نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

جمرات البحر العميق 287

فروست والموت والرحلة الليلية

فروست والموت والرحلة الليلية

الفصل 287 “فروست والموت والرحلة الليلية”

اقترب من التابوت الأخير، والتقط حجرًا من جانبه، وضغط الزهرة في زاوية طاولة المشرحة.

كانت فروست مكانًا شديد البرودة، حيث كانت الدولة المدينة تتحمل رياحًا باردة لا هوادة فيها من البحر المتجمد المضطرب لمدة ثمانين بالمائة من العام. يتدفق الهواء البارد باستمرار من البحر البارد إلى الشمال، مُصدرًا صفيرًا بينما يجتاح أسوار مدينة فروست الشاهقة والمنحدرات الساحلية شديدة الانحدار. وهذا ما منع الكثير من الناس من العيش هناك.

“إلى متى ستبقى؟” ظلت تعبيرات الرجل العجوز الصارم ونبرة صوته دون تغيير كما لو كان يناقش حجرًا على وشك النقل إلى غرفته.

ومع ذلك، كانت فروست أيضًا أكبر دولة مدينة في المنطقة المتجمدة بأكملها. على الرغم من البرد، كان وسط هذه الجزيرة الضخمة موطنًا لأغنى مناجم السبائك المعدنية في المنطقة الشمالية، والتي كانت عنصرًا حاسمًا في قلوب البخار والأساس الصناعي لتلك الحقبة. كان النظام الصناعي الذي بُني حول هذه المناجم يدعم عمل الدولة المدينة الشمالية، مما جلب لها ثروة هائلة وازدهارًا – بما في ذلك الموت.

هز الرجل العجوز رأسه، وانحنى ليلتقط بندقيته، ثم سار بعيدًا ببطء.

على حافة منطقة التعدين في فروست، بالقرب من مدخل مقبرة الدولة المدينة، كانت سيارة سوداء تعمل بالبخار متوقفة عن العمل، ولا يزال محركها يعمل. وتحت أضواء الشوارع التي تعمل بالغاز، كان عدد من حاملي التابوت يرتدون عباءات سوداء سميكة يعملون معًا لنقل التابوت إلى خارج السيارة. وقف شخص آخر طويل القامة يرتدي رداءً أسود بجانب السيارة، ووجهه مخفي في ظل قبعة واسعة الحواف، مع وجود ضمادات متعددة مرئية في الظل.

وبعد لحظات، انتهى الحفل، والتفتت أجاثا إلى حارس المقبرة قائلة، “لقد انتهى الأمر.”

على بعد خطوات قليلة، وقف رجل عجوز ذابل بجوار مدخل المقبرة، ويبدو أنه يكتنفه الظلام بينما يراقب حاملي التابوت وهم يتجولون بلا مبالاة.

“بالطبع، تشتهر فروست بالتمرد الذي حدث قبل نصف قرن. هل تمانع أليس في مناقشة هذا الأمر؟”

كان حاملو التابوت من كنيسة الموت هادئين بشكل خاص، ولم يصدروا أي صوت أثناء حملهم التابوت. لا يمكن سماع سوى اصطدامات خفيفة من حين لآخر، مما يجعل المقبرة الكئيبة بالفعل تبدو أكثر غرابة وصمتًا.

“لقد قمت بنفسي بطقوس التهدئة بصفتي حارسة البوابة، لذلك يجب أن يكون لها بعض التأثير،” قالت أجاثا بلا مبالاة قبل أن ترتدي قبعتها الداكنة ذات الحواف العريضة مرة أخرى. أومأت برأسها إلى حارس المقبرة وقادت حاملي التابوت نحو مخرج المقبرة، “يجب ان نذهب الان.”

بعد مرور بعض الوقت، كسر الرجل العجوز الصارم الذي يحرس المقبرة حاجز الصمت أخيرًا، “سبب الوفاة؟”

ومع ذلك، كانت فروست أيضًا أكبر دولة مدينة في المنطقة المتجمدة بأكملها. على الرغم من البرد، كان وسط هذه الجزيرة الضخمة موطنًا لأغنى مناجم السبائك المعدنية في المنطقة الشمالية، والتي كانت عنصرًا حاسمًا في قلوب البخار والأساس الصناعي لتلك الحقبة. كان النظام الصناعي الذي بُني حول هذه المناجم يدعم عمل الدولة المدينة الشمالية، مما جلب لها ثروة هائلة وازدهارًا – بما في ذلك الموت.

“سقط عرضيًا في بئر الآلة،” أجاب الشخص الطويل النحيف الملفوف بالضمادات بصوت أنثوي أجش قليلًا بدا صغيرًا جدًا. “مات على الفور، واعتمد بالفعل. التفاصيل موجودة في وثائق التسليم؛ يمكنك أن تبحث عن نفسك.”

في هذه الأثناء، وقف القائم بالرعاية/ الحارس الكئيب جانبًا غير مبالٍ بينما يشاهد الحفل، وظهرت في يده بندقية ثقيلة ذات ماسورة مزدوجة في وقت ما. ويمكن رؤية الشعار الثلاثي لسماوي الموت، بارتوك، بشكل خافت على حارس البندقية.

“إلى متى ستبقى؟” ظلت تعبيرات الرجل العجوز الصارم ونبرة صوته دون تغيير كما لو كان يناقش حجرًا على وشك النقل إلى غرفته.

نظر الشخص الطويل النحيف الملفوف بالضمادات بهدوء إلى الرجل العجوز الصارم.

لقد ماتوا، وأرسلوا مؤقتًا إلى المقبرة، ووجدوا السلام تدريجيًا تحت مراقبة سماوي الموت بارتوك. وبعد بضعة أيام أو ما يصل إلى نصف شهر، يرسلوا بعد ذلك إلى الفرن الكبير المجاور للمقبرة. بتحول خطاياهم ومعاصيهم إلى دخان في السماء، تذوب أعمالهم الصالحة في هسهسة أنابيب البخار، وتناثر القليل من البقايا في تربة الدولة المدينة، ولا يترك أي أثر في العالم.

أجابت بإيجاز، “ثلاثة أيام، ثلاثة أيام من تطهير الروح، ثم ترسل إلى الفرن الكبير.”

أخرج حاملو التابوت الأربعة تعويذة بارتوك – وهو شعار معدني مثلث مع نقش بارز على شكل باب في المنتصف، يرمز إلى بوابة الحياة والموت. وضعوا التميمة على الزوايا الأربع للتابوت وتلاوا تلاوة قصيرة في انسجام تام قبل أن يتراجعوا نصف خطوة.

“هذا قصير جدًا،” شخر القائم بالرعاية من أنفه، ونظر إلى بوابة المقبرة بجانبه. وقفت بوابة السياج الحديدية السوداء المنحوتة مثل أشواك حادة باردة تحت ضوء المصباح وسماء الليل. خلف هذه البوابة يرمز إلى الفجوة بين الحياة والموت، ويمكن للمرء أن يرى بشكل غامض منصات الجثث المرتبة بعناية، والممرات الضيقة بينهما، وشواهد القبور والمنازل الصغيرة التي تلوح في الأفق في الداخل.

“فروست؟” تفاجأت فانا. لقد كانت تتساءل بالفعل عن رحلة الضائعة القادمة، لكنها لم تتوقع أن يطرحها القبطان دنكان بنفسه. “لماذا فروست؟ هل يحدث شيء هناك؟”

هذه مقبرة، ولكن بالنسبة لمعظم الجثث التي جُلبت إلى هنا، لم يكن هذا هو مثواها الأخير. وباستثناء عدد قليل من المقابر الطويلة الأمد ذات الأهمية الخاصة، كان الموتى مجرد مقيمين مؤقتين. من مسؤولي الدولة إلى العمال العاديين، لا يمكن لأحد تجاوز القواعد هنا.

“لقد بدأ الأمر برسالة تلقاها موريس، رسالة من صديق متوفى،” قال دنكان، وهو يقترب من حافة سطح السفينة، واضعًا يديه على الدرابزين وهو يحدق في البحر اللامحدود تحت سماء الليل. “ولكن أكثر من ذلك، أصبحت مهتمًا بالمكان.”

لقد ماتوا، وأرسلوا مؤقتًا إلى المقبرة، ووجدوا السلام تدريجيًا تحت مراقبة سماوي الموت بارتوك. وبعد بضعة أيام أو ما يصل إلى نصف شهر، يرسلوا بعد ذلك إلى الفرن الكبير المجاور للمقبرة. بتحول خطاياهم ومعاصيهم إلى دخان في السماء، تذوب أعمالهم الصالحة في هسهسة أنابيب البخار، وتناثر القليل من البقايا في تربة الدولة المدينة، ولا يترك أي أثر في العالم.

قائم بالرعاية هو الحارس.. اعلموا اني سأبدل بينهما من حين لأخر.

داخل المقبرة، سيحجز شاهد قبر صغير فقط للمتوفى – وهو متواضع جدًا وسيدفن قريبًا بين عدد لا يحصى من شواهد القبور الأخرى.

“أتمنى أن تشرق بركة سماوي الموت، بارتوك، على روحك، مما يسمح لك بالعثور على السلام في أيامك الثلاثة الأخيرة في العالم الفاني… لقد مسحت جميع ديونك وعلاقاتك الكارمية مع العالم اليوم. إذا فقدت واحدًا، يمكنك الآن السفر بخفة…”

“لا ينبغي للموتى أن يشغلوا أماكن الأحياء،” قالت المرأة الملفوفة بالضمادات وهي تهز رأسها. “بالنسبة لأولئك الذين عانوا من الموت “النظيف والبريء”، فإن ثلاثة أيام كافية حتى تجد أرواحهم السلام.”

“…على ما يرام.”

“ليس لهذا السبب فقط، أليس كذلك؟” رفع الحارس الكئيب عينيه، وتحدق عيناه الباهتتان المصفرتان في المرأة التي ترتدي معطفًا أسود ثقيلًا ملفوفًا بالضمادات، والمعروفة باسم “المرأة ذات الضمادات”. “أنت قلقة بشأن ارتفاع الجثث – تمامًا مثل الشائعات الأخيرة.”

على حافة منطقة التعدين في فروست، بالقرب من مدخل مقبرة الدولة المدينة، كانت سيارة سوداء تعمل بالبخار متوقفة عن العمل، ولا يزال محركها يعمل. وتحت أضواء الشوارع التي تعمل بالغاز، كان عدد من حاملي التابوت يرتدون عباءات سوداء سميكة يعملون معًا لنقل التابوت إلى خارج السيارة. وقف شخص آخر طويل القامة يرتدي رداءً أسود بجانب السيارة، ووجهه مخفي في ظل قبعة واسعة الحواف، مع وجود ضمادات متعددة مرئية في الظل.

“لا يوجد دليل حتى الآن على أن الموتى في الدولة المدينة “ينبعثون من الموت” حقًا، والتقارير القليلة المتاحة غير متسقة. ولكن حتى ظاهرة الصحوة “المضطربة” لفترة وجيزة تستحق الحذر بشأنها، “هزت امرأة الضمادة رأسها. “لذا راقب مقبرتك عن كثب. أما بالنسبة لما يحدث في الدولة المدينة، فإن الكنيسة ومجلس المدينة سيتعاملان معه.”

“إنها لا تمانع لأنها لا تستطيع فهم ذلك.”

“آمل أن تكون الأمور بسيطة كما تقولين، أجاثا،” تمتم الحارس. “أستطيع أن أضمن أنه لن تغادر أي جثة هذه الحديقة، لكن “المقبرة” التي يتعين عليك أنت وزملائك حراستها أكبر بكثير من حديقتي الصغيرة.”

أجابت بإيجاز، “ثلاثة أيام، ثلاثة أيام من تطهير الروح، ثم ترسل إلى الفرن الكبير.”

حمل حاملو التابوت التابوت إلى المقبرة، وكانت أجسامهم الصامتة ذات الملابس السوداء تشبه الجثث التي تسير على طول ممراتها الضيقة. وجدوا منصة الجثة الشاغرة معدة مسبقًا، ووضعوا التابوت عليها، ووقفوا عند أركان التابوت الأربع، جاهزين لأداء طقوس التهدئة لسماوي الموت بارتوك.

“إلى متى ستبقى؟” ظلت تعبيرات الرجل العجوز الصارم ونبرة صوته دون تغيير كما لو كان يناقش حجرًا على وشك النقل إلى غرفته.

دخلت أيضًا الحارسة والكاهنة ذات الرداء الأسود والتي تُدعى “أجاثا” إلى المقبرة وتوجهتا إلى جانبها.

الفصل 287 “فروست والموت والرحلة الليلية”

أخرج حاملو التابوت الأربعة تعويذة بارتوك – وهو شعار معدني مثلث مع نقش بارز على شكل باب في المنتصف، يرمز إلى بوابة الحياة والموت. وضعوا التميمة على الزوايا الأربع للتابوت وتلاوا تلاوة قصيرة في انسجام تام قبل أن يتراجعوا نصف خطوة.

في هذه الأثناء، وقف القائم بالرعاية/ الحارس الكئيب جانبًا غير مبالٍ بينما يشاهد الحفل، وظهرت في يده بندقية ثقيلة ذات ماسورة مزدوجة في وقت ما. ويمكن رؤية الشعار الثلاثي لسماوي الموت، بارتوك، بشكل خافت على حارس البندقية.

ثم تقدمت أجاثا إلى الأمام، وخلعت قبعتها ذات الحواف الواسعة وحدقت في التابوت الموجود على المنصة في مهب الريح الباردة.

ورحل أتباع بارتوك، واختفت السيارة البخارية السوداء تدريجيًا في الليل حتى امتزجت مصابيحها الخلفية بظلام المدينة.

أضاء ضوء الغاز ملامحها.

“لقد قمت بنفسي بطقوس التهدئة بصفتي حارسة البوابة، لذلك يجب أن يكون لها بعض التأثير،” قالت أجاثا بلا مبالاة قبل أن ترتدي قبعتها الداكنة ذات الحواف العريضة مرة أخرى. أومأت برأسها إلى حارس المقبرة وقادت حاملي التابوت نحو مخرج المقبرة، “يجب ان نذهب الان.”

غطت طبقات من الضمادات جسدها بالكامل، حتى نصف وجهها، وفقط في الأماكن التي لا تغطيها الضمادات يمكن للمرء رؤية بعض الملامح الدقيقة والخطوط الناعمة الفريدة للنساء. كان شعرها الطويل المجعد ذو اللون البني الغامق معلقًا خلفها، وكانت عيناها البنيتان العميقتان أيضًا مملوءتين بالهدوء والرحمة.

كانت فروست مكانًا شديد البرودة، حيث كانت الدولة المدينة تتحمل رياحًا باردة لا هوادة فيها من البحر المتجمد المضطرب لمدة ثمانين بالمائة من العام. يتدفق الهواء البارد باستمرار من البحر البارد إلى الشمال، مُصدرًا صفيرًا بينما يجتاح أسوار مدينة فروست الشاهقة والمنحدرات الساحلية شديدة الانحدار. وهذا ما منع الكثير من الناس من العيش هناك.

“أتمنى أن تشرق بركة سماوي الموت، بارتوك، على روحك، مما يسمح لك بالعثور على السلام في أيامك الثلاثة الأخيرة في العالم الفاني… لقد مسحت جميع ديونك وعلاقاتك الكارمية مع العالم اليوم. إذا فقدت واحدًا، يمكنك الآن السفر بخفة…”

هبت رياح الليل عبر المسار، مما جعل البتلات الرقيقة ترتعش في مهب الريح. وفي صفوف الطاولات الجنائزية القريبة، كانت الزوايا الصغيرة غير الواضحة مزينة بأزهار مماثلة.

تردد صدى صوت أجاثا المنخفض والأجش في المقبرة الهادئة، وامتزج تدريجيًا مع الليل العميق.

“فروست؟” تفاجأت فانا. لقد كانت تتساءل بالفعل عن رحلة الضائعة القادمة، لكنها لم تتوقع أن يطرحها القبطان دنكان بنفسه. “لماذا فروست؟ هل يحدث شيء هناك؟”

في هذه الأثناء، وقف القائم بالرعاية/ الحارس الكئيب جانبًا غير مبالٍ بينما يشاهد الحفل، وظهرت في يده بندقية ثقيلة ذات ماسورة مزدوجة في وقت ما. ويمكن رؤية الشعار الثلاثي لسماوي الموت، بارتوك، بشكل خافت على حارس البندقية.

“أصبحت مهتمًا؟”

وبعد لحظات، انتهى الحفل، والتفتت أجاثا إلى حارس المقبرة قائلة، “لقد انتهى الأمر.”

أجابت بإيجاز، “ثلاثة أيام، ثلاثة أيام من تطهير الروح، ثم ترسل إلى الفرن الكبير.”

رفع الحارس بندقيته ذات الماسورة المزدوجة، “آمل أن تنجح تلاواتك، على الرغم من أنني أثق في “شريكي القديم” هذا أكثر.”

“بمعنى ما، فروست هي “مسقط رأس” أليس”،” قال دنكان بابتسامة. “على الرغم من أنها ليس لديها فكرة عن ذلك بنفسها.”

“لقد قمت بنفسي بطقوس التهدئة بصفتي حارسة البوابة، لذلك يجب أن يكون لها بعض التأثير،” قالت أجاثا بلا مبالاة قبل أن ترتدي قبعتها الداكنة ذات الحواف العريضة مرة أخرى. أومأت برأسها إلى حارس المقبرة وقادت حاملي التابوت نحو مخرج المقبرة، “يجب ان نذهب الان.”

هبت رياح الليل عبر المسار، مما جعل البتلات الرقيقة ترتعش في مهب الريح. وفي صفوف الطاولات الجنائزية القريبة، كانت الزوايا الصغيرة غير الواضحة مزينة بأزهار مماثلة.

ورحل أتباع بارتوك، واختفت السيارة البخارية السوداء تدريجيًا في الليل حتى امتزجت مصابيحها الخلفية بظلام المدينة.

كانت فروست مكانًا شديد البرودة، حيث كانت الدولة المدينة تتحمل رياحًا باردة لا هوادة فيها من البحر المتجمد المضطرب لمدة ثمانين بالمائة من العام. يتدفق الهواء البارد باستمرار من البحر البارد إلى الشمال، مُصدرًا صفيرًا بينما يجتاح أسوار مدينة فروست الشاهقة والمنحدرات الساحلية شديدة الانحدار. وهذا ما منع الكثير من الناس من العيش هناك.

هبت رياح ليلية باردة على المقبرة، مرورًا بصفوف الطاولات الجنائزية والسياج الحديدي المزخرف على حافة المقبرة. وقف الحارس القديم الكئيب عند المدخل، يراقب الاتجاه الذي غادرت فيه السيارة، وبعد فترة من الوقت فقط تجنب بصره، وشدد ملابسه في مهب الريح الباردة.

لقد ماتوا، وأرسلوا مؤقتًا إلى المقبرة، ووجدوا السلام تدريجيًا تحت مراقبة سماوي الموت بارتوك. وبعد بضعة أيام أو ما يصل إلى نصف شهر، يرسلوا بعد ذلك إلى الفرن الكبير المجاور للمقبرة. بتحول خطاياهم ومعاصيهم إلى دخان في السماء، تذوب أعمالهم الصالحة في هسهسة أنابيب البخار، وتناثر القليل من البقايا في تربة الدولة المدينة، ولا يترك أي أثر في العالم.

“أنا لست معتادًا على الكثير من الحيوية في المقبرة عندما يكون هناك أحياء،” تمتم، وأمسك بندقيته ذات الماسورة المزدوجة، واتجه ببطء نحو غرفة الحراسة الصغيرة الخاصة به على حافة المشرحة.

“فروست؟” تفاجأت فانا. لقد كانت تتساءل بالفعل عن رحلة الضائعة القادمة، لكنها لم تتوقع أن يطرحها القبطان دنكان بنفسه. “لماذا فروست؟ هل يحدث شيء هناك؟”

وبعد لحظة، خرج الرجل العجوز من الكوخ مرة أخرى، وهذه المرة ومعه شيء إضافي في يده.

بعد مرور بعض الوقت، كسر الرجل العجوز الصارم الذي يحرس المقبرة حاجز الصمت أخيرًا، “سبب الوفاة؟”

زهرة صغيرة وردية شاحبة قُطفت من مكان مجهول.

“بالطبع، تشتهر فروست بالتمرد الذي حدث قبل نصف قرن. هل تمانع أليس في مناقشة هذا الأمر؟”

اقترب من التابوت الأخير، والتقط حجرًا من جانبه، وضغط الزهرة في زاوية طاولة المشرحة.

كان حاملو التابوت من كنيسة الموت هادئين بشكل خاص، ولم يصدروا أي صوت أثناء حملهم التابوت. لا يمكن سماع سوى اصطدامات خفيفة من حين لآخر، مما يجعل المقبرة الكئيبة بالفعل تبدو أكثر غرابة وصمتًا.

هبت رياح الليل عبر المسار، مما جعل البتلات الرقيقة ترتعش في مهب الريح. وفي صفوف الطاولات الجنائزية القريبة، كانت الزوايا الصغيرة غير الواضحة مزينة بأزهار مماثلة.

“بالطبع، تشتهر فروست بالتمرد الذي حدث قبل نصف قرن. هل تمانع أليس في مناقشة هذا الأمر؟”

معظم الزهور ذبلت في الريح.

“نحن نبحر شمالًا متجهين إلى فروست،” قال دنكان، ووجد فانا تحدق في البحر البعيد على ظهر الضائعة. “لقد لاحظت أنك كنت تحدقين في الأفق، لذا أعتقد أنك كنت فضولية بشأن مسار السفينة.”

“نم جيدًا، من الصعب أن تحصل على مثل هذا النوم العميق عندما تكون على قيد الحياة،” تمتم الحارس القديم. “ستأتي عائلتك للترحيب بك صباح الغد، كما هي العادة. ودعهم ثم ارحل بسلام. عالم الأحياء ليس رائعًا على أي حال…”

الفصل 287 “فروست والموت والرحلة الليلية”

هز الرجل العجوز رأسه، وانحنى ليلتقط بندقيته، ثم سار بعيدًا ببطء.

هذه مقبرة، ولكن بالنسبة لمعظم الجثث التي جُلبت إلى هنا، لم يكن هذا هو مثواها الأخير. وباستثناء عدد قليل من المقابر الطويلة الأمد ذات الأهمية الخاصة، كان الموتى مجرد مقيمين مؤقتين. من مسؤولي الدولة إلى العمال العاديين، لا يمكن لأحد تجاوز القواعد هنا.

“لا يوجد دليل حتى الآن على أن الموتى في الدولة المدينة “ينبعثون من الموت” حقًا، والتقارير القليلة المتاحة غير متسقة. ولكن حتى ظاهرة الصحوة “المضطربة” لفترة وجيزة تستحق الحذر بشأنها، “هزت امرأة الضمادة رأسها. “لذا راقب مقبرتك عن كثب. أما بالنسبة لما يحدث في الدولة المدينة، فإن الكنيسة ومجلس المدينة سيتعاملان معه.”

“نحن نبحر شمالًا متجهين إلى فروست،” قال دنكان، ووجد فانا تحدق في البحر البعيد على ظهر الضائعة. “لقد لاحظت أنك كنت تحدقين في الأفق، لذا أعتقد أنك كنت فضولية بشأن مسار السفينة.”

على حافة منطقة التعدين في فروست، بالقرب من مدخل مقبرة الدولة المدينة، كانت سيارة سوداء تعمل بالبخار متوقفة عن العمل، ولا يزال محركها يعمل. وتحت أضواء الشوارع التي تعمل بالغاز، كان عدد من حاملي التابوت يرتدون عباءات سوداء سميكة يعملون معًا لنقل التابوت إلى خارج السيارة. وقف شخص آخر طويل القامة يرتدي رداءً أسود بجانب السيارة، ووجهه مخفي في ظل قبعة واسعة الحواف، مع وجود ضمادات متعددة مرئية في الظل.

“فروست؟” تفاجأت فانا. لقد كانت تتساءل بالفعل عن رحلة الضائعة القادمة، لكنها لم تتوقع أن يطرحها القبطان دنكان بنفسه. “لماذا فروست؟ هل يحدث شيء هناك؟”

“بمعنى ما، فروست هي “مسقط رأس” أليس”،” قال دنكان بابتسامة. “على الرغم من أنها ليس لديها فكرة عن ذلك بنفسها.”

“لقد بدأ الأمر برسالة تلقاها موريس، رسالة من صديق متوفى،” قال دنكان، وهو يقترب من حافة سطح السفينة، واضعًا يديه على الدرابزين وهو يحدق في البحر اللامحدود تحت سماء الليل. “ولكن أكثر من ذلك، أصبحت مهتمًا بالمكان.”

“لا يوجد دليل حتى الآن على أن الموتى في الدولة المدينة “ينبعثون من الموت” حقًا، والتقارير القليلة المتاحة غير متسقة. ولكن حتى ظاهرة الصحوة “المضطربة” لفترة وجيزة تستحق الحذر بشأنها، “هزت امرأة الضمادة رأسها. “لذا راقب مقبرتك عن كثب. أما بالنسبة لما يحدث في الدولة المدينة، فإن الكنيسة ومجلس المدينة سيتعاملان معه.”

“أصبحت مهتمًا؟”

على حافة منطقة التعدين في فروست، بالقرب من مدخل مقبرة الدولة المدينة، كانت سيارة سوداء تعمل بالبخار متوقفة عن العمل، ولا يزال محركها يعمل. وتحت أضواء الشوارع التي تعمل بالغاز، كان عدد من حاملي التابوت يرتدون عباءات سوداء سميكة يعملون معًا لنقل التابوت إلى خارج السيارة. وقف شخص آخر طويل القامة يرتدي رداءً أسود بجانب السيارة، ووجهه مخفي في ظل قبعة واسعة الحواف، مع وجود ضمادات متعددة مرئية في الظل.

“بمعنى ما، فروست هي “مسقط رأس” أليس”،” قال دنكان بابتسامة. “على الرغم من أنها ليس لديها فكرة عن ذلك بنفسها.”

“لا أعرف الكثير عن فروست، فقط أن التصديق الرئيسي هناك هو سماوي الموت بارتوك، ولكن هناك أيضًا بعض أتباع سماوية العاصفة. يبدو أن الصناعة المحلية في فروست متطورة تمامًا، حيث يعد منجم الخام هو الركيزة الاقتصادية الرئيسية للمدينة…”

“لقد قمت بنفسي بطقوس التهدئة بصفتي حارسة البوابة، لذلك يجب أن يكون لها بعض التأثير،” قالت أجاثا بلا مبالاة قبل أن ترتدي قبعتها الداكنة ذات الحواف العريضة مرة أخرى. أومأت برأسها إلى حارس المقبرة وقادت حاملي التابوت نحو مخرج المقبرة، “يجب ان نذهب الان.”

توقفت فانا مؤقتًا، ثم ألقت نظرة لا شعورية نحو الكابينة.

هذه مقبرة، ولكن بالنسبة لمعظم الجثث التي جُلبت إلى هنا، لم يكن هذا هو مثواها الأخير. وباستثناء عدد قليل من المقابر الطويلة الأمد ذات الأهمية الخاصة، كان الموتى مجرد مقيمين مؤقتين. من مسؤولي الدولة إلى العمال العاديين، لا يمكن لأحد تجاوز القواعد هنا.

“بالطبع، تشتهر فروست بالتمرد الذي حدث قبل نصف قرن. هل تمانع أليس في مناقشة هذا الأمر؟”

وبعد لحظات، انتهى الحفل، والتفتت أجاثا إلى حارس المقبرة قائلة، “لقد انتهى الأمر.”

“إنها لا تمانع لأنها لا تستطيع فهم ذلك.”

حمل حاملو التابوت التابوت إلى المقبرة، وكانت أجسامهم الصامتة ذات الملابس السوداء تشبه الجثث التي تسير على طول ممراتها الضيقة. وجدوا منصة الجثة الشاغرة معدة مسبقًا، ووضعوا التابوت عليها، ووقفوا عند أركان التابوت الأربع، جاهزين لأداء طقوس التهدئة لسماوي الموت بارتوك.

“…على ما يرام.”

“سقط عرضيًا في بئر الآلة،” أجاب الشخص الطويل النحيف الملفوف بالضمادات بصوت أنثوي أجش قليلًا بدا صغيرًا جدًا. “مات على الفور، واعتمد بالفعل. التفاصيل موجودة في وثائق التسليم؛ يمكنك أن تبحث عن نفسك.”


قائم بالرعاية هو الحارس.. اعلموا اني سأبدل بينهما من حين لأخر.

كانت فروست مكانًا شديد البرودة، حيث كانت الدولة المدينة تتحمل رياحًا باردة لا هوادة فيها من البحر المتجمد المضطرب لمدة ثمانين بالمائة من العام. يتدفق الهواء البارد باستمرار من البحر البارد إلى الشمال، مُصدرًا صفيرًا بينما يجتاح أسوار مدينة فروست الشاهقة والمنحدرات الساحلية شديدة الانحدار. وهذا ما منع الكثير من الناس من العيش هناك.

اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا في فلسطين وارحم شهداءهم.

أجابت بإيجاز، “ثلاثة أيام، ثلاثة أيام من تطهير الروح، ثم ترسل إلى الفرن الكبير.”

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

هبت رياح ليلية باردة على المقبرة، مرورًا بصفوف الطاولات الجنائزية والسياج الحديدي المزخرف على حافة المقبرة. وقف الحارس القديم الكئيب عند المدخل، يراقب الاتجاه الذي غادرت فيه السيارة، وبعد فترة من الوقت فقط تجنب بصره، وشدد ملابسه في مهب الريح الباردة.

داخل المقبرة، سيحجز شاهد قبر صغير فقط للمتوفى – وهو متواضع جدًا وسيدفن قريبًا بين عدد لا يحصى من شواهد القبور الأخرى.

“هذا قصير جدًا،” شخر القائم بالرعاية من أنفه، ونظر إلى بوابة المقبرة بجانبه. وقفت بوابة السياج الحديدية السوداء المنحوتة مثل أشواك حادة باردة تحت ضوء المصباح وسماء الليل. خلف هذه البوابة يرمز إلى الفجوة بين الحياة والموت، ويمكن للمرء أن يرى بشكل غامض منصات الجثث المرتبة بعناية، والممرات الضيقة بينهما، وشواهد القبور والمنازل الصغيرة التي تلوح في الأفق في الداخل.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط