نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

جمرات البحر العميق 419

هذا الطريق لم يعد سالكًا

هذا الطريق لم يعد سالكًا

الفصل 419 “هذا الطريق لم يعد سالكًا”

وكما أعلن الحارس، فقد وصلوا إلى طريق مسدود.

في الجزء السفلي من الممر المائي الثاني، تسرب ضباب أثيري سرًا إلى كل شق، وملء المناظر الطبيعية الشاسعة تحت الأرض. التصقت هذه الكتلة البخارية الفوضوية بقوة بقوس سقف نفق الصرف الصحي، ولفّه مثل حجاب من عالم آخر. في شكله الغامض، استحضر البخار وهم السقف القوي الذي لا يمكن اختراقه، والذي يتحول إلى ما يشبه “السماء” الطيفية.

وتنوعت أسباب وفاتهم المفاجئة، فبعضهم يحمل جروحًا مروعة ناجمة عن أسلحة حادة، بينما عانى آخرون من صدمة ساحقة من ضربات قوية، في حين عرضت حفنة من الأدلة القاتمة على إصابات ناجمة عن أعيرة نارية.

في قلب هذا الممر المشؤوم والهادئ بشكل غريب، بدأ شخص صغير رحلته. لقد كان رجلًا مسنًا، ملفوفًا بمعطف من عصر آخر، يجتاز عمدًا المسار الرطب الذي يردد صدى. لقد حفر الزمن خطوطًا عميقة على وجهه وأبطأ خطواته إلى وتيرة محسوبة، لم تعد خطوات شبابه النابضة بالحياة. ولكن اليوم، شعر بموجة غير متوقعة من النشاط تسري في عروقه كما لو أن السنوات قد عادت إلى الوراء واستعيدت طاقته الشبابية. وكان رفاقه المعتادون الذين يعانون من آلام المفاصل المزمنة والتعب العضلي غائبين بشكل واضح.

ترددت أصداء مخيفة وأصوات معدنية من داخل الضباب الدوامي، أبرزها صوت عميق بدا وكأنه يزدهر، “هل هذه عدالة؟!”

تسارعت خطواته مع إيقاع قلبه. كان المفتاح الثقيل الذي يحمله خفيفًا بشكل غير عادي في قبضته. بفضل المعرفة والبراعة التي جاءت من عقود من المعرفة، تجول عبر شبكة متاهة من الممرات والتقاطعات الرطبة، واتجه بقوة نحو وجهة لم تكن واضحة ولكنها مألوفة بشكل مخيف.

كان عدد الجنود القتلى يتزايد، ومن الواضح أن فرقة الحاكم ونستون كانت في وضع محفوف بالمخاطر. ربما حدثت هذه المعركة قبل عدة ساعات – مع مرور الكثير من الوقت، هل يمكن أن يزال الحاكم على قيد الحياة؟

كان المجلس الرئيسي في انتظاره، وكانت الساعة تدق بلا هوادة.

“ضحية أخرى هنا!”

ومع ذلك، ظهرت عقبة غير متوقعة. سقطت كومة فوضوية من الحجر المنهار والأنقاض، مما أعاق طريقه.

“…كانت هذه معركة مروعة ولا هوادة فيها. اشتبكت هذه المجموعة مع عدو كان يفوقهم عددًا بكثير داخل المنجم، ونجحوا في التقدم عدة مئات من الأمتار وسط الهرج والمرج… استنفد معظم الجنود ذخيرتهم، وتحولوا في النهاية إلى الحراب والقفازات التي تعمل بالبخار.”

“مسدود… هل هو مسدود؟” توقف الرجل العجوز، متفحصًا كومة الحطام بمزيج من الارتباك والفضول. تسابق عقله لتجميع الذكريات المتكسرة مع لمحات من الماضي تومض في ذهنه.

ترددت أصداء مخيفة وأصوات معدنية من داخل الضباب الدوامي، أبرزها صوت عميق بدا وكأنه يزدهر، “هل هذه عدالة؟!”

لقد تذكر الآن. وقام الحراس بتفجير المتفجرات أثناء انسحابهم عبر البئر المتصل، بهدف إبطاء قوات المتمردين التي تحاول التسلل إلى نظام الصرف الصحي.

