برج السحر الأحمر (2)
الفصل 321: برج السحر الأحمر (2)
“الأخخخت الكبرى!” أصدرت ميلكيث أنينًا.
في اللحظة التي سمع فيها هذه الكلمات، بدأت العجلات في رأس يوجين تدور بسرعة. لماذا قال لوفليان فجأة شيئًا كهذا؟ ما الذي يمكن أن يجعله على وجه الأرض متأكدًا جدًا من هوية يوجين الحقيقية؟
في اللحظة التي سمع فيها هذه الكلمات، بدأت العجلات في رأس يوجين تدور بسرعة. لماذا قال لوفليان فجأة شيئًا كهذا؟ ما الذي يمكن أن يجعله على وجه الأرض متأكدًا جدًا من هوية يوجين الحقيقية؟
لا توجد طريقة لمعرفة ذلك.
“حسنًا.” قال يوجين وهو يجلس بجانب سيينا حسب التعليمات.
جينوس من فرسان البلاك لايونز تمكن من إكتشاف هوية يوجين الحقيقية لأن جينوس يعرف جيدًا تقنيات هامل. بعد أن أظهر مثل هذا الفهم والإتقان لتلك التقنيات التي لا يمكن أن تنتمي إلا إلى هامل نفسه أمام شخص مثل جينوس، لم يكن من الممكن أن يبعد يوجين الشك عن نفسه.
من غير المعتاد رؤية مثل هذا الطفل في هذا العصر، لكن لوفليان إعتقد أنه ليس من الغريب أن يكره طفل من عشيرة لايونهارت السحر الأسود والشياطين.
بدا صوت يوجين وتعبيره يائسين للغاية لدرجة أن سيينا قررت أيضًا التراجع في الوقت الحالي.
ومع ذلك، لوفليان حالة مختلفة. على عكس جينوس، لا يعرف لوفليان تقنيات هامل. أيضًا، ظل يوجين دائمًا حريصًا على سلوكياته عندما كان أمام لوفليان.
بيد واحدة، حرَّك يوجين إصبعه مرارًا وتكرارًا على جانب سيينا. سيينا، التي فمها لا يزال مغطى بيد يوجين الأخرى، لوت جسدها بصمت وهي تحاول الهروب من دغدغته.
لا يبدو أن هناك أي من المشاعر الطبيعية التي قد تكون موجودة بين الرجل والمرأة، لكن رغم ذلك، لم تحب سيينا ميلكيث حقًا، وبالتالي….
لا، ليس فقط لوفليان. بإستثناء وحيد والذي هو جينوس، بعد أن تم تجسيده كَـيوجين لايونهارت، لم يقل أو يفعل أي شيء قد يثير شكوك الناس في محيطه.
هذا يعني أنه عندما كان الأطفال الآخرون يشاهدون بعيون متلألئة أثناء عرض لوفليان وعرض السحر، فقد فعل الشيء نفسه.
[أنا حقًا لا أشعر أن هذه هي الحقيقة.] تمتمت مير لنفسها داخل عباءته، لكن يوجين لم يشعر بأدنى قدر من الإحراج من التفكير في شيء خاطئ بشكل صارخ.
“أنا أحترمهما على حدٍ سواء!” صرخت ميلكيث. “وأنا أحبك يا أختي الكبيرة! لا يزال هناك فرق بين الإحترام والحب، صحيح؟ ذلك لأنني أحبك، لا يمكنك من فضلك أن تعطيني و-و-واحدة من مـ-مـ-مكر الساحرة كذلك؟ أرجوووك؟”
سيينا، التي توسعت عيناها في حالة صدمة، تراجعت فجأة. تمامًا مثل يوجين، التروس في رأسها تدور بسرعة أيضًا.
“من يدري؟ لا أتذكر أيًّ من ذلك.” سخرت ميلكيث. “إذا كان لديك عقد يقول ذلك، فأحضره هنا! هاه؟ ليس لديك واحد، هل لديك؟ لا يمكن الوثوق بالعقود اللفظية؛ لأنه لا أنت ولا أنا، ولا حتى الإله، يعرف ما إذا كنت أنت أو أنا قد نكذب بشأن شيء ما أم لا. على أي حال، لم يتبقَ لك سوى خمس سنوات!”
كيف إكتشف لوفليان ذلك؟ في الواقع، هذا ليس الشيء الأكثر أهمية لسيينا. ما هو مهم بالنسبة لها هو أن سيد البرج الأحمر، على وجه الخصوص، هو الذي إكتشف هوية يوجين. هذا هو وريث ثيودور ثورن، أحد تلاميذ سيينا منذ فترة طويلة، وسيد مدرسة السحر التي إدعت أنها خليفة ميراث سيينا، وسيد البرج الأحمر للسحر، ومعلم يوجين للسحر.
عرف لوفليان أنه يخاطر كثيرًا بهذا. فَـالأساس الوحيد لشكوكه هو حدس. وحتى مع ذلك، لقد شعر بِـيقين من الحقيقة، لكن….ماذا لو كان مخطئًا؟
– ساحر يبلغ من العمر ثلاثمائة عام يغازل شابًا في العشرينات من عمره! ماذا سيفكر العالم عندما يرى هذا؟
إعتذر لوفليان: “لقد أتيتما لزيارتنا فجأة، لذلك أخشى أننا لم نتمكن من إعداد ترحيب مناسب لكما.”
ترددت كلمات انيسيه داخل رأس سيينا. على الرغم من أن سيينا قد رفضت مخاوف انيسيه في ذلك الوقت، بقول: ماذا في ذلك؟ في الواقع، ما قاله الناس في كثير من الأحيان لا يعكس ما في قلوبهم.
بعد أن حصل أخيرًا على إذن سيده الأكبر، رفع لوفليان رأسه ببطء، فقط ليكشف أنه ليس هناك حتى أثر للعصبية السابقة على وجهه. بدلًا من ذلك، بدت عيون لوفليان منتصرة، كما لو أنه قد أكد الحقيقة، وتعبيره سلمي وهادئ.
سيينا تدرك جيدًا حقيقة أنها ساحرة مشهورة ومحترمة للغاية. شعرت أنه من الطبيعي أن تصبح موضع إعجاب ومضاهاة لجميع الأجيال القادمة من السحرة.
تنهدت لوفليان، “سيدة سيينا، من فضلك لا تحكمي على شخصيات السحرة الآخرين في هذا العصر بما قد تريهِ من سيدة البرج الأبيض. في مقابل ولادتها بموهبة كبيرة، فإن سيدة البرج الأبيض لديها الكثير من العيوب في شخصيتها.”
لاحظت سيينا بتردد، “لا يبدو أنها تتمتع بأي من كرامة سيد البرج….ناهيك عن الساحر الفائق….”
وهكذا، حتى لو كان ذلك فقط من أجل الحفاظ على كرامة لقبها كَـسيينا الحكيمة….قد قررت أن تكون حذرة من كيفية معاملتها لِـيوجين عندما تكون أمام الآخرين.
تردد يوجين، “لا، حسنا….ومع ذلك، كَـخليفة للسير هامل، وصغير بعيد، لا أشعر حقًا أن السير هامل سَـيعترف بأنه أحب السيدة سيينا بكلماته الأخيرة على فراش الموت….حسنًا، على الأقل هذا مجرد رأيي في ذلك….”
على وجه الخصوص، ذكَّرت سيينا نفسها بأنها بحاجة إلى مزيد من العناية عندما تكون أمام سيد البرج الأحمر لأن لديهم طبقات عديدة من العلاقات تربطهم معًا. لأن سيينا لم ترغب في إظهار مظهر محرج ومخجل أمام خلفائها المباشرين.
“لم أفعل أي شيء مثير للإعجاب بما يكفي لأستحق مثل هذا الثناء.” قال لوفليان. “بصفتي أحد سادة أبراج آروث، توجب علي دائمًا أن أقف في وضع محايد، وكان من المستحيل بالنسبة لي أن آخذ مير، المرتبطة بِـمكر ساحرة، بعيدًا عن آكرون.”
‘على كل حال….ماذا لو إكتشف سيد البرج الأحمر كل شيء؟ ألا يعني ذلك أنني لم أعد بحاجة إلى توخي الحذر الشديد؟’ توصلت سيينا فجأة إلى هذا الإستنتاج.
دون رفع رأسه المنحني، فحص لوفليان الموقف بعناية.
كشفها يوجين بلا رحمة، “سيدة سيينا، هذه كذبة. مِـمَّا قالته لي سيدة البرج الأبيض، هي أصبحت ساحرة ليس بسببك، سيدة سيينا، ولكن لأنها تحترم فير….السير فيرموث.”
عرف لوفليان أنه يخاطر كثيرًا بهذا. فَـالأساس الوحيد لشكوكه هو حدس. وحتى مع ذلك، لقد شعر بِـيقين من الحقيقة، لكن….ماذا لو كان مخطئًا؟
إعتذر لوفليان: “لقد أتيتما لزيارتنا فجأة، لذلك أخشى أننا لم نتمكن من إعداد ترحيب مناسب لكما.”
فكر لوفليان بقلق، ‘الآن بعد أن وصل الأمر إلى هذا الحد، ليس الأمر كما لو أنني أستطيع أن أقول إنها مزحة….’
ربما لا يزال قادرًا على تمرير الأمر وكأن شيئًا لم يحدث، ولكن….إضطر لوفليان لِـأن يبتلع لعابه بِـخوف.
جلس لوفليان بأدب أمامها ثم إلتفت للنظر إلى يوجين. يوجين لا يزال لديه تعبير غير مؤكد على وجهه.
تنهدت لوفليان، “سيدة سيينا، من فضلك لا تحكمي على شخصيات السحرة الآخرين في هذا العصر بما قد تريهِ من سيدة البرج الأبيض. في مقابل ولادتها بموهبة كبيرة، فإن سيدة البرج الأبيض لديها الكثير من العيوب في شخصيتها.”
بصراحة، لوفليان خائفٌ من شخصية سيينا الحكيمة. بالأمس فقط، هدد هذا الساحر العظيم بإغراق قصر أبرام الملكي بأكمله تحت البحيرة وضرب سيد البرج الأخضر حتى صار في حالةٍ من الفوضى أمام عدد لا يحصى من الشهود. بالنظر إلى فخر سيد البرج الأخضر، لن يكون غريبًا إذا قرر التراجع عن عالم السحر لبقية حياته، كل ذلك بسبب حادثة اليوم السابق.
لدى معظم السحرة شخصيات ملتوية قليلًا. وهذا بوضعهم تحت شروط مهذبة للغاية، لكنهم في كثير من الأحيان غريبي الأطوار عند وصفهم بصراحة، سيئي المزاج، ذووا أوضاع مهينة، يمكن أن يقال عنهم أنهم مهووسون بالإهانة بكل سهولة.
“حسنًا.” قال يوجين وهو يجلس بجانب سيينا حسب التعليمات.
لذا فإن التكهن بشخصية الساحر الذي عاش لأكثر من ثلاثمائة عام، إذا كانت حقيقة أنها ملتوية أمرًا مفروغًا منه، فَـإلى أي مدى من الممكن أن يكون مزاجها قد صار ملتويًا على مر السنين؟
مِن ضرب سيان البالغ من العمر ثلاثة عشر عامًا إلى التباهي بفخر بقوته أمام الأطفال الآخرين خلال حفل استمرار السلالة، ثم هناك أوقات سُئِلَ فيها يوجين، أي من الأبطال منذ ثلاثمائة عام يحترمه أكثر؟ كلما سأل يوجين نفسه مثل هذا السؤال، يقول دائمًا، إنه السير هامل! دون أي تردد….
‘ماذا لو صارت السيدة سيينا غاضبة مني لقول مثل هذا الهراء السخيف؟’ لم يستطع لوفليان إلا أن يفكر في هذا الأمر.
لم تنتهِ سيينا بعد، “أيضًا! ربما إعترفت بك كواحد من ورثتي، لكنك لست بحاجة لمناداتي كَـسيدك الأكبر أو حتى سيدك. فقط نادني بالسيدة سيينا. فهمت؟”
“أنا، امم، أنا حقًا لا أعرف لماذا تقول مثل هذا الشيء، سيدي. ومع ذلك! أنا بالتأكيد لست السير هامل. بعد كل شيء، سيدي، ألم تقابلني لأول مرة عندما كان عمري ثلاثة عشر عامًا فقط وشاركت في حفل إستمرار السلالة؟ أنا ولدت في جيدول، وأنا إبن جيرهارد لايونهارت. أنا يوجين لايونهارت! أنا لست السير هامل!” حاول يوجين يائسًا إقناع لوفليان.
إذا قررت معاقبة لوفليان لذكر إسم رفيقها الميت منذ فترة طويلة لإلقاء نكتة، فقد ينهار برج السحر الأحمر بأكمله من حوله.
بدأ العرق البارد يتدفق على جبين لوفليان. من الرائع لو كان قد قام فقط بمتابعة سريعة، ولكن الآن….هذا الصمت قد إمتد بالفعل لفترة طويلة جدًا. ومع ذلك، إعتقد لوفليان أنه سيكون من عدم الإحترام رفع رأسه دون الحصول أولًا على إذن سيده الأكبر.
“خليفة ثيودور ثورن، سيد البرج الأحمر، لوفليان صوفيز. أنا، سيينا ميردين، أعترف بك كَـواحد من ورثتي. سوف أشارك أيضًا إسمي وسمعتي وراء برج السحر الأحمر من خلال رعايته رسميًا.” أعلنت سيينا رسميًا.
“احم….” سيينا هي أول من كسر الصمت بسعال.
لم تفعل شيئًا لإخفاء إرتعاش خديها أو المنحنى التصاعدي لشفتيها.
لا يبدو أن هناك أي من المشاعر الطبيعية التي قد تكون موجودة بين الرجل والمرأة، لكن رغم ذلك، لم تحب سيينا ميلكيث حقًا، وبالتالي….
لدى معظم السحرة شخصيات ملتوية قليلًا. وهذا بوضعهم تحت شروط مهذبة للغاية، لكنهم في كثير من الأحيان غريبي الأطوار عند وصفهم بصراحة، سيئي المزاج، ذووا أوضاع مهينة، يمكن أن يقال عنهم أنهم مهووسون بالإهانة بكل سهولة.
في هذه الأثناء، العجلات في رأس يوجين لا تزال تدور.
يجب أن يكون لدى يوجين سبب وجيه لرفض الكشف عن هويته الحقيقية. على الفور، يمكن لوفليان التفكير في عدة أسباب لماذا قد يكون ذلك. على الأرجح، إنه قلقٌ بشأن التهديد الذي يشكله ملوك الشياطين وعرق الشياطين. حتى بعد مرور مئات السنين وتناسخه في هذا العصر، بدا أن هذا البطل العظيم لا يزال يسعى وراء الرغبة العزيزة التي لم يتمكن من تحقيقها خلال حياته السابقة.
“حسنًا، سأناديكِ السيدة سيينا.” وافق يوجين.
بغض النظر عن مدى تفكيره في الأمر، يبدو أنه لا يوجد أساس واضح لملاحظات لوفليان. فَـلماذا تم إسقاط اسم هامل ديناس من شفاه لوفليان فجأة؟
نظر يوجين إلى لوفليان وعيناه مفتوحتان على مصراعيها. منذ أن إنحنى رأس لوفليان، لم يستطع يوجين رؤية تعابيره. ومع ذلك، نظرًا لشحذ حواسه بسبب تدريبه، تمكن يوجين من سماع صوت قلب لوفليان النابض بسرعة.
بغض النظر عن مدى تفكيره في الأمر، يبدو أنه لا يوجد أساس واضح لملاحظات لوفليان. فَـلماذا تم إسقاط اسم هامل ديناس من شفاه لوفليان فجأة؟
“فقط كيف إكتشفت—”
“ماااااااااذا!”
فقط عندما أوشكت سيينا على طرح سؤالها بإبتسامة، أطلق يوجين هديرًا عاليًا، وأسكتها.
بعد إطلاق العنان لهذا السيل من الكلمات، زحفت ميلكيث إلى سيينا على ركبتيها.
لمنع سيينا من قول أي شيء آخر، سحب يوجين سيينا ووضع يده على فمها.
“أنا، امم، أنا حقًا لا أعرف لماذا تقول مثل هذا الشيء، سيدي. ومع ذلك! أنا بالتأكيد لست السير هامل. بعد كل شيء، سيدي، ألم تقابلني لأول مرة عندما كان عمري ثلاثة عشر عامًا فقط وشاركت في حفل إستمرار السلالة؟ أنا ولدت في جيدول، وأنا إبن جيرهارد لايونهارت. أنا يوجين لايونهارت! أنا لست السير هامل!” حاول يوجين يائسًا إقناع لوفليان.
واصل يوجين في حالة من الذعر، “ماذا! فقط ما الذي تقوله؟! سير لوفليان، لا، أعني سيدي!”
يجب أن يكون لدى يوجين سبب وجيه لرفض الكشف عن هويته الحقيقية. على الفور، يمكن لوفليان التفكير في عدة أسباب لماذا قد يكون ذلك. على الأرجح، إنه قلقٌ بشأن التهديد الذي يشكله ملوك الشياطين وعرق الشياطين. حتى بعد مرور مئات السنين وتناسخه في هذا العصر، بدا أن هذا البطل العظيم لا يزال يسعى وراء الرغبة العزيزة التي لم يتمكن من تحقيقها خلال حياته السابقة.
‘ما الذي يخطط له هذا اللقيط الآن؟’ نظرت سيينا إلى يوجين بصدمة.
ذكَّرته سيينا، “وريثي، ماذا تفعل؟ أسرع وإجلس بجواري.”
متجاهلًا نظرة سيينا، قال يوجين بسرعة، “أنت تقول أنني السير هامل؟ هاها! حقًا الآن، يا سيدي، هذا كثير جدًا حتى بالنسبة للمزاح. كيف يمكن أن أكون السير هامل؟ بعد كل شيء، توفي السير هامل بالفعل منذ ثلاثمائة عام!”
كانت ميلكيث تنتظر بالفعل خارج النافذة منذ وقت سابق. وتأمل في التسلل إلى الداخل بطريقة ما، ولكن نظرًا لأن حاجز لوفليان السحري قوي جدًا، لم تتمكن ميلكيث من تجاوزه، لذلك إستمرت فقط في فرك وجهها بالنافذة كما هي الآن.
بيد واحدة، حرَّك يوجين إصبعه مرارًا وتكرارًا على جانب سيينا. سيينا، التي فمها لا يزال مغطى بيد يوجين الأخرى، لوت جسدها بصمت وهي تحاول الهروب من دغدغته.
تردد يوجين، “لا، حسنا….ومع ذلك، كَـخليفة للسير هامل، وصغير بعيد، لا أشعر حقًا أن السير هامل سَـيعترف بأنه أحب السيدة سيينا بكلماته الأخيرة على فراش الموت….حسنًا، على الأقل هذا مجرد رأيي في ذلك….”
“أنا، امم، أنا حقًا لا أعرف لماذا تقول مثل هذا الشيء، سيدي. ومع ذلك! أنا بالتأكيد لست السير هامل. بعد كل شيء، سيدي، ألم تقابلني لأول مرة عندما كان عمري ثلاثة عشر عامًا فقط وشاركت في حفل إستمرار السلالة؟ أنا ولدت في جيدول، وأنا إبن جيرهارد لايونهارت. أنا يوجين لايونهارت! أنا لست السير هامل!” حاول يوجين يائسًا إقناع لوفليان.
“لا أعتقد أن هذا مهم كثيرًا. سيد البرج الأحمر، لقد عرفك خليفتي على أنك سيده، وعاملت خليفتي كَـتلميذك. لقد علمته السحر، ونصحته بشأن أي مشاكل قد تكون لديه، وساعدته في أهدافه، وفي النهاية، أصبحت شخصًا يثق به خليفتي بما يكفي لطلب المساعدة عندما كان يحاول إنقاذي. على الرغم من وجود الكثير من الأشخاص الذين إنجذبوا إلى خليفتي، وجعلوه أبعد ما يكون عن الشعور بالوحدة، فقد أصبحت أنت، سيد البرج الأحمر، حضورًا خاصًا وقويا حتى بينهم جميعًا.” أكدت له سيينا وهي تمد يدها إلى جانب واحد.
باكية، فركت ميلكيث وجهها بالنافذة المغلقة بإحكام كما لو أنها تحاول الضغط عليها.
هناك سبب بسيط لعدم رغبة يوجين في الكشف عن حقيقة أنه هامل أمام لوفليان.
“ولكن يبدو أنك لم تفهم، صحيح؟ أنا أقول لك، أنا لست السير هامل.” أصر يوجين بعناد.
ترددت سيينا، “أيضا….لا تزال هناك سيدة البرج الأبيض، صحيح؟ إسمها هو—”
إنه يعرف لوفليان منذ فترة طويلة جدًا. إلتقى يوجين لوفليان لأول مرة عندما كان عمره ثلاثة عشر عامًا فقط. في ذلك الوقت، كان مختلطًا مع الأطفال الآخرين الذين شاركوا في حفل إستمرار السلالة، لذلك، لعدم رغبته في جذب أي نظرات مشبوهة بشكل مزعج، تصرف يوجين كطفل.
“لأقول لك الحقيقة، مكر الساحرة في آكرون ليست غير مكتملة في الواقع. لم يتم تقسيمها حتى إلى ثلاثة مجلدات فعلية من الأساس. تم إنشاء مكر الساحرة فقط حتى تتمكن الأجيال القادمة من السحرة من الوصول إلى الأوراق الخاصة بالثقب الأبدي. ومع ذلك — يمكنني أن أؤكد لك — أنا أكبر بكثير مما كنت عليه عندما أنشأت مكر الساحرة لأول مرة. لذا فإن مكر الساحرة هذه هي نسخة أفضل وأكثر إكتمالًا من مكر الساحرة المختومة داخل آكرون.” إبتسمت سيينا وهي تخفض فروست وتابعت، “سأتبرع بمكر الساحرة هذه للبرج الأحمر. سواء كنت ترغب في جعلها التركيز الوحيد للدراسة أو إختيار إستخدامها كَـمنظور مختلف لبحثك الشخصي….أنا أترك هذا لك، سيد البرج الأحمر الحالي، وجميع الأجيال القادمة من سادة البرج الأحمر.”
لقد لعب مع سيان وسيل البالغين من العمر ثلاثة عشر عامًا، حتى أنه تسكع مع جارجيث، الذي كان حتى في ذلك الوقت أحمقًا، وديزرا.
لقد تصرف يوجين دائمًا بطريقة تليق بطفل يبلغ من العمر ثلاثة عشر عامًا.
– ساحر يبلغ من العمر ثلاثمائة عام يغازل شابًا في العشرينات من عمره! ماذا سيفكر العالم عندما يرى هذا؟
حدث هذا في اليوم السابق لحفل إستمرار السلالة عندما شارك لأول مرة وجبة مع لوفليان وأيضًا في نفس يوم حفل إستمرار السلالة نفسها!
هذا يعني أنه عندما كان الأطفال الآخرون يشاهدون بعيون متلألئة أثناء عرض لوفليان وعرض السحر، فقد فعل الشيء نفسه.
في هذه الأثناء، العجلات في رأس يوجين لا تزال تدور.
إذا تم الكشف عن أن كل ذلك كان كذبة وأنه، وهو بطل منذ ثلاثمائة عام، كان يمثل عمدًا بأنه طفل….وكان في الواقع يلعب مع الأطفال الآخرين….!
مِن ضرب سيان البالغ من العمر ثلاثة عشر عامًا إلى التباهي بفخر بقوته أمام الأطفال الآخرين خلال حفل استمرار السلالة، ثم هناك أوقات سُئِلَ فيها يوجين، أي من الأبطال منذ ثلاثمائة عام يحترمه أكثر؟ كلما سأل يوجين نفسه مثل هذا السؤال، يقول دائمًا، إنه السير هامل! دون أي تردد….
شهق لوفليان، “مكر الساحرة….!”
– أنا فقط أقول هذا لأنك لا تعرف أي شيء، لكن السير هامل بالتأكيد ليس أحمقًا مثل فارس الموت هذا.
ظهرت عصا سحرية مغطاة بضوء أبيض، فروست، في يد سيينا.
بيد واحدة، حرَّك يوجين إصبعه مرارًا وتكرارًا على جانب سيينا. سيينا، التي فمها لا يزال مغطى بيد يوجين الأخرى، لوت جسدها بصمت وهي تحاول الهروب من دغدغته.
– لم يكن السير هامل شخصًا ضحلًا لدرجة أنه سَـيلعن رفاقه لمجرد محتويات قصة خيالية.
أدرك لوفليان، ‘بالتفكير في الأمر….منذ أن صِغره، كان السير يوجين يكره دائمًا السحر الأسود والشياطين.’
يستحيل ذلك. سواء ذلك أمام لوفليان، أو أي شخص آخر عرفه منذ صغره، لم يستطِع يوجين بالتأكيد الكشف عن هويته الحقيقية.
بدا صوت يوجين وتعبيره يائسين للغاية لدرجة أن سيينا قررت أيضًا التراجع في الوقت الحالي.
لقد لعب مع سيان وسيل البالغين من العمر ثلاثة عشر عامًا، حتى أنه تسكع مع جارجيث، الذي كان حتى في ذلك الوقت أحمقًا، وديزرا.
حدث هذا في اليوم السابق لحفل إستمرار السلالة عندما شارك لأول مرة وجبة مع لوفليان وأيضًا في نفس يوم حفل إستمرار السلالة نفسها!
لقد هربت من قبضة يوجين وطهرت حلقها بصوت عال، “احم، خليفتي على حق. هامل….حسنًا….مات بالفعل منذ زمن طويل. مات بطريقة غبية بشكل خاص، للدقة.”
“لقد كان موتًا بطوليًا.” حاول يوجين تصحيحها.
في اللحظة التي سمع فيها هذه الكلمات، بدأت العجلات في رأس يوجين تدور بسرعة. لماذا قال لوفليان فجأة شيئًا كهذا؟ ما الذي يمكن أن يجعله على وجه الأرض متأكدًا جدًا من هوية يوجين الحقيقية؟
لا توجد طريقة لمعرفة ذلك.
جادلت سيينا، “كيف يكون رمي نفسه في طريق الخطر، أثناء وجوده في موقف لا يحتاج فيه حقًا إلى الموت، موتًا بطوليًا؟”
أدرك لوفليان، ‘بالتفكير في الأمر….منذ أن صِغره، كان السير يوجين يكره دائمًا السحر الأسود والشياطين.’
أصر يوجين، “السير هامل ضحى بنفسه من أجل رفاقه.”
“أنا أحترمهما على حدٍ سواء!” صرخت ميلكيث. “وأنا أحبك يا أختي الكبيرة! لا يزال هناك فرق بين الإحترام والحب، صحيح؟ ذلك لأنني أحبك، لا يمكنك من فضلك أن تعطيني و-و-واحدة من مـ-مـ-مكر الساحرة كذلك؟ أرجوووك؟”
عبسن سيينا، “يبدو أن الإنتحار يسمى في الواقع تضحية في هذا اليوم وهذا العصر؟”
إرتفعت حواجب يوجين عندما أُجبِرَ على الإستماع إلى سخرية سيينا.
إرتفعت حواجب يوجين عندما أُجبِرَ على الإستماع إلى سخرية سيينا.
ومع ذلك! كَـتناسخ هامل غبي، فإن يوجين بطبيعة الحال ليس لديه خيار سوى أن يكره حقيقة أن شعب الشياطين لا يزالون على قيد الحياة في هذا العصر. كلما فكر في الأمر أكثر، بدا أن قطع الألغاز الموجودة داخل رأس لوفليان تتجمع معًا.
لو لم يكونا أمام لوفليان، فمن المؤكد أنه كان سيجبرها على التخلص من هذه العادة السيئة خاصتها. لكن في الوقت الحالي، الشيء الوحيد الذي يمكن أن يفعله يوجين هو النظر إلى سيينا بغضب حيث إهتز كتفاه بغضب المكبوت.
لكن في أعماقه، إعتقد أنه سَـيود يومًا ما أن يرى تيمبست، الذي يشمئز منها بشدة، يوقع عقدًا مع ميلكيث.
أجاب يوجين على مضض، “حتى لو كان الموت إنتحارا! إذا قلتِ مثل هذا الشيء، سيدة سيينا، فأنا متأكد من أن السير هامل سيكون حزينًا في الحياة الأخرى.”
لذا فإن التكهن بشخصية الساحر الذي عاش لأكثر من ثلاثمائة عام، إذا كانت حقيقة أنها ملتوية أمرًا مفروغًا منه، فَـإلى أي مدى من الممكن أن يكون مزاجها قد صار ملتويًا على مر السنين؟
لوحت سيينا بيدها، “مستحيل، لا بأس بالنسبة لي أن أقول مثل هذا الشيء. لقد كنتُ رفيقة هامل بعد كل شيء، وأيضًا، احم، هامل، هو….ألم يقل أنه يحبني؟ لهذا السبب من الجيد بالنسبة لي أن أقول مثل هذه الأشياء.”
على الرغم من أنها تقول هذا فقط لتسخر منه، بعد أن إنتهت سيينا من التحدث، إحمرَّ وجهها بدلًا من وجهه.
بينما ينظر إلى وجه سيينا، شخر يوجين، “هل أحب السير هامل السيدة سيينا حقًا؟ لقد قرأتُ أيضًا الحكاية الخيالية عدة مرات، لكن….كيف يجب أن أقول هذا….يبدو أن مؤلف القصة قد وضع الكثير من مشاعره الشخصية—”
هذا يعني أنه عندما كان الأطفال الآخرون يشاهدون بعيون متلألئة أثناء عرض لوفليان وعرض السحر، فقد فعل الشيء نفسه.
قاطعته سيينا، “أوي! ماذا تعرف؟ أيضًا، أنت….كيف تجرؤ على القول أن هامل لم يحبني؟ هل تعني ذلك حقًا؟”
ذكَّرته سيينا، “وريثي، ماذا تفعل؟ أسرع وإجلس بجواري.”
تردد يوجين، “لا، حسنا….ومع ذلك، كَـخليفة للسير هامل، وصغير بعيد، لا أشعر حقًا أن السير هامل سَـيعترف بأنه أحب السيدة سيينا بكلماته الأخيرة على فراش الموت….حسنًا، على الأقل هذا مجرد رأيي في ذلك….”
إشتبكت نظرات سيينا ويوجين في الجو. حتى في هذه اللحظة، ظل لوفليان يحني رأسه بِـصمت.
“أنا، امم، أنا حقًا لا أعرف لماذا تقول مثل هذا الشيء، سيدي. ومع ذلك! أنا بالتأكيد لست السير هامل. بعد كل شيء، سيدي، ألم تقابلني لأول مرة عندما كان عمري ثلاثة عشر عامًا فقط وشاركت في حفل إستمرار السلالة؟ أنا ولدت في جيدول، وأنا إبن جيرهارد لايونهارت. أنا يوجين لايونهارت! أنا لست السير هامل!” حاول يوجين يائسًا إقناع لوفليان.
لاحظت سيينا ذلك متأخرة، وطهرت حلقها مرة أخرى وإلتفتت إلى لوفليان لتقول، “يمكنك رفع رأسك، سيد البرج الأحمر.”
وأضافت سيينا: “ليس ذلك فحسب، بل لقد إعتنيت أيضًا بوريثي — يوجين لايونهارت. حقيقة أن يوجين قد تمكن من النمو إلى ساحر جيد كما هو الآن هو بسبب تعليمك ورعايتك.”
بعد أن حصل أخيرًا على إذن سيده الأكبر، رفع لوفليان رأسه ببطء، فقط ليكشف أنه ليس هناك حتى أثر للعصبية السابقة على وجهه. بدلًا من ذلك، بدت عيون لوفليان منتصرة، كما لو أنه قد أكد الحقيقة، وتعبيره سلمي وهادئ.
“إسمحا لي أن أرشدكما إلى الداخل.” قال لوفليان وهو يستدير، مرتاحًا أخيرًا.
‘ما الذي يخطط له هذا اللقيط الآن؟’ نظرت سيينا إلى يوجين بصدمة.
قال لوفليان بأدب: “شكري الخالص لك.”
“أنت تتحدث عن علاقتنا كَـسيد وطالب، صحيح؟” سأل يوجين بشكل غير مرتاح.
وقد تحولت شكوكه إلى يقين. على الرغم من أن يوجين قد إنفجر بالنفي، من خلال سلسلة المحادثات التي تلت ذلك، أكد لوفليان أن هوية يوجين الحقيقية هي هامل ديناس، البطل منذ ثلاثمائة عام. خلاف ذلك، فإن كل شيء سَـيكون بلا معنى.
– أنا فقط أقول هذا لأنك لا تعرف أي شيء، لكن السير هامل بالتأكيد ليس أحمقًا مثل فارس الموت هذا.
وعلَّق لوفليان قائلًا: “هذا مشهد جميل حقًا.”
“إسمحا لي أن أرشدكما إلى الداخل.” قال لوفليان وهو يستدير، مرتاحًا أخيرًا.
وأضافت سيينا: “ليس ذلك فحسب، بل لقد إعتنيت أيضًا بوريثي — يوجين لايونهارت. حقيقة أن يوجين قد تمكن من النمو إلى ساحر جيد كما هو الآن هو بسبب تعليمك ورعايتك.”
عندما سار لوفليان بخطوات خفيفة، تبعه يوجين بتعبير مرتبك.
باكية، فركت ميلكيث وجهها بالنافذة المغلقة بإحكام كما لو أنها تحاول الضغط عليها.
سأل يوجين، “ما هو الفرق بين الإثنين بالضبط؟”
بتردد، قال يوجين، “اممم، السير لوفليان، سيدي؟ أنت تفهم ما كنت أحاول إخبارك به، أليس كذلك؟”
“هل أعطيتِهِ العباءة كهدية؟” سألت سيينا بينما هي تضيِّق عينيها بشكل خطير.
دون الإستدارة إلى الوراء، أجاب لوفليان، “لست بحاجة إلى أن تكون مهذبًا جدا، أيها السير هامل—لا، أعني السير يوجين.”
“ولكن يبدو أنك لم تفهم، صحيح؟ أنا أقول لك، أنا لست السير هامل.” أصر يوجين بعناد.
على وجه الخصوص، ذكَّرت سيينا نفسها بأنها بحاجة إلى مزيد من العناية عندما تكون أمام سيد البرج الأحمر لأن لديهم طبقات عديدة من العلاقات تربطهم معًا. لأن سيينا لم ترغب في إظهار مظهر محرج ومخجل أمام خلفائها المباشرين.
“إعتذاري. يبدو أن لساني قد زل دون قصد. سَـأتأكد من أن أكون أكثر حذرًا من الآن فصاعدًا.” وعد لوفليان.
لكن في أعماقه، إعتقد أنه سَـيود يومًا ما أن يرى تيمبست، الذي يشمئز منها بشدة، يوقع عقدًا مع ميلكيث.
سأل يوجين، “ما هو الفرق بين الإثنين بالضبط؟”
يجب أن يكون لدى يوجين سبب وجيه لرفض الكشف عن هويته الحقيقية. على الفور، يمكن لوفليان التفكير في عدة أسباب لماذا قد يكون ذلك. على الأرجح، إنه قلقٌ بشأن التهديد الذي يشكله ملوك الشياطين وعرق الشياطين. حتى بعد مرور مئات السنين وتناسخه في هذا العصر، بدا أن هذا البطل العظيم لا يزال يسعى وراء الرغبة العزيزة التي لم يتمكن من تحقيقها خلال حياته السابقة.
أدرك لوفليان، ‘بالتفكير في الأمر….منذ أن صِغره، كان السير يوجين يكره دائمًا السحر الأسود والشياطين.’
من غير المعتاد رؤية مثل هذا الطفل في هذا العصر، لكن لوفليان إعتقد أنه ليس من الغريب أن يكره طفل من عشيرة لايونهارت السحر الأسود والشياطين.
لا يبدو أن هناك أي من المشاعر الطبيعية التي قد تكون موجودة بين الرجل والمرأة، لكن رغم ذلك، لم تحب سيينا ميلكيث حقًا، وبالتالي….
ومع ذلك! كَـتناسخ هامل غبي، فإن يوجين بطبيعة الحال ليس لديه خيار سوى أن يكره حقيقة أن شعب الشياطين لا يزالون على قيد الحياة في هذا العصر. كلما فكر في الأمر أكثر، بدا أن قطع الألغاز الموجودة داخل رأس لوفليان تتجمع معًا.
“أنا أحترمهما على حدٍ سواء!” صرخت ميلكيث. “وأنا أحبك يا أختي الكبيرة! لا يزال هناك فرق بين الإحترام والحب، صحيح؟ ذلك لأنني أحبك، لا يمكنك من فضلك أن تعطيني و-و-واحدة من مـ-مـ-مكر الساحرة كذلك؟ أرجوووك؟”
“إنها لا تحتوي فقط على الصيغة خلف الثقب الأبدي؛ لقد قمت أيضًا بتخزين بعض السحر الآخر الذي أستخدمه فيه.” أخبرته سيينا.
أما بالنسبة لإعجاب يوجين المفرط بِـهامل الغبي….حسنًا….إعتقد لوفليان أن ذلك أيضًا نتيجة طبيعية. من وجهة نظر لوفليان، إذا أُطلِقَ عليه إسم لوفليان الغبي بعد ثلاثمائة عام من وفاته، فقد شعر أنه سيكون أيضًا غاضبًا ويائسًا للدفاع عن نفسه بطريقة ما. بالطبع، لم يعتقد أنه سيكون واضحًا حيال ذلك مثل يوجين، لكن….
إعتذر لوفليان: “لقد أتيتما لزيارتنا فجأة، لذلك أخشى أننا لم نتمكن من إعداد ترحيب مناسب لكما.”
‘ما الذي يخطط له هذا اللقيط الآن؟’ نظرت سيينا إلى يوجين بصدمة.
“لا بأس.” قالت سيينا وهي تسقط على الأريكة: “لا أستمتع بالصخب حقًا على أي حال.”
في اللحظة التي سمع فيها هذه الكلمات، بدأت العجلات في رأس يوجين تدور بسرعة. لماذا قال لوفليان فجأة شيئًا كهذا؟ ما الذي يمكن أن يجعله على وجه الأرض متأكدًا جدًا من هوية يوجين الحقيقية؟
جلس لوفليان بأدب أمامها ثم إلتفت للنظر إلى يوجين. يوجين لا يزال لديه تعبير غير مؤكد على وجهه.
وقد تحولت شكوكه إلى يقين. على الرغم من أن يوجين قد إنفجر بالنفي، من خلال سلسلة المحادثات التي تلت ذلك، أكد لوفليان أن هوية يوجين الحقيقية هي هامل ديناس، البطل منذ ثلاثمائة عام. خلاف ذلك، فإن كل شيء سَـيكون بلا معنى.
بيد واحدة، حرَّك يوجين إصبعه مرارًا وتكرارًا على جانب سيينا. سيينا، التي فمها لا يزال مغطى بيد يوجين الأخرى، لوت جسدها بصمت وهي تحاول الهروب من دغدغته.
ذكَّرته سيينا، “وريثي، ماذا تفعل؟ أسرع وإجلس بجواري.”
سأل يوجين، “ما هو الفرق بين الإثنين بالضبط؟”
“حسنًا.” قال يوجين وهو يجلس بجانب سيينا حسب التعليمات.
تسبب هذا المشهد في إظهار لوفليان لإبتسامة مشرقة.
حلقت خيوط من الضوء السحري الأبيض إلى أحد أركان غرفة لوفليان وإلتفَّتْ حول بعضها البعض لتشكيل كرة. عند رؤية هذا المجال، قفز لوفليان دون وعي من مقعده.
‘إذن هذه هي سيدة البرج الأبيض، ميلكيث الحياة. مما سمعته من يوجين، إنها مستدعية أرواح متفوقة تمكنت من إبرام عقود مع ثلاثة ملوك أرواح.’
شاهد شخصيًا لم شمل زوجين إنفصلا لمئات السنين، شعر لوفليان، الذي لم يحب أي شخص من قبل، كما لو أن زهرة تتفتح في أرض قلبه القاحلة المقفرة.
بتردد، قال يوجين، “اممم، السير لوفليان، سيدي؟ أنت تفهم ما كنت أحاول إخبارك به، أليس كذلك؟”
وعلَّق لوفليان قائلًا: “هذا مشهد جميل حقًا.”
في هذه الأثناء، العجلات في رأس يوجين لا تزال تدور.
“لم أعطِها لكَ حقًا.” دحضته ميلكيث. “أنا فقط أقرضها لك! هل تعرف كم سنة بقيت لك؟ عندما كنت في السابعة عشرة من العمر، وافقتُ على إقراضها لك لمدة تسع سنوات، لذلك لم يتبقَ سوى خمس سنوات!”
“أنت تتحدث عن علاقتنا كَـسيد وطالب، صحيح؟” سأل يوجين بشكل غير مرتاح.
‘على كل حال….ماذا لو إكتشف سيد البرج الأحمر كل شيء؟ ألا يعني ذلك أنني لم أعد بحاجة إلى توخي الحذر الشديد؟’ توصلت سيينا فجأة إلى هذا الإستنتاج.
تردد لوفليان، “نعم، حسنًا، هذا صحيح.”
تسبب هذا المشهد في إظهار لوفليان لإبتسامة مشرقة.
إنهار تعبير يوجين وهو يحوِّل نظرته بقوة بعيدًا. لاحظت سيينا كيف تغير جو الغرفة، وأظهرت إبتسامة غريبة الأطوار. حتى في هذه الحالة، شعرت سيينا بإحساس عميق بالتسلية.
‘ولكن هذا….هل هذه حقًا مستدعية الأرواح الوحيدة من نوعها؟’ غير قادرة تماما على تصديق ذلك، إرتجف جسد سيينا بسبب الإشمئزاز.
أدرك لوفليان، ‘بالتفكير في الأمر….منذ أن صِغره، كان السير يوجين يكره دائمًا السحر الأسود والشياطين.’
غيرت سيينا الموضوع، “لم نكن في مزاج جيد أمس، لذلك يبدو أننا لم نتمكن من إجراء محادثة مناسبة معك، أليس كذلك؟ على أي حال، أنت خليفة ثيودور ثورن؟”
“أنتِ بالفعل سيدة سيدي السابق.” أكد لوفليان.
لقد تصرف يوجين دائمًا بطريقة تليق بطفل يبلغ من العمر ثلاثة عشر عامًا.
فكر لوفليان بقلق، ‘الآن بعد أن وصل الأمر إلى هذا الحد، ليس الأمر كما لو أنني أستطيع أن أقول إنها مزحة….’
سخرت سيينا، “سيد البرج الأخضر الوقح….بالتأكيد لا أريد أن أدرك أن فتى أوسمان هو أحد خلفائي. وفقًا لما سمعته من هذا الخليفة اللطيف الجالس بجواري، أنت، سيد البرج الأحمر، وسيد البرج الأبيض قد كنتما عونًا كبيرًا أثناء إنقاذي. ليس ذلك فحسب، لقد سمعتُ أيضًا الكثير عنكَ من مير. وقالت إنك كنت قد أظهرت دائمًا إهتمامًا خاصًا لها. هل هذا صحيح؟”
لكن في أعماقه، إعتقد أنه سَـيود يومًا ما أن يرى تيمبست، الذي يشمئز منها بشدة، يوقع عقدًا مع ميلكيث.
“لم أفعل أي شيء مثير للإعجاب بما يكفي لأستحق مثل هذا الثناء.” قال لوفليان. “بصفتي أحد سادة أبراج آروث، توجب علي دائمًا أن أقف في وضع محايد، وكان من المستحيل بالنسبة لي أن آخذ مير، المرتبطة بِـمكر ساحرة، بعيدًا عن آكرون.”
جادلت سيينا، “كيف يكون رمي نفسه في طريق الخطر، أثناء وجوده في موقف لا يحتاج فيه حقًا إلى الموت، موتًا بطوليًا؟”
“ومع ذلك، فقد إنتبهت إليها. لقد سَمِعتُ أنكَ حرصت دائمًا على تحية مير بأدب كلما زُرتَ آكرون، وهذا ليس شيئًا بسيطًا، صحيح؟” قالت سيينا وهي تضع يديها في حضنها. بدون أي من مرحها السابق، نظرت إلى لوفليان بنظرة جادة في عينيها، “قد لا أتمكن من الكشف عن التفاصيل الكاملة لآروث بشكل صحيح، لكنك، سيد البرج الأحمر، تعرف قليلًا عن سبب إجباري على الذهاب إلى العزلة. تركت تلك العزلة غير المتوقعة مير في حالة كئيبة. ومنذ أن أظهرت لِـمير أدنى قدر من الرعاية عندما كانت في حالة يرثى لها، يجب أن أظهر لك أيضًا نفس المستوى من الصداقة.”
“لقد كان موتًا بطوليًا.” حاول يوجين تصحيحها.
هز لوفليان رأسه بعاطفة مكبوتة. لم يتخيل أبدًا أنه سَـيسمع شيئًا كهذا من سيينا الحكيمة….
“من يدري؟ لا أتذكر أيًّ من ذلك.” سخرت ميلكيث. “إذا كان لديك عقد يقول ذلك، فأحضره هنا! هاه؟ ليس لديك واحد، هل لديك؟ لا يمكن الوثوق بالعقود اللفظية؛ لأنه لا أنت ولا أنا، ولا حتى الإله، يعرف ما إذا كنت أنت أو أنا قد نكذب بشأن شيء ما أم لا. على أي حال، لم يتبقَ لك سوى خمس سنوات!”
حدث هذا في اليوم السابق لحفل إستمرار السلالة عندما شارك لأول مرة وجبة مع لوفليان وأيضًا في نفس يوم حفل إستمرار السلالة نفسها!
وأضافت سيينا: “ليس ذلك فحسب، بل لقد إعتنيت أيضًا بوريثي — يوجين لايونهارت. حقيقة أن يوجين قد تمكن من النمو إلى ساحر جيد كما هو الآن هو بسبب تعليمك ورعايتك.”
لم يعرف لوفليان كيف يرد، “أنا….لم أكن أبدًا سيدًا رائعًا للسير يوجين. حتى لو لم أكن أنا، فإن أي ساحر آخر يلتقي بالسير يوجين لأول مرة سيكون بالتأكيد حريصًا على أخذه كَـتلميذ له.”
تحول وجهها إلى تجهم، نظرت سيينا إلى ميلكيث بغضب، ” هل هذه….حقًا….أعظم وأقوى مستدعي أرواح هذا العصر، لا، في كل العصور؟”
“لا أعتقد أن هذا مهم كثيرًا. سيد البرج الأحمر، لقد عرفك خليفتي على أنك سيده، وعاملت خليفتي كَـتلميذك. لقد علمته السحر، ونصحته بشأن أي مشاكل قد تكون لديه، وساعدته في أهدافه، وفي النهاية، أصبحت شخصًا يثق به خليفتي بما يكفي لطلب المساعدة عندما كان يحاول إنقاذي. على الرغم من وجود الكثير من الأشخاص الذين إنجذبوا إلى خليفتي، وجعلوه أبعد ما يكون عن الشعور بالوحدة، فقد أصبحت أنت، سيد البرج الأحمر، حضورًا خاصًا وقويا حتى بينهم جميعًا.” أكدت له سيينا وهي تمد يدها إلى جانب واحد.
لقد لعب مع سيان وسيل البالغين من العمر ثلاثة عشر عامًا، حتى أنه تسكع مع جارجيث، الذي كان حتى في ذلك الوقت أحمقًا، وديزرا.
قاطعته سيينا، “أوي! ماذا تعرف؟ أيضًا، أنت….كيف تجرؤ على القول أن هامل لم يحبني؟ هل تعني ذلك حقًا؟”
فووش.
“حسنًا، سأناديكِ السيدة سيينا.” وافق يوجين.
ظهرت عصا سحرية مغطاة بضوء أبيض، فروست، في يد سيينا.
لا توجد طريقة لمعرفة ذلك.
“خليفة ثيودور ثورن، سيد البرج الأحمر، لوفليان صوفيز. أنا، سيينا ميردين، أعترف بك كَـواحد من ورثتي. سوف أشارك أيضًا إسمي وسمعتي وراء برج السحر الأحمر من خلال رعايته رسميًا.” أعلنت سيينا رسميًا.
أزهر الضوء من طرف الصقيع.
واصل يوجين في حالة من الذعر، “ماذا! فقط ما الذي تقوله؟! سير لوفليان، لا، أعني سيدي!”
بوووب!
إذا قررت معاقبة لوفليان لذكر إسم رفيقها الميت منذ فترة طويلة لإلقاء نكتة، فقد ينهار برج السحر الأحمر بأكمله من حوله.
حلقت خيوط من الضوء السحري الأبيض إلى أحد أركان غرفة لوفليان وإلتفَّتْ حول بعضها البعض لتشكيل كرة. عند رؤية هذا المجال، قفز لوفليان دون وعي من مقعده.
‘ولكن هذا….هل هذه حقًا مستدعية الأرواح الوحيدة من نوعها؟’ غير قادرة تماما على تصديق ذلك، إرتجف جسد سيينا بسبب الإشمئزاز.
شهق لوفليان، “مكر الساحرة….!”
نسخة بدت مطابقة للمجلد الأول من حرفة السحرة التي تم تخزينها في الطابق العلوي من آكرون، داخل قاعة سيينا، تم إنشاؤها حديثًا داخل مكتب لوفليان.
“سيدة سيينا، الأخت الكبرى!” صرخت ميلكيث بإطراء. “لقد بذلت قصارى جهدي أيضًا لإنقاذك يا أختي! لقد فعلت الكثير أيضًا لرعاية وريثكِ العزيز، يوجين. في الواقع، العباءة التي يرتديها الآن، والتي يرتديها في كل مكان يذهب إليه، كل يوم على مدى السنوات القليلة الماضية، هي مِلكٌ لي في الواقع!”
على الرغم من أنها ليست متطابقة تمامًا. بدلا من ذلك، هذه النسخة من مكر الساحرة أصغر قليلًا من تلك الموجودة في آكرون.
‘تسك….’
أما بالنسبة لإعجاب يوجين المفرط بِـهامل الغبي….حسنًا….إعتقد لوفليان أن ذلك أيضًا نتيجة طبيعية. من وجهة نظر لوفليان، إذا أُطلِقَ عليه إسم لوفليان الغبي بعد ثلاثمائة عام من وفاته، فقد شعر أنه سيكون أيضًا غاضبًا ويائسًا للدفاع عن نفسه بطريقة ما. بالطبع، لم يعتقد أنه سيكون واضحًا حيال ذلك مثل يوجين، لكن….
“إنها لا تحتوي فقط على الصيغة خلف الثقب الأبدي؛ لقد قمت أيضًا بتخزين بعض السحر الآخر الذي أستخدمه فيه.” أخبرته سيينا.
عبسن سيينا، “يبدو أن الإنتحار يسمى في الواقع تضحية في هذا اليوم وهذا العصر؟”
لقد هربت من قبضة يوجين وطهرت حلقها بصوت عال، “احم، خليفتي على حق. هامل….حسنًا….مات بالفعل منذ زمن طويل. مات بطريقة غبية بشكل خاص، للدقة.”
تمامًا مثل مكر الساحرة في آكرون، سَـيكون من المستحيل محاولة فهم محتوياتها بعد محاولات قليلة فقط. ومع ذلك، إذا حالو ساحر يائس وموهوب بشكل إستثنائي وكرس نفسه للتعلم من مكر الساحرة عشرات أو حتى مئات المرات، فَسَـيكون بالتأكيد قادرًا على تجاوز حدوده الخاصة.
لا، ليس فقط لوفليان. بإستثناء وحيد والذي هو جينوس، بعد أن تم تجسيده كَـيوجين لايونهارت، لم يقل أو يفعل أي شيء قد يثير شكوك الناس في محيطه.
“لأقول لك الحقيقة، مكر الساحرة في آكرون ليست غير مكتملة في الواقع. لم يتم تقسيمها حتى إلى ثلاثة مجلدات فعلية من الأساس. تم إنشاء مكر الساحرة فقط حتى تتمكن الأجيال القادمة من السحرة من الوصول إلى الأوراق الخاصة بالثقب الأبدي. ومع ذلك — يمكنني أن أؤكد لك — أنا أكبر بكثير مما كنت عليه عندما أنشأت مكر الساحرة لأول مرة. لذا فإن مكر الساحرة هذه هي نسخة أفضل وأكثر إكتمالًا من مكر الساحرة المختومة داخل آكرون.” إبتسمت سيينا وهي تخفض فروست وتابعت، “سأتبرع بمكر الساحرة هذه للبرج الأحمر. سواء كنت ترغب في جعلها التركيز الوحيد للدراسة أو إختيار إستخدامها كَـمنظور مختلف لبحثك الشخصي….أنا أترك هذا لك، سيد البرج الأحمر الحالي، وجميع الأجيال القادمة من سادة البرج الأحمر.”
“شـ-شكرًا جزيلًا….!” تلعثم لوفليان وهو يحني رأسه ويصرخ.
فووش.
– أنا فقط أقول هذا لأنك لا تعرف أي شيء، لكن السير هامل بالتأكيد ليس أحمقًا مثل فارس الموت هذا.
لم تنتهِ سيينا بعد، “أيضًا! ربما إعترفت بك كواحد من ورثتي، لكنك لست بحاجة لمناداتي كَـسيدك الأكبر أو حتى سيدك. فقط نادني بالسيدة سيينا. فهمت؟”
أومأ لوفليان برأسه، “نعم، فهمت.”
ربما لا يزال قادرًا على تمرير الأمر وكأن شيئًا لم يحدث، ولكن….إضطر لوفليان لِـأن يبتلع لعابه بِـخوف.
إبتعدت سيينا عن لوفليان، “أما عن خليفتي، يوجين. أنت….لا بأس إذا كنت تريد تسميتي بِـسيدتي. ولكن لا تطلق علي مسمى السيد الأكبر.”
سأل يوجين، “ما هو الفرق بين الإثنين بالضبط؟”
“لأن مسمى السيد الأكبر يجعلني أبدو أكبر قليلًا من مسمى السيد….!” إشتكت سيينا.
“حسنًا، سأناديكِ السيدة سيينا.” وافق يوجين.
“ماذا في ذلك.” شخر يوجين. “من المفترض أن أدعو السير لوفليان سيدي، الذي بدوره يدعوك سيدة سيينا على الرغم من الإعتراف بك كَـسيدته. لكنكِ تطلبين مني مناداتكِ بالسيدة، كذلك؟”
“فقط لماذا يجب أن تضع الأمر بهذه الطريقة المعقدة والمزعجة؟ يمكنك فقط مخاطبة سيد البرج الأحمر وأنا كَـسيدَيك—آه….هممم….حسنًا، يجب أن يكون هذا جيدًا، صحيح؟ أم هل أنت….هل هذا فقط لأنك تريد أيضًا مناداتي بالسيدة سيينا؟” سألت سيينا، شفتاها ترتعشان وهي تحاول منع نفسها من الإبتسام.
إرتفعت حواجب يوجين عندما أُجبِرَ على الإستماع إلى سخرية سيينا.
ترددت سيينا، “أيضا….لا تزال هناك سيدة البرج الأبيض، صحيح؟ إسمها هو—”
هذه الطريقة في مخاطبتها بدت أيضًا مُرضيةً جدًا لسيينا. ومع ذلك، هز يوجين رأسه بسخط.
سخرت سيينا، “سيد البرج الأخضر الوقح….بالتأكيد لا أريد أن أدرك أن فتى أوسمان هو أحد خلفائي. وفقًا لما سمعته من هذا الخليفة اللطيف الجالس بجواري، أنت، سيد البرج الأحمر، وسيد البرج الأبيض قد كنتما عونًا كبيرًا أثناء إنقاذي. ليس ذلك فحسب، لقد سمعتُ أيضًا الكثير عنكَ من مير. وقالت إنك كنت قد أظهرت دائمًا إهتمامًا خاصًا لها. هل هذا صحيح؟”
“حسنًا، سأناديكِ السيدة سيينا.” وافق يوجين.
شهق لوفليان، “مكر الساحرة….!”
الفصل 321: برج السحر الأحمر (2)
قال لوفليان، “السير يوجين، لا توجد حاجة لمخاطبتي بصفتي سيدك. في الواقع، حتى الآن، وبصرف النظر عن عندما كنت تسألني عن شيء ما أو عندما تشعر بالذنب لسبب ما، لم تنادِني مرة واحدة السيد….لذلك فقط لا تتردد في مخاطبتي بأريحية أكثر.”
أومأ يوجين برأسه، “حسنا، لوفـ-سير لوفليان.”
سأل يوجين، “ما هو الفرق بين الإثنين بالضبط؟”
تمكن يوجين من تجنب إنزلاق اللسان الذي كان ينتظره وقول لوفليان بلا إضافات.
– أنا فقط أقول هذا لأنك لا تعرف أي شيء، لكن السير هامل بالتأكيد ليس أحمقًا مثل فارس الموت هذا.
ترددت سيينا، “أيضا….لا تزال هناك سيدة البرج الأبيض، صحيح؟ إسمها هو—”
“أختي الكبيرة، لدي أيضًا الكثير من الإحترام لك.” قالت ميلكيث بإطراء: “لولاك، أعظم ساحر في العالم، لما أصبحت ساحرةً بنفسي.”
“إنها ميلكيث الحياة! يا أختي الكبرى!” صرخت ميلكيث من خلف نافذة المكتب.
باكية، فركت ميلكيث وجهها بالنافذة المغلقة بإحكام كما لو أنها تحاول الضغط عليها.
‘على كل حال….ماذا لو إكتشف سيد البرج الأحمر كل شيء؟ ألا يعني ذلك أنني لم أعد بحاجة إلى توخي الحذر الشديد؟’ توصلت سيينا فجأة إلى هذا الإستنتاج.
وقد تحولت شكوكه إلى يقين. على الرغم من أن يوجين قد إنفجر بالنفي، من خلال سلسلة المحادثات التي تلت ذلك، أكد لوفليان أن هوية يوجين الحقيقية هي هامل ديناس، البطل منذ ثلاثمائة عام. خلاف ذلك، فإن كل شيء سَـيكون بلا معنى.
كانت ميلكيث تنتظر بالفعل خارج النافذة منذ وقت سابق. وتأمل في التسلل إلى الداخل بطريقة ما، ولكن نظرًا لأن حاجز لوفليان السحري قوي جدًا، لم تتمكن ميلكيث من تجاوزه، لذلك إستمرت فقط في فرك وجهها بالنافذة كما هي الآن.
“حسنًا، سأناديكِ السيدة سيينا.” وافق يوجين.
لاحظت سيينا بتردد، “لا يبدو أنها تتمتع بأي من كرامة سيد البرج….ناهيك عن الساحر الفائق….”
“ماذا في ذلك.” شخر يوجين. “من المفترض أن أدعو السير لوفليان سيدي، الذي بدوره يدعوك سيدة سيينا على الرغم من الإعتراف بك كَـسيدته. لكنكِ تطلبين مني مناداتكِ بالسيدة، كذلك؟”
تنهدت لوفليان، “سيدة سيينا، من فضلك لا تحكمي على شخصيات السحرة الآخرين في هذا العصر بما قد تريهِ من سيدة البرج الأبيض. في مقابل ولادتها بموهبة كبيرة، فإن سيدة البرج الأبيض لديها الكثير من العيوب في شخصيتها.”
قبل ثلاثمائة عام، خلال عصر الحرب، كان مستدعوا الأرواح الذين تمكنوا من التعاقد مع أحد ملوك الأرواح نادرين. حتى عند النظر إلى جميع العصور، ليس هناك مستدعي أرواح آخر تمكن من التعاقد مع ملوك أرواح متعددين.
وأضاف يوجين وهو يومئ برأسه لدعم كلمات لوفليان: “لديها أيضا عادة التنصت.”
حدث هذا في اليوم السابق لحفل إستمرار السلالة عندما شارك لأول مرة وجبة مع لوفليان وأيضًا في نفس يوم حفل إستمرار السلالة نفسها!
بتعبير غير متأكد، نقرت سيينا بإصبعها على النافذة. عند هذه الإيماءة، تم فتح النافذة، وكما لو أنها كانت تنتظر ذلك، إنقلبت ميلكيث إلى الغرفة.
أومأ لوفليان برأسه، “نعم، فهمت.”
بعد أن حصل أخيرًا على إذن سيده الأكبر، رفع لوفليان رأسه ببطء، فقط ليكشف أنه ليس هناك حتى أثر للعصبية السابقة على وجهه. بدلًا من ذلك، بدت عيون لوفليان منتصرة، كما لو أنه قد أكد الحقيقة، وتعبيره سلمي وهادئ.
“سيدة سيينا، الأخت الكبرى!” صرخت ميلكيث بإطراء. “لقد بذلت قصارى جهدي أيضًا لإنقاذك يا أختي! لقد فعلت الكثير أيضًا لرعاية وريثكِ العزيز، يوجين. في الواقع، العباءة التي يرتديها الآن، والتي يرتديها في كل مكان يذهب إليه، كل يوم على مدى السنوات القليلة الماضية، هي مِلكٌ لي في الواقع!”
“هل أعطيتِهِ العباءة كهدية؟” سألت سيينا بينما هي تضيِّق عينيها بشكل خطير.
الفصل 321: برج السحر الأحمر (2)
أجاب يوجين على مضض، “حتى لو كان الموت إنتحارا! إذا قلتِ مثل هذا الشيء، سيدة سيينا، فأنا متأكد من أن السير هامل سيكون حزينًا في الحياة الأخرى.”
ومضت شعلة سوداء من الغيرة في أعماق قلب سيينا.
تنهدت لوفليان، “سيدة سيينا، من فضلك لا تحكمي على شخصيات السحرة الآخرين في هذا العصر بما قد تريهِ من سيدة البرج الأبيض. في مقابل ولادتها بموهبة كبيرة، فإن سيدة البرج الأبيض لديها الكثير من العيوب في شخصيتها.”
هز يوجين رأسه، “إنها ليست هدية. لقد قمنا برهان، وبعد أن فُزت، أخذتها منها.”
‘ولكن لماذا يبدوان وديَّينِ مع بعضهما هكذا؟’ فكرت سيينا بشكل متشكك.
“لم أعطِها لكَ حقًا.” دحضته ميلكيث. “أنا فقط أقرضها لك! هل تعرف كم سنة بقيت لك؟ عندما كنت في السابعة عشرة من العمر، وافقتُ على إقراضها لك لمدة تسع سنوات، لذلك لم يتبقَ سوى خمس سنوات!”
“ألم يتم تمديد الوقت على الإطلاق خلال السنوات القليلة الماضية؟” ذكَّرها يوجين، “على حد علمي، لقد قدمتُ لكِ كل أنواع المساعدة، سيدة ميلكيث.”
تسبب هذا المشهد في إظهار لوفليان لإبتسامة مشرقة.
“من يدري؟ لا أتذكر أيًّ من ذلك.” سخرت ميلكيث. “إذا كان لديك عقد يقول ذلك، فأحضره هنا! هاه؟ ليس لديك واحد، هل لديك؟ لا يمكن الوثوق بالعقود اللفظية؛ لأنه لا أنت ولا أنا، ولا حتى الإله، يعرف ما إذا كنت أنت أو أنا قد نكذب بشأن شيء ما أم لا. على أي حال، لم يتبقَ لك سوى خمس سنوات!”
بعد إطلاق العنان لهذا السيل من الكلمات، زحفت ميلكيث إلى سيينا على ركبتيها.
“أختي الكبيرة، لدي أيضًا الكثير من الإحترام لك.” قالت ميلكيث بإطراء: “لولاك، أعظم ساحر في العالم، لما أصبحت ساحرةً بنفسي.”
“ألم يتم تمديد الوقت على الإطلاق خلال السنوات القليلة الماضية؟” ذكَّرها يوجين، “على حد علمي، لقد قدمتُ لكِ كل أنواع المساعدة، سيدة ميلكيث.”
كشفها يوجين بلا رحمة، “سيدة سيينا، هذه كذبة. مِـمَّا قالته لي سيدة البرج الأبيض، هي أصبحت ساحرة ليس بسببك، سيدة سيينا، ولكن لأنها تحترم فير….السير فيرموث.”
“أنا أحترمهما على حدٍ سواء!” صرخت ميلكيث. “وأنا أحبك يا أختي الكبيرة! لا يزال هناك فرق بين الإحترام والحب، صحيح؟ ذلك لأنني أحبك، لا يمكنك من فضلك أن تعطيني و-و-واحدة من مـ-مـ-مكر الساحرة كذلك؟ أرجوووك؟”
تردد يوجين، “لا، حسنا….ومع ذلك، كَـخليفة للسير هامل، وصغير بعيد، لا أشعر حقًا أن السير هامل سَـيعترف بأنه أحب السيدة سيينا بكلماته الأخيرة على فراش الموت….حسنًا، على الأقل هذا مجرد رأيي في ذلك….”
نظرت سيينا بين يوجين وملكيث بعيون ضيقة.
“أنتِ بالفعل سيدة سيدي السابق.” أكد لوفليان.
جلس لوفليان بأدب أمامها ثم إلتفت للنظر إلى يوجين. يوجين لا يزال لديه تعبير غير مؤكد على وجهه.
‘إذن هذه هي سيدة البرج الأبيض، ميلكيث الحياة. مما سمعته من يوجين، إنها مستدعية أرواح متفوقة تمكنت من إبرام عقود مع ثلاثة ملوك أرواح.’
وأضاف يوجين وهو يومئ برأسه لدعم كلمات لوفليان: “لديها أيضا عادة التنصت.”
تردد لوفليان، “نعم، حسنًا، هذا صحيح.”
‘ولكن لماذا يبدوان وديَّينِ مع بعضهما هكذا؟’ فكرت سيينا بشكل متشكك.
“إعتذاري. يبدو أن لساني قد زل دون قصد. سَـأتأكد من أن أكون أكثر حذرًا من الآن فصاعدًا.” وعد لوفليان.
حلقت خيوط من الضوء السحري الأبيض إلى أحد أركان غرفة لوفليان وإلتفَّتْ حول بعضها البعض لتشكيل كرة. عند رؤية هذا المجال، قفز لوفليان دون وعي من مقعده.
لا يبدو أن هناك أي من المشاعر الطبيعية التي قد تكون موجودة بين الرجل والمرأة، لكن رغم ذلك، لم تحب سيينا ميلكيث حقًا، وبالتالي….
تمامًا مثل مكر الساحرة في آكرون، سَـيكون من المستحيل محاولة فهم محتوياتها بعد محاولات قليلة فقط. ومع ذلك، إذا حالو ساحر يائس وموهوب بشكل إستثنائي وكرس نفسه للتعلم من مكر الساحرة عشرات أو حتى مئات المرات، فَسَـيكون بالتأكيد قادرًا على تجاوز حدوده الخاصة.
“لا، لا أريد ذلك.” أعلنت سيينا بقوة: “سيدة البرج الأبيض، ميلكيث الحياة، أُدرِكُ أنكِ قد قدمتِ الكثير من المساعدة لخليفتي وأنكِ ساهمتِ أيضًا في إنقاذي. ومع ذلك، لا أستطيع أن أعطيك نسخة من مكر الساحرة. بعد كل شيء، أنتِ لستِ واحدةً من خلفائي!”
“الأخخخت الكبرى!” أصدرت ميلكيث أنينًا.
“ماذا في ذلك.” شخر يوجين. “من المفترض أن أدعو السير لوفليان سيدي، الذي بدوره يدعوك سيدة سيينا على الرغم من الإعتراف بك كَـسيدته. لكنكِ تطلبين مني مناداتكِ بالسيدة، كذلك؟”
شخرت سيينا، “سأسمح لك بمناداتي بالأخت الكبيرة. لكن لا شيء أكثر من ذلك.”
عرف لوفليان أنه يخاطر كثيرًا بهذا. فَـالأساس الوحيد لشكوكه هو حدس. وحتى مع ذلك، لقد شعر بِـيقين من الحقيقة، لكن….ماذا لو كان مخطئًا؟
“من فضلك!” أمسكت ميلكيث بساق سيينا وتوسلت.
أدرك لوفليان، ‘بالتفكير في الأمر….منذ أن صِغره، كان السير يوجين يكره دائمًا السحر الأسود والشياطين.’
تحول وجهها إلى تجهم، نظرت سيينا إلى ميلكيث بغضب، ” هل هذه….حقًا….أعظم وأقوى مستدعي أرواح هذا العصر، لا، في كل العصور؟”
أجاب يوجين على مضض، “حتى لو كان الموت إنتحارا! إذا قلتِ مثل هذا الشيء، سيدة سيينا، فأنا متأكد من أن السير هامل سيكون حزينًا في الحياة الأخرى.”
قبل ثلاثمائة عام، خلال عصر الحرب، كان مستدعوا الأرواح الذين تمكنوا من التعاقد مع أحد ملوك الأرواح نادرين. حتى عند النظر إلى جميع العصور، ليس هناك مستدعي أرواح آخر تمكن من التعاقد مع ملوك أرواح متعددين.
“لأقول لك الحقيقة، مكر الساحرة في آكرون ليست غير مكتملة في الواقع. لم يتم تقسيمها حتى إلى ثلاثة مجلدات فعلية من الأساس. تم إنشاء مكر الساحرة فقط حتى تتمكن الأجيال القادمة من السحرة من الوصول إلى الأوراق الخاصة بالثقب الأبدي. ومع ذلك — يمكنني أن أؤكد لك — أنا أكبر بكثير مما كنت عليه عندما أنشأت مكر الساحرة لأول مرة. لذا فإن مكر الساحرة هذه هي نسخة أفضل وأكثر إكتمالًا من مكر الساحرة المختومة داخل آكرون.” إبتسمت سيينا وهي تخفض فروست وتابعت، “سأتبرع بمكر الساحرة هذه للبرج الأحمر. سواء كنت ترغب في جعلها التركيز الوحيد للدراسة أو إختيار إستخدامها كَـمنظور مختلف لبحثك الشخصي….أنا أترك هذا لك، سيد البرج الأحمر الحالي، وجميع الأجيال القادمة من سادة البرج الأحمر.”
‘ولكن هذا….هل هذه حقًا مستدعية الأرواح الوحيدة من نوعها؟’ غير قادرة تماما على تصديق ذلك، إرتجف جسد سيينا بسبب الإشمئزاز.
لم تنتهِ سيينا بعد، “أيضًا! ربما إعترفت بك كواحد من ورثتي، لكنك لست بحاجة لمناداتي كَـسيدك الأكبر أو حتى سيدك. فقط نادني بالسيدة سيينا. فهمت؟”
لوحت سيينا بيدها، “مستحيل، لا بأس بالنسبة لي أن أقول مثل هذا الشيء. لقد كنتُ رفيقة هامل بعد كل شيء، وأيضًا، احم، هامل، هو….ألم يقل أنه يحبني؟ لهذا السبب من الجيد بالنسبة لي أن أقول مثل هذه الأشياء.”
[إنظر إلى هذا، هامل.] صاح تيمبست داخل رأس يوجين. [أنا لست الشخص المخطئ. إنهم ملوك أرواح البرق والأرض والنار الذين هم على خطأ. فقط إلقِ نظرة على تعابير سيينا! لو كُنتَ ساحرًا، لا بل إنسانًا، إذا كنت حتى مخلوقًا متدنيًا لديه القليل من الذكاء! لن تكون قادرًا على فعل أي شيء آخر غير إحتقار وجود ميلكيث الحياة!]
حلقت خيوط من الضوء السحري الأبيض إلى أحد أركان غرفة لوفليان وإلتفَّتْ حول بعضها البعض لتشكيل كرة. عند رؤية هذا المجال، قفز لوفليان دون وعي من مقعده.
‘تسك….’
“احم….” سيينا هي أول من كسر الصمت بسعال.
شعر يوجين بنفس الطريقة، لذلك لم يستطِع قول أي شيء ردًا على تيمبست.
‘على كل حال….ماذا لو إكتشف سيد البرج الأحمر كل شيء؟ ألا يعني ذلك أنني لم أعد بحاجة إلى توخي الحذر الشديد؟’ توصلت سيينا فجأة إلى هذا الإستنتاج.
لكن في أعماقه، إعتقد أنه سَـيود يومًا ما أن يرى تيمبست، الذي يشمئز منها بشدة، يوقع عقدًا مع ميلكيث.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
