القصر (3)
الفصل 334: القصر (3)
وإختُتِمَ الحفل الذي منح منصب عصا الحصار بطريقة موجزة بشكل غير متوقع.
“إذن…فَـأنتِ تحبين مثل هذه الملابس حقًا؟”
الفصل 334: القصر (3)
تجمع الشياطين رفيعوا المستوى بعد وقت طويل. كان من الممكن أن يبدأ لم شملهم بجولة من التحيات الودية، تبادل المجاملات والأخبار الأخيرة، كل ذلك أثناء الإستمتاع بالشراب اللذيذ والرائع، يندلعون في نوبات من الضحك وربما حتى أداء رقصة أو إثنتين. ومع ذلك، منذ اللحظة التي أُمِرَ فيها نصف الشياطين بالقتل، لم يعد مثل هذا المستقبل موجودًا.
“ألستِ خائبة الأمل؟” لم تقلق نوير جيابيلا نفسها بشأن هذه المعضلات. هي أيضًا تلقت هدية ملك الشياطين، لكنها لم تشعر بأي جاذبية أو رغبة خاصة في ذلك.
عند الإنتهاء من الحفل القصير، تقدم غافيد إلى الأمام ودفع الشياطين إلى المغادرة من القصر. لقد غادروا بصمت وبسرعة، لأن لديهم الكثير من الأشياء التي يجب التفكير فيها والإستعداد لها.
إكتسب إثنان فقط من سكان رافيستا شهرة خارج هذه الأرض البدائية المنعزلة — جاغون، الذي يُعرَفُ بإسم وحش رافيستا، وأميليا ميروين، التي أصبحت واحدة من سحرة الحصار الثلاثة.
ليس لدى نوير أي نية للكشف عن الحقيقة لفارس الموت. إذا كانت شخصيته متطابقة حقًا مع شخصية هامل، فلن يستسلم تحت وطأة الإذلال والكراهية واليأس. الهامل الذي أحبته نوير جيابيلا لن يتخذ مثل هذا الإختيار أبدًا. إنه رجل يفضل المقامرة بحياته في المعركة على الإستسلام أو الفرار.
من بين غنائم بقائهم على قيد الحياة من المذبحة المفاجئة هي القوة الممنوحة لهم من قبل ملك الحصار الشيطاني.
“أنا أشعر بالفضول لمعرفة سبب قيامتك، أنت الذي مُت قبل ثلاثمائة عام، في مثل هذا الشكل. لكنني لن أسأل. أعتقد أن سؤالي لن يجلب لك سوى الإذلال وعدم الراحة. لا أريد أن يتحول كرهك لي إلى—”
لا توجد طقوس متقنة مطلوبة لتلقي هذه القوة. في اللحظة التي إنسحبوا فيها من القصر، شعر الشياطين بقوة لا مثيل لها مقيمة بداخلهم.
إنها رغبته الوحيدة. ومع ذلك، فقد هُزِمَ من قبل النسل الشاب من عائلة لايونهارت، الشخص الذي أُطلق عليه المجيء الثاني لفيرموث.
على الرغم من أن حجم هذه القوة، وكيفية إتقانها، وكيفية التكيف مع التغييرات القادمة هي أسئلة عليهم التفكير بها بمفردهم….لا يمكن إستخدام قوة ملك الشياطين على الإطلاق في قتالات التسلسل الهرمي بين الشياطين.
“يا أعزَّائي، يا لكم من مساكين.”
“صحيح، أشعر بخيبة أمل كبيرة. لقد مرت مائة عام منذ فُتِحَتْ أبواب القصر، وقد مر بعض الوقت منذ تجمع الشياطين رفيعي المستوى بهذه الطريقة. لقد مرت فترة أيضًا منذ أن رأيتك آخر مرة.” ضحكت نوير.
ماذا يعني هذا؟ إذا لم يتمكنوا من ممارسة هذه القوة ضد بعضهم البعض، إذن لمن يجب أن يوجهوها؟ غادرت الشياطين من بابل، في عمق تأملاتهم.
“إذن…فَـأنتِ تحبين مثل هذه الملابس حقًا؟”
“ألستِ خائبة الأمل؟” لم تقلق نوير جيابيلا نفسها بشأن هذه المعضلات. هي أيضًا تلقت هدية ملك الشياطين، لكنها لم تشعر بأي جاذبية أو رغبة خاصة في ذلك.
“لا، لا بأس حقًا.” قالت سيينا: “لا تترددي في الجدال معي.”
قوة؟ لقد إمتلكتها منذ فترة طويلة ولم تفتقر إلى أي منها. على الرغم من أن الشياطين ذوي الرتب الدنيا قد حصلوا على قوة الملك، إلا أن نوير واثقة من قدرتها على إبادتهم جميعًا إذا رغبت في ذلك.
إتسعت عيون سيينا.
إنها قناعة متعجرفة للغاية، نعم، لكن نوير واثقة من قوتها. قوتها، عين الخيال الشيطانية، خراقة لدرجة أنها لم تتخيل نفسها تخسر أبدًا. بصرف النظر عن خزانها الهائل من القوة المظلمة، ضمنت هذه القناعة فوزها.
“هذا….لا….لا، لا بأس.” تمتمت سيينا.
“أمور أخرى؟ مثل ماذا؟” سألت نوير.
“كنتُ سَـأُصاب بخيبة أمل لو كنتُ أنا.” واصلت نوير التعبير عن أفكارها.
إنها قناعة متعجرفة للغاية، نعم، لكن نوير واثقة من قوتها. قوتها، عين الخيال الشيطانية، خراقة لدرجة أنها لم تتخيل نفسها تخسر أبدًا. بصرف النظر عن خزانها الهائل من القوة المظلمة، ضمنت هذه القناعة فوزها.
لم تضطر للتفكير أو الإستعداد لأي شيء. لا، بعد التفكير مرة ثانية، لديها الكثير للإستعداد له. لحسن الحظ، وافق ملك الحصار الشيطاني على إقتراح نوير التجاري: نظام الوسيط، وطلب منها لاحقًا صياغة خطة. لكن لا توجد حاجة للإستعجال. لن يجرؤ أي شيطان على سرقة فكرة نوير، ويمكن كتابة الخطة من قبل الشياطين المتعلمين تحت قيادتها.
“أليس كذلك؟ كان يجب أن تكوني النجمة اليوم. لكن تنصيبك إنتهى في خمس دقائق فقط.” تابعت نوير وهي تتكئ على الحائط. إلتفتتْ قليلًا إلى الأمام.
“حسنًا، ليس لديكِ خيار سوى الركض. أنتِ مرتبطة مع يوجين لايونهارت بكارما سيئة….وعادت سيينا الكارثية أيضًا، أليس كذلك؟ إذا إكتشفت ما فعلتِه، فإن تلك الساحرة التي تشبه الكارثة ستقلب صحراءك رأسًا على عقب.” تابعت نوير.
“هذا لا يهم.” ردت أميليا بإبتسامة متكلفة: “لم آت كل هذا الطريق من الصحراء للإستمتاع بحفلة. ألستِ أنتِ خائبة الأمل لأنك لم تتمكني من الإستمتاع؟”
“حسنًا، نعم. لكن عباءتي، من ناحية أخرى، تطلبت يومًا كاملًا من التفكير—”
“صحيح، أشعر بخيبة أمل كبيرة. لقد مرت مائة عام منذ فُتِحَتْ أبواب القصر، وقد مر بعض الوقت منذ تجمع الشياطين رفيعي المستوى بهذه الطريقة. لقد مرت فترة أيضًا منذ أن رأيتك آخر مرة.” ضحكت نوير.
كلاانغ!
تراجعت الكلمات قبل أن تتمكن سيينا من الإمساك بها. بسبب المفاجئة، أغلقت فمها. ومع ذلك، لم تفوِّت كريستينا الفرصة للقبض على سيينا على حين غرة.
“أميليا، لم تحضري أبدًا حدثًا في هيلموث بينما أنتِ في الصحراء، أليس كذلك؟ كنت أتطلع إلى الشرب معك بعد فترة طويلة.” علَّقتْ نوير.
“أنا لا أخاف منها. ولا يوجين لايونهارت.” قالت أميليا.
“حسنًا، ليس لديكِ خيار سوى الركض. أنتِ مرتبطة مع يوجين لايونهارت بكارما سيئة….وعادت سيينا الكارثية أيضًا، أليس كذلك؟ إذا إكتشفت ما فعلتِه، فإن تلك الساحرة التي تشبه الكارثة ستقلب صحراءك رأسًا على عقب.” تابعت نوير.
ردت أميليا: “لا أريد أن أشرب معك.”
“وأيضًا، السيدة سيينا، أعد السير يوجين العباءة….” قالت كريستينا وهي تكبح ضحكها “كهدية لك لأن….السيدة انيسيه نصحته بإعداد هدية لك.”
“لا تكوني باردةً جدًا. لماذا لا يمكننا فقط الجلوس وتناول مشروب؟ هل أنتِ خائفة من أن أسحبك إلى السرير ضد إرادتك؟” قالت نوير.
“صحيح، أشعر بخيبة أمل كبيرة. لقد مرت مائة عام منذ فُتِحَتْ أبواب القصر، وقد مر بعض الوقت منذ تجمع الشياطين رفيعي المستوى بهذه الطريقة. لقد مرت فترة أيضًا منذ أن رأيتك آخر مرة.” ضحكت نوير.
“هل تهربين؟” سألت نوير.
كان من الممكن أن يبدو الأمر وكأنه مزاح، لكن الشخص الذي قال هذه الكلمات ليست سوى ملكة شياطين الليل، نوير. بدلًا من الرد، قامت أميليا ببساطة بتثبيت نظرتها على عيني نوير. عيناها تشبه الأجرام السماوية المجيدة. عيون سحرية من الوهم تتمتع بقوة لا يمكن لأي تعويذة تقليدها.
قالت نوير بينما حاولت أميليا التدخل بحواجب مجعدة: “أوه، أنا بخير.” ضحكت نوير فقط، ولم تصرخ أو تشتكي ولو مرة واحدة. لم تهتم بتجديد جسدها وإستمرت في الكلام حتى عندما سحق فارس الموت حلقها تحت قبضته.
“آه، لا تتضايقي. ما ترينه أمامك ليس وهمًا بل حقيقة.” قالت نوير بضحكة مكتومة. غمزت إلى أميليا وقالت. “بالطبع، إذا كنت ترغب في ذلك، يمكنني إستخدام هذه العيون لإظهار وتحقيق كل رغباتك….إذن؟ هل أنتِ مهتمة؟”
“وأيضًا، السيدة سيينا، أعد السير يوجين العباءة….” قالت كريستينا وهي تكبح ضحكها “كهدية لك لأن….السيدة انيسيه نصحته بإعداد هدية لك.”
ردت أميليا قائلة: “ليس لدي أي نية لبيع جسدي لك.”
مع صرير، تحرك الدرع. ظلت أميليا تقمع تصرفات فارس الموت منذ اللحظة التي واجهت فيها نوير. كانت تخشى أن يفقد فارس الموت أعصابه ويهاجم نوير، وتكتشف نوير الهوية الحقيقية لفارس الموت.
“يا إالهي….دعونا لا نستخدم مثل هذه الكلمات. أنا لا أحاول أن آخذ جسدك أو أي شيء.” قالت نوير ضاحكة: “أنا فقط مفتونة بك.”
تحولت نظرة نوير قليلًا. إنعكست شخصية فارس الموت في عينيها المتلألئة التي تشبه الأحجار الكريمة.
شياطين رافيستا لا ينتمون إلى التسلسل الهرمي لشياطين هيلموث. ما يعبده شياطين رافيستا هو ملك الدمار الشيطاني، الذي سقط في سبات قبل ثلاثمائة عام، ولا يحملون ولاءً لملك الحصار الشيطاني.
لم ترغب أميليا في الإعتراف تمامًا بما شعرت به عندما علمت بهذه الأشياء.
“إذا كنتِ لا تريدين أن تلعبي معي، ماذا عنه؟” سألت نوير بإبتسامة طفيفة.
سناااب!
“هل تطمعين بِـما هو ملكي؟” ردت أميليا.
“لا، هذا سيء. إذا كُنتِ شجرة عتيقة شاهقة، فأنا برعم ناشئ. كيف يمكن لمثل هذه الوليدة الصغيرة مثلي إظهار عدم الإحترام لك، سيدة سيينا؟” تابعت كريستينا.
“ملكك…اهاهاها، الـهو الذي أعرفه لن يقدر بشكل خاص مثل هذه الكلمات.” قالت نوير، لا تزال تقهقه.
مع صرير، تحرك الدرع. ظلت أميليا تقمع تصرفات فارس الموت منذ اللحظة التي واجهت فيها نوير. كانت تخشى أن يفقد فارس الموت أعصابه ويهاجم نوير، وتكتشف نوير الهوية الحقيقية لفارس الموت.
“لولا نصيحة السيدة انيسيه، لكان السير يوجين قد جاء لمقابلتك خالي الوفاض. هذا كل شيء. علاوة على ذلك، كل ملابس يوجين في ذلك اليوم….تم إختيارها بناءً على نصيحتي والسيدة انيسيه.”
لم ترغب أميليا في مواصلة المحادثة. إستدارت بينما تسحب فارس الموت المتجمد نحوها بسحرها.
“دعيه يتحرك بحرية. قد لا يكون سيئًا للغاية، أليس كذلك؟ أميليا، مقارنة بعلاقتك معه….علاقتي مع أطول بكثير جدًا منك، هل تعلمين؟” قالت نوير.
“كيف سارت الأمور؟” تساءلت كريستينا، وهي تُظهِر إبتسامة عندما إقتربوا من جثة رايزاكيا العملاقة بالقرب من حافة الغابة. ترتدي سترة إنتقاها يوجين لها شخصيًا. أثار مشهد ذلك موجة من التهيج داخل سيينا.
إنها رغبته الوحيدة. ومع ذلك، فقد هُزِمَ من قبل النسل الشاب من عائلة لايونهارت، الشخص الذي أُطلق عليه المجيء الثاني لفيرموث.
“الدوقة جيابيلا، كما تعلمين جيدًا، إنه يحتقرك كثيرًا. إذا قمت بفك قيوده—”
بام!
“كراهيته لي هي الشيء الأكثر سحرًا فيه. لا تقلقي. أريد فقط أن أحيي صديقًا قديمًا.” قالت نوير، ولم تترك لأميليا مجالًا للرفض.
بام!
“أوه، نعم، هذا صحيح. أنا آسفة حقًا، سيدة سيينا.” قالت كريستينا: “بالنظر إلى أنكِ أكبر مني بثلاثمائة عام، فمن غير اللائق تمامًا أن يرد عليك طفل يبلغ من العمر ثلاثة وعشرين عامًا مثلي.”
نما الصرير المعدني بصوت أعلى مع كل كلمة قالتها نوير. ترددت أميليا للحظات قبل أن تومئ برأسها ببطء وتتراجع عن المقود السحري الذي ربط فارس الموت.
“لقد مرت فترة.” إستقبلته نوير بإبتسامة عريضة. “يا هامـ—”
إرتعدت عيون سيينا.
بوووم!
إبتسمت نوير وهي تشاهد أميليا وحيواناتها الأليفة تغادر.
هاجم فارس الموت ودفع نوير على الحائط.
“لقد مرت فترة.” إستقبلته نوير بإبتسامة عريضة. “يا هامـ—”
“لقد مر وقت طويل، صديق؟! أنتِ؟!” زأر فارس الموت، وقبضاته المدرعة تضرب بعنف. ضربت كل لكمة نوير، مما تسبب في تشقق جسدها وإنفجاره مع تناثر الدم. في وقت قصير، دمر فارس الموت لحم نوير، وأمسك بحلق ما تبقى.
قوة؟ لقد إمتلكتها منذ فترة طويلة ولم تفتقر إلى أي منها. على الرغم من أن الشياطين ذوي الرتب الدنيا قد حصلوا على قوة الملك، إلا أن نوير واثقة من قدرتها على إبادتهم جميعًا إذا رغبت في ذلك.
قالت نوير بينما حاولت أميليا التدخل بحواجب مجعدة: “أوه، أنا بخير.” ضحكت نوير فقط، ولم تصرخ أو تشتكي ولو مرة واحدة. لم تهتم بتجديد جسدها وإستمرت في الكلام حتى عندما سحق فارس الموت حلقها تحت قبضته.
“آها ها ها!” إنفجرت كريستينا في الضحك. توقع يوجين ملاحظات المتابعة وتراجع بهدوء.
إتسعت عيون سيينا.
“هامل. أشعر بسعادة غامرة لأنك تحتقرني أكثر من أي وقت مضى. على الرغم من أنه من المخيب للآمال للغاية أن يتم تجاهل تحياتي، ألست سعيدًا برؤيتي؟” سألَت.
“لماذا ترتدين هكذا بينما نحن لا نخطط لأي خروج من هنا؟” سألت سيينا.
ليس لدى نوير أي نية للكشف عن الحقيقة لفارس الموت. إذا كانت شخصيته متطابقة حقًا مع شخصية هامل، فلن يستسلم تحت وطأة الإذلال والكراهية واليأس. الهامل الذي أحبته نوير جيابيلا لن يتخذ مثل هذا الإختيار أبدًا. إنه رجل يفضل المقامرة بحياته في المعركة على الإستسلام أو الفرار.
“أنت أيتها الملعونة—”
“أنا أشعر بالفضول لمعرفة سبب قيامتك، أنت الذي مُت قبل ثلاثمائة عام، في مثل هذا الشكل. لكنني لن أسأل. أعتقد أن سؤالي لن يجلب لك سوى الإذلال وعدم الراحة. لا أريد أن يتحول كرهك لي إلى—”
ثوااك!
ضربت قبضة فارس الموت نوير. إذلال؟ إشمئزاز؟ إرتجفت نظرة فارس الموت بشدة. لقد قام من جديد كفارس الموت، مدفوعًا فقط بالكراهية والرغبة في الإنتقام.
“أميليا، لم تحضري أبدًا حدثًا في هيلموث بينما أنتِ في الصحراء، أليس كذلك؟ كنت أتطلع إلى الشرب معك بعد فترة طويلة.” علَّقتْ نوير.
“لا تكوني باردةً جدًا. لماذا لا يمكننا فقط الجلوس وتناول مشروب؟ هل أنتِ خائفة من أن أسحبك إلى السرير ضد إرادتك؟” قالت نوير.
أراد طمس سليل فيرموث وعشيرة لايونهارت، وكذلك كل ما يتعلق بسيينا وانيسيه ومولون.
“أوه، نعم، هذا صحيح. أنا آسفة حقًا، سيدة سيينا.” قالت كريستينا: “بالنظر إلى أنكِ أكبر مني بثلاثمائة عام، فمن غير اللائق تمامًا أن يرد عليك طفل يبلغ من العمر ثلاثة وعشرين عامًا مثلي.”
سناااب!
إنها رغبته الوحيدة. ومع ذلك، فقد هُزِمَ من قبل النسل الشاب من عائلة لايونهارت، الشخص الذي أُطلق عليه المجيء الثاني لفيرموث.
لذا ضربت بعصاها للخلف نحو بطن هيموريا. إنحنت هيموريا، وقرفصت، ممسكة بطنها وهي تلهث للهواء.
كانت الهزيمة كاملة وساحقة، ولم تترك مجالًا للعزاء، حتى بالنسبة لفارس الموت. تم إبادة جسده، ولم يتبقَ سوى روحه. في محاولة يائسة للحفاظ على وجوده، لقد ربط روحه ببدلة من الدروع.
لو كان جسده لا يمكن أن يموت ولو أن كراهيته تسبق وفاته، فسوف يبتلع عاره الفوري واليأس ويزحف مرة أخرى.
لقد جاء إلى هيلموث مع أميليا ميروين في حالة يرثى لها. لقد وصل إلى قصر بابل، حيث لم تطأها قدمه أبدًا وهو على قيد الحياة ولكن بإعتباره لاميت وعبد ساحرة سوداء. لقد تحمل نظرات أعداءه الساخرة التي فشل في قتلها قبل ثلاثمائة عام. لقد تم تجاهله تمامًا من قبل ملك الحصار الشيطاني.
ملكة شياطين الليل، نوير جيابيلا، هي شيطان كان هامل يرغب في قتلها إلى جانب ملوك الشياطين قبل ثلاثمائة عام. هذا الشيطان ينطق بملاحظات لا تختلف عن السخرية الواضحة، المشبعة بالتعاطف البغيض. حتى أنها تجرأت على تزيين إبتسامة ودية. كيف يمكنه تحمل مثل هذا الإذلال؟
مسقط رأسها.
“من المنعش أن أراك لم تتغير.” تردد صوت نوير بجانبه. على الرغم من تحطم جسدها ورأسها، إلا أنها وقفت سالمة بجانب فارس الموت. سواء كان تدميرها مجرد وهم أو أنها أعادت تجديد جسدها من جديد، فهو لا يعرف ولا يهتم بمعرفة شيء. إلا أنها ملأته بالبغض واليأس.
لم تضطر للتفكير أو الإستعداد لأي شيء. لا، بعد التفكير مرة ثانية، لديها الكثير للإستعداد له. لحسن الحظ، وافق ملك الحصار الشيطاني على إقتراح نوير التجاري: نظام الوسيط، وطلب منها لاحقًا صياغة خطة. لكن لا توجد حاجة للإستعجال. لن يجرؤ أي شيطان على سرقة فكرة نوير، ويمكن كتابة الخطة من قبل الشياطين المتعلمين تحت قيادتها.
“هل تطمعين بِـما هو ملكي؟” ردت أميليا.
‘شخصيته تبدو سليمة….وهم رائع.’
لقد جاء إلى هيلموث مع أميليا ميروين في حالة يرثى لها. لقد وصل إلى قصر بابل، حيث لم تطأها قدمه أبدًا وهو على قيد الحياة ولكن بإعتباره لاميت وعبد ساحرة سوداء. لقد تحمل نظرات أعداءه الساخرة التي فشل في قتلها قبل ثلاثمائة عام. لقد تم تجاهله تمامًا من قبل ملك الحصار الشيطاني.
ليس لدى نوير أي نية للكشف عن الحقيقة لفارس الموت. إذا كانت شخصيته متطابقة حقًا مع شخصية هامل، فلن يستسلم تحت وطأة الإذلال والكراهية واليأس. الهامل الذي أحبته نوير جيابيلا لن يتخذ مثل هذا الإختيار أبدًا. إنه رجل يفضل المقامرة بحياته في المعركة على الإستسلام أو الفرار.
ظهرت نظرة مفاجأة على وجه نوير. تدرك نوير جيدًا مكان مسقط رأس أميليا.
ثوااك!
لو كان جسده لا يمكن أن يموت ولو أن كراهيته تسبق وفاته، فسوف يبتلع عاره الفوري واليأس ويزحف مرة أخرى.
الفصل 334: القصر (3)
‘عندما يحين ذلك الوقت، أوه، حقًا.’ تأمَّلت نوير بضحكة وهي تتخيل مثل هذا المستقبل.
“هل تهربين؟” سألت نوير.
“الدوقة جيابيلا، كما تعلمين جيدًا، إنه يحتقرك كثيرًا. إذا قمت بفك قيوده—”
بالطبع، حتى لو وصل إليها فارس الموت، ليس لدى نوير أي نية لتسليم حياتها له. بغض النظر عن مدى تشابهه مع الأصل، فارس الموت ليس هامل الحقيقي. لو كان أي شخص في هذا العالم يمكن أن يُظهِرَ لِـنوير ما هو الموت، يجب أن يكون هامل الحقيقي.
“إذن…فَـأنتِ تحبين مثل هذه الملابس حقًا؟”
لذا ضربت بعصاها للخلف نحو بطن هيموريا. إنحنت هيموريا، وقرفصت، ممسكة بطنها وهي تلهث للهواء.
“آرغ!” هرع فارس الموت إلى نوير مع هدير. لكن هذه المرة، لم تسمح له نوير بمضايقتها. ومضت عيناها، وتم تجميد فارس الموت على الفور.
“لماذا ترتدين هكذا بينما نحن لا نخطط لأي خروج من هنا؟” سألت سيينا.
“قلت أنك لا تريد أن تشرب معي، صحيح؟” نظرت نوير إلى أميليا، وضحكها يرن. “إذن، سوف تعودين إلى الصحراء فقط هكذا؟ لقد سافرت بعيدًا عن نهاما البعيدة للوصول إلى هنا. ألن تكون مضيعة ألَّا تتمتعي بهذا أكثر؟ فكري مرة أخرى؛ ماذا عن ذلك؟ يمكنني إقامة حفلة فقط لأجلك….”
“آه، لا تتضايقي. ما ترينه أمامك ليس وهمًا بل حقيقة.” قالت نوير بضحكة مكتومة. غمزت إلى أميليا وقالت. “بالطبع، إذا كنت ترغب في ذلك، يمكنني إستخدام هذه العيون لإظهار وتحقيق كل رغباتك….إذن؟ هل أنتِ مهتمة؟”
“لا تزعجي نفسك.” أجابت أميليا: “لدي أمور أخرى لأحضَرَها.”
إكتسب إثنان فقط من سكان رافيستا شهرة خارج هذه الأرض البدائية المنعزلة — جاغون، الذي يُعرَفُ بإسم وحش رافيستا، وأميليا ميروين، التي أصبحت واحدة من سحرة الحصار الثلاثة.
“هامل. أشعر بسعادة غامرة لأنك تحتقرني أكثر من أي وقت مضى. على الرغم من أنه من المخيب للآمال للغاية أن يتم تجاهل تحياتي، ألست سعيدًا برؤيتي؟” سألَت.
“أمور أخرى؟ مثل ماذا؟” سألت نوير.
“لا تكوني باردةً جدًا. لماذا لا يمكننا فقط الجلوس وتناول مشروب؟ هل أنتِ خائفة من أن أسحبك إلى السرير ضد إرادتك؟” قالت نوير.
الفصل 334: القصر (3)
“نظرًا لأنني عدتُ إلى هيلموث بعد فترة طويلة وهناك بعض الأحداث للإحتفال بها….ظننت أنني سأقوم بزيارة إلى مسقط رأسي.”
“أنا لستُ منعزلةً داخل غرفة. من الطبيعي أن أرتدي الملابس المناسبة عند المغامرة في الخارج.” ردت كريستينا.
مسقط رأسها.
إنها قناعة متعجرفة للغاية، نعم، لكن نوير واثقة من قوتها. قوتها، عين الخيال الشيطانية، خراقة لدرجة أنها لم تتخيل نفسها تخسر أبدًا. بصرف النظر عن خزانها الهائل من القوة المظلمة، ضمنت هذه القناعة فوزها.
ظهرت نظرة مفاجأة على وجه نوير. تدرك نوير جيدًا مكان مسقط رأس أميليا.
“لا، هذا سيء. إذا كُنتِ شجرة عتيقة شاهقة، فأنا برعم ناشئ. كيف يمكن لمثل هذه الوليدة الصغيرة مثلي إظهار عدم الإحترام لك، سيدة سيينا؟” تابعت كريستينا.
إنه مكانا بالقرب من حدود هيلموث، مجال ملك الدمار الشيطاني، رافيستا.
كانت الهزيمة كاملة وساحقة، ولم تترك مجالًا للعزاء، حتى بالنسبة لفارس الموت. تم إبادة جسده، ولم يتبقَ سوى روحه. في محاولة يائسة للحفاظ على وجوده، لقد ربط روحه ببدلة من الدروع.
أجابت كريستينا: “السيدة انيسيه، قديسة القرون الثلاثة الماضية، سمحت بذلك، وإله النور لن يوبخني لمجرد رداء.”
على الرغم من أنها منطقة هيلموث، إلا أنها أرض لا تمسها نظرة وحكم ملك الحصار الشيطاني. علاوة على ذلك، فإن الشياطين الذين يعيشون في هذه الأرض تجنبوا الغرباء بصرامة. في هذا الجانب، إنها تشبه قلعة التنين الشيطاني، لكن عزلة قلعة التنين الشيطاني ورافيستا تختلف من حيث الشدة.
إكتسب إثنان فقط من سكان رافيستا شهرة خارج هذه الأرض البدائية المنعزلة — جاغون، الذي يُعرَفُ بإسم وحش رافيستا، وأميليا ميروين، التي أصبحت واحدة من سحرة الحصار الثلاثة.
شياطين رافيستا لا ينتمون إلى التسلسل الهرمي لشياطين هيلموث. ما يعبده شياطين رافيستا هو ملك الدمار الشيطاني، الذي سقط في سبات قبل ثلاثمائة عام، ولا يحملون ولاءً لملك الحصار الشيطاني.
“كنتُ سَـأُصاب بخيبة أمل لو كنتُ أنا.” واصلت نوير التعبير عن أفكارها.
من بين غنائم بقائهم على قيد الحياة من المذبحة المفاجئة هي القوة الممنوحة لهم من قبل ملك الحصار الشيطاني.
إكتسب إثنان فقط من سكان رافيستا شهرة خارج هذه الأرض البدائية المنعزلة — جاغون، الذي يُعرَفُ بإسم وحش رافيستا، وأميليا ميروين، التي أصبحت واحدة من سحرة الحصار الثلاثة.
قالت نوير بينما حاولت أميليا التدخل بحواجب مجعدة: “أوه، أنا بخير.” ضحكت نوير فقط، ولم تصرخ أو تشتكي ولو مرة واحدة. لم تهتم بتجديد جسدها وإستمرت في الكلام حتى عندما سحق فارس الموت حلقها تحت قبضته.
قالت نوير: “لم أكن أعلم أنكِ تحبين مسقط رأسكِ كثيرًا.”
ضربت قبضة فارس الموت نوير. إذلال؟ إشمئزاز؟ إرتجفت نظرة فارس الموت بشدة. لقد قام من جديد كفارس الموت، مدفوعًا فقط بالكراهية والرغبة في الإنتقام.
“هامل. أشعر بسعادة غامرة لأنك تحتقرني أكثر من أي وقت مضى. على الرغم من أنه من المخيب للآمال للغاية أن يتم تجاهل تحياتي، ألست سعيدًا برؤيتي؟” سألَت.
“أنا لا أحبه.” ردت أميليا بإبتسامة ساخرة: “لكن….إنه أفضل من التواجد في الصحراء في الوقت الحالي.”
إتسعت عيون سيينا.
“هل تهربين؟” سألت نوير.
بالطبع، حتى لو وصل إليها فارس الموت، ليس لدى نوير أي نية لتسليم حياتها له. بغض النظر عن مدى تشابهه مع الأصل، فارس الموت ليس هامل الحقيقي. لو كان أي شخص في هذا العالم يمكن أن يُظهِرَ لِـنوير ما هو الموت، يجب أن يكون هامل الحقيقي.
إرتجفت حواجب أميليا. ‘هل أصبتُ الهدف؟’ ضحكت نوير أثناء طي ذراعيها.
إعتقدتْ أنها عبارة لا تستحق النظر فيها — رغم ذلك، إستمرت في التردد داخل رأسها. لقد عانت من عاطفة معينة عندما رأت قوة يوجين لايونهارت في ذكريات فارس الموت، جنبًا إلى جنب مع السحر الإلهي للقديسة، مع عدم نسيان سيينا، التي دمرت توقيع سيد البرج الأخضر في آروث وهددت بإغراق أبرام تحت الماء.
“أوه، نعم، هذا صحيح. أنا آسفة حقًا، سيدة سيينا.” قالت كريستينا: “بالنظر إلى أنكِ أكبر مني بثلاثمائة عام، فمن غير اللائق تمامًا أن يرد عليك طفل يبلغ من العمر ثلاثة وعشرين عامًا مثلي.”
“حسنًا، ليس لديكِ خيار سوى الركض. أنتِ مرتبطة مع يوجين لايونهارت بكارما سيئة….وعادت سيينا الكارثية أيضًا، أليس كذلك؟ إذا إكتشفت ما فعلتِه، فإن تلك الساحرة التي تشبه الكارثة ستقلب صحراءك رأسًا على عقب.” تابعت نوير.
“لا تكوني باردةً جدًا. لماذا لا يمكننا فقط الجلوس وتناول مشروب؟ هل أنتِ خائفة من أن أسحبك إلى السرير ضد إرادتك؟” قالت نوير.
“أنا لا أخاف منها. ولا يوجين لايونهارت.” قالت أميليا.
حتى يوجين وجد هذا الإدعاء سخيفا.
إنها رغبته الوحيدة. ومع ذلك، فقد هُزِمَ من قبل النسل الشاب من عائلة لايونهارت، الشخص الذي أُطلق عليه المجيء الثاني لفيرموث.
“حقًا؟ إذن؟”
إنها قناعة متعجرفة للغاية، نعم، لكن نوير واثقة من قوتها. قوتها، عين الخيال الشيطانية، خراقة لدرجة أنها لم تتخيل نفسها تخسر أبدًا. بصرف النظر عن خزانها الهائل من القوة المظلمة، ضمنت هذه القناعة فوزها.
“أريد فقط تجنب المعارك غير الضرورية. على الأقل حتى الآن.”
“تلقيت سترة، وحصلت السيدة انيسيه على معطف.”
لم ترغب أميليا في مواصلة المحادثة. إستدارت بينما تسحب فارس الموت المتجمد نحوها بسحرها.
“إذا كنتِ لا تريدين أن تلعبي معي، ماذا عنه؟” سألت نوير بإبتسامة طفيفة.
ظهرت نظرة مفاجأة على وجه نوير. تدرك نوير جيدًا مكان مسقط رأس أميليا.
‘أهرب؟’
“آرغ!” هرع فارس الموت إلى نوير مع هدير. لكن هذه المرة، لم تسمح له نوير بمضايقتها. ومضت عيناها، وتم تجميد فارس الموت على الفور.
إعتقدتْ أنها عبارة لا تستحق النظر فيها — رغم ذلك، إستمرت في التردد داخل رأسها. لقد عانت من عاطفة معينة عندما رأت قوة يوجين لايونهارت في ذكريات فارس الموت، جنبًا إلى جنب مع السحر الإلهي للقديسة، مع عدم نسيان سيينا، التي دمرت توقيع سيد البرج الأخضر في آروث وهددت بإغراق أبرام تحت الماء.
“كراهيته لي هي الشيء الأكثر سحرًا فيه. لا تقلقي. أريد فقط أن أحيي صديقًا قديمًا.” قالت نوير، ولم تترك لأميليا مجالًا للرفض.
‘أهرب؟’
لم ترغب أميليا في الإعتراف تمامًا بما شعرت به عندما علمت بهذه الأشياء.
“لماذا ترتدين هكذا بينما نحن لا نخطط لأي خروج من هنا؟” سألت سيينا.
شياطين رافيستا لا ينتمون إلى التسلسل الهرمي لشياطين هيلموث. ما يعبده شياطين رافيستا هو ملك الدمار الشيطاني، الذي سقط في سبات قبل ثلاثمائة عام، ولا يحملون ولاءً لملك الحصار الشيطاني.
بام!
“جاه!”
الفصل 334: القصر (3)
لذا ضربت بعصاها للخلف نحو بطن هيموريا. إنحنت هيموريا، وقرفصت، ممسكة بطنها وهي تلهث للهواء.
كلاانغ!
توجهت أميليا إلى مصعد بابل بينما تجر هيموريا من طوقها. صرخ فارس الموت أيضًا خلف أميليا.
تراجعت الكلمات قبل أن تتمكن سيينا من الإمساك بها. بسبب المفاجئة، أغلقت فمها. ومع ذلك، لم تفوِّت كريستينا الفرصة للقبض على سيينا على حين غرة.
“لقد مرت فترة.” إستقبلته نوير بإبتسامة عريضة. “يا هامـ—”
“يا أعزَّائي، يا لكم من مساكين.”
إبتسمت نوير وهي تشاهد أميليا وحيواناتها الأليفة تغادر.
***
كما هو متوقع، جابت سيينا كل ركن من أركان الغرفة، حتى أنها خطفت آكاشا، وأجبرت ستراوت الثاني المخطوف فعليًا على إستخدام قوة الغرفة.
ومع ذلك، لم تسفر الغرفة الموجودة أسفل البرج عن أي مكاسب. في النهاية، عاد يوجين وسيينا إلى قصر لايونهارت بعد مشاركتهما في وجبة مشتركة لإنقاذ وجه الإمبراطور.
“هذا لا يهم.” ردت أميليا بإبتسامة متكلفة: “لم آت كل هذا الطريق من الصحراء للإستمتاع بحفلة. ألستِ أنتِ خائبة الأمل لأنك لم تتمكني من الإستمتاع؟”
‘أهرب؟’
“كيف سارت الأمور؟” تساءلت كريستينا، وهي تُظهِر إبتسامة عندما إقتربوا من جثة رايزاكيا العملاقة بالقرب من حافة الغابة. ترتدي سترة إنتقاها يوجين لها شخصيًا. أثار مشهد ذلك موجة من التهيج داخل سيينا.
قبل أن تصل علاقتهما إلى حالتها الحالية، عندما سافر هو وكريستينا إلى غابة سمر، إختارت بإصرار إرتداء ملابسها الدينية ورداءها الأبيض.
“هامل. أشعر بسعادة غامرة لأنك تحتقرني أكثر من أي وقت مضى. على الرغم من أنه من المخيب للآمال للغاية أن يتم تجاهل تحياتي، ألست سعيدًا برؤيتي؟” سألَت.
“لماذا ترتدين هكذا بينما نحن لا نخطط لأي خروج من هنا؟” سألت سيينا.
“من المنعش أن أراك لم تتغير.” تردد صوت نوير بجانبه. على الرغم من تحطم جسدها ورأسها، إلا أنها وقفت سالمة بجانب فارس الموت. سواء كان تدميرها مجرد وهم أو أنها أعادت تجديد جسدها من جديد، فهو لا يعرف ولا يهتم بمعرفة شيء. إلا أنها ملأته بالبغض واليأس.
“جاه!”
“أنا لستُ منعزلةً داخل غرفة. من الطبيعي أن أرتدي الملابس المناسبة عند المغامرة في الخارج.” ردت كريستينا.
“لكنك القديسة. ألا يجب أن تكوني في رداء أبيض؟ أصبح الجيل الحالي مرتاحًا، همم؟ بالتفكير في أنه يجوز لرجال الدين التصرف بشكل غير لائق هكذا….حتى انيسيه كانت ترتدي ملابسها المقدسة دائمًا حتى إنضمت إلينا في هيلموث.” تذمرت سيينا.
ردت كريستينا قائلة: “لكن السير يوجين ما زال إختارها شخصيًا لنا.”
“يوم واحد؟ لا، تلك العباءة هي التي إشتراها السير يوجين في ذلك اليوم بالذات.”
أجابت كريستينا: “السيدة انيسيه، قديسة القرون الثلاثة الماضية، سمحت بذلك، وإله النور لن يوبخني لمجرد رداء.”
“هامل. أشعر بسعادة غامرة لأنك تحتقرني أكثر من أي وقت مضى. على الرغم من أنه من المخيب للآمال للغاية أن يتم تجاهل تحياتي، ألست سعيدًا برؤيتي؟” سألَت.
“آرغ!” هرع فارس الموت إلى نوير مع هدير. لكن هذه المرة، لم تسمح له نوير بمضايقتها. ومضت عيناها، وتم تجميد فارس الموت على الفور.
حتى يوجين وجد هذا الإدعاء سخيفا.
حتى يوجين وجد هذا الإدعاء سخيفا.
“هذا لا يهم.” ردت أميليا بإبتسامة متكلفة: “لم آت كل هذا الطريق من الصحراء للإستمتاع بحفلة. ألستِ أنتِ خائبة الأمل لأنك لم تتمكني من الإستمتاع؟”
قبل أن تصل علاقتهما إلى حالتها الحالية، عندما سافر هو وكريستينا إلى غابة سمر، إختارت بإصرار إرتداء ملابسها الدينية ورداءها الأبيض.
“أميليا، لم تحضري أبدًا حدثًا في هيلموث بينما أنتِ في الصحراء، أليس كذلك؟ كنت أتطلع إلى الشرب معك بعد فترة طويلة.” علَّقتْ نوير.
ضربت قبضة فارس الموت نوير. إذلال؟ إشمئزاز؟ إرتجفت نظرة فارس الموت بشدة. لقد قام من جديد كفارس الموت، مدفوعًا فقط بالكراهية والرغبة في الإنتقام.
– يمكنكِ ارتداء ملابس أخرى.
“آه، لا تتضايقي. ما ترينه أمامك ليس وهمًا بل حقيقة.” قالت نوير بضحكة مكتومة. غمزت إلى أميليا وقالت. “بالطبع، إذا كنت ترغب في ذلك، يمكنني إستخدام هذه العيون لإظهار وتحقيق كل رغباتك….إذن؟ هل أنتِ مهتمة؟”
– ماذا يجب أن يرتدي رجال الدين، إن لم تكن ملابسهم المقدسة؟ على وجه الخصوص، أيها السير يوجين، مرافقتُكَ هو عمل من أعمال الإرادة الإلهية. لا أستطيع التخلي عن ثيابي المقدسة.
رغم ذلك، على الرغم من تأكيداتها السابقة، كريستينا الآن تلفظ بهدوء الأكاذيب دون أي تلميح من الإنزعاج.
إتسعت عيون سيينا.
“الدوقة جيابيلا، كما تعلمين جيدًا، إنه يحتقرك كثيرًا. إذا قمت بفك قيوده—”
“أ-أنتِ، توقفي عن الجدال بإستمرار. عندما يتحدث شخص بالغ….”
“يا إلهي….لقد تلقيتُ ثلاث هدايا.”
تراجعت الكلمات قبل أن تتمكن سيينا من الإمساك بها. بسبب المفاجئة، أغلقت فمها. ومع ذلك، لم تفوِّت كريستينا الفرصة للقبض على سيينا على حين غرة.
“أوه، نعم، هذا صحيح. أنا آسفة حقًا، سيدة سيينا.” قالت كريستينا: “بالنظر إلى أنكِ أكبر مني بثلاثمائة عام، فمن غير اللائق تمامًا أن يرد عليك طفل يبلغ من العمر ثلاثة وعشرين عامًا مثلي.”
“أ-أنتِ، توقفي عن الجدال بإستمرار. عندما يتحدث شخص بالغ….”
كان من الممكن أن يبدو الأمر وكأنه مزاح، لكن الشخص الذي قال هذه الكلمات ليست سوى ملكة شياطين الليل، نوير. بدلًا من الرد، قامت أميليا ببساطة بتثبيت نظرتها على عيني نوير. عيناها تشبه الأجرام السماوية المجيدة. عيون سحرية من الوهم تتمتع بقوة لا يمكن لأي تعويذة تقليدها.
“هذا….لا….لا، لا بأس.” تمتمت سيينا.
“لا، هذا سيء. إذا كُنتِ شجرة عتيقة شاهقة، فأنا برعم ناشئ. كيف يمكن لمثل هذه الوليدة الصغيرة مثلي إظهار عدم الإحترام لك، سيدة سيينا؟” تابعت كريستينا.
مع صرير، تحرك الدرع. ظلت أميليا تقمع تصرفات فارس الموت منذ اللحظة التي واجهت فيها نوير. كانت تخشى أن يفقد فارس الموت أعصابه ويهاجم نوير، وتكتشف نوير الهوية الحقيقية لفارس الموت.
“آرغ!” هرع فارس الموت إلى نوير مع هدير. لكن هذه المرة، لم تسمح له نوير بمضايقتها. ومضت عيناها، وتم تجميد فارس الموت على الفور.
“لا، لا بأس حقًا.” قالت سيينا: “لا تترددي في الجدال معي.”
أراد طمس سليل فيرموث وعشيرة لايونهارت، وكذلك كل ما يتعلق بسيينا وانيسيه ومولون.
“جيدٌ جدًا، إذن. أنا أفهم، سيدة سيينا. منذ أن حصلت على إذن، سَـأستمر في الرد دون تحفظ.” قالت كريستينا.
***
إرتجفت عينا سيينا بشكل كبير. يبدو أنه لا توجد طريقة للخروج من هذا….
“إذن…فَـأنتِ تحبين مثل هذه الملابس حقًا؟”
ومع ذلك، هي غير راغبة في الإعتراف بالهزيمة. قامت سيينا بتمالك تعابيرها قبل أن ترفع حافة عباءتها برفق، “هل ترين؟ الملابس التي حصلتِ عليها أنتِ وانيسيه. لم يختره يوجين بمفرده. لقد ساعدته أيضًا. حسنًا، لم يستغرق الأمر الكثير من الوقت على الإطلاق لإنتقائها.”
ردت كريستينا قائلة: “لكن السير يوجين ما زال إختارها شخصيًا لنا.”
عند الإنتهاء من الحفل القصير، تقدم غافيد إلى الأمام ودفع الشياطين إلى المغادرة من القصر. لقد غادروا بصمت وبسرعة، لأن لديهم الكثير من الأشياء التي يجب التفكير فيها والإستعداد لها.
وإختُتِمَ الحفل الذي منح منصب عصا الحصار بطريقة موجزة بشكل غير متوقع.
“حسنًا، نعم. لكن عباءتي، من ناحية أخرى، تطلبت يومًا كاملًا من التفكير—”
لم تضطر للتفكير أو الإستعداد لأي شيء. لا، بعد التفكير مرة ثانية، لديها الكثير للإستعداد له. لحسن الحظ، وافق ملك الحصار الشيطاني على إقتراح نوير التجاري: نظام الوسيط، وطلب منها لاحقًا صياغة خطة. لكن لا توجد حاجة للإستعجال. لن يجرؤ أي شيطان على سرقة فكرة نوير، ويمكن كتابة الخطة من قبل الشياطين المتعلمين تحت قيادتها.
“آها ها ها!” إنفجرت كريستينا في الضحك. توقع يوجين ملاحظات المتابعة وتراجع بهدوء.
– يمكنكِ ارتداء ملابس أخرى.
شياطين رافيستا لا ينتمون إلى التسلسل الهرمي لشياطين هيلموث. ما يعبده شياطين رافيستا هو ملك الدمار الشيطاني، الذي سقط في سبات قبل ثلاثمائة عام، ولا يحملون ولاءً لملك الحصار الشيطاني.
“يوم واحد؟ لا، تلك العباءة هي التي إشتراها السير يوجين في ذلك اليوم بالذات.”
“يا إلهي….لقد تلقيتُ ثلاث هدايا.”
“هاه؟”
“أميليا، لم تحضري أبدًا حدثًا في هيلموث بينما أنتِ في الصحراء، أليس كذلك؟ كنت أتطلع إلى الشرب معك بعد فترة طويلة.” علَّقتْ نوير.
“وأيضًا، السيدة سيينا، أعد السير يوجين العباءة….” قالت كريستينا وهي تكبح ضحكها “كهدية لك لأن….السيدة انيسيه نصحته بإعداد هدية لك.”
“هل تطمعين بِـما هو ملكي؟” ردت أميليا.
إتسعت عيون سيينا.
“وشيء آخر، سيدة سيينا. الهدية التي تلقيتها كانت مجرد عباءة….أنا، من ناحية أخرى….هيهيهي.” إبتسمت كريستينا بخبث وهي ترفع قلادتها قليلًا وقالت: “حصلتُ على قلادة فكر فيها السير يوجين شخصيًا وإختارها، ووضعها حول رقبتي ليس مرة واحدة بل مرتين.”
“لولا نصيحة السيدة انيسيه، لكان السير يوجين قد جاء لمقابلتك خالي الوفاض. هذا كل شيء. علاوة على ذلك، كل ملابس يوجين في ذلك اليوم….تم إختيارها بناءً على نصيحتي والسيدة انيسيه.”
مع صرير، تحرك الدرع. ظلت أميليا تقمع تصرفات فارس الموت منذ اللحظة التي واجهت فيها نوير. كانت تخشى أن يفقد فارس الموت أعصابه ويهاجم نوير، وتكتشف نوير الهوية الحقيقية لفارس الموت.
“اه….اه…..” لم تعرف سيينا ماذا تستطيع أن تقول.
“لقد مر وقت طويل، صديق؟! أنتِ؟!” زأر فارس الموت، وقبضاته المدرعة تضرب بعنف. ضربت كل لكمة نوير، مما تسبب في تشقق جسدها وإنفجاره مع تناثر الدم. في وقت قصير، دمر فارس الموت لحم نوير، وأمسك بحلق ما تبقى.
“وشيء آخر، سيدة سيينا. الهدية التي تلقيتها كانت مجرد عباءة….أنا، من ناحية أخرى….هيهيهي.” إبتسمت كريستينا بخبث وهي ترفع قلادتها قليلًا وقالت: “حصلتُ على قلادة فكر فيها السير يوجين شخصيًا وإختارها، ووضعها حول رقبتي ليس مرة واحدة بل مرتين.”
إرتعدت عيون سيينا.
“إذن…فَـأنتِ تحبين مثل هذه الملابس حقًا؟”
“تلقيت سترة، وحصلت السيدة انيسيه على معطف.”
لا توجد طقوس متقنة مطلوبة لتلقي هذه القوة. في اللحظة التي إنسحبوا فيها من القصر، شعر الشياطين بقوة لا مثيل لها مقيمة بداخلهم.
سناااب!
إصدمت أسنان سيينا ببعضها بقوة.
“يا إلهي….لقد تلقيتُ ثلاث هدايا.”
الفصل 334: القصر (3)
“أين ذهب ذلك الشقي؟!” صرخت سيينا بغضب، وأدارت رأسها للبحث عن يوجين.
كما هو متوقع، جابت سيينا كل ركن من أركان الغرفة، حتى أنها خطفت آكاشا، وأجبرت ستراوت الثاني المخطوف فعليًا على إستخدام قوة الغرفة.
“حسنًا، ليس لديكِ خيار سوى الركض. أنتِ مرتبطة مع يوجين لايونهارت بكارما سيئة….وعادت سيينا الكارثية أيضًا، أليس كذلك؟ إذا إكتشفت ما فعلتِه، فإن تلك الساحرة التي تشبه الكارثة ستقلب صحراءك رأسًا على عقب.” تابعت نوير.
متجاهلًا الصيحات البعيدة، سارع يوجين بخطواته وهو يحاول الفرار من الكارثة.
بام!
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