ركعت أجاثا، واستخدمت إصبعها لتنظيف الدم الجاف الذي يخفي لوحة الاسم الملصقة على صدر الجندي، واستقرت نظرتها على الاسم المنقوش على المعدن لبضعة نبضات قلب.

ومع ذلك، كان هناك شيء في غير محله. كان هذا الحطام أكثر من مجرد تكتيك للتأخير ضد المتمردين. منذ سنوات عديدة، قام جندي شاب بتفجير المتفجرات، وكان الانهيار الناتج قد دفن شيئًا آخر…

اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا في فلسطين وارحم شهداءهم.

وقف الرجل العجوز بلا حراك أمام حاجز الحطام، وتصلبت تعابير الرجل العجوز، عاقدًا حاجبيه وهو يحث كومة الصخور بمفتاحه، وهو ينطق الكلمات التي ضاعت في نفق الصدى.

“هل لاحظ أي شخص آخر صدى الخطى؟” كسرت أجاثا الصمت السائد، وتردد صوتها في الهدوء الغريب الذي أعقب ذلك، “خطوات تختلف عن خطواتنا.”

وكان من المفترض أن يكون هذا المسار واضحًا. لقد كان الأمر بالغ الأهمية لرحلته إلى نقطة التجمع. ولكن الآن أصبح مسدودًا، وكان مفتاحه المتواضع عاجزًا أمام جبل من الحطام.

وقف الرجل العجوز بلا حراك أمام حاجز الحطام، وتصلبت تعابير الرجل العجوز، عاقدًا حاجبيه وهو يحث كومة الصخور بمفتاحه، وهو ينطق الكلمات التي ضاعت في نفق الصدى.

وفجأة، اندلع ضباب وهمي، وملأ مجال رؤيته. نظر الرجل العجوز، الذي تشتت انتباهه للحظات بسبب الركام، إلى الأعلى، وتعمق ارتباكه، وتراجع غريزيًا بضع خطوات. اتسعت عيناه بينما تسربت أطراف الضباب من الشقوق الموجودة في الأنقاض، مستهلكة النفق بأكمله بشكل مطرد وحاجبة رؤيته.

ومع ذلك، لم يظهر أي شكل من الضباب الكثيف. وكان الشيء الوحيد المرئي وسط الضباب المتوسع هو حاجز الأنقاض، الذي تبدد الآن لسبب غير مفهوم.

ترددت أصداء مخيفة وأصوات معدنية من داخل الضباب الدوامي، أبرزها صوت عميق بدا وكأنه يزدهر، “هل هذه عدالة؟!”

ومع ذلك، لم يظهر أي شكل من الضباب الكثيف. وكان الشيء الوحيد المرئي وسط الضباب المتوسع هو حاجز الأنقاض، الذي تبدد الآن لسبب غير مفهوم.

كما لو كان ردًا على قلقها المتزايد، توقف فجأة الحارس الذي كان في مقدمة مجموعتهم.

أصبح الآن النفق الذي كان غير سالك متاحًا الآن. ألقى مصباح الغاز العتيق المعلق على الحائط ضوءًا خافتًا متقطعًا، ملقيًا ظلالًا شبحية تتراقص عبر جدران النفق. وكشف عن طبقات سميكة من الطين الأسود المجفف، لم يمسها أحد ولم يمسها شيء على ما يبدو إلى الأبد، تطالب بصمت بملكية قناة الصرف القاحلة التي شهدت ذات يوم أيامًا أفضل.

تضاءل صوتها إلى صمت كما لو أن إدراكًا مفاجئًا قد ترسخ بداخلها. وبينما تنطق بهذه الاستدلالات، اجتاحها إحساس غريب – برودة محيطة تشبه إلقاءها في ممر مليء بالصقيع كما لو أن دمها قد سُلب من دفئه الفطري.

“الطريق مفتوح… حقًا، من المريح أن يكون الطريق مفتوحًا…”

ظلت أجاثا صامتة، مستغرقة مؤقتًا في أفكارها.

اجتاحت موجة من الارتباك الرجل العجوز وهو يكافح لفهم الاختفاء المفاجئ لحصار الأنقاض. لكن دوامة أفكاره سرعان ما ابتلعت هذا اللغز. وبعد ذلك، وبجو من التصميم الذي لا يتزعزع، تقدم للأمام، ودخل إلى الممر ذي الإضاءة الخافتة.

“الدم قرمزي نابض بالحياة، مع عدم وجود علامات على تحلل الجسم أو تفككه،” لاحظ الكاهن الذي يقف بجانبها. “لا يمكن إنكار هذا هو “الأصل”.”

“عالم التزييف؟” ردد صوت الوصي، وكان صوته مليئًا بالحيرة.

فجأة، اندفعت عينا أجاثا إلى الأعلى، مما دفع موكب الحراس والكهنة والراهبات إلى التوقف فجأة في مساراتهم. ترددت أصداء شهقات جماعية بينهم، وتصلبت أجسادهم بينما كانوا يستعدون لاضطراب في الضباب المحيط.

وكما أعلن الحارس، فقد وصلوا إلى طريق مسدود.

“هل لاحظ أي شخص آخر صدى الخطى؟” كسرت أجاثا الصمت السائد، وتردد صوتها في الهدوء الغريب الذي أعقب ذلك، “خطوات تختلف عن خطواتنا.”

“كما لو كانوا يقلدوننا،” قاطعتها أجاثا، وكانت كلماتها مليئة بنبرة خطيرة بينما كانت عيناها تفحص بدقة نفق المنجم المحيط.

“نعم،” أكدت راهبة في مجموعتهم بهدوء، وإيماءتها الطفيفة تضيف وزنًا إلى تأكيدها. “منذ لحظات قليلة، باهتة ولكنها قريبة بشكل غريب، تقريبًا كما لو…”

لاحظت أجاثا وجود عمودين داعمين على الجدار المقابل متطابقين بشكل مخيف، فنسيج سطحهما وأنماط تغير اللون تعكس بعضها البعض بدقة غريبة.

“كما لو كانوا يقلدوننا،” قاطعتها أجاثا، وكانت كلماتها مليئة بنبرة خطيرة بينما كانت عيناها تفحص بدقة نفق المنجم المحيط.

اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا في فلسطين وارحم شهداءهم.

وجدوا أنفسهم غارقين في الفتحة المفتوحة لمنجم خام المعادن، وهم يتنقلون في المسار الذي حدده “الرقيب بليث”. كانت رحلتهم حتى الآن لا لبس فيها، وكان الطريق إلى عمق المنجم ملوثًا بالضباب الطيفي الدائم الحضور.

وبسرعة حازمة، وجهت أجاثا فريقها إلى الأمام، وكشفت عن عدد متزايد من جنود ولاية المدينة المنتشرين داخل المنجم – كل واحد منهم عضو موثوق به من نخبة دولة المدينة، والجنود المخلصين تحت قيادة الحاكم ونستون.

تشبث نظام الإضاءة في المنجم بالحياة بتحد. وكشف توهجها الضعيف عن هيكل الدعم للمنجم ومسارات السكك الحديدية تحت أقدامهم. ومع ذلك، وسط الظلال المرتعشة، لفت انتباهها أمر غريب.

رفع أحد الحراس فانوسه عاليًا، وتفحص محيطهم عندما بدا أنه اكتشف شيئًا ما، “هناك رجل انهار هنا!”

لاحظت أجاثا وجود عمودين داعمين على الجدار المقابل متطابقين بشكل مخيف، فنسيج سطحهما وأنماط تغير اللون تعكس بعضها البعض بدقة غريبة.

“ضحية أخرى هنا!”

وفي مكان آخر، لفت انتباهها الأشعة المتقاطعة التي بدت وكأنها تذوب في بعضها البعض، وكانت اتصالاتها تتحدى التفسير المنطقي.

ترددت أصداء مخيفة وأصوات معدنية من داخل الضباب الدوامي، أبرزها صوت عميق بدا وكأنه يزدهر، “هل هذه عدالة؟!”

واقترب كاهن بينهم يحمل فانوسًا من أحد هذه الهياكل الشاذة. بعد لحظة من التدقيق المكثف، بدأ يتذمر بصوت خافت، “حارسة البوابة…”

قامت أجاثا بفحص الضحايا المحيطين بنظرة ثاقبة، واستخلصت استنتاجات من الآثار المتبقية على الجثث والمناطق المحيطة بها مباشرة، مما أدى إلى تزايد المخاوف لديها.

قاطعته أجاثا، وسلوكها الهادئ غير متزعزع، “أرى ذلك، من الواضح أن العالم الذي يؤوي “التزييف” يندمج مع واقعنا.”

“نعم،” أكدت راهبة في مجموعتهم بهدوء، وإيماءتها الطفيفة تضيف وزنًا إلى تأكيدها. “منذ لحظات قليلة، باهتة ولكنها قريبة بشكل غريب، تقريبًا كما لو…”

“عالم التزييف؟” ردد صوت الوصي، وكان صوته مليئًا بالحيرة.

تضاءل صوتها إلى صمت كما لو أن إدراكًا مفاجئًا قد ترسخ بداخلها. وبينما تنطق بهذه الاستدلالات، اجتاحها إحساس غريب – برودة محيطة تشبه إلقاءها في ممر مليء بالصقيع كما لو أن دمها قد سُلب من دفئه الفطري.

صمتت أجاثا للحظات، وهددتها موجة من الارتباك المألوف بالسيطرة عليها. فركت جبهتها، وتمتمت تحت أنفاسها، “نعم، من المعقول أن كل التزييف يأتي من واقع بديل، والأدلة التي أمامنا تشير إلى أن هذا الواقع ينزف تدريجيًا في عالمنا. ربما… يمكننا أن نفكر في الأمر على أنه “مرآة”…”

لاحظت أجاثا وجود عمودين داعمين على الجدار المقابل متطابقين بشكل مخيف، فنسيج سطحهما وأنماط تغير اللون تعكس بعضها البعض بدقة غريبة.

تضاءل صوتها إلى صمت كما لو أن إدراكًا مفاجئًا قد ترسخ بداخلها. وبينما تنطق بهذه الاستدلالات، اجتاحها إحساس غريب – برودة محيطة تشبه إلقاءها في ممر مليء بالصقيع كما لو أن دمها قد سُلب من دفئه الفطري.

“هل هو اضمحلال الواقع، أم لأننا قريبون بشكل خطير…” تمتمت أجاثا لنفسها، وكان صوتها مجرد همسة فشل رفاقها في التقاطها.

ومع ذلك، فإن هذا الإحساس الغريب تبدد بالسرعة التي جاء بها. اختفى الشعور الشبحي بالاحتجاز في ممر جليدي مهجور. وجدت نفسها مشوشة لفترة وجيزة، وأتباعها المخلصون يحيطون بها، والدفء الذي يشع من فوانيسهم ومصابيح الغاز يطرد بسرعة البرد المستمر الذي استولى على وعيها.

بدأ المزيد من الرفاق الذين سقطوا في الخروج من أعماق المنجم الغامضة.

“هل هو اضمحلال الواقع، أم لأننا قريبون بشكل خطير…” تمتمت أجاثا لنفسها، وكان صوتها مجرد همسة فشل رفاقها في التقاطها.

“مسدود… هل هو مسدود؟” توقف الرجل العجوز، متفحصًا كومة الحطام بمزيج من الارتباك والفضول. تسابق عقله لتجميع الذكريات المتكسرة مع لمحات من الماضي تومض في ذهنه.

رفع أحد الحراس فانوسه عاليًا، وتفحص محيطهم عندما بدا أنه اكتشف شيئًا ما، “هناك رجل انهار هنا!”

رفع حارس الطليعة فانوسه، وارتد صوته على جدران النفق من مسافة بعيدة.

عادت أجاثا فجأة إلى الواقع المحيط بها، وتصلبت تعبيرات وجهها عندما تحركت بسرعة نحو المكان المشار إليه.

كان هناك جندي يرتدي الزي المميز لحرس الدولة في المدينة، يرقد بلا حياة على أرضية المنجم، ويبدو أن وجوده قد انتهى منذ بعض الوقت.

في الجزء السفلي من الممر المائي الثاني، تسرب ضباب أثيري سرًا إلى كل شق، وملء المناظر الطبيعية الشاسعة تحت الأرض. التصقت هذه الكتلة البخارية الفوضوية بقوة بقوس سقف نفق الصرف الصحي، ولفّه مثل حجاب من عالم آخر. في شكله الغامض، استحضر البخار وهم السقف القوي الذي لا يمكن اختراقه، والذي يتحول إلى ما يشبه “السماء” الطيفية.

برزت ملابسه القتالية الداكنة بشكل صارخ، معززة بلوحة صدر معدنية، وقفاز يعمل بالبخار، وحقيبة ظهر بخارية مربوطة بشكل آمن على ظهره. وعلق قناع تنفس قوي على وجهه.

ومع ذلك، كان هناك شيء في غير محله. كان هذا الحطام أكثر من مجرد تكتيك للتأخير ضد المتمردين. منذ سنوات عديدة، قام جندي شاب بتفجير المتفجرات، وكان الانهيار الناتج قد دفن شيئًا آخر…

ركعت أجاثا، واستخدمت إصبعها لتنظيف الدم الجاف الذي يخفي لوحة الاسم الملصقة على صدر الجندي، واستقرت نظرتها على الاسم المنقوش على المعدن لبضعة نبضات قلب.

“الرقيب بليث،” حطمت الصمت، وكان صوتها يحمل صدى منضبطًا.

وصلت المجموعة إلى نهاية النفق، واستقبلها جدار صلب أملس. ولم يكن هناك طريق آخر للمضي قدمًا. ومع ذلك، كان هذا تناقضًا صارخًا.

“الدم قرمزي نابض بالحياة، مع عدم وجود علامات على تحلل الجسم أو تفككه،” لاحظ الكاهن الذي يقف بجانبها. “لا يمكن إنكار هذا هو “الأصل”.”

وفجأة، اندلع ضباب وهمي، وملأ مجال رؤيته. نظر الرجل العجوز، الذي تشتت انتباهه للحظات بسبب الركام، إلى الأعلى، وتعمق ارتباكه، وتراجع غريزيًا بضع خطوات. اتسعت عيناه بينما تسربت أطراف الضباب من الشقوق الموجودة في الأنقاض، مستهلكة النفق بأكمله بشكل مطرد وحاجبة رؤيته.

ظلت أجاثا صامتة، مستغرقة مؤقتًا في أفكارها.

وبسرعة حازمة، وجهت أجاثا فريقها إلى الأمام، وكشفت عن عدد متزايد من جنود ولاية المدينة المنتشرين داخل المنجم – كل واحد منهم عضو موثوق به من نخبة دولة المدينة، والجنود المخلصين تحت قيادة الحاكم ونستون.

أكد المشهد المهيب شكوك أجاثا – كان الرقيب بليث يرقد صامتًا إلى الأبد في نفق المنجم بينما ظهرت نسخته الطيفية أمام قوة الكنيسة الاستكشافية من الضباب المحيط. كان الظهور وهمًا، لكن الرسالة التي نقلها تحمل حقيقة مزعجة.

كما لو كان ردًا على قلقها المتزايد، توقف فجأة الحارس الذي كان في مقدمة مجموعتهم.

“ضحية أخرى هنا!”

رفع حارس الطليعة فانوسه، وارتد صوته على جدران النفق من مسافة بعيدة.

وكما أعلن الحارس، فقد وصلوا إلى طريق مسدود.

بدأ المزيد من الرفاق الذين سقطوا في الخروج من أعماق المنجم الغامضة.

تسارعت خطواته مع إيقاع قلبه. كان المفتاح الثقيل الذي يحمله خفيفًا بشكل غير عادي في قبضته. بفضل المعرفة والبراعة التي جاءت من عقود من المعرفة، تجول عبر شبكة متاهة من الممرات والتقاطعات الرطبة، واتجه بقوة نحو وجهة لم تكن واضحة ولكنها مألوفة بشكل مخيف.

وبسرعة حازمة، وجهت أجاثا فريقها إلى الأمام، وكشفت عن عدد متزايد من جنود ولاية المدينة المنتشرين داخل المنجم – كل واحد منهم عضو موثوق به من نخبة دولة المدينة، والجنود المخلصين تحت قيادة الحاكم ونستون.

بدأ المزيد من الرفاق الذين سقطوا في الخروج من أعماق المنجم الغامضة.

وتنوعت أسباب وفاتهم المفاجئة، فبعضهم يحمل جروحًا مروعة ناجمة عن أسلحة حادة، بينما عانى آخرون من صدمة ساحقة من ضربات قوية، في حين عرضت حفنة من الأدلة القاتمة على إصابات ناجمة عن أعيرة نارية.

فجأة، اندفعت عينا أجاثا إلى الأعلى، مما دفع موكب الحراس والكهنة والراهبات إلى التوقف فجأة في مساراتهم. ترددت أصداء شهقات جماعية بينهم، وتصلبت أجسادهم بينما كانوا يستعدون لاضطراب في الضباب المحيط.

إلى جانب هذه الجثث الهامدة، اكتشفت أجاثا وفريقها أكوامًا من الطين الأسود المجفف. إذا أعيد تشكيل هذه الأكوام إلى أشكال بشرية، فمن المرجح أن يتجاوز عدد الحراس المتوفين.

وصلت المجموعة إلى نهاية النفق، واستقبلها جدار صلب أملس. ولم يكن هناك طريق آخر للمضي قدمًا. ومع ذلك، كان هذا تناقضًا صارخًا.

“…كانت هذه معركة مروعة ولا هوادة فيها. اشتبكت هذه المجموعة مع عدو كان يفوقهم عددًا بكثير داخل المنجم، ونجحوا في التقدم عدة مئات من الأمتار وسط الهرج والمرج… استنفد معظم الجنود ذخيرتهم، وتحولوا في النهاية إلى الحراب والقفازات التي تعمل بالبخار.”

“الرقيب بليث،” حطمت الصمت، وكان صوتها يحمل صدى منضبطًا.

قامت أجاثا بفحص الضحايا المحيطين بنظرة ثاقبة، واستخلصت استنتاجات من الآثار المتبقية على الجثث والمناطق المحيطة بها مباشرة، مما أدى إلى تزايد المخاوف لديها.

أكد المشهد المهيب شكوك أجاثا – كان الرقيب بليث يرقد صامتًا إلى الأبد في نفق المنجم بينما ظهرت نسخته الطيفية أمام قوة الكنيسة الاستكشافية من الضباب المحيط. كان الظهور وهمًا، لكن الرسالة التي نقلها تحمل حقيقة مزعجة.

كان عدد الجنود القتلى يتزايد، ومن الواضح أن فرقة الحاكم ونستون كانت في وضع محفوف بالمخاطر. ربما حدثت هذه المعركة قبل عدة ساعات – مع مرور الكثير من الوقت، هل يمكن أن يزال الحاكم على قيد الحياة؟

لم تتأثر أجاثا باعتراضه، واستدارت واقتربت بشكل منهجي من الجدار الصلب الأملس.

كما لو كان ردًا على قلقها المتزايد، توقف فجأة الحارس الذي كان في مقدمة مجموعتهم.

“هل لاحظ أي شخص آخر صدى الخطى؟” كسرت أجاثا الصمت السائد، وتردد صوتها في الهدوء الغريب الذي أعقب ذلك، “خطوات تختلف عن خطواتنا.”

“حارسة البوابة، الطريق ينتهي هنا!”

تشبث نظام الإضاءة في المنجم بالحياة بتحد. وكشف توهجها الضعيف عن هيكل الدعم للمنجم ومسارات السكك الحديدية تحت أقدامهم. ومع ذلك، وسط الظلال المرتعشة، لفت انتباهها أمر غريب.

“الطريق مسدود؟” كررت أجاثا، وصوتها مليء بتلميح من عدم التصديق، وسرعان ما ارتفعت لتتأكد بنفسها.

ومع ذلك، فإن هذا الإحساس الغريب تبدد بالسرعة التي جاء بها. اختفى الشعور الشبحي بالاحتجاز في ممر جليدي مهجور. وجدت نفسها مشوشة لفترة وجيزة، وأتباعها المخلصون يحيطون بها، والدفء الذي يشع من فوانيسهم ومصابيح الغاز يطرد بسرعة البرد المستمر الذي استولى على وعيها.

وكما أعلن الحارس، فقد وصلوا إلى طريق مسدود.

عادت أجاثا فجأة إلى الواقع المحيط بها، وتصلبت تعبيرات وجهها عندما تحركت بسرعة نحو المكان المشار إليه.

وصلت المجموعة إلى نهاية النفق، واستقبلها جدار صلب أملس. ولم يكن هناك طريق آخر للمضي قدمًا. ومع ذلك، كان هذا تناقضًا صارخًا.

قامت أجاثا بفحص الضحايا المحيطين بنظرة ثاقبة، واستخلصت استنتاجات من الآثار المتبقية على الجثث والمناطق المحيطة بها مباشرة، مما أدى إلى تزايد المخاوف لديها.

استدارت أجاثا بسرعة لمعاينة المسار الذي سلكوه للتو، وسقطت نظرتها على الأشكال الهادئة للحراس الذين سقطوا وهم يتراجعون في الظلام. ومن بين هذه الجثث، لم ترَ الحاكم ونستون.

كان هناك جندي يرتدي الزي المميز لحرس الدولة في المدينة، يرقد بلا حياة على أرضية المنجم، ويبدو أن وجوده قد انتهى منذ بعض الوقت.

“ربما أعاد الحاكم ونستون توجيه فريقه بعد أن أدرك أن هذا الطريق أدى إلى طريق مسدود…” غامر أحد الكهنة بينهم بصوت عالٍ.

“ضحية أخرى هنا!”

“لم يكن هناك سوى طريق واحد،” تناقضت أجاثا على الفور وهي تهز رأسها. “وبناءً على البقايا الموجودة في مكان الحادث، أميل إلى الاعتقاد بأن الحاكم ونستون لم تتح له الفرصة لتوجيه الحراس الناجين نحو طريق بديل.”

“الطريق مفتوح… حقًا، من المريح أن يكون الطريق مفتوحًا…”

“لكن هذا النفق مغلق…” عبر الكاهن عن ارتباكه، وعقد حاجبيه من القلق.

وجدوا أنفسهم غارقين في الفتحة المفتوحة لمنجم خام المعادن، وهم يتنقلون في المسار الذي حدده “الرقيب بليث”. كانت رحلتهم حتى الآن لا لبس فيها، وكان الطريق إلى عمق المنجم ملوثًا بالضباب الطيفي الدائم الحضور.

لم تتأثر أجاثا باعتراضه، واستدارت واقتربت بشكل منهجي من الجدار الصلب الأملس.

“لكن هذا النفق مغلق…” عبر الكاهن عن ارتباكه، وعقد حاجبيه من القلق.

وبعد تردد قصير، مدت يدها نحوه، ويبدو أنها اخترقت الحاجز كما لو كان مجرد وهم.

استدارت أجاثا بسرعة لمعاينة المسار الذي سلكوه للتو، وسقطت نظرتها على الأشكال الهادئة للحراس الذين سقطوا وهم يتراجعون في الظلام. ومن بين هذه الجثث، لم ترَ الحاكم ونستون.


اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا في فلسطين وارحم شهداءهم.

“هل هو اضمحلال الواقع، أم لأننا قريبون بشكل خطير…” تمتمت أجاثا لنفسها، وكان صوتها مجرد همسة فشل رفاقها في التقاطها.

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

أصبح الآن النفق الذي كان غير سالك متاحًا الآن. ألقى مصباح الغاز العتيق المعلق على الحائط ضوءًا خافتًا متقطعًا، ملقيًا ظلالًا شبحية تتراقص عبر جدران النفق. وكشف عن طبقات سميكة من الطين الأسود المجفف، لم يمسها أحد ولم يمسها شيء على ما يبدو إلى الأبد، تطالب بصمت بملكية قناة الصرف القاحلة التي شهدت ذات يوم أيامًا أفضل.

في قلب هذا الممر المشؤوم والهادئ بشكل غريب، بدأ شخص صغير رحلته. لقد كان رجلًا مسنًا، ملفوفًا بمعطف من عصر آخر، يجتاز عمدًا المسار الرطب الذي يردد صدى. لقد حفر الزمن خطوطًا عميقة على وجهه وأبطأ خطواته إلى وتيرة محسوبة، لم تعد خطوات شبابه النابضة بالحياة. ولكن اليوم، شعر بموجة غير متوقعة من النشاط تسري في عروقه كما لو أن السنوات قد عادت إلى الوراء واستعيدت طاقته الشبابية. وكان رفاقه المعتادون الذين يعانون من آلام المفاصل المزمنة والتعب العضلي غائبين بشكل واضح.

لاحظت أجاثا وجود عمودين داعمين على الجدار المقابل متطابقين بشكل مخيف، فنسيج سطحهما وأنماط تغير اللون تعكس بعضها البعض بدقة غريبة.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط