نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

جمرات البحر العميق 127

العشاء سويًا

العشاء سويًا

الفصل 127 “العشاء سويًا”

بعد أن ابتلعت، أومأت لدنكان برأسها بقوة، وكانت عيناها ممتلئتين بالعزيمة. “مم، أنا أفهم، عمي. سافعل ما بوسعي.”

في الغرفة، كانت بعض المواضيع متقلبة للغاية بحيث لا يمكن التطرق إليها عندما تكون نينا في الجوار. كانت هذه المواضيع عبارة عن ألغام عاطفية، ويعلم الجميع أنه لن يكون من الحكمة طرحها في حضورها.

هدأت نينا إلى حد ما ولكنها لا تزال ترغب في تأكيد استقلالها، فنفخت خديها بمرح.

بينما يستمع دنكان باهتمام إلى رواية دوغ للأحداث التي شهدها شخصيًا، مر من خلاله شعور بالإلحاح، مما تسبب في تخطي قلبه للحظات.

هدأت نينا إلى حد ما ولكنها لا تزال ترغب في تأكيد استقلالها، فنفخت خديها بمرح.

وصف الرماد العائم يطاردها. ماذا يعني الرماد؟ داخل المصنع، المحجوب بستائر سميكة تتدلى من الجدران، نثر الرماد بشكل عشوائي لكنه ظل مخفيًا. كان الرماد نتيجة ملموسة لحريق شديد. بمثابة علامات الدمار والخسارة. ماذا يعني إذن هذا الرماد المتناثر حول نينا؟ هل يمكن أن ترمز إلى أجزاء من حياتها التي ضاعت إلى الأبد؟

“ولكن لماذا لا يمكنك البقاء هنا؟ لماذا عليك أن تذهب أصلًا؟” ضغطت نينا.

تحولت عيون دنكان نحو الدرج المؤدي إلى الطابق الثاني من المنزل. كانت نينا هناك في المطبخ، منهمكة في مهام الطبخ الخاصة بها. وحتى من موقعه البعيد، كان يستطيع أن يميز بشكل خافت الأصوات المرتبطة بنشاط الطهي – قعقعة الأواني، وأزيز المقلاة. كانت الضوضاء تشع بحيوية معينة، والتي بدت متناقضة مع النغمات الكئيبة لهذا اليوم ولكنها تتماشى تمامًا مع مزاج نينا المتفائل.

أطلقت عليه شيرلي نظرة مثيرة. “وماذا تعرف عن الطعام الذواقة؟ ألست أنت الذي يقضم الحجارة كتسلية؟”

أعاد دنكان انتباهه إلى شيرلي الجالسة مقابله، ولخص ما شُرِكَ حتى الآن. “لذا، أبلغك دوغ عن فرد أو كيان كان مريبًا للغاية. أدى ذلك إلى دخولك المدرسة سرًا وبدء تحقيقك الخاص، مع التركيز على أي دليل قد يتعلق بنينا. في الوقت نفسه، بدأت الاتصال مع الشمسيين الذين ينشطون حاليًا في المدينة، على أمل اكتشاف معلومات يمكن أن تحل لغز الحريق المدمر منذ أحد عشر عامًا،” لخص دنكان.

كان المصنع، مثل نينا، مميزًا بطرق لم تفهم بالكامل بعد.

أومأت شيرلي برأسها بهدوء، مؤكدة ملخصه. “نعم هذا صحيح.”

لم يتمكن دنكان من تحديد سبب رد فعل دوغ الشديد تجاه حساء السمك، لكنه اشتبه في أن الأمر يتعلق بأذواق المخلوق الفريدة أو ربما بحساسيات أعمق. اختار عدم الخوض في الأمر، فحوّل تركيزه إلى نينا.

“أنت لا تبحثين حقًا عن شظايا الشمس، أليس كذلك؟” سأل دنكان بفضول.

توقف دنكان في مساره، وفكر في سؤالها للحظة. “يبدو أن الجسد الذي أسكنه حاليًا يفتقر إلى العيون المميزة. لقد فاتني بعض التفاصيل المهمة.”

سخرت شيرلي من الفكرة. “ما الفائدة من مطاردة شظايا الشمس؟ هل أجد نارا وأستجوبها وأسألها لماذا قررت أن تحرق ما حرقت؟ ما أبحث عنه حقًا هو الشخص المسؤول عن إشعال هذا الحريق منذ أكثر من عقد من الزمن.”

“أنت لا تبحثين حقًا عن شظايا الشمس، أليس كذلك؟” سأل دنكان بفضول.

التقت عينا دنكان بعينا شيرلي وهو يتحدث، “هذا ليس مجرد حريق نتحدث عنه. إذا كانت حقًا شظية الشمس، فإن لديها القدرة على القيام بما هو أكثر بكثير من مجرد حرق مصنع. شيرلي، مهمتكما خطيرة.”

أجاب دنكان بصوت مشوب بالمودة، “أنا أدرك جيدًا أنك كبرت.” عندما تحركت يده عبر شعرها، ظهرت بقع عابرة من الضوء الأخضر الناعم داخل وخارج الوجود حول الخصلات، وتلاشت بالسرعة التي ظهرت بها. “ولكن في نظري، ستظلي طفلة دائمًا.”

“بصراحة، حتى الجلوس أمامك أمر محفوف بالمخاطر بما فيه الكفاية،” اعترفت شيرلي وقد انخفضت نظرتها.

نينا، التي لم تكن على دراية بالتعقيدات والشكوك المتعددة الطبقات التي تحوم حولها، أمضت السنوات الإحدى عشرة الماضية في حالة من البراءة الطفولية. لم تشك قط في وجودها أو في الظروف الغريبة التي بدت وكأنها تغلفها مثل الكفن.

ساد صمت قصير قبل أن يضحك دنكان قائلًا، “هذا عادل بما فيه الكفاية.” نهض من كرسيه وبدأ ببطء في صعود الدرج المؤدي إلى الطابق الثاني. “أنا فقط أقدم بعض النصائح الودية. الحكم النهائي يقع عليك.”

“لا، لا، إنه في الواقع أفضل بكثير مما اعتدت عليه،” أجابت شيرلي على عجل، مضيفة، “أعتقد أنني لم أتوقع أن يكون الأمر… تقليديًا هكذا.”

“انتظر،” نهضت شيرلي لكنها ترددت. استغرقت لحظة، ثم تابعت أخيرًا، “رد فعلك يجعلني أتساءل. ألم تكن على علم سابقًا بوضع نينا الفريد؟”

في الغرفة، كانت بعض المواضيع متقلبة للغاية بحيث لا يمكن التطرق إليها عندما تكون نينا في الجوار. كانت هذه المواضيع عبارة عن ألغام عاطفية، ويعلم الجميع أنه لن يكون من الحكمة طرحها في حضورها.

توقف دنكان في مساره، وفكر في سؤالها للحظة. “يبدو أن الجسد الذي أسكنه حاليًا يفتقر إلى العيون المميزة. لقد فاتني بعض التفاصيل المهمة.”

“انتظر،” نهضت شيرلي لكنها ترددت. استغرقت لحظة، ثم تابعت أخيرًا، “رد فعلك يجعلني أتساءل. ألم تكن على علم سابقًا بوضع نينا الفريد؟”

“هذه الهيئة؟” وسرعان ما أدركت شيرلي مضمون كلماته لكنها اختارت عدم الضغط أكثر.

وفي ملاحظة منفصلة، أصبح دنكان يدرك بشكل متزايد أن نينا كانت “تخفي” شيئًا ما. يبدو أن “الحجاب” الهائل غير المرئي الذي غلف المصنع بالرماد والأسرار قد امتد تأثيره إليها أيضًا. في حين أنه لم يكن مستعدًا لتقديم أي استنتاجات محددة حول ما ترمز إليه تلك الهالة الرمادية حول نينا، لم يكن هناك شك في أنها احتلت موقعًا فريدًا للغاية أثناء الحريق الكارثي الذي حدث قبل أحد عشر عامًا.

عندما استأنف دنكان صعوده على الدرج، سألت شيرلي، “إذن، ما هي خطتك الآن؟”

“خطة؟ أنا أتوجه إلى الطابق العلوي للانضمام إلى نينا لتناول العشاء،” قال دنكان وهو ينظر إلى شيرلي. “مرحبًا بك في الانضمام إلينا. إنه وقت العشاء بعد كل شيء.”

كان المصنع، مثل نينا، مميزًا بطرق لم تفهم بالكامل بعد.

لقد حان وقت العشاء أخيرًا، ووجدت شيرلي نفسها غارقة في سيل من المشاعر المتضاربة وهي تتبع دنكان إلى أعلى الدرج. كان السؤال حول كيف سيكون تناول العشاء في منزل ينتمي إلى شخص ما من الفضاء الفرعي يلوح في ذهنها. شعرت بمزيج من الإثارة والفضول والعصبية وحتى القليل من الخوف. على الرغم من كونها متأكدة تمامًا من أن الوجبة ستكون تقليدية، إلا أنها لم تستطع التخلص من احتمال تقديم شيء آخر تمامًا أمامها.

أبدى دوغ، الذي كان يراقب من الجانب، ملاحظة غير عادية. “تبدو هذه السمكة مألوفة بشكل غريب. لماذا هذا؟”

لم يكن هذا متجرًا عاديًا للتحف، بعد كل شيء. لقد كان مسكنًا لشخصية غامضة من الفضاء الفرعي، وهو تقاطع غريب بين الواقع الدنيوي وعالم أكثر غموضًا وفوضوية. بالنظر إلى هذه الخلفية، اعتقدت شيرلي أنه حتى ظهور الوجبة التي أعدها كيان كوني خبيث لن يكون خارجًا عن المألوف.

شعرت نينا بمزيج من التفهم والقبول، فالتقطت قطعة من الخبز القاسي ووضعتها في فمها. انتفخت خديها وهي تمضغ الخبز بعناية.

ومع ذلك، عندما وصلت إلى المطبخ المريح والمزدحم قليلًا وأخذت ما كان معروضًا على طاولة الطعام، وجدت أن خيالها الجامح قد قادها إلى الضلال. وبدلًا من بعض الوليمة الغامضة أو الطيفية، أعدت المائدة بأطعمة عادية إلى حد ما: خبز طازج مُعاد تسخينه، ووعاء من حساء الخضار الذي يمكن للمرء أن يجده بسهولة في الأجزاء الأقل ثراءً من المدينة، وصلصة الطماطم والفطر التي تفوح منها رائحة جذابة. لكنها لم تكن غامضة.

هز دنكان رأسه بلطف. “لدي أسبابي، وهي أسباب لا أستطيع تجاهلها.”

يبدو أن نجم الوجبة عبارة عن وعاء من حساء السمك مع مرق كريمي. لقد قطعت الأسماك الموجودة بداخلها وحُضرت إلى حد أنه لم يعد من الممكن التعرف عليها تقريبًا، ومع ذلك فإن رائحتها الشهية كانت كافية لإثارة آلام الجوع في شيرلي.

“انتظر،” نهضت شيرلي لكنها ترددت. استغرقت لحظة، ثم تابعت أخيرًا، “رد فعلك يجعلني أتساءل. ألم تكن على علم سابقًا بوضع نينا الفريد؟”

قالت نينا لدنكان ببهجة،”لقد أعددت هذا الحساء من بعض بقايا السمك المملح الذي كان لدينا.” ثم وجهت انتباهها إلى شيرلي وأضافت، “لقد حصل عمي دنكان على هذه السمكة. يجب عليك حقا أن تجربي ذلك؛ إنه لأمر رائع!”

“لا تحتاج الكيانات مثل دوغ من العوالم الشبحية عمومًا إلى استهلاك القوت البشري، فهي لا تحتاج إلى تناول الطعام على الإطلاق،” أوضحت شيرلي. “على الرغم من أنه يحب مضغ الصخور أو القطع المعدنية من حين لآخر، وذلك في الغالب للحفاظ على أسنانه حادة.”

عندما أخذت مقعدها على الطاولة، لم تستطع شيرلي إلا أن تشعر بالارتباك قليلًا. تفحصت عيناها مجموعة الأطباق التي تبدو طبيعية جدًا والمعروضة أمامها. لاحظ دنكان حيرتها الواضحة، فضحك بخفة. “ماذا جرى؟ هل كنت تتوقعين نوعًا من الأشياء الغامضة؟ أم أن هذا لا يرضيك؟”

كان المصنع، مثل نينا، مميزًا بطرق لم تفهم بالكامل بعد.

“لا، لا، إنه في الواقع أفضل بكثير مما اعتدت عليه،” أجابت شيرلي على عجل، مضيفة، “أعتقد أنني لم أتوقع أن يكون الأمر… تقليديًا هكذا.”

أومأت شيرلي برأسها بهدوء، مؤكدة ملخصه. “نعم هذا صحيح.”

أبدى دوغ، الذي كان يراقب من الجانب، ملاحظة غير عادية. “تبدو هذه السمكة مألوفة بشكل غريب. لماذا هذا؟”

ومع ذلك، عندما وصلت إلى المطبخ المريح والمزدحم قليلًا وأخذت ما كان معروضًا على طاولة الطعام، وجدت أن خيالها الجامح قد قادها إلى الضلال. وبدلًا من بعض الوليمة الغامضة أو الطيفية، أعدت المائدة بأطعمة عادية إلى حد ما: خبز طازج مُعاد تسخينه، ووعاء من حساء الخضار الذي يمكن للمرء أن يجده بسهولة في الأجزاء الأقل ثراءً من المدينة، وصلصة الطماطم والفطر التي تفوح منها رائحة جذابة. لكنها لم تكن غامضة.

أطلقت عليه شيرلي نظرة مثيرة. “وماذا تعرف عن الطعام الذواقة؟ ألست أنت الذي يقضم الحجارة كتسلية؟”

بدت نينا مصدومة حقًا من هذه المعلومة. “السيد دوغ لا يأكل طعام الإنسان؟”

بدت نينا مصدومة حقًا من هذه المعلومة. “السيد دوغ لا يأكل طعام الإنسان؟”

لقد حان وقت العشاء أخيرًا، ووجدت شيرلي نفسها غارقة في سيل من المشاعر المتضاربة وهي تتبع دنكان إلى أعلى الدرج. كان السؤال حول كيف سيكون تناول العشاء في منزل ينتمي إلى شخص ما من الفضاء الفرعي يلوح في ذهنها. شعرت بمزيج من الإثارة والفضول والعصبية وحتى القليل من الخوف. على الرغم من كونها متأكدة تمامًا من أن الوجبة ستكون تقليدية، إلا أنها لم تستطع التخلص من احتمال تقديم شيء آخر تمامًا أمامها.

“لا تحتاج الكيانات مثل دوغ من العوالم الشبحية عمومًا إلى استهلاك القوت البشري، فهي لا تحتاج إلى تناول الطعام على الإطلاق،” أوضحت شيرلي. “على الرغم من أنه يحب مضغ الصخور أو القطع المعدنية من حين لآخر، وذلك في الغالب للحفاظ على أسنانه حادة.”

بدت نينا مصدومة حقًا من هذه المعلومة. “السيد دوغ لا يأكل طعام الإنسان؟”

بدا دوغ مستاءً من هذا التوصيف. “أنت تصوريني على أنني مخلوق بلا قلب، أليس كذلك؟ هل نسيت الأوقات التي بحثت فيها عن طعام لك؟ صحيح أنني لا أحتاج إلى تناول الطعام، إلا أنني أشارك في الوجبات في بعض الأحيان…”

شعرت نينا بمزيج من التفهم والقبول، فالتقطت قطعة من الخبز القاسي ووضعتها في فمها. انتفخت خديها وهي تمضغ الخبز بعناية.

عندما انحنى دوغ ليتفحص وعاء حساء السمك عن كثب، تجمد فجأة. مهما كانت الكلمات التي كان على وشك نطقها توقفت في منتصف التفكير، مما جعله عاجزًا عن الكلام. بعد لحظة، تراجع، وابتعد على عجل عن الطاولة وعاد إلى مكانه الأصلي. جلس وهو يرتجف كما لو أنه رأى شيئًا مذهلًا لدرجة أنه أصابه بالشلل مؤقتًا.

“ولكن لماذا لا يمكنك البقاء هنا؟ لماذا عليك أن تذهب أصلًا؟” ضغطت نينا.

لاحظت شيرلي التغير المفاجئ في سلوك دوغ ونظرت إليه في حيرة. “ماذا يحدث يا دوغ؟ تبدو وكأنك رأيت للتو شبحًا.”

“عمي، هل تخطط لمواصلة هذه التحقيقات مع شيرلي؟” أخيرًا بادرت بالخروج، وفضولها تغلب عليها.

نظر الكلب نحو دنكان والتقى بعيون الكائن الغامض – أو بالأحرى، المكان الذي ستكون فيه العيون لو كان دنكان إنسانًا عاديًا. كان دنكان، في الحقيقة، عبارة عن دوامة من الضوء والظل تكاد لا توصف. كان “وجهه” يحمل ابتسامة لطيفة. “ألا تستمتع بالأسمتك؟” سأل، على ما يبدو مسليًا.

تحولت عيون دنكان نحو الدرج المؤدي إلى الطابق الثاني من المنزل. كانت نينا هناك في المطبخ، منهمكة في مهام الطبخ الخاصة بها. وحتى من موقعه البعيد، كان يستطيع أن يميز بشكل خافت الأصوات المرتبطة بنشاط الطهي – قعقعة الأواني، وأزيز المقلاة. كانت الضوضاء تشع بحيوية معينة، والتي بدت متناقضة مع النغمات الكئيبة لهذا اليوم ولكنها تتماشى تمامًا مع مزاج نينا المتفائل.

هز دوغ رأسه، وشهد إدراكًا مخيفًا. خلف واجهة المحادثة الودية، والابتسامات الترحيبية، والتحقيق التعاوني على ما يبدو، كان هناك خوف لا يسبر غوره. لقد نبهته حواسه الحادة إلى حقيقة مرعبة: السمكة الموجودة في الحساء ليست سمكة عادية. لقد كان نسلًا من البحر، كيانًا أعلى مرتبة، قطع الآن وتحول جوهره إلى “طعام”. لقد انكشفت هذه المعلومة المقلقة أمامه على طاولة الطعام هذه.

اللهم إنا نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا في فلسطين وارحم شهداءهم.

“أنا… لا أهتم بالأسماك،” تمتم دوغ، وكان صوته مشوبًا بعدم الارتياح.

هز دنكان رأسه بلطف. “لدي أسبابي، وهي أسباب لا أستطيع تجاهلها.”

كان لا يزال بإمكانه رؤية البخار المتصاعد من حساء السمك الساخن بطرف عينه، وكانت رائحته جذابة تمامًا للحواس البشرية. ومهما كانت المكونات الأصلية للحساء، فقد أصبحت الآن، بشكل لا لبس فيه، “سمك”. لقد تغير جوهرها، وتحول إلى شيء أكثر دنيوية. لولا الرؤية المتخصصة التي منحها له اللورد السفلي، حتى دوغ لم يكن ليتعرف على ما كانت عليه تلك القطع المقطعة بدقة في السابق. لقد أصبح الآن طعامًا حميدًا، وغير ضار، حتى لو تناولته شيرلي.

أبدى دوغ، الذي كان يراقب من الجانب، ملاحظة غير عادية. “تبدو هذه السمكة مألوفة بشكل غريب. لماذا هذا؟”

ومع ذلك، تعهد دوغ لنفسه بصمت: أنه لن يقترب من طاولة الطعام مرة أخرى أبدًا.

أومأت شيرلي برأسها بهدوء، مؤكدة ملخصه. “نعم هذا صحيح.”

لم يتمكن دنكان من تحديد سبب رد فعل دوغ الشديد تجاه حساء السمك، لكنه اشتبه في أن الأمر يتعلق بأذواق المخلوق الفريدة أو ربما بحساسيات أعمق. اختار عدم الخوض في الأمر، فحوّل تركيزه إلى نينا.

وفي ملاحظة منفصلة، أصبح دنكان يدرك بشكل متزايد أن نينا كانت “تخفي” شيئًا ما. يبدو أن “الحجاب” الهائل غير المرئي الذي غلف المصنع بالرماد والأسرار قد امتد تأثيره إليها أيضًا. في حين أنه لم يكن مستعدًا لتقديم أي استنتاجات محددة حول ما ترمز إليه تلك الهالة الرمادية حول نينا، لم يكن هناك شك في أنها احتلت موقعًا فريدًا للغاية أثناء الحريق الكارثي الذي حدث قبل أحد عشر عامًا.

بدت نينا على طبيعتها المعتادة، على الرغم من شعور دنكان بأنها تحمل بعض الثقل العاطفي الزائد. لقد كانت طفلة مدروسة، تراعي دائمًا من حولها، واختارت إدارة مشاعرها بطريقة لا تسبب إزعاجًا للآخرين.

الفصل 127 “العشاء سويًا”

وفي ملاحظة منفصلة، أصبح دنكان يدرك بشكل متزايد أن نينا كانت “تخفي” شيئًا ما. يبدو أن “الحجاب” الهائل غير المرئي الذي غلف المصنع بالرماد والأسرار قد امتد تأثيره إليها أيضًا. في حين أنه لم يكن مستعدًا لتقديم أي استنتاجات محددة حول ما ترمز إليه تلك الهالة الرمادية حول نينا، لم يكن هناك شك في أنها احتلت موقعًا فريدًا للغاية أثناء الحريق الكارثي الذي حدث قبل أحد عشر عامًا.

هز دنكان رأسه بلطف. “لدي أسبابي، وهي أسباب لا أستطيع تجاهلها.”

كان المصنع، مثل نينا، مميزًا بطرق لم تفهم بالكامل بعد.

عندما أخذت مقعدها على الطاولة، لم تستطع شيرلي إلا أن تشعر بالارتباك قليلًا. تفحصت عيناها مجموعة الأطباق التي تبدو طبيعية جدًا والمعروضة أمامها. لاحظ دنكان حيرتها الواضحة، فضحك بخفة. “ماذا جرى؟ هل كنت تتوقعين نوعًا من الأشياء الغامضة؟ أم أن هذا لا يرضيك؟”

نينا، التي لم تكن على دراية بالتعقيدات والشكوك المتعددة الطبقات التي تحوم حولها، أمضت السنوات الإحدى عشرة الماضية في حالة من البراءة الطفولية. لم تشك قط في وجودها أو في الظروف الغريبة التي بدت وكأنها تغلفها مثل الكفن.

“أنا… لا أهتم بالأسماك،” تمتم دوغ، وكان صوته مشوبًا بعدم الارتياح.

“عمي؟” لاحظت أخيرًا نظرة دنكان الشديدة مثبتة عليها، مما أخرجها من أفكارها. في حيرة من أمرها، نظرت إليه. “هل من خطأ؟”

كانت كلماتها البسيطة، المشبعة بالبراءة والثقة التي لا يمكن أن يتمتع بها سوى طفل، بمثابة اعتراف ووعد – تذكير بالأشياء الأبسط في الحياة التي غالبًا ما تضيع في تعقيدات عالم البالغين.

بدلًا من الرد لفظيًا، مد دنكان يده ومسد الجزء العلوي من رأس نينا بحنان، وكانت أصابعه تخدش شعرها بخفة.

لاحظت شيرلي التغير المفاجئ في سلوك دوغ ونظرت إليه في حيرة. “ماذا يحدث يا دوغ؟ تبدو وكأنك رأيت للتو شبحًا.”

ترددت نينا لفترة وجيزة، بعد أن شعرت باللفتة الأبوية، قبل أن تهز رأسها بالرفض. “أنا لم أعد طفلة صغيرة بعد الآن، أتعلم!”

بينما يستمع دنكان باهتمام إلى رواية دوغ للأحداث التي شهدها شخصيًا، مر من خلاله شعور بالإلحاح، مما تسبب في تخطي قلبه للحظات.

أجاب دنكان بصوت مشوب بالمودة، “أنا أدرك جيدًا أنك كبرت.” عندما تحركت يده عبر شعرها، ظهرت بقع عابرة من الضوء الأخضر الناعم داخل وخارج الوجود حول الخصلات، وتلاشت بالسرعة التي ظهرت بها. “ولكن في نظري، ستظلي طفلة دائمًا.”

لاحظت شيرلي التغير المفاجئ في سلوك دوغ ونظرت إليه في حيرة. “ماذا يحدث يا دوغ؟ تبدو وكأنك رأيت للتو شبحًا.”

هدأت نينا إلى حد ما ولكنها لا تزال ترغب في تأكيد استقلالها، فنفخت خديها بمرح.

لقد حان وقت العشاء أخيرًا، ووجدت شيرلي نفسها غارقة في سيل من المشاعر المتضاربة وهي تتبع دنكان إلى أعلى الدرج. كان السؤال حول كيف سيكون تناول العشاء في منزل ينتمي إلى شخص ما من الفضاء الفرعي يلوح في ذهنها. شعرت بمزيج من الإثارة والفضول والعصبية وحتى القليل من الخوف. على الرغم من كونها متأكدة تمامًا من أن الوجبة ستكون تقليدية، إلا أنها لم تستطع التخلص من احتمال تقديم شيء آخر تمامًا أمامها.

“عمي، هل تخطط لمواصلة هذه التحقيقات مع شيرلي؟” أخيرًا بادرت بالخروج، وفضولها تغلب عليها.

هز دنكان رأسه بلطف. “لدي أسبابي، وهي أسباب لا أستطيع تجاهلها.”

أجاب دنكان وقد أصبحت لهجته أكثر جدية، “فقط في حدود الأمان.”

ومع ذلك، تعهد دوغ لنفسه بصمت: أنه لن يقترب من طاولة الطعام مرة أخرى أبدًا.

“ولكن لماذا لا يمكنك البقاء هنا؟ لماذا عليك أن تذهب أصلًا؟” ضغطت نينا.

“عمي؟” لاحظت أخيرًا نظرة دنكان الشديدة مثبتة عليها، مما أخرجها من أفكارها. في حيرة من أمرها، نظرت إليه. “هل من خطأ؟”

هز دنكان رأسه بلطف. “لدي أسبابي، وهي أسباب لا أستطيع تجاهلها.”

توقف دنكان في مساره، وفكر في سؤالها للحظة. “يبدو أن الجسد الذي أسكنه حاليًا يفتقر إلى العيون المميزة. لقد فاتني بعض التفاصيل المهمة.”

فكرت نينا في كلماته، وصمتت للحظة وهي تتصارع مع ثقل بيانه. وأخيراً سألت بهدوء، “إذن ماذا يمكنني أن أفعل للمساعدة؟”

“لا، لا، إنه في الواقع أفضل بكثير مما اعتدت عليه،” أجابت شيرلي على عجل، مضيفة، “أعتقد أنني لم أتوقع أن يكون الأمر… تقليديًا هكذا.”

“دورك بسيط،” قال دنكان وقد ارتسمت على وجهه ابتسامة خفية مطمئنة وهو يشير نحو طاولة الطعام المحملة بالطعام. “تناولي طعامًا جيدًا، ونامي جيدًا، وركزي على دراستك، واعتني بنفسك بشكل ممتاز. وتذكري دائمًا أن تثقي بعمك دنكان.”

لاحظت شيرلي التغير المفاجئ في سلوك دوغ ونظرت إليه في حيرة. “ماذا يحدث يا دوغ؟ تبدو وكأنك رأيت للتو شبحًا.”

شعرت نينا بمزيج من التفهم والقبول، فالتقطت قطعة من الخبز القاسي ووضعتها في فمها. انتفخت خديها وهي تمضغ الخبز بعناية.

أطلقت عليه شيرلي نظرة مثيرة. “وماذا تعرف عن الطعام الذواقة؟ ألست أنت الذي يقضم الحجارة كتسلية؟”

بعد أن ابتلعت، أومأت لدنكان برأسها بقوة، وكانت عيناها ممتلئتين بالعزيمة. “مم، أنا أفهم، عمي. سافعل ما بوسعي.”

كان لا يزال بإمكانه رؤية البخار المتصاعد من حساء السمك الساخن بطرف عينه، وكانت رائحته جذابة تمامًا للحواس البشرية. ومهما كانت المكونات الأصلية للحساء، فقد أصبحت الآن، بشكل لا لبس فيه، “سمك”. لقد تغير جوهرها، وتحول إلى شيء أكثر دنيوية. لولا الرؤية المتخصصة التي منحها له اللورد السفلي، حتى دوغ لم يكن ليتعرف على ما كانت عليه تلك القطع المقطعة بدقة في السابق. لقد أصبح الآن طعامًا حميدًا، وغير ضار، حتى لو تناولته شيرلي.

كانت كلماتها البسيطة، المشبعة بالبراءة والثقة التي لا يمكن أن يتمتع بها سوى طفل، بمثابة اعتراف ووعد – تذكير بالأشياء الأبسط في الحياة التي غالبًا ما تضيع في تعقيدات عالم البالغين.


لسة ناس بتقرأ الرواية؟..

يبدو أن نجم الوجبة عبارة عن وعاء من حساء السمك مع مرق كريمي. لقد قطعت الأسماك الموجودة بداخلها وحُضرت إلى حد أنه لم يعد من الممكن التعرف عليها تقريبًا، ومع ذلك فإن رائحتها الشهية كانت كافية لإثارة آلام الجوع في شيرلي.

اللهم إنا نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا في فلسطين وارحم شهداءهم.

بعد أن ابتلعت، أومأت لدنكان برأسها بقوة، وكانت عيناها ممتلئتين بالعزيمة. “مم، أنا أفهم، عمي. سافعل ما بوسعي.”

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

ومع ذلك، تعهد دوغ لنفسه بصمت: أنه لن يقترب من طاولة الطعام مرة أخرى أبدًا.

ومع ذلك، عندما وصلت إلى المطبخ المريح والمزدحم قليلًا وأخذت ما كان معروضًا على طاولة الطعام، وجدت أن خيالها الجامح قد قادها إلى الضلال. وبدلًا من بعض الوليمة الغامضة أو الطيفية، أعدت المائدة بأطعمة عادية إلى حد ما: خبز طازج مُعاد تسخينه، ووعاء من حساء الخضار الذي يمكن للمرء أن يجده بسهولة في الأجزاء الأقل ثراءً من المدينة، وصلصة الطماطم والفطر التي تفوح منها رائحة جذابة. لكنها لم تكن غامضة.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط