نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

التناسخ اللعين 325

العودة (4)

العودة (4)

الفصل 325: العودة (4)

لو لم يغادر الغابة، لما أصيب سيغنارد بالمرض الشيطاني، وحتى بعد إصابته بالمرض، تجول سيغنارد في غابة سمر لمئات السنين دون العودة إلى وطنه.

أصبحت سيينا وسيغنارد محاصرين في لم شمل باكي، وشعر يوجين بالعديد من النظرات مثبتةً عليه. لم يتحدث أحد بعد، لكن يوجين يدرك جيدًا ما تطلبه هذه النظرات منه.

‘كما هو متوقع. مدح إبنه هو الجواب الصحيح.’

 

لم يفكر هكذا لمجرد أن هامل قد أبرحه ضربًا في الماضي.

“احم….” طهر يوجين حلقه بينما يخطو إلى الأمام.

 

 

“عندما يكتمل التطهير.” بدأ يوجين تفسيره، جالسًا على رأس رايزاكيا، “ستصبح هذه الجائزة الهائلة، بالطبع، ملكًا للمنزل الرئيسي لعشيرة لايونهارت. إنها كبيرةٌ جدًا بالنسبة لي لإحتكارها.”

ثبَّتَ يوجين عينيه على غيلياد لفترة وجيزة، وفهم نوايا يوجين وشق الطريق. حتى غيلياد، الذي حافظ على تعبير صارم، إضطر لبلع لعابه بقوة تحسبًا لما يوشك على الكشف عنه. تألقت عيناه.

‘استخدام وضعهما كقديستان وإستعمالهما للسلطة الإلهية، لقد عالجا إصابات فرسان لايونهارت الطفيفة كل يوم وراكما النوايا الحسنة، أليس كذلك؟’

 

“سيينا، أنتِ ترين أن هامل يبدو مخمورًا جدًا بهذا الهتاف….لماذا مثل هذا الوجه؟” قال سيغنارد.

“حسنًا، حسنًا. أنا أعرف بالفعل عن توقعاتكم، لذا يرجى التراجع خطوةً إلى الوراء قليلًا.” قال يوجين: “هذا كبير إلى حد ما ويحتاج إلى مساحة كافية.”

‘الدروع والأسلحة….يجب أن يكون كافيًا. إذا كان هناك نقص، يمكنهم إستخدام المواد فقط على الأجزاء الحاسمة.’

 

ذلك لأن سيينا قد أخفت موقع الغابة العظيمة. يمكن أن تشعر سيينا بالذنب فقط فيما يتعلق بهذه المسألة تجاه سيغنارد.

بمجرد توفير مساحة كافية، أجرى يوجين حسابات تقريبية في رأسه قبل أن يطير في السماء. ثم أزال عباءته وهزها برفق نحو الأرض.

نظرًا لحجم رايزاكيا الهائل، سَـتوفر الجثة ما يكفي من المواد لتسليح جميع فرسان الوايت لايونز والبلاك لايونز.

 

العمر ليس مهمًا. خاصة بالنسبة لساحر مثل سيينا، العمر حقًا مجرد رقم. ومع ذلك، شعرت بالإنزعاج من ذلك، مما يعني أن سيينا لم تفكر في العمر على أنه مجرد رقم. حاولت سيينا ألا تدرك ذلك.

كووونغ!

انيسيه وكريستينا مثل الذئاب.

سقطت جثة تنين ضخمة من داخل عباءة ترفرف. صرخ الناس في رعب ودهشة عندما رأوا جسد التنين الأكبر قليلًا من القصر.

 

 

لو لم يغادر الغابة، لما أصيب سيغنارد بالمرض الشيطاني، وحتى بعد إصابته بالمرض، تجول سيغنارد في غابة سمر لمئات السنين دون العودة إلى وطنه.

“إنتظروا، إنتظروا. لا تقتربوا. إنه ميت ولن يعود فجأة إلى الحياة، كما تعلمون جميعًا! ومع ذلك، هذا هو جسد التنين الشيطاني رايزاكيا، صحيح؟” قال يوجين: “لم يتم تنقيته بالكامل بعد، لذلك إذا لمسه شخصٌ بلا مبالاة، فقد يصاب بمرض غريب.”

“هاه….ماذا؟”

 

“البطل!”

كل ما فعله هو ختمه حتى لا تخرج رائحته من داخل العباءة. بسبب حجم رايزاكيا الهائل، لم يتمكن يوجين من المضي قدمًا في التطهير أثناء رحلة عودته من سمر.

 

 

لماذا لم تَقتُل إيريس؟

“تنين!”

 

“إنه تنين حقيقي!”

 

عشيرة لايونهارت هي أشهر عائلة من المحاربين في القارة. حتى لو لم ينحدروا من سلالة العائلة الرئيسية، فإن جميع الذين نشأوا تقريبًا بإسم لايونهارت صاروا فرسانًا أو ضباطًا عسكريين.

تمامًا كما وُجِدَتْ موجة من الأفكار لدى سيغنارد في تلك اللحظة العابرة، كذلك حدث مع سيينا. من الواضح أن شقيقها لديه سوء فهم كبير. مشاعر غير معترف بها؟ لقد عبَّرا بالفعل عن مشاعرهما لبعضهما البعض وحتى قبَّلا بعضمها.

 

لقد إنغمست سيينا في إبتهاج أكبر من يوجين في آروث. لقد إستمتعت بهتافات عشرات الآلاف من الناس بينما تحلق في السماء. خلال جولاتها في الأبراج والنقابة، لقد عرضت نفسها بفخر على سحرة العصر الحالي كما لو أن الأمر طبيعي فقط.

وبالتالي، يعرف أفراد عشيرة لايونهارت أغلب الوحوش منذ صغرهم، وأولئك الذين إنضموا إلى فرسان البلاك لايونز يتلقون عادة ويفرن لكل منهم.

“ألم تثق في طفلك ودعمت جميع إحتياجاته وتطلعاته؟”

 

قاطعت سيينا سيغنارد بسرعة، مما جعله يغلق فمه.

من بين جميع الوحوش التي رأوها حتى الآن، الويفرن هو أقرب ما يعرفونه إلى تنين.

الأمر ببساطة أن سيغنارد لم يرغب في تسليم أخته اللامعة التي لا يمكن إنكارها لمثل هذا الأحمق.

 

 

ومع ذلك، فقد أدركوا الآن كيف أن هذه المقارنة سخيفة وغير محترمة لعرق التنانين. شعر كل من رأى جثة رايزاكيا بالوجود الساحق، حتى من جثة؛ بدا هذا المخلوق شيئًا لا يمكن وصفه ببساطة على أنه وحش.

 

 

مثل هذه المديح، الذي كان محرجًا ومزعجًا منذ لحظات فقط، بدأ في تدفئة معنوياته.

“عندما يكتمل التطهير.” بدأ يوجين تفسيره، جالسًا على رأس رايزاكيا، “ستصبح هذه الجائزة الهائلة، بالطبع، ملكًا للمنزل الرئيسي لعشيرة لايونهارت. إنها كبيرةٌ جدًا بالنسبة لي لإحتكارها.”

“هل أنت مجنون؟ توقف عن قول هذا الهراء يا أخي. فقط….فقط إبقَ ساكنًا في الوقت الراهن. لا تفعل أي شيء حتى أحتاج إلى مساعدتك مستقبلًا.”

تم تحطيم قلب التنين، ودم رايزاكيا غير صالح للإستعمال. ومع ذلك، يمكن إستخدام الكثير من الأشياء كمواد من جثة التنين، بما في ذلك قشورها وجلدها وعظامها وأسنانها.

 

 

 

نظرًا لحجم رايزاكيا الهائل، سَـتوفر الجثة ما يكفي من المواد لتسليح جميع فرسان الوايت لايونز والبلاك لايونز.

لقد عرف سيغنارد سيينا منذ أن كانت رضيعة. على الرغم من عدم مشاركة نفس الدماء أو كونهما من نفس العرق، فقد فكر سيغنارد حقًا في سيينا على أنها أخته الصغيرة. شعر بالحزن والأسف لرؤية سيينا تشعر بالذنب، لذلك أظهر إبتسامة كبيرة كما لو أنه يحاول إثبات نقطة.

 

لماذا لم تَقتُل إيريس؟

‘الدروع والأسلحة….يجب أن يكون كافيًا. إذا كان هناك نقص، يمكنهم إستخدام المواد فقط على الأجزاء الحاسمة.’

 

يجب أن يكون هذا تكفيرًا وافرًا عن الضجة التي تسبب فيها حتى الآن، ناهيك عن أي مستقبل قد يثيره.

‘على الرغم من أنه من الصعب تصديق أنه إبني نظرًا لمدى تميزه….’

 

 

عندما فكر يوجين في الموقف، إنجرفت نظرته بشكل طبيعي نحو أنسيلا. أنسيلا، التي ظلت دائمًا تحافظ على صورتها النبيلة، عادة تخفي وجهها خلف مروحتها اليدوية عندما تهدد عواطفها بخيانتها. ومع ذلك، اليوم، وقفت مندهشة، وعيناها مقفلتان على جثة رايزاكيا. من الواضح أنها غير قادرة على القيام بأي محاولة لتمالك نفسها. بدأ الجبل الشاهق من المخاوف المالية التي تحملها على ممتلكاتها — تكلفة معيشة الجان والضرائب وغير ذلك — تذوب الآن مثل الثلج في ذهنها.

***

 

الأمر ببساطة أن سيغنارد لم يرغب في تسليم أخته اللامعة التي لا يمكن إنكارها لمثل هذا الأحمق.

لسوء الحظ، الأمر ليس بسيطًا كما بدا.

 

 

“لا شيء، لا شيء على الإطلاق، أخي.”

حتى لو بحث المرء في القارة بأكملها في تلك اللحظة، هل سيجدون حِرَفيًا قادرًا على العمل بمواد من تنين؟ لو وُجِدَ مثل هذا الحرفي، فَـمِنَ المحتمل أن يكون قزمًا، ولكن حتى الأقزام لن يكون لديهم خبرة في العمل مع تنين.

بطبيعة الحال، أرادت سيينا قتل إيريس أيضًا. لقد قتلت ملك الغضب الشيطاني لكنها فشلت في قتل إيريس وأوبيرون. بصفته وحشًا، لم يكن أوبيرون من إهتمامات سيينا، لكن إيريس كانت عدوًا يجب عليها أن تقتله.

 

“يوجين لايونهارت!”

بالطبع، هذه المخاوف ليست شيئًا يخص يوجين مباشرة. سيكون الترتيب لحرفي مناسب مهمة لغيلياد وأنسيلا. كل ما على يوجين فعله هو تقديم الغنائم والإستلقاء وهو يتلقى تمجيد العائلة.

في الواقع، حتى بتقييمه الخاص، لم يعتقد جيرهارد أنه أب سيء. بعد وفاة زوجته، عدَّل جيرهارد أسلوب حياته وطموحاته بالكامل لتتناسب مع إبنه حديث الولادة، يوجين.

 

 

“يوجين لايونهارت!”

 

“أسد الدم!”

حتى لو بحث المرء في القارة بأكملها في تلك اللحظة، هل سيجدون حِرَفيًا قادرًا على العمل بمواد من تنين؟ لو وُجِدَ مثل هذا الحرفي، فَـمِنَ المحتمل أن يكون قزمًا، ولكن حتى الأقزام لن يكون لديهم خبرة في العمل مع تنين.

“قاتل التنين!”

 

“تناسخ فيرموث العظيم!”

لم يفكر هكذا لمجرد أن هامل قد أبرحه ضربًا في الماضي.

“البطل!”

أبلغت مير سيينا كيف تصرفت انيسيه وكريستينا بمكر في منزل لايونهارت.

مثل هذه المديح، الذي كان محرجًا ومزعجًا منذ لحظات فقط، بدأ في تدفئة معنوياته.

لا يفهم الجان قلوب البشر، وصُدِمتْ سيينا بهذه الحقيقة مرة أخرى.

 

 

قيل أن الإطراء يمكن أن يجعل حتى الدب يرقص، ويوجين ليس مغفلًا مثل الدب. حاول قمع الإبتسامة التي بدأت تتشكل على وجهه. هل يجب أن يرفع قبضته معلنًا إنتصار؟ لا، إعتقدَ أنه من الأفضل تجنب أي إيماءات محرجة قد تملأه لاحقًا بالندم.

أظهرت إبتسامة ناعمة. حولت جسدها بمهارة إلى الجانب، ومال كتفها نحو يوجين، وإلتقت بنظرة جيرهارد.

 

 

وهكذا، لم يفعل يوجين شيئًا. لقد ترك الهتافات تغرقه ببساطة، وعندما شعر أن الوقت مناسب، نزل من فوق رأس رايزاكيا.

إنهار وجه جيرهارد بسبب مزاح يوجين. أثناء إلقاء نظرة خاطفة على إبنه، الذي يبتسم بشكل خبيث، إسترقَ أيضًا نظراتٍ إلى سيينا.

 

 

‘آه….الأخت، هل رأيت إبتسامة السير يوجين الآن؟ لقد كانت حقًا تليق ببطل منقذ للعالم.’ فكرت كريستينا ويداها متشابكتان على قلبها. ومع ذلك، ظلت انيسيه صامتة ردًا على ملاحظة كريستينا، غير الملائمة لشخصيتها.

 

 

قال سيغنارد: “سأساعدك.”

لم تنكر انيسيه أبدًا إفتتانها بهامل، تماما كما لم تخفي كريستينا إفتتانها به. ولكن في الآونة الأخيرة، بدأت انيسيه تلاحظ تكثفًا مقلقًا في عشق كريستينا.

“سمعت أنك تعاني من المرض الشيطاني، هل أنت حقا بخير؟”

 

لقد قبله سيغنارد في تلك اللحظة أيضًا. لكن الجان يعيشون طويلًا. مرت عقود، وسيغنارد لا يزال يحلم بساحة المعركة تلك عندما كان شابًا، ولا يزال يتذكر الأصدقاء الذين قُتِلوا على يد إيريس.

بسبب تربيتهم، إمتلكت كريستينا بطبيعتها بعض حس السخرية. بعد مشاركة بيئة مماثلة، يمكن أن ترتبط انيسيه بهذا الجانب من شخصية كريستينا.

“سيينا. بمعرفتك، أنتِ غالبًا لم تعترفي بمشاعرك لهامل بعد. لذا، دعيني أساعدك.”

 

 

ومع ذلك، منذ خلاصهم على يد يوجين، إزدهر عقل كريستينا مثل حديقة الزهور عندما يتعلق الأمر بأي أفكار تتعلق به. لسوء الحظ، لم تكن حديقة من الزهور الزاهية والجميلة فحسب، بل حديقة غامضة وشريرة، متأثرة بعيشها مع انيسيه.

بسبب تربيتهم، إمتلكت كريستينا بطبيعتها بعض حس السخرية. بعد مشاركة بيئة مماثلة، يمكن أن ترتبط انيسيه بهذا الجانب من شخصية كريستينا.

 

يبدو أن هذه سمة متأصلة في كريستينا وشيء تشاركه مع انيسيه. المشكلة هي أن رغبات كريستينا المشؤومة ووجهات نظرها بدأت تتفوق حتى على تصورات انيسيه، مما جعل انيسيه تخشى أنها ربما أيقظت هذه الرغبات الوحشية فيها.

يبدو أن هذه سمة متأصلة في كريستينا وشيء تشاركه مع انيسيه. المشكلة هي أن رغبات كريستينا المشؤومة ووجهات نظرها بدأت تتفوق حتى على تصورات انيسيه، مما جعل انيسيه تخشى أنها ربما أيقظت هذه الرغبات الوحشية فيها.

وإستنادًا إلى تصرفها المتسق الغافل، بدا أيضًا أن سيينا ليس لديها نية للإعتراف بمشاعرها لِـيوجين. في تلك اللحظة القصيرة، وجد سيغنارد نفسه منغمسًا في أفكار عميقة. شخصيًا، إعتقد أنه من الأفضل أن تجد سيينا شخصًا آخر، شخصًا أفضل من هامل.

 

في الواقع، حتى بتقييمه الخاص، لم يعتقد جيرهارد أنه أب سيء. بعد وفاة زوجته، عدَّل جيرهارد أسلوب حياته وطموحاته بالكامل لتتناسب مع إبنه حديث الولادة، يوجين.

“لكي تكون في مثل هذا العمر….ولا تمتلك أي شعور بالخجل.” تذمر سيغنارد بهدوء. هو يعلم أن يوجين تناسخ هامل منذ ثلاثمائة عام.

 

 

 

وهكذا، عندما أظهر يوجين فرحته بهتافات الجمهور، لم يستطع سيغنارد إلا أن يجد مشهد البهجة مثيرًا للشفقة إلى حد ما.

لذلك، عندما سمعت كلمات سيغنارد، طُعِنَ قلبها.

 

بسبب تربيتهم، إمتلكت كريستينا بطبيعتها بعض حس السخرية. بعد مشاركة بيئة مماثلة، يمكن أن ترتبط انيسيه بهذا الجانب من شخصية كريستينا.

“سيينا، أنتِ ترين أن هامل يبدو مخمورًا جدًا بهذا الهتاف….لماذا مثل هذا الوجه؟” قال سيغنارد.

 

 

يبدو أن هذه سمة متأصلة في كريستينا وشيء تشاركه مع انيسيه. المشكلة هي أن رغبات كريستينا المشؤومة ووجهات نظرها بدأت تتفوق حتى على تصورات انيسيه، مما جعل انيسيه تخشى أنها ربما أيقظت هذه الرغبات الوحشية فيها.

“لا شيء، لا شيء على الإطلاق، أخي.”

قال سيغنارد: “سأساعدك.”

لقد إنغمست سيينا في إبتهاج أكبر من يوجين في آروث. لقد إستمتعت بهتافات عشرات الآلاف من الناس بينما تحلق في السماء. خلال جولاتها في الأبراج والنقابة، لقد عرضت نفسها بفخر على سحرة العصر الحالي كما لو أن الأمر طبيعي فقط.

قال سيغنارد: “سأساعدك.”

 

“ما….ما الخطأ في وجهي؟” رد جيرهارد.

لذلك، عندما سمعت كلمات سيغنارد، طُعِنَ قلبها.

نظرًا لحجم رايزاكيا الهائل، سَـتوفر الجثة ما يكفي من المواد لتسليح جميع فرسان الوايت لايونز والبلاك لايونز.

 

“يومًا ما، يومًا ما….لا بد أن تتحسن. بمجرد قتل جميع ملوك الشياطين، يستحيل إستمرار هذا المرض. وقريبًا، إيريس، تلك الجان الخائنة، أيضًا، سَـتلتقي بنهايتها.” تحدثت سيينا أثناء تحويل نظرتها إلى يوجين.

“سمعت أنك تعاني من المرض الشيطاني، هل أنت حقا بخير؟”

“خليفتي الذي إخترتُه، يوجين لايونهارت، نشأ بشكل ملحوظ، وهو إنجاز يعزى بالكامل إلى جهودك، سير جيرهارد.” تابعت سيينا.

لقد سمعت عن سيغنارد من يوجين. عندما تذكرت ذلك، كان لقاء سيينا الأخير مع سيغنارد بعد إنتهاء الحرب. كان ذلك خلال قداس الجان، الذي أقيم أمام شجرة العالم.

 

 

إضافةً إلى المذبحة بقيادة جان الظلام تحت قيادة الأميرة راكشاسا إيريس، التي كانت تخدم ملك الغضب الشيطاني.

الجان ليسوا عرقًا سريع التناسل بطبيعته، ونادرًا ما زادت أعدادهم. علاوة على ذلك، مات الكثير من الجان في الحرب قبل ثلاثمائة عام.

 

 

لم تستطع سيينا إلا أن تبتسم داخليًا عندما رأت التوتر يتبدد ببطء من وجه جيرهارد.

إضافةً إلى المذبحة بقيادة جان الظلام تحت قيادة الأميرة راكشاسا إيريس، التي كانت تخدم ملك الغضب الشيطاني.

 

 

 

كانت إيريس نفسها أحد حُماة الجان، ولديها فهم كامل للجان، قادت جان الظلام لمطاردة الجان بطرق لا يمكن تصورها. لقد أحرقوا غابات بأكملها، وأخذوا الجان كرهائن، وعذبوهم، وقتلوهم بوحشية قبل عرض جثثهم ليراها الجميع.

 

 

 

لماذا لم تَقتُل إيريس؟

 

لماذا لم تنتقم لإخوانها؟

“……اممم….هممم….لستُ متأكدةً تمامًا مما تقوله يا أخي. ولكن إذا كُنتَ تُقدِمُ المساعدة، فَـلماذا أنا، أختك الصغرى، قد أرفض؟” أجابت سيينا.

سأل العديد من الجان سيينا مثل هذا السؤال خلال القداس.

“سيينا، أنتِ بالتأكيد لستِ متعلقةً بهامل حتى الآن، أليس كذلك؟” سأل سيغنارد بعد فترة.

 

 

بطبيعة الحال، أرادت سيينا قتل إيريس أيضًا. لقد قتلت ملك الغضب الشيطاني لكنها فشلت في قتل إيريس وأوبيرون. بصفته وحشًا، لم يكن أوبيرون من إهتمامات سيينا، لكن إيريس كانت عدوًا يجب عليها أن تقتله.

 

 

 

لكن في ذلك الوقت، لم تتح لها الفرصة لمطاردة إيريس.

 

 

“لا شيء، لا شيء على الإطلاق، أخي.”

أظهر ملك الحصار الشيطاني الرحمة، وبالكاد حققوا السلام من خلال فيرموث. إنتهت الحرب أخيرًا هكذا، فكيف يمكن أن تسير سيينا فقط إلى هيلموث وتقتل إيريس؟ انها ببساطة لم تستطيع أن تفعل مثل هذا الشيء.

“البطل!”

 

 

قررت التراجع. أرادت قتل إيريس، لكن سيينا قررت الإنتظار حتى تصبح جاهزة. قَبلَ الجان في القداس تصميمها.

لماذا لم تَقتُل إيريس؟

 

لم يُعلِّم يوجين السيف شخصيًا. ولكن، لو إحتاج يوجين إلى سيف خشبي، فقد وجده على الفور. وكان سَـيبذل قصارى جهده، ويجد لِـيوجين مدربًا إذا طلب ذلك.

لقد قبله سيغنارد في تلك اللحظة أيضًا. لكن الجان يعيشون طويلًا. مرت عقود، وسيغنارد لا يزال يحلم بساحة المعركة تلك عندما كان شابًا، ولا يزال يتذكر الأصدقاء الذين قُتِلوا على يد إيريس.

وهكذا، لم يفعل يوجين شيئًا. لقد ترك الهتافات تغرقه ببساطة، وعندما شعر أن الوقت مناسب، نزل من فوق رأس رايزاكيا.

 

“سيينا، أنتِ ترين أن هامل يبدو مخمورًا جدًا بهذا الهتاف….لماذا مثل هذا الوجه؟” قال سيغنارد.

لذلك، غادر غابة الجان. لم يذهب لرؤية سيينا في آروث. بدلًا من ذلك، إنطلق إلى هيلموث، مسلحًا فقط برغبة في الإنتقام والكراهية. ولم يفكر فيما إذا كان ذلك ممكنًا. لقد ملأ عقله فقط بفكرة قتل إيريس.

قاطعت سيينا سيغنارد بسرعة، مما جعله يغلق فمه.

 

لقد إعتقدت أن مشاعرها تجاه هامل ظلت مخفية لعدة قرون، لكن هذا ليس صحيحًا على الإطلاق. ربما يكون هذا هو الحال بالنسبة لأولئك الذين شاركت معهم تفاعلًا قصيرًا فقط، لكن أي شخص لديه علاقة جوهرية مع سيينا، حتى لو قليلًا، يعرف عن إهتمامها المستمر بهامل.

لو لم يغادر الغابة، لما أصيب سيغنارد بالمرض الشيطاني، وحتى بعد إصابته بالمرض، تجول سيغنارد في غابة سمر لمئات السنين دون العودة إلى وطنه.

 

 

 

ذلك لأن سيينا قد أخفت موقع الغابة العظيمة. يمكن أن تشعر سيينا بالذنب فقط فيما يتعلق بهذه المسألة تجاه سيغنارد.

لماذا لم تنتقم لإخوانها؟

 

“لا شيء، لا شيء على الإطلاق، أخي.”

“أنا بخير. على الرغم من أنه ليس مرضًا يتحسن شيئًا فشيئًا، إلا أنه لا يزداد سوءًا.”

 

لقد عرف سيغنارد سيينا منذ أن كانت رضيعة. على الرغم من عدم مشاركة نفس الدماء أو كونهما من نفس العرق، فقد فكر سيغنارد حقًا في سيينا على أنها أخته الصغيرة. شعر بالحزن والأسف لرؤية سيينا تشعر بالذنب، لذلك أظهر إبتسامة كبيرة كما لو أنه يحاول إثبات نقطة.

 

 

قيل أن الإطراء يمكن أن يجعل حتى الدب يرقص، ويوجين ليس مغفلًا مثل الدب. حاول قمع الإبتسامة التي بدأت تتشكل على وجهه. هل يجب أن يرفع قبضته معلنًا إنتصار؟ لا، إعتقدَ أنه من الأفضل تجنب أي إيماءات محرجة قد تملأه لاحقًا بالندم.

“يومًا ما، يومًا ما….لا بد أن تتحسن. بمجرد قتل جميع ملوك الشياطين، يستحيل إستمرار هذا المرض. وقريبًا، إيريس، تلك الجان الخائنة، أيضًا، سَـتلتقي بنهايتها.” تحدثت سيينا أثناء تحويل نظرتها إلى يوجين.

 

 

“إنتظروا، إنتظروا. لا تقتربوا. إنه ميت ولن يعود فجأة إلى الحياة، كما تعلمون جميعًا! ومع ذلك، هذا هو جسد التنين الشيطاني رايزاكيا، صحيح؟” قال يوجين: “لم يتم تنقيته بالكامل بعد، لذلك إذا لمسه شخصٌ بلا مبالاة، فقد يصاب بمرض غريب.”

شاهد سيغنارد تعبير سيينا المتغير. على الرغم من مظهر الإرادة القوي والمزعج إلى حد ما، لم يوجد أي أثر للسخرية على وجه سيينا.

إنهار وجه جيرهارد بسبب مزاح يوجين. أثناء إلقاء نظرة خاطفة على إبنه، الذي يبتسم بشكل خبيث، إسترقَ أيضًا نظراتٍ إلى سيينا.

 

 

“سيينا، أنتِ بالتأكيد لستِ متعلقةً بهامل حتى الآن، أليس كذلك؟” سأل سيغنارد بعد فترة.

 

 

كل ما فعله هو ختمه حتى لا تخرج رائحته من داخل العباءة. بسبب حجم رايزاكيا الهائل، لم يتمكن يوجين من المضي قدمًا في التطهير أثناء رحلة عودته من سمر.

“أ-أخي، ماذا تقول فجأة!؟” ردت سيينا، على ما يبدو متفاجئة. أصبحت عيون سيغنارد أكثر برودة عند سماع ردها.

“يوجين لايونهارت!”

 

لقد عرف سيغنارد سيينا منذ أن كانت رضيعة. على الرغم من عدم مشاركة نفس الدماء أو كونهما من نفس العرق، فقد فكر سيغنارد حقًا في سيينا على أنها أخته الصغيرة. شعر بالحزن والأسف لرؤية سيينا تشعر بالذنب، لذلك أظهر إبتسامة كبيرة كما لو أنه يحاول إثبات نقطة.

لقد إعتقدت أن مشاعرها تجاه هامل ظلت مخفية لعدة قرون، لكن هذا ليس صحيحًا على الإطلاق. ربما يكون هذا هو الحال بالنسبة لأولئك الذين شاركت معهم تفاعلًا قصيرًا فقط، لكن أي شخص لديه علاقة جوهرية مع سيينا، حتى لو قليلًا، يعرف عن إهتمامها المستمر بهامل.

 

 

‘على الرغم من أن ذلك الأحمق هامل بدا غير مدرك….’

أظهرت إبتسامة ناعمة. حولت جسدها بمهارة إلى الجانب، ومال كتفها نحو يوجين، وإلتقت بنظرة جيرهارد.

إستمر سيغنارد في مراقبة سيينا مع تضييق عينيه.

 

 

ثلاثمائة سنة من العمر؟ إنه وقت طويل بشكل مذهل بالمعايير البشرية، ولكن ليس بالنسبة للجان. وهكذا، نظر سيغنارد إلى أخته الصغرى على أنها لا تزال في شبابها. علاوة على ذلك، رآها جميلة مثل أي جان. هل هذا كل شيء؟ وُصِفَت سيينا بأنها سيينا الحكيمة من قبل العالم بأسره. هل يمكن أن تكون هناك امرأة أخرى تحمل أشياء مشرفة كهذه؟

“أسد الدم!”

‘من ناحية أخرى، ماذا عن هامل؟ إنه رجل مات قبل ثلاثة قرون وتناسخ….’ إعترف سيغنارد أنه حتى في حياته السابقة، كان هامل يتمتع بالعديد من المزايا. بعد التناسخ، يبدو أن هذه المزايا قد تضاعفت — هيبة عائلته، وقدراته الخاصة، وحتى مظهره الجسدي!

قررت التراجع. أرادت قتل إيريس، لكن سيينا قررت الإنتظار حتى تصبح جاهزة. قَبلَ الجان في القداس تصميمها.

‘لكن….لكن….’

“سيينا. بمعرفتك، أنتِ غالبًا لم تعترفي بمشاعرك لهامل بعد. لذا، دعيني أساعدك.”

على الرغم من كل ذلك، إعتقد سيغنارد أن سيينا تستحق أفضل من هذا. يبدو أن الأحمق، هامل، فشل في ملاحظة مشاعر سيينا حتى بعد ثلاثمائة عام، الأمر الذي عزز أفكار سيغنارد فقط.

 

 

 

وإستنادًا إلى تصرفها المتسق الغافل، بدا أيضًا أن سيينا ليس لديها نية للإعتراف بمشاعرها لِـيوجين. في تلك اللحظة القصيرة، وجد سيغنارد نفسه منغمسًا في أفكار عميقة. شخصيًا، إعتقد أنه من الأفضل أن تجد سيينا شخصًا آخر، شخصًا أفضل من هامل.

 

 

وإستنادًا إلى تصرفها المتسق الغافل، بدا أيضًا أن سيينا ليس لديها نية للإعتراف بمشاعرها لِـيوجين. في تلك اللحظة القصيرة، وجد سيغنارد نفسه منغمسًا في أفكار عميقة. شخصيًا، إعتقد أنه من الأفضل أن تجد سيينا شخصًا آخر، شخصًا أفضل من هامل.

لم يفكر هكذا لمجرد أن هامل قد أبرحه ضربًا في الماضي.

“احم….حسنًا….نعم….”

 

لقد إنغمست سيينا في إبتهاج أكبر من يوجين في آروث. لقد إستمتعت بهتافات عشرات الآلاف من الناس بينما تحلق في السماء. خلال جولاتها في الأبراج والنقابة، لقد عرضت نفسها بفخر على سحرة العصر الحالي كما لو أن الأمر طبيعي فقط.

الأمر ببساطة أن سيغنارد لم يرغب في تسليم أخته اللامعة التي لا يمكن إنكارها لمثل هذا الأحمق.

 

 

 

لكن هذه مجرد رغبة شخصية لدى سيغنارد. بصفته جانًا عاش لقرون، فهم أن رغبات أخته أكثر أهمية من رغباته في مثل هذه الأمور.

عندما فكر يوجين في الموقف، إنجرفت نظرته بشكل طبيعي نحو أنسيلا. أنسيلا، التي ظلت دائمًا تحافظ على صورتها النبيلة، عادة تخفي وجهها خلف مروحتها اليدوية عندما تهدد عواطفها بخيانتها. ومع ذلك، اليوم، وقفت مندهشة، وعيناها مقفلتان على جثة رايزاكيا. من الواضح أنها غير قادرة على القيام بأي محاولة لتمالك نفسها. بدأ الجبل الشاهق من المخاوف المالية التي تحملها على ممتلكاتها — تكلفة معيشة الجان والضرائب وغير ذلك — تذوب الآن مثل الثلج في ذهنها.

 

“لكي تكون في مثل هذا العمر….ولا تمتلك أي شعور بالخجل.” تذمر سيغنارد بهدوء. هو يعلم أن يوجين تناسخ هامل منذ ثلاثمائة عام.

قال سيغنارد: “سأساعدك.”

“تنين!”

 

 

“هاه….ماذا؟”

 

“سيينا. بمعرفتك، أنتِ غالبًا لم تعترفي بمشاعرك لهامل بعد. لذا، دعيني أساعدك.”

 

تمامًا كما وُجِدَتْ موجة من الأفكار لدى سيغنارد في تلك اللحظة العابرة، كذلك حدث مع سيينا. من الواضح أن شقيقها لديه سوء فهم كبير. مشاعر غير معترف بها؟ لقد عبَّرا بالفعل عن مشاعرهما لبعضهما البعض وحتى قبَّلا بعضمها.

مثل هذه المديح، الذي كان محرجًا ومزعجًا منذ لحظات فقط، بدأ في تدفئة معنوياته.

 

“احم….حسنًا….نعم….”

ولكن هل لِـذلك أي أهمية في الوقت الحالي؟ ركزت سيينا على عرض سيغنارد للمساعدة. ألم يعني ذلك أنها إكتسبت حليفًا مطلقًا إلى جانبها بشكل لا لبس فيه؟

 

انيسيه وكريستينا مثل الذئاب.

 

 

بالطبع، هذه المخاوف ليست شيئًا يخص يوجين مباشرة. سيكون الترتيب لحرفي مناسب مهمة لغيلياد وأنسيلا. كل ما على يوجين فعله هو تقديم الغنائم والإستلقاء وهو يتلقى تمجيد العائلة.

أبلغت مير سيينا كيف تصرفت انيسيه وكريستينا بمكر في منزل لايونهارت.

 

 

 

‘استخدام وضعهما كقديستان وإستعمالهما للسلطة الإلهية، لقد عالجا إصابات فرسان لايونهارت الطفيفة كل يوم وراكما النوايا الحسنة، أليس كذلك؟’

وهكذا، عندما أظهر يوجين فرحته بهتافات الجمهور، لم يستطع سيغنارد إلا أن يجد مشهد البهجة مثيرًا للشفقة إلى حد ما.

مما لا شك فيه، إسم سيينا الحكيمة يحمل وزنًا كبيرًا في قصر لايونهارت، ولكن كيف يمكن للجميع إدراك وجود علاقة بين شاب يبلغ من العمر واحد وعشرين عامًا وساحر فائق عاش لمدة ثلاثمائة سنة؟ ألا يعتقد فرسان لايونهارت أن القديسة الشابة في العشرينات من عمرها تناسب يوجين بشكل أفضل من رفيقة سلفهم؟

“إذن سوف أساعدك الآن. أنتِ تحبين هامل. لا، لا يمكننا إستخدام هذا الإسم هنا، وليس أمام الجميع. إذن….سَـنقول للجميع أنكِ تحبين يوجين.” إقترح سيغنارد.

العمر ليس مهمًا. خاصة بالنسبة لساحر مثل سيينا، العمر حقًا مجرد رقم. ومع ذلك، شعرت بالإنزعاج من ذلك، مما يعني أن سيينا لم تفكر في العمر على أنه مجرد رقم. حاولت سيينا ألا تدرك ذلك.

 

 

 

“……اممم….هممم….لستُ متأكدةً تمامًا مما تقوله يا أخي. ولكن إذا كُنتَ تُقدِمُ المساعدة، فَـلماذا أنا، أختك الصغرى، قد أرفض؟” أجابت سيينا.

“احم….” طهر يوجين حلقه بينما يخطو إلى الأمام.

 

“احم….حسنًا….نعم….”

“إذن سوف أساعدك الآن. أنتِ تحبين هامل. لا، لا يمكننا إستخدام هذا الإسم هنا، وليس أمام الجميع. إذن….سَـنقول للجميع أنكِ تحبين يوجين.” إقترح سيغنارد.

 

 

“هل أنت مجنون؟ توقف عن قول هذا الهراء يا أخي. فقط….فقط إبقَ ساكنًا في الوقت الراهن. لا تفعل أي شيء حتى أحتاج إلى مساعدتك مستقبلًا.”

لا يفهم الجان قلوب البشر، وصُدِمتْ سيينا بهذه الحقيقة مرة أخرى.

“يومًا ما، يومًا ما….لا بد أن تتحسن. بمجرد قتل جميع ملوك الشياطين، يستحيل إستمرار هذا المرض. وقريبًا، إيريس، تلك الجان الخائنة، أيضًا، سَـتلتقي بنهايتها.” تحدثت سيينا أثناء تحويل نظرتها إلى يوجين.

 

قال سيغنارد: “سأساعدك.”

“هل أنت مجنون؟ توقف عن قول هذا الهراء يا أخي. فقط….فقط إبقَ ساكنًا في الوقت الراهن. لا تفعل أي شيء حتى أحتاج إلى مساعدتك مستقبلًا.”

شاهد سيغنارد تعبير سيينا المتغير. على الرغم من مظهر الإرادة القوي والمزعج إلى حد ما، لم يوجد أي أثر للسخرية على وجه سيينا.

قاطعت سيينا سيغنارد بسرعة، مما جعله يغلق فمه.

 

 

 

***

‘على الرغم من أن ذلك الأحمق هامل بدا غير مدرك….’

لقد حشروا جثة رايزاكيا الكبيرة جدًا في العباءة. بعد ذلك، دخل يوجين وكريستينا وسيينا القصر تحت أنظار الجميع المليئة بالرهبة.

لم يفكر هكذا لمجرد أن هامل قد أبرحه ضربًا في الماضي.

 

‘على الرغم من أنه من الصعب تصديق أنه إبني نظرًا لمدى تميزه….’

“لماذا هذا الوجه؟” سأل يوجين.

 

 

 

“ما….ما الخطأ في وجهي؟” رد جيرهارد.

 

 

“إذن سوف أساعدك الآن. أنتِ تحبين هامل. لا، لا يمكننا إستخدام هذا الإسم هنا، وليس أمام الجميع. إذن….سَـنقول للجميع أنكِ تحبين يوجين.” إقترح سيغنارد.

“يبدو أنكَ كنتَ محتجزًا في مكب نفايات لمدة ثلاثة أيام. هل هكذا تريد أن تبدو عندما تحيي ابنك، الذي عاد بعد هذا الوقت الطويل؟”

 

إنهار وجه جيرهارد بسبب مزاح يوجين. أثناء إلقاء نظرة خاطفة على إبنه، الذي يبتسم بشكل خبيث، إسترقَ أيضًا نظراتٍ إلى سيينا.

 

 

 

في ظل الظروف العادية، كان سَـيوبخ إبنه لأنه يسخر منه، لكنه لم يستطع فعل ذلك الآن. ليس في حضور سيينا الحكيمة.

 

 

 

“السير جيرهارد لايونهارت.”

 

لاحظت سيينا أن جيرهارد ينظر إليها.

 

 

الأمر ببساطة أن سيغنارد لم يرغب في تسليم أخته اللامعة التي لا يمكن إنكارها لمثل هذا الأحمق.

أظهرت إبتسامة ناعمة. حولت جسدها بمهارة إلى الجانب، ومال كتفها نحو يوجين، وإلتقت بنظرة جيرهارد.

“يبدو أنكَ كنتَ محتجزًا في مكب نفايات لمدة ثلاثة أيام. هل هكذا تريد أن تبدو عندما تحيي ابنك، الذي عاد بعد هذا الوقت الطويل؟”

 

الجان ليسوا عرقًا سريع التناسل بطبيعته، ونادرًا ما زادت أعدادهم. علاوة على ذلك، مات الكثير من الجان في الحرب قبل ثلاثمائة عام.

“خليفتي الذي إخترتُه، يوجين لايونهارت، نشأ بشكل ملحوظ، وهو إنجاز يعزى بالكامل إلى جهودك، سير جيرهارد.” تابعت سيينا.

 

 

على الرغم من كل ذلك، إعتقد سيغنارد أن سيينا تستحق أفضل من هذا. يبدو أن الأحمق، هامل، فشل في ملاحظة مشاعر سيينا حتى بعد ثلاثمائة عام، الأمر الذي عزز أفكار سيغنارد فقط.

“لا….لا على الإطلاق. لم أفعل أي شيء لتربية ابني….”

“حسنًا، حسنًا. أنا أعرف بالفعل عن توقعاتكم، لذا يرجى التراجع خطوةً إلى الوراء قليلًا.” قال يوجين: “هذا كبير إلى حد ما ويحتاج إلى مساحة كافية.”

“ألم تثق في طفلك ودعمت جميع إحتياجاته وتطلعاته؟”

ثلاثمائة سنة من العمر؟ إنه وقت طويل بشكل مذهل بالمعايير البشرية، ولكن ليس بالنسبة للجان. وهكذا، نظر سيغنارد إلى أخته الصغرى على أنها لا تزال في شبابها. علاوة على ذلك، رآها جميلة مثل أي جان. هل هذا كل شيء؟ وُصِفَت سيينا بأنها سيينا الحكيمة من قبل العالم بأسره. هل يمكن أن تكون هناك امرأة أخرى تحمل أشياء مشرفة كهذه؟

“احم….حسنًا….نعم….”

 

إلتفَّت شفاه جيرهارد إلى الأعلى بسبب هذا الإطراء.

لسوء الحظ، الأمر ليس بسيطًا كما بدا.

 

عندما فكر يوجين في الموقف، إنجرفت نظرته بشكل طبيعي نحو أنسيلا. أنسيلا، التي ظلت دائمًا تحافظ على صورتها النبيلة، عادة تخفي وجهها خلف مروحتها اليدوية عندما تهدد عواطفها بخيانتها. ومع ذلك، اليوم، وقفت مندهشة، وعيناها مقفلتان على جثة رايزاكيا. من الواضح أنها غير قادرة على القيام بأي محاولة لتمالك نفسها. بدأ الجبل الشاهق من المخاوف المالية التي تحملها على ممتلكاتها — تكلفة معيشة الجان والضرائب وغير ذلك — تذوب الآن مثل الثلج في ذهنها.

في الواقع، حتى بتقييمه الخاص، لم يعتقد جيرهارد أنه أب سيء. بعد وفاة زوجته، عدَّل جيرهارد أسلوب حياته وطموحاته بالكامل لتتناسب مع إبنه حديث الولادة، يوجين.

“يبدو أنكَ كنتَ محتجزًا في مكب نفايات لمدة ثلاثة أيام. هل هكذا تريد أن تبدو عندما تحيي ابنك، الذي عاد بعد هذا الوقت الطويل؟”

 

 

‘على الرغم من أنه من الصعب تصديق أنه إبني نظرًا لمدى تميزه….’

“السير جيرهارد لايونهارت.”

لم يُعلِّم يوجين السيف شخصيًا. ولكن، لو إحتاج يوجين إلى سيف خشبي، فقد وجده على الفور. وكان سَـيبذل قصارى جهده، ويجد لِـيوجين مدربًا إذا طلب ذلك.

 

 

 

لم تستطع سيينا إلا أن تبتسم داخليًا عندما رأت التوتر يتبدد ببطء من وجه جيرهارد.

على الرغم من كل ذلك، إعتقد سيغنارد أن سيينا تستحق أفضل من هذا. يبدو أن الأحمق، هامل، فشل في ملاحظة مشاعر سيينا حتى بعد ثلاثمائة عام، الأمر الذي عزز أفكار سيغنارد فقط.

‘كما هو متوقع. مدح إبنه هو الجواب الصحيح.’

حتى لو بحث المرء في القارة بأكملها في تلك اللحظة، هل سيجدون حِرَفيًا قادرًا على العمل بمواد من تنين؟ لو وُجِدَ مثل هذا الحرفي، فَـمِنَ المحتمل أن يكون قزمًا، ولكن حتى الأقزام لن يكون لديهم خبرة في العمل مع تنين.

أصبحت سيينا وسيغنارد محاصرين في لم شمل باكي، وشعر يوجين بالعديد من النظرات مثبتةً عليه. لم يتحدث أحد بعد، لكن يوجين يدرك جيدًا ما تطلبه هذه النظرات منه.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط