدأ اللهب بالتراقص ، كانت قوتها تزداد بإطراد مع كل موجة قادمة . إهتزت ذرات الرمال على الأرض . بدا وكأنه يحاول ضغط كُل الحرارة في المنطقة في كتلة واحدة .

 

 

” تسك ، عدوانيٌ جداً . هل كانت لديك أمنيةٌ بالموت ؟ كونك لم تشكرني لإنقاذك من مصاص دماء هائج ؟ ” نقر المدعّو كاليد على لسانه ، وتحدث بخفة هازاً كتفيه بلا مبالاة.” أنا آسف ، لم أوضح سببي بعد ، هاه ؟ حسناً ، لنقل أنني شعرت فقط بنوعٍ من الإنجذاب تجاهك على ما أعتقد ؟” أومأ لنفسه بريبة ، و لم يبدو متأكداً مما قاله . شعر بالحيرة من نفسه ، هل إختفت مهاراته البلاغية بسبب عدوانية هذا الشخص المفاجئة ؟ يالشراسته !

” سووو! ”

 

 

 

لم يعلم أغاريس بما حدث ، تشتت النيران حوله و رأى شاباً واقفاً أمامه ، هبت الرياح و دارت حول ذراعه . لوح بيده و دفع بها بعيداً .

 

 

” اللعنة عليك ، لقد بدأت بإستفزازي . تتحدث بطريقةٍ غامضة كالمخنثين منذ السابق ، ماذا تريد إذاً ؟ ” زمج أغاريس في كاليد :” قُل مالديك بطريقةٍ مباشرة ! ”

” توقف ! لا تتحرك . إنتهينا منه الآن ، لقد هرب .” أدار الشاب ذو الشعر العشبي رأسه ، و واجه أغاريس . بدا و كأنه مُبتسم ، لكن لم يكُن ذلك واضحاً بسبب القناع الذي غطى منطقة فمه . فرك شعره قليلاً ، ثم ضحك :” يبدو و كأن لديك شيئاً تريد قوله ، تحدث يا طفل ؛ أظهر إمتنانك بقصيدةٍ جيدة . لكن قبل ذلك ، أعتقد أن علي شفائك .”

شعر أغاريس بالراحة و الهدوء ، بدأ يسترخي ببطء . عندما فتح عيناه فجأة .

 

 

كان أغاريس ممداً على الأرض ، بملابس محترقة ، و جسدٍ ذو بشرةٍ محمرة متعرقة و ممزقة . كان لحمه الأحمر ظاهراً في بعض الأماكن ، و الأمر نفسه مع الأنسجة التالفة علاوةً على بروز عروقه الحمراء في كل مكان – بما ضمن ذلك رأسه . بالإضافة إلى وجهه الطفولي ، كان سيبكي النساء بالتأكيد في حال رأوه بهذا المظهر المؤلم . كان هذا تعذيباً قاسياً و غير إنساني !

 

 

تحرك أغاريس بسرعةٍ عبر الغابة ، و لم يستغرق الكثير من الوقت حتى وصل إلى طريق العربات العام و المرصف بالتراب الفاتح بدلاً من الغطاء العشبي الأخضر . كانت توجد العديد من علامات السيف البشعة على جسده ، و مُّزقت ملابسه بشراسة . بدا كمن نجا بالكاد من تعذيبٍ قاسٍ بالسجن ، رغم برودة تعبيره . في الواقع ، كان سبب هذه الإصابات هو عدم لا مبالته . لكنها قد تطورت إلى شيءٍ حرجٍ الآن ، و كان عليه الإسراع في علاجها فوراً .

نظر أغاريس بتعبيرٍ فارغ إلى الشاب الذي ظهر فجأةً أمامه . و سأل ببرود :” أنت ! كاليد ، هاه ؟ لماذا تدخلت ؟ ليس لدي ذكرى متعلقةً بشأن طلب المساعدة ، فلماذا ذلك ؟! تطفلٌ غير مرغوب به ، هذا مزعجٌ للغاية .””سأقتلك ! في حال لم توضح نفسك .”

” هذا يكفي على ما أعتقد ؟ ”

 

 

” تسك ، عدوانيٌ جداً . هل كانت لديك أمنيةٌ بالموت ؟ كونك لم تشكرني لإنقاذك من مصاص دماء هائج ؟ ” نقر المدعّو كاليد على لسانه ، وتحدث بخفة هازاً كتفيه بلا مبالاة.” أنا آسف ، لم أوضح سببي بعد ، هاه ؟ حسناً ، لنقل أنني شعرت فقط بنوعٍ من الإنجذاب تجاهك على ما أعتقد ؟” أومأ لنفسه بريبة ، و لم يبدو متأكداً مما قاله . شعر بالحيرة من نفسه ، هل إختفت مهاراته البلاغية بسبب عدوانية هذا الشخص المفاجئة ؟ يالشراسته !

 

 

سأل الرجل في منتصف العمر بحذر و فزع ، و أخفى الفتاة الشابة خلفه .إختلطت المشاعر السلبية في صدره ، لكنه لم يسمح لهذا بالظهور في تعبيره لئلا يقلق الآنسة الشابة . كان العدو أمامه في الرتبة الثالثة ! بينما كان هو في الثانية العليا . لم يستطع الفوز عليه مباشرةً لسوء الحظ . حتى لو صدت الأدوات السحرية الخاصة بالآنسة الشابة هجمتين منه — كانت قد تحطمت على أي حال .

” اللعنة عليك ، أنت تقززني بكلماتك المثيرة للإشمزاز هذه ! ”

 

 

 

دبت رعشةٌ في عمود أغاريس الفقري فجأة ، ثم تذكر نوعاً معيناً من ‘ الوحوش ‘ الذين إرتكبوا آثاماً لم تفعلها أفظع أنواع الوحوش و لا حتى الغوبلنز . إشتعلت النيران في عينيه ، ثم إسأل بأعين حذرة :” مهلاً ، هل يُمكن أنك من ذلك النوع…؟ ” بدأت المانا حوله بإظهار نوعٍ من الشرر الخفيف . بدا و كأنه مستعدٌ لنسف وجود كاليد في أي لحظة .

 

 

دبت القشعريرة في صدر أغاريس ، بينما كان جسده يتجمد ببطء عبر ذرات الجليد سريعة الإنتشار من الداخل . مانعةً إياه من إستخدام المانا خاصته . غطت سطح بشرته ببقعٍ بيضاء كالطبشور ، و حام البخار حوله . كانت أفكار أغاريس تتباطئ و تتلاشى بسرعة ، شعر بأن إدراكه يختفي بعيداً . جُّمد رأسه بالفعل ، وكانت ذراعاه أيضاً كذلك .

” لا ! بئساً لك ، لقد صِغت جُملتي بشكلٍ خاطئ .”صفع كاليد جبينه ، وبدأ بتوضيح نفسه بوجهٍ عابس و صوتٍ عميق :” أنا حساسٌ تجاه الأشخاص ذوي الحيوية المرتفعة مثلك ، مفهوم !؟ أستشعر منك قوة حياة كبيرة . لم أرى بشرياً يملك مثلها من قبل ، علاوةً على دمك هذا . إنه مثيرٌ للإهتمام ، بنحوٍ يشعرني بالعطش و إن لم أكُن مصاص دماء .” فور إنهاءه لكلامه ، أخذ خطوةً للخلف بلا وعي ؛ حذِراً منه .

 

 

 

” هاه ؟ أتُريد دمي أنت أيضاً ؟ ”

من ظهر أمامه و هاجمه بغتة – كان شاباً طويلاً ، بنحو 180 سم . إرتدى ملابس ساحر ثقيلة من عدة طبقات ، بلونٍ رمادي وأخضر داكن . كان شعره الطويل أخضراً بتدرجٍ مائل للأسود ، إنتشر بفوضى و رُبط خلف رأسه في ذيل حصانٍ طويل . كانت عيناه كسولتان ، لمعا بحُمرة . كانت بشرته بيضاء كالثلج ، إرتدى قناعاً أسوداً معقداً حول فمه و أنفه . و نضح برائحة جعلت الآخرين يسترخون بلا وعي ، كان مهدئاً طبيعياً !

 

 

” وفره ! من يريد شيئاً كهذا بحق الجحيم .” عبس كاليد .

 

 

 

” اللعنة عليك ، لقد بدأت بإستفزازي . تتحدث بطريقةٍ غامضة كالمخنثين منذ السابق ، ماذا تريد إذاً ؟ ” زمج أغاريس في كاليد :” قُل مالديك بطريقةٍ مباشرة ! ”

 

 

تحرك أغاريس بسرعةٍ عبر الغابة ، و لم يستغرق الكثير من الوقت حتى وصل إلى طريق العربات العام و المرصف بالتراب الفاتح بدلاً من الغطاء العشبي الأخضر . كانت توجد العديد من علامات السيف البشعة على جسده ، و مُّزقت ملابسه بشراسة . بدا كمن نجا بالكاد من تعذيبٍ قاسٍ بالسجن ، رغم برودة تعبيره . في الواقع ، كان سبب هذه الإصابات هو عدم لا مبالته . لكنها قد تطورت إلى شيءٍ حرجٍ الآن ، و كان عليه الإسراع في علاجها فوراً .

” حسناً ، الفوز لك .”هز كاليد رأسه بمرارة ، و لم يبدو مهتماً بالإستمرار في التحدث بطفولية مع هذا الشخص الشرس و الغريب . ثم فجأة ، عبس بعد النظر إلى أغاريس ، ملاحظاً شيئاً. ” مهلاً لحظة ، كيف علمت بإسمي ؟ ” كان هذا الشخص قد ناداه بما بدا كشيءٍ قريبٍ من إسمه — رغم عدم إخباره له بأي شيءٍ بعد !

تفجّر جسد أغاريس بمجموعة نيران كبيرة ، لكن في تلك اللحظة ، ظهرت زهرةٌ جليدية خلف ظهره و غرست نفسها فيه بعمق . أصدر أغاريس صرخةً حادة .

 

 

لم يجيب أغاريس .

” بوووم ! ”

 

 

” رأيت كُل ما حدث لك . منذ ظهور مصاص الدماء الغريب ذاك .” نظر كاليد إلى أغاريس ، و تحدث بلا مبالاة :” حتى لو لم تملك كمية رو—أوه لا ، كمية مانا مرتفعة ، فليس من المنطقي أن تخسر هكذا ، أليس كذلك ؟ تعاويذك مدمرة بنحوٍ خبيث ، أثق بأنك تستطيع صُنع بدعةٍ متقدمة بها…لا يبدو بأن لديك إدراكاً للأمر ، هاه ؟ نعم ، ما زلت طفلاً بعد كُل شيء . هل لديك عائلة ؟ منزل ؟ معلم ؟ أنت…ألا تشعر بأي ألم ؟ ”

‘ يالها من ميتةً باهتة ! لن أسمح لذلك بالتأكيد ! ‘

 

 

كان أغاريس صامتاً — بالأحرى غير منتبه لكلام كاليد له ، كان وجهه الذي يحمل تعبيراً فارغاً ينظر إلى السماء بتأمل . شعر كاليد بالإهتمام أكثر ، بشأن هذا الطفل الذي أنقذه للتو بالمصادفة ، كان الغموض يلتف حوله . بداً من رتبته هذه ، مروراً بأنواع الأسحار التي إستخدمها ، وصولاً إلى مطاردة مصاص دماءٍ له . بعد التفكير في الأمر لثانية ، قرر علاجه أولاً ثم عدم الخوض أكثر في الأمر في حال لم يظهر الأخير أي إستجابة . على أي حال ، لم يسمح له ضميره كشخص بتجاهل طفلٌ بعمر أغاريس في هذه ” الحالة البشعة ” مع كونه قادراً على شفاءه .

إندفعت مسامير الجليد من السماء ، وسقطت وجه وذراعي أغاريس مباشرة . لكّنهما لم يخترقاه ، وغلفاه بدلاً من ذلك .

 

لم يعلم أغاريس ما إذا كان عليه التركيز على شفاء نفسه أم على قتال هذا الرجل الغامض . ظهر الأخير فجأةً خلف ظهره ، و لمس كفه المتجمد ظهر أغاريس .

— كان ذلك سيكون تصرفاً قاسياً كشخص !

— 9/1/9989 ق.ج .

‘ لا! ‘

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط