سيل لايونهارت (2)
الفصل 343: سيل لايونهارت (2)
السلاح الذي إختارته سيل من قبو كنز العائلة هو سيف ظل المطر.
على الرغم من أن السيف سيف على كل حال، إلا أنه يمكن إستخدامه أيضًا مثل السوط. هجماتها خفيفة لكنها سريعة وحادة. بقدر ما هو التعامل معه معقد، فقد ثبت أن إتقانه يمثل تحديًا. ولكن، في يد سيد حقيقي، يمكن شن هجمات لا يمكن التنبؤ بها مع تقنيات مختلفة.
“هل تتوقع مني أن أستسلم فقط خلال مبارزتنا وأقول ضاحكة آه، لقد خسرت مرة أخرى، كما لو أنه الشيء الأكثر طبيعية؟ هل هذا ما يشبهني؟”
حتى بالنسبة إلى يوجين، يبدو أن سمات السيف تتماشى تمامًا مع سيل. منذ صغرها، أبدت سيل إهتمامًا بالسيوف خفيفة الوزن والسريعة، مبتهجةً بضرب الأعداء من خلال إستهداف نقاط ضعفهم بدقة.
طارت قبضة مشدودة نحو وجه يوجين. تم القبض على يوجين على حين غرة للحظة عابرة. هو أيضًا تخلى عن سيفه عندما ظهرت القبضة. ومع ذلك، لم تكن سيل فقط هي الواثقة في القتال اليدوي. يوجين على دراية بفنون القتال كما هو الحال مع الأسلحة من حياته السابقة.
“بكلماتك الخاصة، قد أفتقر إلى البراعة. لكن تلك كانت مبارزة، ولم تفكر سيل في الاعتراف بالهزيمة. لذلك—” بدأ يوجين في الدفاع عن أفعاله قبل مقاطعته.
“أنتِ لم تستخدميه في المدرج؟” لاحظ يوجين.
“حسنا، عادة ما يخفي المرء حركته النهائية، أليس كذلك؟” ردت سيل بإبتسامة متكلفة.
نظرت سيل إليه بفراغ عند سماع كلماته. للحظة، ترددت، ثم إرتخت كتفاها مهزومة.
ببطء، بدأ يوجين في الإرتفاع عن الأرض، حتى مع إمساك ساقي سيل بخصره ومحاولة تثبيته بكل قوتها. ومع ذلك، لم ينفع ذلك لكبح يوجين.
في الواقع، لم يسبق أن إستلت سيل سيف ظل المطر في المنافسة. الأمر لا يتعلق بالتقليل من شأن خصومها، ولكن من الناحية الموضوعية، لم تقابل أبدًا خصما يستحق بما يكفي لتبرير إستخدام هذا السيف معه. لو وُجِدَ مثل هذا العدو، فَـسيل تتوقع أنه سَـيكون شخصًا من المراتب الخمسة الأولى.
رغم ذلك، بعد أن شهد سلوكها وكلماتها الأخيرة….أدرك أنه كان مخطئًا. عندما ينضج المرء، تتطور المشاعر بشكل طبيعي أو تتلاشى.
“لقد تبارزنا مرات لا تحصى منذ شبابنا.” تمتمت سيل، وهي تستل السيف من غمده. وأضافت: “عندما أفكر في الأمر، لم أتمكن أبدًا من جرحك.”
في تلك اللحظات، هناك شيء واحد يمكن أن يقوله سيل.
‘مع هذا، لا عجب أنه يعاملني كَـطفلة.’ وبخت سيل نفسها.
“وبالمثل معي.” أجاب يوجين بإبتسامة متكلفة.
“أنا أكره ذلك. أنا لست طفلة بعد الآن. إذن لماذا لا تزال تعاملني هكذا؟ نحن في نفس العمر! لماذا تعاملني دائما كما لو أنني مجرد شقية؟”
للحظة، خطرت هذه الفكرة إليه. ضربت الركلة القوية بشكل مباشر وسط سيل. طارت سيل في الهوء حتى سقطت على الأرض.
“نعم، لكنك فعلت ذلك عن قصد.” قالت سيل: “لقد فُزتَ دائمًا دون أن تصيبني.”
– لقد خَسِرت.
“أليس هذا قاسيًا بعض الشيء، هامل؟” إقتربت انيسيه بعيون ضيقة.
في حين أن ذلك لم يحدث كثيرًا مثل نزالاتهما في قصر العائلة، فقد واجهت سيل يوجين عدة مرات. غالبًا ما تدربوا مع بعضهم البعض في السهول الثلجية المؤدية إلى مسيرة الفرسان.
“أليس هذا قاسيًا بعض الشيء، هامل؟” إقتربت انيسيه بعيون ضيقة.
‘فوز؟’ لم يحدث هذا ولا مرة. لم تتمكن أبدًا من إلحاق أي إصابات بِـيوجين. المبارزات مع يوجين إنتهت دائما بنفس الطريقة. بغض النظر عن التكتيك الذي تختاره سيل، تتجه دائمًا للهزيمة. كانت شفرة يوجين تتوقف دائمًا أمام حلقها قبل أن تعرف ذلك.
تم كسر إيقاع هجماتها، لقد سرقَ الزخم منها. وبحلول الوقت الذي أدركت فيه ذلك، تحول المد والجزر في المبارزة.
إذا لم تكن ترغب في قبول الهزيمة بشعور الأسف، فلديها خيار واحد فقط: أن تضرب بكل قوتها.
في تلك اللحظات، هناك شيء واحد يمكن أن يقوله سيل.
– لقد خَسِرت.
‘حسنًا، في النهاية، تلك الكلمات ساعدتني.’ إعترف يوجين لنفسه.
طارت قبضة مشدودة نحو وجه يوجين. تم القبض على يوجين على حين غرة للحظة عابرة. هو أيضًا تخلى عن سيفه عندما ظهرت القبضة. ومع ذلك، لم تكن سيل فقط هي الواثقة في القتال اليدوي. يوجين على دراية بفنون القتال كما هو الحال مع الأسلحة من حياته السابقة.
في كل مرة، عند الإعتراف بهزيمتها، يغمد يوجين نصله وينظر إلى سيل بإبتسامة خبيثة.
– مع المزيد من الجهد، يمكنك أن تصير أفضل بكثير.
“هل تكرهين أن تُعاملي مثل الطفلة؟”
‘هذه المرة.’ فكرت سيل، ‘أريد أن أرى تعبيرًا مختلفًا.’
قد يُنظَرُ إلى هذا على أنه إهانة خطيرة بالنسبة لها. عرف يوجين هذا جيدًا. بالتفكير في الأمر، كان فيرموث لقيطًا تمامًا. لم يراعِ هامل إلا بإذلاله.
لم ترغب في رؤية إبتسامة شخص يمدح طفلًا، بل تفاجئ حقيقي. أرادت الضغط على يوجين، حتى لو قليلًا.
‘فوز؟’ لم يحدث هذا ولا مرة. لم تتمكن أبدًا من إلحاق أي إصابات بِـيوجين. المبارزات مع يوجين إنتهت دائما بنفس الطريقة. بغض النظر عن التكتيك الذي تختاره سيل، تتجه دائمًا للهزيمة. كانت شفرة يوجين تتوقف دائمًا أمام حلقها قبل أن تعرف ذلك.
‘بالتفكير في الأمر، أنا أخته الكبرى، أليس كذلك؟’
بالنسبة لتاريخ الولادة، وُلِدَتْ سيل قبل بضعة أشهر من يوجين. بالطبع، لم تعتبر سيل نفسها حقًا أكبر ممن يوجين. الأمر فقط أنها كرهت معاملة يوجين لها كَـطفلة.
نعم، أن تُعامَلَ كطفل هو أمر ممل ومزعج. حتى خلال أيام طفولتهم، تصرف يوجين كَـالكبار، وعامل سيل كما لو أنها الأصغر سنا. رغم أنها لم تنزعج في شبابها، بدأت سيل بالإستياء من هذا السلوك المتعالي بمجرد نضجها.
إقترحت انيسيه: “دعنا نجعلها تستلقي في الوقت الحالي.”
‘تغيُّر.’
– لقد خَسِرت.
شعر يوجين بإضطراب عاطفي من طرف شفرة سيل. هل هذا هو توتر بسبب فراقهما الطويل؟ لا، هذا ليس مجرد حماس اللحظة.
‘إنه طموح.’ أدرك يوجين.
بدلًا من التراجع، إتخذ يوجين خطوة إلى الأمام. بالنظر إلى هذا، إبتسمت سيل إبتسامة زاهية. تحول سيفها إلى سوط. طارت شفرات متعددة ومنقسمة نحو رقبة يوجين، مُتَّبِعةً مسارًا منحنيًا.
الشوق لإظهار المزيد….أم أنه التوق للحصول على إعترافه؟ ذات مرة، فهم يوجين أيضًا مثل هذه المشاعر. في الأيام الماضية، خلال الفترة التي قضاها هامل، إرتعد نصله تحت وطأة مثل هذه المشاعر. بالنسبة لهامل، كان تركيز هذه المشاعر هو فيرموث. تاق إلى إعتراف فيرموث، متمنيًا أن يُذهِلَه.
إختفى الإهتزاز عند طرف النصل. لم تصدق سيل أنها سمحت لشفرتها بالإرتجاف من مجرد الرغبة في إعترافه بها.
لعدة سنوات بعد أن صار رفيق فيرموث، عذبت هذه المشاعر هامل. بالتفكير في الأمر، كانت هذه المشاعر ضرورية لهامل، ووجهته ليصير أقوى.
هربت ضحكة مكتومة عن غير قصد من شفاه يوجين.
السبب في أنه يمكن أن يكون منهمكا للغاية هو أن فيرموث كان خصمًا هائلًا، يجب تجاوزه. سحق فيرموث روح هامل عدة مرات، لكنه أيضًا صار موضع حسد وإعجاب هامل.
مع إشتباك صاخب، تشابكت شفرة سيل الممدودة مع سيف يوجين.في تلك اللحظة، ألقت سيل بمقبض سيفها وإندفعت نحو يوجين بيديها العاريتين.
هربت ضحكة مكتومة عن غير قصد من شفاه يوجين.
تم كسر إيقاع هجماتها، لقد سرقَ الزخم منها. وبحلول الوقت الذي أدركت فيه ذلك، تحول المد والجزر في المبارزة.
هل ذلك لأنهما توأم؟ لدى سيان مثل هذه المشاعر تجاه يوجين، وسيل ليست مختلفة. في الواقع، يمكن أن تكون رغبة سيل بإعترافه أكثر عمقًا من التي لدى سيان أو حتى هامل.
“فيوو….”
إختفى الإهتزاز عند طرف النصل. لم تصدق سيل أنها سمحت لشفرتها بالإرتجاف من مجرد الرغبة في إعترافه بها.
تخطت لكمة سيل اليسرى أذن يوجين. في الوقت نفسه، إلتوت يد سيل اليمنى في الهواء، مستهدفة ذقن يوجين. إصطدمت ذراع يوجين اليسرى بذراع يوجين اليمنى، ولكن ردًا على ذلك، دفعت سيل ذراعها اليمنى بقوة وشبكتها مع يسار يوجين.
‘مع هذا، لا عجب أنه يعاملني كَـطفلة.’ وبخت سيل نفسها.
هل ذلك لأنهما توأم؟ لدى سيان مثل هذه المشاعر تجاه يوجين، وسيل ليست مختلفة. في الواقع، يمكن أن تكون رغبة سيل بإعترافه أكثر عمقًا من التي لدى سيان أو حتى هامل.
“من غيرك يجب أن أسأل، أنت أيها الأحمق!” صاحت سيينا.
‘رغبة أم لا.’ إستقر تنفس سيل.
بالكاد تمكنت سيل من فصل شفتيها المغلقتين بإحكام، “ما الذي تعتبره بالضبط معهودًا مني؟”
‘هل يجب أن أتساهل معها.’
لقد تأرجح نصله بشكل أكثر شراسة. غذت الكلمات رغبته، على الرغم من أنها في الغالب بسبب طبيعة هامل الفخورة.
فكرة عابرة، لكن يوجين سحقها على الفور، ‘لا.’
وووشش!
قد يُنظَرُ إلى هذا على أنه إهانة خطيرة بالنسبة لها. عرف يوجين هذا جيدًا. بالتفكير في الأمر، كان فيرموث لقيطًا تمامًا. لم يراعِ هامل إلا بإذلاله.
‘تغيُّر.’
– مع المزيد من الجهد، يمكنك أن تصير أفضل بكثير.
بام!
لم يمضِ وقت طويل بعد أن صاروا رفاقًا حتى قال فيرموث بهذه الكلمات. ربما كان القصد منها أن تكون كلمات تعزية لشخص واجه الهزيمة، لكن هامل لم يفكر بها هكذا.
إذا لم تكن ترغب في قبول الهزيمة بشعور الأسف، فلديها خيار واحد فقط: أن تضرب بكل قوتها.
‘هذا الشقي المتغطرس. كيف يجرؤ على نطق مثل هذه الكلمات؟ إلى أي درجة يعتقد أنه جيد؟’
‘يومًا ما.’
‘بالتأكيد.’
‘مع هذا، لا عجب أنه يعاملني كَـطفلة.’ وبخت سيل نفسها.
‘حسنًا، في النهاية، تلك الكلمات ساعدتني.’ إعترف يوجين لنفسه.
“سيل.”
“اممم، قد أكون خارج الحلقة هنا، لكن عندما قالت ألا تعاملها كطفل، هل قصدت….هل تعلم؟” إستفسرت سيينا بحذر. بينما تزحف نحو يوجين، واصلت، “لا يمكنكِ أن تكوني جادة؟ إنهم أشقاء، صحيح؟ أوه إنتظري، إنه متبنى. ولكن هل هذا ممكن حتى؟ هـ-هل يجب أن تفعل شيئًا من هذا القبيل؟”
لقد تأرجح نصله بشكل أكثر شراسة. غذت الكلمات رغبته، على الرغم من أنها في الغالب بسبب طبيعة هامل الفخورة.
في حين أن ذلك لم يحدث كثيرًا مثل نزالاتهما في قصر العائلة، فقد واجهت سيل يوجين عدة مرات. غالبًا ما تدربوا مع بعضهم البعض في السهول الثلجية المؤدية إلى مسيرة الفرسان.
“آه!”
بدلًا من التراجع، إتخذ يوجين خطوة إلى الأمام. بالنظر إلى هذا، إبتسمت سيل إبتسامة زاهية. تحول سيفها إلى سوط. طارت شفرات متعددة ومنقسمة نحو رقبة يوجين، مُتَّبِعةً مسارًا منحنيًا.
إنه هجومٌ شرس لدرجة أن هذا القتال لا يمكن إعتباره مجرد مبارزة ودية. ومع ذلك، أحس يوجين بالسعادة عند رؤية سيل وهي تستخدم نصلها بمثل هذا التصميم. لم يوجد تردد في هجماتها، ولا خُدع طفولية.
‘إنه على مستوى مختلف.’
تحول مسار النصل عندما تهرب من الهجوم، مستهدفًا رقبة يوجين مرة أخرى.
تشينغ!
إلتقت الشفرة بالسيف. قبل لحظات، كان يوجين غير مسلح، لكنه الآن يحمل سيفًا.
“لماذا تتصرفين هكذا؟” سأل يوجين، مرتبكًا.
على الرغم من أنه صد الهجوم الأولي، إلا أن الهجوم لم يتوقف. إنطلقت الشفرات نحو يوجين مثل العاصفة. لكن، بحركات بسيطة من سيفه، صد يوجين ببراعة كل ضربة. لاحظت سيل حركات يوجين بعيون مفتوحة ومذهولة. كانت خطتها الأولية هي إرهاق يوجين ببطء، لكنها سرعان ما أدركت عدم جدوى مثل هذه المحاولة.
‘إنه على مستوى مختلف.’
‘إنه على مستوى مختلف.’
– لقد خَسِرت.
لقد عرفت هذه الحقيقة الأساسية منذ بعض الوقت الآن.
“سيل.” تحولت نظرة يوجين، المليئة بعدم الارتياح. “هل آذيتُ كبرياءك؟”
ولكن، هل الفجوة حقًا شاسعة حقًا هكذا؟ تفاخرت سيل ببراعتها في المبارزة، ولكن عندما واجهت يوجين، وجدت أنها لا تستطيع حتى البدء في قراءة أو توقع تحركاته. إستخدم هذا الرجل المتواضع سيفه كما لو أنه يحسب كل نتيجة ممكنة وحتى غير ممكنة.
ولكن، هل الفجوة حقًا شاسعة حقًا هكذا؟ تفاخرت سيل ببراعتها في المبارزة، ولكن عندما واجهت يوجين، وجدت أنها لا تستطيع حتى البدء في قراءة أو توقع تحركاته. إستخدم هذا الرجل المتواضع سيفه كما لو أنه يحسب كل نتيجة ممكنة وحتى غير ممكنة.
إعتقدتْ سيل أنه ربما سَـيُظهِرُ ضعفًا إذا واصلت الضغط. ولكن حتى مع زيادة شدة هجماتها، فقد ثبت أن هذا غير مثمر. حتى في أسرع وقت لها، ظلت شفرة يوجين دقيقة، حيث قطعت إيقاع ضربات سيل في اللحظات الحرجة وعطَّلت تدفقها.
لقد تأرجح نصله بشكل أكثر شراسة. غذت الكلمات رغبته، على الرغم من أنها في الغالب بسبب طبيعة هامل الفخورة.
فكرة عابرة، لكن يوجين سحقها على الفور، ‘لا.’
تشينغ! تشينغ! تشينغ!
فوجئ يوجين للحظات. لم يتوقع أن تتخلى سيل عن سلاحها وتهاجمه هكذا.
تردد صدى صوت تصادم المعدن في أذني سيل.
تم كسر إيقاع هجماتها، لقد سرقَ الزخم منها. وبحلول الوقت الذي أدركت فيه ذلك، تحول المد والجزر في المبارزة.
مع إشتباك صاخب، تشابكت شفرة سيل الممدودة مع سيف يوجين.في تلك اللحظة، ألقت سيل بمقبض سيفها وإندفعت نحو يوجين بيديها العاريتين.
قبل لحظات فقط، ضغطت ضربات سيل العدوانية على يوجين، لكنها الآن لم تعد قادرة على التقدم. لم تجِد خيارًا سوى التراجع على مضض. لم يعد المضي قدمًا بعناد أو الوقوف على موقفها خيارًا قابلًا للتطبيق.
هربت ضحكة مكتومة عن غير قصد من شفاه يوجين.
في مواجهة يوجين، شعرت سيل كما لو أنها واقفة أمام جدار لا يمكن التغلب عليه. تاقت إلى الوصول إليه، والوقوف أمامه وجهًا لوجه، لكن هذا الحاجز الشاهق لن يسمح بذلك.
إعتقد أنها صغيرة فقط، على إفتراض أن عواطفها عابرة فقط.
– لقد خَسِرت.
‘أنا أكره هذا.’
إحتقرت أن يُطغى عليها، أن تستمر في المحاولة دون جدوى تشاهد من بعيد غير قادرة على الوصول إليه.
بام!
عضت شفتها السفلى، ذكَّرت سيل نفسها أن هذه مجرد مبارزة. لم تتوقع أن تهزم يوجين أو حتى تلحق به جرحًا طفيفًا بعد عام واحد فقط من التدريب. لكن مع ذلك، لم ترغب في الخسارة بنفس الطريقة كما يحدث دائمًا.
‘حسنًا، في النهاية، تلك الكلمات ساعدتني.’ إعترف يوجين لنفسه.
هذا يعني أنها لم تتغير منذ أيام شبابها.
إحتقرت أن يُطغى عليها، أن تستمر في المحاولة دون جدوى تشاهد من بعيد غير قادرة على الوصول إليه.
حتى الان، تم دفعها للخلف، مع ذلك الجدار الشاهق يلوح في الأفق، ينظر إليها بإزدراء.
‘يومًا ما.’
عضت شفتها السفلية مرة أخرى، تخلت سيل عن فكرة إيجاد أي ميزة منطقية بشفرتها. منذ اللحظة التي أُجبِرَتْ فيها على الدفاع، كلا، منذ اللحظة التي سحبت فيها نصلها، لقد خسرت بالفعل.
الشوق لإظهار المزيد….أم أنه التوق للحصول على إعترافه؟ ذات مرة، فهم يوجين أيضًا مثل هذه المشاعر. في الأيام الماضية، خلال الفترة التي قضاها هامل، إرتعد نصله تحت وطأة مثل هذه المشاعر. بالنسبة لهامل، كان تركيز هذه المشاعر هو فيرموث. تاق إلى إعتراف فيرموث، متمنيًا أن يُذهِلَه.
إذا لم تكن ترغب في قبول الهزيمة بشعور الأسف، فلديها خيار واحد فقط: أن تضرب بكل قوتها.
‘هل يجب أن أتساهل معها.’
مع إشتباك صاخب، تشابكت شفرة سيل الممدودة مع سيف يوجين.في تلك اللحظة، ألقت سيل بمقبض سيفها وإندفعت نحو يوجين بيديها العاريتين.
“لماذا تشتمينني بالضبط؟ هاه؟ ما الخطأ الذي إرتكبته؟”
“بكلماتك الخاصة، قد أفتقر إلى البراعة. لكن تلك كانت مبارزة، ولم تفكر سيل في الاعتراف بالهزيمة. لذلك—” بدأ يوجين في الدفاع عن أفعاله قبل مقاطعته.
‘ما الذي تفعله بحق الجحيم؟’
فوجئ يوجين للحظات. لم يتوقع أن تتخلى سيل عن سلاحها وتهاجمه هكذا.
سبب هذا هو تأثير معلمها، كارمن لايونهارت. علَّمت كارمن سيل أن تقاتل بجسدها، وصارت قبضات سيل وساقيها حادة مثل النصل.
شعر يوجين بإضطراب عاطفي من طرف شفرة سيل. هل هذا هو توتر بسبب فراقهما الطويل؟ لا، هذا ليس مجرد حماس اللحظة.
سلاح سيل الأساسي هو السيف. ومع ذلك، هذا لا يعني أنها جاهلة بإستخدام الأذرع. لقد ولدت من نسب لايونهارت، ومن المتوقع لها أن تتقن إستخدام معظم الأسلحة منذ سن مبكرة. ومع ذلك، فإن مهارة سيل الأفضل، بعد السيف، ليست بسلاح آخر.
‘هل يجب أن أتساهل معها.’
“أجل.” جاء رد يوجين الفظ.
بدلًا من ذلك، إنها أكثر مهارة في إستخدام قبضتيها وساقيها.
لعدة سنوات بعد أن صار رفيق فيرموث، عذبت هذه المشاعر هامل. بالتفكير في الأمر، كانت هذه المشاعر ضرورية لهامل، ووجهته ليصير أقوى.
إذا لم تكن ترغب في قبول الهزيمة بشعور الأسف، فلديها خيار واحد فقط: أن تضرب بكل قوتها.
سبب هذا هو تأثير معلمها، كارمن لايونهارت. علَّمت كارمن سيل أن تقاتل بجسدها، وصارت قبضات سيل وساقيها حادة مثل النصل.
ولكن، هل الفجوة حقًا شاسعة حقًا هكذا؟ تفاخرت سيل ببراعتها في المبارزة، ولكن عندما واجهت يوجين، وجدت أنها لا تستطيع حتى البدء في قراءة أو توقع تحركاته. إستخدم هذا الرجل المتواضع سيفه كما لو أنه يحسب كل نتيجة ممكنة وحتى غير ممكنة.
“نعم.”
طارت قبضة مشدودة نحو وجه يوجين. تم القبض على يوجين على حين غرة للحظة عابرة. هو أيضًا تخلى عن سيفه عندما ظهرت القبضة. ومع ذلك، لم تكن سيل فقط هي الواثقة في القتال اليدوي. يوجين على دراية بفنون القتال كما هو الحال مع الأسلحة من حياته السابقة.
فوجئ يوجين للحظات. لم يتوقع أن تتخلى سيل عن سلاحها وتهاجمه هكذا.
وووشش!
‘هل ركلتها بقوة كبيرة؟’
تخطت لكمة سيل اليسرى أذن يوجين. في الوقت نفسه، إلتوت يد سيل اليمنى في الهواء، مستهدفة ذقن يوجين. إصطدمت ذراع يوجين اليسرى بذراع يوجين اليمنى، ولكن ردًا على ذلك، دفعت سيل ذراعها اليمنى بقوة وشبكتها مع يسار يوجين.
“نعم.”
“اممم، قد أكون خارج الحلقة هنا، لكن عندما قالت ألا تعاملها كطفل، هل قصدت….هل تعلم؟” إستفسرت سيينا بحذر. بينما تزحف نحو يوجين، واصلت، “لا يمكنكِ أن تكوني جادة؟ إنهم أشقاء، صحيح؟ أوه إنتظري، إنه متبنى. ولكن هل هذا ممكن حتى؟ هـ-هل يجب أن تفعل شيئًا من هذا القبيل؟”
باااا!
‘إنه على مستوى مختلف.’
ألقت سيل لكمة أخرى بيسراها، لكنها أيضًا أُمسِكَتْ من يد يوجين اليمنى. تواجهت أيديهم معًا. دفعت سيل إلى الأمام، وضغطت على يوجين بكل ما لديها من قوة.
السبب في أنه يمكن أن يكون منهمكا للغاية هو أن فيرموث كان خصمًا هائلًا، يجب تجاوزه. سحق فيرموث روح هامل عدة مرات، لكنه أيضًا صار موضع حسد وإعجاب هامل.
“أكاذيب!” صرخت سيل.
إذا إنخرط الإثنان في اختبار للقوة الخام، فسيكون من المستحيل على سيل أن تتغلب على يوجين. قد يؤدي الدفع بقوة إلى إصابة سيل.
للحظة، خطرت هذه الفكرة إليه. ضربت الركلة القوية بشكل مباشر وسط سيل. طارت سيل في الهوء حتى سقطت على الأرض.
‘هل ركلتها بقوة كبيرة؟’
يوجين يدرك جيدًا هذه الحقيقة. وبالتالي، بدلًا من الانخراط في صراع القوة، تراجع بينما ضغطت سيل إلى الأمام.
في لحظة عابرة، إلتوى خصر سيل، وسقطت ركلتها الكاسحة على فخذ يوجين. ضربة قوية بما يكفي لتحطيم شجرة بلوط قوية، ومع ذلك ظل يوجين ثابتا.
لقد تأرجح نصله بشكل أكثر شراسة. غذت الكلمات رغبته، على الرغم من أنها في الغالب بسبب طبيعة هامل الفخورة.
الشوق لإظهار المزيد….أم أنه التوق للحصول على إعترافه؟ ذات مرة، فهم يوجين أيضًا مثل هذه المشاعر. في الأيام الماضية، خلال الفترة التي قضاها هامل، إرتعد نصله تحت وطأة مثل هذه المشاعر. بالنسبة لهامل، كان تركيز هذه المشاعر هو فيرموث. تاق إلى إعتراف فيرموث، متمنيًا أن يُذهِلَه.
بام!
في حين أن ذلك لم يحدث كثيرًا مثل نزالاتهما في قصر العائلة، فقد واجهت سيل يوجين عدة مرات. غالبًا ما تدربوا مع بعضهم البعض في السهول الثلجية المؤدية إلى مسيرة الفرسان.
بدلًا من ذلك، ضربة يوجين المضادة أرسلت سيل تطير.
قد يُنظَرُ إلى هذا على أنه إهانة خطيرة بالنسبة لها. عرف يوجين هذا جيدًا. بالتفكير في الأمر، كان فيرموث لقيطًا تمامًا. لم يراعِ هامل إلا بإذلاله.
‘هل ركلتها بقوة كبيرة؟’
للحظة، خطرت هذه الفكرة إليه. ضربت الركلة القوية بشكل مباشر وسط سيل. طارت سيل في الهوء حتى سقطت على الأرض.
‘تغيُّر.’
“اغغ….!” تأوهت سيل من الألم بينما تمسك بطنها.
طارت قبضة مشدودة نحو وجه يوجين. تم القبض على يوجين على حين غرة للحظة عابرة. هو أيضًا تخلى عن سيفه عندما ظهرت القبضة. ومع ذلك، لم تكن سيل فقط هي الواثقة في القتال اليدوي. يوجين على دراية بفنون القتال كما هو الحال مع الأسلحة من حياته السابقة.
‘إنه طموح.’ أدرك يوجين.
بتعبير اعتذاري، إقترب يوجين من سيل. “دعينا….”
“ماذا؟”
في الماضي، كانت مبارزاتهما سَـتنتهي الآن. ومع ذلك، ليس لدى سيل مثل هذه النية اليوم.
شعر يوجين بإضطراب عاطفي من طرف شفرة سيل. هل هذا هو توتر بسبب فراقهما الطويل؟ لا، هذا ليس مجرد حماس اللحظة.
على الرغم من أنه صد الهجوم الأولي، إلا أن الهجوم لم يتوقف. إنطلقت الشفرات نحو يوجين مثل العاصفة. لكن، بحركات بسيطة من سيفه، صد يوجين ببراعة كل ضربة. لاحظت سيل حركات يوجين بعيون مفتوحة ومذهولة. كانت خطتها الأولية هي إرهاق يوجين ببطء، لكنها سرعان ما أدركت عدم جدوى مثل هذه المحاولة.
ألم بطنها بدا كما لو أن عضلاتها تتمزق ودواخلها تلتوي.
“بكلماتك الخاصة، قد أفتقر إلى البراعة. لكن تلك كانت مبارزة، ولم تفكر سيل في الاعتراف بالهزيمة. لذلك—” بدأ يوجين في الدفاع عن أفعاله قبل مقاطعته.
“آه!”
صرخت سيل، ليس فقط من الألم ولكن أيضًا من الإحباط، وهي تنطلق من على الأرض وتهاجم يوجين.
بووم!
ومع ذلك، يبدو أن مشاعر سيل قد تطورت أكثر مما إعتقد سابقًا.
إصطدم الإثنان. لفت سيل يديها حول خصر يوجين، مستفيدة من وزنها والطاقة السحرية لدفع يوجين للخلف.
بووم!
سقط يوجين إلى الوراء.
سقط يوجين إلى الوراء.
عرفت سيل أن يوجين سمح عن قصد لها بإسقاطه. لم تفكر في ذلك لكنها صعدت فوق يوجين الساقط. أمسكت خصر يوجين بركبتيها، ووضعت قبضتيها فوق رأسه.
ألم بطنها بدا كما لو أن عضلاتها تتمزق ودواخلها تلتوي.
إذا إنخرط الإثنان في اختبار للقوة الخام، فسيكون من المستحيل على سيل أن تتغلب على يوجين. قد يؤدي الدفع بقوة إلى إصابة سيل.
ومع ذلك، تم إيقاف مطر اللكمات من قبل أيدي يوجين. بعيون واسعة، نظر يوجين إلى سيل. يلهث من أجل التنفس، صرَّت سيل أسنانها، في محاولة للكمه بكل قوتها. ومع ذلك، إتضح أن قوة يوجين هائلة للغاية.
قال يوجين ببساطة: “هذا غير معهود منك.”
‘بالتفكير في الأمر، أنا أخته الكبرى، أليس كذلك؟’
“أنتِ لم تستخدميه في المدرج؟” لاحظ يوجين.
بالكاد تمكنت سيل من فصل شفتيها المغلقتين بإحكام، “ما الذي تعتبره بالضبط معهودًا مني؟”
عضت شفتها السفلية مرة أخرى، تخلت سيل عن فكرة إيجاد أي ميزة منطقية بشفرتها. منذ اللحظة التي أُجبِرَتْ فيها على الدفاع، كلا، منذ اللحظة التي سحبت فيها نصلها، لقد خسرت بالفعل.
“ماذا؟”
“هل تتوقع مني أن أستسلم فقط خلال مبارزتنا وأقول ضاحكة آه، لقد خسرت مرة أخرى، كما لو أنه الشيء الأكثر طبيعية؟ هل هذا ما يشبهني؟”
لم يعرف يوجين كيف يستجيب لهذا الكلام الغاضب.
تم كسر إيقاع هجماتها، لقد سرقَ الزخم منها. وبحلول الوقت الذي أدركت فيه ذلك، تحول المد والجزر في المبارزة.
“هل يجب أن أبتسم مثل الحمقاء عندما تقدم يدك لسحبي؟ أو عندما تربت على رأسي، هل يجب أن أشعر أنني بحالة جيدة عندما تقول لي لقد تحسنتِ قليلًا؟”
“اممم، قد أكون خارج الحلقة هنا، لكن عندما قالت ألا تعاملها كطفل، هل قصدت….هل تعلم؟” إستفسرت سيينا بحذر. بينما تزحف نحو يوجين، واصلت، “لا يمكنكِ أن تكوني جادة؟ إنهم أشقاء، صحيح؟ أوه إنتظري، إنه متبنى. ولكن هل هذا ممكن حتى؟ هـ-هل يجب أن تفعل شيئًا من هذا القبيل؟”
“لماذا تتصرفين هكذا؟” سأل يوجين، مرتبكًا.
“لماذا؟ أنتَ تسأل؟” مع إبتسامة ملتوية، تابعت سيل، “بالنسبة لك، يبدو أنني ما زلت مجرد طفلة.”
“سيل.”
“لماذا؟ أنتَ تسأل؟” مع إبتسامة ملتوية، تابعت سيل، “بالنسبة لك، يبدو أنني ما زلت مجرد طفلة.”
“أنا أكره ذلك. أنا لست طفلة بعد الآن. إذن لماذا لا تزال تعاملني هكذا؟ نحن في نفس العمر! لماذا تعاملني دائما كما لو أنني مجرد شقية؟”
“لم أفعل ذلك أبدًا.” جاء إنكار يوجين السريع.
“أكاذيب!” صرخت سيل.
في الماضي، كانت مبارزاتهما سَـتنتهي الآن. ومع ذلك، ليس لدى سيل مثل هذه النية اليوم.
على الرغم من أن يوجين لم يعد يمسك معصمي سيل بإحكام، إلا أن سيل لم تبتعد. بدلًا من ذلك، ضغطت نفسها أقرب إلى يوجين.
في الماضي، كانت مبارزاتهما سَـتنتهي الآن. ومع ذلك، ليس لدى سيل مثل هذه النية اليوم.
صار وجهاهما متباعدين بوصات عندما همست سيل بشراسة، “أُنظر إلي، يوجين لايونهارت. لا تنظر إلي كطفلة؛ عاملني كشخص بالغ.”
“سيل.” تحولت نظرة يوجين، المليئة بعدم الارتياح. “هل آذيتُ كبرياءك؟”
‘هذه المرة.’ فكرت سيل، ‘أريد أن أرى تعبيرًا مختلفًا.’
“نعم.”
“هل تكرهين أن تُعاملي مثل الطفلة؟”
ألم بطنها بدا كما لو أن عضلاتها تتمزق ودواخلها تلتوي.
“نعم.”
‘مع هذا، لا عجب أنه يعاملني كَـطفلة.’ وبخت سيل نفسها.
“حسنًا، أنا أتفهم.”
رغم ذلك، بعد أن شهد سلوكها وكلماتها الأخيرة….أدرك أنه كان مخطئًا. عندما ينضج المرء، تتطور المشاعر بشكل طبيعي أو تتلاشى.
ببطء، بدأ يوجين في الإرتفاع عن الأرض، حتى مع إمساك ساقي سيل بخصره ومحاولة تثبيته بكل قوتها. ومع ذلك، لم ينفع ذلك لكبح يوجين.
عندما وقف بشكل كامل، ظلت سيل متشبثة به، وهربت ضحكة مكتومة جوفاء من شفتيها قبل أن تغمغم، “هل سيقتلك أن تأخذ ضربة واحدة مني؟”
“أجل.” جاء رد يوجين الفظ.
فوجئ يوجين للحظات. لم يتوقع أن تتخلى سيل عن سلاحها وتهاجمه هكذا.
‘أنا أكره هذا.’
“لماذا؟” سألت سيل.
“لقد طلبتِ ألا أعاملك كطفلة، أتذكرين؟”
“لقد طلبتِ ألا أعاملك كطفلة، أتذكرين؟”
متفاجئة بالرد، لم تستطع سيل إلا أن تضحك. “هذا ليس ما قصدته.” ثم ضحكت.
على الرغم من أن يوجين لم يعد يمسك معصمي سيل بإحكام، إلا أن سيل لم تبتعد. بدلًا من ذلك، ضغطت نفسها أقرب إلى يوجين.
تاقت إلى أن ينظر إليها على أنها مساوية له، ليس كطفلة، ولكن كامرأة.
‘هل ركلتها بقوة كبيرة؟’
“أنا أفهم.” قال يوجين بإبتسامة مريرة.
“هل تكرهين أن تُعاملي مثل الطفلة؟”
“لماذا تتصرفين هكذا؟” سأل يوجين، مرتبكًا.
نظرت سيل إليه بفراغ عند سماع كلماته. للحظة، ترددت، ثم إرتخت كتفاها مهزومة.
هربت ضحكة مكتومة عن غير قصد من شفاه يوجين.
“نذل.”
بتعبير اعتذاري، إقترب يوجين من سيل. “دعينا….”
ثود!
تحطمت سيل على الأرض، وسحبها يوجين على عجل.
تردد صدى صوت تصادم المعدن في أذني سيل.
إحتقرت أن يُطغى عليها، أن تستمر في المحاولة دون جدوى تشاهد من بعيد غير قادرة على الوصول إليه.
“ووو….”
في الواقع، لم يسبق أن إستلت سيل سيف ظل المطر في المنافسة. الأمر لا يتعلق بالتقليل من شأن خصومها، ولكن من الناحية الموضوعية، لم تقابل أبدًا خصما يستحق بما يكفي لتبرير إستخدام هذا السيف معه. لو وُجِدَ مثل هذا العدو، فَـسيل تتوقع أنه سَـيكون شخصًا من المراتب الخمسة الأولى.
جاء تعجب من زاوية. أدار يوجين رأسه، ولاحظ سيينا وكريستينا، اللذان عادا وكانا يشاهدان التبادل.
تشينغ! تشينغ! تشينغ!
علقت كريستينا قائلة: “المشاهدة أمر مؤلم أكثر.” متذكرة كيف ألقى يوجين سيل على الأرض. إرتجفت سيينا في الأفق.
“أليس هذا قاسيًا بعض الشيء، هامل؟” إقتربت انيسيه بعيون ضيقة.
على عكس انيسيه في حياتها الماضية، سيل أكثر وضوحًا. حتى لو كان يوجين غافلا عن مثل هذه الأمور، فلا يمكنه أن يظل جاهلًا بمشاعر سيل ونواياها.
“بكلماتك الخاصة، قد أفتقر إلى البراعة. لكن تلك كانت مبارزة، ولم تفكر سيل في الاعتراف بالهزيمة. لذلك—” بدأ يوجين في الدفاع عن أفعاله قبل مقاطعته.
ولكن، هل الفجوة حقًا شاسعة حقًا هكذا؟ تفاخرت سيل ببراعتها في المبارزة، ولكن عندما واجهت يوجين، وجدت أنها لا تستطيع حتى البدء في قراءة أو توقع تحركاته. إستخدم هذا الرجل المتواضع سيفه كما لو أنه يحسب كل نتيجة ممكنة وحتى غير ممكنة.
قالت انيسيه: “عندما طلبت منك ألا تعاملها كطفل، لا أعتقد أنها كانت تعني ذلك بهذه الطريقة.”
‘مع هذا، لا عجب أنه يعاملني كَـطفلة.’ وبخت سيل نفسها.
“قلت إنني أعرف.” تنهد يوجين بشدة، وألقى نظرة على سيل اللاواعية. “ماذا علي أن أفعل الآن؟”
“لماذا تسألني؟” نظرت انيسيه بغضب بينما تمد يدها إلى سيل. على الرغم من أنها أُلقيت بقسوة، بفضل جسدها المرن بشكل طبيعي، لم تُصَب سيل بجروح خطيرة.
على الرغم من أنه صد الهجوم الأولي، إلا أن الهجوم لم يتوقف. إنطلقت الشفرات نحو يوجين مثل العاصفة. لكن، بحركات بسيطة من سيفه، صد يوجين ببراعة كل ضربة. لاحظت سيل حركات يوجين بعيون مفتوحة ومذهولة. كانت خطتها الأولية هي إرهاق يوجين ببطء، لكنها سرعان ما أدركت عدم جدوى مثل هذه المحاولة.
إقترحت انيسيه: “دعنا نجعلها تستلقي في الوقت الحالي.”
تردد صدى صوت تصادم المعدن في أذني سيل.
“اممم، قد أكون خارج الحلقة هنا، لكن عندما قالت ألا تعاملها كطفل، هل قصدت….هل تعلم؟” إستفسرت سيينا بحذر. بينما تزحف نحو يوجين، واصلت، “لا يمكنكِ أن تكوني جادة؟ إنهم أشقاء، صحيح؟ أوه إنتظري، إنه متبنى. ولكن هل هذا ممكن حتى؟ هـ-هل يجب أن تفعل شيئًا من هذا القبيل؟”
“لماذا تسأليني؟” رد يوجين.
لم ترغب في رؤية إبتسامة شخص يمدح طفلًا، بل تفاجئ حقيقي. أرادت الضغط على يوجين، حتى لو قليلًا.
“فيرموث اللعين ذاك.”
“من غيرك يجب أن أسأل، أنت أيها الأحمق!” صاحت سيينا.
“هل يجب أن أبتسم مثل الحمقاء عندما تقدم يدك لسحبي؟ أو عندما تربت على رأسي، هل يجب أن أشعر أنني بحالة جيدة عندما تقول لي لقد تحسنتِ قليلًا؟”
“لماذا تشتمينني بالضبط؟ هاه؟ ما الخطأ الذي إرتكبته؟”
أحس يوجين بالإستياء حقًا. كانت سيل دائمًا خبيثة منذ وقتهم معًا كأطفال. ومع ذلك، فقد شعر بالصدق وراء أفعالها مع مرور الوقت.
سبب هذا هو تأثير معلمها، كارمن لايونهارت. علَّمت كارمن سيل أن تقاتل بجسدها، وصارت قبضات سيل وساقيها حادة مثل النصل.
على عكس انيسيه في حياتها الماضية، سيل أكثر وضوحًا. حتى لو كان يوجين غافلا عن مثل هذه الأمور، فلا يمكنه أن يظل جاهلًا بمشاعر سيل ونواياها.
‘بالتفكير في الأمر، أنا أخته الكبرى، أليس كذلك؟’
‘أنا أكره هذا.’
إعتقد أنها صغيرة فقط، على إفتراض أن عواطفها عابرة فقط.
بتعبير اعتذاري، إقترب يوجين من سيل. “دعينا….”
رغم ذلك، بعد أن شهد سلوكها وكلماتها الأخيرة….أدرك أنه كان مخطئًا. عندما ينضج المرء، تتطور المشاعر بشكل طبيعي أو تتلاشى.
ومع ذلك، يبدو أن مشاعر سيل قد تطورت أكثر مما إعتقد سابقًا.
‘هذه المرة.’ فكرت سيل، ‘أريد أن أرى تعبيرًا مختلفًا.’
طارت قبضة مشدودة نحو وجه يوجين. تم القبض على يوجين على حين غرة للحظة عابرة. هو أيضًا تخلى عن سيفه عندما ظهرت القبضة. ومع ذلك، لم تكن سيل فقط هي الواثقة في القتال اليدوي. يوجين على دراية بفنون القتال كما هو الحال مع الأسلحة من حياته السابقة.
“فيرموث اللعين ذاك.”
لو كان قد تجسد في جسد أقل جاذبية، لما حدث أي من هذا….أحس يوجين بالإحباط. لم يستطع إلا أن يلعن فيرموث، الغير حاضر حتى، عندما إبتعد.
ألقت سيل لكمة أخرى بيسراها، لكنها أيضًا أُمسِكَتْ من يد يوجين اليمنى. تواجهت أيديهم معًا. دفعت سيل إلى الأمام، وضغطت على يوجين بكل ما لديها من قوة.
باااا!
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
