نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

جمرات البحر العميق 143

تنويم مغناطيسي

تنويم مغناطيسي

الفصل 143 “تنويم مغناطيسي”

استوعبت هايدي كلمات نينا بعناية، وركزت عينيها عليها باهتمام. وبعد توقف طويل، تحدثت أخيرًا، “لذا، قد يكون هذا هو الظل العالق الذي يطارد نفسك. أنت تتعذبين بسبب حريق يبدو أنه موجود فقط في ذاكرتك. وتخشين أن يحدث مثل هذا الحدث الذي لا يمكن تفسيره مرة أخرى، مما يتسبب في فقدان المزيد من أحبائك، كل ذلك بينما لا أحد يفهم أو حتى يعترف بما تمر به.”

عندما شاهدت نينا القلادة الكريستالية المعلقة من يد هايدي تتمايل بلطف ذهابًا وإيابًا، نشأ داخلها شعور بالتوتر. على الرغم من تأكيدات هايدي السابقة بأنها يجب أن تحاول الاسترخاء، وجدت نينا صعوبة في التخلص من مخاوفها. كانت هذه أول تجربة لها مع العلاج بالتنويم المغناطيسي، وقد ملأها عدم الإلمام بالوضع بالقلق.

“المخاوف بشأن صحة أحد أفراد الأسرة يمكن أن تكون مرهقة للغاية،” تمتمت هايدي، وكان صوتها مشوبًا بالتفكير. لاحظت نينا، التي بدت الآن وكأنها معلقة بين اليقظة والنوم، تتكئ بشكل مريح على اللوح الأمامي للسرير.

أثناء تركيزها على حركة القلادة الساحرة، انجرفت عيون نينا إلى سوار مطرز كان يزين معصم هايدي. صنع السوار بعناية من قطعة خيط متينة، متشابكة مع مزيج من الأحجار الملونة الزاهية. وما لفت انتباهها أكثر هو النقوش الموجودة على بعض الحجارة، وهي رموز تبدو وكأنها رونية أو ربما نوع من العلامات الغامضة.

دعم سيلفر.

أدركت هايدي أن نينا كانت مفتونة بسوارها، فابتسمت ابتسامة دافئة وهزت معصمها بلطف، مما جعل الخرزات تهتز بهدوء. “أنا في الواقع طالبة في أكاديمية الحقيقة، ومكرسة لخدمة لاهيم، سماوي الحكمة،” أوضحت. “على الرغم من أن الأمر قد لا يكون واضحًا على الفور، إلا أنني مسجلة رسميًا أيضًا كرجل دين ضمن النظام.”

انحنيت شفاه دنكان لتتحول إلى نصف ابتسامة وهو يشرح قائلًا، “حسنًا، لا ينبغي لنا بالضرورة أن نحكم على جلسة اليوم من خلال وتيرتها السريعة المعتادة. يعد كل من التنويم المغناطيسي الجسدي والتخدير الحركي من الأساليب التي تؤدي عمومًا إلى نتائج سريعة، بغض النظر عمن يقوم بإدارتها. لكنني أعترف أنهم كانا هناك لفترة طويلة بشكل ملحوظ. هل تعتقدين أن شيئًا ما قد حدث بشكل خاطئ؟”

رجل دين؟ لم تكن هايدي مجرد معالجة للصحة العقلية، بل كانت عضوًا في أكاديمية الحقيقة المرموقة أيضًا؟

“في الواقع،” أجابت فانا وقد عقدت حاجبيها معًا في قلق خفي بينما كانت تفكر في ملاحظة دنكان. “عادةً ما تكون جلسات هايدي فعالة جدًا ولا تستغرق الكثير من الوقت.”

لم تكن نينا غريبة عن اسم أكاديمية الحقيقة. وعلى النقيض من عنوانها الذي يبدو تعليميًا، كانت الأكاديمية في الواقع واحدة من المنظمات الدينية الأربع الرئيسية المسؤولة عن دعم العمود الفقري الاجتماعي والأخلاقي لـ “عصر أعماق البحار”. على النقيض من الطبقات الثلاثة الأخرى – وهي كنيسة العاصفة، وكنيسة الموت، وحاملي اللهب – ركزت أكاديمية الحقيقة بشكل أقل على الممارسات الروحية التقليدية وأكثر على السعي إلى نشر المعرفة غير الملوثة والتقدم التكنولوجي وتوزيعها. غالبًا ما كانت العلاقات داخل أكاديمية الحقيقة مبنية على خطوط الإرشاد والنسب العلمي.

