نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

التناسخ اللعين 346

سيل لايونهارت (5)

سيل لايونهارت (5)

الفصل 346: سيل لايونهارت (5)

قال وهو يهز رأسه: “لا أستطيع.” فكر في مطاردتهم بينما يتجه نحو الباب.

لم يتنصت أحد من خارج الباب. ربما كانت لتكون قصة مختلفة لميلكيث الحياة، سيدة البرج الأبيض. ومع ذلك، لدى كارمن وديزرا هنا فهم أساسي بأنه لا ينبغي للمرء أن يتجسس على غرفة أخرى.

“هل تعتقدين أن هذا ليس شيئًا يجب أن تقوله القديسة؟ ولكن ماذا يمكنك أن تفعلي حيال الحقيقة؟ سيل لايونهارت، لا شيء يدفعني للتباهي أمامك. بعد كل شيء، لقد عرفت هامل منذ ثلاثمائة سنة مضت. لقد كنت بجانب هامل لمدة ثلاثمائة عام. لقد أحببت هامل لمدة ثلاثمائة عام. لدي إرتباط قوي به لدرجة أنه لا يسمح لي بالعثور على السلام حتى بعد الموت.” أمالت انيسيه رأسها مع ضحكة مكتومة لينة، “كل ما أعرفه هو هامل.”

 

 

بعد التأكد من عدم وجود أحد في الخارج، سحبت كريستينا سيل من ذراعها. لا تزال سيل في حالة ذهول وغير قادرة على جمع أفكارها، ولم تستطع إلا ترك الأمر يمر كما هو. في مجرد عشرات من الدقائق، كانت قد ذرفت دموعًا أكثر مما ذرفت طوال حياتها. بدت تلك الدقائق مؤلمة وبائسة أكثر من التدريب القاسي الذي تحملته مع فرسان البلاك لايونز وكارمن.

 

 

“لماذا يجب أن تدحض كلماتي كل مرة هكذا؟ أنتَ ملعونٌ جدًا. على أي حال، هذه ليست مشكلتك فقط. إنها.…” قالت سيينا: “….قضية معقدة للغاية متشابكة مع أسباب وآثار مختلفة.”

هي، التي لم تتعرض للصفع في حياتها، تلقت للتو إثنتين حادتين. هذه الحقائق وحدها جعلت خطوات سيل تتعثر. ومع ذلك، لم تقدم كريستينا الدعم لها. بدلًا من ذلك، ألقت نظرة شرسة على يوجين، الذي نهض لمساعدة سيل.

“لماذا أكذب؟” إبتسمت كريستينا إبتسامة عريضة.

 

“حقًا؟” جاء رد سيل الطفولي.

“إبقَ في الغرفة.” أمرت.

“هل أحضرتِني إلى هنا لتخبريني بمثل هذه الأشياء….؟” سألت سيل بنبرة متحدية.

 

‘كبيرة السن؟’ صفعت سيينا فخذ يوجين ردًا على تعليقه.

“لكنني لا أستطيع فقط—” حاول يوجين الرد.

“ما….الذي تقصدينه؟” سألت سيل غير متأكدة من معنى كلامها.

 

 

“ما تحتاجه سيل الآن ليس التعاطف بل التفاهم. وأنا أؤكد لك، أنا من يفهمها الآن أكثر من أي شخص آخر.” قالت كريستينا بحزم.

 

 

“هل أنتِ واثقة؟” سألت كريستينا.

يوجين هو تناسخ هامل منذ ثلاثمائة عام. لم يستطِع تجنب ماضيه. بعد أن عاشت سيينا منذ العصور القديمة، لم تستطِع فهم سيل تمامًا، التي ولدت ونشأت في هذا العصر. لكن كريستينا مختلفة. حتى لو كانت روح انيسيه قد إستقرت في جسدها، كشخص ولد ونشأ في السنوات الأخيرة، كريستينا هي شخصٌ من هذا العصر.

 

 

“أوه يا عزيزتي، لا على الإطلاق.” همست انيسيه مع وميض خافت في عينيها. “الرياء هو فعل لملء غرور الشخص. تفاخر مبالغ فيه لإعجاب الآخرين. لماذا أنا، التي ظلت موجودة منذ ثلاثمائة عام، افعل مثل هذه الأشياء التافهة لشخص صغير مثلك؟ لماذا أفعل مثل هذا القرف التافه؟”

[كريستينا، هل تخططين للكشف عن وجودي لها؟] سألت انيسيه.

 

 

 

‘نعم، الأخت. هل لديك مشكلة في ذلك؟’ أكدت كريستينا نواياها.

 

 

“لماذا تتحدثين عن شعورك؟ أنا الشخص الذي تعرض للصفع.” إشتكى يوجين.

[لا على الإطلاق. كشف هامل عن تناسخه. لماذا أخفي حقيقة أنني، الروح، مرتبطة بك؟] قالت انيسيه بعد النقر على لسانها. [سيل ليست من النوع الثرثار، على أي حال.]

 

قالت كريستينا بصدق: ‘أنا آسفة.’

قال وهو يهز رأسه: “لا أستطيع.” فكر في مطاردتهم بينما يتجه نحو الباب.

 

“أنا….هذا….” تلعثم يوجين، وشعر كما لو أنه قد تلقى ضربة في بطنه.

[لماذا تعتذرين فجأة؟] سألت انيسيه.

 

 

 

قالت كريستينا: ‘لقد تصرفت بمفردي دون إستشارتك أيتها الأخت.’

 

 

 

[أوه، كريستينا، لا حاجة للإعتذار عن هذا. في الواقع، أجد أفعالك رائعة وممتعة.] تحدثت انيسيه بصدق تام. لقد تجولت في هيلموث بينما تعاني من صعوبات مختلفة. طوال حياتها، كانت هناك أوقات لا حصر لها من الحزن والدموع، أكثر من لحظات السعادة. على الرغم من المحن، لم تعتد على الأمر. السنوات التي أمضتها مع رفاقها في هيلموث حولت انيسيه سليوود من مجرد قديسة إلى إنسان.

 

 

“أتساءل ما الذي تنوي كريستينا فعله مع سيل. ربما جعلتها تركع وتتوسل؟ أو ربما أجبرتها على الإستلقاء والتذلل؟” واصلت سيينا تخميناتها الجامحة.

[كريستينا، وجودك، مثل وجودي، ينشأ من أول إمبراطور مقدس. في النهاية، كان القديس أداة ذات أولوية لقيمته وقدرته أكثر من شخصيته. ومع ذلك، فقد تجاوزنا ذلك. تماما كما تم إنقاذي، تم تعويضك أيضًا.] قالت انيسيه. [الشفقة على سيل ليست شيئًا سلبيًا. الرحمة تؤدي إلى مد اليد، ويولد الخلاص من هذا الفعل بالذات.]

 

‘لستُ متأكدة مما إذا كنت قد فعلت الشيء الصحيح.’ قالت كريستينا قبل السكوت بتردد.

 

 

لقد رأى هذه الصفعة آتية، لكنه إستقبل الضربة بتواضع.

[لو لم تستخدمي يدك….] ترددت انيسيه للحظة، محاولة التعبير عن أفكارها. [همم….لو لم تصفعي سيل، فربما إستمرت في البكاء، وسقطت في اليأس، وإستسلمت. ولكن بسبب عملك العنيف غير العادي المتمثل في صفعها وإجبارها على الوقوف، يمكنها الآن التخلص من مشاعر اليأس هذه.]

 

‘أشعر كما لو أنني سرقت دور السير يوجين.’ إعترفت كريستينا بمخاوفها الداخلية.

 

 

 

[بحق السماوات العظيمة، كريستينا! عماذا تتحدثين؟ لو صفع هامل سيل في هذا الموقف، لكان كل شيء قد إنتهى. كريستينا، أنتِ الوحيدة التي يمكن أن تصفع سيل في مثل هذا الموقف. سيينا، تلك الفتاة السخيفة، كانت تبكي بمفردها، غارقة في شعورها غير المنطقي بالذنب، وأنا….حسنا، احم.] قررت انيسيه السكوت هنا.

 

 

 

هي أيضًا بكت بهدوء. على الرغم من أنها قللت من شأن ذلك بإعتباره شعورًا غير منطقي بالذنب من جانب سيينا، إلا أنها شعرت بنفس الشيء. مشاعر سيل، التي ظهرت على شكل دموع وتنهدات، عميقة وهائلة.

“هل أحضرتِني إلى هنا لتخبريني بمثل هذه الأشياء….؟” سألت سيل بنبرة متحدية.

 

 

ظل الباب مغلقًا لفترة طويلة. لم يستطع يوجين الجلوس ساكنًا ويسير في أرجاء الغرفة. هل يجب أن يتبعها؟ ألا يجب أن يتحدث أكثر مع سيل؟

 

“هذا يسبب لي صداعًا، لذا إجلس وتمالك نفسك.” شخرت سيينا.

“أوه يا عزيزتي، لا على الإطلاق.” همست انيسيه مع وميض خافت في عينيها. “الرياء هو فعل لملء غرور الشخص. تفاخر مبالغ فيه لإعجاب الآخرين. لماذا أنا، التي ظلت موجودة منذ ثلاثمائة عام، افعل مثل هذه الأشياء التافهة لشخص صغير مثلك؟ لماذا أفعل مثل هذا القرف التافه؟”

 

 

بالطبع، لم يفعل يوجين كما قالت. حتى لو لم يستطِع تغيير مسار أفعاله، فقد إستمر في توبيخ نفسه لكونه أحمقًا للغاية. لا. لا بد من القيام بهذا. من الأفضل التصرف بشكل حاسم بدلًا من ترك الأمور غامضة، خاصة من أجل سيل.

“هذا عشوائي. ماذا تعنين بِـلا بأس؟” سأل يوجين.

 

“إبقَ في الغرفة.” أمرت.

قال وهو يهز رأسه: “لا أستطيع.” فكر في مطاردتهم بينما يتجه نحو الباب.

“هل تريدين الراحة؟” سألت كريستينا.

 

 

“إلى أين أنت ذاهب؟” صرخت سيينا.

لقد رأى هذه الصفعة آتية، لكنه إستقبل الضربة بتواضع.

 

“هل تعتقدين أن هذا ليس شيئًا يجب أن تقوله القديسة؟ ولكن ماذا يمكنك أن تفعلي حيال الحقيقة؟ سيل لايونهارت، لا شيء يدفعني للتباهي أمامك. بعد كل شيء، لقد عرفت هامل منذ ثلاثمائة سنة مضت. لقد كنت بجانب هامل لمدة ثلاثمائة عام. لقد أحببت هامل لمدة ثلاثمائة عام. لدي إرتباط قوي به لدرجة أنه لا يسمح لي بالعثور على السلام حتى بعد الموت.” أمالت انيسيه رأسها مع ضحكة مكتومة لينة، “كل ما أعرفه هو هامل.”

فجأة، إختفى الباب بسبب سحرها.

 

 

 

يوجين، الذي مد يده إلى مقبض الباب، نظر إلى سيينا بحواجب مجعدة. “ماذا تفعلين؟”

“ما….الذي تقصدينه؟” سألت سيل غير متأكدة من معنى كلامها.

“ما الذي تحاول أنت فعله؟” ردت.

“هل أنتِ واثقة، سيل لايونهارت؟ إذا لم نتوافق أنا وأنتِ بشكل جيد، هل تقترحين أن نتقاتل، نعض ونؤذي بعضنا البعض، نسب ونضغط على بعضنا البعض؟ أو هل ستأتين خلفي بسكين مخفي معك، مخططة لطعني؟” سألت كريستينا.

 

أغلقت سيل شفتيها بإحكام وخفضت رأسها.

“أحاول حل….مشكلتي.” قال يوجين بتردد.

 

 

 

“مشكلتك؟” إرتعدت حواجب سيينا، وإنخفضت درجة حرارة الغرفة. إزدادت برودة الغرفة إلى درجة أن التنفس صار صعبًا.

 

 

يوجين، الذي مد يده إلى مقبض الباب، نظر إلى سيينا بحواجب مجعدة. “ماذا تفعلين؟”

متفاجئًا، أمال يوجين رأسه، “لماذا تفعلين هذا؟”

“أنت لا تعرف لأنك ساذج. عادة ما تتصرف الفتيات مثل كريستينا مثل الأشباح لأولئك الأصغر سنا والأضعف منهم. وكريستينا لديها حقًا شبح مرتبط بها!” واصلت سيينا، بلا تردد.

“هذه ليست مشكلتك فقط، يوجين لايونهارت.” بكل فخر، وضعت سيينا يدها على صدرها، ثم أعلنت، “إنها مشكلتنا.”

“ما….الذي تقصدينه؟” سألت سيل غير متأكدة من معنى كلامها.

“ما الذي—” رد يوجين، فقط لتتم مقاطعته.

لقد رأى هذه الصفعة آتية، لكنه إستقبل الضربة بتواضع.

 

‘هذا لأنني مثالية جدًا.’ إعتقدت سيينا.

“لو لم تمُت بغباء قبل ثلاثمائة عام ونجوت بطريقة ما، ما كان أي من هذا ليحدث، أليس كذلك؟” سألت سيينا.

“أختي.” صححتها كريستينا.

 

 

“أنا….هذا….” تلعثم يوجين، وشعر كما لو أنه قد تلقى ضربة في بطنه.

 

 

“أختي.” صححتها كريستينا.

“هذا هو السبب في أنها مشكلتنا. انيسيه وأنا لم نستطِع منع موتك الغبي. ربما، ربما فقط، لو لم تمت، لكان بإمكانك هزيمة ملك الحصار الشيطاني وحتى ملك الدمار الشيطاني. ثم لن يكون هناك أي حاجة لهذا القسم غير المعروف مع فيرموث، ولَـتمكنا من إنقاذ العالم تمامًا.”

 

هل تسمعين ما يقوله فمك؟

قالت سيينا: “لا بأس معي في قبولك لسيل.”

كافحت الكلمات للإنفصال عن طرف لسان يوجين، لكنه إمتنع عن السماح لها بالخروج. بالتفكير المنطقي، حتى لو لم يمت هامل في ذلك الوقت، فمن المحتمل أن تنتهي المعركة ضد ملك الحصار الشيطاني بالهزيمة. الدخول في معركة مع جسد بالكاد مختلف عن الجثة من شأنه أن يعيق المجموعة فقط.

“حقًا؟” جاء رد سيل الطفولي.

 

أغلقت سيل شفتيها بإحكام وخفضت رأسها.

ومع ذلك، فإن فيرموث تحدث في تلك الغرفة المظلمة. لو لم يمت هامل وصعد إلى قمة بابل معهم جميعًا، لما كانت هناك حاجة لمحاربة ملك الشياطين.

“هذا عشوائي. ماذا تعنين بِـلا بأس؟” سأل يوجين.

 

هي، التي لم تتعرض للصفع في حياتها، تلقت للتو إثنتين حادتين. هذه الحقائق وحدها جعلت خطوات سيل تتعثر. ومع ذلك، لم تقدم كريستينا الدعم لها. بدلًا من ذلك، ألقت نظرة شرسة على يوجين، الذي نهض لمساعدة سيل.

لم يعرف بالضبط لماذا، لكنه يعلم أن خطة فيرموث قد تعطلت بسبب وفاة هامل — إنتحاره.

ردت انيسيه: “لا يزال شخصان منذ ثلاثمائة عام على قيد الحياة.”

 

“هذه ليست مشكلتك فقط، يوجين لايونهارت.” بكل فخر، وضعت سيينا يدها على صدرها، ثم أعلنت، “إنها مشكلتنا.”

وهكذا، بقي صامتًا.

[لماذا تعتذرين فجأة؟] سألت انيسيه.

 

 

“لو لم تمت في ذلك الوقت — حسنًا، قد يبدو كلامي مجرد آمال زائفة، لكن كل شيء ربما كان على ما يرام. أنت….أنت وأنا….آه….”

 

‘سيدة سيينا، إحشدي شجاعتك. بعد كل ما قمتِ به وقلتِهِ أمام السيدة أنسيلا، لماذا أنت الآن تشعرين بالقلق والحرج؟’ تزامنت نوايا مير مع سيينا، لكن كلمات مير عملت فقط على ختم فم سيينا.

“ما الذي—” رد يوجين، فقط لتتم مقاطعته.

 

 

“ربما….ربما عملت الأمور بشكل جيد!” تلعثمت سيينا.

 

 

 

‘لكنا أنا وأنت قد تزوجنا وعشنا حياتنا سعداء إلى الأبد.’

لدى سيل طموحات مماثلة. بطريقة ما، أرادت كسب إهتمام يوجين وحبه، متجاوزة في نهاية المطاف الساحرة العجوزة ذات الشعر الأرجواني وقديسة الشر ذات الصدر الدهني العملاق.

 

 

الكلمات التي لم تستطع التعبير عنها تناثرت في ذهنها. يبدو أن درجة حرارة التجمد التي إستحوذت على الغرفة عادت إلى طبيعتها.

 

 

يوجين، الذي مد يده إلى مقبض الباب، نظر إلى سيينا بحواجب مجعدة. “ماذا تفعلين؟”

“و….حسنا، على الرغم من أنك قد مت، لو كانت انيسيه وأنا….ومولون أقوى….لربما هزمنا ملك الحصار الشيطاني.” قالت سيينا: “لو تمكنا من إنهاء الأمور بشكل جيد، فربما تكون قد تجسدت لتعيش دون أي تعقيدات.”

 

 

“ما الذي—” رد يوجين، فقط لتتم مقاطعته.

ذكَّرها يوجين: “لو إنتهى كل شيء قبل ثلاثمائة عام، لما تجسدتُ مجددًا.”

 

 

“قديسة روجرس—” قالت سيل.

ردت سيينا: “هذا ليس صحيحًا بالضرورة.” إرتجفت شفتاها وحوَّلتْ رأسها. “حتى لو أنقذنا العالم، فإن العالم بدونك أمر غير مقبول. هذا ما شعرت به. ربما شعر الآخرون بنفس الشيء. يقولون أن كل كائن يموت ويولد من جديد في دورة.”

 

قال يوجين: “ما كنت لِأحتفِظ بذكريات حياتي الماضية.”

“ما الذي تحاول أنت فعله؟” ردت.

 

بالطبع، انيسيه وكريستينا هما إستثناءات مطلقة….

“لماذا يجب أن تدحض كلماتي كل مرة هكذا؟ أنتَ ملعونٌ جدًا. على أي حال، هذه ليست مشكلتك فقط. إنها.…” قالت سيينا: “….قضية معقدة للغاية متشابكة مع أسباب وآثار مختلفة.”

“هل تريدين الراحة؟” سألت كريستينا.

 

 

إعتقدتْ سيينا حقًا هذا.

هل تسمعين ما يقوله فمك؟

 

ظلت سيل هادئة، تحاول أن تمسك بدموعها.

لو لم يمت هامل، لما تجسد أبدًا كَـيوجين. هل كانت سيل لِـتقع في حب يوجين؟ حتى لو لم يتجسد ثانية كَـيوجين، ماذا لو هزم كل ملوك الشياطين؟ لو ذهبت انيسيه إلى الجنة دون البقاء هنا وتوفيت سيينا قبل ثلاثمائة عام….

“أنا….هذا….” تلعثم يوجين، وشعر كما لو أنه قد تلقى ضربة في بطنه.

 

“ما الذي—” رد يوجين، فقط لتتم مقاطعته.

“اررغ….” تذمرت سيينا.

“قديسة روجرس—” قالت سيل.

 

[لو لم تستخدمي يدك….] ترددت انيسيه للحظة، محاولة التعبير عن أفكارها. [همم….لو لم تصفعي سيل، فربما إستمرت في البكاء، وسقطت في اليأس، وإستسلمت. ولكن بسبب عملك العنيف غير العادي المتمثل في صفعها وإجبارها على الوقوف، يمكنها الآن التخلص من مشاعر اليأس هذه.]

هذه الأفكار ليست ممتعة، ولكن إذا كان هذا هو الحال، فربما كان يوجين سَـيقبل بِـسيل.

 

 

 

‘هذا لأنني مثالية جدًا.’ إعتقدت سيينا.

هامل الغبي.

 

ومع ذلك، فإن فيرموث تحدث في تلك الغرفة المظلمة. لو لم يمت هامل وصعد إلى قمة بابل معهم جميعًا، لما كانت هناك حاجة لمحاربة ملك الشياطين.

مثالية لدرجة أنها حتى بعد ثلاثمائة عام، لم تمت. حتى مع وجود فجوة في صدرها، نجت. أضف مظهرها المذهل وشخصيتها التي لا تشوبها شائبة؛ بالمقارنة، فإن أي امرأة عادية لن تلفت إنتباه يوجين.

 

 

 

بالطبع، انيسيه وكريستينا هما إستثناءات مطلقة….

 

 

 

“أنا….حسنًا، لا بأس.” قالت سيينا.

هل تسمعين ما يقوله فمك؟

 

 

“هذا عشوائي. ماذا تعنين بِـلا بأس؟” سأل يوجين.

 

 

 

قالت سيينا: “لا بأس معي في قبولك لسيل.”

بالطبع، لم يفعل يوجين كما قالت. حتى لو لم يستطِع تغيير مسار أفعاله، فقد إستمر في توبيخ نفسه لكونه أحمقًا للغاية. لا. لا بد من القيام بهذا. من الأفضل التصرف بشكل حاسم بدلًا من ترك الأمور غامضة، خاصة من أجل سيل.

 

[بحق السماوات العظيمة، كريستينا! عماذا تتحدثين؟ لو صفع هامل سيل في هذا الموقف، لكان كل شيء قد إنتهى. كريستينا، أنتِ الوحيدة التي يمكن أن تصفع سيل في مثل هذا الموقف. سيينا، تلك الفتاة السخيفة، كانت تبكي بمفردها، غارقة في شعورها غير المنطقي بالذنب، وأنا….حسنا، احم.] قررت انيسيه السكوت هنا.

ومضت أنسيلا في ذهن يوجين. “هل توقف عقلك عن العمل؟” سأل. على الرغم من أن سيينا تحدثت بجدية، لم يستطع يوجين أن يتقبل الأمر هكذا. قبولها؟ “سيل ليست شيئًا أستطيع تملكه!” قال يوجين، بدا مستاءً.

ظل الباب مغلقًا لفترة طويلة. لم يستطع يوجين الجلوس ساكنًا ويسير في أرجاء الغرفة. هل يجب أن يتبعها؟ ألا يجب أن يتحدث أكثر مع سيل؟

 

 

“هذا ليس ما قصدته. فقط، لستَ بحاجة إلى دفعها بقوةٍ بعيدًا بسببي.” أوضحت سيينا.

“هل تأذى كبريائك، بعد كل هذا؟ ما كانت تلك الدموع التي ذرفتِها في وقت سابق؟ ألم تصرخي بيأس قائلة لماذا لا يمكن أن تكون أنا؟” ضغطت كريستينا.

 

 

“أنا لا أدفعها بعيدًا. بالنسبة لي، هي….اممم، مثل….لا، إنها عائلة.” أوضح يوجين.

‘نعم، الأخت. هل لديك مشكلة في ذلك؟’ أكدت كريستينا نواياها.

 

 

ردت سيينا: “لكنكما لستما من نفس الأب والأم.”

 

 

‘أشعر كما لو أنني سرقت دور السير يوجين.’ إعترفت كريستينا بمخاوفها الداخلية.

“هل تحتاج العائلات إلى مشاركة الوالدين؟ لم افكر أبدًا بالأمر هكذا. ماذا، هل يجب أن أكذب عليها؟” سأل يوجين، يبدو غاضبًا.

“هل أنتِ واثقة، سيل لايونهارت؟ إذا لم نتوافق أنا وأنتِ بشكل جيد، هل تقترحين أن نتقاتل، نعض ونؤذي بعضنا البعض، نسب ونضغط على بعضنا البعض؟ أو هل ستأتين خلفي بسكين مخفي معك، مخططة لطعني؟” سألت كريستينا.

 

 

“لا حاجة لذلك. فقط لا تدفعها بعيدًا.” قالت سيينا.

 

 

ومضت أنسيلا في ذهن يوجين. “هل توقف عقلك عن العمل؟” سأل. على الرغم من أن سيينا تحدثت بجدية، لم يستطع يوجين أن يتقبل الأمر هكذا. قبولها؟ “سيل ليست شيئًا أستطيع تملكه!” قال يوجين، بدا مستاءً.

“متى فعلت هذا؟ فقط—” أطلق يوجين تنهيدة عميقة وأمسك رأسه.

يوجين، الذي مد يده إلى مقبض الباب، نظر إلى سيينا بحواجب مجعدة. “ماذا تفعلين؟”

 

قالت كريستينا: ‘لقد تصرفت بمفردي دون إستشارتك أيتها الأخت.’

إنه يهتم بسيل. ومع ذلك، لم يكن لها أبدًا عاطفة رومانسية. بينما تحمل سيل مثل هذه المشاعر تجاهه، لم يستطع يوجين الرد بالمثل. وهكذا، إضطر للتراجع بقوة.

 

 

للحظة، وهي تنظر إلى إبتسامتها المشرقة، مضاءة بأضواء الغرفة الناعمة وشعرها الذهبي المتلألئ، وعيناها الزرقاوتان تتلألآن مثل الأحجار الكريمة، رأت سيل حقًا القديسة في كريستينا. دمعة كانت تقاومها ركضت على خدها. عادت إلى رشدها فورًا، وسرعان ما مسحتها سيل.

“أنت تفرط في التفكير في الأمر.” عانقت سيينا ركبتيها. “من أجل السعادة التي تصورتها، عليك أن تكون موجودًا. بغض النظر عمن يكون معي، طالما أنت، يوجين، بجانبي، أنا بخير. لذا، لا تقف هناك، تعال وإجلس.”

 

تنهد يوجين بعمق مرة أخرى وعاد إلى الأريكة. أطاع رغبتها وجلس. نظرت سيينا إلى يوجين بإبتسامة عريضة، ثم قالت، “كريستينا تعرف حقا كيف تصفع، أليس كذلك؟ لكنها لا تزال لم تصل إلى مستوى انيسيه.”

 

“لماذا تتحدثين عن شعورك؟ أنا الشخص الذي تعرض للصفع.” إشتكى يوجين.

 

 

 

“إترك هذا بيني وبينك فقط، أليست كريستينا مرعبة بعض الشيء؟ في الآونة الأخيرة، تبدو أكثر ترويعًا من انيسيه. تبتسم أثناء طعن شخص ما في القلب….فيوو، لماذا أذكر ذلك حتى؟ تنظر إليك بعيون يسيل منها العسل، في محاولة لإغرائك مثل الثعلب.” لم تبدُ سيينا مهذبة في تذمرها.

 

 

“لكن….الأرواح مثل اللاموتى، أليس كذلك؟ قديسة انيسيه….” قالت سيل.

“احم….” طهر يوجين حلقه فقط، لا يعرف ماذا يقول.

ومع ذلك، فإن فيرموث تحدث في تلك الغرفة المظلمة. لو لم يمت هامل وصعد إلى قمة بابل معهم جميعًا، لما كانت هناك حاجة لمحاربة ملك الشياطين.

 

 

“أتساءل ما الذي تنوي كريستينا فعله مع سيل. ربما جعلتها تركع وتتوسل؟ أو ربما أجبرتها على الإستلقاء والتذلل؟” واصلت سيينا تخميناتها الجامحة.

‘لستُ متأكدة مما إذا كنت قد فعلت الشيء الصحيح.’ قالت كريستينا قبل السكوت بتردد.

 

قال وهو يهز رأسه: “لا أستطيع.” فكر في مطاردتهم بينما يتجه نحو الباب.

“سيينا، ما رأيكِ بِـكريستينا….؟” سأل يوجين أخيرًا، حيث شعر بالحاجة للدفاع عن كريستينا.

 

 

***

“أنت لا تعرف لأنك ساذج. عادة ما تتصرف الفتيات مثل كريستينا مثل الأشباح لأولئك الأصغر سنا والأضعف منهم. وكريستينا لديها حقًا شبح مرتبط بها!” واصلت سيينا، بلا تردد.

قالت سيينا: “لا بأس معي في قبولك لسيل.”

 

 

“إنها تتصرف بهذه الطريقة مع كبار السن مثلك أيضًا….” ذكر يوجين.

 

 

بالطبع، لم يفعل يوجين كما قالت. حتى لو لم يستطِع تغيير مسار أفعاله، فقد إستمر في توبيخ نفسه لكونه أحمقًا للغاية. لا. لا بد من القيام بهذا. من الأفضل التصرف بشكل حاسم بدلًا من ترك الأمور غامضة، خاصة من أجل سيل.

‘كبيرة السن؟’ صفعت سيينا فخذ يوجين ردًا على تعليقه.

قال وهو يهز رأسه: “لا أستطيع.” فكر في مطاردتهم بينما يتجه نحو الباب.

 

قالت سيينا: “لا بأس معي في قبولك لسيل.”

لقد رأى هذه الصفعة آتية، لكنه إستقبل الضربة بتواضع.

 

 

 

***

 

لم تركع سيل ولا تذللت.

 

 

 

جلست سيل في غرفة مضاءة بضوء لطيف. نظرتها فارغة، غير قادرة على أن ترمش حتى وهي تنظر إلى كريستينا أمامها.

إعتقدتْ سيينا حقًا هذا.

 

 

“قديسة روجرس—” قالت سيل.

ردت سيينا: “لكنكما لستما من نفس الأب والأم.”

 

 

“أختي.” صححتها كريستينا.

 

 

 

“أ-أختي….داخلك….تقيم انيسيه المؤمنة يا أختي؟” إستفسرت سيل.

“لكنني لا أستطيع فقط—” حاول يوجين الرد.

 

[كريستينا، وجودك، مثل وجودي، ينشأ من أول إمبراطور مقدس. في النهاية، كان القديس أداة ذات أولوية لقيمته وقدرته أكثر من شخصيته. ومع ذلك، فقد تجاوزنا ذلك. تماما كما تم إنقاذي، تم تعويضك أيضًا.] قالت انيسيه. [الشفقة على سيل ليست شيئًا سلبيًا. الرحمة تؤدي إلى مد اليد، ويولد الخلاص من هذا الفعل بالذات.]

“نعم، هذا صحيح. أنا انيسيه سليوود.”

 

حدث تغيير طفيف في السلوك. أظهرت انيسيه إبتسامة لطيفة. نبرة صوتها مختلفة، ولهجتها مختلفة بشكل واضح، وقبل كل شيء، هناك تغيير طفيف في شكل إبتسامتها. في حين أن الفرق ليس واضحًا بشكل لا لبس فيه بحيث يمكن تمييزه على الفور، فإن معرفة الحقيقة والمراقبة عن كثب جعلت الأمر واضحًا إلى حد ما.

“لقد قيل أنكما الإثنان متشابهان جدًا.” سيل لم تعد يبكي. نظرت مباشرة إلى انيسيه بعيون حمراء. “حتى لو لم تكن القديسة روجرس تعلم، لكان يوجين سيلاحظ، أليس كذلك؟” سألت سيل.

 

كافحت الكلمات للإنفصال عن طرف لسان يوجين، لكنه إمتنع عن السماح لها بالخروج. بالتفكير المنطقي، حتى لو لم يمت هامل في ذلك الوقت، فمن المحتمل أن تنتهي المعركة ضد ملك الحصار الشيطاني بالهزيمة. الدخول في معركة مع جسد بالكاد مختلف عن الجثة من شأنه أن يعيق المجموعة فقط.

“هذا مستحيل.” تمتمت سيل.

 

 

 

ردت انيسيه: “لا يزال شخصان منذ ثلاثمائة عام على قيد الحياة.”

 

 

ردت انيسيه: “لا يزال شخصان منذ ثلاثمائة عام على قيد الحياة.”

سيينا الحكيمة ومولون الشجاع.

***

 

[بحق السماوات العظيمة، كريستينا! عماذا تتحدثين؟ لو صفع هامل سيل في هذا الموقف، لكان كل شيء قد إنتهى. كريستينا، أنتِ الوحيدة التي يمكن أن تصفع سيل في مثل هذا الموقف. سيينا، تلك الفتاة السخيفة، كانت تبكي بمفردها، غارقة في شعورها غير المنطقي بالذنب، وأنا….حسنا، احم.] قررت انيسيه السكوت هنا.

وأكملت انيسيه: “لقد تناسخ الميت.”

“أليس هذا جزءًا من سبب حبك له؟” سألت كريستينا بإبتسامة.

 

هي أيضًا بكت بهدوء. على الرغم من أنها قللت من شأن ذلك بإعتباره شعورًا غير منطقي بالذنب من جانب سيينا، إلا أنها شعرت بنفس الشيء. مشاعر سيل، التي ظهرت على شكل دموع وتنهدات، عميقة وهائلة.

هامل الغبي.

قالت كريستينا بصدق: ‘أنا آسفة.’

 

“إنها تتصرف بهذه الطريقة مع كبار السن مثلك أيضًا….” ذكر يوجين.

“لماذا تنكرين الأشباح الآن؟ إذا كان هناك أي شيء، يجب أن تكون هذه الكائنات شائعة.” تابعت انيسيه.

 

 

 

“لكن….الأرواح مثل اللاموتى، أليس كذلك؟ قديسة انيسيه….” قالت سيل.

 

 

 

“آهاها، أنا أقول فقط شبح كإستعارة. بالمعنى الدقيق للكلمة، لم أصبح شبحًا بعد الموت.” قال انيسيه: “أصبحتُ ملاكًا.”

 

 

 

“ملاك….؟” تساءلت سيل.

وسط هذا التجاهل المتعمد، بكت سيل بهدوء.

 

“أتساءل ما الذي تنوي كريستينا فعله مع سيل. ربما جعلتها تركع وتتوسل؟ أو ربما أجبرتها على الإستلقاء والتذلل؟” واصلت سيينا تخميناتها الجامحة.

“نعم، بفضل رحمة النور.” إبتسمت انيسيه رسميًا أثناء أداء الرمز المقدس بيدها. “سيل لايونهارت، من فضلك لا تسيئي فهم مشاعر كريستينا بسبب وجودي.”

 

لا تزال سيل تحاول فهم التدفق المفاجئ للمعلومات.

 

 

 

“اللقاء بين كريستينا وهامل….لا، بينها وبين يوجين كان….مصيرًا، لا مفر منه. على القديسة والبطل أن يلتقيا. لكن في ذلك الوقت، لم تكن كريستينا على علم بوجودي، ولم يكن يوجين يعلم أنني بداخلها.” أوضحت انيسيه.

“إنها تتصرف بهذه الطريقة مع كبار السن مثلك أيضًا….” ذكر يوجين.

 

“قرف تافه…؟” سألت سيل بعيون متسعة.

“لقد قيل أنكما الإثنان متشابهان جدًا.” سيل لم تعد يبكي. نظرت مباشرة إلى انيسيه بعيون حمراء. “حتى لو لم تكن القديسة روجرس تعلم، لكان يوجين سيلاحظ، أليس كذلك؟” سألت سيل.

أغلقت سيل شفتيها بإحكام وخفضت رأسها.

 

 

“أنتِ لا تخططين لمنادتها بالأخت، صحيح؟” علَّقت انيسيه.

 

 

‘لكنا أنا وأنت قد تزوجنا وعشنا حياتنا سعداء إلى الأبد.’

ردت سيل بالصمت فقط.

قالت سيينا: “لا بأس معي في قبولك لسيل.”

 

يوجين، الذي مد يده إلى مقبض الباب، نظر إلى سيينا بحواجب مجعدة. “ماذا تفعلين؟”

“همم….لا أستطيع أن أنكر ما تقولينه. هامل….آهاها، سامحيني. أنا معتاد فقط على مناداته بِـهامل”.

 

 

“لو لم تمُت بغباء قبل ثلاثمائة عام ونجوت بطريقة ما، ما كان أي من هذا ليحدث، أليس كذلك؟” سألت سيينا.

“هل أنتِ تتباهين أمامي؟” شككت سيل.

 

 

“ملاك….؟” تساءلت سيل.

“أوه يا عزيزتي، لا على الإطلاق.” همست انيسيه مع وميض خافت في عينيها. “الرياء هو فعل لملء غرور الشخص. تفاخر مبالغ فيه لإعجاب الآخرين. لماذا أنا، التي ظلت موجودة منذ ثلاثمائة عام، افعل مثل هذه الأشياء التافهة لشخص صغير مثلك؟ لماذا أفعل مثل هذا القرف التافه؟”

“ما الذي تحاول أنت فعله؟” ردت.

“قرف تافه…؟” سألت سيل بعيون متسعة.

 

 

 

“هل تعتقدين أن هذا ليس شيئًا يجب أن تقوله القديسة؟ ولكن ماذا يمكنك أن تفعلي حيال الحقيقة؟ سيل لايونهارت، لا شيء يدفعني للتباهي أمامك. بعد كل شيء، لقد عرفت هامل منذ ثلاثمائة سنة مضت. لقد كنت بجانب هامل لمدة ثلاثمائة عام. لقد أحببت هامل لمدة ثلاثمائة عام. لدي إرتباط قوي به لدرجة أنه لا يسمح لي بالعثور على السلام حتى بعد الموت.” أمالت انيسيه رأسها مع ضحكة مكتومة لينة، “كل ما أعرفه هو هامل.”

 

“هل أحضرتِني إلى هنا لتخبريني بمثل هذه الأشياء….؟” سألت سيل بنبرة متحدية.

عضت سيل شفتها، غير قادرة على العثور على كلمات ردًا على ذلك.

 

ردت سيل بالصمت فقط.

“لا، أردت فقط أن أوضح موقفي. ولضمان أنكِ لا تسيئين الفهم. هذا ليس عن كريستينا، ولكن عني، انيسيه. كل ما أعرفه هو هامل.”

 

 

 

لم تعرف سيل كيف ترد على هذا الإعلان.

 

 

لم تركع سيل ولا تذللت.

“كل ما أعرفه هو يوجين لايونهارت.” تحول سلوك انيسيه وتعبيرها بمهارة. تراجعت انيسيه، وأفسحت المجال لكريستينا. “على الرغم من أنه لا يمكن إنكار أن السير يوجين هو السير هامل، سيل، أنا، كريستينا روجرس، أنظر فقط إلى السير يوجين. لم يأتِ خلاصي من خلال هامل الذي عاش ومات قبل ثلاثمائة عام، ولكن من يوجين الذي أعرفه الآن وتعرفينه أنتِ.”

 

“هل تعتقدين….أنكِ أكثر تميُّزًا مني؟” شككت سيل.

“لماذا تنكرين الأشباح الآن؟ إذا كان هناك أي شيء، يجب أن تكون هذه الكائنات شائعة.” تابعت انيسيه.

 

“نعم، هذا صحيح. أنا انيسيه سليوود.”

“لا تكوني دفاعية جدًا.” هزت كريستينا رأسها. “كما ذكرتُ سابقا، أنا أفهمك. تمامًا كما تكنين المودة لِـيوجين، كذلك أنا.”

ردت سيينا: “لكنكما لستما من نفس الأب والأم.”

“إذن، ماذا تريدين؟ لأننا متشابهان، يجب أن نضحك بحرارة ونكون أصدقاء مقربين؟” سألت سيل ساخرة.

“هل تعتقدين أن هذا ليس شيئًا يجب أن تقوله القديسة؟ ولكن ماذا يمكنك أن تفعلي حيال الحقيقة؟ سيل لايونهارت، لا شيء يدفعني للتباهي أمامك. بعد كل شيء، لقد عرفت هامل منذ ثلاثمائة سنة مضت. لقد كنت بجانب هامل لمدة ثلاثمائة عام. لقد أحببت هامل لمدة ثلاثمائة عام. لدي إرتباط قوي به لدرجة أنه لا يسمح لي بالعثور على السلام حتى بعد الموت.” أمالت انيسيه رأسها مع ضحكة مكتومة لينة، “كل ما أعرفه هو هامل.”

 

“نامي في غرفتي الليلة. إبكي وإشعُري بالوحدة والحزن.” بعد قول ذلك، إلتقطت كريستينا الكتاب المقدس من الطاولة، ولم تعد تنظر إلى سيل، وفتحته في حجرها.

“نعم.” أتى رد كريستينا سريعًا ومباشرًا.

“لا، أردت فقط أن أوضح موقفي. ولضمان أنكِ لا تسيئين الفهم. هذا ليس عن كريستينا، ولكن عني، انيسيه. كل ما أعرفه هو هامل.”

 

“لماذا تنكرين الأشباح الآن؟ إذا كان هناك أي شيء، يجب أن تكون هذه الكائنات شائعة.” تابعت انيسيه.

ضحكت سيل بصوت خشن وقالت: “هذا سخيف.”

“هل أنتِ تتباهين أمامي؟” شككت سيل.

“هل أنتِ واثقة؟” سألت كريستينا.

“لا حاجة لذلك. فقط لا تدفعها بعيدًا.” قالت سيينا.

 

 

“ما….الذي تقصدينه؟” سألت سيل غير متأكدة من معنى كلامها.

لو لم يمت هامل، لما تجسد أبدًا كَـيوجين. هل كانت سيل لِـتقع في حب يوجين؟ حتى لو لم يتجسد ثانية كَـيوجين، ماذا لو هزم كل ملوك الشياطين؟ لو ذهبت انيسيه إلى الجنة دون البقاء هنا وتوفيت سيينا قبل ثلاثمائة عام….

 

 

“هل أنتِ واثقة، سيل لايونهارت؟ إذا لم نتوافق أنا وأنتِ بشكل جيد، هل تقترحين أن نتقاتل، نعض ونؤذي بعضنا البعض، نسب ونضغط على بعضنا البعض؟ أو هل ستأتين خلفي بسكين مخفي معك، مخططة لطعني؟” سألت كريستينا.

هي، التي لم تتعرض للصفع في حياتها، تلقت للتو إثنتين حادتين. هذه الحقائق وحدها جعلت خطوات سيل تتعثر. ومع ذلك، لم تقدم كريستينا الدعم لها. بدلًا من ذلك، ألقت نظرة شرسة على يوجين، الذي نهض لمساعدة سيل.

 

“نعم، بفضل رحمة النور.” إبتسمت انيسيه رسميًا أثناء أداء الرمز المقدس بيدها. “سيل لايونهارت، من فضلك لا تسيئي فهم مشاعر كريستينا بسبب وجودي.”

“حسنًا….” ترددت سيل.

إعتقدتْ سيينا حقًا هذا.

 

 

“هل تأذى كبريائك، بعد كل هذا؟ ما كانت تلك الدموع التي ذرفتِها في وقت سابق؟ ألم تصرخي بيأس قائلة لماذا لا يمكن أن تكون أنا؟” ضغطت كريستينا.

 

 

“أحاول حل….مشكلتي.” قال يوجين بتردد.

عضت سيل شفتها، غير قادرة على العثور على كلمات ردًا على ذلك.

هي أيضًا بكت بهدوء. على الرغم من أنها قللت من شأن ذلك بإعتباره شعورًا غير منطقي بالذنب من جانب سيينا، إلا أنها شعرت بنفس الشيء. مشاعر سيل، التي ظهرت على شكل دموع وتنهدات، عميقة وهائلة.

 

 

على الرغم من أن كريستينا تحدثت بمثل هذه الكلمات، هل يمكنهما حقًا التعايش؟ لم تستطع سيل تخيل مثل هذا السيناريو. منذ شبابها، تذكرت مشاهد والدتها، وهي دخيلة في المنزل، تتحدى بإستمرار الزوجة الأولى، تانيس. تذكرت التجارب التي واجهتها والدتها وكيف تغلبت عليها في النهاية، الفوز حتى بولاء فرسان العائلة للإرتقاء كشخصية بارزة.

“قرف تافه…؟” سألت سيل بعيون متسعة.

 

“هذا يسبب لي صداعًا، لذا إجلس وتمالك نفسك.” شخرت سيينا.

لدى سيل طموحات مماثلة. بطريقة ما، أرادت كسب إهتمام يوجين وحبه، متجاوزة في نهاية المطاف الساحرة العجوزة ذات الشعر الأرجواني وقديسة الشر ذات الصدر الدهني العملاق.

 

 

 

“أنا معجبة بك.” همست كريستينا بينما تمسح شفتيها بلطف وهي تأخذ لحظة لتنظيم كلماتها لنقل أفكارها بشكل أفضل. “سيدة سيينا وسيدة انيسيه يتبادلان خبرات وعواطف المتبادلة. لحسن الحظ، قبلتني السيدة سيينا، والسيدة انيسيه تعتبرني مثل الأخت. ومع ذلك، فإن جوهري يختلف بطبيعته عن جوهرهما. لم أعِش منذ ثلاثمائة عام، ولا أعرف السير هامل.”

 

أحست سيل بالحيرة من كيفية الرد.

 

 

لم يعرف بالضبط لماذا، لكنه يعلم أن خطة فيرموث قد تعطلت بسبب وفاة هامل — إنتحاره.

“لكنني أعرف السير يوجين. تماما كما تفعلين، سيل لايونهارت. لهذا أنا معجبة بك.” قالت كريستينا بوضوح: “أنا أفهمك وأتعاطف معك.”

لم يتنصت أحد من خارج الباب. ربما كانت لتكون قصة مختلفة لميلكيث الحياة، سيدة البرج الأبيض. ومع ذلك، لدى كارمن وديزرا هنا فهم أساسي بأنه لا ينبغي للمرء أن يتجسس على غرفة أخرى.

 

 

ضحكت سيل بمرارة: “أنت تعاملينني كَـطفلة.”

 

 

 

“لا، أنا أراك على قدم المساواة معي.” صححتها كريستينا.

ردت سيينا: “هذا ليس صحيحًا بالضرورة.” إرتجفت شفتاها وحوَّلتْ رأسها. “حتى لو أنقذنا العالم، فإن العالم بدونك أمر غير مقبول. هذا ما شعرت به. ربما شعر الآخرون بنفس الشيء. يقولون أن كل كائن يموت ويولد من جديد في دورة.”

 

 

“حقًا؟” جاء رد سيل الطفولي.

 

 

 

“لماذا أكذب؟” إبتسمت كريستينا إبتسامة عريضة.

ضحكت سيل بمرارة: “أنت تعاملينني كَـطفلة.”

 

“لو لم تمُت بغباء قبل ثلاثمائة عام ونجوت بطريقة ما، ما كان أي من هذا ليحدث، أليس كذلك؟” سألت سيينا.

للحظة، وهي تنظر إلى إبتسامتها المشرقة، مضاءة بأضواء الغرفة الناعمة وشعرها الذهبي المتلألئ، وعيناها الزرقاوتان تتلألآن مثل الأحجار الكريمة، رأت سيل حقًا القديسة في كريستينا. دمعة كانت تقاومها ركضت على خدها. عادت إلى رشدها فورًا، وسرعان ما مسحتها سيل.

كافحت الكلمات للإنفصال عن طرف لسان يوجين، لكنه إمتنع عن السماح لها بالخروج. بالتفكير المنطقي، حتى لو لم يمت هامل في ذلك الوقت، فمن المحتمل أن تنتهي المعركة ضد ملك الحصار الشيطاني بالهزيمة. الدخول في معركة مع جسد بالكاد مختلف عن الجثة من شأنه أن يعيق المجموعة فقط.

 

“لو لم تمت في ذلك الوقت — حسنًا، قد يبدو كلامي مجرد آمال زائفة، لكن كل شيء ربما كان على ما يرام. أنت….أنت وأنا….آه….”

“هل تريدين الراحة؟” سألت كريستينا.

[كريستينا، هل تخططين للكشف عن وجودي لها؟] سألت انيسيه.

 

“إترك هذا بيني وبينك فقط، أليست كريستينا مرعبة بعض الشيء؟ في الآونة الأخيرة، تبدو أكثر ترويعًا من انيسيه. تبتسم أثناء طعن شخص ما في القلب….فيوو، لماذا أذكر ذلك حتى؟ تنظر إليك بعيون يسيل منها العسل، في محاولة لإغرائك مثل الثعلب.” لم تبدُ سيينا مهذبة في تذمرها.

“أنا لا….أحتاجها.” رفضت سيل على الفور.

 

 

 

“ثم إبكي حتى تشعري بتحسن. سَـيضمن ذلك أنكِ لن تبكي غدًا.” قالت كريستينا ثم إبتسمت، “أو ربما لا. البكاء اليوم لا يضمن عدم البكاء غدًا. لكن على الأقل حاولي ألَّا تظهري دموعك للسير يوجين غدًا. أنتِ تعرفين ذلك كما أفعل….”

هذه الأفكار ليست ممتعة، ولكن إذا كان هذا هو الحال، فربما كان يوجين سَـيقبل بِـسيل.

قالت انيسيه: “ذلك الصبي لديه قلب رقيق على الرغم من صراخه والشتائم مستمرة.”

 

 

***

“أليس هذا جزءًا من سبب حبك له؟” سألت كريستينا بإبتسامة.

 

 

“ما الذي—” رد يوجين، فقط لتتم مقاطعته.

ظلت سيل هادئة، تحاول أن تمسك بدموعها.

‘أشعر كما لو أنني سرقت دور السير يوجين.’ إعترفت كريستينا بمخاوفها الداخلية.

 

 

“أشعر بنفس الشيء. كما تفعل السيدة انيسيه، ومن المحتمل أن تكون السيدة سيينا كذلك أيضًا.” عبَّرتْ كريستينا عن أفكار الجميع.

بالطبع، لم يفعل يوجين كما قالت. حتى لو لم يستطِع تغيير مسار أفعاله، فقد إستمر في توبيخ نفسه لكونه أحمقًا للغاية. لا. لا بد من القيام بهذا. من الأفضل التصرف بشكل حاسم بدلًا من ترك الأمور غامضة، خاصة من أجل سيل.

 

فجأة، إختفى الباب بسبب سحرها.

أغلقت سيل شفتيها بإحكام وخفضت رأسها.

 

 

 

“نامي في غرفتي الليلة. إبكي وإشعُري بالوحدة والحزن.” بعد قول ذلك، إلتقطت كريستينا الكتاب المقدس من الطاولة، ولم تعد تنظر إلى سيل، وفتحته في حجرها.

 

 

كافحت الكلمات للإنفصال عن طرف لسان يوجين، لكنه إمتنع عن السماح لها بالخروج. بالتفكير المنطقي، حتى لو لم يمت هامل في ذلك الوقت، فمن المحتمل أن تنتهي المعركة ضد ملك الحصار الشيطاني بالهزيمة. الدخول في معركة مع جسد بالكاد مختلف عن الجثة من شأنه أن يعيق المجموعة فقط.

وسط هذا التجاهل المتعمد، بكت سيل بهدوء.

 

وأكملت انيسيه: “لقد تناسخ الميت.”

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط