التصديق المتذبذب
الفصل 226 “التصديق المتذبذب”
ولكن بعد نظرة قصيرة من الارتباك، رفع رأسه وقال بنبرة معقدة بعض الشيء، “فانا، في الواقع، كنت أفكر في مشكلة منذ الليلة الماضية.”
خطى سريعة كسرت الهدوء في الكاتدرائية. رفع الأسقف فالنتاين، الذي كان يتولى شؤون الكهنة على الجانب، رأسه ورأى فانا تمشي.
“… لقد أجريت تبادلين مباشرين مع القبطان دنكان. في رأيك، “القبطان الشبح”… هل يبدو وكأنه غازي من الفضاء الفرعي؟”
“اعتقدت أنك سترتاحين في المنزل لمدة يومين آخرين،” ولوح رئيس الأساقفة بيده ليغادر المساعدون والحاضرون، معطيًا المجال لكليهما للتحدث.
وبعد دقيقة من التفكير، سألت فانا أخيرًا، “ما هي الإجراءات التي اتخذتها حتى الآن؟”
“لسوء الحظ، يبدو أنني لا أملك وقت الفراغ هذا،” هزت فانا رأسها بتعبير جدي بعض الشيء. “ماذا حدث؟ رأيت العديد من الكهنة يركضون، وسمعت أنه أرسلت مجموعة من الكهنة النساك إلى بئر مراقبة النجوم… هل للأمر علاقة بشروق الشمس اليوم؟”
كانت عينا فالنتاين في البداية قاسية وجدية، لكنها خففت عندما تنهد، “في الواقع، هذا متوقع.” توقف مؤقتًا، ثم تابع شرح السبب، “ما زلنا لم نفعل أي شيء بشأن العلامة التي تركها القبطان الشبح عليك. حتى الآن، ربما تكون دولة مدينة بلاند بأكملها قد أنشأت اتصالًا مع ذلك القبطان. كنت أعلم أنها مسألة وقت فقط قبل أن يأتي إليك مرة أخرى. ماذا قال لك هذه المرة؟”
أومأ فالنتاين برأسه، وبدا تعبيره مهيبًا، “نعم، لقد تأخر شروق الشمس اليوم عن الموعد المعتاد بخمس عشرة دقيقة، ولم يكن ذلك بسبب الظروف الجوية غير الطبيعية. تلقيت تقارير من دول مدن أخرى واتصالات بحرية تؤكد هذه الحقيقة من خلال قناة الاتصال النفسية. مثلنا، لاحظ جانبهم أيضًا شروق الشمس غير الطبيعي.”
هز فالنتاين رأسه قليلًا.
“لقد أضاء هذا العالم بـ “خلق العالم” لمدة خمسة عشر دقيقة أخرى…” عبست فانا قليلًا. “هل هناك أي تقارير عن أضرار؟”
“لا، مجرد تأجيل الفجر ليس مشكلة. خمسة عشر دقيقة إضافية من الليل لا تزال ضمن النطاق الزائد عن الحاجة لتدابير السلامة التي تفرضها الدولة المدينة،” قال الأسقف العجوز. “الجزء المزعج الحقيقي هو أن نفس الظاهرة تُلاحد في جميع أنحاء العالم، مما يدل على أن المشكلة ليست في سطح الأرض أو البحر.”
“أنا لا أنكر هذه الحقيقة أو أشكك فيها. ومع ذلك، ألا تجدي الأمر غريبًا؟ في رأيك، كيف يجب أن يتصرف الشخص الذي عاد بطريقة ما من الفضاء الفرعي؟ هل من المفترض أن يكونوا عقلاء وقادرين على التحدث معك كفرد عاقل؟”
“لقد تغير تشغيل الرؤية 001 نفسه،” عرفت فانا ما كان يقلق الأسقف العجوز. “أليس هناك أي كلمة من الملك المجهول حتى الآن؟”
استدار وضع فانا نحو الاهتمام عندما أومأت برأسها رسميًا بالموافقة، “بالطبع، أنا واضحة جدًا بشأن هذا الأمر.”
هز فالنتاين رأسه قليلًا.
ارتسمت على وجه فانا ذهول، ثم فهمت، “ستكون هناك دائمًا شذوذات ورؤى لا تتوافق مع المعايير العادية…”
“لا يوجد أي حركة من القبر، لذلك قد يكون هذا مجرد “تغيير” بسيط. أنا مرعوب مما سيفعله الناس عندما يكتشفون ذلك. في الوقت الحالي، معظمهم لا يدركون هذه الحقيقة، والقليلون الذين لاحظوا ذلك لم يثيروا ضجة بعد. وإلى أن نتأكد من عودة الشمس إلى وضعها الطبيعي، لا يمكننا أن نستريح.”
فكرت فانا في المعلومات، وكلما تأملت أكثر، أصبح تعبيرها أكثر تشككًا، “هل هذا ممكن؟ بعد أن أستولي عليه بالكامل من قبل الفضاء الفرعي… لا يزال بإمكان المرء استعادة إنسانيته؟”
وبعد دقيقة من التفكير، سألت فانا أخيرًا، “ما هي الإجراءات التي اتخذتها حتى الآن؟”
“أنت واحد وأنا الثاني. كلانا من أصحاب التصديق المتردد هنا،” وبعد هذا الاعتراف، أصبح الأسقف العجوز فجأةً أكبر سنًا، وكأن السنين قد طبعت على جلده. “فانا، هل يمكنك أن تشعري بذلك؟”
“لا شىء اكثر. بصرف النظر عن إبلاغ قاعة المدينة ومطالبتهم بكتابة إشعار مطمئن وإرشادات للجمهور عند ظهور الأخبار، سنستمر في مراقبة الرؤية 001. إنها ليست فكرة جيدة أن نصدر إعلانًا إيجابيًا بشكل مفرط بعد التعرض لكارثة بهذا الحجم. سيعتقد الناس أننا نكذب ونحاول إخفاء الحقيقة.”
من ناحية أخرى، لم يعلق فالنتاين ووقف ببساطة مذهول لبعض الوقت، الأمر الذي أثار بدوره نظرة غريبة من فانا.
استمعت فانا بصمت إلى تحليل الأسقف العجوز ولم تتدخل بأي شيء. وباعتبارها محققة كرست معظم طاقتها للمهام القتالية، فقد عرفت أنها لم تكن محترفة في هذه الترتيبات.
“هل لديك شيء في عقلك؟” سأل فالنتاين بوجه قلق بعد أن لاحظ نقص الطاقة لدى السيدة.
“هل لديك شيء في عقلك؟” سأل فالنتاين بوجه قلق بعد أن لاحظ نقص الطاقة لدى السيدة.
وبعد دقيقة من التفكير، سألت فانا أخيرًا، “ما هي الإجراءات التي اتخذتها حتى الآن؟”
“أنا فقط عاطفية قليلًا،” تنهدت فانا بهدوء وهزت رأسها. “في كل مرة تحدث كارثة كبيرة، كلما زاد وعيي بمدى هشاشة العالم الذي نعيش فيه اليوم… يبدو أن دول المدن، والكنائس، والأساطيل، وكل شيء نفخر به، مبني على هيكل رقيق. طبقة هشة من الجليد. أي صدع لم يكتشف في الوقت المناسب سيؤدي إلى اختفاء عالمنا…”
“لا يوجد أي حركة من القبر، لذلك قد يكون هذا مجرد “تغيير” بسيط. أنا مرعوب مما سيفعله الناس عندما يكتشفون ذلك. في الوقت الحالي، معظمهم لا يدركون هذه الحقيقة، والقليلون الذين لاحظوا ذلك لم يثيروا ضجة بعد. وإلى أن نتأكد من عودة الشمس إلى وضعها الطبيعي، لا يمكننا أن نستريح.”
“لهذا السبب نحن دائمًا يقظون ومثابرون،” قال فالنتاين بهدوء وهو يحدق في عيني المحققة الشابة. “فانا، نادرًا ما تتحدثين بهذه الطريقة… ماذا حدث؟”
“لسوء الحظ، يبدو أنني لا أملك وقت الفراغ هذا،” هزت فانا رأسها بتعبير جدي بعض الشيء. “ماذا حدث؟ رأيت العديد من الكهنة يركضون، وسمعت أنه أرسلت مجموعة من الكهنة النساك إلى بئر مراقبة النجوم… هل للأمر علاقة بشروق الشمس اليوم؟”
صمتت فانا مرة أخرى، ويبدو أنها في حالة اضطراب بشأن ما ستقوله، “هناك شيئين، الأول… رأيت “القبطان دنكان” مرة أخرى بالأمس.”
“لسوء الحظ، يبدو أنني لا أملك وقت الفراغ هذا،” هزت فانا رأسها بتعبير جدي بعض الشيء. “ماذا حدث؟ رأيت العديد من الكهنة يركضون، وسمعت أنه أرسلت مجموعة من الكهنة النساك إلى بئر مراقبة النجوم… هل للأمر علاقة بشروق الشمس اليوم؟”
كانت عينا فالنتاين في البداية قاسية وجدية، لكنها خففت عندما تنهد، “في الواقع، هذا متوقع.” توقف مؤقتًا، ثم تابع شرح السبب، “ما زلنا لم نفعل أي شيء بشأن العلامة التي تركها القبطان الشبح عليك. حتى الآن، ربما تكون دولة مدينة بلاند بأكملها قد أنشأت اتصالًا مع ذلك القبطان. كنت أعلم أنها مسألة وقت فقط قبل أن يأتي إليك مرة أخرى. ماذا قال لك هذه المرة؟”
“أنا فقط عاطفية قليلًا،” تنهدت فانا بهدوء وهزت رأسها. “في كل مرة تحدث كارثة كبيرة، كلما زاد وعيي بمدى هشاشة العالم الذي نعيش فيه اليوم… يبدو أن دول المدن، والكنائس، والأساطيل، وكل شيء نفخر به، مبني على هيكل رقيق. طبقة هشة من الجليد. أي صدع لم يكتشف في الوقت المناسب سيؤدي إلى اختفاء عالمنا…”
“…معظمها محادثات صغيرة،” قالت فانا بنبرة غريبة بعض الشيء.
“لا شىء اكثر. بصرف النظر عن إبلاغ قاعة المدينة ومطالبتهم بكتابة إشعار مطمئن وإرشادات للجمهور عند ظهور الأخبار، سنستمر في مراقبة الرؤية 001. إنها ليست فكرة جيدة أن نصدر إعلانًا إيجابيًا بشكل مفرط بعد التعرض لكارثة بهذا الحجم. سيعتقد الناس أننا نكذب ونحاول إخفاء الحقيقة.”
“…… محادثات صغيرة؟” هذه المرة رفع فالنتاين حاجبيه أخيرًا بسبب الإجابة غير المتوقعة. “هل تقولين أن قبطان الظل الضائعة، الذي عاد من الفضاء الفرعي، “دنكان” الذي عكس تلوث التاريخ وأخذ شظية الشمس، جاءك تحديدًا فقط للدردشة؟”
“لقد اهتزت في اعتقادي. لم أستطع التوقف عن تذبذبي،” أخذت فانا نفسًا عميقًا واعترفت بجفاف. “بعد ذلك الحريق، شككت في تصديقي وإذا كان يجب أن أؤمن بها…”
“كنت أعلم أنك ستتصرف بهذه الطريقة. لم أستطع أن أصدق ذلك أيضا. في الحقيقة، كنت سأصدقه لو أخبرني أنه يخطط لغزو العالم. لكن…” أطلقت فانا تنهيدة طويلة، وخلال الدقائق العشر التالية، راجعت المحادثة التي أجرتها مع دنكان الليلة الماضية.
اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا في فلسطين وارحم شهداءهم.
فرك فالنتاين جبهته وهو يستمع إلى تقرير فانا. الأسقف العجوز، الذي لم يتعثر أبدًا في مواجهة أزمة يوم القيامة، لم يتمكن أخيرًا من إخفاء الإرهاق والضيق الذي يشعر به في داخله.
“لم تستعاد، بل أعادها…” صحح الأسقف فالنتاين للسيدة. “في السجلات المبكرة، هناك تقارير واضحة عن الهجمات العشوائية التي نفذتها الضائعة بعد رؤيتها. من الواضح أن القبطان دنكان في ذلك الوقت قد وقع في الجنون.”
ولكن بعد نظرة قصيرة من الارتباك، رفع رأسه وقال بنبرة معقدة بعض الشيء، “فانا، في الواقع، كنت أفكر في مشكلة منذ الليلة الماضية.”
أخيرًا ظهر لمحة من المفاجأة في عيون فانا.
“ما المشكلة؟”
“أنت واحد وأنا الثاني. كلانا من أصحاب التصديق المتردد هنا،” وبعد هذا الاعتراف، أصبح الأسقف العجوز فجأةً أكبر سنًا، وكأن السنين قد طبعت على جلده. “فانا، هل يمكنك أن تشعري بذلك؟”
“… لقد أجريت تبادلين مباشرين مع القبطان دنكان. في رأيك، “القبطان الشبح”… هل يبدو وكأنه غازي من الفضاء الفرعي؟”
“بالإضافة إلى ذلك، لا يمكننا أن نصدر أحكامنا الخاصة بشأن هذه المسألة. يجب علينا الإبلاغ عن كل هذا إلى كاتدرائية العاصفة الكبرى في البحر. وبعد ذلك ستقرر جلالة البابا ما يجب فعله بعد ذلك.”
“أنت… ماذا تقصد؟” أصبح وجه فانا غريبًا عندما أصبحت حذرة. “إنها حقيقة أكيدة أن الضائعة سقطت في الفضاء الفرعي وعادت…”
اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا في فلسطين وارحم شهداءهم.
“أنا لا أنكر هذه الحقيقة أو أشكك فيها. ومع ذلك، ألا تجدي الأمر غريبًا؟ في رأيك، كيف يجب أن يتصرف الشخص الذي عاد بطريقة ما من الفضاء الفرعي؟ هل من المفترض أن يكونوا عقلاء وقادرين على التحدث معك كفرد عاقل؟”
“هل لديك شيء في عقلك؟” سأل فالنتاين بوجه قلق بعد أن لاحظ نقص الطاقة لدى السيدة.
هذه المرة ترددت فانا وكأنها غير قادرة على الإجابة على الأسئلة المطروحة. “بالحكم على الحالات السابقة والمعرفة الأساسية بما يفعله الفضاء الفرعي بهؤلاء الأشخاص… فهذا مستحيل.”
استدار وضع فانا نحو الاهتمام عندما أومأت برأسها رسميًا بالموافقة، “بالطبع، أنا واضحة جدًا بشأن هذا الأمر.”
“هذا صحيح، عادة من المستحيل التحدث مع أولئك الذين فقدوا في الفضاء الفرعي. التلوث شديد للغاية ولا يمكن إنقاذه،” أومأ الأسقف فالنتاين برأسه قائلًا. “بالنسبة لنا نحن البشر، الفضاء الفرعي سام مميت، وقادر على تلويث أي نعمة أو حماية توفرها السماوية. ومع ذلك، ها نحن هنا، قبطان شبحي ذهب إلى الفضاء الفرعي وعاد منه ويتحدث معك… إذا طبقنا بعض المنطق البسيط على الأمر، ربما…”
“وإلا كيف يفترض بنا أن نفسر الحالة الحالية للقبطان دنكان؟ إن قدوم هذا الشخص لإجراء محادثة صغيرة ليس بالأمر الهين،” قاطع الأسقف فالنتاين فانا بهدوء ليذكرها بحقيقة مهمة. “لا تنسي “قانون الصفر” هذا.”
“هل تقصد… أن “القبطان دنكان” قد استعاد إنسانيته على الأرجح؟”
“لم تستعاد، بل أعادها…” صحح الأسقف فالنتاين للسيدة. “في السجلات المبكرة، هناك تقارير واضحة عن الهجمات العشوائية التي نفذتها الضائعة بعد رؤيتها. من الواضح أن القبطان دنكان في ذلك الوقت قد وقع في الجنون.”
ثم توقفت مؤقتًا عندما أصبح تعبيرها غريبًا بعض الشيء مرة أخرى، “كما تعلم، من الغريب معرفة أننا نناقش هذا الموضوع داخل المباني المقدسة للكنيسة… إذا كان الأمر كذلك في الماضي، فمن المحتمل أن أعرف نفسي على أنني مهرطقة الآن.”
فكرت فانا في المعلومات، وكلما تأملت أكثر، أصبح تعبيرها أكثر تشككًا، “هل هذا ممكن؟ بعد أن أستولي عليه بالكامل من قبل الفضاء الفرعي… لا يزال بإمكان المرء استعادة إنسانيته؟”
ولكن بعد نظرة قصيرة من الارتباك، رفع رأسه وقال بنبرة معقدة بعض الشيء، “فانا، في الواقع، كنت أفكر في مشكلة منذ الليلة الماضية.”
“وإلا كيف يفترض بنا أن نفسر الحالة الحالية للقبطان دنكان؟ إن قدوم هذا الشخص لإجراء محادثة صغيرة ليس بالأمر الهين،” قاطع الأسقف فالنتاين فانا بهدوء ليذكرها بحقيقة مهمة. “لا تنسي “قانون الصفر” هذا.”
ارتسمت على وجه فانا ذهول، ثم فهمت، “ستكون هناك دائمًا شذوذات ورؤى لا تتوافق مع المعايير العادية…”
“لا يوجد أي حركة من القبر، لذلك قد يكون هذا مجرد “تغيير” بسيط. أنا مرعوب مما سيفعله الناس عندما يكتشفون ذلك. في الوقت الحالي، معظمهم لا يدركون هذه الحقيقة، والقليلون الذين لاحظوا ذلك لم يثيروا ضجة بعد. وإلى أن نتأكد من عودة الشمس إلى وضعها الطبيعي، لا يمكننا أن نستريح.”
خيم صمت طويل على هذه القاعة الكبرى في الكاتدرائية، تاركًا لرجلي المعتقد رفيعي المستوى التفكير في مسار عملهما التالي. في نهاية المطاف، كان فالنتاين هو من فجر الأجواء، “لكننا لا نزال غير قادرين على التعامل مع الضائعة وقبطانها على أنهما غير ضارين على هذا الأساس وحده، هل تفهمين؟”
ولكن بعد نظرة قصيرة من الارتباك، رفع رأسه وقال بنبرة معقدة بعض الشيء، “فانا، في الواقع، كنت أفكر في مشكلة منذ الليلة الماضية.”
“في النهاية، ذهب إلى الفضاء الفرعي وعاد. بغض النظر عن استعادته لإنسانيته، فمن الصعب القول إنه لن يهتاج فجأة يومًا ما علينا نحن البشر.”
أومأ فالنتاين برأسه، وبدا تعبيره مهيبًا، “نعم، لقد تأخر شروق الشمس اليوم عن الموعد المعتاد بخمس عشرة دقيقة، ولم يكن ذلك بسبب الظروف الجوية غير الطبيعية. تلقيت تقارير من دول مدن أخرى واتصالات بحرية تؤكد هذه الحقيقة من خلال قناة الاتصال النفسية. مثلنا، لاحظ جانبهم أيضًا شروق الشمس غير الطبيعي.”
“بالإضافة إلى ذلك، لا يمكننا أن نصدر أحكامنا الخاصة بشأن هذه المسألة. يجب علينا الإبلاغ عن كل هذا إلى كاتدرائية العاصفة الكبرى في البحر. وبعد ذلك ستقرر جلالة البابا ما يجب فعله بعد ذلك.”
هذه المرة ترددت فانا وكأنها غير قادرة على الإجابة على الأسئلة المطروحة. “بالحكم على الحالات السابقة والمعرفة الأساسية بما يفعله الفضاء الفرعي بهؤلاء الأشخاص… فهذا مستحيل.”
استدار وضع فانا نحو الاهتمام عندما أومأت برأسها رسميًا بالموافقة، “بالطبع، أنا واضحة جدًا بشأن هذا الأمر.”
اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا في فلسطين وارحم شهداءهم.
ثم توقفت مؤقتًا عندما أصبح تعبيرها غريبًا بعض الشيء مرة أخرى، “كما تعلم، من الغريب معرفة أننا نناقش هذا الموضوع داخل المباني المقدسة للكنيسة… إذا كان الأمر كذلك في الماضي، فمن المحتمل أن أعرف نفسي على أنني مهرطقة الآن.”
“كنت أعلم أنك ستتصرف بهذه الطريقة. لم أستطع أن أصدق ذلك أيضا. في الحقيقة، كنت سأصدقه لو أخبرني أنه يخطط لغزو العالم. لكن…” أطلقت فانا تنهيدة طويلة، وخلال الدقائق العشر التالية، راجعت المحادثة التي أجرتها مع دنكان الليلة الماضية.
تنهد فالنتاين دون التزام، “لقد قلت للتو أن هناك شيئين يجب الإبلاغ عنهما. إلى جانب مقابلة ذلك القبطان الشبح، ما هو الشيء الثاني؟”
هذه المرة، سقطت فانا في صمت أطول، ويبدو أنها مقيدة بالداخل فيما إذا كان ينبغي عليها أن تقول هذا الجزء أم لا. في النهاية، استجمعت السيدة شجاعتها وحدقت في تمثال السماوية، “يجب أن أندم على أخطائي…”
“هذا صحيح، عادة من المستحيل التحدث مع أولئك الذين فقدوا في الفضاء الفرعي. التلوث شديد للغاية ولا يمكن إنقاذه،” أومأ الأسقف فالنتاين برأسه قائلًا. “بالنسبة لنا نحن البشر، الفضاء الفرعي سام مميت، وقادر على تلويث أي نعمة أو حماية توفرها السماوية. ومع ذلك، ها نحن هنا، قبطان شبحي ذهب إلى الفضاء الفرعي وعاد منه ويتحدث معك… إذا طبقنا بعض المنطق البسيط على الأمر، ربما…”
“ندم؟” فنظر إليها فالنتاين بدهشة وقال، “لماذا الندم؟”
تحدثت عن شكوكها وألقت باللوم على السماوية لعدم بذل المزيد من الجهد لإنقاذهم.
“لقد اهتزت في اعتقادي. لم أستطع التوقف عن تذبذبي،” أخذت فانا نفسًا عميقًا واعترفت بجفاف. “بعد ذلك الحريق، شككت في تصديقي وإذا كان يجب أن أؤمن بها…”
فرك فالنتاين جبهته وهو يستمع إلى تقرير فانا. الأسقف العجوز، الذي لم يتعثر أبدًا في مواجهة أزمة يوم القيامة، لم يتمكن أخيرًا من إخفاء الإرهاق والضيق الذي يشعر به في داخله.
تحدثت عن شكوكها وألقت باللوم على السماوية لعدم بذل المزيد من الجهد لإنقاذهم.
“ندم؟” فنظر إليها فالنتاين بدهشة وقال، “لماذا الندم؟”
من ناحية أخرى، لم يعلق فالنتاين ووقف ببساطة مذهول لبعض الوقت، الأمر الذي أثار بدوره نظرة غريبة من فانا.
“بما؟”
“فانا، إذا جئتني لتندمي عن أخطاءك… فأين أذهب لأندم؟”
خطى سريعة كسرت الهدوء في الكاتدرائية. رفع الأسقف فالنتاين، الذي كان يتولى شؤون الكهنة على الجانب، رأسه ورأى فانا تمشي.
أخيرًا ظهر لمحة من المفاجأة في عيون فانا.
“بما؟”
“أنت واحد وأنا الثاني. كلانا من أصحاب التصديق المتردد هنا،” وبعد هذا الاعتراف، أصبح الأسقف العجوز فجأةً أكبر سنًا، وكأن السنين قد طبعت على جلده. “فانا، هل يمكنك أن تشعري بذلك؟”
كانت عينا فالنتاين في البداية قاسية وجدية، لكنها خففت عندما تنهد، “في الواقع، هذا متوقع.” توقف مؤقتًا، ثم تابع شرح السبب، “ما زلنا لم نفعل أي شيء بشأن العلامة التي تركها القبطان الشبح عليك. حتى الآن، ربما تكون دولة مدينة بلاند بأكملها قد أنشأت اتصالًا مع ذلك القبطان. كنت أعلم أنها مسألة وقت فقط قبل أن يأتي إليك مرة أخرى. ماذا قال لك هذه المرة؟”
“بما؟”
“بالإضافة إلى ذلك، لا يمكننا أن نصدر أحكامنا الخاصة بشأن هذه المسألة. يجب علينا الإبلاغ عن كل هذا إلى كاتدرائية العاصفة الكبرى في البحر. وبعد ذلك ستقرر جلالة البابا ما يجب فعله بعد ذلك.”
“… السماوية لا تزال تباركنا.”
“أنا فقط عاطفية قليلًا،” تنهدت فانا بهدوء وهزت رأسها. “في كل مرة تحدث كارثة كبيرة، كلما زاد وعيي بمدى هشاشة العالم الذي نعيش فيه اليوم… يبدو أن دول المدن، والكنائس، والأساطيل، وكل شيء نفخر به، مبني على هيكل رقيق. طبقة هشة من الجليد. أي صدع لم يكتشف في الوقت المناسب سيؤدي إلى اختفاء عالمنا…”
اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا في فلسطين وارحم شهداءهم.
هذه المرة، سقطت فانا في صمت أطول، ويبدو أنها مقيدة بالداخل فيما إذا كان ينبغي عليها أن تقول هذا الجزء أم لا. في النهاية، استجمعت السيدة شجاعتها وحدقت في تمثال السماوية، “يجب أن أندم على أخطائي…”
إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.
أخيرًا ظهر لمحة من المفاجأة في عيون فانا.
“فانا، إذا جئتني لتندمي عن أخطاءك… فأين أذهب لأندم؟”
“فانا، إذا جئتني لتندمي عن أخطاءك… فأين أذهب لأندم؟”
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
