الفصل 3: روديوس كواغماير
الفصل 3: روديوس كواغماير
” اهربوا!”
“هف …هف…”
في مرحلة ما، مددت يدي إلى جيبي وأحنيت رأسي في صلاة تأملية. طالما أنني أملك آثاري المقدسة، سأكون بخير.
بينما أركض في شوارع روزنبرج ألهث بهدوء في ظلمة ما قبل الفجر. رأيت أنفاسي تتطاير في الهواء، كانت الطرق مغطاة بطبقة من الصقيع بالكاد مرئية. لذا فإن كل خطوة أخطوها كانت مصحوبة بـ “قرع” طفيف وطقطقة تحت قدمي.
لقد حاولوا السماح لسارا والمقاتلين في الخطوط الأمامية بالحصول على بعض الخبرة في كل قتال، لذلك اضطررت إلى تقييد إلقائي بعناية، لكنني شعرت أنني أعمل معهم حقا ، بدلاً من مجرد مساعدتهم.
عندما سقطت في تفكيري أثناء الركض، بدت المدينة وكأنها تتدفق أمامي من تلقاء نفسها.
“حسنا!”
“أوه…” أخيرًا تباطأت حتى توقفت عندما وصلت إلى نزلي.
“لماذا لا تأتي إلى الحفلة اللاحقة لمرة واحدة؟”
أعادني صوت سوزان إلى الواقع. أدركت أننا خرجنا أخيرًا من تلك المتاهة المتعرجة من الممرات إلى مساحة أكبر وأكثر انفتاحًا. بدا أننا في رواق واسع ربما يبلغ طوله مائة متر.
نظرت للأسفل وأنا أتنفس بصعوبة وتمتمت “هل أعجبكم الجري اليوم يا أولاد؟” إلى أفخاذي المرتجفة. بالمناسبة، لقد قمت مؤخرًا بتسمية ساقي اليمنى “تيندالوس” وساقي اليسرى “باسكرفيل”. أردت أن ألهمهم أن ينموا بسرعة وذكاء مثل زوج من كلاب الصيد.
“تمام. أعتقد أنني سوف آتي معك.”
“أوه نعم؟ هيه. اولاد جيدون. اولاد جيدون!”
نظرت إلى الأسفل وانتظرت حتى تهب العاصفة. لم يكن هناك أي معنى للدخول في قتال هنا. السماح لسولدات باستفزازي لن يحقق شيئًا. (كل خرا)
كان كلا الجرويين يقفزان بسعادة في تلك اللحظة، لذلك توقفت مؤقتًا لمداعبتهما قليلاً. لقد حرصت دائمًا على إنهاء جولاتنا بتدليك لطيف وشامل.
“ماذا تقول يا روديوس؟” سألت سوزان بابتسامة.
سحر الشفاء غير وارد. من المؤكد أن التعاويذ يمكن أن تخدر آلام العضلات، لكنها لا تستطيع أن تنقل امتناني.
هذا ليس جيدًا على الإطلاق. بهذا المعدل سيلحقون بي ويحيطونني.
” كان هذا جهدًا رائعًا يا رفاق” همست، وأنا أضغط بلطف على ساقاي بين أصابعي.
من المؤكد أن روديوس يمكن أن يثير أعصابك في بعض الأحيان. على عكس تيموثي، لم يدافع أبدًا عن نفسه على الإطلاق، وتلك الابتسامة المزيفة التي كان يلصقها دائمًا على وجهه تجعلني اتنهد في كل مرة أراه فيها.
كلما أظهرت المزيد من الحب لهذين الاثنين، كلما زاد الحب الذي سيقدمونه لي في المقابل. عضلاتي، على الأقل، لن تخونني أبدًا.
“حسنا على أي حال. لنحتفل بحقيقة أننا خرجنا من تلك الفوضى دون أن نخسر أي شخص، أليس كذلك؟ عادة، واحد منا على الأقل سيموت هناك “.
“حسنا. شكراً جزيلاً.”
لقد ردوا دائمًا عاطفتي بالمثل. بالطبع، سوف تنهار علاقتنا بسرعة إذا آذيتهم بشدة أو توقفت عن الاهتمام بهم.
بمجرد أن نملأ جميع الأكياس الستة التي أحضرناها، سيكون لدينا ما يكفي للعودة إلى النقابة.
علي أن أعاملهما بأقصى قدر من العناية.
“بالطبع.”
فإذا أوقعت نفسي في فوضى حقيقية، ستصبح روابطنا هذه لا تقدر بثمن.
لسبب ما، دفع هذا سولدات إلى ضرب طاولتنا بقوة لدرجة أنها انقسمت إلى نصفين. تطاير الخشب المتناثر والطعام نصف المأكول في كل مكان، وتناثر وعاء حساء الفاصوليا الحمراء على حجري.
” لا تقلقا لم أنساكما ”
“همم.”
الآن بعد أن انتهيت من ساقي، حولت انتباهي إلى ذراعي.
أصبحت يميني الآن “هالك” ويساري “هرقل”. كنت آمل أن يشجعهم هذا على النضوج ليصبحوا زوجًا من الوحوش القوية. لقد حرصت على إعطاء هؤلاء الأولاد بعض الاهتمام بعد ساقاي.
تقدمت سوزان للأمام مبتسمة، وبدأ هجومنا المضاد.
كساحر، لم يكن علي الاعتماد على قوة ذراعي في كثير من الأحيان، لكنها مفيدة من حين لآخر. يستخدم الناس أذرعهم في كل أنواع الأشياء؛ إذا لم تعمل على تقويتها على الإطلاق، فسوف تندم عليها عاجلاً أم آجلاً.
حتى في قلعة تحت الأرض مثل هذه، من المفترض أنهم قاموا بموازنة قواتهم مع مجموعة متنوعة من الشياطين، بما في ذلك البعض الذين يمكنهم الطيران والبعض الآخر الذين يمكنهم الزحف على الجدران.
إن هالك وشقيقه غيورين للغاية، وبفضل علاقاتهما الممتازة، سيعرفان على الفور ما إذا كنت أخطط لإهمالهما. آخر شيء أحتاجه هو أن يبدأ الأولاد في العبوس.
من المفترض أن يقيم هؤلاء الرجال احتفالهم الخاص قريبًا بما فيه الكفاية.
لكن في نهاية اليوم…
“حسنًا، لنجرب مائة تمرين ضغط. نبدأ من الأعلى… “
تمددت على الأرض ووجهي للأسفل وبدأت في رفع وخفض جسدي بوتيرة مريحة. بعد الوصول إلى رقم عشوائي لم يكن هو الشيء المهم هنا بالطبع فالهدف تدريب عضلاتي. سرعان ما صار هالك وهرقل يرتجفان من الفرح. تمتمت بكلمات التشجيع ودفعتهما بقوة أكبر.
“…هم؟”
لم يكن الأمر سهلاً بالنسبة لي، لكنه كان صعباً عليهم أيضاً. ومع ذلك، فإن ذكريات كفاحنا المشترك ستقربنا من بعضنا البعض، وتجعلنا أقوى.
“ماذا يهم إذا كنا نشرب أم لا؟” قال تيموثي، الشخص الآخر الذي طلب مفس المشروب مثلي.
“فيوه… حسنًا، ها نحن ذا. عمل جميل يا شباب… “
كانت استراتيجيتي العامة هي التصرف بطريقة متواضعة وودية، مع جعل وجودي محسوسًا في القتال. لقد كانت تعمل بشكل جيد بما فيه الكفاية حتى الآن. كان اسمي معروفًا نسبيًا في جميع أنحاء روزنبرج في هذه المرحلة.
بمجرد أن انتهيت، قمت بتدليك عضلاتي المؤلمة ووضع الثلج عليها بينما قدمت لهم بضع كلمات امتنان. بدا كل من هالك وهرقل راضين. من الواضح أنني كسبت لنفسي بعض نقاط المودة الإضافية اليوم. تمرين قوي آخر قد تم. ممتاز.
ومع ذلك، هذا مجرد احتمال واحد. هناك أيضًا فرصة لأن نتورط في أي كان. هل من الأذكى الاستمرار بالخيار الآمن ونخفض أرباحنا، أو نخاطر بالسعي للحصول على مكافأة أكبر؟
بعد تنظيف نفسي جيدًا في الحمام، صليت صلاتي المعتادة أمام المذبح الذي نصبته في إحدى زوايا غرفتي.
“حسنا!” صاحت سوزان. “لنشق طريقنا إلى الحائط!”
“حسنًا، إذن… من فضلك اعتني بي اليوم يا معلمة.”
كلما أظهرت المزيد من الحب لهذين الاثنين، كلما زاد الحب الذي سيقدمونه لي في المقابل. عضلاتي، على الأقل، لن تخونني أبدًا.
أخرجت أثري المقدس من ضريحها، وطويتها بعناية ووضعتها في جيبي. في العادة، إزالة مثل هذه القطعة الأثرية من مثواها سيكون عملاً من أعمال التجديف، لكنني لا أستطيع المخاطرة بسرقتها. كان من المنطقي عدم ترك أي أشياء ثمينة حقًا في غرفة مستأجرة
“…حسنا على أي حال. آمل أن نتمكن من العمل معًا مرة أخرى قريبًا يا روديوس. ”
“حسنا. نأمل أن تكون هناك مهمة لائقة أو اثنتين على اللوح…”
كل ما يمكنني فعله هو الإيماءة ببطء.
بعد أن غيرت عباءتي، غادرت النزل خلفي وتوجهت هناك
انطلقنا نحن الستة نحو القلعة مرة أخرى، نراقب بعناية ما يحيط بنا.
لقد مرت عدة أشهر منذ وصولي إلى هذه المدينة. بصرف النظر عن استئناف تدريباتي البدنية، كنت أعمل على ترسيخ نفسي كمغامر، متبعًا خطتي الأولية.
“أنت لم تقل الكثير روديوس. حاول ألا تفسد خطتنا هناك، حسنًا؟”
لا، ذلك غير مرجح حقًا. من المؤكد أن شبحًا من هذا الماضي البعيد لن يظل يتسكع في مكان يزوره الناس بانتظام إلى حد ما. ربما هو مغامر مات هنا خلال السنوات القليلة الماضية.
“مهلا، كواغماير*! شكرا مرة أخرى لمساعدتك في ذلك اليوم!” <لأنه يستخدم تعويذة مستنقع الحمأ كثيرا فسموه كواغماير(مستنقع)>
عندها فقط، انتهى المسار الذي كنا نتبعه فجأة. لقد خرجنا إلى مساحة كبيرة مفتوحة، مضاءة بشكل ساطع لدرجة أننا شعرنا وكأننا عدنا إلى الخارج. “رائع…”
“من الجميل دائمًا الاعتماد عليك يا فتى.”
لقد كان ابنًا لأحمق ثري، لكنه أكثر من ذلك. لم أكرهه. هذا كل شيء.
“نعم، توقيتك مع تعويذات الدعم تلك أمر رائع حقًا. أعتقد أنني تعلمت شيئًا أو اثنين.”
ومع ذلك، تعرف عليّ الرواد هنا وعرفوا اسمي. بهذا المعدل، لن يستغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى تنتشر بعض الشائعات عني عبر المدينة بأكملها.
بعد أخذ كل الأمور بعين الاعتبار، شعرت وكأنني بدأت بداية جيدة جدًا.
ومع ذلك، بدا هذا مبالغًا فيه بعض الشيء . وخاصة في قسم الطول. وتلك المنحنيات.
“يجب أن أشكركم جميعًا. لقد كنت فقط أساعدكم قليلاً. سارت الأمور على ما يرام فقط بسبب مواهبكم. “
لم يكن لديه واجب لحمايتنا. لم يكن حتى عضوًا في كاونتر آرو. ومع ذلك، حاول إنقاذنا. لقد حاول أن يشتري لنا الوقت.
“هيه. أنت متواضع جدًا يا فتى! بعد كل العمل الذي قمت به، كنت أتوقع بعض الكلام التافه.”
“توقف. وظيفة جمع من الرتبة A؟ أوه، إنهم يريدون مجموعة من حراشف سنو درايك… حسنًا. أنا لا أعرف يا باتريس. يبدو الأمر محفوفًا بالمخاطر بعض الشيء.”
“اللعنة، لك الحق في دخول فرقتنا إلى الأبد إذا أردت ذلك.”
شعرت أن وجهي يحمر احمرارًا عند التفكير في سولدات. في بعض الأحيان أ
“آه، حسنًا، أنا-“
“ليس حقيقيًا. أنا لم أر الكثير من الأماكن مثل هذه من قبل، كمًا تعليمين”
“يا! ليس من المفترض أن نقوم بتجنيده، أتذكرين؟”
كان الجميع من حولي يسرفون في شرب الخمر، لكنني اخترت عصير الفاكهة المخفف بدلاً من ذلك. لقد كان في الأساس المشروب غير الكحولي الوحيد الذي يمكنك طلبه في الحانات هنا … إلا إذا كنت من كبار المعجبين بحليب الماعز.
“عفوا خطأي.”
بمعنى آخر، شعرت وكأنني جزء من الفريق.
“أهاها…”
“… إذن، كما ترون، فإن كهف إلبرون وأطلال غالغاو قد ربطوا أنفسهم بالفعل! لولانا، لربما تم اجتياح هذه المدينة من قبل السنو درايك الهائج الآن!
لا أزال أعمل بشكل أساسي كمغامر منفرد. كلما رأيت فرقة تناقش ما إذا كان ينبغي عليهم تولي مهمة صعبة، كنت أقترب منهم وأعرض عليهم خدماتي كمرتزق. خلال الأشهر القليلة الماضية، قمت بمساعدة العديد من المجموعات المختلفة.
بمعنى آخر، قد يستغرق تنفيذ خطتي وقتًا طويلاً جدًا.
كان السعر الذي طلبته هو عُشر المكافآت المالية، بالإضافة إلى خصم بنسبة خمسين بالمائة على أي غنيمة يمكنني حملها. من الواضح أن نقابة المغامرين استاءت من هذا النوع من الترتيبات المؤقتة، لكنني لم أخالف أي قواعد فعلية، وحتى الآن، كانوا يسمحون لي بالاستمرار.
همم. هل كانت هذه طريقتها الخفية لإخباري بأن أظهر بعض الامتنان؟
من المفترض أن الأشخاص العاملين في هذا الفرع سمعوا أنني “فقدت” فرقتي وأني أبحث يائسًا عن والدتي. كان لدي شعور بأنهم كانوا يتعاملون معي بسهولة بدافع التعاطف.
عندما يموت أحد المغامرين، عادةً ما يتعامل أحد أفراد مجموعتهم مع الأشياء التي تركها وراءه.
إذا انتقلت إلى مدينة جديدة، فربما أحتاج إلى البدء في الانضمام إلى الفرق التي أمل بها على أساس مؤقت. ومع ذلك، في الوقت الحالي، ما زلت غير مرتاح لفكرة إضافة اسم فرقة جديدة إلى أسفل بطاقتي – حتى لبضعة أيام.
“توقفي يا سارا،” جاء صوت من المدخل.
“على أية حال، إحضارك معنا يا فتى كان قرارا رائعا. أتطلع للعمل معك مرة أخرى!”
كان المكان عبارة عن قلعة تشبه المتاهة، ولم يغلق أيًا من المخارج.
“آسف لذلك” همست، لم يكن هذا بالتأكيد المكان أو الوقت المناسب للدردشة غير الرسمية. في مكان مثل هذا، قد يؤدي الإهمال إلى مقتلك في أي وقت من الأوقات على الإطلاق.
كانت استراتيجيتي العامة هي التصرف بطريقة متواضعة وودية، مع جعل وجودي محسوسًا في القتال. لقد كانت تعمل بشكل جيد بما فيه الكفاية حتى الآن. كان اسمي معروفًا نسبيًا في جميع أنحاء روزنبرج في هذه المرحلة.
لا أعتقد أن أحداً كان يتوقع منه نزع فتيل الموقف بهذه الطريقة. بالتأكيد لم أكن أتوقع بدوري.
“كواغماير!” ناداني صوت بينما كنت أسير في الغرفة. “أوه، إنه كواغماير!” صاح آخر.
تلك المعركة كانت مقلقة بعض الشيء، لكن على الأقل تمكنت من رؤية تعويذة جديدة للمرة الأولى.
“تعال وساعدنا يا رجل! نحن على وشك الخروج!”
“بصحتكم!”
“شكرًا على العرض يا رفاق، لكنني أتجول اليوم فقط.”
“حسنًا يا روديوس. هاك نصيبك من هذا. تأكد منه.”
بعد التفكير مرة أخرى، ربما لم يكن اسمي الحقيقي معروفًا جيدًا.
تعازيّ يا صديقي. أتمنى أن ترقد بسلام.
يبدو أن معظم الناس يعرفونني بلقب “كواغماير”. لقد كان الأمر مفهومًا، لأنني لم أميل إلى إلقاء أي شيء سوى تلك التعويذة في المعركة.
لم أكن متأكدا تماما من السبب. ربما أردت أن أكافئهم على مساعدتي في تحديد بعض نقاط ضعفي.
… هل يمكنك التوقف عن الاعتذار عن كل شيء صغير أيضًا؟ إنه أمر مثير للشفقة نوعًا ما.
في بعض الأحيان كنت أستخدم سحر دعم آخر مثل الضباب العميق عندما يتطلب الموقف ذلك.
السنو درايك عبارة عن سحالي في الأساس، وكان الجدار البسيط ولو كان طويلًا لا معنى له في الأساس بالنسبة لهم. فواحدًا تلو الآخر، تسلقوا فوقه و انزلقوا عبر الفجوات الصغيرة على كلا الجانبين.
على أية حال، ابتسم معظم المغامرين في هذه النقابة الآن عند رؤية وجهي. يبدو أن القيام بأفضل ما لدي لتقليد تيموثي قد أتى بثماره، ولم يكن من المؤلم أنني قدمت نفسي على أنني ساحر شاب ساذج وملتزم لا يعرف قيمة خدماته. من السهل أن تكون محبوبًا عندما تجعل نفسك مفيدًا.
من المؤكد أن سولدات لم يكن يقوم بعمل جيد في ذلك. ماذا كان ينوي أن يفعل إذا دخلنا في قتال هناك وسط الأنقاض على أية حال؟
ومع ذلك، تعرف عليّ الرواد هنا وعرفوا اسمي. بهذا المعدل، لن يستغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى تنتشر بعض الشائعات عني عبر المدينة بأكملها.
لم يكن الأمر سهلاً بالنسبة لي، لكنه كان صعباً عليهم أيضاً. ومع ذلك، فإن ذكريات كفاحنا المشترك ستقربنا من بعضنا البعض، وتجعلنا أقوى.
“مهلا، كواغماير! سنغادر المدينة اليوم. سأرسل لك رسالة إذا سمعت أي شيء عن والدتك هناك، حسنًا؟
ومع ذلك، كان من النادر جدًا العثور على شخص في هذا العالم لا يشرب الخمر. ربما كان أول مغامر رصين أقابله في حياتي بالتفكير في الأمر.
“أوه. شكرا لك، أنا أقدر ذلك حقا.”
“عفوا…”
لقد تمكنت أيضًا من إقناع بعض المجموعات المسافرة مثل هذه المجموعة لإبقاء أعينهم مفتوحة على زينيث عندما يتركون روزنبرج وراءهم. وبشكل عام، كانت الأمور تسير بسلاسة كافية. على افتراض أن والدتي كانت في مكان ما في هذه المدينة، فإنها ستسمع شيئا عني عاجلا أم آجلا.
ركز يا روديوس ركز. أنا بحاجة إلى أن أكون جاهزًا وأنتظر ظهور الأعداء من العدم أو شيء من هذا القبيل.
كان هذا افتراضًا كبيرًا بالطبع. لكنني لم أشعر أنني أضيع وقتي هنا في كلتا الحالتين. بمجرد أن اكتشفت روتينًا جيدًا في روزنبرج، بإمكاني بسهولة أن أفعل نفس الشيء بالضبط في مدن أخرى. إذا قفزت من مدينة إلى أخرى، وأنا أتحرك باستمرار شرقًا عبرالأراضي الشمالية، يمكنني نشر الكلمة في جميع أنحاء المنطقة. سأتعثر في زينيث في النهاية.
ولكن على الرغم من ذلك…
“حسنا.”
لقد استغرق الأمر مني ثلاثة أشهر للوصول إلى هذه النقطة، لكنني بدأت أخيرًا أشعر وكأنني أحقق بعض التقدم الفعلي. إذا أردت أن أكون دقيقًا، فقد أحتاج إلى قضاء عام أو نحو ذلك في كل مدينة أتوقف فيها.
بالنظر إلى ما أعرفه عن عرق الشياطين، ربما كان ذلك جزءًا من الدافع هنا، ولكن…
بمعنى آخر، قد يستغرق تنفيذ خطتي وقتًا طويلاً جدًا.
بناءً على البحث الذي قمنا به مسبقًا، نتستطيع القول أن هذه القاعة جزء من الطريق الذي استخدمه السنو درايك للانتقال من عشهم إلى مناطق الصيد الخاصة بهم.
ومع ذلك… علي أن أستمر في المضي قدمًا، خطوة بخطوة.
من المعروف أن السنو درايك تخرج من أقصى نهاية هذا الردهة، وأحيانًا تخرج وحوش أخرى من الطابق الثاني أو الممر الذي مررنا به للتو.
أليس هذا صحيحا، روكسي؟
في كلتا الحالتين، كل ثانية نقضيها في الانتظار كانت تعرضنا لخطر أكبر. هناك فرصة ألا يحدث شيء على الإطلاق، هذا صحيح؛ ولكن بغض النظر عن مسار العمل الذي أردنا اتخاذه، كان علينا أن نتخذ قرارنا بسرعة.
أعادتني صرخة تيموثي العاجلة إلى تركيزي. بدأ هيكل عظمي يتشكل أمام عيني. نفس الذي حطمته يعيد تجميع نفسه ببطء بطريقة أو بأخرى.
“انظر. إنه يصلي مرة أخرى!
والأهم من ذلك أنه لم يعد يبدو أن أيًا من المخلوقات يتحرك. لقد حرصت على فحص السقف والجدران وكل مكان محتمل للاختباء في الردهة، لكنني لم أتمكن من رؤية أي شيء يبدو وكأنه تهديد.
“إتركه وحده. كواغماير مجرد طفل تقي. لقد رأيته وهو يفعل ذلك في منتصف الشارع ذات يوم…”
قام أصدقاء سولدات بسحبه إلى خارج الباب في نهاية المطاف، لكنني لم أنظر للأعلى. لقد حدقت فقط في الحساء الذي كان على حجري، وأمسكت بأثري المقدس في جيبي، وأبقيت ذهني فارغًا تمامًا. (شفتوا.. سولدات محق)
“فلتأتِ هذه النار الصغيرة المشتعلة ببركة عظيمة وحارقة! قاذف اللهب! “
عفوًا. هذا إهمال مني.
انفجر الجميع بالضحك، وبدا أن التوتر في الهواء قد انخفض قليلاً. كان تيموثاوس رجلاً لطيف الكلام، لكنه كان يعرف كيف يتدخل مع نكتة أو اقتراح عندما يطلب منه ذلك. هذا شيئًا آخر أردت أن أتعلم تقليده.
في مرحلة ما، مددت يدي إلى جيبي وأحنيت رأسي في صلاة تأملية. طالما أنني أملك آثاري المقدسة، سأكون بخير.
بدت كلماته وكأنها خناجر حقيقية تطعن صدري. في مرحلة ما، بدأت ساقاي ترتجفان؛ كنت أضغط يدي بقوة في حضني. كان جسدي يرتجف. كان حلقي يرتجف.
يمكنني تحمل أي شيء يرميه العالم في وجهي. مع مراقبة روكسي لي، لا شيء يمكن أن يؤذيني.
“فهمت.”
أنا لا أقعر. أنا الميكا روديوس، غير القابل للتدمير!
“استجب لندائي يا إله الغموض، وحطم عدوي! مدفع الحجر! “
“بففت.”
هناك الكثير منها بالطبع، لكن مجال رؤيتي لا يتسع إلا لهذا العدد.
” روديوس كواغماير ؟ أعطني استراحة لعينة.”
مددت يدي اليسرى إلى جيبي وضغطت بقوة على قطعة القماش الموجودة بداخلها. بينما كانت السنو درايك تهاجمني، حاولت أن أجهز نفسي لما لا مفر منه.
“هذا الطفل مغرور بنفسه …”
الصرخات لا تزال بعيدة. إذا كانت المجموعة متجهة نحونا، فمن المحتمل أنها قادمة من هذا الاتجاه… ولكن لسبب ما، شعرت أنني أستطيع سماعهم من خلفنا أيضًا.
وبطبيعة الحال، كان هناك أيضًا عدد قليل من الأشخاص الذين لم يفكروا بشكل إيجابي بي.
“لا تكن غبيا. هيا بنا نذهب.”
لكنني لم أكن على استعداد لترك ذلك يزعجني، لأنهم لم يتدخلوا بشكل فعال في أنشطتي. وطالما حافظت على موقفي الخاضع والانقيادي، سأحتفظ بأغلبية قوية من النقابة إلى جانبي.
“أتذكر سماعي أن عددًا كبيرًا من الوحوش خرج من كهف إلبرون منذ بعض الوقت، وتم القضاء على المجموعة التي تم إرسالها لمحاربتهم. أفاد الناجي الوحيد أنهم عثروا على عش للسنو درايك في أعماق الكهف.”
في ذلك الوقت، كنت أنا من اتخذ القرارات الفعلية…
في عالم مثالي، سأنجح في نهاية المطاف في الفوز على الأقلية التي تكرهني أيضًا، لكن في الوقت الحالي، كنت أتجنبهم بدلاً من ذلك.
في مرحلة ما، مددت يدي إلى جيبي وأحنيت رأسي في صلاة تأملية. طالما أنني أملك آثاري المقدسة، سأكون بخير.
“أوه…” بينما كنت على وشك مغادرة النقابة، وجدت نفسي وجهًا لوجه مع أحد معارفي. لقد كانت سارا، على وجه التحديد.
“هاه…؟”
لقد ابتسمت أمامي. ليس أفضل شعور في العالم.
“اعتقدت أنه من الغريب أننا واجهنا عددًا قليلاً جدًا من الوحوش في طريقنا إلى هنا، ولكن الآن أصبح كل شيء منطقيًا. لا بد أن بعض الأحداث الطبيعية قد فتحت ممرًا تحت الأرض بين أطلال جالجاو وكهف إلبرون مؤخرًا، واندفعت جميع المخلوقات من جالجاو إلى الكهف. “
“الى ماذا تنظرين؟”
“نعم… من المؤسف أننا اضطررنا إلى مواجهة هؤلاء الحمقى في النهاية.”
“آه، لا شيء.”
كان كهف إلبرون على بعد رحلة ليوم واحد من روزنبرج. الوحوش التي سكنته في الغالب تهديدات من المرتبة D أو E.
علاقتنا لم تتغير كثيرا خلال الأشهر القليلة الماضية.
عندما يموت أحد المغامرين، عادةً ما يتعامل أحد أفراد مجموعتهم مع الأشياء التي تركها وراءه.
من الواضح أني حصلت على جانبها السيئ منذ البداية، ولم تبدو نبرة صوتها أقل عدوانية أبدًا.
إذا لم يكن هناك شيء آخر، فإن روديوس لم يحبطنا أبدًا بهذه الطريقة. لقد كان دائمًا يعامل تيموثاوس والآخرين باحترام حقيقي.
“هل ستعود إلى النزل أو شيء من هذا؟”
بمعنى آخر، لم يكن علينا محاربة هذه المجموعة الكاملة من الوحوش. كل ما علينا أن نقلق بشأنه هو الاثنان أو الثلاثة الذين يهاجموننا مباشرة.
” اه نعم . لقد انتهيت من عملي بالأمس، لذلك أخطط للحصول على قسط من الراحة الليلة.
… هل يمكنك التوقف عن الاعتذار عن كل شيء صغير أيضًا؟ إنه أمر مثير للشفقة نوعًا ما.
“حسنا. نحن على وشك تولي مهمة جديدة بأنفسنا. هل تريد أن ترافقنا؟”
ومع ذلك، أنا لم أكن أنوي تغيير سلوكي لمجرد أنها وجدته “مثيرًا للشفقة”. لقد قررت بالفعل الالتزام بموقف مهذب مؤلم في المستقبل القريب.
“أوه. همم…”
إذا لم يكن هناك شيء آخر، فإن روديوس لم يحبطنا أبدًا بهذه الطريقة. لقد كان دائمًا يعامل تيموثاوس والآخرين باحترام حقيقي.
لقد دعتني فرقة كاونتر آرو بانتظام للانضمام إليهم في وظائفهم، ربما بسبب أدائي في أول مهمة لنا معًا. لقد عملت معهم أكثر من أي فرقة أخرى. نظرًا لهدفي العام، فإن التعاون المتكرر مع مجموعة واحدة لم يكن فعالًا بشكل خاص.
أومأ سولدات بارتياح، واستدار فجأة في اتجاهي. “مستنقع!”
بمجرد أن أنشأت علاقة جيدة مع أحد الأطراف وأخبرتهم عن هدفي، لم تكن هناك فائدة جديدة تذكر من الانضمام إليهم بشكل متكرر.
يبدو أن سولدات على وجه الخصوص، قد انغمس في قصته حقًا. استمع المغامرون الآخرون في الغرفة بابتسامات مريبة على وجوههم.
“آه… هل ستخرجون غدًا؟”
“إنهم لا يحبون الضوء الساطع، أليس كذلك؟ هل يمكننا إخافتهم بسحر النار؟”
ومع ذلك، لسبب ما، وجدت أنه من الصعب رفض كاونتر آرو.
“إذا كان ذلك كافيًا لإخافتهم، فلن يكونوا وحوشًا على حدود الرتبة S.”
لم تكن الوحوش بعيدة، ولم يكن لديهم مجال كبير للمناورة. لكن بطريقة ما، تمكنوا من تجنب معظم الرماح بحركات أجسادهم السريعة والرشيقة. المقذوفات القليلة التي أصابت الهدف لم تكن فعالة أيضًا، فقد ارتدت من حراشف السنو درايك بدلاً من اختراقها.
لم أكن متأكدا تماما من السبب. ربما أردت أن أكافئهم على مساعدتي في تحديد بعض نقاط ضعفي.
لكن إذا كان كل ما يتعين علينا فعله هو إبعادهم عنا، فقد كانت لدينا فرصة للنجاة من هذا الهجوم.
عبست سارا بغضب. “أنت دائمًا متردد جدًا بشأن هذا الأمر. إذا كنت لا تريد أن تأتي، يمكنك فقط أن تقول ذلك. ليس الأمر كما لو أننا نطلب مساعدتك أو أي شيء آخر. “
الأعضاء الآخرون لكاونتر آرو قد تبعوا سارا إلى النقابة. كانت سوزان على رأس المجموعة، ويتبعها تيموثي في ثوبه الأحمر. بينما باتريس وميمير في الخلف.
وكما هو الحال دائما، كانت لهجة الفتاة باردة. ومع ذلك، شعرت أن موقفها كان أفضل قليلاً مما كان عليه في البداية. العداء الصريح الذي شعرت به منها في البداية لم يعد موجودًا بعد الآن. ليس أننا أصبحنا أصدقاء الآن أو أي شيء …
لم أكن متأكدة حتى لمل كرهته حقًا بعد الآن.
لا يهم، على أي حال. لم أكن بحاجة إلى أن يحبني الجميع في هذه المدينة.
“الأرض متجمدة في بعض الأماكن يا رفاق. راقبوا خطواتكم هنا.”
“اسف بشأن ذلك. أنا مجرد شخص غير حاسم على ما أعتقد. يأخذ مني الأمر بعض الوقت لاتخاذ قرار بشأن أي شيء“
“حسنا، الجميع! دعونا نزد الهجوم أيضًا! “
… هل يمكنك التوقف عن الاعتذار عن كل شيء صغير أيضًا؟ إنه أمر مثير للشفقة نوعًا ما.
“حسنًا، أيًا كان،” تمتمت سارا، وعبست وهي تدير وجهها إلى الجانب.
انطلاقًا من النظرة الغاضبة إلى حد ما على وجه سارا، كانت تعبر عن أفكارها الفعلية بدلاً من محاولة إيذاء مشاعري.
لقد سكتت لحظة. على الرغم من أنني وصفت نفسي بأنني غير حاسم، إلا أنني في الواقع اتخذت قراري بشأن هذا الأمر. لسبب ما، أردت فقط أن أتصرف وكأنني غير متأكد.
ومع ذلك، أنا لم أكن أنوي تغيير سلوكي لمجرد أنها وجدته “مثيرًا للشفقة”. لقد قررت بالفعل الالتزام بموقف مهذب مؤلم في المستقبل القريب.
“توقفي يا سارا،” جاء صوت من المدخل.
“أوه. آسف، أنا قادم” قلت، مسرعًا إلى مكاني في التشكل.
الأعضاء الآخرون لكاونتر آرو قد تبعوا سارا إلى النقابة. كانت سوزان على رأس المجموعة، ويتبعها تيموثي في ثوبه الأحمر. بينما باتريس وميمير في الخلف.
الطريق أخذنا من خلال شيء قد يكون بابًا جانبيًا، أو ربما مجرد ثقب في الحائط. ومن هناك، حصلنا على منظر مذهل للكهف من حولنا. إلى اليسار هناك طريق الجرف المتعرج الذي اتبعناه إلى هنا؛ إلى اليمين هناك مساحة مفتوحة هائلة بها بحيرة مظلمة هادئة في قاعها.
“حسنًا، أيًا كان،” تمتمت سارا، وعبست وهي تدير وجهها إلى الجانب.
أصبحت يميني الآن “هالك” ويساري “هرقل”. كنت آمل أن يشجعهم هذا على النضوج ليصبحوا زوجًا من الوحوش القوية. لقد حرصت على إعطاء هؤلاء الأولاد بعض الاهتمام بعد ساقاي.
“ماذا تقول يا روديوس؟” سألت سوزان بابتسامة.
لكنني أيضًا كرهت النبلاء بشكل عام. لقد دمرت مدينتي بسبب غطرستهم. لم يحركوا ساكنًا للمساعدة عندما خرجت الوحوش مسرعة من تلك الغابة إلى المنزل. إنهم لا يحركون أبدًا الفرسان لإنقاذنا.
“أنت قادم؟”
“لقد كان ساحر أرض من الدرجة الإلهية، بكل المقاييس. كان يقوم بانتظام بإقامة حصون مثل هذه في أماكن لا يمكن لأي إنسان أن يجدها، ثم ينشئ أنفاقًا حتى تتمكن قواته من شن هجمات مفاجئة.
لقد سكتت لحظة. على الرغم من أنني وصفت نفسي بأنني غير حاسم، إلا أنني في الواقع اتخذت قراري بشأن هذا الأمر. لسبب ما، أردت فقط أن أتصرف وكأنني غير متأكد.
الواقع الملموس لذلك يشعرني بقشعريرة طفيفة في عمودي الفقري. عندما كنت أحدق في البحيرة الشاسعة الموجودة تحت الأرض، وجدت نفسي أتساءل عما سيحدث لأي شخص يحاول السباحة هناك.
“نعم. سوف آتي معكم، إذا كنتم ستأخذونني.”
“المزيد قادم من اليسار!”
“ًيبدو جيدا! لنختار مهمة اليوم، إذن. “
بفضل ركضي اليومي، لم اتعب بعد، لكن هذا لم يكن يعني الكثير. لم أكن عداءًا سريعًا بأي حال من الأحوال.
“حسنا.”
هذا الرجل الغاضب للغاية هو زعيمهم، بطبيعة الحال. كما أتذكر، كان اسمه سولدات هيكلر. من المفترض أنه مبارز ماهر للغاية بأسلوب إله السيف
بتجاهلت سلوك سارا السيئ، يكون من السهل العمل مع كاونتر آرو. أحببت أن أكون حولهم. فسوزان شخص مراع. بينما تيموثاوس حسن الطباع ومؤنس.
بينما كبح الرجلان الآخران أنفسهما لكنهما كانا لطيفين بما فيه الكفاية. انها فرقة متوازنة بشكل جيد وقد تعلم أفرادها كيفية إشراكي في استراتيجيتهم، لذلك يسير القتال عادةً بسلاسة كبيرة.
مددت يدي اليسرى إلى جيبي وضغطت بقوة على قطعة القماش الموجودة بداخلها. بينما كانت السنو درايك تهاجمني، حاولت أن أجهز نفسي لما لا مفر منه.
لقد حاولوا السماح لسارا والمقاتلين في الخطوط الأمامية بالحصول على بعض الخبرة في كل قتال، لذلك اضطررت إلى تقييد إلقائي بعناية، لكنني شعرت أنني أعمل معهم حقا ، بدلاً من مجرد مساعدتهم.
“أوه. شكرا لك، أنا أقدر ذلك حقا.”
بمعنى آخر، شعرت وكأنني جزء من الفريق.
ربما كان الصوت يتردد داخل الأنقاض.
“حسنا، لنرى. لدينا روديوس معنا هذه المرة، لذا…”
“آه، لا.”
“هاي سوز! ماذا عن هذا؟”
عندما بدأوا في تجميع أنفسهم معًا، ظهر شيء نصف شفاف جزئيًا على طول الممر، واندفع ببطء نحونا. لقد كان جسمًا بشريًا نحيفًا، لكن لم يكن له رأس أو أرجل. كان يرتدي ثوبًا قديمًا مهترئًا، ويطفو نحونا بلا وزن، كما لو كان يسبح في الهواء نفسه.
“توقف. وظيفة جمع من الرتبة A؟ أوه، إنهم يريدون مجموعة من حراشف سنو درايك… حسنًا. أنا لا أعرف يا باتريس. يبدو الأمر محفوفًا بالمخاطر بعض الشيء.”
علي أن أقاتلهم بطريقة ما بينما أتراجع.
“نعم، ولكن لدينا روديوس، أليس كذلك؟ الدفع حسن ايضاً.”
“ما أخباركم؟ هل ستتقاتلون يا رفاق؟”
مشاهدة الخمسة منهم يتحدثون عن الأشياء أمام اللوح وضعتني في مزاج حنين قليلا.
منذ وقت ليس ببعيد، شاهدت إيريس ورويجيرد يجريان محادثات كهذه في نقابات في النصف الآخر من العالم.
في ذلك الوقت، كنت أنا من اتخذ القرارات الفعلية…
“هف …هف…”
“… ما رأيك يا روديوس؟”
“شكرًا على العرض يا رفاق، لكنني أتجول اليوم فقط.”
“همم؟ أوه. حسنا. أعتقد أن الأمر يبدو جيدًا بالنسبة لي”.
“هذا هو تخصصي!”
في هذه الأيام، كل ما علي فعله هو إبداء رأيي عندما يُطلب منه ذلك. لقد كان دورًا مختلفًا تمامًا عن الدور الذي لعبته في ديد إند. ليس لدي أي سلطة في هذه المجموعة. لقد كنت غريبًا حقًا. يمكنني فقط أن أقول ما أفكر فيه، ثم يقوم شخص آخر بإجراء القرار. لا إجهاد.
وعندما تعتقد أنك اكتشفت كيف يعمل العالم، فلن يمر وقت طويل حتى تقلب الطاولة عليك.
“حسنًا، أعتقد أننا اتفقنا” قالت سوزان. ” لنأخذ هذه الوظيفة.”
“الأرض متجمدة في بعض الأماكن يا رفاق. راقبوا خطواتكم هنا.”
وهكذا تم اتخاذ القرار. لم تكن المهمة مختلفة كثيرًا عن تلك التي تناولناها في الماضي، ولكن الحصول على النتائج باستمرار هو جزء من كيفية بناء السمعة. يجب أن أعطي هذا كل ما عندي، تمامًا كما هو الحال دائمًا.
“هل انت سكران؟! نحن في أطلال غالغاو!”
حارب ضد فريق اللوستر غريزلي . لقد حارب ضد السنو درايك أيضًا. لم يهرب أبدًا لإنقاذ نفسه، حتى عندما كان بإمكانه ذلك.
***
أومأت برأسي وحذرت عيني بشكل غير مؤكد من وهج سارا. وبمحض الصدفة، انتهى بي الأمر إلى مواجهة نظرة ميمير بدلاً من ذلك.
كنت أخطط للاحتفاظ بها في الوقت الحالي بدلاً من صرفها على الفور. آمل أن أتقدم للأمام خلال ستة أشهر أو نحو ذلك. لن أستخدم هذا القدر من المال في الوقت الحالي، ولكن لم يكن من المؤلم أبدًا أن أخبئ المزيد من النقود ليوم ممطر.
في اليوم التالي، حزمت أمتعتي وتوجهت إلى خارج روزنبرغ مع أعضاء آرو. كنا متجهين إلى موقع أثري قديم يقع على بعد حوالي يومين جنوب المدينة. لم أذهب هناك من قبل.
واضاف ميمير”نعم أنا أتفق”
مقابل ما يستحقه الأمر، فقد أجريت القليل من البحث في الليلة السابقة.
“أوه واو…”
وبما أن هدفنا كان جمع حراشف سنو درايك، فقد بدأت بالسؤال عنها. اتضح أن سنو درايك كان وحشًا يتم العثور عليه فقط حول هذه الآثار المحددة، على الأقل في هذه المنطقة.
“… هل تتلمسني؟”
كما يوحي الاسم، كان نوعًا دانيا من التنانين ذو حراشف بيضاء نقية. ليس لديه أجنحة، وكان حجمهم يقترب من ثلاثة الى أربعة أمتار. وبدلاً من التحليق في السماء، كانوا يعششون في أعماق الكهوف والأبراج المحصنة، عادةً في مجموعات كبيرة.
على الفور، انهارت الهياكل العظمية، وتفتت عظامهم على الأرض.
السنو درايك مخلوقات قوية، وعادةً ما تجدها في مجموعات، لذلك كانت تعتبر تهديدات من المرتبة S في القتال. لكنهم يكرهون الضوء الساطع، مما يعني أنهم لا يغامروا بالصعود إلى سطح الأرض كثيرًا.
بينما كنت واقفًا هناك مذهولًا، استدار تيموثي وصفعني على ظهري
بالإضافة إلى ذلك، كانوا سهلي الانقياد نسبيًا، ونادرًا ما يهاجمون أي شخص ما لم تتعرض أعشاشهم للتهديد. وبشكل عام، فإن معظم المغامرين لم يفكروا فيهم كخطر عظيم.
وكذلك صراخ باتريس الحزين أيضًا.
ربما هم وحوش متقدمة من المرتبة A، في أسوأ الأحوال.
ولزيادة الأمور على رأسها… لماذا اختار روديوس بحق الجحيم، من بين كل الناس؟ حارب روديوس بشجاعة عندما احتاج الأمر لذلك.
إن مهمتنا هذه المرة هي شق طريقنا إلى ديارهم، أطلال جالجاو، وجمع أي حراشف يمكن أن نجدها ملقاة هناك. هذه الحراشف عبارة عن عوازل رائعة وغالبًا ما تُستخدم في البناء، وقد ابتكر سكان هذه المنطقة من العالم جميع أنواع الطرق للوقاية من البرد، وبالنسبة لأولئك الذين يستطيعون تحمل تكاليفها، كانت حراشف سنو درايك واحدة من أفضل الحراشف.
انفجر الجميع بالضحك، وبدا أن التوتر في الهواء قد انخفض قليلاً. كان تيموثاوس رجلاً لطيف الكلام، لكنه كان يعرف كيف يتدخل مع نكتة أو اقتراح عندما يطلب منه ذلك. هذا شيئًا آخر أردت أن أتعلم تقليده.
وبصرف النظر عن صلابتها ومتانتها، فقد كانت بيضاء نقية وجميلة، مع لمعان جميل مزرق في الضوء. غالبًا ما تجدهم يبلطون أرضيات غرف النوم في قصور النبلاء المحليين.
“عفوا…”
يمكن أيضًا استخدام الحراشف لصنع الدروع أو التروس. لن تجد العديد من المغامرين العاديين يرتدون قطع كهذه، ولكن قد يكون لدى المحارب القديم المصنف S قطعة أو قطعتين، ومن المفترض أن فرسان دوقية بشيرانت يرتدون دروعا من حراشف سنو درايك.
لم أكن أعرف كيفية التعامل مع ذلك.
فأقوى الوحوش في هذه المنطقة أقوى من أي شيء آخر على قيد الحياة في هذه القارة. لذا من السهل أن نفهم سبب رغبة الناس في تصنيع معدات متطورة منهم.
تخول الهياكل العظمية التي تضربها التعويذات الإلهية إلى جزيئات من الضوء وتختفي نهائيًا. ولكن طالما ظل الطيف نفسه سليمًا، فيمكنه استدعاء عدد لا نهاية له من الكائنات الجديدة.
وبطبيعة الحال، كان تأمين هذه الحراشف يعني اقتحام أراضي بعض المخلوقات القوية جدًا دون دعوة. لم تكن لدينا أي نية لشن هجوم على عش سنو درايك، لكن هذه الآثار كانت موطنًا للعديد من الوحوش الأخرى… وبينما كان الدرايك سهلي الانقياد في العادة، بإمكانهم دائمًا أن يقرروا مهاجمتنا من العدم.
“ناه. يبدو أن عمر هذه خمسة أو ستة أيام “
بدا الجميع على حافة الهاوية بعض الشيء ونحن في طريقنا إلى الجنوب.
“نعم!”
بمجرد وصولنا إلى الأنقاض، قمنا بالتخييم في الخارج وعقدنا اجتماعنا المعتاد لمراجعة الخطة.
كان كاونتر آرو يتولون مهمة أخرى في ذلك الوقت، ولكن… كان سولدات يتسكع متفاخرًا بمهمته التالية، ويعد بإخبار الجميع عن مآثره البطولية بمجرد عودته.
“لقد أحضرت معي سهامًا من عظم الويرم من أجل هذه المهمة، لكنني لست متأكدة من أنها ستجتاز حراشف السنو درايك.”
وبينما كانوا يندفعون للأمام، وجدت أعينهم المحتقنة مجموعتنا الصغيرة، وتوقفت المجموعة الأولى فجأة قبل أن تصل إلينا. أحصيت ستة منهم.
“همم. أضن أننا يجب أن نحاول مع السم أيضًا. “
” اه حسنا . ما علاقة ذلك بأي شيء؟”
“إنهم لا يحبون الضوء الساطع، أليس كذلك؟ هل يمكننا إخافتهم بسحر النار؟”
حتى في قلعة تحت الأرض مثل هذه، من المفترض أنهم قاموا بموازنة قواتهم مع مجموعة متنوعة من الشياطين، بما في ذلك البعض الذين يمكنهم الطيران والبعض الآخر الذين يمكنهم الزحف على الجدران.
“إذا كان ذلك كافيًا لإخافتهم، فلن يكونوا وحوشًا على حدود الرتبة S.”
وهكذا تم اتخاذ القرار. لم تكن المهمة مختلفة كثيرًا عن تلك التي تناولناها في الماضي، ولكن الحصول على النتائج باستمرار هو جزء من كيفية بناء السمعة. يجب أن أعطي هذا كل ما عندي، تمامًا كما هو الحال دائمًا.
كالعادة، أخذ أعضاء كاونتر آرو الاستعدادات على محمل الجد.
“دعونا ننتهي من هذا،” تمتمت سوزان، وقد بدت ساخطة بعض الشيء.
لقد جمعوا جميعًا المعلومات بأنفسهم، وحاولوا معرفة كيفية تعظيم مساهماتهم. لو كانوا أكثر موهبة قليلاً كأفراد، أو كان لديهم مجموعة كاملة مكونة من سبعة أفراد، فمن المحتمل أن تصل مجموعتهم إلى الرتبة A دون الكثير من المتاعب.
لقد أطلقت تعويذة تلو الأخرى على السنو درايك أمامي مباشرةً، محاولًا تغيير مسارهم. كانت الضربة المباشرة من مدفعي الحجري قوية بما يكفي لتحطيم حراشف السنو درايك وثقب لحمهم، لكن حتى هذا ليس كافيًا لقتلهم. لم أكن متأكدة مما إذا كان السبب هو المسافة، أم أنهم تمكنوا بطريقة ما من لف أجسادهم للحد من الضرر.
في مرحلة ما، مددت يدي إلى جيبي وأحنيت رأسي في صلاة تأملية. طالما أنني أملك آثاري المقدسة، سأكون بخير.
لأكون صادقًا، كان من النادر العثور على طرف بهذا القدر من الاجتهاد في عملهم. كان معظم الناس يجنحون عن ذلك.
“نعم. أعتقد أنك تساعد حقا.”
“أنت لم تقل الكثير روديوس. حاول ألا تفسد خطتنا هناك، حسنًا؟”
“اسف بشأن ذلك.”
“حسنا. سأفعل ما أستطيع.”
أومأت برأسي وحذرت عيني بشكل غير مؤكد من وهج سارا. وبمحض الصدفة، انتهى بي الأمر إلى مواجهة نظرة ميمير بدلاً من ذلك.
“بجدية، من الأفضل لك. أعني أن أسهمي قد لا تعمل على تلك الأشياء… إذا اقترب أحدهم منك، فقد لا نكون قادرين على مساعدتك…”
لم يكن الأمر سهلاً بالنسبة لي، لكنه كان صعباً عليهم أيضاً. ومع ذلك، فإن ذكريات كفاحنا المشترك ستقربنا من بعضنا البعض، وتجعلنا أقوى.
بدت سارا بالتأكيد متوترة بشأن هذا الأمر. يمكنها إطلاق السهام بسرعة ودقة لا تصدق، لكن هذا لم يكن يعني الكثير ضد الأعداء الذين يتمتعون بمثل هذه الدفاعات الطبيعية القوية.
وافق تيموثي على ذلك على الفور، لكن سارا وسوزان عبستا. ومع ذلك، لم يشتكوا في الواقع. كانت هناك قاعدة غير مكتوبة بين المغامرين عندما يتعلق الأمر بهذا النوع من الأشياء.
على الرغم من أنها يمكن أن تجد نقاط ضعف للتصويب عليها، مثل العينين أو الفم، إلا أن الدقة المطلوبة تضعها في وضع غير مؤاتٍ حقًا – خاصة ضد مجموعات أكبر من الأعداء.
من هذه المسافة، من الصعب تحديد حجمه بالضبط، ولكن نظرًا لمدى سهولة أكل ذلك الخفاش العملاق، أفترض أن طوله لا يقل عن خمسة أمتار.
وبالطبع، كان هناك عدد لا بأس به من الوحوش ذات التصنيف A التي يمكنها تجاهل السهم، أو حتى مراوغته في الجو. كان السنو درايك بالتأكيد في هذه الفئة.
بينما أركض في شوارع روزنبرج ألهث بهدوء في ظلمة ما قبل الفجر. رأيت أنفاسي تتطاير في الهواء، كانت الطرق مغطاة بطبقة من الصقيع بالكاد مرئية. لذا فإن كل خطوة أخطوها كانت مصحوبة بـ “قرع” طفيف وطقطقة تحت قدمي.
لم تكن الوحوش الأخرى التي سكنت هذه الآثار في الغالب تشكل تهديدًا كبيرًا. لكن إذا وجدنا أنفسنا في مواجهة وحش من الفئة A، فمن الصعب معرفة ما إذا كانت سارا قادرة على إحداث الكثير من الضرر. كان ذلك محبطًا بشكل واضح بالنسبة لها.
لقد ردوا دائمًا عاطفتي بالمثل. بالطبع، سوف تنهار علاقتنا بسرعة إذا آذيتهم بشدة أو توقفت عن الاهتمام بهم.
ومع ذلك، هذا نوعًا ما هو كيفية سير الأمور في هذا النوع من العمل. قلة من المغامرين يمكنهم إنجاز الكثير بدون فرقة. لم أكن جيدًا بمفردي أنا الأخر. عندما تبدأ بالشعور بالغرور، تصبح مسألة وقت فقط حتى يظهر أمامك شخص أفضل منك.
من هذه المسافة، من الصعب تحديد حجمه بالضبط، ولكن نظرًا لمدى سهولة أكل ذلك الخفاش العملاق، أفترض أن طوله لا يقل عن خمسة أمتار.
وعندما تعتقد أنك اكتشفت كيف يعمل العالم، فلن يمر وقت طويل حتى تقلب الطاولة عليك.
“القرف. أنا آسف، لقد شرب العديد جدًا من الأنواع… فلنذهب يا سول!”
فالبقاء متواضعا هو السبيل الوحيد للمضي قدمت.
“أهاها…”
سارا لا تزال صغيرة. ربما لم تتعرض للعديد من النكسات الحقيقية بعد، وبالتالي بدت أكثر قلقًا بشأن ما قد يحدث لأعضاء الحزب الآخرين إذا لم تتمكن من أداء دورها. يبدو أن حقيقة أنها قد تكون في خطر بنفسها لم تستوعبها.
لم أكن أعرف كيفية التعامل مع ذلك.
بالطبع، يمكن لبقيتنا دائمًا التدخل لتقديم القليل من المساعدة غير الواضحة عندما تحتاج إليها. إذا لم يكن ذلك كافيًا، حسنًا… سيكون علينا عبور هذا الجسر عندما نصل إليه.
بينما كبح الرجلان الآخران أنفسهما لكنهما كانا لطيفين بما فيه الكفاية. انها فرقة متوازنة بشكل جيد وقد تعلم أفرادها كيفية إشراكي في استراتيجيتهم، لذلك يسير القتال عادةً بسلاسة كبيرة.
“لا تقلقي بشأن ذلك كثيرًا يا سارا” قلت. “مهمتنا هي ايجاد الحراشف، وليس محاربة السنو درايك. نحن نقوم بتنظيف شعرهم المتساقط لهم بشكل أساسي.”
لقد تركت سارا على قطعة أرض صافية. كان ردها هو تغطية صدرها بذراع واحدة والنظر إليّ. ووجهها محمر، وكان هناك نية قتل في عينيها.
“إنه على حق تمامًا”. قال تيموثي وهو يومئ برأسه بلطف “لنحاول ألا نقاتلهم إذا كان ذلك ممكنا على الإطلاق.”
وبينما كنا نملأ آخر حقائبنا، بدأت صرخات الوحوش تضعف أكثر فأكثر. نظرت سوزان إلى الأعلى ونظرت بشكل مثير للريبة في اتجاه الصوت الباهت.
“إذا وصل الأمر إلى الأسوأ، يمكننا دائمًا الهروب!” وأضاف باتريس.
“آه… هل ستخرجون غدًا؟”
“أنت جيد جدًا في الهروب يا باتريس.” قال ميمير ” اصارحك بهذا”.
” لا تكن متواضعًا جدًا يا ميمير” قال تيموثي “أنت أفضل عداء لدينا.”
لقد كنت الشخص الذي أسقط آخر سنو درايك.
انفجر الجميع بالضحك، وبدا أن التوتر في الهواء قد انخفض قليلاً. كان تيموثاوس رجلاً لطيف الكلام، لكنه كان يعرف كيف يتدخل مع نكتة أو اقتراح عندما يطلب منه ذلك. هذا شيئًا آخر أردت أن أتعلم تقليده.
“انظر، لقد كنت… منشغلاً بكل شيء في الكهف، أليس كذلك؟ لذلك اعتقدت… أنني سأأتي لأضع الأمور في نصابها الصحيح معكم أيها الناس.” لم تكن عيون سولدات مركزة تمامًا، وكان صوته أجشًا بعض الشيء. “أعتقد… لقد أفسدت الأمر هناك. آسف بشأن ذلك. لم أكن أدرك…ماذا كان يحدث، تعلمون؟”
“حسناً” قالت سوزان وهي تصفق بيديها معاً. “هل سنذهب يا رفاق؟” وقف الجميع على أقدامهم، وصارت تعابيرهم جادة مرة أخرى.
انطلاقًا من النظرة الغاضبة إلى حد ما على وجه سارا، كانت تعبر عن أفكارها الفعلية بدلاً من محاولة إيذاء مشاعري.
“أجل؟”
يقع مدخل الآثار على ضفاف جدول جبلي متعرج. لم يكن أكثر من مجرد ثقب في وجه الهاوية، في الحقيقة. كانت المساحة الداخلية نصف مغطاة بالجليد، مع وجود رقاقات ثلجية سميكة معلقة عبر المدخل.
“نعم، وأنت محظوظ لأننا فعلنا ذلك. معظم الأطراف كانت ستتركك لتموت.”
من الأعلى، يمكنك بسهولة التغاضي عنها. لأكون صادقًا، إن المكان أقل شبهًا بالآثار وأكثر شبهاً بالكهف حيث يمكن للدببة السبات في الشتاء. لقد شعرت تقريبًا أننا وصلنا إلى المكان الخطأ.
كنت أتوقع أن نواجه العديد من الأعداء في طريقنا إلى هنا. يبدو أن هناك عددًا قليلاً من الوحوش بشكل غريب اليوم. لقد كان ذلك الطيف هو التهديد الحقيقي الوحيد الذي واجهناه.
ومع ذلك، فإن هذا يطابق الوصف العام لمدخل أطلال جالجاو، والذي يبدو أن بعض المغامرين قد عثروا عليه قبل عشر سنوات. لكن لا أحد يستطيع أن يعطيني وصفًا محددًا لداخله، لذلك كان من الصعب تحديد ذلك على وجه اليقين.
“هممم… لننعطف يمينًا عند مفترق الطرق التالي، يا سوز.”
“هل هذا هو حقا؟” قالت سوزان بشكل مشكوك فيه.
بعد التأكد من هذه الحقيقة، سمحت لنفسي بالنوم.
” لا بد أنه كذلك.. كما اعتقد” قالت سارا وهي تشير إلى الأسفل “ترون؟ هناك بعض آثار الأقدام هناك.”
“توقفوا…”
عندما حدقت في الثلج خارج المدخل، رأيت البقايا الباهتة لآثار الأقدام البشرية. كان من الصعب معرفة عدد الأشخاص الذين زاروا هنا مؤخرًا، لكن من الواضح أن المكان اجتذب عددًا لا بأس به من الزوار.
نظرت سارا إلينا من فوق كتفها ووضعت إصبعها على شفتيها. ربما كانت محادثتنا تجعل من الصعب عليها الاستماع إلى التهديدات.
“همم. هل تلك آثار أقدام جديدة؟ آمل ألا يكون لدينا حجز مزدوج بين أيدينا هنا…”
كل ما يمكنني فعله هو الإيماءة ببطء.
“ناه. يبدو أن عمر هذه خمسة أو ستة أيام “
لقد تركت سارا على قطعة أرض صافية. كان ردها هو تغطية صدرها بذراع واحدة والنظر إليّ. ووجهها محمر، وكان هناك نية قتل في عينيها.
“لا يزال هناك احتمال أن يكون هناك طرف آخر في الداخل”.
من المؤكد أن سولدات لم يكن يقوم بعمل جيد في ذلك. ماذا كان ينوي أن يفعل إذا دخلنا في قتال هناك وسط الأنقاض على أية حال؟
“بعض هؤلاء يتجهون خارج الكهف، أترى؟ أراهن أنهم عادوا إلى المنزل بالفعل.”
جالجاو عبارة عن هيكل ضخم حقًا. فالنظر إليها من مدخلها مذهل إلى حد ما. ربما كان ارتفاع القلعة المدمرة خمسة طوابق، وبعرض مدرسة عادية.
لقد استمعت نصفيا إلى محادثة سارا وسوزان بينما كنت أبحث في معداتنا عن المعدات التي نحتاجها داخل الكهف. في الأساس، كان هذا يعني المشاعل التي أعددناها مسبقًا. أخرجتهم وأشعلتهم واحدًا تلو الآخر.
تخول الهياكل العظمية التي تضربها التعويذات الإلهية إلى جزيئات من الضوء وتختفي نهائيًا. ولكن طالما ظل الطيف نفسه سليمًا، فيمكنه استدعاء عدد لا نهاية له من الكائنات الجديدة.
كانت المشاعل أدوات أساسية لاستكشاف الكهوف. كانت المصابيح خيارًا أيضًا، لكن الشعلة المشتعلة يمكن أن تكون بمثابة سلاح مؤقت، وتستمر في إلقاء الضوء حتى لو استخدمتها بعنف قليلًا. يمكنك رميها جانبًا عندما تبدأ المعركة دون أن تغرق نفسك في الظلام. قد يكون الأمر خطيرًا إذا تجولت في غرفة محاصرة مليئة بالغازات، أو أشعلت العديد من النيرات التي ستستهلك كل الأكسجين الموجود في المنطقة… ولكن إذا كانت هذه الأنواع من المخاطر تزعجك، فمن الأفضل البقاء بعيدًا عن الكهوف في المقام الأول.
“أنت قادم؟”
ومع ذلك، كان من الجيد أن يكون لديك بديل أكثر سطوعًا وموثوقية لهذه العصي الخشبية المشتعلة. ربما شيء مثل فانوس LED قوي؟
من الواضح أني حصلت على جانبها السيئ منذ البداية، ولم تبدو نبرة صوتها أقل عدوانية أبدًا.
“الأرض متجمدة في بعض الأماكن يا رفاق. راقبوا خطواتكم هنا.”
“استعدوا للقتال جميعاً !” صاحت سوزان. “ادفعوا الأكياس إلى الجانب!”
لقد وزعت المشاعل على المجموعة بأكملها، بدءًا من سوزان. فضلت بعض الفرق أن يحمل عدد قليل فقط من الأشخاص المعينين مشاعلهم، لكن كاونتر آرو جعلوا الجميع يأخذون واحدا. لم يكن لدينا أي شخص يمكنه الرؤية بشكل مثالي في الظلام، ومع وجود رامي سهام في المجموعة، أردنا أفضل رؤية ممكنة.
بعد أن غيرت عباءتي، غادرت النزل خلفي وتوجهت هناك
بمجرد دخولنا الكهف، انتهت المحادثة الخاملة. تحركنا في صف واحد، وسلكنا الطريق المنحدر في صمت، وظلنا متيقظين لأية مخاطر.
منذ وقت ليس ببعيد، شاهدت إيريس ورويجيرد يجريان محادثات كهذه في نقابات في النصف الآخر من العالم.
لم يكن هناك الكثير من الوحوش في البداية. في بعض الأحيان المخلوقات التي تشبه مئويات الأقدام العملاقة سوف تنبثق وتهاجم.
“اعتقدت أنه من الغريب أننا واجهنا عددًا قليلاً جدًا من الوحوش في طريقنا إلى هنا، ولكن الآن أصبح كل شيء منطقيًا. لا بد أن بعض الأحداث الطبيعية قد فتحت ممرًا تحت الأرض بين أطلال جالجاو وكهف إلبرون مؤخرًا، واندفعت جميع المخلوقات من جالجاو إلى الكهف. “
لكن طليعتنا سوزان دمرتهم بسهولة بنفسها. تلك الحشرات بالكاد مؤهلة للقتال حقًا.لا يعني ذلك أنني أشتكي.
“الرياح العاتية!”
المسار الذي نتبعه ضيق جدًا لدرجة أنه كان من الصعب جدًا محاربة سرب حقيقي من الأعداء. إذا بدأت الوحوش تهاجمنا بشكل متكرر، فقد يتعين علينا التفكير في الانسحاب… حتى لو كانت متمركزة فقط في أجزاء قليلة من الكهف.
“لم نكن نعرف حتى أن أي شخص آخر كان يأخذ مهمة هنا!”
لم تساعد بقع الجليد على الأرض. علينا أن ننتبه جيدًا لكل خطوة نخطوها لتجنب السقوط على وجوهنا. كنا جميعًا نرتدي أحذية مسننة، لكن في بعض الأحيان لم يكن ذلك كافيًا لمنع قدميك من الانزلاق.
بطريقة ما، شعرت أن رامية السهام خاصتنا لم تكن شخصًا محبا للضفادع .
“آه!”
“عفوا…”
“حسنًا، أنا ممتن جدًا لك،” قلت، وأنا أخفض رأسي قليلًا.
سارا، التي كانت تسير أمامي، ترنحت فجأة إلى الجانب، لذلك مددت يدي بسرعة لأمسك بها. لقد كانت عيني مفيدة في مثل هذه الأوقات. لا يعني ذلك أنها لم تكن مفيدة بشكل أساسي طوال الوقت.
كنت أتوقع أن نواجه العديد من الأعداء في طريقنا إلى هنا. يبدو أن هناك عددًا قليلاً من الوحوش بشكل غريب اليوم. لقد كان ذلك الطيف هو التهديد الحقيقي الوحيد الذي واجهناه.
“… هل تتلمسني؟”
إن مهمتنا هذه المرة هي شق طريقنا إلى ديارهم، أطلال جالجاو، وجمع أي حراشف يمكن أن نجدها ملقاة هناك. هذه الحراشف عبارة عن عوازل رائعة وغالبًا ما تُستخدم في البناء، وقد ابتكر سكان هذه المنطقة من العالم جميع أنواع الطرق للوقاية من البرد، وبالنسبة لأولئك الذين يستطيعون تحمل تكاليفها، كانت حراشف سنو درايك واحدة من أفضل الحراشف.
“آه، لا.”
ومع ذلك… علي أن أستمر في المضي قدمًا، خطوة بخطوة.
لبضع لحظات طويلة، استمعت سوزان بعناية إلى الصرخات، ثم نظرت في الحراشف وأكياسنا نصف المملوءة. قالت أخيرًا :
لقد تركت سارا على قطعة أرض صافية. كان ردها هو تغطية صدرها بذراع واحدة والنظر إليّ. ووجهها محمر، وكان هناك نية قتل في عينيها.
لقد وزعت المشاعل على المجموعة بأكملها، بدءًا من سوزان. فضلت بعض الفرق أن يحمل عدد قليل فقط من الأشخاص المعينين مشاعلهم، لكن كاونتر آرو جعلوا الجميع يأخذون واحدا. لم يكن لدينا أي شخص يمكنه الرؤية بشكل مثالي في الظلام، ومع وجود رامي سهام في المجموعة، أردنا أفضل رؤية ممكنة.
هل كانت مستاءة للغاية لأنني لمستها هناك؟ بصراحة، لم أشعر بأي شيء تقريبًا، باستثناء الجلد الصلب لواقي صدرها. ربما كان ذلك سيحفز نبضي في تلك الأيام سابقا، لكنني لم أعد طفلاً صغيراً بريئاً بعد الآن، إذا كنت تعرف ما أعنيه.
ومع ذلك، لم أشعر حقًا برغبة في الانضمام إلى جوقة الشكاوى. لم أكن من أشد المعجبين بالحديث التافه عن الأشخاص خلف ظهورهم، خاصة أنني كنت شخصًا سيئًا في حياتي السابقة.
ومع ذلك، قررت في النهاية أنه من الآمن الاعتذار.
بعد التفكير مرة أخرى، ربما لم يكن اسمي الحقيقي معروفًا جيدًا.
“اسف بشأن ذلك.”
السحر الإلهي هو الرد الأكثر فعالية على الطيف. يمكن أن تمحو أشكالها الشبحية بسرعة أكبر بكثير وبشكل كامل من أي تعويذة نارية؛ سيموت الطيف المهزوم بهذه الطريقة إلى الأبد. بالإضافة إلى ذلك..
إذا وضعنا هذا الهراء جانبًا… لقد أصبحنا مكتظين للغاية لدرجة أن المضي قدمًا أصبح بالتأكيد أمرًا محرجًا بعض الشيء، لكن هذا الكهف كان ضيقًا جدًا لدرجة أنه لم يكن لدينا الكثير من الخيارات. في الوقت الحاضر، كنا نتحرك في صفوف ضيقة مكونة من شخصين، مع سوزان وباتريس في المقدمة، يليهما ميمير وسارا، وأنا وتيموثي في الخلف.
“يا! ليس من المفترض أن نقوم بتجنيده، أتذكرين؟”
لا يزال بإمكاني النظر من فوق رأس سارا وهي أمامي، ولكن بما أنها كانت أقصر قليلاً، فمن المحتمل أنه كان من المستحيل عليها أن ترى أي شيء بينما باتريس أمامها مباشرة. عادةً ما يكون الصف الأوسط متحررا حتى تتمكن من استهداف الأعداء في الأمام، لكن لم تكن هناك مساحة كافية هنا. يبدو أن هذا التدبير هو خيارنا الوحيد في الوقت الحالي. إذا أصبحت الأمور فوضوية، فقد أضطر إلى إقامة جدار أمام خط المواجهة مباشرة…
“” أيا كان. أنت لا تستطيع أن تشرب، أليس كذلك؟ “
“…أوه.”
“آسف لذلك” همست، لم يكن هذا بالتأكيد المكان أو الوقت المناسب للدردشة غير الرسمية. في مكان مثل هذا، قد يؤدي الإهمال إلى مقتلك في أي وقت من الأوقات على الإطلاق.
عندها فقط، انتهى المسار الذي كنا نتبعه فجأة. لقد خرجنا إلى مساحة كبيرة مفتوحة، مضاءة بشكل ساطع لدرجة أننا شعرنا وكأننا عدنا إلى الخارج. “رائع…”
أوه. صحيح. بالطبع.
نظرت للأعلى وأدركت أن السقف بأكمله كان مغطى ببقع من شيء ينبعث منه وهج أبيض مزرق. من هذه المسافة، لم أتمكن من معرفة ما إذا كان طحلبًا أو نوعًا من المعدن، ولكن مهما كانت المادة، فقد جعلت مشاعلنا تبدو غير ضرورية تقريبًا.
كان المكان عبارة عن قلعة تشبه المتاهة، ولم يغلق أيًا من المخارج.
كان طريقنا أيضًا أوسع بكثير مما كان عليه قبل دقيقة واحدة. وفجأة أصبح هناك مساحة كافية لخمسة أشخاص للسير جنبًا إلى جنب بشكل مريح. في الأمام، كان هناك جرف صخري ينحدر في الظلام على أحد جانبي الطريق. كان من الصعب معرفة ما يكمن في القاع، ولكن يبدو أنه نوع من البحيرات أو الأنهار التحت أرضية. كان لدي شعور سيء بشأن ما قد يكون كامنًا هناك. ربما لن يكون الوقوع فيه أعظم فكرة.
ربما ذلك منطقي، نظرًا لأن هذه قاعدة استيطانية وظيفية تم بناؤها لاستخدامها في حرب فعلية. كل شيء يتعلق بها كبيرًا الحجم. حتى الأسقف مرتفعة حوالي خمسة أمتار. ولكن من الغريب أن الممرات تميل إلى أن تكون ضيقة بشكل غير متناسب.
وعلى طول الطريق يوجد المكان الذي أتينا إلى هنا لزيارته : هيكل ضخم يشبه الحصن، منهار في بعض الأماكن ولكنه سليم من الناحية الكلية.
وعندما رأيته يقاتل من أجلنا… عدت مسرعة لإنقاذه.
هذه هي أطلال جالجاو.
“حسنا!”
“كان المكان بمثابة حصن خلال الحرب الأولى بين البشر والشياطين” قال تيموثي بهدوء “على ما يبدو، تم بناؤه من قبل واحد من أعظم خمسة ملوك شياطين في ذلك العصر. أطلقوا عليه اسم لارغون هارجون الجوفي”.
لكن…مازلت قد فاجئت نفسي قليلاً عندما عدت لإنقاذه.
هارجون، هاه؟ أتساءل عما إذا كان قد استدعى إله الدمار عندما قتلوه.
“لقد كان ساحر أرض من الدرجة الإلهية، بكل المقاييس. كان يقوم بانتظام بإقامة حصون مثل هذه في أماكن لا يمكن لأي إنسان أن يجدها، ثم ينشئ أنفاقًا حتى تتمكن قواته من شن هجمات مفاجئة.
لقد أخطأ بالتأكيد في هذا الموقف بالتحديد، لكنني لم أكن مستعدًا لرفضه باعتباره قطعة قمامة لا يمكن إصلاحها لمجرد أننا بدأنا بالطريق الخطأ.
“بلا مزاح ؟ أنت واسع المعرفة حقًا يا تيموثي.”
أضن أن البرمائيات الكبيرة لها وجه ساحر إلى حد ما، ولكن لكل منها وجهه الخاص. ومع ذلك، فقد التقيت بأكثر من شخص ذوي وجوه الضفادع في القارة الشيطانيّة. خذا شيئ يجب على سارا أن تتجاوزه في أحد هذه الأيام.
“حسنًا، كان القتال بين البشرية وملك الشياطين شرسًا للغاية في هذه المنطقة، لذلك لدينا الكثير من القصص حول الحرب التي تناقلتها الأجيال. أتذكر عددًا لا بأس به منهم من طفولتي.”
“حسنا!”
أوه. هذا كله مجرد تاريخ شعبي، إذن. ومع ذلك بدا الأمر معقولا. لم يكن لدي أي فكرة عن كيفية بناء قلعة ضخمة كهذه في أعماق الأرض.
رفعت رأسي للأعلى، فوجئت إلى حد ما بذكر ذلك. هل فعلت شيئًا لإثارة غضب هذا الرجل؟
إذا كان ما قاله تيموثي صحيحًا، فمن الممكن أن يكون لارجون هارجون قد قام بحفر نفق لقواته للأعلى للهجوم في أي مكان وفي أي وقت، دون سابق إنذار على الإطلاق. كانت الجدران الدفاعية عديمة الفائدة تمامًا. لا بد أن كل جندي بشري كان دائمًا على حافة الهاوية، ولا يعرف أبدًا متى قد يأتي الهجوم التالي… لقد كان من الغريب تقريبًا أن تتمكن البشرية بالفعل من الفوز في تلك الحرب.
“ابتعدوا عن الطريق!” صرخت سارا وهي تشق طريقها أمامي وتيموثي إلى موقع للأمام. لقد وضعت قوسها على كتفيها وسحبت سكينًا كبيرًا بدلا من ذلك.
“ألم تقل أنك نشأت في رانوا يا تيموثي؟” قالت سوزان وهي تنظر إلينا وعلى وجهها تعبير غريب بعض الشيء.
الأعضاء الآخرون لكاونتر آرو قد تبعوا سارا إلى النقابة. كانت سوزان على رأس المجموعة، ويتبعها تيموثي في ثوبه الأحمر. بينما باتريس وميمير في الخلف.
“صحيح. لقد ولدت في قرية مجهولة هناك، وأمضيت سنوات في مدينة شاريا. قد تعرفونها بسبب جامعة السحر. في النهاية، توجهت إلى أسورا لمتابعة حلمي في أن أصبح مغامرًا عظيمًا… وهكذا انتهى بي الأمر حيث أنا اليوم، رجل أكثر تواضعًا بكثير.”
“فيوه… حسنًا، ها نحن ذا. عمل جميل يا شباب… “
مملكة رانوا، هاه؟ أعتقد أنه من المحتمل أن ينتهي بي الأمر بالذهاب إلى هناك بنفسي في النهاية…
“يا إلهي،” تمتم تيموثي، وتنهد بهدوء. “ماذا كان يفكر الشياطين عندما صمموا هذا المكان؟”
نحن في خضم العمل الآن. كنت لأميل إلى التقاط بعض الصور لو كان لدي كاميرا، لكن لم يكن هناك وقت لهذا النوع من الأشياء. أنا بحاجة لجمع هذه الحراشف والعودة إلى المدينة في أسرع وقت ممكن.
في تلك اللحظة، انقطعت محادثتنا بوقاحة. “نحن نتعرض للهجوم!” صرخت سارا، وأسقطت شعلتها وأمسكت بقوسها.
” لا بد أنه كذلك.. كما اعتقد” قالت سارا وهي تشير إلى الأسفل “ترون؟ هناك بعض آثار الأقدام هناك.”
نظرت للأمام فرأيت مجموعة من الأشكال السوداء الطائرة ترفرف باتجاهنا بسرعة كبيرة. بدا أن كل واحد منهم يبلغ حجمه مترًا أو نحو ذلك.
وبصرف النظر عن صلابتها ومتانتها، فقد كانت بيضاء نقية وجميلة، مع لمعان جميل مزرق في الضوء. غالبًا ما تجدهم يبلطون أرضيات غرف النوم في قصور النبلاء المحليين.
“خفافيش عملاقة!”
لقد وقف وحيدًا ضد كل هؤلاء الأعداء ليكسب الوقت لنا لنهرب. لم يعرف سولدات أيًا من ذلك. لم ير روديوس في القتال. ما الذي أعطاه الحق في إهانة الطفل بهذه الطريقة؟
“ادخلوا التشكيل!” صرخت سوزان على الفور. “اتركوا هذا لخطنا الخلفي!”
كما اتضح، ان العدو تحتنا .
تقدم باتريس أمامي بشكل وقائي. تحركت سوزان وميمير لتشكيل جدار بشري أمام سارا وتيموثي.
هل كان يعتقد أنه يستطيع قتلنا جميعًا بسهولة والإفلات من العقاب؟ هذا الرجل متعجرف جدًا.
نحن نواجه الوحوش الطائرة هذه المرة. وبينما كان هناك بعض المساحة للمناورة الآن، علينا أن نكون حذرين، نظرًا لأننا لم نكن بعيدًا جدًا عن حافة الهاوية.
“لا يزال هناك احتمال أن يكون هناك طرف آخر في الداخل”.
كان من الآمن لطليعتنا أن تستوعب ببساطة هجمات الخفافيش بينما نحن الثلاثة نطلق عليهم من الخلف.
وجدنا مجموعة من السلالم المتهالكة في المنتصف إلى تؤدي الى الطابق الثاني، في نفس الوقت صار جانبي الممر مبطنين بمنحوتات حجرية عملاقة.
“يااه!” لم تضيع سارا أي وقت في إطلاق سهمها الأول. استقر سهمها في أحد الخفافيش التي تتحرك بسرعة، فاخترق رأسه مباشرة؛ دار جسده في الظلام نحو قاع الهاوية. كان من المثير للإعجاب دائمًا مشاهدة عملها. هذه الفتاة فنانة بهذا القوس.
“حسنًا، أيًا كان،” تمتمت سارا، وعبست وهي تدير وجهها إلى الجانب.
“فلتأتِ تلك النار الصغيرة المشتعلة ببركة عظيمة وحارقة! قاذف اللهب! “
شعرت أن وجهي يحمر احمرارًا عند التفكير في سولدات. في بعض الأحيان أ
كان نهج تيموثي أقل دقة بعض الشيء. أشار بكلتا يديه إلى السماء وأطلق العنان لتعويذة نار واسعة النطاق أدت إلى سقوط اثنين من الخفافيش العملاقة نحو هلاكهما.
هذا البرمائي الحيوي ذو اللونين الأزرق والأسود يذكرني بالضفادع السامة الموجودة في عالمي. علي أن أفترض أنه ليس آمنًا للأكل.
“الرياح العاتية!”
بطريقة ما، شعرت أن رامية السهام خاصتنا لم تكن شخصًا محبا للضفادع .
لقد اتبعت طريقة أكثر بساطة، حيث رفعت يدي وأحدثت انفجارًا قويًا في الهواء. نظرًا للحجم المعتدل لهذه الخفافيش، اعتقدت أن موجة الصدمة ستكون كافية لتعطيلها. وكما تمنيت، أحدثت الرياح المتفجرة ثقوبًا في أجنحتها؛ كان ذلك كافياً لمنعهم من الطيران بشكل صحيح. عندما شاهدت الخفافيش الباقية على قيد الحياة ترفرف ببطء نحو البحيرة، تنفست الصعداء قليلاً … والتي علقت في حلقي بعد لحظة.
( ذا سولدات جا يقول كل الي في بالي.. )
“توقفوا…”
“أنت لم تقل الكثير روديوس. حاول ألا تفسد خطتنا هناك، حسنًا؟”
“تبا!”
كان كلا الجرويين يقفزان بسعادة في تلك اللحظة، لذلك توقفت مؤقتًا لمداعبتهما قليلاً. لقد حرصت دائمًا على إنهاء جولاتنا بتدليك لطيف وشامل.
لقد خرج ضفدع ضخم من الماء بالأسفل وابتلع أحد الخفافيش بلقمة واحدة. نظر رجال المجموعة بشيء يشبه الدهشة؛ سارا من ناحية أخرى، ابتسمت في الاشمئزاز.
وبينما كنت أنظر، ترك الرجل المعني مجموعته وسار بسرعة نحونا. لم يكن لديه وجه ودود بشكل خاص، والتعبير المتوهج عليه لم يساعد الأمور. ربما كان لا يزال مشتعلًا بعد المعركة.
هذا البرمائي الحيوي ذو اللونين الأزرق والأسود يذكرني بالضفادع السامة الموجودة في عالمي. علي أن أفترض أنه ليس آمنًا للأكل.
لم تساعد بقع الجليد على الأرض. علينا أن ننتبه جيدًا لكل خطوة نخطوها لتجنب السقوط على وجوهنا. كنا جميعًا نرتدي أحذية مسننة، لكن في بعض الأحيان لم يكن ذلك كافيًا لمنع قدميك من الانزلاق.
من هذه المسافة، من الصعب تحديد حجمه بالضبط، ولكن نظرًا لمدى سهولة أكل ذلك الخفاش العملاق، أفترض أن طوله لا يقل عن خمسة أمتار.
“لا يزال هناك احتمال أن يكون هناك طرف آخر في الداخل”.
وهو نشيط بالنسبة لحجمه أيضًا. بإمكاني رؤيته وهو ينظر بشغف في كل مكان، ينتظر عما سقوط فريسة أخرى في مخبأه.
لقد اتبعت طريقة أكثر بساطة، حيث رفعت يدي وأحدثت انفجارًا قويًا في الهواء. نظرًا للحجم المعتدل لهذه الخفافيش، اعتقدت أن موجة الصدمة ستكون كافية لتعطيلها. وكما تمنيت، أحدثت الرياح المتفجرة ثقوبًا في أجنحتها؛ كان ذلك كافياً لمنعهم من الطيران بشكل صحيح. عندما شاهدت الخفافيش الباقية على قيد الحياة ترفرف ببطء نحو البحيرة، تنفست الصعداء قليلاً … والتي علقت في حلقي بعد لحظة.
بما أن هذا الشيء نشط إلى هذا الحد في مثل هذا البرد القارس، فلا بد أن يكون قاسيًا بشكل ملحوظ، حتى بالنسبة لوحش.
لقد وزعت المشاعل على المجموعة بأكملها، بدءًا من سوزان. فضلت بعض الفرق أن يحمل عدد قليل فقط من الأشخاص المعينين مشاعلهم، لكن كاونتر آرو جعلوا الجميع يأخذون واحدا. لم يكن لدينا أي شخص يمكنه الرؤية بشكل مثالي في الظلام، ومع وجود رامي سهام في المجموعة، أردنا أفضل رؤية ممكنة.
“لنحاول ألا نسقط هناك، هاه؟” تمتمت سوزان.
“أين هم؟!”
أومأت سارا برأسها بقوة. أستطيع أن أرى قشعريرة على جلدها.
سارا لا تزال صغيرة. ربما لم تتعرض للعديد من النكسات الحقيقية بعد، وبالتالي بدت أكثر قلقًا بشأن ما قد يحدث لأعضاء الحزب الآخرين إذا لم تتمكن من أداء دورها. يبدو أن حقيقة أنها قد تكون في خطر بنفسها لم تستوعبها.
بطريقة ما، شعرت أن رامية السهام خاصتنا لم تكن شخصًا محبا للضفادع .
هذه هي أطلال جالجاو.
أضن أن البرمائيات الكبيرة لها وجه ساحر إلى حد ما، ولكن لكل منها وجهه الخاص. ومع ذلك، فقد التقيت بأكثر من شخص ذوي وجوه الضفادع في القارة الشيطانيّة. خذا شيئ يجب على سارا أن تتجاوزه في أحد هذه الأيام.
شعرت أنه ليس لدينا حقًا أي شيء نأسف عليه هنا، لكن تيموثي اعتذر على أي حال. كان للرجل استراتيجيته للنجاح، وقد تمسك بها.
“لنسرع إلى الأمام جميعًا” دعا تيموثي. “انتبهوا لخطواتكم بعناية.”
كان المكان عبارة عن قلعة تشبه المتاهة، ولم يغلق أيًا من المخارج.
انطلقنا نحن الستة نحو القلعة مرة أخرى، نراقب بعناية ما يحيط بنا.
“همم.”
ومع ذلك، كان من النادر جدًا العثور على شخص في هذا العالم لا يشرب الخمر. ربما كان أول مغامر رصين أقابله في حياتي بالتفكير في الأمر.
جالجاو عبارة عن هيكل ضخم حقًا. فالنظر إليها من مدخلها مذهل إلى حد ما. ربما كان ارتفاع القلعة المدمرة خمسة طوابق، وبعرض مدرسة عادية.
عندما عدنا إلى نقابة المغامرين بعد بضعة أيام، وجدنا كومة ضخمة من مخالب وحراشف وأنياب السنو درايك موجودة بالفعل خارج المبنى. كان أعضاء فرقة القائد لا يزالون في الداخل، ويتفاخرون بمآثرهم الأخيرة.
من المستحيل تحديد المسافة التي تتعمق بها، حيث بدت وكأنها مدفونة جزئيًا في الصخر خلفها، على الرغم من ذلك، ربما كان عمقها أكثر إثارة للإعجاب.
بمعنى آخر، لم يكن علينا محاربة هذه المجموعة الكاملة من الوحوش. كل ما علينا أن نقلق بشأنه هو الاثنان أو الثلاثة الذين يهاجموننا مباشرة.
لم تكت أكبر مبنى رأيته في هذا العالم، لكن تأثيرها كان بالتأكيد معززًا بحقيقة أنه كان يقع تحت الأرض بطريقة ما. هل قام شخص واحد بجدية بإنشاء هذا الشيء بسحر الأرض؟
السحر الإلهي هو الرد الأكثر فعالية على الطيف. يمكن أن تمحو أشكالها الشبحية بسرعة أكبر بكثير وبشكل كامل من أي تعويذة نارية؛ سيموت الطيف المهزوم بهذه الطريقة إلى الأبد. بالإضافة إلى ذلك..
نقطة دخولنا إلى الأنقاض لم تكن البوابة الأمامية.
واضاف ميمير”نعم أنا أتفق”
الطريق أخذنا من خلال شيء قد يكون بابًا جانبيًا، أو ربما مجرد ثقب في الحائط. ومن هناك، حصلنا على منظر مذهل للكهف من حولنا. إلى اليسار هناك طريق الجرف المتعرج الذي اتبعناه إلى هنا؛ إلى اليمين هناك مساحة مفتوحة هائلة بها بحيرة مظلمة هادئة في قاعها.
أضن أن البرمائيات الكبيرة لها وجه ساحر إلى حد ما، ولكن لكل منها وجهه الخاص. ومع ذلك، فقد التقيت بأكثر من شخص ذوي وجوه الضفادع في القارة الشيطانيّة. خذا شيئ يجب على سارا أن تتجاوزه في أحد هذه الأيام.
العالم الذي جئت منه كان له نصيبه من المشاهد، بالطبع، ولكن لم يكن هناك الكثير مما يمكن مقارنته بهذا. المكان الوحيد الذي ستجد فيه شيئًا مشابهًا هو لعبة فيديو أو قطعة فنية خيالية.
هجمات القوة الغاشمة والهجامت القاطعة هي أبسط طريقة لجعلهم غير قادرين على الحركة، ولكن ذلك كان مجرد إجراء مؤقت.
وبالطبع، التواجد هنا في الواقع مختلف تمامًا عن النظر إلى الرسم التوضيحي. كان بإمكاني أن أشم رائحة الكهف، وأشعر بالهواء الراكد، وأسمع بين الحين والآخر صوت ضفدع عملاق يقفز عبر الماء بالأسفل.
لم يكن الأمر مهمًا حقًا. كل ما كان يهمني هو إخافتهم طالما أقنعتهم بالخروج عن المسار، يمكننا تجاوز هذا الأمر قطعة واحدة.
الواقع الملموس لذلك يشعرني بقشعريرة طفيفة في عمودي الفقري. عندما كنت أحدق في البحيرة الشاسعة الموجودة تحت الأرض، وجدت نفسي أتساءل عما سيحدث لأي شخص يحاول السباحة هناك.
كان هذا افتراضًا كبيرًا بالطبع. لكنني لم أشعر أنني أضيع وقتي هنا في كلتا الحالتين. بمجرد أن اكتشفت روتينًا جيدًا في روزنبرج، بإمكاني بسهولة أن أفعل نفس الشيء بالضبط في مدن أخرى. إذا قفزت من مدينة إلى أخرى، وأنا أتحرك باستمرار شرقًا عبرالأراضي الشمالية، يمكنني نشر الكلمة في جميع أنحاء المنطقة. سأتعثر في زينيث في النهاية.
“هل ستقف هناك وتنظر حولك طوال اليوم أم ماذا؟” سألت سارا.
… هل يمكنك التوقف عن الاعتذار عن كل شيء صغير أيضًا؟ إنه أمر مثير للشفقة نوعًا ما.
“أوه. آسف، أنا قادم” قلت، مسرعًا إلى مكاني في التشكل.
ركز يا روديوس ركز. أنا بحاجة إلى أن أكون جاهزًا وأنتظر ظهور الأعداء من العدم أو شيء من هذا القبيل.
“هل تحب المباني الكبيرة أو شيء من هذا؟”
“آه…نعم، أعتقد أنك على الأرجح على حق. سوزان تخبرني دائمًا بنفس الشيء، في الواقع. يجب أن أضع ذلك في الاعتبار.”
“ليس حقيقيًا. أنا لم أر الكثير من الأماكن مثل هذه من قبل، كمًا تعليمين”
فإذا أوقعت نفسي في فوضى حقيقية، ستصبح روابطنا هذه لا تقدر بثمن.
“همم.”
من المؤكد أن روديوس يمكن أن يثير أعصابك في بعض الأحيان. على عكس تيموثي، لم يدافع أبدًا عن نفسه على الإطلاق، وتلك الابتسامة المزيفة التي كان يلصقها دائمًا على وجهه تجعلني اتنهد في كل مرة أراه فيها.
نحن في خضم العمل الآن. كنت لأميل إلى التقاط بعض الصور لو كان لدي كاميرا، لكن لم يكن هناك وقت لهذا النوع من الأشياء. أنا بحاجة لجمع هذه الحراشف والعودة إلى المدينة في أسرع وقت ممكن.
لم تكت أكبر مبنى رأيته في هذا العالم، لكن تأثيرها كان بالتأكيد معززًا بحقيقة أنه كان يقع تحت الأرض بطريقة ما. هل قام شخص واحد بجدية بإنشاء هذا الشيء بسحر الأرض؟
نعم. لنعد مسرعين… إلى غرفتي الفارغة الوحيدة في النزل… هززت رأسي لأصفيه من الأفكار غير السارة وجعلت نفسي حذرا من القلعة المدمرة
ميمير وباتريس وسوزان قد ملأوا حقيبة بأكملها الآن؛ ربما كان هذا كافيًا لتلبية الحد الأدنى من متطلبات مهمتنا.
نفسها.
الآن بعد أن رأيتهم عن قرب، على الرغم من أنني تعرفت عليهم على الأقل.
“هذا الشيء هنا منذ الحرب الأولى بين البشر والشياطين هاه…؟”
“ها ها ها ها!” انفجر ميمير ضاحكًا بينما كان تيموثي يخدش بشكل محرج رقبته.
بعد كل الوقت الذي قضيته في السفر إلى قارة الشيطانية، رأيت نصيبي العادل من المباني التي شيدها الجنس الشيطاني. وشمل ذلك عددًا لا بأس به من القلاع والحصون الكبيرة ذات المظهر الغريب، بما في ذلك قلعة كيشيريسو في مدينة ريكاريسو.
يمكن أيضًا استخدام الحراشف لصنع الدروع أو التروس. لن تجد العديد من المغامرين العاديين يرتدون قطع كهذه، ولكن قد يكون لدى المحارب القديم المصنف S قطعة أو قطعتين، ومن المفترض أن فرسان دوقية بشيرانت يرتدون دروعا من حراشف سنو درايك.
هذه القلعة تشبههم بعض الشيء، ولكن من الواضح أنها كانت أقدم، وتركت انطباعًا مختلفًا قليلاً عن تلك التي رأيتها حتى الآن.
وجدنا مجموعة من السلالم المتهالكة في المنتصف إلى تؤدي الى الطابق الثاني، في نفس الوقت صار جانبي الممر مبطنين بمنحوتات حجرية عملاقة.
ربما ذلك منطقي، نظرًا لأن هذه قاعدة استيطانية وظيفية تم بناؤها لاستخدامها في حرب فعلية. كل شيء يتعلق بها كبيرًا الحجم. حتى الأسقف مرتفعة حوالي خمسة أمتار. ولكن من الغريب أن الممرات تميل إلى أن تكون ضيقة بشكل غير متناسب.
وبطبيعة الحال، كان هناك أيضًا عدد قليل من الأشخاص الذين لم يفكروا بشكل إيجابي بي.
الارتفاع منطقي، على الأقل. يمكن أن تكون الشياطين مختلفة جسديًا تمامًا عن البشر، بما في ذلك كونهم أطول في الحالات العادية. أما الممرات الضيقة… فربما كانت محاولة متعمدة لتسهيل الدفاع عن المكان؟
“ليس حقيقيًا. أنا لم أر الكثير من الأماكن مثل هذه من قبل، كمًا تعليمين”
“هممم… لننعطف يمينًا عند مفترق الطرق التالي، يا سوز.”
أومأ سولدات بارتياح، واستدار فجأة في اتجاهي. “مستنقع!”
“فهمت.”
بعد أن غيرت عباءتي، غادرت النزل خلفي وتوجهت هناك
لقد فوجئت قليلاً عندما أدركت أن تيموثي كان يحمل في يده خريطة فعلية للآثار. يبدو أن المغامرين يزورون هذا المكان بشكل منتظم، لذلك أعتقد أنه لم يكن مفاجئًا أن يبذل شخص ما جهدًا لرسم خريطة للتخطيط.
“لا يبدو أنهم يتجهون في طريقنا”.
“يا إلهي،” تمتم تيموثي، وتنهد بهدوء. “ماذا كان يفكر الشياطين عندما صمموا هذا المكان؟”
لقد انهار جدار الأرض الخاص بي. وشقت المزيد من الأجسام البيضاء طريقها عبر الأنقاض المنهارة. رأيت ما لا يقل عن اثني عشر منهم في الموجة الاولى .
كانت نظرة سريعة على الخريطة كافية لمعرفة أن هذه الآثار بمثابة متاهة. بدت أشبه إلى حد ما بخربشات طفل على ان أن تكون متاهاته متشابكة وغير منطقية لأنها “تبدو أكثر روعة” بهذه الطريقة.
“…حسنا مهلا. هذا غير صحيح.”
بالنظر إلى ما أعرفه عن عرق الشياطين، ربما كان ذلك جزءًا من الدافع هنا، ولكن…
“استجب لندائي يا إله الغموض، وحطم عدوي! مدفع الحجر! “
“حسنًا، إنهم ليسوا مثلنا، تعلمون؟ ربما هذا أكثر ملاءمة لهم، بطريقة أو بأخرى.”
“هممم، أعتقد أنك حق…”
“سنجمع الحراشف لفترة أطول قليلاً. ولكن لنكن سريعين بشأن هذا الأمر.”
حتى في قلعة تحت الأرض مثل هذه، من المفترض أنهم قاموا بموازنة قواتهم مع مجموعة متنوعة من الشياطين، بما في ذلك البعض الذين يمكنهم الطيران والبعض الآخر الذين يمكنهم الزحف على الجدران.
يقع مدخل الآثار على ضفاف جدول جبلي متعرج. لم يكن أكثر من مجرد ثقب في وجه الهاوية، في الحقيقة. كانت المساحة الداخلية نصف مغطاة بالجليد، مع وجود رقاقات ثلجية سميكة معلقة عبر المدخل.
قد يفسر ذلك الأسقف العالية والممرات الضيقة، فضلاً عن التصميم المعقد بشكل غريب. مثل… ماذا لو كانت الثقوب الموجودة في السقف والتي تبدو وكأنها أعمدة تهوية تؤدي في الواقع إلى ممرات لا يمكن استخدامها إلا للشياطين الزاحفة على الحائط؟ إن وجود بعض الممرات التي لا يمكن إلا للشياطين الاستفادة منها من شأنه أن يمنحهم ميزة كبيرة ضد أي بشر يشقون طريقهم إلى الداخل.
“لست متأكدًا مما إذا كانت الكلمة هي “محظوظا”. أعني، أشعر وكأنكم قمتم بحمايتي يا رفاق…”
على أية حال، لقد مر وقت طويل منذ أن رأينا وحشًا.
كل ما سمعته في جميع أنحاء المدينة دفعني إلى الاعتقاد بأن هذه الآثار مأهولة بالكثير من الحشرات والمخلوقات البرمائية، لكننا لم نتعرض للهجوم ولو مرة واحدة منذ دخولنا القلعة نفسها.
كان الجميع من حولي يسرفون في شرب الخمر، لكنني اخترت عصير الفاكهة المخفف بدلاً من ذلك. لقد كان في الأساس المشروب غير الكحولي الوحيد الذي يمكنك طلبه في الحانات هنا … إلا إذا كنت من كبار المعجبين بحليب الماعز.
هناك عظام ملقاة هنا وهناك، وفي بعض الأحيان لا تزال ملطخة بالدماء، لكن الوحوش نفسها لم تكن مرئية في أي مكان.
“حسنا إذا. دعونا نجمع حراشفنا ونخرج من هنا “. كانت ابتسامة تيموثي متعبة، وكان خده قد بدأ ينتفخ بالفعل. كل ما يمكنني فعله هو التنهد والإيماءة.
لكن بالطبع، هذا لا يعني أننا يمكن أن نتخلى عن حذرنا.
كل ما سمعته في جميع أنحاء المدينة دفعني إلى الاعتقاد بأن هذه الآثار مأهولة بالكثير من الحشرات والمخلوقات البرمائية، لكننا لم نتعرض للهجوم ولو مرة واحدة منذ دخولنا القلعة نفسها.
فجأة، هبت علينا عاصفة طويلة من الرياح محدثة صفيرا مخيفا. ولسبب ما، وقف الشعر الموجود في مؤخرة رقبتي.
في هذه المرحلة، عبس سولدات وأخرج إصبعه نحو تيموثي. “الحق يقال…! أنا لا أحب وجهك، يا رجل. أنت تبتسم كثيرا، اللعنة! مثير للشفقة! تترك رجلاً يلكمك بدلًا من الرد، ثم لا تشتكي حتى؟ أنا أكره هذا النوع من القرف. ربما كنت تحاول تهدئة الأمور! حسنا! لكن في بعض الأحيان، يجب على الرجل أن يقاتل !”
“نحن نتعرض للهجوم!” صاح ميمير على الفور.
من الواضح أني حصلت على جانبها السيئ منذ البداية، ولم تبدو نبرة صوتها أقل عدوانية أبدًا.
نظرت إلى الأمام والخلف وإلى كلا الجانبين، لكنني لم ألاحظ أي شيء يبدو وكأنه تهديد.
الواقع الملموس لذلك يشعرني بقشعريرة طفيفة في عمودي الفقري. عندما كنت أحدق في البحيرة الشاسعة الموجودة تحت الأرض، وجدت نفسي أتساءل عما سيحدث لأي شخص يحاول السباحة هناك.
“أين هم؟!”
على أية حال، يبدو أن هذه الأثار مسكونة.
” تحت أقدامكم!”
“أوه…” أخيرًا تباطأت حتى توقفت عندما وصلت إلى نزلي.
كما اتضح، ان العدو تحتنا .
ومع ذلك، يبدو أن أصدقائنا أصحاب الحراشف يتفاعلون بنفس الطريقة تمامًا. لم يسبق لي أن رأيت سحلية تحدق من قبل، ولكن ربما هذا هو شكلها. انفتحت أعينهم على اتساعها، وتجمدوا، وفتحوا أفواههم نصفيا ليهددونا بأنيابهم.
تلك العظام التي لاحظتها متناثرة في جميع أنحاء المسار كانت ترتفع ببطء عن الأرض، وتصدر صوت قعقعة أثناء تحركها.
“…بجدية؟” بدت سارا مندهشة، على الرغم من أنها هي التي وجهت الدعوة. ربما كانت تخطط لضربي ببعض الإهانة اللاذعة عندما أرفضها.
لدينا بعض الأولاد العظميين للتعامل معهم. أو الهياكل العظمية، إذا كنت تفضل ذلك.
ربما نحن جميعًا قلقون بشأن لا شيء. ربما تلك صرخات التزاوج للسنو درايك فقط، أو شيء من هذا القبيل؟ بعض الحيوانات تصبح صاخبة جدًا عندما تسخن. ربما وصلنا في منتصف طقوس التزاوج الخاصة بهم.
عندما بدأوا في تجميع أنفسهم معًا، ظهر شيء نصف شفاف جزئيًا على طول الممر، واندفع ببطء نحونا. لقد كان جسمًا بشريًا نحيفًا، لكن لم يكن له رأس أو أرجل. كان يرتدي ثوبًا قديمًا مهترئًا، ويطفو نحونا بلا وزن، كما لو كان يسبح في الهواء نفسه.
لأكون صادقًا، كان من النادر العثور على طرف بهذا القدر من الاجتهاد في عملهم. كان معظم الناس يجنحون عن ذلك.
لست خبيرًا أو أي شيء من هذا القبيل، ولكن لا بد أن ذلك شبح من نوع ما.
“حسنا على أي حال. لنحتفل بحقيقة أننا خرجنا من تلك الفوضى دون أن نخسر أي شخص، أليس كذلك؟ عادة، واحد منا على الأقل سيموت هناك “.
“لدينا هياكل عظمية وطيف ، أيها الزعيم!” “اسحبهم لنا يا باتريس!”
“انظر. إنه يصلي مرة أخرى!
“حسنا!”
“هذه الأشياء لا تسعى خلفنا! فقط اضغطو على أولئك الذين يندفعون وابعدوهم عن المسار! “
“سارا، تيموثي، روديوس، اعتنوا بنا وركزوا على الهياكل العظمية! ”
“عفوا خطأي.”
“حسنا!”
“أجل؟”
التفت ووجدت أن عددًا من الهياكل العظمية التي تحمل سيوفًا قديمة صدئة تتجه نحونا بالفعل من الخلف. يمكنهم في الواقع التحرك بسرعة مدهشة.
كان من المستحيل معرفة المدة التي ستستمر فيها موجات السنو درايك هذه، لكن في النهاية تمكنا على الأقل من الهروب من هذه الغرفة.
“ابتعدوا عن الطريق!” صرخت سارا وهي تشق طريقها أمامي وتيموثي إلى موقع للأمام. لقد وضعت قوسها على كتفيها وسحبت سكينًا كبيرًا بدلا من ذلك.
في مرحلة ما، مددت يدي إلى جيبي وأحنيت رأسي في صلاة تأملية. طالما أنني أملك آثاري المقدسة، سأكون بخير.
“الهياكل العظمية ضعيفة أمام الهجامات الغاشمة والحادة ياروديوس!” صرخ تيموثاوس.
“هممم، أعتقد أنك حق…”
“هذا هو تخصصي!”
تلك العظام التي لاحظتها متناثرة في جميع أنحاء المسار كانت ترتفع ببطء عن الأرض، وتصدر صوت قعقعة أثناء تحركها.
أشرت بكلتا يدي نحو الهياكل العظمية المندفعة. إذا كانت القوة الغاشمة كافية لإسقاطهم، فلن يكون هذا أيضًا سيئا على الاطلاق.
“المدفع الحجري!”
كشر سولدات وهز رأسه وبصق على الأرض. “اللعنة. من السيء أني لكمتك من اللا مكان، إذن…”
ضربت مقذوفتي القاتلة المفضلة الهيكل العظمي الأول في الصف وسحقته؛ استمر الحجر في التحرك، ودمر الهيكل العظمي الثاني أيضًا.
بعد أن استرخيت قليلاً، بدأت في تخفيف قبضتي عن عصاي… “يا للحماقة! إنهم يهجمون!”
“استجب لندائي يا إله الغموض، وحطم عدوي! مدفع الحجر! “
“أوه. آسف، أنا قادم” قلت، مسرعًا إلى مكاني في التشكل.
بعد جزء من الثانية، أطلق تيموثي مدفعه الحجري، الذي اصطدم بهيكل عظمي واحد قبل أن يتوقف.
بدا كما لو انه تناول بعض المشروبات بالفعل.
أعتقد أنني فزت بهذه الجولة… لا يعني ذلك أنها منافسة أو أي شيء من هذا القبيل.
بينما أركض في شوارع روزنبرج ألهث بهدوء في ظلمة ما قبل الفجر. رأيت أنفاسي تتطاير في الهواء، كانت الطرق مغطاة بطبقة من الصقيع بالكاد مرئية. لذا فإن كل خطوة أخطوها كانت مصحوبة بـ “قرع” طفيف وطقطقة تحت قدمي.
“حسنًا، لقد انتهينا جميعًا هنا. دعونا…”
“ها ها!رد يا فتى!”
“ليس بعد!”
“كما تعلم.. الحفلة اللاحقة. نحن سنذهب إلى الحانة.”
بينما كنت أدور لدعم سوزان والآخرين،
وفي النهاية التقت عيني بأعين المجموعة التي ظهرت من أعماق الأنقاض. كانت المجموعة بأكملها تنظر في اتجاهنا. كان بعضهم يحمل سيوفًا، والبعض الآخر يحمل دروعًا أو عصيًا.
أعادتني صرخة تيموثي العاجلة إلى تركيزي. بدأ هيكل عظمي يتشكل أمام عيني. نفس الذي حطمته يعيد تجميع نفسه ببطء بطريقة أو بأخرى.
تمكن تيموثي من إبقاء الأمور سلمية بطريقة أو بأخرى؛ آخر شيء احتاجه الفريق هو السماح لاستيائهم بالتفاقم والانفجار في معركة أخرى مع سولدات ورفاقه.
“طالما أن الطيف على قيد الحياة، فهذه الهياكل العظمية خالدة!”
العالم الذي جئت منه كان له نصيبه من المشاهد، بالطبع، ولكن لم يكن هناك الكثير مما يمكن مقارنته بهذا. المكان الوحيد الذي ستجد فيه شيئًا مشابهًا هو لعبة فيديو أو قطعة فنية خيالية.
أوه. صحيح. بالطبع.
كانت هناك بلدة صغيرة قريبة، ولم تكن بعيدة عن روزنبرج أيضًا. ونظرا لمخاطر الوضع وإلحاحه، تمت إحالة الأمر على الفور إلى النقابة.
الهياكل العظمية مخلوقات خالدة. يمكنك تحطيمهم وإشعال النار بهم، وسيظلون يأتون إليك أثناء احتراقهم. احرقهم إلى رماد، وما زالوا يجمعون أنفسهم مرة أخرى.
“أوه، شكوى جيدة…” يبدو أن قائد كاونتر آرو المحترم كان ضعيفا في الشرب ، ومن الواضح أن أصدقائه لم يسمحوا له بنسيان ذلك أبدًا.
هجمات القوة الغاشمة والهجامت القاطعة هي أبسط طريقة لجعلهم غير قادرين على الحركة، ولكن ذلك كان مجرد إجراء مؤقت.
“الرياح العاتية!”
أثناء شلهم، عليك القضاء على الطيف الذي يحركهم. يمكن لسحر النار أن يحرق الطيف، لكن هذا لا يفعل الكثير باستثناء توفير القليل من الوقت لك. مثل الهياكل العظمية التي كان يسيطر عليها، فإنه سيعود في نهاية المطاف.
وبصرف النظر عن صلابتها ومتانتها، فقد كانت بيضاء نقية وجميلة، مع لمعان جميل مزرق في الضوء. غالبًا ما تجدهم يبلطون أرضيات غرف النوم في قصور النبلاء المحليين.
السحر الإلهي هو الرد الأكثر فعالية على الطيف. يمكن أن تمحو أشكالها الشبحية بسرعة أكبر بكثير وبشكل كامل من أي تعويذة نارية؛ سيموت الطيف المهزوم بهذه الطريقة إلى الأبد. بالإضافة إلى ذلك..
تخول الهياكل العظمية التي تضربها التعويذات الإلهية إلى جزيئات من الضوء وتختفي نهائيًا. ولكن طالما ظل الطيف نفسه سليمًا، فيمكنه استدعاء عدد لا نهاية له من الكائنات الجديدة.
أنا لا أكره روديوس.
“أدعوك يا الهي الذي يبارك الأرض التي تغذينا! أوفي العقوبة الإلهية لأولئك الحمقى الذين يتحدون الطرق الطبيعية! تطهير! “
لقد اتبعت طريقة أكثر بساطة، حيث رفعت يدي وأحدثت انفجارًا قويًا في الهواء. نظرًا للحجم المعتدل لهذه الخفافيش، اعتقدت أن موجة الصدمة ستكون كافية لتعطيلها. وكما تمنيت، أحدثت الرياح المتفجرة ثقوبًا في أجنحتها؛ كان ذلك كافياً لمنعهم من الطيران بشكل صحيح. عندما شاهدت الخفافيش الباقية على قيد الحياة ترفرف ببطء نحو البحيرة، تنفست الصعداء قليلاً … والتي علقت في حلقي بعد لحظة.
من الواضح أن ميمير تدرب على هذا في مدرسة سحر.
ومع ذلك، لسبب ما، وجدت أنه من الصعب رفض كاونتر آرو.
ألقيت نظرة سريعة على صوت التعويذة الغير مألوفة ورأيت كرة الضوء التي استدعاها ميمير توفي ضربة قوية إلى جسد الريث الطيفي.
هل يمكنني فعل ذلك؟ على الاغلب لا.
“جييييييييييييي-” مع صرخة تصم الآذان، اختفى الطيف. انفجر جسده الشفاف جزئيًا وتحول إلى ذرات صغيرة من الضوء، والتي سرعان ما تلاشت.
بعد أن استرخيت قليلاً، بدأت في تخفيف قبضتي عن عصاي… “يا للحماقة! إنهم يهجمون!”
على الفور، انهارت الهياكل العظمية، وتفتت عظامهم على الأرض.
ومع ذلك، في نهاية المطاف، لم يكن الأمر يستحق الجدال مع هؤلاء الرجال بالتأكيد. لذلك علينا أن نأخذ هذه المشاعر المختلطة معنا إلى المنزل بدلاً من ذلك. عظيم.
“حسنًا، نحن بخير!” قالت سوزان. ” إل لنعد للتشكيلة جميعا!”
هارجون، هاه؟ أتساءل عما إذا كان قد استدعى إله الدمار عندما قتلوه.
استدارت سارا وركضت بجانبي لتأخذ وضعها الطبيعي في المنتصف؛ انضم إليها ميمير، وعدنا إلى ترتيبنا الأول.
***
تلك المعركة كانت مقلقة بعض الشيء، لكن على الأقل تمكنت من رؤية تعويذة جديدة للمرة الأولى.
“سارا، تيموثي، روديوس، اعتنوا بنا وركزوا على الهياكل العظمية! ”
“هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها سحرًا إلهيًا… أو طيفا..” قلت بهدوء وأنا أنظر إلى تيموثي.
لقد حدث كل ذلك فجأةً. تجمد تيموثي في مكانه، مثلنا تمامًا. لم يستطع حتى أن يصرخ بكلمة “تراجع”.
“إنها المرة الثانية فقط التي أرى فيها واحدا بنفسي” أجاب “في المرة الأولى، كان فريقي جاهلا تماما، وتسبب في مقتل أحد أصدقائنا. لقد كان ذلك درسا مؤلما للغاية.”
أعادتني صرخة تيموثي العاجلة إلى تركيزي. بدأ هيكل عظمي يتشكل أمام عيني. نفس الذي حطمته يعيد تجميع نفسه ببطء بطريقة أو بأخرى.
“ألم يكن ميمير معك في تلك المرحلة؟”
“هل ستعود إلى النزل أو شيء من هذا؟”
“لا. هذا قبل وقت طويل من تشكيل فرقة كاونتر آرو. لقد حرصت على جعلنا نتدرب على هذا السيناريو. أنا سعيد جدًا لأنني فعلت ذلك.”
منذ وقت ليس ببعيد، شاهدت إيريس ورويجيرد يجريان محادثات كهذه في نقابات في النصف الآخر من العالم.
نظرت سارا إلينا من فوق كتفها ووضعت إصبعها على شفتيها. ربما كانت محادثتنا تجعل من الصعب عليها الاستماع إلى التهديدات.
“ماذا، هل هذا كل ما لديك؟!” الرجل الذي كان في مقدمة هذه المجموعة – وهو الذي زمجر سابقًا – قطع الدرايك واحدًا تلو الآخر، وهرع الأشخاص الذين تبعوه لدعمه.
“آسف لذلك” همست، لم يكن هذا بالتأكيد المكان أو الوقت المناسب للدردشة غير الرسمية. في مكان مثل هذا، قد يؤدي الإهمال إلى مقتلك في أي وقت من الأوقات على الإطلاق.
شعرت أنه ليس لدينا حقًا أي شيء نأسف عليه هنا، لكن تيموثي اعتذر على أي حال. كان للرجل استراتيجيته للنجاح، وقد تمسك بها.
على أية حال، يبدو أن هذه الأثار مسكونة.
مع وضع هذه الفكرة في الاعتبار، ركزت انتباهي على اتجاه عش السنو درايك. يصور التمثال الأخير في الردهة امرأة شهوانية ساقاها متباعدتان – امرأة لا ترتدي سوى بنطال ساخن، وواقي للثدي، وعباءة.
وذلك أكثر من مزعج بعض الشيء. انطلاقًا من مظهره، ربما كان هذا الطيف محاربًا في حياته السابقة… هل يمكن أنه جندي من الحرب الأولى بين البشر والشياطين؟
“أهاها…”
لا، ذلك غير مرجح حقًا. من المؤكد أن شبحًا من هذا الماضي البعيد لن يظل يتسكع في مكان يزوره الناس بانتظام إلى حد ما. ربما هو مغامر مات هنا خلال السنوات القليلة الماضية.
وبالطبع، كان هناك عدد لا بأس به من الوحوش ذات التصنيف A التي يمكنها تجاهل السهم، أو حتى مراوغته في الجو. كان السنو درايك بالتأكيد في هذه الفئة.
تعازيّ يا صديقي. أتمنى أن ترقد بسلام.
ربما هم وحوش متقدمة من المرتبة A، في أسوأ الأحوال.
“آه جيد، وصلنا!”
حارب ضد فريق اللوستر غريزلي . لقد حارب ضد السنو درايك أيضًا. لم يهرب أبدًا لإنقاذ نفسه، حتى عندما كان بإمكانه ذلك.
أعادني صوت سوزان إلى الواقع. أدركت أننا خرجنا أخيرًا من تلك المتاهة المتعرجة من الممرات إلى مساحة أكبر وأكثر انفتاحًا. بدا أننا في رواق واسع ربما يبلغ طوله مائة متر.
“هذا هو تخصصي!”
وجدنا مجموعة من السلالم المتهالكة في المنتصف إلى تؤدي الى الطابق الثاني، في نفس الوقت صار جانبي الممر مبطنين بمنحوتات حجرية عملاقة.
يبدوا أن سلاح الفرسان قد وصل.
من الواضح جدًا أن جزءًا مهمًا من القلعة يقع أمامنا.
كان الرجل لا يزال عابسًا بشدة، وهاجم تيموثي ولكمه في وجهه، مما أدى إلى سقوطه على الأرض. صرخت سوزان وسارا بغضب، وسحبتا أسلحتهما.
“أوه واو…”
“ماذا، هل أنا غير مرحب بعد كل شيء؟”
ثم هنالك السقف.
كان الرجل لا يزال عابسًا بشدة، وهاجم تيموثي ولكمه في وجهه، مما أدى إلى سقوطه على الأرض. صرخت سوزان وسارا بغضب، وسحبتا أسلحتهما.
مغطى عمليًا بسجادة من الحراشف البيضاء الجميلة، تقريبًا مثل بتلات شجرة أزهار الكرز المتفتحة. لا بد أن هذه هي حراشف سنو درايك التي نحن هنا من أجلها.
“توقفي يا سارا،” جاء صوت من المدخل.
بناءً على البحث الذي قمنا به مسبقًا، نتستطيع القول أن هذه القاعة جزء من الطريق الذي استخدمه السنو درايك للانتقال من عشهم إلى مناطق الصيد الخاصة بهم.
“ماذا تقول يا روديوس؟” سألت سوزان بابتسامة.
غالبًا ما يتوقفون هنا للعناية بأنفسهم أثناء تحركهم عبر المنطقة. لقد كان معروفًا بأنه أفضل مكان للعثور على حراشفه في الآثار بأكملها.
اهدأ يا روديوس. أنت لا تعرف حتى ما يحدث بعد. أي شيء تفعله الآن قد يأتي بنتائج عكسية.
“وراء هذه القاعة، سنخطو إلى منطقة السنو درايك” صاحت سوزان من الأمام. “لا تذهب إلى أبعد من ذلك التمثال الأخير في الصف هناك. هل هذا واضح للجميع؟”
“…حسنًا، أنا قاصر.”
“نعم!” صاح ميمير وباتريس في انسجام تام، ثم استعدا اللعمل على جمع الحراشف.
بمجرد دخولنا الكهف، انتهت المحادثة الخاملة. تحركنا في صف واحد، وسلكنا الطريق المنحدر في صمت، وظلنا متيقظين لأية مخاطر.
لقد خططنا بعناية لهذا الجزء من العملية مسبقًا. كان من المفترض أن أراقب التهديدات من جميع الاتجاهات. جنبًا إلى جنب مع سارا وتيموثي.
بعد أن غيرت عباءتي، غادرت النزل خلفي وتوجهت هناك
من المعروف أن السنو درايك تخرج من أقصى نهاية هذا الردهة، وأحيانًا تخرج وحوش أخرى من الطابق الثاني أو الممر الذي مررنا به للتو.
لقد تركت سارا على قطعة أرض صافية. كان ردها هو تغطية صدرها بذراع واحدة والنظر إليّ. ووجهها محمر، وكان هناك نية قتل في عينيها.
كنا نبحث بشكل أساسي عن الخفافيش العملاقة، والخلد ذات العيون الحمراء والأطياف وغيرها.
شعرت أنه ليس لدينا حقًا أي شيء نأسف عليه هنا، لكن تيموثي اعتذر على أي حال. كان للرجل استراتيجيته للنجاح، وقد تمسك بها.
إذا ظهرت السنو درايك نفسها، سنتراجع إلى الممر أو نختبئ خلف الغطاء. إذا ظهرت الوحوش الأخرى، فسنقوم فقط بتنبيه الآخرين والقضاء عليهم. في هذه الأثناء، سيجمع باقي أعضاء الفريق أكبر عدد ممكن من الحراشف.
بمجرد أن نملأ جميع الأكياس الستة التي أحضرناها، سيكون لدينا ما يكفي للعودة إلى النقابة.
وشرع الرجل في إمطاري بوابل من الإهانات.
يمكن أن يصبح هذا خطيرًا جدًا إذا انتهى بنا الأمر بطريقة ما إلى القتال مع السنو درايك… ولكن بصرف النظر عن هذا الاحتمال، هذه المهمة بصراحة بسيطة جدًا لدرجة أنها بالكاد تشعرك بأنها تستحق تصنيف المرتبة A.
“عفوا…”
كنت أتوقع أن نواجه العديد من الأعداء في طريقنا إلى هنا. يبدو أن هناك عددًا قليلاً من الوحوش بشكل غريب اليوم. لقد كان ذلك الطيف هو التهديد الحقيقي الوحيد الذي واجهناه.
“أعتقد أنني أملك فكرة تقريبية عما حدث هنا”، واصل بتنهيدة صغيرة، مبتسمًا بلطف للرجل الذي قام بلكمه للتو.
لسبب ما، هذا جعلني في الواقع غير مرتاح بعض الشيء. علي أن أتأكد من عدم التخلي عن حذري.
لقد تركت الوظيفة طعمًا سيئًا في أفواهنا، لكن في نهاية اليوم، حصلنا على يوم راتب جيد جدًا. على الرغم من كل ما حدث من أخطاء، تمكنا من إعادة حراشف أكثر مما توقعنا معنا.
مع وضع هذه الفكرة في الاعتبار، ركزت انتباهي على اتجاه عش السنو درايك. يصور التمثال الأخير في الردهة امرأة شهوانية ساقاها متباعدتان – امرأة لا ترتدي سوى بنطال ساخن، وواقي للثدي، وعباءة.
ابتسمت سوزان لهذا الأمر ودفعت سارا قليلاً بمرفقها. “أوه، أنا لا أعرف. أنت من عاد مسرعاً إلى هناك أولاً، أليس كذلك؟ قال ميمير إنها قضية خاسرة، لكنك أصررت على أنه يمكننا استعادته…”
وضعت يديها على وركها… ولسبب ما، كانت هناك سلاسل عليهما. شعرت بالحزن قليلاً لأن رأسها قد سقط في وقت ما على مر القرون.
لقد وزعت المشاعل على المجموعة بأكملها، بدءًا من سوزان. فضلت بعض الفرق أن يحمل عدد قليل فقط من الأشخاص المعينين مشاعلهم، لكن كاونتر آرو جعلوا الجميع يأخذون واحدا. لم يكن لدينا أي شخص يمكنه الرؤية بشكل مثالي في الظلام، ومع وجود رامي سهام في المجموعة، أردنا أفضل رؤية ممكنة.
كان هناك باب بين ساقي هذا التمثال. على مسافة أبعد قليلاً من ذلك الممر، كان من الواضح أنه المكان الذي تعيش فيه السنو درايك، لذلك من المفترض أنه المكان الذي سيأتون منه إذا ظهروا.
“ماذا بحق الجحيم من المفترض أن يعني ذلك؟ هل تحاول أن تغضبني يا فتى؟ أنت دائما هكذا! كل ما تفعله هو الإعلان عن نفسك، ثم تتصرف وكأنك أفضل من أن تحصل على المال! أنت تستمتع بالتصرف مثل شهيد، هاه؟ نحن جميعا بحاجة إلى المال من أجل البقاء ، اللعنة! “
لم يكن الأمر مهمًا حقًا، لكن ملابس هذا التمثال بدت مألوفة بشكل غريب.
هناك عظام ملقاة هنا وهناك، وفي بعض الأحيان لا تزال ملطخة بالدماء، لكن الوحوش نفسها لم تكن مرئية في أي مكان.
أوه! انتظر، هل من المفترض أن تكون كيشيريكا كيشيريسو؟! في المرة الأخيرة التي رأيتها فيها، بدت وكأنها طفلة صغيرة أكثر من كونها فاتنة ممتلئة الجسم، لكن… ربما؟ لا، لا، لا يمكن أن يكون هذا صحيحًا… حسنًا.
ربما هناك أوقات عليك فيها الوقوف والقتال. نعم حسنا. لكن أليست مهمة زعيم الفرقة هي منع المعارك التي لا طائل من ورائها والحفاظ على سلامة رفاقه؟
مرة أخرى، تميل مثل هذه التماثيل إلى المبالغة في مدى إعجاب الناس، أليس كذلك؟ لن يكون مفاجئًا إذا حصل النحات على القليل من الرخص الفنية.
إذا لم يكن هناك شيء آخر، فإن روديوس لم يحبطنا أبدًا بهذه الطريقة. لقد كان دائمًا يعامل تيموثاوس والآخرين باحترام حقيقي.
ومع ذلك، بدا هذا مبالغًا فيه بعض الشيء . وخاصة في قسم الطول. وتلك المنحنيات.
“الرياح العاتية!”
حسنًا… تلك الأشياء ضخمة جدًا…
“سنجمع الحراشف لفترة أطول قليلاً. ولكن لنكن سريعين بشأن هذا الأمر.”
“ووبس ها أنا ذا مجدداً…”
انطلاقًا من النظرة الغاضبة إلى حد ما على وجه سارا، كانت تعبر عن أفكارها الفعلية بدلاً من محاولة إيذاء مشاعري.
ركز يا روديوس ركز. أنا بحاجة إلى أن أكون جاهزًا وأنتظر ظهور الأعداء من العدم أو شيء من هذا القبيل.
التفت ووجدت أن عددًا من الهياكل العظمية التي تحمل سيوفًا قديمة صدئة تتجه نحونا بالفعل من الخلف. يمكنهم في الواقع التحرك بسرعة مدهشة.
ومع ذلك، فإن رؤية زوج من الثديين الضخمين لم تعد تثيرني تمامًا كما كانت تفعل من قبل. ربما كان ذلك لأنني لمست بالفعل بعض من الحقيقية. لقد اختفت براءتي إلى الأبد..
هل يمكنني فقط استخدام سحر الأرض لإغلاق جميع المداخل باستثناء المدخل الذي سلكناه سابقا؟ لا، تلك فكرة سيئة. إذا تدفقت الوحوش من هناك، فسنكون في ورطة حقًا.
“ما هذا الصوت؟!” صاح تيموثي.
اشتكى الجميع على الفور بمرارة من القائد المتدرج. ربما هذا مهم لهم لينفسوا عن أنفسهم
وبعد لحظة، وصلت صرخات خارقة من مكان ما على مسافة إلى أذني.
“لقد أحضرت معي سهامًا من عظم الويرم من أجل هذه المهمة، لكنني لست متأكدة من أنها ستجتاز حراشف السنو درايك.”
“لدي شعور سيء بشأن هذا يا رئيس …”
“فهمت.”
“استعدوا للقتال جميعاً !” صاحت سوزان. “ادفعوا الأكياس إلى الجانب!”
ولسوء الحظ، ثبت أن شك ميمير له ما يبرره. تجمعنا نحن الستة في تشكيل محكم، نبحث حولنا عن العدو. الصرخات التي ترددت في الردهة تأتي من مكان أعمق في الأنقاض، وكانت تعلو تدريجياً. في حالة من التوتر وعدم اليقين، تبادلنا النظرات مع بعضنا البعض.
“مهلا، كواغماير! سنغادر المدينة اليوم. سأرسل لك رسالة إذا سمعت أي شيء عن والدتك هناك، حسنًا؟
من صوته، هناك الكثير من الوحوش تصرخ. إذا كنا على وشك أن نتعرض للهجوم من قبل حشد كبير من الأعداء، فسيكون من الأذكى أن نمسك بالحراشف التي تمكنا من جمعها ونقوم بالانسحاب السريع.
“لقد فهمت ايها الزعيم !”
ميمير وباتريس وسوزان قد ملأوا حقيبة بأكملها الآن؛ ربما كان هذا كافيًا لتلبية الحد الأدنى من متطلبات مهمتنا.
كان أعضاء كاونتر آرو يعلمون ذلك بالطبع. كانوا يعلمون أنني كنت أرفض دائمًا. كنت بحاجة للعودة وإخبار روكسي أنني بذلت قصارى جهدي هناك. كانت هذه هي الطريقة التي كنت أفعل بها الأشياء حتى الآن، ولم أكن أخطط لتغيير روتيني الآن.
لبضع لحظات طويلة، استمعت سوزان بعناية إلى الصرخات، ثم نظرت في الحراشف وأكياسنا نصف المملوءة. قالت أخيرًا :
من المؤكد أن روديوس يمكن أن يثير أعصابك في بعض الأحيان. على عكس تيموثي، لم يدافع أبدًا عن نفسه على الإطلاق، وتلك الابتسامة المزيفة التي كان يلصقها دائمًا على وجهه تجعلني اتنهد في كل مرة أراه فيها.
“لا يبدو أنهم يتجهون في طريقنا”.
“ليس بعد!”
“ينبغي أن نستمر في الجمع كما أعتقد ولكن بسرعة….”
بينما كنت واقفًا هناك مذهولًا، استدار تيموثي وصفعني على ظهري
لا يبدو أنه رأي غير معقول. فالصرخات لا تزال بعيدة، ولم أشعر أنها تتجه نحونا مباشرة . ربما شخص آخر قد دفع السنو درايك إلى حالة من الجنون، ولكن قد يكون هذا مجرد إلهاء نحتاجه لإنهاء جمع حراشفهم.
“أجل؟”
ومع ذلك، هذا مجرد احتمال واحد. هناك أيضًا فرصة لأن نتورط في أي كان. هل من الأذكى الاستمرار بالخيار الآمن ونخفض أرباحنا، أو نخاطر بالسعي للحصول على مكافأة أكبر؟
كشر سولدات وهز رأسه وبصق على الأرض. “اللعنة. من السيء أني لكمتك من اللا مكان، إذن…”
استدارت سارا وركضت بجانبي لتأخذ وضعها الطبيعي في المنتصف؛ انضم إليها ميمير، وعدنا إلى ترتيبنا الأول.
في كلتا الحالتين، كل ثانية نقضيها في الانتظار كانت تعرضنا لخطر أكبر. هناك فرصة ألا يحدث شيء على الإطلاق، هذا صحيح؛ ولكن بغض النظر عن مسار العمل الذي أردنا اتخاذه، كان علينا أن نتخذ قرارنا بسرعة.
نظرت للأسفل وأنا أتنفس بصعوبة وتمتمت “هل أعجبكم الجري اليوم يا أولاد؟” إلى أفخاذي المرتجفة. بالمناسبة، لقد قمت مؤخرًا بتسمية ساقي اليمنى “تيندالوس” وساقي اليسرى “باسكرفيل”. أردت أن ألهمهم أن ينموا بسرعة وذكاء مثل زوج من كلاب الصيد.
قالت سارا “أعتقد أنه يجب أن ننهي الأمر أيضًا”
فإذا أوقعت نفسي في فوضى حقيقية، ستصبح روابطنا هذه لا تقدر بثمن.
واضاف ميمير”نعم أنا أتفق”
توجه قائد المجموعة في اتجاهي بنظرة غاضبة على وجهه. كان خديه محمرين، ولم يكن يمشي بثبات أيضًا
“لقد انتهينا تقريبًا على أي حال، أليس كذلك؟” قال باتريس.
***
وهذا وضع أغلبية قوية من الفرقة إلى جانب سوزان. بصراحة، فضلت فكرة الهروب. لكن على عكس الآخرين، لن أواجه أي عواقب لفشلي في هذه المهمة.
وبما أنني لم أكن عضوًا في فرقتهم، فلن أكون مسؤولاً عن دفع الرسوم من النقابة. وبما أنني لا أملك أي دور في اللعبة، فمن الصعب علي أن أقول أي شيء.
وجدنا مجموعة من السلالم المتهالكة في المنتصف إلى تؤدي الى الطابق الثاني، في نفس الوقت صار جانبي الممر مبطنين بمنحوتات حجرية عملاقة.
“حسنًا إذن” قال تيموثي بهدوء
عندما عدنا إلى نقابة المغامرين بعد بضعة أيام، وجدنا كومة ضخمة من مخالب وحراشف وأنياب السنو درايك موجودة بالفعل خارج المبنى. كان أعضاء فرقة القائد لا يزالون في الداخل، ويتفاخرون بمآثرهم الأخيرة.
“سنجمع الحراشف لفترة أطول قليلاً. ولكن لنكن سريعين بشأن هذا الأمر.”
يمكنني تحمل أي شيء يرميه العالم في وجهي. مع مراقبة روكسي لي، لا شيء يمكن أن يؤذيني.
وبهذا، سرع الجميع مهامهم السابقة على عجل. كنا جميعًا أكثر يقظة من ذي قبل، لكنني لم أستطع التخلص من الشعور بأن تلك الصرخات الصاخبة أصبحت أعلى وأكثر عنفًا.
“انظر، لقد كنت… منشغلاً بكل شيء في الكهف، أليس كذلك؟ لذلك اعتقدت… أنني سأأتي لأضع الأمور في نصابها الصحيح معكم أيها الناس.” لم تكن عيون سولدات مركزة تمامًا، وكان صوته أجشًا بعض الشيء. “أعتقد… لقد أفسدت الأمر هناك. آسف بشأن ذلك. لم أكن أدرك…ماذا كان يحدث، تعلمون؟”
أمسكت بعصاي بإحكام، وحدقت في التمثال الحجري الموجود في أقصى نهاية القاعة.
بمجرد أن أنشأت علاقة جيدة مع أحد الأطراف وأخبرتهم عن هدفي، لم تكن هناك فائدة جديدة تذكر من الانضمام إليهم بشكل متكرر.
الصرخات لا تزال بعيدة. إذا كانت المجموعة متجهة نحونا، فمن المحتمل أنها قادمة من هذا الاتجاه… ولكن لسبب ما، شعرت أنني أستطيع سماعهم من خلفنا أيضًا.
“نعم… من المؤسف أننا اضطررنا إلى مواجهة هؤلاء الحمقى في النهاية.”
ربما كان الصوت يتردد داخل الأنقاض.
لم أكن أعرف كيفية التعامل مع ذلك.
هل يمكنني فقط استخدام سحر الأرض لإغلاق جميع المداخل باستثناء المدخل الذي سلكناه سابقا؟ لا، تلك فكرة سيئة. إذا تدفقت الوحوش من هناك، فسنكون في ورطة حقًا.
رغم ذلك. وبنفس القدر.
اهدأ يا روديوس. أنت لا تعرف حتى ما يحدث بعد. أي شيء تفعله الآن قد يأتي بنتائج عكسية.
“الأرض متجمدة في بعض الأماكن يا رفاق. راقبوا خطواتكم هنا.”
ولحسن الحظ، لم يكن أي منا في وضع سيء بعد. حتى لو واجهنا مشكلة، لدينا الطاقة اللازمة للخروج منها، وهو على الأرجح السبب الوحيد الذي جعل سوزان تختار المخاطرة في المقام الأول. الشيء الوحيد الذي كان علي القلق بشأنه هو قتل الوحوش إذا ظهرت. ببساطة.
“لماذا لا تأتي إلى الحفلة اللاحقة لمرة واحدة؟”
وانتظرت الآخرين حتى ينتهيوا. أحاول أن أبقي ذهني صافيا.
بما أن هذا الشيء نشط إلى هذا الحد في مثل هذا البرد القارس، فلا بد أن يكون قاسيًا بشكل ملحوظ، حتى بالنسبة لوحش.
ربما محاولة مني لتجاهل الصرخات المخيفة التي ترسل الرعشات إلى أسفل عمودي الفقري.
نعم. صحيح.
“…هم؟”
نحن في خضم العمل الآن. كنت لأميل إلى التقاط بعض الصور لو كان لدي كاميرا، لكن لم يكن هناك وقت لهذا النوع من الأشياء. أنا بحاجة لجمع هذه الحراشف والعودة إلى المدينة في أسرع وقت ممكن.
وبينما كنا نملأ آخر حقائبنا، بدأت صرخات الوحوش تضعف أكثر فأكثر. نظرت سوزان إلى الأعلى ونظرت بشكل مثير للريبة في اتجاه الصوت الباهت.
“هل ستقف هناك وتنظر حولك طوال اليوم أم ماذا؟” سألت سارا.
ربما نحن جميعًا قلقون بشأن لا شيء. ربما تلك صرخات التزاوج للسنو درايك فقط، أو شيء من هذا القبيل؟ بعض الحيوانات تصبح صاخبة جدًا عندما تسخن. ربما وصلنا في منتصف طقوس التزاوج الخاصة بهم.
أعادتني صرخة تيموثي العاجلة إلى تركيزي. بدأ هيكل عظمي يتشكل أمام عيني. نفس الذي حطمته يعيد تجميع نفسه ببطء بطريقة أو بأخرى.
بعد أن استرخيت قليلاً، بدأت في تخفيف قبضتي عن عصاي… “يا للحماقة! إنهم يهجمون!”
وجدنا مجموعة من السلالم المتهالكة في المنتصف إلى تؤدي الى الطابق الثاني، في نفس الوقت صار جانبي الممر مبطنين بمنحوتات حجرية عملاقة.
“” أيا كان. أنت لا تستطيع أن تشرب، أليس كذلك؟ “
في تلك اللحظة، انفجر طوفان من الأشكال البيضاء الأنيقة أمام التمثال بسرعة شرسة. واندفعوا بين قدميه ونزلوا من المكان الذي كان رأسه فيه. في لمحة، اصبحوا كسرب ضخم. واحد أبيض نقي.
“استمع الآن، كواجماير. أنت لست سوى -“
انهم السنو درايك. وفي غضون ثوانٍ، صار عددهم في الغرفة أكبر مما أستطيع حصره.
أعتقد أنني فزت بهذه الجولة… لا يعني ذلك أنها منافسة أو أي شيء من هذا القبيل.
وبينما كانوا يندفعون للأمام، وجدت أعينهم المحتقنة مجموعتنا الصغيرة، وتوقفت المجموعة الأولى فجأة قبل أن تصل إلينا. أحصيت ستة منهم.
الواقع الملموس لذلك يشعرني بقشعريرة طفيفة في عمودي الفقري. عندما كنت أحدق في البحيرة الشاسعة الموجودة تحت الأرض، وجدت نفسي أتساءل عما سيحدث لأي شخص يحاول السباحة هناك.
هناك الكثير منها بالطبع، لكن مجال رؤيتي لا يتسع إلا لهذا العدد.
“ها ها!رد يا فتى!”
لقد حدث كل ذلك فجأةً. تجمد تيموثي في مكانه، مثلنا تمامًا. لم يستطع حتى أن يصرخ بكلمة “تراجع”.
بالطبع لا.
ومع ذلك، يبدو أن أصدقائنا أصحاب الحراشف يتفاعلون بنفس الطريقة تمامًا. لم يسبق لي أن رأيت سحلية تحدق من قبل، ولكن ربما هذا هو شكلها. انفتحت أعينهم على اتساعها، وتجمدوا، وفتحوا أفواههم نصفيا ليهددونا بأنيابهم.
بينما كبح الرجلان الآخران أنفسهما لكنهما كانا لطيفين بما فيه الكفاية. انها فرقة متوازنة بشكل جيد وقد تعلم أفرادها كيفية إشراكي في استراتيجيتهم، لذلك يسير القتال عادةً بسلاسة كبيرة.
للحظة طويلة، شعرت وكأن الزمن قد توقف. وبعد ذلك، تمكنت أخيرًا من الصراخ بكلمة.
شعرت أنه ليس لدينا حقًا أي شيء نأسف عليه هنا، لكن تيموثي اعتذر على أي حال. كان للرجل استراتيجيته للنجاح، وقد تمسك بها.
” اهربوا!”
بمجرد أن أنشأت علاقة جيدة مع أحد الأطراف وأخبرتهم عن هدفي، لم تكن هناك فائدة جديدة تذكر من الانضمام إليهم بشكل متكرر.
استدار تيموثي والآخرون وركضوا بسرعة نحو المخرج.
“… إذن، كما ترون، فإن كهف إلبرون وأطلال غالغاو قد ربطوا أنفسهم بالفعل! لولانا، لربما تم اجتياح هذه المدينة من قبل السنو درايك الهائج الآن!
“جااااه! ليس مجدداً !”
” روديوس كواغماير ؟ أعطني استراحة لعينة.”
وكذلك صراخ باتريس الحزين أيضًا.
وبما أن هدفنا كان جمع حراشف سنو درايك، فقد بدأت بالسؤال عنها. اتضح أن سنو درايك كان وحشًا يتم العثور عليه فقط حول هذه الآثار المحددة، على الأقل في هذه المنطقة.
” قلعة الأرض! “
واضاف ميمير”نعم أنا أتفق”
لقد ألقيت جدارًا ضخمًا من التراب في طريقهم، وأعقت تقدمهم. لقد كان حاجزًا صلبًا وسميكًا، يصل إلى كتف أقرب تمثال حجري. معتقدًا أنني قد وفرت لنا جميعًا القليل من الوقت، استدرت وتوجهت إلى المخرج بنفسي.
عبست سارا بغضب. “أنت دائمًا متردد جدًا بشأن هذا الأمر. إذا كنت لا تريد أن تأتي، يمكنك فقط أن تقول ذلك. ليس الأمر كما لو أننا نطلب مساعدتك أو أي شيء آخر. “
“أوه. شكرا لك، أنا أقدر ذلك حقا.”
لكن عندما نظرت من فوق كتفي بعد لحظة، لم أستطع إلا أن أطلق صرخة رعب حادة.
مشاهدة الخمسة منهم يتحدثون عن الأشياء أمام اللوح وضعتني في مزاج حنين قليلا.
السنو درايك عبارة عن سحالي في الأساس، وكان الجدار البسيط ولو كان طويلًا لا معنى له في الأساس بالنسبة لهم. فواحدًا تلو الآخر، تسلقوا فوقه و انزلقوا عبر الفجوات الصغيرة على كلا الجانبين.
بعد أخذ كل الأمور بعين الاعتبار، شعرت وكأنني بدأت بداية جيدة جدًا.
هذا ليس جيدًا على الإطلاق. بهذا المعدل سيلحقون بي ويحيطونني.
“نعم… من المؤسف أننا اضطررنا إلى مواجهة هؤلاء الحمقى في النهاية.”
بفضل ركضي اليومي، لم اتعب بعد، لكن هذا لم يكن يعني الكثير. لم أكن عداءًا سريعًا بأي حال من الأحوال.
“انظر. إنه يصلي مرة أخرى!
“جاه!” التفت للخلف وأشرت بيدي إلى السنو درايك. هذه الأشياء هي سحالي أليس كذلك؟ وكيف تقتل سحلية؟ هل البرد الشديد سيعمل؟ ربما سوف يبطئهم، على الأقل!
“ما هذا الصوت؟!” صاح تيموثي.
“العاصفة الثلجية!”
من المعروف أن السنو درايك تخرج من أقصى نهاية هذا الردهة، وأحيانًا تخرج وحوش أخرى من الطابق الثاني أو الممر الذي مررنا به للتو.
لقد قمت بإلقاء تعويذة جليدية، متصرفًا في الغالب بالفطرة. اندفعت رياح متجمدة عبر الهواء، مما أدى إلى تطاير الحراشف من الأرض. بعد لحظة، انزلقت رماح من الجليد سميكة مثل فخذ رجل نحو السنو درايك التي تجاوزت جداري.
“نعم، توقيتك مع تعويذات الدعم تلك أمر رائع حقًا. أعتقد أنني تعلمت شيئًا أو اثنين.”
لم تكن الوحوش بعيدة، ولم يكن لديهم مجال كبير للمناورة. لكن بطريقة ما، تمكنوا من تجنب معظم الرماح بحركات أجسادهم السريعة والرشيقة. المقذوفات القليلة التي أصابت الهدف لم تكن فعالة أيضًا، فقد ارتدت من حراشف السنو درايك بدلاً من اختراقها.
“بلا مزاح ؟ أنت واسع المعرفة حقًا يا تيموثي.”
لقد اخترت سحري بشكل سيء. حراشف السنو درايك عبارة عن عوازل طبيعية، وهي اصلا تعيش في منطقة شديدة البرودة من العالم. بالطبع لن تعمل تعويذة الجليد عليهم.
عندما قضي على الفريق الأول، دفعت رواية الناجي من عش السنو درايك النقابة إلى رفع الوظيفة من الرتبة B إلى الرتبة S. بينما تراجع الجميع في روزنبرج، تولى فرقة القائد ذات التصنيف S (الذي يركز عادة على استكشاف المتاهات) المهمة بجرأة.
لقد انهار جدار الأرض الخاص بي. وشقت المزيد من الأجسام البيضاء طريقها عبر الأنقاض المنهارة. رأيت ما لا يقل عن اثني عشر منهم في الموجة الاولى .
أطلق الرجل ضحكة قاسية. “ارجوك! لقد تسللت من الخلف وحاولتم أخذ تلك الحراشف بينما كنا نقوم بكل العمل!
هم يهاجمونني كمجموعة الآن، بأعداد كبيرة. في وقت سابق قد رأيت عددًا قليلًا فقط في وقت واحد، لكنها كانت تتجمع عندما أدى جداري إلى إبطاء الصفوف الأمامية. تحرك كل واحد منهم بسرعة ورشاقة مثل سحلية صغيرة، على الرغم من حجمها الهائل.
لا أزال أعمل بشكل أساسي كمغامر منفرد. كلما رأيت فرقة تناقش ما إذا كان ينبغي عليهم تولي مهمة صعبة، كنت أقترب منهم وأعرض عليهم خدماتي كمرتزق. خلال الأشهر القليلة الماضية، قمت بمساعدة العديد من المجموعات المختلفة.
هذا ليس جيدًا.
لأنني لم أرغب في رؤيته يموت.
لا استطيع اختيار الركض بعد الآن.
“لماذا لا تأتي إلى الحفلة اللاحقة لمرة واحدة؟”
علي أن أقاتل.
العالم الذي جئت منه كان له نصيبه من المشاهد، بالطبع، ولكن لم يكن هناك الكثير مما يمكن مقارنته بهذا. المكان الوحيد الذي ستجد فيه شيئًا مشابهًا هو لعبة فيديو أو قطعة فنية خيالية.
علي أن أقاتلهم بطريقة ما بينما أتراجع.
مشاهدته ذكّرتني ببول لسبب ما. لم يبدوا متشابهين على الإطلاق، لكن كان لدي شعور بأن والدي ربما كان هكذا إلى حد ما في مرحلة ما من سنوات شبابه.
هل يمكنني فعل ذلك؟ على الاغلب لا.
“حسناً” قالت سوزان وهي تصفق بيديها معاً. “هل سنذهب يا رفاق؟” وقف الجميع على أقدامهم، وصارت تعابيرهم جادة مرة أخرى.
هل تمكن الآخرون من الفرار على الأقل؟
لقد حدث كل ذلك في غمضة عين.
على الأقل كنت قد تركت رسالة في غرفتي في النزل في حالة حدوث شيء كهذا.
يبدوا أن سلاح الفرسان قد وصل.
عندما يموت أحد المغامرين، عادةً ما يتعامل أحد أفراد مجموعتهم مع الأشياء التي تركها وراءه.
“لقد أحضرت معي سهامًا من عظم الويرم من أجل هذه المهمة، لكنني لست متأكدة من أنها ستجتاز حراشف السنو درايك.”
لم أكن عضوًا رسميًا في كاونتر آرو بالطبع، لكن ربما يبعثون من اجلي هذه الرسالة على الأقل…
ربما نحن جميعًا قلقون بشأن لا شيء. ربما تلك صرخات التزاوج للسنو درايك فقط، أو شيء من هذا القبيل؟ بعض الحيوانات تصبح صاخبة جدًا عندما تسخن. ربما وصلنا في منتصف طقوس التزاوج الخاصة بهم.
مددت يدي اليسرى إلى جيبي وضغطت بقوة على قطعة القماش الموجودة بداخلها. بينما كانت السنو درايك تهاجمني، حاولت أن أجهز نفسي لما لا مفر منه.
بمعنى آخر، قد يستغرق تنفيذ خطتي وقتًا طويلاً جدًا.
“ياه!”
أنا بالتأكيد لا أحبه أو أي شيء.
في تلك اللحظة، سمعت صوتًا من خلفي… وسهمًا يمر قربي واستقر في عين أقرب سنو درايك.
“غراااه!” صرخت السحلية بأعلى صوتها وتعثرت على الجانب واصطدمت بأحد التماثيل الحجرية التي تصطف على جانبي الردهة. اندفعت للأمام وتجاوزتنا وضغطت جسدها بقوة على الجدار الجانبي للممر.
واضاف ميمير”نعم أنا أتفق”
“فلتأتِ هذه النار الصغيرة المشتعلة ببركة عظيمة وحارقة! قاذف اللهب! “
كشر سولدات وهز رأسه وبصق على الأرض. “اللعنة. من السيء أني لكمتك من اللا مكان، إذن…”
عمود من اللهب اندلع بجانبي على اليسار؛ وتوقف السنو درايك المندفعون بشكل مفاجئ، بدلاً من الركض عبره.
لكن عندما تحدثت، خرج صوتي هادئًا بشكل غريب. “اسف بشأن ذلك. لم أكن أعلم أنني كنت أزعجك بحضوري. سأبذل قصارى جهدي حتى لا أكون في نفس الغرفة معك مرة أخرى.
“لنفعل هذا، باتريس!”
أومأت برأسي وحذرت عيني بشكل غير مؤكد من وهج سارا. وبمحض الصدفة، انتهى بي الأمر إلى مواجهة نظرة ميمير بدلاً من ذلك.
“نعم!”
“بصحة الجميع!”
تجاوزتني سوزان، وكان يحيط بها من كلا الجانبين باتريس وميمير. وفجأة صار هناك ثلاثة أشخاص في الطليعة وثلاثة في الخلف. وكنت في منتصف التشكيلة.
ضربت مقذوفتي القاتلة المفضلة الهيكل العظمي الأول في الصف وسحقته؛ استمر الحجر في التحرك، ودمر الهيكل العظمي الثاني أيضًا.
“هذه الأشياء لا تسعى خلفنا! فقط اضغطو على أولئك الذين يندفعون وابعدوهم عن المسار! “
أومأت سارا برأسها بقوة. أستطيع أن أرى قشعريرة على جلدها.
أومأ سولدات بارتياح، واستدار فجأة في اتجاهي. “مستنقع!”
“مفهوم!”
“المهم هو أننا نستمتع.”
“مهلا، كواغماير! سنغادر المدينة اليوم. سأرسل لك رسالة إذا سمعت أي شيء عن والدتك هناك، حسنًا؟
“المزيد قادم من اليسار!”
وكذلك صراخ باتريس الحزين أيضًا.
من خلال إصدار التعليمات لبعضهم البعض، انطلقت الطليعة ضد حشد السنو دريك. أطلقت سارا موجة من السهام، وأطلق تيموثي رشقات نارية من اللهب في كل الاتجاهات.
“حسنًا، أعتقد أننا اتفقنا” قالت سوزان. ” لنأخذ هذه الوظيفة.”
هل عادوا فعلاً من أجلي؟ لماذا؟ لست حتى عضوا في فرقتهم.
كل ما يمكنني فعله هو الإيماءة ببطء.
بينما كنت واقفًا هناك مذهولًا، استدار تيموثي وصفعني على ظهري
“لا يزال هناك احتمال أن يكون هناك طرف آخر في الداخل”.
.
هم مغامرون بالطبع. كان الرجل الذي يقف في وسط المجموعة وهو يرتدي معطفًا أزرق داكنًا مبارزًا بالتأكيد. وبالنظر إلى أدائه الآن، فقد كان جيدًا جدًا .
لقد فعلوا ذلك حقًا… عادوا لإنقاذي. في اللحظة التي أدركت فيها ذلك، أنا
لقد سلمني تيموثي حقيبة صغيرة مليئة بحراشف السنو درايك.
شعرت بشيء دافئ ينتفخ بداخلي.
بفضل ركضي اليومي، لم اتعب بعد، لكن هذا لم يكن يعني الكثير. لم أكن عداءًا سريعًا بأي حال من الأحوال.
“…قرف!”
مشاهدة الخمسة منهم يتحدثون عن الأشياء أمام اللوح وضعتني في مزاج حنين قليلا.
لقد أجبرت هذا الشعور على التراجع بنفس السرعة التي جاء بها. لم أكن متأكدا
بالضبط لماذا. أنا فقط لا أستطيع التعامل مع الأمر الآن. أنا فقط… لم أكن مستعدًا.
كان السعر الذي طلبته هو عُشر المكافآت المالية، بالإضافة إلى خصم بنسبة خمسين بالمائة على أي غنيمة يمكنني حملها. من الواضح أن نقابة المغامرين استاءت من هذا النوع من الترتيبات المؤقتة، لكنني لم أخالف أي قواعد فعلية، وحتى الآن، كانوا يسمحون لي بالاستمرار.
“لا تقف هناك فحسب أيها المعتوه!” صرخت سارا، وأعادتني إلى الواقع. ” قاتل أيضًا!”
“إذا كان ذلك كافيًا لإخافتهم، فلن يكونوا وحوشًا على حدود الرتبة S.”
“صحيح!”
لقد وزعت المشاعل على المجموعة بأكملها، بدءًا من سوزان. فضلت بعض الفرق أن يحمل عدد قليل فقط من الأشخاص المعينين مشاعلهم، لكن كاونتر آرو جعلوا الجميع يأخذون واحدا. لم يكن لدينا أي شخص يمكنه الرؤية بشكل مثالي في الظلام، ومع وجود رامي سهام في المجموعة، أردنا أفضل رؤية ممكنة.
وجهت عصاي نحو السنو درايك وبدأت في توجيه المانا من خلالها. والآن بعد أن صار لدي خط أمامي ثابت يصد الهجوم في الوقت الحالي، تمكنت من الهدوء قليلاً. كما قالت سوزان، الدرايك ليسوا يحاولون قتلنا. يبدو أنهم أدركوا أننا عقبات خطيرة، لكن الغالبية العظمى منهم اختاروا تجنبنا تمامًا عن طريق الزحف على طول الجدران أو الأسقف.
بمعنى آخر، لم يكن علينا محاربة هذه المجموعة الكاملة من الوحوش. كل ما علينا أن نقلق بشأنه هو الاثنان أو الثلاثة الذين يهاجموننا مباشرة.
بمعنى آخر، لم يكن علينا محاربة هذه المجموعة الكاملة من الوحوش. كل ما علينا أن نقلق بشأنه هو الاثنان أو الثلاثة الذين يهاجموننا مباشرة.
وحتى ذلك الحين، لم تكن هناك حاجة لقتلهم. إذا سببنا القليل من الضرر، فسيغيرون مسارهم بسرعة كافية. بعض الحيوانات تصبح أكثر خطورة وعدوانية عندما أصيبت، ولكن لحسن الحظ، تفضل هذه السحالي الهروب للنجاة بحياتها.
“هيه. أنت متواضع جدًا يا فتى! بعد كل العمل الذي قمت به، كنت أتوقع بعض الكلام التافه.”
لم تتمكن سهام سارا من اختراق حراشفهم، ولم يكن سحر تيموثاوس قويًا بما يكفي لقتلهم. لم تكن هجمات سوزان وباتريس تسبب لهم اي ضرر حقيقي.
“صحيح!”
لكن إذا كان كل ما يتعين علينا فعله هو إبعادهم عنا، فقد كانت لدينا فرصة للنجاة من هذا الهجوم.
” اه حسنا . ما علاقة ذلك بأي شيء؟”
“المدفع الحجري!”
“المزيد قادم من اليسار!”
لقد أطلقت تعويذة تلو الأخرى على السنو درايك أمامي مباشرةً، محاولًا تغيير مسارهم. كانت الضربة المباشرة من مدفعي الحجري قوية بما يكفي لتحطيم حراشف السنو درايك وثقب لحمهم، لكن حتى هذا ليس كافيًا لقتلهم. لم أكن متأكدة مما إذا كان السبب هو المسافة، أم أنهم تمكنوا بطريقة ما من لف أجسادهم للحد من الضرر.
“أدعوك يا الهي الذي يبارك الأرض التي تغذينا! أوفي العقوبة الإلهية لأولئك الحمقى الذين يتحدون الطرق الطبيعية! تطهير! “
لم يكن الأمر مهمًا حقًا. كل ما كان يهمني هو إخافتهم طالما أقنعتهم بالخروج عن المسار، يمكننا تجاوز هذا الأمر قطعة واحدة.
“صحيح!”
“حسنا!” صاحت سوزان. “لنشق طريقنا إلى الحائط!”
“… ما رأيك يا روديوس؟”
شيئًا فشيئًا، بدأنا في تحريك تشكيلتنا بشكل جانبي. بمجرد أن نصل إلى الحائط، سيهاجمنا الدرايك من اتجاهات أقل. وإذا تراجعنا على طوله، يمكننا أن نشق طريقنا إلى المخرج.
“حسنًا، نحن بخير!” قالت سوزان. ” إل لنعد للتشكيلة جميعا!”
كان من المستحيل معرفة المدة التي ستستمر فيها موجات السنو درايك هذه، لكن في النهاية تمكنا على الأقل من الهروب من هذه الغرفة.
ربما هم وحوش متقدمة من المرتبة A، في أسوأ الأحوال.
“جرا!”
فجأة، هبت علينا عاصفة طويلة من الرياح محدثة صفيرا مخيفا. ولسبب ما، وقف الشعر الموجود في مؤخرة رقبتي.
فجأة، رأيت رذاذًا كبيرًا من الدماء ينطلق في الهواء من مكان ما في أعماق أمواج السنو درايك. شيء ما – لا، شخص ما – يقفز بشراسة عبر ساحة المعركة، مما أدى إلى مقتل السنو درايك في تتابع سريع.
“هذا الطفل مغرور بنفسه …”
ولم يكن المهاجم وحيدا أيضًا. ظهر شكل صغير آخر في الجزء الخلفي من القاعة وبدأ في الهجوم من الخلف بسحر ناري قوي. مسعورين بالخوف، اندفع السنو درايك للفرار من القلعة بشكل يائس أكثر من ذي قبل.
“ما هذا الصوت؟!” صاح تيموثي.
“ماذا، هل هذا كل ما لديك؟!” الرجل الذي كان في مقدمة هذه المجموعة – وهو الذي زمجر سابقًا – قطع الدرايك واحدًا تلو الآخر، وهرع الأشخاص الذين تبعوه لدعمه.
“لا يبدو أنهم يتجهون في طريقنا”.
يبدوا أن سلاح الفرسان قد وصل.
لقد فوجئت قليلاً عندما أدركت أن تيموثي كان يحمل في يده خريطة فعلية للآثار. يبدو أن المغامرين يزورون هذا المكان بشكل منتظم، لذلك أعتقد أنه لم يكن مفاجئًا أن يبذل شخص ما جهدًا لرسم خريطة للتخطيط.
نظرت إلى تيموثي. أومأ برأسه قبل أن أتمكن من قول أي شيء.
ربما محاولة مني لتجاهل الصرخات المخيفة التي ترسل الرعشات إلى أسفل عمودي الفقري.
“حسنا، الجميع! دعونا نزد الهجوم أيضًا! “
“لقد فهمت ايها الزعيم !”
“أوه. آسف، أنا قادم” قلت، مسرعًا إلى مكاني في التشكل.
تقدمت سوزان للأمام مبتسمة، وبدأ هجومنا المضاد.
“المدفع الحجري!”
لم يكن هناك جدوى من محاولة إجراء محادثة مع شخص مثل هذا.
***
فالبقاء متواضعا هو السبيل الوحيد للمضي قدمت.
رغم ذلك. وبنفس القدر.
لقد كنت الشخص الذي أسقط آخر سنو درايك.
“إتركه وحده. كواغماير مجرد طفل تقي. لقد رأيته وهو يفعل ذلك في منتصف الشارع ذات يوم…”
ضربت مقذوفتي الحجرية مباشرة أعلى رأس المخلوق، فحطم الجمجمة ورش محتوياتها في كل الاتجاهات.
أنا لا أكره روديوس.
“…لقد انتهى الأمر أخيرًا، هاه؟”
لقد تخطيت دائمًا تلك الأحداث. عندما عدت من العمل، كان الإجراء المعتاد بالنسبة لي هو العودة إلى نزلي، وأداء بعض الصلوات، ثم الذهاب مباشرة إلى السرير.
فقط للتأكد، نظرت بحذر في جميع أنحاء المنطقة. كانت جثث سنو درايك ملقاة في أكوام في جميع أنحاء القاعة. لقد قُتلت الغالبية العظمى منهم على يد الفريق الذي انضم في منتصف الأمر. لكننا أسقطنا حفنة لا بأس بها بأنفسنا.
لقد تراجعت، رغم ذلك. في مثل هذه الأوقات، كان زعيم الفرقة يتولى عادة الحديث نيابة عن المجموعة بأكملها. لقد كان خطأي نوعًا ما أننا التقينا ببعضنا البعض، لأنني كنت بطيئًا جدًا في الهرب، لكن لم يكن من حقي أن أقول أي شيء.
والأهم من ذلك أنه لم يعد يبدو أن أيًا من المخلوقات يتحرك. لقد حرصت على فحص السقف والجدران وكل مكان محتمل للاختباء في الردهة، لكنني لم أتمكن من رؤية أي شيء يبدو وكأنه تهديد.
كانت نظرة سريعة على الخريطة كافية لمعرفة أن هذه الآثار بمثابة متاهة. بدت أشبه إلى حد ما بخربشات طفل على ان أن تكون متاهاته متشابكة وغير منطقية لأنها “تبدو أكثر روعة” بهذه الطريقة.
وفي النهاية التقت عيني بأعين المجموعة التي ظهرت من أعماق الأنقاض. كانت المجموعة بأكملها تنظر في اتجاهنا. كان بعضهم يحمل سيوفًا، والبعض الآخر يحمل دروعًا أو عصيًا.
“اسف بشأن ذلك. أنا مجرد شخص غير حاسم على ما أعتقد. يأخذ مني الأمر بعض الوقت لاتخاذ قرار بشأن أي شيء“
هم مغامرون بالطبع. كان الرجل الذي يقف في وسط المجموعة وهو يرتدي معطفًا أزرق داكنًا مبارزًا بالتأكيد. وبالنظر إلى أدائه الآن، فقد كان جيدًا جدًا .
في هذه المرحلة، عبس سولدات وأخرج إصبعه نحو تيموثي. “الحق يقال…! أنا لا أحب وجهك، يا رجل. أنت تبتسم كثيرا، اللعنة! مثير للشفقة! تترك رجلاً يلكمك بدلًا من الرد، ثم لا تشتكي حتى؟ أنا أكره هذا النوع من القرف. ربما كنت تحاول تهدئة الأمور! حسنا! لكن في بعض الأحيان، يجب على الرجل أن يقاتل !”
وبينما كنت أنظر، ترك الرجل المعني مجموعته وسار بسرعة نحونا. لم يكن لديه وجه ودود بشكل خاص، والتعبير المتوهج عليه لم يساعد الأمور. ربما كان لا يزال مشتعلًا بعد المعركة.
على أية حال، لقد أنقذ حياتنا بشكل أساسي. علينا أن نعرب عن شكرنا.
نظرت إلى الأمام والخلف وإلى كلا الجانبين، لكنني لم ألاحظ أي شيء يبدو وكأنه تهديد.
لقد تراجعت، رغم ذلك. في مثل هذه الأوقات، كان زعيم الفرقة يتولى عادة الحديث نيابة عن المجموعة بأكملها. لقد كان خطأي نوعًا ما أننا التقينا ببعضنا البعض، لأنني كنت بطيئًا جدًا في الهرب، لكن لم يكن من حقي أن أقول أي شيء.
لا استطيع اختيار الركض بعد الآن.
“مرحبا.”قال تيموثي وهو يقترب من الرجل بابتسامة ودية “أنا تيموثي من فرقة كاونتر آرو”. “شكرا جزيلا ل— جاه !”
“الأرض متجمدة في بعض الأماكن يا رفاق. راقبوا خطواتكم هنا.”
لقد حدث كل ذلك في غمضة عين.
“ياه!”
كان الرجل لا يزال عابسًا بشدة، وهاجم تيموثي ولكمه في وجهه، مما أدى إلى سقوطه على الأرض. صرخت سوزان وسارا بغضب، وسحبتا أسلحتهما.
وبالنظر إلى عدد السنو درايك التي تم ذبحها، من المحتمل أن سعر السوق لحراشفهم سيرتفع في نهاية المطاف في وقت لاحق.
“لا تعطني تلك الابتسامة الغبية أيها الأحمق!” صاح الرجل. “لديك بعض الشجاعة، لسرقة فريستنا بهذه الطريقة!” حدق في تيموثي للحظة، ثم ألقى نظرة غاضبة بنفس القدر على بقيتنا. بدا العداء في عينيه قاتلاً تقريبًا.
“سرقة فريستك؟!” صاحت سوزان. “هل تمزح؟ هذه الأشياء هاجمتنا من العدم! لقد أوقعتنا في هذا!
ومع ذلك، لسبب ما، وجدت أنه من الصعب رفض كاونتر آرو.
أطلق الرجل ضحكة قاسية. “ارجوك! لقد تسللت من الخلف وحاولتم أخذ تلك الحراشف بينما كنا نقوم بكل العمل!
“فلتأتِ تلك النار الصغيرة المشتعلة ببركة عظيمة وحارقة! قاذف اللهب! “
“لم نكن نعرف حتى أن أي شخص آخر كان يأخذ مهمة هنا!”
شعرت أن الصمت هو خياري الوحيد.
“لقد أخبرنا المدينة اللعينة بأكملها أننا سنكون هنا!”
“بعض هؤلاء يتجهون خارج الكهف، أترى؟ أراهن أنهم عادوا إلى المنزل بالفعل.”
“حسنا، لم نسمع أي شيء عن ذلك!”
وافق تيموثي على ذلك على الفور، لكن سارا وسوزان عبستا. ومع ذلك، لم يشتكوا في الواقع. كانت هناك قاعدة غير مكتوبة بين المغامرين عندما يتعلق الأمر بهذا النوع من الأشياء.
من الواضح أن الرجل غاضب منا، وبدا الأشخاص الذين يقفون خلفه مستائين أيضًا. ولكن شعرت وكأننا كنا نتحدث عن بعضنا البعض هنا.
من خلال إصدار التعليمات لبعضهم البعض، انطلقت الطليعة ضد حشد السنو دريك. أطلقت سارا موجة من السهام، وأطلق تيموثي رشقات نارية من اللهب في كل الاتجاهات.
الآن بعد أن رأيتهم عن قرب، على الرغم من أنني تعرفت عليهم على الأقل.
ركز يا روديوس ركز. أنا بحاجة إلى أن أكون جاهزًا وأنتظر ظهور الأعداء من العدم أو شيء من هذا القبيل.
لقد كانوا فريق القائد*، وهم مجموعة مغامرين من الرتبة S. مجموعة ذات كفاءة عالية مرتبطة بعشيرة ثاندربولت البارزة. لقد سمعتهم يطلقون عليهم أقوى فرقة في مدينة روزنبرج بأكملها.
“بلا مزاح ؟ أنت واسع المعرفة حقًا يا تيموثي.”
(stepped leader بعد كذا دقيقتين من البحث .. هذا شي له علاقة بالبرق)
“نعم… من المؤسف أننا اضطررنا إلى مواجهة هؤلاء الحمقى في النهاية.”
هذا الرجل الغاضب للغاية هو زعيمهم، بطبيعة الحال. كما أتذكر، كان اسمه سولدات هيكلر. من المفترض أنه مبارز ماهر للغاية بأسلوب إله السيف
“حسنا، لم نسمع أي شيء عن ذلك!”
بفضل ركضي اليومي، لم اتعب بعد، لكن هذا لم يكن يعني الكثير. لم أكن عداءًا سريعًا بأي حال من الأحوال.
“أوه…” الآن بعد أن تذكرت هذا حدث شيء ما أخيرًا استدارت سوزان عند سماع صوتي. حدق الجميع
لقد خططنا بعناية لهذا الجزء من العملية مسبقًا. كان من المفترض أن أراقب التهديدات من جميع الاتجاهات. جنبًا إلى جنب مع سارا وتيموثي.
في طريقي كذلك. لم أستطع أن أمنع نفسي من التراجع قليلاً.
على أية حال، بمجرد إعادة فتح المسار، اتبعته الوحوش وتدفقت إلى كهف إلبرون لتتغذى على الفريسة الأضعف. لا بد أن هذا هو السبب وراء عدم رؤيتنا لأي شيء تقريبًا في جانبنا من المجمع.
“روديوس، هل تعرف شيئا عن هذا؟”
بمعنى آخر، لم يكن علينا محاربة هذه المجموعة الكاملة من الوحوش. كل ما علينا أن نقلق بشأنه هو الاثنان أو الثلاثة الذين يهاجموننا مباشرة.
“آه… حسنًا، بالتفكير في الأمر، لقد سمعت شيئًا عن تولي القائد مهمة من المرتبة S في النقابة في ذلك اليوم.”
على الفور، انهارت الهياكل العظمية، وتفتت عظامهم على الأرض.
كان كاونتر آرو يتولون مهمة أخرى في ذلك الوقت، ولكن… كان سولدات يتسكع متفاخرًا بمهمته التالية، ويعد بإخبار الجميع عن مآثره البطولية بمجرد عودته.
بينما أركض في شوارع روزنبرج ألهث بهدوء في ظلمة ما قبل الفجر. رأيت أنفاسي تتطاير في الهواء، كانت الطرق مغطاة بطبقة من الصقيع بالكاد مرئية. لذا فإن كل خطوة أخطوها كانت مصحوبة بـ “قرع” طفيف وطقطقة تحت قدمي.
مما أستطيع أن أتذكره… “أعتقد أنهم كانوا خارجين لإبادة مجموعة كبيرة من السنو درايك التي ظهرت في كهف إلبرون…”
“ألم تقل أنك نشأت في رانوا يا تيموثي؟” قالت سوزان وهي تنظر إلينا وعلى وجهها تعبير غريب بعض الشيء.
“كهف إلبرون؟! ماذا؟! هذا يوم كامل بعيدًا عن هنا!” صاحت سوزان.
عبس سولدات بشراسة.
“لا. هذا قبل وقت طويل من تشكيل فرقة كاونتر آرو. لقد حرصت على جعلنا نتدرب على هذا السيناريو. أنا سعيد جدًا لأنني فعلت ذلك.”
“بحق الجحيم؟ هذا هو كهف إلبرون! “
فجأة، هبت علينا عاصفة طويلة من الرياح محدثة صفيرا مخيفا. ولسبب ما، وقف الشعر الموجود في مؤخرة رقبتي.
“هل انت سكران؟! نحن في أطلال غالغاو!”
“أوه، شكوى جيدة…” يبدو أن قائد كاونتر آرو المحترم كان ضعيفا في الشرب ، ومن الواضح أن أصدقائه لم يسمحوا له بنسيان ذلك أبدًا.
“اهدأي يا سوزان،”
“فيوه… حسنًا، ها نحن ذا. عمل جميل يا شباب… “
قال تيموثي وهو يقف ببطء إلى قدميه.
تمددت على الأرض ووجهي للأسفل وبدأت في رفع وخفض جسدي بوتيرة مريحة. بعد الوصول إلى رقم عشوائي لم يكن هو الشيء المهم هنا بالطبع فالهدف تدريب عضلاتي. سرعان ما صار هالك وهرقل يرتجفان من الفرح. تمتمت بكلمات التشجيع ودفعتهما بقوة أكبر.
“تيموثي… هل أنت بخير؟”
أليس هذا صحيحا، روكسي؟
“نعم. لقد كان لطيفًا بما يكفي ليأخذ الأمر بسهولة معي. سارا، أنزلي قوسك من فضلك.”
“توقف. وظيفة جمع من الرتبة A؟ أوه، إنهم يريدون مجموعة من حراشف سنو درايك… حسنًا. أنا لا أعرف يا باتريس. يبدو الأمر محفوفًا بالمخاطر بعض الشيء.”
فرك تيموثي المنطقة حول رقبته بيد واحدة، وأشار إلى سارا باليد الأخرى. لقد سحبت قوسها إلى الخلف وبدت مستعدة لإطلاق سهم في أي لحظة.
نقطة دخولنا إلى الأنقاض لم تكن البوابة الأمامية.
“أعتقد أنني أملك فكرة تقريبية عما حدث هنا”، واصل بتنهيدة صغيرة، مبتسمًا بلطف للرجل الذي قام بلكمه للتو.
“همم؟ أوه. حسنا. أعتقد أن الأمر يبدو جيدًا بالنسبة لي”.
“أتذكر سماعي أن عددًا كبيرًا من الوحوش خرج من كهف إلبرون منذ بعض الوقت، وتم القضاء على المجموعة التي تم إرسالها لمحاربتهم. أفاد الناجي الوحيد أنهم عثروا على عش للسنو درايك في أعماق الكهف.”
“حسنًا، أنا ممتن جدًا لك،” قلت، وأنا أخفض رأسي قليلًا.
صحيح. تذكرت هذا الجزء أيضا.
“جييييييييييييي-” مع صرخة تصم الآذان، اختفى الطيف. انفجر جسده الشفاف جزئيًا وتحول إلى ذرات صغيرة من الضوء، والتي سرعان ما تلاشت.
كان كهف إلبرون على بعد رحلة ليوم واحد من روزنبرج. الوحوش التي سكنته في الغالب تهديدات من المرتبة D أو E.
بمجرد أن نملأ جميع الأكياس الستة التي أحضرناها، سيكون لدينا ما يكفي للعودة إلى النقابة.
يوجد كتل من الملح الصخري في أعماقها، لذلك كان المغامرون يغامرون أحيانًا بالخروج لاستعادة بعض منها. في الآونة الأخيرة، على الرغم من ذلك، وصلت أخبار إلى المدينة تفيد بأن أعدادًا كبيرة من الوحوش من المرتبة C كانت تتدفق من الكهف.
كانت هناك بلدة صغيرة قريبة، ولم تكن بعيدة عن روزنبرج أيضًا. ونظرا لمخاطر الوضع وإلحاحه، تمت إحالة الأمر على الفور إلى النقابة.
ولم يكن المهاجم وحيدا أيضًا. ظهر شكل صغير آخر في الجزء الخلفي من القاعة وبدأ في الهجوم من الخلف بسحر ناري قوي. مسعورين بالخوف، اندفع السنو درايك للفرار من القلعة بشكل يائس أكثر من ذي قبل.
عندما قضي على الفريق الأول، دفعت رواية الناجي من عش السنو درايك النقابة إلى رفع الوظيفة من الرتبة B إلى الرتبة S. بينما تراجع الجميع في روزنبرج، تولى فرقة القائد ذات التصنيف S (الذي يركز عادة على استكشاف المتاهات) المهمة بجرأة.
روديوس نبيل بالنسب. لم يتصرف حقًا كواحد، لكن هذا لا يهم. لقد ولد وفي فمه ملعقة فضية، وكان ذلك سيئا في حد ذاته. لقد كرهت الأطفال الأغنياء الذين أرادوا التظاهر بأنهم مغامرون.
“اعتقدت أنه من الغريب أننا واجهنا عددًا قليلاً جدًا من الوحوش في طريقنا إلى هنا، ولكن الآن أصبح كل شيء منطقيًا. لا بد أن بعض الأحداث الطبيعية قد فتحت ممرًا تحت الأرض بين أطلال جالجاو وكهف إلبرون مؤخرًا، واندفعت جميع المخلوقات من جالجاو إلى الكهف. “
أوه. صحيح. بالطبع.
كانت أطلال جالجاو ذات يوم حصنًا لملك الشياطين. وكانت القلعة بمثابة قاعدة عمليات لجيشه… الذي حفر منها أنفاقاً في كل الاتجاهات، ليستخدمها في مهاجمة البشرية. إذا كان كهف إلبرون أحد تلك الأنفاق، فإن كل هذا منطقي تمامًا. ربما تم إغلاق الطريق بين الاثنين خلال الحرب، أو بسبب نوع من الانهيار في القرون التي تلت ذلك.
“نعم!” صاح ميمير وباتريس في انسجام تام، ثم استعدا اللعمل على جمع الحراشف.
على أية حال، بمجرد إعادة فتح المسار، اتبعته الوحوش وتدفقت إلى كهف إلبرون لتتغذى على الفريسة الأضعف. لا بد أن هذا هو السبب وراء عدم رؤيتنا لأي شيء تقريبًا في جانبنا من المجمع.
“ماذا، هل هذا كل ما لديك؟!” الرجل الذي كان في مقدمة هذه المجموعة – وهو الذي زمجر سابقًا – قطع الدرايك واحدًا تلو الآخر، وهرع الأشخاص الذين تبعوه لدعمه.
“وماذا في ذلك؟ هل تقول أنك أتيت إلى هنا في وظيفة منفصلة؟ “
“نعم. أعتقد أنك تساعد حقا.”
“صحيح. يمكنك تأكيد ذلك مع النقابة، إذا كنت تريد. “
بمجرد أن نملأ جميع الأكياس الستة التي أحضرناها، سيكون لدينا ما يكفي للعودة إلى النقابة.
كشر سولدات وهز رأسه وبصق على الأرض. “اللعنة. من السيء أني لكمتك من اللا مكان، إذن…”
“ها ها ها ها!” انفجر ميمير ضاحكًا بينما كان تيموثي يخدش بشكل محرج رقبته.
“حسنا. لقد كنت منزعجًا بعد تلك المعركة، وكلانا أساء فهم الموقف. أنا آسف أيضًا.”
على أية حال، لقد أنقذ حياتنا بشكل أساسي. علينا أن نعرب عن شكرنا.
شعرت أنه ليس لدينا حقًا أي شيء نأسف عليه هنا، لكن تيموثي اعتذر على أي حال. كان للرجل استراتيجيته للنجاح، وقد تمسك بها.
وبهذا، سرع الجميع مهامهم السابقة على عجل. كنا جميعًا أكثر يقظة من ذي قبل، لكنني لم أستطع التخلص من الشعور بأن تلك الصرخات الصاخبة أصبحت أعلى وأكثر عنفًا.
“ومع ذلك، هذه الأشياء فريستنا. أنتم يا رفاق ستحصلون على جثة واحدة؛ هذا كل شيء فهمتم؟!”
“أوه. شكرا لك، أنا أقدر ذلك حقا.”
“بالطبع.”
يبدو أن معظم الناس يعرفونني بلقب “كواغماير”. لقد كان الأمر مفهومًا، لأنني لم أميل إلى إلقاء أي شيء سوى تلك التعويذة في المعركة.
وافق تيموثي على ذلك على الفور، لكن سارا وسوزان عبستا. ومع ذلك، لم يشتكوا في الواقع. كانت هناك قاعدة غير مكتوبة بين المغامرين عندما يتعلق الأمر بهذا النوع من الأشياء.
العالم الذي جئت منه كان له نصيبه من المشاهد، بالطبع، ولكن لم يكن هناك الكثير مما يمكن مقارنته بهذا. المكان الوحيد الذي ستجد فيه شيئًا مشابهًا هو لعبة فيديو أو قطعة فنية خيالية.
عندما تشترك مجموعة أخرى في قتال ضد مجموعة من الوحوش، يجب على هذه المجموعة فقط أن تأخذ واحدة من الجثث الناتجة بعد ذلك. كان القصد من ذلك أن يكون وسيلة لثني الأطراف عن ارتكاب الأخطاء عمدًا في معارك الآخرين لتأمين حصة من المسروقات.
“بلا مزاح ؟ أنت واسع المعرفة حقًا يا تيموثي.”
“بمجرد جمع حراشفك، اترك مهمة التنظيف لنا وتوجه إلى روزنبرج. لا تقلق، سوف نقوم بإغلاق تلك الحفرة في الجزء الخلفي من الأنقاض بشكل جيد ومحكم. “
لكن طليعتنا سوزان دمرتهم بسهولة بنفسها. تلك الحشرات بالكاد مؤهلة للقتال حقًا.لا يعني ذلك أنني أشتكي.
مع ذلك، استدار سولدات وغادر. تجاهلنا الأعضاء الآخرون في القائد وتبعوه مرة أخرى إلى أعماق الأنقاض. من المحتمل أنهم سيتعاملون مع الجثث في عش سنو درايكس أولاً، ثم يعودون إلى هنا لجمع كل المواد القيمة.
لم أكن عضوًا رسميًا في كاونتر آرو بالطبع، لكن ربما يبعثون من اجلي هذه الرسالة على الأقل…
لم يكن الأمر غير عادل حقًا، لكنه لم يكن شعورًا رائعًا بمعرفة أنهم سيستفيدون من أولئك الذين تمكنا من قتلهم أيضًا. لسبب واحد، لم نكن لنتعرض للخطر في المقام الأول إذا لم يكونوا موجودين. شعرت أننا نستحق بعض التعويضات بسبب الاضطراب العاطفي أو أي شيء آخر.
“فلتأتِ هذه النار الصغيرة المشتعلة ببركة عظيمة وحارقة! قاذف اللهب! “
ومع ذلك، في نهاية المطاف، لم يكن الأمر يستحق الجدال مع هؤلاء الرجال بالتأكيد. لذلك علينا أن نأخذ هذه المشاعر المختلطة معنا إلى المنزل بدلاً من ذلك. عظيم.
“” أيا كان. أنت لا تستطيع أن تشرب، أليس كذلك؟ “
“حسنا إذا. دعونا نجمع حراشفنا ونخرج من هنا “. كانت ابتسامة تيموثي متعبة، وكان خده قد بدأ ينتفخ بالفعل. كل ما يمكنني فعله هو التنهد والإيماءة.
السنو درايك مخلوقات قوية، وعادةً ما تجدها في مجموعات، لذلك كانت تعتبر تهديدات من المرتبة S في القتال. لكنهم يكرهون الضوء الساطع، مما يعني أنهم لا يغامروا بالصعود إلى سطح الأرض كثيرًا.
بعد أن غيرت عباءتي، غادرت النزل خلفي وتوجهت هناك
***
“استعدوا للقتال جميعاً !” صاحت سوزان. “ادفعوا الأكياس إلى الجانب!”
عندما عدنا إلى نقابة المغامرين بعد بضعة أيام، وجدنا كومة ضخمة من مخالب وحراشف وأنياب السنو درايك موجودة بالفعل خارج المبنى. كان أعضاء فرقة القائد لا يزالون في الداخل، ويتفاخرون بمآثرهم الأخيرة.
لقد تركت سارا على قطعة أرض صافية. كان ردها هو تغطية صدرها بذراع واحدة والنظر إليّ. ووجهها محمر، وكان هناك نية قتل في عينيها.
“… إذن، كما ترون، فإن كهف إلبرون وأطلال غالغاو قد ربطوا أنفسهم بالفعل! لولانا، لربما تم اجتياح هذه المدينة من قبل السنو درايك الهائج الآن!
“هل انت سكران؟! نحن في أطلال غالغاو!”
يبدو أن سولدات على وجه الخصوص، قد انغمس في قصته حقًا. استمع المغامرون الآخرون في الغرفة بابتسامات مريبة على وجوههم.
“بالطبع.”
مشاهدته ذكّرتني ببول لسبب ما. لم يبدوا متشابهين على الإطلاق، لكن كان لدي شعور بأن والدي ربما كان هكذا إلى حد ما في مرحلة ما من سنوات شبابه.
“حسنا. سأفعل ما أستطيع.”
“دعونا ننتهي من هذا،” تمتمت سوزان، وقد بدت ساخطة بعض الشيء.
من الأعلى، يمكنك بسهولة التغاضي عنها. لأكون صادقًا، إن المكان أقل شبهًا بالآثار وأكثر شبهاً بالكهف حيث يمكن للدببة السبات في الشتاء. لقد شعرت تقريبًا أننا وصلنا إلى المكان الخطأ.
يبدو أن الأعضاء الآخرين لا يميلون إلى البقاء
“دعني أذهب، اللعنة! مهلا، كواغماير! هل تستمتع لي.. هاه؟ إذا كنت تكره حياتك إلى هذا الحد، فاذهب لتموت في خندقما! على الأقل بهذه الطريقة لن أضطر إلى رؤية وجهك مرة أخرى!”
أيضاً. لقد عبرنا مباشرة إلى المنضدة، وقمنا بتسليم المواد إلى موظف الاستقبال، ثم توجه مباشرة إلى الخارج.
“… ما رأيك يا روديوس؟”
“حسنًا يا روديوس. هاك نصيبك من هذا. تأكد منه.”
في مرحلة ما، مددت يدي إلى جيبي وأحنيت رأسي في صلاة تأملية. طالما أنني أملك آثاري المقدسة، سأكون بخير.
“حسنا. شكراً جزيلاً.”
ازداد حجم صوته مع استمراره، وسرعان ما أصبح صوته يطغى على كل محادثة أخرى في الحانة.
لقد سلمني تيموثي حقيبة صغيرة مليئة بحراشف السنو درايك.
على الأقل كنت قد تركت رسالة في غرفتي في النزل في حالة حدوث شيء كهذا.
لقد تركت الوظيفة طعمًا سيئًا في أفواهنا، لكن في نهاية اليوم، حصلنا على يوم راتب جيد جدًا. على الرغم من كل ما حدث من أخطاء، تمكنا من إعادة حراشف أكثر مما توقعنا معنا.
“ألم يكن ميمير معك في تلك المرحلة؟”
وبالنظر إلى عدد السنو درايك التي تم ذبحها، من المحتمل أن سعر السوق لحراشفهم سيرتفع في نهاية المطاف في وقت لاحق.
“هاه…؟”
كنت أخطط للاحتفاظ بها في الوقت الحالي بدلاً من صرفها على الفور. آمل أن أتقدم للأمام خلال ستة أشهر أو نحو ذلك. لن أستخدم هذا القدر من المال في الوقت الحالي، ولكن لم يكن من المؤلم أبدًا أن أخبئ المزيد من النقود ليوم ممطر.
ركز يا روديوس ركز. أنا بحاجة إلى أن أكون جاهزًا وأنتظر ظهور الأعداء من العدم أو شيء من هذا القبيل.
“حسنًا إذن، جميعًا. سوف اراك لاحقا.”
“ما أخباركم؟ هل ستتقاتلون يا رفاق؟”
“… روديوس!”
“ماذا تقول يا روديوس؟” سألت سوزان بابتسامة.
وبينما كنت أستدير لأبتعد، نادى عليّ أحدهم من الخلف. لقد كانت سارا، بشكل غريب. ومدت يدها قليلاً في اتجاهي؛ من النظرة على وجهها، بدا وكأن لديها ما تقوله.
“آه!”
لأكون صادقًا، كنت أتوقع أن تكون بمثابة لقطة فراق ساخرة، ولكن…
ربما كان الصوت يتردد داخل الأنقاض.
“لماذا لا تأتي إلى الحفلة اللاحقة لمرة واحدة؟”
“هاه…؟”
“لقد أحضرت معي سهامًا من عظم الويرم من أجل هذه المهمة، لكنني لست متأكدة من أنها ستجتاز حراشف السنو درايك.”
“كما تعلم.. الحفلة اللاحقة. نحن سنذهب إلى الحانة.”
ازداد حجم صوته مع استمراره، وسرعان ما أصبح صوته يطغى على كل محادثة أخرى في الحانة.
لم يكن الأمر أنني فشلت في فهم المعنى الحرفي لكلماتها بالطبع. لقد فوجئت فقط أنها طلبت مني.
لقد وقف وحيدًا ضد كل هؤلاء الأعداء ليكسب الوقت لنا لنهرب. لم يعرف سولدات أيًا من ذلك. لم ير روديوس في القتال. ما الذي أعطاه الحق في إهانة الطفل بهذه الطريقة؟
عندما تنتهي مجموعة من المغامرين من مهمة تستغرق عدة أيام أو أكثر، فإنهم عادة ما يتوجهون مباشرة إلى الحانة ليشربوا ويمدحوا بعضهم البعض على بطولاتهم.
“حسنًا إذن، جميعًا. سوف اراك لاحقا.”
لقد كانت طريقة للاحتفال بحقيقة عودتك حيا.
“ألم يكن ميمير معك في تلك المرحلة؟”
لقد تخطيت دائمًا تلك الأحداث. عندما عدت من العمل، كان الإجراء المعتاد بالنسبة لي هو العودة إلى نزلي، وأداء بعض الصلوات، ثم الذهاب مباشرة إلى السرير.
إذا انتقلت إلى مدينة جديدة، فربما أحتاج إلى البدء في الانضمام إلى الفرق التي أمل بها على أساس مؤقت. ومع ذلك، في الوقت الحالي، ما زلت غير مرتاح لفكرة إضافة اسم فرقة جديدة إلى أسفل بطاقتي – حتى لبضعة أيام.
كان أعضاء كاونتر آرو يعلمون ذلك بالطبع. كانوا يعلمون أنني كنت أرفض دائمًا. كنت بحاجة للعودة وإخبار روكسي أنني بذلت قصارى جهدي هناك. كانت هذه هي الطريقة التي كنت أفعل بها الأشياء حتى الآن، ولم أكن أخطط لتغيير روتيني الآن.
لكن لسبب ما، وجدت نفسي أومئ برأسي.
ومع ذلك، أنا لم أكن أنوي تغيير سلوكي لمجرد أنها وجدته “مثيرًا للشفقة”. لقد قررت بالفعل الالتزام بموقف مهذب مؤلم في المستقبل القريب.
“تمام. أعتقد أنني سوف آتي معك.”
أنا لا أقعر. أنا الميكا روديوس، غير القابل للتدمير!
“…بجدية؟” بدت سارا مندهشة، على الرغم من أنها هي التي وجهت الدعوة. ربما كانت تخطط لضربي ببعض الإهانة اللاذعة عندما أرفضها.
ومع ذلك، يبدو أن أصدقائنا أصحاب الحراشف يتفاعلون بنفس الطريقة تمامًا. لم يسبق لي أن رأيت سحلية تحدق من قبل، ولكن ربما هذا هو شكلها. انفتحت أعينهم على اتساعها، وتجمدوا، وفتحوا أفواههم نصفيا ليهددونا بأنيابهم.
“ماذا، هل أنا غير مرحب بعد كل شيء؟”
“لا تكن غبيا. هيا بنا نذهب.”
بينما كبح الرجلان الآخران أنفسهما لكنهما كانا لطيفين بما فيه الكفاية. انها فرقة متوازنة بشكل جيد وقد تعلم أفرادها كيفية إشراكي في استراتيجيتهم، لذلك يسير القتال عادةً بسلاسة كبيرة.
وبدلاً من العبس في وجهي، هزت رأسها بغضب خفيف وانطلقت بجواري في الشارع. تبعني ميمير وباتريس، وصفعني بخفة على كتفي أثناء مرورهما، ودفعتني سوزان وتيموثي من الخلف، وبدا عليهما السعادة بشكل غريب بشأن كل هذا.
“كان المكان بمثابة حصن خلال الحرب الأولى بين البشر والشياطين” قال تيموثي بهدوء “على ما يبدو، تم بناؤه من قبل واحد من أعظم خمسة ملوك شياطين في ذلك العصر. أطلقوا عليه اسم لارغون هارجون الجوفي”.
“اللعنة، لك الحق في دخول فرقتنا إلى الأبد إذا أردت ذلك.”
في حانة على مسافة جيدة من نقابة المغامرين، قمنا نحن الستة بشرب أكوابنا معًا.
“نعم… من المؤسف أننا اضطررنا إلى مواجهة هؤلاء الحمقى في النهاية.”
“بصحة الجميع!”
وبالنظر إلى عدد السنو درايك التي تم ذبحها، من المحتمل أن سعر السوق لحراشفهم سيرتفع في نهاية المطاف في وقت لاحق.
“بصحتكم!”
لم يكن هناك جدوى من محاولة إجراء محادثة مع شخص مثل هذا.
على ما يبدو، لم تكن هذه المعتادة لـ كاونتر آرو. أفترض أنهم بذلوا قصارى جهدهم لتقليل احتمالات اصطدامهم بـ فرقة القائد.
لا، ذلك غير مرجح حقًا. من المؤكد أن شبحًا من هذا الماضي البعيد لن يظل يتسكع في مكان يزوره الناس بانتظام إلى حد ما. ربما هو مغامر مات هنا خلال السنوات القليلة الماضية.
من المفترض أن يقيم هؤلاء الرجال احتفالهم الخاص قريبًا بما فيه الكفاية.
لقد وزعت المشاعل على المجموعة بأكملها، بدءًا من سوزان. فضلت بعض الفرق أن يحمل عدد قليل فقط من الأشخاص المعينين مشاعلهم، لكن كاونتر آرو جعلوا الجميع يأخذون واحدا. لم يكن لدينا أي شخص يمكنه الرؤية بشكل مثالي في الظلام، ومع وجود رامي سهام في المجموعة، أردنا أفضل رؤية ممكنة.
“ماذا؟ ألن تشرب يا روديوس؟” قالت سارا وهي تنظر إلى كأسي.
ولزيادة الأمور على رأسها… لماذا اختار روديوس بحق الجحيم، من بين كل الناس؟ حارب روديوس بشجاعة عندما احتاج الأمر لذلك.
“…حسنًا، أنا قاصر.”
“الى ماذا تنظرين؟”
” اه حسنا . ما علاقة ذلك بأي شيء؟”
أمسكت بعصاي بإحكام، وحدقت في التمثال الحجري الموجود في أقصى نهاية القاعة.
كان الجميع من حولي يسرفون في شرب الخمر، لكنني اخترت عصير الفاكهة المخفف بدلاً من ذلك. لقد كان في الأساس المشروب غير الكحولي الوحيد الذي يمكنك طلبه في الحانات هنا … إلا إذا كنت من كبار المعجبين بحليب الماعز.
تعازيّ يا صديقي. أتمنى أن ترقد بسلام.
“ماذا يهم إذا كنا نشرب أم لا؟” قال تيموثي، الشخص الآخر الذي طلب مفس المشروب مثلي.
“وماذا في ذلك؟ هل تقول أنك أتيت إلى هنا في وظيفة منفصلة؟ “
“المهم هو أننا نستمتع.”
من المستحيل تحديد المسافة التي تتعمق بها، حيث بدت وكأنها مدفونة جزئيًا في الصخر خلفها، على الرغم من ذلك، ربما كان عمقها أكثر إثارة للإعجاب.
“” أيا كان. أنت لا تستطيع أن تشرب، أليس كذلك؟ “
يمكنني تحمل أي شيء يرميه العالم في وجهي. مع مراقبة روكسي لي، لا شيء يمكن أن يؤذيني.
“لا، أنا لا أشرب. هناك خطر كبير هناك، كما تعلمون.”
“هل تحب المباني الكبيرة أو شيء من هذا؟”
“ها ها ها ها!” انفجر ميمير ضاحكًا بينما كان تيموثي يخدش بشكل محرج رقبته.
عندما حدقت في الثلج خارج المدخل، رأيت البقايا الباهتة لآثار الأقدام البشرية. كان من الصعب معرفة عدد الأشخاص الذين زاروا هنا مؤخرًا، لكن من الواضح أن المكان اجتذب عددًا لا بأس به من الزوار.
“أوه، شكوى جيدة…” يبدو أن قائد كاونتر آرو المحترم كان ضعيفا في الشرب ، ومن الواضح أن أصدقائه لم يسمحوا له بنسيان ذلك أبدًا.
بعد جزء من الثانية، أطلق تيموثي مدفعه الحجري، الذي اصطدم بهيكل عظمي واحد قبل أن يتوقف.
ومع ذلك، كان من النادر جدًا العثور على شخص في هذا العالم لا يشرب الخمر. ربما كان أول مغامر رصين أقابله في حياتي بالتفكير في الأمر.
يمكن أيضًا استخدام الحراشف لصنع الدروع أو التروس. لن تجد العديد من المغامرين العاديين يرتدون قطع كهذه، ولكن قد يكون لدى المحارب القديم المصنف S قطعة أو قطعتين، ومن المفترض أن فرسان دوقية بشيرانت يرتدون دروعا من حراشف سنو درايك.
“حسنا على أي حال. لنحتفل بحقيقة أننا خرجنا من تلك الفوضى دون أن نخسر أي شخص، أليس كذلك؟ عادة، واحد منا على الأقل سيموت هناك “.
رغم ذلك. وبنفس القدر.
“هذا صحيح بما فيه الكفاية” قالت سارا، وقد بدت غاضبة بعض الشيء “لقد كنت محظوظًا حقًا يا روديوس.”
السنو درايك عبارة عن سحالي في الأساس، وكان الجدار البسيط ولو كان طويلًا لا معنى له في الأساس بالنسبة لهم. فواحدًا تلو الآخر، تسلقوا فوقه و انزلقوا عبر الفجوات الصغيرة على كلا الجانبين.
“لست متأكدًا مما إذا كانت الكلمة هي “محظوظا”. أعني، أشعر وكأنكم قمتم بحمايتي يا رفاق…”
يبدو أن الأعضاء الآخرين لا يميلون إلى البقاء
“نعم، وأنت محظوظ لأننا فعلنا ذلك. معظم الأطراف كانت ستتركك لتموت.”
“الأرض متجمدة في بعض الأماكن يا رفاق. راقبوا خطواتكم هنا.”
همم. هل كانت هذه طريقتها الخفية لإخباري بأن أظهر بعض الامتنان؟
ربما نحن جميعًا قلقون بشأن لا شيء. ربما تلك صرخات التزاوج للسنو درايك فقط، أو شيء من هذا القبيل؟ بعض الحيوانات تصبح صاخبة جدًا عندما تسخن. ربما وصلنا في منتصف طقوس التزاوج الخاصة بهم.
رغم ذلك. وبنفس القدر.
عادل بما فيه الكفاية. أنا مدين لهم بذلك، أليس كذلك؟ نعم بالتأكيد.
وعندما رأيته يقاتل من أجلنا… عدت مسرعة لإنقاذه.
“حسنًا، أنا ممتن جدًا لك،” قلت، وأنا أخفض رأسي قليلًا.
لم أكن متأكدا تماما من السبب. ربما أردت أن أكافئهم على مساعدتي في تحديد بعض نقاط ضعفي.
“لا تشكرني”، قالت سارا وهي تتجهم قليلاً وتتناول جرعة من مشروبها. “اشكر تيموثي وسوزان.”
كان كلا الجرويين يقفزان بسعادة في تلك اللحظة، لذلك توقفت مؤقتًا لمداعبتهما قليلاً. لقد حرصت دائمًا على إنهاء جولاتنا بتدليك لطيف وشامل.
ابتسمت سوزان لهذا الأمر ودفعت سارا قليلاً بمرفقها. “أوه، أنا لا أعرف. أنت من عاد مسرعاً إلى هناك أولاً، أليس كذلك؟ قال ميمير إنها قضية خاسرة، لكنك أصررت على أنه يمكننا استعادته…”
” اهربوا!”
“يا! اصمتي يا سوزان!” مدت سارا يدها وحاولت دفع سوزان الثرثارة بعيدًا التفتت سوزان لتتجنب يدها.
كان كلا الجرويين يقفزان بسعادة في تلك اللحظة، لذلك توقفت مؤقتًا لمداعبتهما قليلاً. لقد حرصت دائمًا على إنهاء جولاتنا بتدليك لطيف وشامل.
“انظر، لقد ساعدتنا في المرة الماضية، أليس كذلك؟ أنا لا أحب أن أكون مدينًا للناس، هذا كل شيء.”
“بلا مزاح ؟ أنت واسع المعرفة حقًا يا تيموثي.”
أومأت برأسي وحذرت عيني بشكل غير مؤكد من وهج سارا. وبمحض الصدفة، انتهى بي الأمر إلى مواجهة نظرة ميمير بدلاً من ذلك.
لن يتمكن هذا الرجل من الفهم. بأي حق له أن يشتم أحدا؟
“آه، هاي أنا ممتن أيضًا للسجل،” قال بطريقة محرجة بعض الشيء. “ليس الأمر وكأنني أردت أن أتركك خلفي أو أي شيء من هذا القبيل، ولكن … أنت تعرف كيف هي الأمور أليس كذلك؟”
تلك المعركة كانت مقلقة بعض الشيء، لكن على الأقل تمكنت من رؤية تعويذة جديدة للمرة الأولى.
“نعم. بالطبع.”
تقييم ميمير للوضع كان معقولا. وبعد كل شيء لقد قفز أمامي ليواجه السنو درايك تمامًا مثل الآخرين. وكان ذلك أكثر مما كنت أتوقعه.
من الواضح أن ميمير تدرب على هذا في مدرسة سحر.
“حسنًا، على أية حال، لقد عدنا قطعة واحدة، ولدينا الكثير من النقود في محافظنا. هذا هو ما يهم إذا سألتني!” أعادت كلمات سوزان البسمة إلى وجه الجميع، على الأقل للحظة.
“لدي شعور سيء بشأن هذا يا رئيس …”
“نعم… من المؤسف أننا اضطررنا إلى مواجهة هؤلاء الحمقى في النهاية.”
“ما هي مشكلتهم على أي حال؟ أعلم أنهم أقوى فرقة في هذه النقابة، لكنهم مغرورون بأنفسهم.”
“حسنًا، لنجرب مائة تمرين ضغط. نبدأ من الأعلى… “
“إنهم يقضون كل وقتهم في الزحف حول المتاهات! لديهم بعض الأعصاب ويتصرفون مثل مجموعة من الأبطال الآن. إذا جاءت مجموعة من السنو درايك بالفعل نحو روزنبرج، لكان الجيش قد أرسل قوة لمحاربتهم!
عمود من اللهب اندلع بجانبي على اليسار؛ وتوقف السنو درايك المندفعون بشكل مفاجئ، بدلاً من الركض عبره.
“أنا شخصياً ما زلت غاضبًا لأنه ضرب تيموثي بهذه الطريقة فجأة. أي نوع من قادة الفرق يضرب ساحرًا قبل أن يفهم بشكل صحيح؟”
في اليوم التالي، حزمت أمتعتي وتوجهت إلى خارج روزنبرغ مع أعضاء آرو. كنا متجهين إلى موقع أثري قديم يقع على بعد حوالي يومين جنوب المدينة. لم أذهب هناك من قبل.
اشتكى الجميع على الفور بمرارة من القائد المتدرج. ربما هذا مهم لهم لينفسوا عن أنفسهم
هل يمكنني فقط استخدام سحر الأرض لإغلاق جميع المداخل باستثناء المدخل الذي سلكناه سابقا؟ لا، تلك فكرة سيئة. إذا تدفقت الوحوش من هناك، فسنكون في ورطة حقًا.
تمكن تيموثي من إبقاء الأمور سلمية بطريقة أو بأخرى؛ آخر شيء احتاجه الفريق هو السماح لاستيائهم بالتفاقم والانفجار في معركة أخرى مع سولدات ورفاقه.
أومأ سولدات بارتياح، واستدار فجأة في اتجاهي. “مستنقع!”
ومع ذلك، لم أشعر حقًا برغبة في الانضمام إلى جوقة الشكاوى. لم أكن من أشد المعجبين بالحديث التافه عن الأشخاص خلف ظهورهم، خاصة أنني كنت شخصًا سيئًا في حياتي السابقة.
الصرخات لا تزال بعيدة. إذا كانت المجموعة متجهة نحونا، فمن المحتمل أنها قادمة من هذا الاتجاه… ولكن لسبب ما، شعرت أنني أستطيع سماعهم من خلفنا أيضًا.
من المفترض أن سولدات لديه مشاكله الخاصة. لقد كان أحمق نوعًا ما، لكنه على الأقل يعمل بجد وينجز الأمور. وربما كان هذا هو السبب الذي جعل الأعضاء الآخرين في حزبه يهزون رؤوسهم ويوافقون على هراءه.
“حسنا. نحن على وشك تولي مهمة جديدة بأنفسنا. هل تريد أن ترافقنا؟”
لقد أخطأ بالتأكيد في هذا الموقف بالتحديد، لكنني لم أكن مستعدًا لرفضه باعتباره قطعة قمامة لا يمكن إصلاحها لمجرد أننا بدأنا بالطريق الخطأ.
إذا وضعنا هذا الهراء جانبًا… لقد أصبحنا مكتظين للغاية لدرجة أن المضي قدمًا أصبح بالتأكيد أمرًا محرجًا بعض الشيء، لكن هذا الكهف كان ضيقًا جدًا لدرجة أنه لم يكن لدينا الكثير من الخيارات. في الوقت الحاضر، كنا نتحرك في صفوف ضيقة مكونة من شخصين، مع سوزان وباتريس في المقدمة، يليهما ميمير وسارا، وأنا وتيموثي في الخلف.
بالطبع، لن يكون من الحكمة قول أي شيء من هذا القبيل الآن.
ولم أنس اليأس الذي شعرت به في ذلك الوقت لن أفعل ذلك أبدًا.
لم يكن هذا هو الوقت المناسب للعب دور محامي الشيطان. لي رأيي ولكني سأحتفظ به لنفسي.
“سنجمع الحراشف لفترة أطول قليلاً. ولكن لنكن سريعين بشأن هذا الأمر.”
لا، هذا لم يكن له أي معنى. ربما السبب هو أنني كرهت سولدات أكثر. نعم. هذا هو الوضع بالتأكيد. لم يكن روديوس سيئًا مثل سولدا لذلك علي أن أقف إلى جانبه في هذا الأمر. بسيط بما فيه الكفاية.
بدلاً من الانضمام إلى المحادثة، ركزت على طعامي في صمت.
شعرت أن وجهي يحمر احمرارًا عند التفكير في سولدات. في بعض الأحيان أ
“صحيح. لقد ولدت في قرية مجهولة هناك، وأمضيت سنوات في مدينة شاريا. قد تعرفونها بسبب جامعة السحر. في النهاية، توجهت إلى أسورا لمتابعة حلمي في أن أصبح مغامرًا عظيمًا… وهكذا انتهى بي الأمر حيث أنا اليوم، رجل أكثر تواضعًا بكثير.”
كان الطبق الرئيسي عبارة عن يخنة فاصوليا غريبة من نوع ما لم أتمكن من التعرف عليها. لقد حفزت نكهتها الحارة قليلاً شهيتي، وسرعان ما امتلأت معدتي بشكل مريح.
“أوه، شكوى جيدة…” يبدو أن قائد كاونتر آرو المحترم كان ضعيفا في الشرب ، ومن الواضح أن أصدقائه لم يسمحوا له بنسيان ذلك أبدًا.
“…حسنا على أي حال. آمل أن نتمكن من العمل معًا مرة أخرى قريبًا يا روديوس. ”
ولسوء الحظ، ثبت أن شك ميمير له ما يبرره. تجمعنا نحن الستة في تشكيل محكم، نبحث حولنا عن العدو. الصرخات التي ترددت في الردهة تأتي من مكان أعمق في الأنقاض، وكانت تعلو تدريجياً. في حالة من التوتر وعدم اليقين، تبادلنا النظرات مع بعضنا البعض.
“نعم. أعتقد أنك تساعد حقا.”
مما أستطيع أن أتذكره… “أعتقد أنهم كانوا خارجين لإبادة مجموعة كبيرة من السنو درايك التي ظهرت في كهف إلبرون…”
“حسنا. لقد كنت منزعجًا بعد تلك المعركة، وكلانا أساء فهم الموقف. أنا آسف أيضًا.”
” أوه. حسنا. يسعدني أن أعود معكم مرة أخرى، إذا كنتم ستستقبلونني.”
بتجاهلت سلوك سارا السيئ، يكون من السهل العمل مع كاونتر آرو. أحببت أن أكون حولهم. فسوزان شخص مراع. بينما تيموثاوس حسن الطباع ومؤنس.
شرب الآخرون بكثرة لفترة من الوقت. توردت وجوههم ويبدو أنهم يستمتعون كثيرًا. لقد كنت سعيدًا بقدومي. هذا النوع من الأشياء ممتع وأنا بحاجة إلى بعض المرح في حياتي لمساعدتي في الاستمرار.
“أعتقد أنني أملك فكرة تقريبية عما حدث هنا”، واصل بتنهيدة صغيرة، مبتسمًا بلطف للرجل الذي قام بلكمه للتو.
لأكون صادقًا، شعرت وكأنني عالق في اخدود الآن… لكنني على قيد الحياة على الأقل. و هذا يحمل أهمية.
“ماذا، هل هذا كل ما لديك؟!” الرجل الذي كان في مقدمة هذه المجموعة – وهو الذي زمجر سابقًا – قطع الدرايك واحدًا تلو الآخر، وهرع الأشخاص الذين تبعوه لدعمه.
“آه…” في تلك اللحظة، انفتح باب الحانة ودخل ثلاثة رجال إلى الداخل. تعرفت عليهم على الفور. وكان واحد منهم مألوفا بشكل خاص.
بعد التفكير مرة أخرى، ربما لم يكن اسمي الحقيقي معروفًا جيدًا.
“أوه.” لقد رصدوني على الفور أيضًا.
بمجرد أن أنشأت علاقة جيدة مع أحد الأطراف وأخبرتهم عن هدفي، لم تكن هناك فائدة جديدة تذكر من الانضمام إليهم بشكل متكرر.
توجه قائد المجموعة في اتجاهي بنظرة غاضبة على وجهه. كان خديه محمرين، ولم يكن يمشي بثبات أيضًا
تقدم باتريس أمامي بشكل وقائي. تحركت سوزان وميمير لتشكيل جدار بشري أمام سارا وتيموثي.
بدا كما لو انه تناول بعض المشروبات بالفعل.
“نعم. لقد كان لطيفًا بما يكفي ليأخذ الأمر بسهولة معي. سارا، أنزلي قوسك من فضلك.”
“مرحبًا انت !” توقف الرجل المخمور أمام طاولتنا وضربها بيده.
لقد كانوا فريق القائد*، وهم مجموعة مغامرين من الرتبة S. مجموعة ذات كفاءة عالية مرتبطة بعشيرة ثاندربولت البارزة. لقد سمعتهم يطلقون عليهم أقوى فرقة في مدينة روزنبرج بأكملها.
لقد كان صديقنا العزيز سولدات هيكلر.
على أية حال، بمجرد إعادة فتح المسار، اتبعته الوحوش وتدفقت إلى كهف إلبرون لتتغذى على الفريسة الأضعف. لا بد أن هذا هو السبب وراء عدم رؤيتنا لأي شيء تقريبًا في جانبنا من المجمع.
“…أنت تريد شيئا؟” قالت سوزان، وقد أصبح صوتها بارداً فجأة.
نظرت إلى الأسفل وانتظرت حتى تهب العاصفة. لم يكن هناك أي معنى للدخول في قتال هنا. السماح لسولدات باستفزازي لن يحقق شيئًا. (كل خرا)
يبدو أن الآخرين لم يلاحظوا دخول سولدات. ومن المفهوم أن لا أحد منهم بدا سعيدًا جدًا برؤية الرجل الذي أمضوا للتو ثلاثين دقيقة في الشكوى منه.
“هيه. أنت متواضع جدًا يا فتى! بعد كل العمل الذي قمت به، كنت أتوقع بعض الكلام التافه.”
“انظر، لقد كنت… منشغلاً بكل شيء في الكهف، أليس كذلك؟ لذلك اعتقدت… أنني سأأتي لأضع الأمور في نصابها الصحيح معكم أيها الناس.” لم تكن عيون سولدات مركزة تمامًا، وكان صوته أجشًا بعض الشيء. “أعتقد… لقد أفسدت الأمر هناك. آسف بشأن ذلك. لم أكن أدرك…ماذا كان يحدث، تعلمون؟”
أشرت بكلتا يدي نحو الهياكل العظمية المندفعة. إذا كانت القوة الغاشمة كافية لإسقاطهم، فلن يكون هذا أيضًا سيئا على الاطلاق.
ولكن لدهشتي، كانت كلماته اعتذارية بالفعل. نظر أعضاء كاونتر آروإلى بعضهم البعض في حالة من الارتباك.
كل ما سمعته في جميع أنحاء المدينة دفعني إلى الاعتقاد بأن هذه الآثار مأهولة بالكثير من الحشرات والمخلوقات البرمائية، لكننا لم نتعرض للهجوم ولو مرة واحدة منذ دخولنا القلعة نفسها.
في هذه المرحلة، عبس سولدات وأخرج إصبعه نحو تيموثي. “الحق يقال…! أنا لا أحب وجهك، يا رجل. أنت تبتسم كثيرا، اللعنة! مثير للشفقة! تترك رجلاً يلكمك بدلًا من الرد، ثم لا تشتكي حتى؟ أنا أكره هذا النوع من القرف. ربما كنت تحاول تهدئة الأمور! حسنا! لكن في بعض الأحيان، يجب على الرجل أن يقاتل !”
لكن في نهاية اليوم…
“آه…نعم، أعتقد أنك على الأرجح على حق. سوزان تخبرني دائمًا بنفس الشيء، في الواقع. يجب أن أضع ذلك في الاعتبار.”
توجه قائد المجموعة في اتجاهي بنظرة غاضبة على وجهه. كان خديه محمرين، ولم يكن يمشي بثبات أيضًا
“نعم! هي تفعل ذلك! عليك أن تضع ذلك في الاعتبار!” ضرب سولدات تيموثي على كتفه بقوة أكبر من اللازم؛ ابتسم تيموثي بشكل محرج وخدش رأسه. نظرت سوزان والآخرون وهم مرتبكين تمامًا.
على أية حال، لقد أنقذ حياتنا بشكل أساسي. علينا أن نعرب عن شكرنا.
لا أعتقد أن أحداً كان يتوقع منه نزع فتيل الموقف بهذه الطريقة. بالتأكيد لم أكن أتوقع بدوري.
وبينما كنا نملأ آخر حقائبنا، بدأت صرخات الوحوش تضعف أكثر فأكثر. نظرت سوزان إلى الأعلى ونظرت بشكل مثير للريبة في اتجاه الصوت الباهت.
أومأ سولدات بارتياح، واستدار فجأة في اتجاهي. “مستنقع!”
هارجون، هاه؟ أتساءل عما إذا كان قد استدعى إله الدمار عندما قتلوه.
رفعت رأسي للأعلى، فوجئت إلى حد ما بذكر ذلك. هل فعلت شيئًا لإثارة غضب هذا الرجل؟
“أوه…” بينما كنت على وشك مغادرة النقابة، وجدت نفسي وجهًا لوجه مع أحد معارفي. لقد كانت سارا، على وجه التحديد.
“أجل؟”
لكن بالطبع، هذا لا يعني أننا يمكن أن نتخلى عن حذرنا.
“تيموثي شيء واحد…ولكنني لا أستطيع أن أتحملك يا فتى.”
“ها ها!رد يا فتى!”
وشرع الرجل في إمطاري بوابل من الإهانات.
في هذه المرحلة، خطر لي أنني في الواقع أنحاز إلى جانب روديوس لسبب ما.
“ما خطبك بحق الجحيم، هاه؟ لماذا أنت مهووس بما يعتقده الآخرون عنك؟”
واستمر..
لا يهم، على أي حال. لم أكن بحاجة إلى أن يحبني الجميع في هذه المدينة.
“يا إلهي، وابتسامتك مخيفة للغاية! بجدية… هل من المفترض أن هذه ابتسامة ؟ حاول أصعب قليلاً يا فتى! يمكننا أن نرى الازدراء في عينيك!
( ذا سولدات جا يقول كل الي في بالي.. )
وهكذا استمر…
ربما هم وحوش متقدمة من المرتبة A، في أسوأ الأحوال.
“هل تعتقد أنك أتعس طفل صغير في كل العالم أو شيء من هذا؟ هاه؟!”
“حسنًا يا روديوس. هاك نصيبك من هذا. تأكد منه.”
ازداد حجم صوته مع استمراره، وسرعان ما أصبح صوته يطغى على كل محادثة أخرى في الحانة.
من الواضح أني حصلت على جانبها السيئ منذ البداية، ولم تبدو نبرة صوتها أقل عدوانية أبدًا.
“ما أخباركم؟ هل ستتقاتلون يا رفاق؟”
“ها ها!رد يا فتى!”
سحر الشفاء غير وارد. من المؤكد أن التعاويذ يمكن أن تخدر آلام العضلات، لكنها لا تستطيع أن تنقل امتناني.
“اصمتوا أيها الأغبياء!” زمجر سولدات وأجبر الحشد على العودة إلى الصمت.
“هذا الطفل مغرور بنفسه …”
“استمع الآن، كواجماير. أنت لست سوى -“
“دعونا ننتهي من هذا،” تمتمت سوزان، وقد بدت ساخطة بعض الشيء.
“هيا يا سول. إعطه قسطا من الراحة بالفعل.” بينما انحنى سولدات إلى الأمام لمواصلة صراخه، أمسكه أحد أصدقائه الذي كان يراقب من الخلف من كتفيه وسحبه إلى الخلف.
وافق تيموثي على ذلك على الفور، لكن سارا وسوزان عبستا. ومع ذلك، لم يشتكوا في الواقع. كانت هناك قاعدة غير مكتوبة بين المغامرين عندما يتعلق الأمر بهذا النوع من الأشياء.
“تبا لك! يعتقد هذا الطفل أنه لا يوجد أحد في العالم يعاني أسوأ منه! لا أعرف ماذا حدث لك بحق الجحيم يا كواغماير، لكنك محبط للغاية! ليس لديك الشجاعة لمواجهة مشاكلك الخاصة! من أين لك أن تتصرف مثل خراء ذئب منفرد، هل تعتقد أن القواعد لا تنطبق عليك أو شيء من هذا؟ حسنا، الأمر وما فيه انك ومع هذا القرف الخاص بك تثير اشمئزازي!”
نحن في خضم العمل الآن. كنت لأميل إلى التقاط بعض الصور لو كان لدي كاميرا، لكن لم يكن هناك وقت لهذا النوع من الأشياء. أنا بحاجة لجمع هذه الحراشف والعودة إلى المدينة في أسرع وقت ممكن.
( ذا سولدات جا يقول كل الي في بالي.. )
بدت كلماته وكأنها خناجر حقيقية تطعن صدري. في مرحلة ما، بدأت ساقاي ترتجفان؛ كنت أضغط يدي بقوة في حضني. كان جسدي يرتجف. كان حلقي يرتجف.
أطلق الرجل ضحكة قاسية. “ارجوك! لقد تسللت من الخلف وحاولتم أخذ تلك الحراشف بينما كنا نقوم بكل العمل!
لكن عندما تحدثت، خرج صوتي هادئًا بشكل غريب. “اسف بشأن ذلك. لم أكن أعلم أنني كنت أزعجك بحضوري. سأبذل قصارى جهدي حتى لا أكون في نفس الغرفة معك مرة أخرى.
لسبب ما، دفع هذا سولدات إلى ضرب طاولتنا بقوة لدرجة أنها انقسمت إلى نصفين. تطاير الخشب المتناثر والطعام نصف المأكول في كل مكان، وتناثر وعاء حساء الفاصوليا الحمراء على حجري.
هل عادوا فعلاً من أجلي؟ لماذا؟ لست حتى عضوا في فرقتهم.
“ماذا بحق الجحيم من المفترض أن يعني ذلك؟ هل تحاول أن تغضبني يا فتى؟ أنت دائما هكذا! كل ما تفعله هو الإعلان عن نفسك، ثم تتصرف وكأنك أفضل من أن تحصل على المال! أنت تستمتع بالتصرف مثل شهيد، هاه؟ نحن جميعا بحاجة إلى المال من أجل البقاء ، اللعنة! “
هل كان يعتقد أنه يستطيع قتلنا جميعًا بسهولة والإفلات من العقاب؟ هذا الرجل متعجرف جدًا.
لم أرد.
” اه حسنا . ما علاقة ذلك بأي شيء؟”
شعرت أن الصمت هو خياري الوحيد.
كانت نظرة سريعة على الخريطة كافية لمعرفة أن هذه الآثار بمثابة متاهة. بدت أشبه إلى حد ما بخربشات طفل على ان أن تكون متاهاته متشابكة وغير منطقية لأنها “تبدو أكثر روعة” بهذه الطريقة.
لم يكن هناك جدوى من محاولة إجراء محادثة مع شخص مثل هذا.
عندما عدنا إلى نقابة المغامرين بعد بضعة أيام، وجدنا كومة ضخمة من مخالب وحراشف وأنياب السنو درايك موجودة بالفعل خارج المبنى. كان أعضاء فرقة القائد لا يزالون في الداخل، ويتفاخرون بمآثرهم الأخيرة.
“القرف. أنا آسف، لقد شرب العديد جدًا من الأنواع… فلنذهب يا سول!”
هل يمكنني فقط استخدام سحر الأرض لإغلاق جميع المداخل باستثناء المدخل الذي سلكناه سابقا؟ لا، تلك فكرة سيئة. إذا تدفقت الوحوش من هناك، فسنكون في ورطة حقًا.
لقد خرج ضفدع ضخم من الماء بالأسفل وابتلع أحد الخفافيش بلقمة واحدة. نظر رجال المجموعة بشيء يشبه الدهشة؛ سارا من ناحية أخرى، ابتسمت في الاشمئزاز.
“اخرس! اتركني ! هيا، كواغماير! ارمي لكمة لعينة، لماذا لا؟ أنت غاضب، أليس كذلك؟ ارجح بقبضتك في وجهي، اذن! توقف عن الجلوس في رقعة الوحل الخاصة بك والتفكير في مدى حزنك! تصرف كرجل لمرة واحدة!”
وبعد لحظة، وصلت صرخات خارقة من مكان ما على مسافة إلى أذني.
نظرت إلى الأسفل وانتظرت حتى تهب العاصفة. لم يكن هناك أي معنى للدخول في قتال هنا. السماح لسولدات باستفزازي لن يحقق شيئًا. (كل خرا)
“هذا الرجل هو الأسوأ” وتمتمت.
الطريقة الوحيدة للتعامل مع السكير هي تجاهله تمامًا. كان علي فقط أن أترك هذا يمر. لقد كان الأمر بهذه البساطة حقًا.
“تراجع يا سول! أنت تأخذ هذا بعيدًا جدًا!”
“حسنًا يا روديوس. هاك نصيبك من هذا. تأكد منه.”
“دعني أذهب، اللعنة! مهلا، كواغماير! هل تستمتع لي.. هاه؟ إذا كنت تكره حياتك إلى هذا الحد، فاذهب لتموت في خندقما! على الأقل بهذه الطريقة لن أضطر إلى رؤية وجهك مرة أخرى!”
لأكون صادقًا، كنت أتوقع أن تكون بمثابة لقطة فراق ساخرة، ولكن…
قام أصدقاء سولدات بسحبه إلى خارج الباب في نهاية المطاف، لكنني لم أنظر للأعلى. لقد حدقت فقط في الحساء الذي كان على حجري، وأمسكت بأثري المقدس في جيبي، وأبقيت ذهني فارغًا تمامًا. (شفتوا.. سولدات محق)
بقيت على هذا الحال حتى رحل ومسحت سارا الحساء عني.
“أوه نعم؟ هيه. اولاد جيدون. اولاد جيدون!”
“هذا الرجل هو الأسوأ” وتمتمت.
وكانت تلك الابتسامة سلاحه. لقد أخبرتني سوزان بذلك منذ وقت طويل.
كل ما يمكنني فعله هو الإيماءة ببطء.
“آه…” في تلك اللحظة، انفتح باب الحانة ودخل ثلاثة رجال إلى الداخل. تعرفت عليهم على الفور. وكان واحد منهم مألوفا بشكل خاص.
كان طريقنا أيضًا أوسع بكثير مما كان عليه قبل دقيقة واحدة. وفجأة أصبح هناك مساحة كافية لخمسة أشخاص للسير جنبًا إلى جنب بشكل مريح. في الأمام، كان هناك جرف صخري ينحدر في الظلام على أحد جانبي الطريق. كان من الصعب معرفة ما يكمن في القاع، ولكن يبدو أنه نوع من البحيرات أو الأنهار التحت أرضية. كان لدي شعور سيء بشأن ما قد يكون كامنًا هناك. ربما لن يكون الوقوع فيه أعظم فكرة.
ساره
“آه، لا شيء.”
كنت بالفعل أحترق من الغضب عندما عدت إلى غرفتي. وفي اللحظة التي دخلت فيها، ألقيت قوسي وسهامي على الطاولة، وخلعت ملابسي، وألقيت بنفسي على السرير.
انطلاقًا من النظرة الغاضبة إلى حد ما على وجه سارا، كانت تعبر عن أفكارها الفعلية بدلاً من محاولة إيذاء مشاعري.
“هذا الرجل هو الأسوأ!”
وبينما كنا نملأ آخر حقائبنا، بدأت صرخات الوحوش تضعف أكثر فأكثر. نظرت سوزان إلى الأعلى ونظرت بشكل مثير للريبة في اتجاه الصوت الباهت.
شعرت أن وجهي يحمر احمرارًا عند التفكير في سولدات. في بعض الأحيان أ
ربما نحن جميعًا قلقون بشأن لا شيء. ربما تلك صرخات التزاوج للسنو درايك فقط، أو شيء من هذا القبيل؟ بعض الحيوانات تصبح صاخبة جدًا عندما تسخن. ربما وصلنا في منتصف طقوس التزاوج الخاصة بهم.
على الرجل القتال؟ يا لكمية الحماقة! لم يكن لديه أي فكرة عن مدى صعوبة نضال تيموثي من أجلنا جميعًا كل يوم!
هل يمكنني فقط استخدام سحر الأرض لإغلاق جميع المداخل باستثناء المدخل الذي سلكناه سابقا؟ لا، تلك فكرة سيئة. إذا تدفقت الوحوش من هناك، فسنكون في ورطة حقًا.
وكانت تلك الابتسامة سلاحه. لقد أخبرتني سوزان بذلك منذ وقت طويل.
وهكذا استمر…
لن يتمكن هذا الرجل من الفهم. بأي حق له أن يشتم أحدا؟
لأكون صادقًا، كان من النادر العثور على طرف بهذا القدر من الاجتهاد في عملهم. كان معظم الناس يجنحون عن ذلك.
ربما هناك أوقات عليك فيها الوقوف والقتال. نعم حسنا. لكن أليست مهمة زعيم الفرقة هي منع المعارك التي لا طائل من ورائها والحفاظ على سلامة رفاقه؟
“هذه الأشياء لا تسعى خلفنا! فقط اضغطو على أولئك الذين يندفعون وابعدوهم عن المسار! “
من المؤكد أن سولدات لم يكن يقوم بعمل جيد في ذلك. ماذا كان ينوي أن يفعل إذا دخلنا في قتال هناك وسط الأنقاض على أية حال؟
كان من المستحيل معرفة المدة التي ستستمر فيها موجات السنو درايك هذه، لكن في النهاية تمكنا على الأقل من الهروب من هذه الغرفة.
هل كان يعتقد أنه يستطيع قتلنا جميعًا بسهولة والإفلات من العقاب؟ هذا الرجل متعجرف جدًا.
“غراااه!” صرخت السحلية بأعلى صوتها وتعثرت على الجانب واصطدمت بأحد التماثيل الحجرية التي تصطف على جانبي الردهة. اندفعت للأمام وتجاوزتنا وضغطت جسدها بقوة على الجدار الجانبي للممر.
كان المكان عبارة عن قلعة تشبه المتاهة، ولم يغلق أيًا من المخارج.
هجمات القوة الغاشمة والهجامت القاطعة هي أبسط طريقة لجعلهم غير قادرين على الحركة، ولكن ذلك كان مجرد إجراء مؤقت.
من كل ما رأيته، كان ذلك الأحمق هو من يحتاج للعمل على مهاراته القيادية، وليس تيموثي.
“يجب أن أشكركم جميعًا. لقد كنت فقط أساعدكم قليلاً. سارت الأمور على ما يرام فقط بسبب مواهبكم. “
ولزيادة الأمور على رأسها… لماذا اختار روديوس بحق الجحيم، من بين كل الناس؟ حارب روديوس بشجاعة عندما احتاج الأمر لذلك.
نحن نواجه الوحوش الطائرة هذه المرة. وبينما كان هناك بعض المساحة للمناورة الآن، علينا أن نكون حذرين، نظرًا لأننا لم نكن بعيدًا جدًا عن حافة الهاوية.
لقد وقف وحيدًا ضد كل هؤلاء الأعداء ليكسب الوقت لنا لنهرب. لم يعرف سولدات أيًا من ذلك. لم ير روديوس في القتال. ما الذي أعطاه الحق في إهانة الطفل بهذه الطريقة؟
“” أيا كان. أنت لا تستطيع أن تشرب، أليس كذلك؟ “
من المؤكد أن روديوس يمكن أن يثير أعصابك في بعض الأحيان. على عكس تيموثي، لم يدافع أبدًا عن نفسه على الإطلاق، وتلك الابتسامة المزيفة التي كان يلصقها دائمًا على وجهه تجعلني اتنهد في كل مرة أراه فيها.
“مرحبا.”قال تيموثي وهو يقترب من الرجل بابتسامة ودية “أنا تيموثي من فرقة كاونتر آرو”. “شكرا جزيلا ل— جاه !”
ولكن على الرغم من ذلك…
أعادني صوت سوزان إلى الواقع. أدركت أننا خرجنا أخيرًا من تلك المتاهة المتعرجة من الممرات إلى مساحة أكبر وأكثر انفتاحًا. بدا أننا في رواق واسع ربما يبلغ طوله مائة متر.
في هذه المرحلة، خطر لي أنني في الواقع أنحاز إلى جانب روديوس لسبب ما.
“حسنا!”
لماذا كنت أفعل ذلك؟ ألم أكن أكره هذا الطفل؟
كان الطبق الرئيسي عبارة عن يخنة فاصوليا غريبة من نوع ما لم أتمكن من التعرف عليها. لقد حفزت نكهتها الحارة قليلاً شهيتي، وسرعان ما امتلأت معدتي بشكل مريح.
ربما لم أفعل.
ألقيت نظرة سريعة على صوت التعويذة الغير مألوفة ورأيت كرة الضوء التي استدعاها ميمير توفي ضربة قوية إلى جسد الريث الطيفي.
لا، هذا لم يكن له أي معنى. ربما السبب هو أنني كرهت سولدات أكثر. نعم. هذا هو الوضع بالتأكيد. لم يكن روديوس سيئًا مثل سولدا لذلك علي أن أقف إلى جانبه في هذا الأمر. بسيط بما فيه الكفاية.
في اليوم التالي، حزمت أمتعتي وتوجهت إلى خارج روزنبرغ مع أعضاء آرو. كنا متجهين إلى موقع أثري قديم يقع على بعد حوالي يومين جنوب المدينة. لم أذهب هناك من قبل.
إذا لم يكن هناك شيء آخر، فإن روديوس لم يحبطنا أبدًا بهذه الطريقة. لقد كان دائمًا يعامل تيموثاوس والآخرين باحترام حقيقي.
الصرخات لا تزال بعيدة. إذا كانت المجموعة متجهة نحونا، فمن المحتمل أنها قادمة من هذا الاتجاه… ولكن لسبب ما، شعرت أنني أستطيع سماعهم من خلفنا أيضًا.
ساحر موهوب بشكل لا يصدق، لكنه لا يتصرف أبدًا وكأنه أفضل منا. لقد كان يرافقنا دائمًا في مهامنا، ويمنحنا الوقت لنهرب عندما تصبح الأمور خطيرة…
علاقتنا لم تتغير كثيرا خلال الأشهر القليلة الماضية.
“…حسنا مهلا. هذا غير صحيح.”
“صحيح. يمكنك تأكيد ذلك مع النقابة، إذا كنت تريد. “
روديوس نبيل بالنسب. لم يتصرف حقًا كواحد، لكن هذا لا يهم. لقد ولد وفي فمه ملعقة فضية، وكان ذلك سيئا في حد ذاته. لقد كرهت الأطفال الأغنياء الذين أرادوا التظاهر بأنهم مغامرون.
من الواضح أن الرجل غاضب منا، وبدا الأشخاص الذين يقفون خلفه مستائين أيضًا. ولكن شعرت وكأننا كنا نتحدث عن بعضنا البعض هنا.
لكنني أيضًا كرهت النبلاء بشكل عام. لقد دمرت مدينتي بسبب غطرستهم. لم يحركوا ساكنًا للمساعدة عندما خرجت الوحوش مسرعة من تلك الغابة إلى المنزل. إنهم لا يحركون أبدًا الفرسان لإنقاذنا.
لقد اتبعت طريقة أكثر بساطة، حيث رفعت يدي وأحدثت انفجارًا قويًا في الهواء. نظرًا للحجم المعتدل لهذه الخفافيش، اعتقدت أن موجة الصدمة ستكون كافية لتعطيلها. وكما تمنيت، أحدثت الرياح المتفجرة ثقوبًا في أجنحتها؛ كان ذلك كافياً لمنعهم من الطيران بشكل صحيح. عندما شاهدت الخفافيش الباقية على قيد الحياة ترفرف ببطء نحو البحيرة، تنفست الصعداء قليلاً … والتي علقت في حلقي بعد لحظة.
لقد كان خطأهم أن أمي وأبي ماتا. الرجال الذين كان عليهم واجب لحماية قريتنا…تركونا نموت.
على الفور، انهارت الهياكل العظمية، وتفتت عظامهم على الأرض.
ولم أنس اليأس الذي شعرت به في ذلك الوقت لن أفعل ذلك أبدًا.
ربما هناك أوقات عليك فيها الوقوف والقتال. نعم حسنا. لكن أليست مهمة زعيم الفرقة هي منع المعارك التي لا طائل من ورائها والحفاظ على سلامة رفاقه؟
نعم. صحيح.
كان لدي سبب وجيه لكراهية النبلاء. وكان روديوس نبيلاً، وهذا يعني أنني كنت أكرهه أيضًا.
تقدمت سوزان للأمام مبتسمة، وبدأ هجومنا المضاد.
“…لكن روديوس قاتل من أجلنا، أليس كذلك؟”
لقد كان خطأهم أن أمي وأبي ماتا. الرجال الذين كان عليهم واجب لحماية قريتنا…تركونا نموت.
حارب ضد فريق اللوستر غريزلي . لقد حارب ضد السنو درايك أيضًا. لم يهرب أبدًا لإنقاذ نفسه، حتى عندما كان بإمكانه ذلك.
“حسنا. سأفعل ما أستطيع.”
لم يكن لديه واجب لحمايتنا. لم يكن حتى عضوًا في كاونتر آرو. ومع ذلك، حاول إنقاذنا. لقد حاول أن يشتري لنا الوقت.
“أنت جيد جدًا في الهروب يا باتريس.” قال ميمير ” اصارحك بهذا”.
وعندما رأيته يقاتل من أجلنا… عدت مسرعة لإنقاذه.
لأنني لم أرغب في رؤيته يموت.
“… إذن، كما ترون، فإن كهف إلبرون وأطلال غالغاو قد ربطوا أنفسهم بالفعل! لولانا، لربما تم اجتياح هذه المدينة من قبل السنو درايك الهائج الآن!
ليس الأمر وكأنني أردته أن يموت أو أي شيء من هذا القبيل.
“توقفي يا سارا،” جاء صوت من المدخل.
بالطبع لا.
لكن…مازلت قد فاجئت نفسي قليلاً عندما عدت لإنقاذه.
هذا ليس جيدًا.
إذا كنت أكرهه، ألن أتركه في موقف كهذا؟ “…قرف. هذا قرف.”
“حسنًا، لقد انتهينا جميعًا هنا. دعونا…”
في الآونة الأخيرة، عندما أنظر إلى روديوس، أشعر وكأن الأرض تتحرك تحت قدمي. لقد كرهت النبلاء، لكنني لم أستطع أن أكرهه بشدة .
“تبا لك! يعتقد هذا الطفل أنه لا يوجد أحد في العالم يعاني أسوأ منه! لا أعرف ماذا حدث لك بحق الجحيم يا كواغماير، لكنك محبط للغاية! ليس لديك الشجاعة لمواجهة مشاكلك الخاصة! من أين لك أن تتصرف مثل خراء ذئب منفرد، هل تعتقد أن القواعد لا تنطبق عليك أو شيء من هذا؟ حسنا، الأمر وما فيه انك ومع هذا القرف الخاص بك تثير اشمئزازي!”
“عفوا خطأي.”
لم أكن أعرف كيفية التعامل مع ذلك.
“أوه نعم؟ هيه. اولاد جيدون. اولاد جيدون!”
ولزيادة الأمور على رأسها… لماذا اختار روديوس بحق الجحيم، من بين كل الناس؟ حارب روديوس بشجاعة عندما احتاج الأمر لذلك.
لم أكن متأكدة حتى لمل كرهته حقًا بعد الآن.
” لا تقلقا لم أنساكما ”
من الواضح أن الرجل غاضب منا، وبدا الأشخاص الذين يقفون خلفه مستائين أيضًا. ولكن شعرت وكأننا كنا نتحدث عن بعضنا البعض هنا.
لا شيء له أي معنى.
“مهلا، كواغماير! سنغادر المدينة اليوم. سأرسل لك رسالة إذا سمعت أي شيء عن والدتك هناك، حسنًا؟
لكن في نهاية اليوم…
“حسنا. سأفعل ما أستطيع.”
حسنا كل شيء على ما يرام. نعم.. على ما يرام. علي أن أعترف بذلك.
لقد ابتسمت أمامي. ليس أفضل شعور في العالم.
أنا لا أكره روديوس.
“العاصفة الثلجية!”
لقد كان ابنًا لأحمق ثري، لكنه أكثر من ذلك. لم أكرهه. هذا كل شيء.
“…قرف!”
رغم ذلك. وبنفس القدر.
يبدو أن الآخرين لم يلاحظوا دخول سولدات. ومن المفهوم أن لا أحد منهم بدا سعيدًا جدًا برؤية الرجل الذي أمضوا للتو ثلاثين دقيقة في الشكوى منه.
أنا بالتأكيد لا أحبه أو أي شيء.
“ناه. يبدو أن عمر هذه خمسة أو ستة أيام “
عدم كره شخص ما هو شيء مختلف تمامًا عن الإعجاب به.
“…أوه.”
ولزيادة الأمور على رأسها… لماذا اختار روديوس بحق الجحيم، من بين كل الناس؟ حارب روديوس بشجاعة عندما احتاج الأمر لذلك.
“أنا لا أحب روديوس البتة.”
“هذه الأشياء لا تسعى خلفنا! فقط اضغطو على أولئك الذين يندفعون وابعدوهم عن المسار! “
بعد التأكد من هذه الحقيقة، سمحت لنفسي بالنوم.
“مرحبا.”قال تيموثي وهو يقترب من الرجل بابتسامة ودية “أنا تيموثي من فرقة كاونتر آرو”. “شكرا جزيلا ل— جاه !”
-+-
إذا انتقلت إلى مدينة جديدة، فربما أحتاج إلى البدء في الانضمام إلى الفرق التي أمل بها على أساس مؤقت. ومع ذلك، في الوقت الحالي، ما زلت غير مرتاح لفكرة إضافة اسم فرقة جديدة إلى أسفل بطاقتي – حتى لبضعة أيام.
هاه.. فصل طويل…
“أتذكر سماعي أن عددًا كبيرًا من الوحوش خرج من كهف إلبرون منذ بعض الوقت، وتم القضاء على المجموعة التي تم إرسالها لمحاربتهم. أفاد الناجي الوحيد أنهم عثروا على عش للسنو درايك في أعماق الكهف.”
تبقى 1100 ذهب
“نعم. لقد كان لطيفًا بما يكفي ليأخذ الأمر بسهولة معي. سارا، أنزلي قوسك من فضلك.”
تبقى 1100 ذهب
يمكن أيضًا استخدام الحراشف لصنع الدروع أو التروس. لن تجد العديد من المغامرين العاديين يرتدون قطع كهذه، ولكن قد يكون لدى المحارب القديم المصنف S قطعة أو قطعتين، ومن المفترض أن فرسان دوقية بشيرانت يرتدون دروعا من حراشف سنو درايك.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