على الرغم من أن دنكان لم يكن متأكدًا مما إذا كان لطف فانا يمتد إلى جميع سكان الدولة المدينة أو إذا كان متأثرًا بعلاقتها بهايدي، إلا أن صدقها ترك انطباعًا لا يمحى عليه.

على عكس الطوائف الدينية الأخرى التي تعمل من الكنائس والمعابد وتنشر الإيمان من خلال الاحتفالات الدينية المنظمة، أنشأت أكاديمية الحقيقة العديد من الجامعات ومختبرات الأبحاث في جميع أنحاء دول المدن المختلفة. غالبًا ما يقوم كبار رجال الدين في أكاديمية الحقيقة بتقييم فطنة وإيمان رجال الدين المبتدئين من خلال إخضاعهم لاختبارات فكرية صارمة. كل هذا ساهم في منهجيتهم الفريدة وغير التقليدية إلى حد ما.

“هل تتذكرين حريقًا كبيرًا يحدث بشكل متزامن؟” ضغطت نينا.

من المحتمل أن يكون هذا النهج غير التقليدي هو السبب وراء وجود عدد أقل من الأعضاء في أكاديمية الحقيقة مقارنة بالطوائف الدينية الأخرى. كان التسجيل رسميًا كرجل دين، مكتملًا برموز يمكن التعرف عليها مثل السوار المطرز، إنجازًا نادرًا، وذلك بفضل المعايير العالية التي حافظت عليها المؤسسة.

أومأت نينا برأسها بصوت خافت، وأكد تعبيرها تقييم هايدي.

في البيئات التعليمية الأكثر تقليدية، فقط عدد قليل من الطلاب كل عام يستوفون المعايير ليصبحوا من أتباع لاهيم. بالنسبة لشخص مثل نينا، الناشئة في المناطق السفلى المحرومة والتحقت بالمدارس العامة، كانت الاحتمالات بعيدة المنال.

“بالضبط، لا أحد يفعل ذلك. لكن في ذاكرتي، كانت هناك نار مشتعلة، حيث فقد والديّ حياتهما،” قالت نينا بصوت يشوبه الإحباط. “يقول لي الناس إنني لا بد أن أسيء التذكر.”

عندما بدأت ترى هايدي في هذا الضوء الموقر الذي كشف عنه حديثًا، شعرت نينا بأنها محاطة بهالة من الرهبة والعظمة. ومع ذلك، بعيدًا عن تهدئة أعصابها، أدى هذا الاحترام الجديد لهايدي إلى تضخيم قلق نينا. لقد كان الأمر أشبه بنوع الإعجاب العصبي الذي قد يشعر به طالب التعليم المهني العالي عند لقائه بالطالب المتفوق في إحدى جامعات النخبة.

ومع تقدم مناقشتهم، أفسح التشدد والشكليات الأولية المجال تدريجيًا لجو أكثر ملاءمة وحميمية. شعر دنكان أن فانا، التي شغلت منصبًا رفيع المستوى باعتبارها “محققة” داخل الكنيسة، كان لديها اهتمام حقيقي بالناجين من الحريق. لم تكن استفساراتها مدفوعة فقط بالحاجة إلى مكافحة العناصر المهرطقة أو جمع المعلومات؛ لقد كانت متجذرة في التعاطف الحقيقي.

لاحظت هايدي، رغم إدراكها، التحول في حالة نينا العاطفية لكنها ظلت غير منزعجة. وبينما كانت مستمرة في التلاعب بالبندول بجو من الرشاقة السهلة، خاطبت نينا بنفس النبرة الهادئة التي استخدمتها سابقًا. “هل ترغبين في مناقشة طفولتك؟ لقد ذكرت من قبل أن والديك توفيا بشكل مأساوي في حادث. هل تعتقدين أن هذا الحدث قد يلقي بظلاله على صحتك العاطفية؟ هل ترغبين في استكشاف ذلك؟”

عرضت هايدي ابتسامة دافئة. ولقيادة نينا على طريق الاسترخاء العميق، طرحت سؤالًا يبدو غير رسمي، “بالمناسبة، لقد ذكرت سابقًا أن عمك لم يكن على ما يرام. ما الذي كان يمرضه؟ عندما التقيت بالسيد دنكان في وقت سابق، بدا بصحة جيدة.”

“في الواقع، ليس هناك موضوع محظور بالنسبة لي،” قالت نينا وقد ضاقت عيناها في التأمل قبل أن تتابع. “لقد شاركت هذه القصة مع العديد من الأشخاص، لكن يبدو أنهم جميعًا يعتقدون أنني كنت صغيرة جدًا في ذلك الوقت حتى لا أتذكر ما حدث بدقة. يتهمونني باختلاق ذلك. كما ترين، قبل أحد عشر عامًا، حدث تسرب كيميائي في أحد المصانع بالحي السادس. ومما زاد الحدث تعقيدًا وجود الطائفيين الذين كانوا يثيرون الاضطرابات. وقبض على عدد كبير من الأشخاص. هل أنتِ على علم بهذه الحادثة؟”

على عكس الطوائف الدينية الأخرى التي تعمل من الكنائس والمعابد وتنشر الإيمان من خلال الاحتفالات الدينية المنظمة، أنشأت أكاديمية الحقيقة العديد من الجامعات ومختبرات الأبحاث في جميع أنحاء دول المدن المختلفة. غالبًا ما يقوم كبار رجال الدين في أكاديمية الحقيقة بتقييم فطنة وإيمان رجال الدين المبتدئين من خلال إخضاعهم لاختبارات فكرية صارمة. كل هذا ساهم في منهجيتهم الفريدة وغير التقليدية إلى حد ما.

“بالتأكيد،” أجابت هايدي وهي تومئ برأسها مفكرة. “كنت مجرد مراهقة في ذلك الوقت. كنت أنا وعائلتي بالقرب من مفترق الطرق عندما اندلع كل شيء في حالة من الفوضى، وشاهدنا الحشود المسعورة.”

“حريق كبير؟” توقفت هايدي مؤقتًا، وتوقفت يدها مؤقتًا عن الحركة مع القلادة الكريستالية. أمالت رأسها قليلًا كما لو كانت تحاول الوصول إلى ذكرياتها الخاصة. “لا أتذكر أنني سمعت عن أي حريق كبير.”

“هل تتذكرين حريقًا كبيرًا يحدث بشكل متزامن؟” ضغطت نينا.

“بالتأكيد،” أجابت هايدي وهي تومئ برأسها مفكرة. “كنت مجرد مراهقة في ذلك الوقت. كنت أنا وعائلتي بالقرب من مفترق الطرق عندما اندلع كل شيء في حالة من الفوضى، وشاهدنا الحشود المسعورة.”

“حريق كبير؟” توقفت هايدي مؤقتًا، وتوقفت يدها مؤقتًا عن الحركة مع القلادة الكريستالية. أمالت رأسها قليلًا كما لو كانت تحاول الوصول إلى ذكرياتها الخاصة. “لا أتذكر أنني سمعت عن أي حريق كبير.”

“بالتأكيد،” أجابت هايدي وهي تومئ برأسها مفكرة. “كنت مجرد مراهقة في ذلك الوقت. كنت أنا وعائلتي بالقرب من مفترق الطرق عندما اندلع كل شيء في حالة من الفوضى، وشاهدنا الحشود المسعورة.”

“بالضبط، لا أحد يفعل ذلك. لكن في ذاكرتي، كانت هناك نار مشتعلة، حيث فقد والديّ حياتهما،” قالت نينا بصوت يشوبه الإحباط. “يقول لي الناس إنني لا بد أن أسيء التذكر.”

“بالتفكير في الأمر، السيدة هايدي ونينا موجودتان في الطابق العلوي منذ بعض الوقت، أليس كذلك؟” تأمل دنكان بصوت عالٍ، مشتتًا للحظات عن محادثتهما. انجرفت نظرته دون وعي نحو الدرج المؤدي إلى الطابق الثاني، حيث كانت هايدي ونينا.

استوعبت هايدي كلمات نينا بعناية، وركزت عينيها عليها باهتمام. وبعد توقف طويل، تحدثت أخيرًا، “لذا، قد يكون هذا هو الظل العالق الذي يطارد نفسك. أنت تتعذبين بسبب حريق يبدو أنه موجود فقط في ذاكرتك. وتخشين أن يحدث مثل هذا الحدث الذي لا يمكن تفسيره مرة أخرى، مما يتسبب في فقدان المزيد من أحبائك، كل ذلك بينما لا أحد يفهم أو حتى يعترف بما تمر به.”

كانت استجابة نينا أبطأ هذه المرة، وكانت كلماتها همسًا بالكاد مسموعًا، “لقد كان ضعيفًا لفترة من الوقت. لكنه… بخير تمامًا الآن.”

أومأت نينا برأسها بصوت خافت، وأكد تعبيرها تقييم هايدي.

“لنفعل ذلك،” وافق دنكان، وما زال قلقه قائمًا ولكن تضاءلت بعض الشيء بفضل تطمينات فانا.

“هل كنت تعانين من أي أشكال جديدة من التوتر في الآونة الأخيرة؟” بحثت هايدي أكثر. “سواء كانت الضغوط الأكاديمية أو القضايا الشخصية، فإن الضغوطات الجديدة يمكن أن تؤدي إلى تفاقم المخاوف الكامنة التي كنت تحملها.”

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

وبعد لحظة من التردد، عرضت نينا بحذر، “حسنًا، كان عمي يعاني من تدهور صحته، وقد ساءت حالته مؤخرًا. لقد كان ذلك ثقيلًا على ذهني…”

لم تكن نينا غريبة عن اسم أكاديمية الحقيقة. وعلى النقيض من عنوانها الذي يبدو تعليميًا، كانت الأكاديمية في الواقع واحدة من المنظمات الدينية الأربع الرئيسية المسؤولة عن دعم العمود الفقري الاجتماعي والأخلاقي لـ “عصر أعماق البحار”. على النقيض من الطبقات الثلاثة الأخرى – وهي كنيسة العاصفة، وكنيسة الموت، وحاملي اللهب – ركزت أكاديمية الحقيقة بشكل أقل على الممارسات الروحية التقليدية وأكثر على السعي إلى نشر المعرفة غير الملوثة والتقدم التكنولوجي وتوزيعها. غالبًا ما كانت العلاقات داخل أكاديمية الحقيقة مبنية على خطوط الإرشاد والنسب العلمي.

توقفت لدقيقة قبل أن تضيف سريعًا، “لكنه في حالة تحسن الآن، وقد شعرت بارتياح كبير في مستويات التوتر لدي. لم يكن لدي هذا الحلم الغريب والمتكرر خلال اليومين الماضيين.”

أثناء تركيزها على حركة القلادة الساحرة، انجرفت عيون نينا إلى سوار مطرز كان يزين معصم هايدي. صنع السوار بعناية من قطعة خيط متينة، متشابكة مع مزيج من الأحجار الملونة الزاهية. وما لفت انتباهها أكثر هو النقوش الموجودة على بعض الحجارة، وهي رموز تبدو وكأنها رونية أو ربما نوع من العلامات الغامضة.

“المخاوف بشأن صحة أحد أفراد الأسرة يمكن أن تكون مرهقة للغاية،” تمتمت هايدي، وكان صوتها مشوبًا بالتفكير. لاحظت نينا، التي بدت الآن وكأنها معلقة بين اليقظة والنوم، تتكئ بشكل مريح على اللوح الأمامي للسرير.

في اللحظة التي طرحت فيها هذا السؤال الأخير، انهارت هايدي فجأة عند سفح سرير نينا، واستسلمت لحالة حلم كانت أعمق بكثير من تلك التي تعاني منها مريضتها. على معصمها الأيمن، بدأ السوار المطرز – كل خرزة مزينة بأحرف رونية معقدة – يتوهج بشكل خافت. لم يكن هذا السوار مجرد ديكور؛ لقد كان رمزًا قويًا يرتديه أتباع أكاديمية الحقيقة. ويشير ذلك إلى أن مرتديها قد خضع لتدريب صارم ليصبح رجل دين، وقد نال استحسان لاهيم، سماوي الحكمة، وكان ثابتًا في مقاومة قوى الهرطقة. يرمز كل حجر منقوش بالرونية على السوار إلى مثال فردي للنعمة السماوية من لاهيم.

بعد وضع القلادة الكريستالية، شرد عقل هايدي في تدريبها المتخصص في أكاديمية الحقيقة وكيف أعدتها ليس فقط “معالجة للصحة العقلية” ولكن أيضًا كشخص قادر على التعامل مع الخوارق أو ما هو خارق للطبيعة. والحقيقة هي أنها لم تكن في الواقع بحاجة إلى القلادة أو أي بخور عطري لإجراء العلاج بالتنويم المغناطيسي. كانت تلك مجرد أدوات لجذب انتباه نينا، لمساعدتها على الاسترخاء وتصبح أكثر تقبلًا للاقتراحات المنطوقة.

أثناء تركيزها على حركة القلادة الساحرة، انجرفت عيون نينا إلى سوار مطرز كان يزين معصم هايدي. صنع السوار بعناية من قطعة خيط متينة، متشابكة مع مزيج من الأحجار الملونة الزاهية. وما لفت انتباهها أكثر هو النقوش الموجودة على بعض الحجارة، وهي رموز تبدو وكأنها رونية أو ربما نوع من العلامات الغامضة.

أخذت هايدي نفسًا لطيفًا ونظرت بعطف إلى نينا، التي بدت الآن وكأنها قد دخلت في حالة أعمق من الاسترخاء. استطاعت أن ترى أن عيني نينا أصبحتا ثقيلتين وهي تنتقل تدريجيًا إلى نوم أكثر عمقًا. لقد كانت فرصة لهايدي للتعمق أكثر في نفسية نينا على أمل فهم الحريق الغامض الذي يطارد ذكرياتها، وربما جلب لها بعض الراحة العاطفية التي كانت في أمس الحاجة إليها.

كانت استجابة نينا أبطأ هذه المرة، وكانت كلماتها همسًا بالكاد مسموعًا، “لقد كان ضعيفًا لفترة من الوقت. لكنه… بخير تمامًا الآن.”

“من الواضح أنك كنت تحملين عبئًا ثقيلًا،” قالت هايدي بصوت مشبع بنوع من اللطف والهدوء. “لقد قمت بتخزين طبقات من التوتر والقلق في أعماق قلبك العاطفي. لقد فعلت ذلك بفعالية كبيرة لدرجة أنك خدعت نفسك بالاعتقاد أن هذا أمر طبيعي، ربما لتجعلين الآخرين من حولك يشعرون بمزيد من الراحة. لكن في هذه العملية، أهملت رفاهيتك. الآن، حان الوقت للاسترخاء والحصول على ليلة نوم جيدة. دعي كل هذا التوتر والقلق المكبوت يتلاشى في حلم بعيد المنال. عندما تستيقظين، ستشعرين بهذه المخاوف كما لو أنها لم تكن جزءًا منك حقًا.”

انحنيت شفاه دنكان لتتحول إلى نصف ابتسامة وهو يشرح قائلًا، “حسنًا، لا ينبغي لنا بالضرورة أن نحكم على جلسة اليوم من خلال وتيرتها السريعة المعتادة. يعد كل من التنويم المغناطيسي الجسدي والتخدير الحركي من الأساليب التي تؤدي عمومًا إلى نتائج سريعة، بغض النظر عمن يقوم بإدارتها. لكنني أعترف أنهم كانا هناك لفترة طويلة بشكل ملحوظ. هل تعتقدين أن شيئًا ما قد حدث بشكل خاطئ؟”

خرج صوت نينا، المحصور بين عالم اليقظة والنوم، على شكل همهمة ناعمة، “… شكرًا لك…”

عرضت هايدي ابتسامة دافئة. ولقيادة نينا على طريق الاسترخاء العميق، طرحت سؤالًا يبدو غير رسمي، “بالمناسبة، لقد ذكرت سابقًا أن عمك لم يكن على ما يرام. ما الذي كان يمرضه؟ عندما التقيت بالسيد دنكان في وقت سابق، بدا بصحة جيدة.”

عرضت هايدي ابتسامة دافئة. ولقيادة نينا على طريق الاسترخاء العميق، طرحت سؤالًا يبدو غير رسمي، “بالمناسبة، لقد ذكرت سابقًا أن عمك لم يكن على ما يرام. ما الذي كان يمرضه؟ عندما التقيت بالسيد دنكان في وقت سابق، بدا بصحة جيدة.”

وبعد لحظة من التردد، عرضت نينا بحذر، “حسنًا، كان عمي يعاني من تدهور صحته، وقد ساءت حالته مؤخرًا. لقد كان ذلك ثقيلًا على ذهني…”

كانت استجابة نينا أبطأ هذه المرة، وكانت كلماتها همسًا بالكاد مسموعًا، “لقد كان ضعيفًا لفترة من الوقت. لكنه… بخير تمامًا الآن.”

وبعد لحظة من التردد، عرضت نينا بحذر، “حسنًا، كان عمي يعاني من تدهور صحته، وقد ساءت حالته مؤخرًا. لقد كان ذلك ثقيلًا على ذهني…”

ومع ذلك، لم تعد هايدي قادرة على سماع إجابة نينا الناعمة.

“هل تتذكرين حريقًا كبيرًا يحدث بشكل متزامن؟” ضغطت نينا.

في اللحظة التي طرحت فيها هذا السؤال الأخير، انهارت هايدي فجأة عند سفح سرير نينا، واستسلمت لحالة حلم كانت أعمق بكثير من تلك التي تعاني منها مريضتها. على معصمها الأيمن، بدأ السوار المطرز – كل خرزة مزينة بأحرف رونية معقدة – يتوهج بشكل خافت. لم يكن هذا السوار مجرد ديكور؛ لقد كان رمزًا قويًا يرتديه أتباع أكاديمية الحقيقة. ويشير ذلك إلى أن مرتديها قد خضع لتدريب صارم ليصبح رجل دين، وقد نال استحسان لاهيم، سماوي الحكمة، وكان ثابتًا في مقاومة قوى الهرطقة. يرمز كل حجر منقوش بالرونية على السوار إلى مثال فردي للنعمة السماوية من لاهيم.

في هذه الأثناء، في المتجر بالطابق السفلي، واصلت فانا محادثتها مع دنكان. لقد خدم خط استجوابها أغراضًا مزدوجة. فمن ناحية، كانت تهدف إلى جمع أي تفاصيل تم التغاضي عنها حول الحريق الغامض في المتحف. ومن ناحية أخرى، سعت إلى التأكد مما إذا كان دنكان وآخرون قد تأثروا بشيء يعرف باسم “شظية الشمس”.

بعد لحظات قليلة من الخفقان، أصدرت إحدى الحجارة الملونة صوتًا ناعمًا ومتشققًا وتفككت إلى غبار ناعم قبل أن تختفي في الهواء الرقيق.

لاحظت هايدي، رغم إدراكها، التحول في حالة نينا العاطفية لكنها ظلت غير منزعجة. وبينما كانت مستمرة في التلاعب بالبندول بجو من الرشاقة السهلة، خاطبت نينا بنفس النبرة الهادئة التي استخدمتها سابقًا. “هل ترغبين في مناقشة طفولتك؟ لقد ذكرت من قبل أن والديك توفيا بشكل مأساوي في حادث. هل تعتقدين أن هذا الحدث قد يلقي بظلاله على صحتك العاطفية؟ هل ترغبين في استكشاف ذلك؟”

في هذه الأثناء، في المتجر بالطابق السفلي، واصلت فانا محادثتها مع دنكان. لقد خدم خط استجوابها أغراضًا مزدوجة. فمن ناحية، كانت تهدف إلى جمع أي تفاصيل تم التغاضي عنها حول الحريق الغامض في المتحف. ومن ناحية أخرى، سعت إلى التأكد مما إذا كان دنكان وآخرون قد تأثروا بشيء يعرف باسم “شظية الشمس”.

“هل تتذكرين حريقًا كبيرًا يحدث بشكل متزامن؟” ضغطت نينا.

ومع تقدم مناقشتهم، أفسح التشدد والشكليات الأولية المجال تدريجيًا لجو أكثر ملاءمة وحميمية. شعر دنكان أن فانا، التي شغلت منصبًا رفيع المستوى باعتبارها “محققة” داخل الكنيسة، كان لديها اهتمام حقيقي بالناجين من الحريق. لم تكن استفساراتها مدفوعة فقط بالحاجة إلى مكافحة العناصر المهرطقة أو جمع المعلومات؛ لقد كانت متجذرة في التعاطف الحقيقي.

“بالتفكير في الأمر، السيدة هايدي ونينا موجودتان في الطابق العلوي منذ بعض الوقت، أليس كذلك؟” تأمل دنكان بصوت عالٍ، مشتتًا للحظات عن محادثتهما. انجرفت نظرته دون وعي نحو الدرج المؤدي إلى الطابق الثاني، حيث كانت هايدي ونينا.

على الرغم من أن دنكان لم يكن متأكدًا مما إذا كان لطف فانا يمتد إلى جميع سكان الدولة المدينة أو إذا كان متأثرًا بعلاقتها بهايدي، إلا أن صدقها ترك انطباعًا لا يمحى عليه.

عندما شاهدت نينا القلادة الكريستالية المعلقة من يد هايدي تتمايل بلطف ذهابًا وإيابًا، نشأ داخلها شعور بالتوتر. على الرغم من تأكيدات هايدي السابقة بأنها يجب أن تحاول الاسترخاء، وجدت نينا صعوبة في التخلص من مخاوفها. كانت هذه أول تجربة لها مع العلاج بالتنويم المغناطيسي، وقد ملأها عدم الإلمام بالوضع بالقلق.

“بالتفكير في الأمر، السيدة هايدي ونينا موجودتان في الطابق العلوي منذ بعض الوقت، أليس كذلك؟” تأمل دنكان بصوت عالٍ، مشتتًا للحظات عن محادثتهما. انجرفت نظرته دون وعي نحو الدرج المؤدي إلى الطابق الثاني، حيث كانت هايدي ونينا.

“المخاوف بشأن صحة أحد أفراد الأسرة يمكن أن تكون مرهقة للغاية،” تمتمت هايدي، وكان صوتها مشوبًا بالتفكير. لاحظت نينا، التي بدت الآن وكأنها معلقة بين اليقظة والنوم، تتكئ بشكل مريح على اللوح الأمامي للسرير.

“في الواقع،” أجابت فانا وقد عقدت حاجبيها معًا في قلق خفي بينما كانت تفكر في ملاحظة دنكان. “عادةً ما تكون جلسات هايدي فعالة جدًا ولا تستغرق الكثير من الوقت.”

هزت فانا رأسها بالرفض، وكانت ثقتها في هايدي واضحة. “إنه أمر مستبعد للغاية. هايدي ليست مجرد أي شخص. إنها محترفة مدربة بدقة من أكاديمية الحقيقة. من الصعب فهم فكرة أنها ستتعثر في جلسة العلاج بالتنويم المغناطيسي القياسية. لقد تعاملت مع العديد من الحالات، بعضها يتعلق بالطائفيين المصابين بجنون العظمة. ربما يبدو الانخراط في محادثة مع شخص تعتبره “طبيعيًا”، مثل نينا، بمثابة تغيير منعش في وتيرة الحديث بالنسبة لها. هل يجب أن نذهب إلى الطابق العلوي فقط للتأكد؟”

انحنيت شفاه دنكان لتتحول إلى نصف ابتسامة وهو يشرح قائلًا، “حسنًا، لا ينبغي لنا بالضرورة أن نحكم على جلسة اليوم من خلال وتيرتها السريعة المعتادة. يعد كل من التنويم المغناطيسي الجسدي والتخدير الحركي من الأساليب التي تؤدي عمومًا إلى نتائج سريعة، بغض النظر عمن يقوم بإدارتها. لكنني أعترف أنهم كانا هناك لفترة طويلة بشكل ملحوظ. هل تعتقدين أن شيئًا ما قد حدث بشكل خاطئ؟”

وبعد لحظة من التردد، عرضت نينا بحذر، “حسنًا، كان عمي يعاني من تدهور صحته، وقد ساءت حالته مؤخرًا. لقد كان ذلك ثقيلًا على ذهني…”

هزت فانا رأسها بالرفض، وكانت ثقتها في هايدي واضحة. “إنه أمر مستبعد للغاية. هايدي ليست مجرد أي شخص. إنها محترفة مدربة بدقة من أكاديمية الحقيقة. من الصعب فهم فكرة أنها ستتعثر في جلسة العلاج بالتنويم المغناطيسي القياسية. لقد تعاملت مع العديد من الحالات، بعضها يتعلق بالطائفيين المصابين بجنون العظمة. ربما يبدو الانخراط في محادثة مع شخص تعتبره “طبيعيًا”، مثل نينا، بمثابة تغيير منعش في وتيرة الحديث بالنسبة لها. هل يجب أن نذهب إلى الطابق العلوي فقط للتأكد؟”

اللهم لا إله إلا أنت، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا في فلسطين وارحم شهداءهم.

“لنفعل ذلك،” وافق دنكان، وما زال قلقه قائمًا ولكن تضاءلت بعض الشيء بفضل تطمينات فانا.

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

مع حركات متزامنة، قام كل من دنكان وفانا بدفع كرسيهما للخلف ووقفا. ثم شرعا في صعود الدرج المؤدي إلى الطابق الثاني، وقد أثقلت خطواتهما مزيج من الفضول والخوف. عند وصولهما إلى باب غرفة نينا، توقفا مؤقتًا، وتبادلا نظرة سريعة كما لو كانا يريدان مزامنة نواياهما. ولكن قبل أن يتمكن أي منهما من مد يده لإدارة مقبض الباب، أوقفهما وحي سمعي غريب في مسارهما.

عندما شاهدت نينا القلادة الكريستالية المعلقة من يد هايدي تتمايل بلطف ذهابًا وإيابًا، نشأ داخلها شعور بالتوتر. على الرغم من تأكيدات هايدي السابقة بأنها يجب أن تحاول الاسترخاء، وجدت نينا صعوبة في التخلص من مخاوفها. كانت هذه أول تجربة لها مع العلاج بالتنويم المغناطيسي، وقد ملأها عدم الإلمام بالوضع بالقلق.

تردد صدى الأصوات المتميزة ولكن غير المتطابقة لشخصين يشخران من داخل الغرفة، وكانت إيقاعاتهما الفردية تتناغم بشكل غريب لتخلق تهويدة غير متوقعة من النوم العميق والمريح.

“هل كنت تعانين من أي أشكال جديدة من التوتر في الآونة الأخيرة؟” بحثت هايدي أكثر. “سواء كانت الضغوط الأكاديمية أو القضايا الشخصية، فإن الضغوطات الجديدة يمكن أن تؤدي إلى تفاقم المخاوف الكامنة التي كنت تحملها.”


دعم سيلفر.

عندما شاهدت نينا القلادة الكريستالية المعلقة من يد هايدي تتمايل بلطف ذهابًا وإيابًا، نشأ داخلها شعور بالتوتر. على الرغم من تأكيدات هايدي السابقة بأنها يجب أن تحاول الاسترخاء، وجدت نينا صعوبة في التخلص من مخاوفها. كانت هذه أول تجربة لها مع العلاج بالتنويم المغناطيسي، وقد ملأها عدم الإلمام بالوضع بالقلق.

اللهم لا إله إلا أنت، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا في فلسطين وارحم شهداءهم.

“من الواضح أنك كنت تحملين عبئًا ثقيلًا،” قالت هايدي بصوت مشبع بنوع من اللطف والهدوء. “لقد قمت بتخزين طبقات من التوتر والقلق في أعماق قلبك العاطفي. لقد فعلت ذلك بفعالية كبيرة لدرجة أنك خدعت نفسك بالاعتقاد أن هذا أمر طبيعي، ربما لتجعلين الآخرين من حولك يشعرون بمزيد من الراحة. لكن في هذه العملية، أهملت رفاهيتك. الآن، حان الوقت للاسترخاء والحصول على ليلة نوم جيدة. دعي كل هذا التوتر والقلق المكبوت يتلاشى في حلم بعيد المنال. عندما تستيقظين، ستشعرين بهذه المخاوف كما لو أنها لم تكن جزءًا منك حقًا.”

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

“بالتأكيد،” أجابت هايدي وهي تومئ برأسها مفكرة. “كنت مجرد مراهقة في ذلك الوقت. كنت أنا وعائلتي بالقرب من مفترق الطرق عندما اندلع كل شيء في حالة من الفوضى، وشاهدنا الحشود المسعورة.”

استوعبت هايدي كلمات نينا بعناية، وركزت عينيها عليها باهتمام. وبعد توقف طويل، تحدثت أخيرًا، “لذا، قد يكون هذا هو الظل العالق الذي يطارد نفسك. أنت تتعذبين بسبب حريق يبدو أنه موجود فقط في ذاكرتك. وتخشين أن يحدث مثل هذا الحدث الذي لا يمكن تفسيره مرة أخرى، مما يتسبب في فقدان المزيد من أحبائك، كل ذلك بينما لا أحد يفهم أو حتى يعترف بما تمر به.”

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط