تحول
الفصل 286 “تحول”
“لا تترددي في طرح أي أسئلة،” أبطأ دنكان سرعته وأدار رأسه قليلًا لإلقاء نظرة على فانا بجانبه. “لا توجد قواعد كثيرة على هذه السفينة، والشيء المحظور أكثر أثناء الرحلات البحرية هو إيواء أفراد الطاقم للأسرار. سوف يزيد البحر اللامحدود من قلقك وارتباكك، ومن يدري متى قد يتحولون إلى ضيوف غير مرحب بهم.”
“ستكون هذه غرفتك من الآن فصاعدًا، مكتملة بجميع الضروريات الأساسية. إذا كنت بحاجة إلى أي شيء آخر، أبلغي أليس؛ ستساعدك في ترتيب الأمر، على افتراض أنها لم تنساه.”
وفي النهاية وصلا إلى قاعة الطعام.
“الغرفة المجاورة عبارة عن غرفة تخزين صغيرة، يمكنك استخدامها للتلاوة أو التأمل لأنك مصدقة صاحبة معتقد وقد تحتاجين إلى مساحة لهذا الغرض.”
ومع ذلك، كانت هناك بالفعل بعض العناصر غير العادية.
“تجنبي المستويات الدنيا ولا تقومي بالتحقيق في الكبائن المغلقة. في بعض الأحيان، يمكن سماع أصوات صرير غريبة أو صوت احتكاك الحبال بالأرض من أعماق السفينة. لا تنزعجي؛ فقط دعيها لتكن. إذا تواجدت مشكلة حقًا، فسوف أتعامل معها شخصيًا.”
“تذكري أن تتبعي قواعد الطاقم أثناء العيش على متن السفينة.”
…
“هل هناك أي شيء آخر تريدين أن تسأليه؟”
اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا في فلسطين وارحم شهداءهم.
وقفت فانا عند مدخل غرفتها المخصصة لها، وهي تحدق في الأثاث البسيط والعادي بالداخل، وتشعر بالحيرة إلى حد ما.
نظرت إلى اللهب وانتظرت بصبر.
مفروشات بسيطة، وطاولات، وكراسي، وخزائن – كان كل شيء نظيفًا، ولم يكن هناك ظلال مشبوهة أو بقع دماء مخفية في زوايا الغرفة أو أي رموز تجديفية على السقف أو الأرضية. لولا حقيقة أن هذا كان داخل الضائعة، لكان مجرد مقصورة عادية.
ومع ذلك، فإن تعبيرها المضطرب لم يمر دون أن يلاحظ من قبل دنكان.
ومع ذلك، كانت هناك بالفعل بعض العناصر غير العادية.
“نعم، سأراقب حالتها،” قالت هيلينا. “ولكن إذا أصبح عقلها معرضًا للخطر – على سبيل المثال، تظهر عليه علامات التآكل بسبب الفضاء الفرعي – إذن…”
كان للسفينة “رمز طاقم” محدد، ومناطق محظورة في عمق الكبائن، وكانت السفينة بأكملها على قيد الحياة، وكانت الحبال والدلاء على سطح السفينة غالبًا ما تصدر أصواتًا مزعجة. تتوافق هذه التفاصيل الغريبة إلى حد ما مع خيالها عن الضائعة.
ومع ذلك، كانت هناك بالفعل بعض العناصر غير العادية.
ومع ذلك، كانت هذه الغرائب خفيفة وغير ضارة تقريبًا مقارنة بخيالها بأكمله.
وفي لحظة اختفت الكاتدرائية والتمثال والشمعدانات. كانت رؤية هيلينا مليئة بعدد لا يحصى من النيران – الكبيرة والصغيرة، القريبة والبعيدة، العالية والمنخفضة. ومض لهيب الشمعة واحترق مثل النجوم في مساحة فوضوية ومظلمة لا حدود لها.
“…لقد حفظت كل شيء في ذاكرتي،” أومأت فانا ببطء، مخاطبة دنكان، الذي رافقها شخصيًا إلى غرفتها. “ليس لدي أي أسئلة أخرى في الوقت الحالي.”
تمايل الطرف بلطف، مما أدى إلى صوت حفيف منخفض وغريب ممزوج بالضوضاء الناعمة للأمواج.
قال دنكان بلا مبالاة، “جيد، الآن قومي بتخزين أمتعتك؛ سيبدأ العشاء قريبًا. يمكنك تخطي حفلة الشواء بعد العشاء إذا لم تكن تثير اهتمامك؛ هذا مجرد عبث شيرلي ونينا. ومع ذلك، يجب عليك حضور العشاء لأنه جزء أساسي من عملية البدء للأعضاء الجدد.”
“الغرفة المجاورة عبارة عن غرفة تخزين صغيرة، يمكنك استخدامها للتلاوة أو التأمل لأنك مصدقة صاحبة معتقد وقد تحتاجين إلى مساحة لهذا الغرض.”
“نعم.”
لكنها توقفت في الوقت المناسب.
بعد بعض التردد، قامت فانا بتخزين ممتلكاتها بهدوء وتركت سيفها الضخم ذو اليدين في الغرفة أيضًا.
قالت فانا مع لمحة من الضحك، وبدت أكثر استرخاءً إلى حدٍ ما، “لم يكن الأمر دراماتيكيًا تمامًا مثل… مراسم التضحية، لكن المشهد الذي تخيلته لأول مرة لم يكن سلميًا كما هو الآن.”
سيكون أخذ مثل هذا السيف الهائل إلى غرفة الطعام أمرًا غريبًا للغاية.
حدقت فانا في وعاء الحساء أمامها. خلال محادثتها السابقة مع موريس، عرفت “الحقيقة” حول هذه الوجبة الخاصة والأهمية الرمزية الفريدة لهذا العشاء. الآن، عندما لاحظت لحم السمك المتمايل في الحساء السميك، شعرت بالدوار للحظات، لكن الشعور سرعان ما هدأ.
وبينما تتبع دنكان إلى غرفة الطعام، ظلت صامتة طوال الطريق.
بمجرد حلول الليل، سيطر الضوء البارد لخلقةةة العالم على السماء مرة أخرى.
ومع ذلك، فإن تعبيرها المضطرب لم يمر دون أن يلاحظ من قبل دنكان.
من وجهة نظرها، بدأ اللهب في النهاية يرتعش، وتزايد التذبذب بشكل أكبر وأكبر حتى اشتعل بشدة في مرحلة ما. ارتفعت النار عدة مرات أعلى، مع توهج أخضر خافت تورم داخل اللهب.
“لا تترددي في طرح أي أسئلة،” أبطأ دنكان سرعته وأدار رأسه قليلًا لإلقاء نظرة على فانا بجانبه. “لا توجد قواعد كثيرة على هذه السفينة، والشيء المحظور أكثر أثناء الرحلات البحرية هو إيواء أفراد الطاقم للأسرار. سوف يزيد البحر اللامحدود من قلقك وارتباكك، ومن يدري متى قد يتحولون إلى ضيوف غير مرحب بهم.”
شعرت فانا بالبرد في قلبها. بعد تردد للحظة، تحدثت أخيرًا، “لا شيء حقًا، كل ما في الأمر هو أن الطريقة التي تطورت بها الأمور ليست تمامًا كما تخيلتها، وأشعر… بالتيه قليلًا.”
نظرت هيلينا إلى الأعلى بينما تحولت ألسنة اللهب التي لا تعد ولا تحصى في رؤيتها بسرعة، مع انجراف العديد منها إلى الأفق، تاركة فقط لهبًا ساطعًا واحدًا يحترق بصمت في الظلام.
“أوه، هذا أمر مفهوم. يمكنني حتى أن أخمن تقريبًا كيف كان شكل “الضائعة” في مخيلتك،” قال دنكان بشكل عرضي. “يجب أن يكون حفل الترحيب المفعم بالحيوية في اليوم الأول بدلًا من حفل التضحية الدموي المظلم أمرًا مفاجئًا للغاية، أليس كذلك؟”
…
قالت فانا مع لمحة من الضحك، وبدت أكثر استرخاءً إلى حدٍ ما، “لم يكن الأمر دراماتيكيًا تمامًا مثل… مراسم التضحية، لكن المشهد الذي تخيلته لأول مرة لم يكن سلميًا كما هو الآن.”
ومع ذلك، فإن تعبيرها المضطرب لم يمر دون أن يلاحظ من قبل دنكان.
“هذا أحد الأسباب التي دفعت البابا إلى إرسالك إلى هذه السفينة،” أوضح دنكان ببطء. “إنها بحاجة إلى معرفة الطبيعة الحقيقية للضائعة، وأنا… أحتاجك أيضًا كجسر لإعادة الاتصال بالعالم المتحضر.”
…
وفي النهاية وصلا إلى قاعة الطعام.
تمايلت الأطراف بهدوء، وأصدرت همسًا مهدئًا قبل أن تذوب مرة أخرى في الضباب الرقيق الشاحب وترتفع في الهواء.
تحت مصباح زيت الحوت المتمايل، كانت الطاولة الطويلة محملة بالأطباق، وكان حساء السمك يتصاعد منه البخار في المركز. وقف أفراد الطاقم على جانبي الطاولة، في انتظار قبطانهم، حيث تردد صدى صوت صرير منخفض وبطيء من أعماق المقصورة. كان الأمر كما لو أن سفينة الاستكشاف القديمة تغني أغنية مع حلول الليل.
…
اقتربت فانا من مقعدها الفارغ وتناولت الطعام اللذيذ على الطاولة، وكانت رائحته العطرة تفوح تحت ضوء المصباح الدافئ.
ومع ذلك، كانت هذه الغرائب خفيفة وغير ضارة تقريبًا مقارنة بخيالها بأكمله.
وقفت أليس وملأت وعاءً بالحساء المغلي، ووضعته أمام عضوة الطاقم الجديد.
وفي كاتدرائية بلاند، وقفت هيلينا بهدوء أمام تمثال سماوية العاصفة، تراقب الشموع وهي تحترق عند قدمي التمثال.
“من فضلك استمتعي،” قالت المرأة الشبيهة بالدمية بأدب.
ومع ذلك، فإن تعبيرها المضطرب لم يمر دون أن يلاحظ من قبل دنكان.
حدقت فانا في وعاء الحساء أمامها. خلال محادثتها السابقة مع موريس، عرفت “الحقيقة” حول هذه الوجبة الخاصة والأهمية الرمزية الفريدة لهذا العشاء. الآن، عندما لاحظت لحم السمك المتمايل في الحساء السميك، شعرت بالدوار للحظات، لكن الشعور سرعان ما هدأ.
“لا تترددي في طرح أي أسئلة،” أبطأ دنكان سرعته وأدار رأسه قليلًا لإلقاء نظرة على فانا بجانبه. “لا توجد قواعد كثيرة على هذه السفينة، والشيء المحظور أكثر أثناء الرحلات البحرية هو إيواء أفراد الطاقم للأسرار. سوف يزيد البحر اللامحدود من قلقك وارتباكك، ومن يدري متى قد يتحولون إلى ضيوف غير مرحب بهم.”
“هل هذا مصيري؟” لم تستطع إلا أن تتذمر.
“لا تترددي في طرح أي أسئلة،” أبطأ دنكان سرعته وأدار رأسه قليلًا لإلقاء نظرة على فانا بجانبه. “لا توجد قواعد كثيرة على هذه السفينة، والشيء المحظور أكثر أثناء الرحلات البحرية هو إيواء أفراد الطاقم للأسرار. سوف يزيد البحر اللامحدود من قلقك وارتباكك، ومن يدري متى قد يتحولون إلى ضيوف غير مرحب بهم.”
“لا،” هزت أليس رأسها، مرتدية تعبيرًا صادقًا وبريئًا. “هذا هو حساء السمك الخاص بك.”
كانت الجبال الجليدية منتشرة على سطح البحر، وحوافها الحادة الغادرة تجعل المياه خطيرة بشكل خاص أثناء وجودها تحت الأمواج المتلألئة. لكن هذا لم يكن يضاهي البارجة الفولاذية الشاهقة وهي تشق طريقها عبر الأمواج وتبحر خلال الليل، وتتقدم بفخر عبر بحر الجليد الذي لا نهاية له مثل ملك يعود إلى مملكته.
كانت فانا في حيرة من أمرها للكلمات، ثم ارتسمت ابتسامة على شفتيها.
ومع ذلك، كانت هذه الغرائب خفيفة وغير ضارة تقريبًا مقارنة بخيالها بأكمله.
لقد كانت رائحتها جيدة جدًا.
استغرقت العملية برمتها ثانيتين أو ثلاث ثوان فقط. ثم عادت الشعلة إلى حالة الهدوء، ينبعث منها وهج أخضر خافت، يحترق بشكل مشرق وصامت في الظلام.
…
“ستكون هذه غرفتك من الآن فصاعدًا، مكتملة بجميع الضروريات الأساسية. إذا كنت بحاجة إلى أي شيء آخر، أبلغي أليس؛ ستساعدك في ترتيب الأمر، على افتراض أنها لم تنساه.”
وفي كاتدرائية بلاند، وقفت هيلينا بهدوء أمام تمثال سماوية العاصفة، تراقب الشموع وهي تحترق عند قدمي التمثال.
“الغرفة المجاورة عبارة عن غرفة تخزين صغيرة، يمكنك استخدامها للتلاوة أو التأمل لأنك مصدقة صاحبة معتقد وقد تحتاجين إلى مساحة لهذا الغرض.”
اشتعلت الشمعدانات المزخرفة بصمت، وارتفعت النيران فوقها تدريجيًا أمام هيلينا قبل أن تومض، وتنقسم، وتنتشر، وتتوسع.
مفروشات بسيطة، وطاولات، وكراسي، وخزائن – كان كل شيء نظيفًا، ولم يكن هناك ظلال مشبوهة أو بقع دماء مخفية في زوايا الغرفة أو أي رموز تجديفية على السقف أو الأرضية. لولا حقيقة أن هذا كان داخل الضائعة، لكان مجرد مقصورة عادية.
وفي لحظة اختفت الكاتدرائية والتمثال والشمعدانات. كانت رؤية هيلينا مليئة بعدد لا يحصى من النيران – الكبيرة والصغيرة، القريبة والبعيدة، العالية والمنخفضة. ومض لهيب الشمعة واحترق مثل النجوم في مساحة فوضوية ومظلمة لا حدود لها.
وقفت أليس وملأت وعاءً بالحساء المغلي، ووضعته أمام عضوة الطاقم الجديد.
تمثل كل مجموعة من النيران قديسًا والدعم الذي اعتمدت عليه كنيسة العاصفة منذ ذروتها.
تمثل كل مجموعة من النيران قديسًا والدعم الذي اعتمدت عليه كنيسة العاصفة منذ ذروتها.
نظرت هيلينا إلى الأعلى بينما تحولت ألسنة اللهب التي لا تعد ولا تحصى في رؤيتها بسرعة، مع انجراف العديد منها إلى الأفق، تاركة فقط لهبًا ساطعًا واحدًا يحترق بصمت في الظلام.
استغرقت العملية برمتها ثانيتين أو ثلاث ثوان فقط. ثم عادت الشعلة إلى حالة الهدوء، ينبعث منها وهج أخضر خافت، يحترق بشكل مشرق وصامت في الظلام.
نظرت إلى اللهب وانتظرت بصبر.
اشتعلت الشمعدانات المزخرفة بصمت، وارتفعت النيران فوقها تدريجيًا أمام هيلينا قبل أن تومض، وتنقسم، وتنتشر، وتتوسع.
من وجهة نظرها، بدأ اللهب في النهاية يرتعش، وتزايد التذبذب بشكل أكبر وأكبر حتى اشتعل بشدة في مرحلة ما. ارتفعت النار عدة مرات أعلى، مع توهج أخضر خافت تورم داخل اللهب.
“أوه، هذا أمر مفهوم. يمكنني حتى أن أخمن تقريبًا كيف كان شكل “الضائعة” في مخيلتك،” قال دنكان بشكل عرضي. “يجب أن يكون حفل الترحيب المفعم بالحيوية في اليوم الأول بدلًا من حفل التضحية الدموي المظلم أمرًا مفاجئًا للغاية، أليس كذلك؟”
استغرقت العملية برمتها ثانيتين أو ثلاث ثوان فقط. ثم عادت الشعلة إلى حالة الهدوء، ينبعث منها وهج أخضر خافت، يحترق بشكل مشرق وصامت في الظلام.
“… لقد تحولت حقًا تمامًا،” لم تستطع هيلينا إلا أن تهمس بهدوء قبل أن ترفع يدها دون وعي كما لو كانت تحاول لمس اللهب المشتعل بهدوء بأطراف أصابعها.
“… لقد تحولت حقًا تمامًا،” لم تستطع هيلينا إلا أن تهمس بهدوء قبل أن ترفع يدها دون وعي كما لو كانت تحاول لمس اللهب المشتعل بهدوء بأطراف أصابعها.
كان للسفينة “رمز طاقم” محدد، ومناطق محظورة في عمق الكبائن، وكانت السفينة بأكملها على قيد الحياة، وكانت الحبال والدلاء على سطح السفينة غالبًا ما تصدر أصواتًا مزعجة. تتوافق هذه التفاصيل الغريبة إلى حد ما مع خيالها عن الضائعة.
لكنها توقفت في الوقت المناسب.
وفي النهاية وصلا إلى قاعة الطعام.
في الظلام، تلاشى لهب الشموع التي لا تعد ولا تحصى على الفور، وعاد المشهد داخل الكاتدرائية إلى طبيعته.
اشتعلت الشمعدانات المزخرفة بصمت، وارتفعت النيران فوقها تدريجيًا أمام هيلينا قبل أن تومض، وتنقسم، وتنتشر، وتتوسع.
رفعت هيلينا رأسها ونظرت إلى تمثال السماوية المغطى، الذي يراقب الحرم بصمت.
“ستكون هذه غرفتك من الآن فصاعدًا، مكتملة بجميع الضروريات الأساسية. إذا كنت بحاجة إلى أي شيء آخر، أبلغي أليس؛ ستساعدك في ترتيب الأمر، على افتراض أنها لم تنساه.”
تراقص الضوء والظل الخفيف عبر سطح التمثال، ويبدو أن الجزء الخارجي الصلب المنحوت في الصخر يكتسب مرونة الكائن الحي. تحت الحجاب السميك، تسربت هالة شاحبة وأثيرية ببطء.
لقد كانت رائحتها جيدة جدًا.
أخفض التمثال رأسه، وتشكلت أطراف شبحية شفافة من الضباب الأثيري الشاحب، تنزلق من حافة الحجاب وتتدلى أمام هيلينا.
شعرت فانا بالبرد في قلبها. بعد تردد للحظة، تحدثت أخيرًا، “لا شيء حقًا، كل ما في الأمر هو أن الطريقة التي تطورت بها الأمور ليست تمامًا كما تخيلتها، وأشعر… بالتيه قليلًا.”
كانت الأطراف تلتف وتتوسع في انتظار كلمات هيلينا.
“…لقد حفظت كل شيء في ذاكرتي،” أومأت فانا ببطء، مخاطبة دنكان، الذي رافقها شخصيًا إلى غرفتها. “ليس لدي أي أسئلة أخرى في الوقت الحالي.”
“لقد صعدت رسولك على متن السفينة وخضع لعملية تحول كاملة منذ دقيقتين. إنها الآن جزء من الضائعة،” قالت هيلينا، ونظرتها مثبتة على الطرف، وصوتها هادئ ومحترم. “ومع ذلك، فهي لا تزال تحتفظ بإنسانيتها وعقلها، فضلا عن الحفاظ على اتصالها النفسي مع الجماعة.”
تمايل الطرف بلطف، مما أدى إلى صوت حفيف منخفض وغريب ممزوج بالضوضاء الناعمة للأمواج.
ومع ذلك، كانت هناك بالفعل بعض العناصر غير العادية.
“نعم، سأراقب حالتها،” قالت هيلينا. “ولكن إذا أصبح عقلها معرضًا للخطر – على سبيل المثال، تظهر عليه علامات التآكل بسبب الفضاء الفرعي – إذن…”
تراقص الضوء والظل الخفيف عبر سطح التمثال، ويبدو أن الجزء الخارجي الصلب المنحوت في الصخر يكتسب مرونة الكائن الحي. تحت الحجاب السميك، تسربت هالة شاحبة وأثيرية ببطء.
تحرك طرفان شبحيان بشكل أكثر حزمًا، وأصبح صوت الحفيف الغريب مصحوبًا الآن بسلسلة من النفخات غير المفهومة التي لا يستطيع أي إنسان إنتاجها أو التعرف عليها.
لكنها توقفت في الوقت المناسب.
“أفهم ذلك،” همست هيلينا وهي تخفض رأسها. “سأبذل قصارى جهدي لسحبها إلى الخلف، وإذا أصبح الوضع غير قابل للإصلاح، فسأسعى لضمان عودتها إلى عالمك بإنسانيتها سليمة.”
وقفت أليس وملأت وعاءً بالحساء المغلي، ووضعته أمام عضوة الطاقم الجديد.
تمايلت الأطراف بهدوء، وأصدرت همسًا مهدئًا قبل أن تذوب مرة أخرى في الضباب الرقيق الشاحب وترتفع في الهواء.
اقتربت فانا من مقعدها الفارغ وتناولت الطعام اللذيذ على الطاولة، وكانت رائحته العطرة تفوح تحت ضوء المصباح الدافئ.
تراجع الضباب تحت حجاب السماوية، واستأنف التمثال ببطء حالته السابقة المتمثلة في مراقبة العالم الفاني بهدوء.
اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا في فلسطين وارحم شهداءهم.
…
وفي كاتدرائية بلاند، وقفت هيلينا بهدوء أمام تمثال سماوية العاصفة، تراقب الشموع وهي تحترق عند قدمي التمثال.
بمجرد حلول الليل، سيطر الضوء البارد لخلقةةة العالم على السماء مرة أخرى.
تمايل الطرف بلطف، مما أدى إلى صوت حفيف منخفض وغريب ممزوج بالضوضاء الناعمة للأمواج.
كانت الجبال الجليدية منتشرة على سطح البحر، وحوافها الحادة الغادرة تجعل المياه خطيرة بشكل خاص أثناء وجودها تحت الأمواج المتلألئة. لكن هذا لم يكن يضاهي البارجة الفولاذية الشاهقة وهي تشق طريقها عبر الأمواج وتبحر خلال الليل، وتتقدم بفخر عبر بحر الجليد الذي لا نهاية له مثل ملك يعود إلى مملكته.
“أفهم ذلك،” همست هيلينا وهي تخفض رأسها. “سأبذل قصارى جهدي لسحبها إلى الخلف، وإذا أصبح الوضع غير قابل للإصلاح، فسأسعى لضمان عودتها إلى عالمك بإنسانيتها سليمة.”
“لقد دخلنا البحر البارد، أيها القبطان،” حمل صوت المساعد الأول آيدن ريح الليل. “يجب أن نعود إلى الميناء الرئيسي في هذا الوقت تقريبًا غدًا.”
كانت الجبال الجليدية منتشرة على سطح البحر، وحوافها الحادة الغادرة تجعل المياه خطيرة بشكل خاص أثناء وجودها تحت الأمواج المتلألئة. لكن هذا لم يكن يضاهي البارجة الفولاذية الشاهقة وهي تشق طريقها عبر الأمواج وتبحر خلال الليل، وتتقدم بفخر عبر بحر الجليد الذي لا نهاية له مثل ملك يعود إلى مملكته.
لم يلتفت تيريان إلى الوراء بينما يقف عند القوس، “هل هناك أي أخبار من فروست؟” [**: قوس، مقدمة السفينة.]
وقفت أليس وملأت وعاءً بالحساء المغلي، ووضعته أمام عضوة الطاقم الجديد.
“أبلغ جاسوسنا أن سلطات فروست نقلت الغواصة إلى جزيرة داجر بالقرب من الدولة المدينة. هناك مرصد محيطي قديم هناك، يُستخدم الآن كمنشأة بحثية مؤقتة للغواصة ثلاثة الثامنة،” أجاب أيدن. “يبدو أنهم لم يفتحوا باب الغواصة بعد – ربما من باب الحذر أو أثناء انتظار أوامر أعلى.”
مفروشات بسيطة، وطاولات، وكراسي، وخزائن – كان كل شيء نظيفًا، ولم يكن هناك ظلال مشبوهة أو بقع دماء مخفية في زوايا الغرفة أو أي رموز تجديفية على السقف أو الأرضية. لولا حقيقة أن هذا كان داخل الضائعة، لكان مجرد مقصورة عادية.
“حسنًا، على الأقل هؤلاء الحمقى لديهم بعض الحذر الأساسي،” تنهد تيريان، وجبينه لا يزال مُجعدًا. “هل هناك أي جديد آخر؟”
وفي النهاية وصلا إلى قاعة الطعام.
“فروست لا تزال هادئة في الوقت الراهن. يبدو أن السلطات قد أخفت أي أخبار عن الغواصة – وهذا ليس مهمًا، حيث أن القليل من الناس يعرفون عن خطة الغواصة منذ نصف قرن مضى،” قال آيدن وهو يهز رأسه. “ومع ذلك، هناك أمر آخر يبدو أنه لا علاقة له بالغواصة ولكنه يستحق الاهتمام به.”
تمايلت الأطراف بهدوء، وأصدرت همسًا مهدئًا قبل أن تذوب مرة أخرى في الضباب الرقيق الشاحب وترتفع في الهواء.
“مسألة أخرى؟”
لكنها توقفت في الوقت المناسب.
“نعم، بخصوص… شائعات عن عودة الموتى.”
بمجرد حلول الليل، سيطر الضوء البارد لخلقةةة العالم على السماء مرة أخرى.
اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا في فلسطين وارحم شهداءهم.
تمايلت الأطراف بهدوء، وأصدرت همسًا مهدئًا قبل أن تذوب مرة أخرى في الضباب الرقيق الشاحب وترتفع في الهواء.
إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.
“لا،” هزت أليس رأسها، مرتدية تعبيرًا صادقًا وبريئًا. “هذا هو حساء السمك الخاص بك.”
وفي لحظة اختفت الكاتدرائية والتمثال والشمعدانات. كانت رؤية هيلينا مليئة بعدد لا يحصى من النيران – الكبيرة والصغيرة، القريبة والبعيدة، العالية والمنخفضة. ومض لهيب الشمعة واحترق مثل النجوم في مساحة فوضوية ومظلمة لا حدود لها.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
