نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

جمرات البحر العميق 368

لقاءات ولم شمل

لقاءات ولم شمل

الفصل 368 “لقاءات ولم شمل”

رفعت حارسة البوابة الشابة نظرها على الفور نحو الاتجاه الذي اختفت فيه المرأة الشقراء، وحثتها غرائزها على المتابعة. ومع ذلك، فإن الصوت المتسارع لخطوات تقترب أوقف دافعها.

قامت أجاثا بفحص المكان المخفي الذي أُخفى فيه العناصر بدقة. عندما لاحظت الجوف، وجدت أنه تمامًا كما وصفه مرؤوسوها – نصب تذكاري مخفي مخصص لملكة فروست، خالي من أي آثار متبقية للطاقة الخارقة للطبيعة.

“أرجوكم عودوا إلى منازلكم واجمعوا أمتعتكم وانتظروا المزيد من التعليمات. نحتاج إلى إخلاء هذه المنطقة مؤقتًا – لكن اطمئنوا، سنحل الوضع في أسرع وقت ممكن، وسيكون بمقدوركم العودة قريبًا.”

ثم انتقلت عيناها لتفحص الأشياء التي اكتشفها فريقها داخل المقصورة، تمثال مصنوع من الجبس، ومجموعة من العملات التذكارية، وكتيب صغير مطبوع.

“هذا ليس مجالنا،” أعلنت أجاثا وهي تهز رأسها. “وثقوا هذا الاكتشاف، وأبلغوا قوات الأمن المحلية، واتركوا الباقي لهم. ومع ذلك، سنحتفظ بهذه التذكارات لمزيد من الفحص، فقط في حالة… أنها تخفي شيئًا ما.”

قبل نصف قرن من الزمان، كان مجرد حيازة مثل هذه الأشياء يستوجب عقوبة الإعدام.

اندفعت نينا، المليئة بالإثارة، في جميع أنحاء المنزل بأكمله، وفي النهاية شقت طريقها إلى المطبخ، حيث تعجبت من الجودة الفائقة لأواني الطهي مقارنة بتلك الموجودة في منزل بلاند.

ومع ذلك، فإن تلك السنوات المليئة بالخوف من الإجهاد المتأزم قد ولت منذ فترة طويلة. الآن، على مجلس إدارة فروست التركيز على الاستقرار طويل المدى لدولتهم المدينة والحفاظ على صورتهم العامة كمدافعين عن العدالة. لم يكن بوسعهم المبالغة في رد فعلهم تجاه المواطنين الذين يتذكرون ملكتهم السابقة سرًا – ففي هذا العصر، لم تجتذب هذه الأعمال التذكارية البريئة عادة أكثر من مجرد تحذير، أو على الأكثر، عقوبة مالية.

وبينما لم تتمكن أليس من التعبير عن هذين المفهومين، فقد وثقت في حكمة القبطان.

علاوة على ذلك، فإن قرار إصدار التحذيرات أو الغرامات يقع في أيدي رجال إنفاذ القانون، وليس الكاتدرائية. وكانت القوانين واللوائح العلمانية خارجة عن نطاق السلطات الكنسية.

ثم انتقلت عيناها لتفحص الأشياء التي اكتشفها فريقها داخل المقصورة، تمثال مصنوع من الجبس، ومجموعة من العملات التذكارية، وكتيب صغير مطبوع.

“هذا ليس مجالنا،” أعلنت أجاثا وهي تهز رأسها. “وثقوا هذا الاكتشاف، وأبلغوا قوات الأمن المحلية، واتركوا الباقي لهم. ومع ذلك، سنحتفظ بهذه التذكارات لمزيد من الفحص، فقط في حالة… أنها تخفي شيئًا ما.”

“اهدأ، لقد دعوتكم إلى هنا لبعض الاسترخاء، وليس لتوبيخكم،” أشار باستخفاف وعيناه تقعان على ساعة الحائط. “يجب أن تعود أليس قريبًا، ولا يزال أمامنا حوالي ساعة حتى العشاء. شيرلي… لقد حان الوقت لمتابعة واجباتك المنزلية، بدءًا من الصفحة 16 من كتابك المدرسي.”

“مفهوم.”

بقيت حارسة البوابة الشابة صامتة، بلا حراك كما لو كانت متجمدة في مكانها، ولم تقدم أي رد لفترة غير مريحة من الوقت.

بعد أن نسقت الخطوات التالية في الموقع، نهضت أجاثا من الأريكة المهترئة وأخذت نفسًا عميقًا.

مع وضع هذه الأفكار في الاعتبار، نزلت الدرج المتهالك إلى المدخل وخرجت إلى المساحة المفتوحة المحيطة بالمبنى السكني.

هناك قدر هائل للتعامل معه، وليس بوسعها أن تتوانى هنا.

بدا دوغ وكأنه يتقلص أكثر تحت التدقيق، “أنا… لقد فعلت ذلك من أجل تدريب إضافي، ولا أريد أن تضيع جهودك في تعليمنا…”

“لا تنسوا مواصلة التحقيق في محطة الصرف الصحي ومراقبة نظام خطوط الأنابيب في هذه المنطقة عن كثب،” قالت لفريقها قبل الخروج من الغرفة.

بدت المرأة الشقراء المحجبة مندهشة، وعادت إلى الحاضر. التفتت لتنظر إلى أجاثا، مشيرة إلى نفسها في حيرة. “هل تتحدثين معي؟”

خلف الغرفة يوجد مدخل ضيق، تمتد سلالمه العتيقة للأمام تحت الوهج الخافت للإضاءة المتناثرة. فتح بابا شقتين أخريين قريبتين بحذر، وكان سكانهما يتطلعون من خلالهما، وأعينهم واسعة بقلق، يراقبون النشاط المستمر.

لقد تفرق الآن حشد الأشخاص الذين تجمعوا سابقًا خارج المبنى السكني، ولم يتبق سوى حفنة من المارة الفضوليين الذين أشاروا ويتهامسون فيما بينهم من مسافة آمنة. ومع ذلك، عند ظهور أجاثا، حتى هؤلاء المراقبين العالقين قاموا بالرحيل على عجل.

رفعت أجاثا يدها للإشارة.

تبددت الرائحة النفاذة التي لا معنى لها والتي كانت باقية في الهواء على الفور، وحل محلها الهواء البارد المنعش للعالم الخارجي. أدى هذا التحول المفاجئ في الأجواء إلى تنشيط حواس أجاثا، حتى أنها قادتها إلى تصور نفسها للحظات وهي تخرج من زنزانة مظلمة ورطبة إلى ضوء الشمس المشع.

“أرجوكم عودوا إلى منازلكم واجمعوا أمتعتكم وانتظروا المزيد من التعليمات. نحتاج إلى إخلاء هذه المنطقة مؤقتًا – لكن اطمئنوا، سنحل الوضع في أسرع وقت ممكن، وسيكون بمقدوركم العودة قريبًا.”

وبهذا لم تنتظر أجاثا ردود السكان؛ وبدلًا من ذلك، نزلت على الدرج باتجاه المخرج في الطابق الأرضي.

“ماذا حدث؟” استفسرت أجاثا بحدة، ولم تسمح للحارس بالتحدث للحظة قبل أن تعبر عن قلقها، “كما لو أن الأمور لم تكن فوضوية بما فيه الكفاية؛ بالتأكيد لا يمكن أن يكون هناك المزيد من التعقيدات.”

لم تستخدم طريقتها المعتادة في السفر، “الرياح الرمادية”. على الرغم من أنها استمتعت عمومًا بالسرعة والراحة التي توفرها، إذ أن عقلها كان في حالة من الفوضى اليوم، ومليئًا بالعديد من الأمور الملحة. إن المشي البطيء والمريح من شأنه أن يساعدها في تنظيم هذه المخاوف عقليًا.

“أنت لست مخطئًا، ولكن للأسف، أنا بالفعل أعمل كممثلة لأعلى مؤسسة كهنوتية في الدولة المدينة، ووصول سماوي قديم ليس مأزقًا يمكن لطبيب نفسي أن يحله،” تنهدت أجاثا، وهي تطوي الرسالة بدقة. “كل قضية تحمل أهمية، وكل مشكلة تتطلب اهتمامًا فوريًا…” وجهت نظرها نحو شارع أوك مع تنهيدة ثقيلة، كما أبرزها تقرير المخابرات.

كما أنها تهدف أيضًا إلى امتصاص الطاقة المتبقية في المبنى بأكمله في حالة تمكنها من اكتشاف أي علامات باهتة للتلوث “العنصري” في مكان آخر.

بدت المرأة الشقراء المحجبة مندهشة، وعادت إلى الحاضر. التفتت لتنظر إلى أجاثا، مشيرة إلى نفسها في حيرة. “هل تتحدثين معي؟”

مع وضع هذه الأفكار في الاعتبار، نزلت الدرج المتهالك إلى المدخل وخرجت إلى المساحة المفتوحة المحيطة بالمبنى السكني.

بدا دوغ وكأنه يتقلص أكثر تحت التدقيق، “أنا… لقد فعلت ذلك من أجل تدريب إضافي، ولا أريد أن تضيع جهودك في تعليمنا…”

تبددت الرائحة النفاذة التي لا معنى لها والتي كانت باقية في الهواء على الفور، وحل محلها الهواء البارد المنعش للعالم الخارجي. أدى هذا التحول المفاجئ في الأجواء إلى تنشيط حواس أجاثا، حتى أنها قادتها إلى تصور نفسها للحظات وهي تخرج من زنزانة مظلمة ورطبة إلى ضوء الشمس المشع.

تبددت الرائحة النفاذة التي لا معنى لها والتي كانت باقية في الهواء على الفور، وحل محلها الهواء البارد المنعش للعالم الخارجي. أدى هذا التحول المفاجئ في الأجواء إلى تنشيط حواس أجاثا، حتى أنها قادتها إلى تصور نفسها للحظات وهي تخرج من زنزانة مظلمة ورطبة إلى ضوء الشمس المشع.

لقد تفرق الآن حشد الأشخاص الذين تجمعوا سابقًا خارج المبنى السكني، ولم يتبق سوى حفنة من المارة الفضوليين الذين أشاروا ويتهامسون فيما بينهم من مسافة آمنة. ومع ذلك، عند ظهور أجاثا، حتى هؤلاء المراقبين العالقين قاموا بالرحيل على عجل.

لم تستخدم طريقتها المعتادة في السفر، “الرياح الرمادية”. على الرغم من أنها استمتعت عمومًا بالسرعة والراحة التي توفرها، إذ أن عقلها كان في حالة من الفوضى اليوم، ومليئًا بالعديد من الأمور الملحة. إن المشي البطيء والمريح من شأنه أن يساعدها في تنظيم هذه المخاوف عقليًا.

ومع ذلك، بقي شخص آخر.

بدا دوغ وكأنه يتقلص أكثر تحت التدقيق، “أنا… لقد فعلت ذلك من أجل تدريب إضافي، ولا أريد أن تضيع جهودك في تعليمنا…”

جعد عبوس جبين أجاثا عندما لاحظت وجود امرأة شابة ذات وجه مخفي، وشعر ذهبي يتدلى على ظهرها، وحقيبة ورقية ضخمة بين ذراعيها. وقفت المرأة في المساحة المفتوحة أمام المبنى، ويبدو أنها ضائعة في التأمل.

“هذا المكان لا يصدق حقًا،” انضمت شيرلي إلى المحادثة، وابتسامة مشرقة تضيء وجهها. “لو كنت أعرف أنكم تتمتعون بمثل هذا المكان المريح في الدولة المدينة، لكنت قد قفزت على متن السفينة قبل يومين. التواجد على متن السفينة أمر رتيب للغاية! ليس هناك ما يمكن فعله على الإطلاق…”

“المنطقة تحت الحجر الصحي؛ ليس من الآمن البقاء هنا،” حذرت أجاثا وهي تقترب، بنبرة حازمة. “هل أنت مقيمة هنا؟”

سارع نحوها حارس يرتدي ملابس داكنة، ممسكًا برسالة استخباراتية في يده، وتعبيرًا عن القلق العميق محفور على وجهه.

بدت المرأة الشقراء المحجبة مندهشة، وعادت إلى الحاضر. التفتت لتنظر إلى أجاثا، مشيرة إلى نفسها في حيرة. “هل تتحدثين معي؟”

“ما هو غرض تلك المرأة هنا؟”

“بالطبع. من آخر يمكن أن أشير إليه؟” عبست أجاثا، متوترة قليلًا من الغريبة التي أمامها. في حين أنها متأكدة من عدم وجود معرفة مسبقة لها مع المرأة، فهناك ألفة غريبة حول مظهرها، كما لو أنها التقت بها مؤخرًا. “هل تسكنين هنا؟”

من ناحية أخرى، تجول شيرلي ودوغ في غرف المعيشة والطعام في الطابق الأول، ويلعبان بشكل هزلي دور “المفتشين” ويتوقفان من حين لآخر لانتقاد الديكور.

“لا، ليس هنا،” لوحت المرأة، أليس، بسرعة بيدها باستخفاف وأشارت بغموض بعيدًا. “أنا أعيش هناك، وليس بعيدًا. ماذا حدث هنا؟ سمعت أن هناك حالة وفاة؟”

اندفعت نينا، المليئة بالإثارة، في جميع أنحاء المنزل بأكمله، وفي النهاية شقت طريقها إلى المطبخ، حيث تعجبت من الجودة الفائقة لأواني الطهي مقارنة بتلك الموجودة في منزل بلاند.

“إن حراس المدينة يعالجون الوضع،” ردت أجاثا بشكل عرضي، وتزايدت حيرتها حيث لم تتعرف عليها أليس، وهي حارسة بوابة المدينة.

وبهذا لم تنتظر أجاثا ردود السكان؛ وبدلًا من ذلك، نزلت على الدرج باتجاه المخرج في الطابق الأرضي.

ومع ذلك، بدت أليس غافلة عن النظرة المحيرة بشكل متزايد للمرأة ذات الضمادات التي تقف أمامها. وجدت ملابس أجاثا الداكنة مثيرة للاهتمام إذ ذكّرتها بالمظهر الحالي للقبطان.

توقفت أجاثا لفترة وجيزة عندما انتزعت الرسالة بسرعة من قبضة الحارس، وعيناها تفحصان النص على عجل.

لكن القبطان حذرها من التسرع في الحكم على الأشخاص بناءً على مظهرهم ومن الكشف عن الكثير عن نفسها للغرباء. الأول اعتبر غير مهذب، والثاني غير حذر على نحو متهور.

لقد حان الوقت للمغادرة.

وبينما لم تتمكن أليس من التعبير عن هذين المفهومين، فقد وثقت في حكمة القبطان.

لقد تفرق الآن حشد الأشخاص الذين تجمعوا سابقًا خارج المبنى السكني، ولم يتبق سوى حفنة من المارة الفضوليين الذين أشاروا ويتهامسون فيما بينهم من مسافة آمنة. ومع ذلك، عند ظهور أجاثا، حتى هؤلاء المراقبين العالقين قاموا بالرحيل على عجل.

لقد حان الوقت للمغادرة.

بعد فترة طويلة من الصمت، ملأ عويل شيرلي المنعزل الهواء، وهو رثاء مؤرق تردد صدى في آذان كل من فانا وموريس.

لذا، قالت أليس بمرح، وهي تلوح بود تجاه أجاثا، “يجب أن أذهب الآن! شكرا لك للاجابة على سؤالي!”

أطلق دنكان ضحكة قلبية، ومن الواضح أنه مستمتع بالمشهد.

وبهذا انصرفت المرأة الشقراء المحجبة، وكان سلوكها يشع بروح خفيفة وغير مضطربة. عندما شاهدت أجاثا مغادرتها، سيطر عليها قلق لا يمكن تفسيره.

لقد تفرق الآن حشد الأشخاص الذين تجمعوا سابقًا خارج المبنى السكني، ولم يتبق سوى حفنة من المارة الفضوليين الذين أشاروا ويتهامسون فيما بينهم من مسافة آمنة. ومع ذلك، عند ظهور أجاثا، حتى هؤلاء المراقبين العالقين قاموا بالرحيل على عجل.

“ما هو غرض تلك المرأة هنا؟”

“لا يوجد نفس أو نبض قلب…؟!”

خلال عقدين من العيش في هذه الدولة المدينة، لم تقابل أجاثا أبدًا أي شخص مثل أليس، امرأة تنضح بهالة لا توصف من البساطة والبهجة، وتتحدث بانفتاح غير مسبوق، وتبتسم ببراءة خالية من أي أعماق خفية.

قبل نصف قرن من الزمان، كان مجرد حيازة مثل هذه الأشياء يستوجب عقوبة الإعدام.

عبس جبين أجاثا، ولم يخطر ببالها إدراك مذهل إلا بعد رحيل المرأة.

خلف الغرفة يوجد مدخل ضيق، تمتد سلالمه العتيقة للأمام تحت الوهج الخافت للإضاءة المتناثرة. فتح بابا شقتين أخريين قريبتين بحذر، وكان سكانهما يتطلعون من خلالهما، وأعينهم واسعة بقلق، يراقبون النشاط المستمر.

“لا يوجد نفس أو نبض قلب…؟!”

بالإضافة إلى ذلك، وجدت آي نفسها، وهي جالسة على طاولة طعام قريبة، مدفونة تحت جبل من البطاطس المقلية – وهي وليمة حقيقية بالنسبة لها.

رفعت حارسة البوابة الشابة نظرها على الفور نحو الاتجاه الذي اختفت فيه المرأة الشقراء، وحثتها غرائزها على المتابعة. ومع ذلك، فإن الصوت المتسارع لخطوات تقترب أوقف دافعها.

“لا تنسوا مواصلة التحقيق في محطة الصرف الصحي ومراقبة نظام خطوط الأنابيب في هذه المنطقة عن كثب،” قالت لفريقها قبل الخروج من الغرفة.

سارع نحوها حارس يرتدي ملابس داكنة، ممسكًا برسالة استخباراتية في يده، وتعبيرًا عن القلق العميق محفور على وجهه.

خلف الغرفة يوجد مدخل ضيق، تمتد سلالمه العتيقة للأمام تحت الوهج الخافت للإضاءة المتناثرة. فتح بابا شقتين أخريين قريبتين بحذر، وكان سكانهما يتطلعون من خلالهما، وأعينهم واسعة بقلق، يراقبون النشاط المستمر.

“ماذا حدث؟” استفسرت أجاثا بحدة، ولم تسمح للحارس بالتحدث للحظة قبل أن تعبر عن قلقها، “كما لو أن الأمور لم تكن فوضوية بما فيه الكفاية؛ بالتأكيد لا يمكن أن يكون هناك المزيد من التعقيدات.”

لكن القبطان حذرها من التسرع في الحكم على الأشخاص بناءً على مظهرهم ومن الكشف عن الكثير عن نفسها للغرباء. الأول اعتبر غير مهذب، والثاني غير حذر على نحو متهور.

“وصلت رسالة عاجلة من المقبرة رقم 3،” أبلغ الحارس الذي يرتدي ملابس سوداء بسرعة، وهو يقف في وضع مستقيم. “أدلة “الزائر الغامض”، الأصل موجودة في الموقع.”

مستلقيًا على أريكة غرفة المعيشة، شاهد دنكان المشهد يتكشف بابتسامة مخفية. على الرغم من أن طبقات سميكة من الضمادات أخفت تسليته، إلا أن فانا، التي تقف بجانبه، شعرت لسبب غير مفهوم أن عينا القبطان تعكس دفء الأب الشغوف في تلك اللحظة.

توقفت أجاثا لفترة وجيزة عندما انتزعت الرسالة بسرعة من قبضة الحارس، وعيناها تفحصان النص على عجل.

ومع ذلك، فإن تلك السنوات المليئة بالخوف من الإجهاد المتأزم قد ولت منذ فترة طويلة. الآن، على مجلس إدارة فروست التركيز على الاستقرار طويل المدى لدولتهم المدينة والحفاظ على صورتهم العامة كمدافعين عن العدالة. لم يكن بوسعهم المبالغة في رد فعلهم تجاه المواطنين الذين يتذكرون ملكتهم السابقة سرًا – ففي هذا العصر، لم تجتذب هذه الأعمال التذكارية البريئة عادة أكثر من مجرد تحذير، أو على الأكثر، عقوبة مالية.

بقيت حارسة البوابة الشابة صامتة، بلا حراك كما لو كانت متجمدة في مكانها، ولم تقدم أي رد لفترة غير مريحة من الوقت.

كما أنها تهدف أيضًا إلى امتصاص الطاقة المتبقية في المبنى بأكمله في حالة تمكنها من اكتشاف أي علامات باهتة للتلوث “العنصري” في مكان آخر.

ألقى الحارس ذو الملابس السوداء نظرة قلقة على رئيسته، غير قادر على احتواء قلقه بعد بضع ضربات، “… حارسة البوابة، فيما يتعلق بهذا الأمر…”

أطلق دنكان ضحكة قلبية، ومن الواضح أنه مستمتع بالمشهد.

حولت أجاثا نظرتها ببطء، وأغلقت عينيها على مرؤوسها، “ماذا سيكون مسار عملك إذا أخبرك شخص ما فجأة أن كائنًا ذو مكانة تشبه السماوي القديم قد ظهر جسديًا في دولتنا المدينة، وكان اختيارهم للمسكن الفاني هو منزل من طابقين مؤجر عن طريق مركز مساعدة المواطنين؟”

وبينما لم تتمكن أليس من التعبير عن هذين المفهومين، فقد وثقت في حكمة القبطان.

أجاب الحارس الذي يرتدي ملابس سوداء بصراحة، “ربما سأطلب المشورة الروحية في أقرب كنيسة أو أستشير طبيبًا نفسيًا حسن السمعة.”

“المنطقة تحت الحجر الصحي؛ ليس من الآمن البقاء هنا،” حذرت أجاثا وهي تقترب، بنبرة حازمة. “هل أنت مقيمة هنا؟”

“أنت لست مخطئًا، ولكن للأسف، أنا بالفعل أعمل كممثلة لأعلى مؤسسة كهنوتية في الدولة المدينة، ووصول سماوي قديم ليس مأزقًا يمكن لطبيب نفسي أن يحله،” تنهدت أجاثا، وهي تطوي الرسالة بدقة. “كل قضية تحمل أهمية، وكل مشكلة تتطلب اهتمامًا فوريًا…” وجهت نظرها نحو شارع أوك مع تنهيدة ثقيلة، كما أبرزها تقرير المخابرات.

“لا، ليس هنا،” لوحت المرأة، أليس، بسرعة بيدها باستخفاف وأشارت بغموض بعيدًا. “أنا أعيش هناك، وليس بعيدًا. ماذا حدث هنا؟ سمعت أن هناك حالة وفاة؟”

ومن المثير للاهتمام أنه نفس الاتجاه الذي غامرت به المرأة الشقراء الغريبة التي تبدو هامدة.

ومع ذلك، بقي شخص آخر.

وبهذا انصرفت المرأة الشقراء المحجبة، وكان سلوكها يشع بروح خفيفة وغير مضطربة. عندما شاهدت أجاثا مغادرتها، سيطر عليها قلق لا يمكن تفسيره.

اندفعت نينا، المليئة بالإثارة، في جميع أنحاء المنزل بأكمله، وفي النهاية شقت طريقها إلى المطبخ، حيث تعجبت من الجودة الفائقة لأواني الطهي مقارنة بتلك الموجودة في منزل بلاند.

توقفت أجاثا لفترة وجيزة عندما انتزعت الرسالة بسرعة من قبضة الحارس، وعيناها تفحصان النص على عجل.

من ناحية أخرى، تجول شيرلي ودوغ في غرف المعيشة والطعام في الطابق الأول، ويلعبان بشكل هزلي دور “المفتشين” ويتوقفان من حين لآخر لانتقاد الديكور.

لقد تفرق الآن حشد الأشخاص الذين تجمعوا سابقًا خارج المبنى السكني، ولم يتبق سوى حفنة من المارة الفضوليين الذين أشاروا ويتهامسون فيما بينهم من مسافة آمنة. ومع ذلك، عند ظهور أجاثا، حتى هؤلاء المراقبين العالقين قاموا بالرحيل على عجل.

بالإضافة إلى ذلك، وجدت آي نفسها، وهي جالسة على طاولة طعام قريبة، مدفونة تحت جبل من البطاطس المقلية – وهي وليمة حقيقية بالنسبة لها.

أدار دنكان رأسه ببطء في اتجاهها، “لقد تركت لك الكثير من الواجبات المنزلية، بما يكفي لتشغلك لمدة ثلاث ساعات كل يوم. كيف يمكن أن لا يكون لديك ما تفعليه؟”

بعد أن احتجزوا في الضائعة لفترة طويلة، قدم هذا فترة راحة كانت المجموعة في أمس الحاجة إليها.

هناك قدر هائل للتعامل معه، وليس بوسعها أن تتوانى هنا.

مستلقيًا على أريكة غرفة المعيشة، شاهد دنكان المشهد يتكشف بابتسامة مخفية. على الرغم من أن طبقات سميكة من الضمادات أخفت تسليته، إلا أن فانا، التي تقف بجانبه، شعرت لسبب غير مفهوم أن عينا القبطان تعكس دفء الأب الشغوف في تلك اللحظة.

“مفهوم.”

هزت فانا رأسها بسرعة، رافضة المقارنة الغريبة التي طرأت على ذهنها، وتحولت نظرتها نحو الفتاتين (والكلب) اللتين تتجولان في أرجاء المنزل.

ومع ذلك، فإن تلك السنوات المليئة بالخوف من الإجهاد المتأزم قد ولت منذ فترة طويلة. الآن، على مجلس إدارة فروست التركيز على الاستقرار طويل المدى لدولتهم المدينة والحفاظ على صورتهم العامة كمدافعين عن العدالة. لم يكن بوسعهم المبالغة في رد فعلهم تجاه المواطنين الذين يتذكرون ملكتهم السابقة سرًا – ففي هذا العصر، لم تجتذب هذه الأعمال التذكارية البريئة عادة أكثر من مجرد تحذير، أو على الأكثر، عقوبة مالية.

“هل قمت بفحص الغرفة الفارغة في الطابق العلوي المخصصة لكم؟” استفسرت.

“المنطقة تحت الحجر الصحي؛ ليس من الآمن البقاء هنا،” حذرت أجاثا وهي تقترب، بنبرة حازمة. “هل أنت مقيمة هنا؟”

“نحن فعلنا! نحن فعلنا!” قفزت نينا بحماس، وأومأت برأسها بشكل مؤكد. “إنها رائعة، بل إنها أكثر اتساعًا من غرفتي في بلاند!”

ألقى الحارس ذو الملابس السوداء نظرة قلقة على رئيسته، غير قادر على احتواء قلقه بعد بضع ضربات، “… حارسة البوابة، فيما يتعلق بهذا الأمر…”

“هذا المكان لا يصدق حقًا،” انضمت شيرلي إلى المحادثة، وابتسامة مشرقة تضيء وجهها. “لو كنت أعرف أنكم تتمتعون بمثل هذا المكان المريح في الدولة المدينة، لكنت قد قفزت على متن السفينة قبل يومين. التواجد على متن السفينة أمر رتيب للغاية! ليس هناك ما يمكن فعله على الإطلاق…”

علاوة على ذلك، فإن قرار إصدار التحذيرات أو الغرامات يقع في أيدي رجال إنفاذ القانون، وليس الكاتدرائية. وكانت القوانين واللوائح العلمانية خارجة عن نطاق السلطات الكنسية.

أدار دنكان رأسه ببطء في اتجاهها، “لقد تركت لك الكثير من الواجبات المنزلية، بما يكفي لتشغلك لمدة ثلاث ساعات كل يوم. كيف يمكن أن لا يكون لديك ما تفعليه؟”

مع وضع هذه الأفكار في الاعتبار، نزلت الدرج المتهالك إلى المدخل وخرجت إلى المساحة المفتوحة المحيطة بالمبنى السكني.

بعد أن تفاجأت بخطئها الفادح، ارتدت شيرلي بشكل واضح.

“إن حراس المدينة يعالجون الوضع،” ردت أجاثا بشكل عرضي، وتزايدت حيرتها حيث لم تتعرف عليها أليس، وهي حارسة بوابة المدينة.

“هل أكملت مهامها لها؟” سقطت نظرة دنكان نحو دوغ، الذي يبذل قصارى جهده ليذوب في الظل.

وبينما لم تتمكن أليس من التعبير عن هذين المفهومين، فقد وثقت في حكمة القبطان.

بدا دوغ وكأنه يتقلص أكثر تحت التدقيق، “أنا… لقد فعلت ذلك من أجل تدريب إضافي، ولا أريد أن تضيع جهودك في تعليمنا…”

“ماذا حدث؟” استفسرت أجاثا بحدة، ولم تسمح للحارس بالتحدث للحظة قبل أن تعبر عن قلقها، “كما لو أن الأمور لم تكن فوضوية بما فيه الكفاية؛ بالتأكيد لا يمكن أن يكون هناك المزيد من التعقيدات.”

أطلق دنكان ضحكة قلبية، ومن الواضح أنه مستمتع بالمشهد.

“هذا ليس مجالنا،” أعلنت أجاثا وهي تهز رأسها. “وثقوا هذا الاكتشاف، وأبلغوا قوات الأمن المحلية، واتركوا الباقي لهم. ومع ذلك، سنحتفظ بهذه التذكارات لمزيد من الفحص، فقط في حالة… أنها تخفي شيئًا ما.”

“اهدأ، لقد دعوتكم إلى هنا لبعض الاسترخاء، وليس لتوبيخكم،” أشار باستخفاف وعيناه تقعان على ساعة الحائط. “يجب أن تعود أليس قريبًا، ولا يزال أمامنا حوالي ساعة حتى العشاء. شيرلي… لقد حان الوقت لمتابعة واجباتك المنزلية، بدءًا من الصفحة 16 من كتابك المدرسي.”

سارع نحوها حارس يرتدي ملابس داكنة، ممسكًا برسالة استخباراتية في يده، وتعبيرًا عن القلق العميق محفور على وجهه.

بعد فترة طويلة من الصمت، ملأ عويل شيرلي المنعزل الهواء، وهو رثاء مؤرق تردد صدى في آذان كل من فانا وموريس.

لكن القبطان حذرها من التسرع في الحكم على الأشخاص بناءً على مظهرهم ومن الكشف عن الكثير عن نفسها للغرباء. الأول اعتبر غير مهذب، والثاني غير حذر على نحو متهور.


اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا في فلسطين وارحم شهداءهم.

اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا في فلسطين وارحم شهداءهم.

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

“بالطبع. من آخر يمكن أن أشير إليه؟” عبست أجاثا، متوترة قليلًا من الغريبة التي أمامها. في حين أنها متأكدة من عدم وجود معرفة مسبقة لها مع المرأة، فهناك ألفة غريبة حول مظهرها، كما لو أنها التقت بها مؤخرًا. “هل تسكنين هنا؟”

لكن القبطان حذرها من التسرع في الحكم على الأشخاص بناءً على مظهرهم ومن الكشف عن الكثير عن نفسها للغرباء. الأول اعتبر غير مهذب، والثاني غير حذر على نحو متهور.

ومن المثير للاهتمام أنه نفس الاتجاه الذي غامرت به المرأة الشقراء الغريبة التي تبدو هامدة.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط