سيينا ميردين (2)
الفصل 306: سيينا ميردين (2)
عندما إستقر شعرها المترف ببطء، نظرت سيينا إلى وجه يوجين، غير قادرة على قول كلمة واحدة.
هناك الكثير من الثعالب، لا، الذئاب الجائعة تتجول حول السير يوجين.
تمنت سيينا بصدق خلاص انيسيه. وهكذا، لو كانت انيسيه هي من تزوجها يوجين، فَسَـتكون قادرة على تقبل الأمر إلى حد ما.
هذه ليست المرة الأولى التي يحدث لَمُّ شملهما. منذ سنوات عديدة، جاءت سيينا إلى آروث في شكل إسقاط عقلي.
لا تزال تحاول عدم البكاء. وضعت سيينا يدها على صدرها وهي تحاول التحكم في تنفسها.
حدث بفضل إكتشافها أن إرث هامل، قلادته القديمة، قد ظهر في قصرها. لذلك إستعملت سيينا القوة السحرية الصغيرة التي تركتها لإنشاء إسقاطها العقلي وفتشت آروث للعثور على القلادة.
“هل هذا حقا شيء يجب أن تقوليه أنت؟” أجاب يوجين بإبتسامة على وجهه وهو يقترب من سيينا.
تذكرت فجأة التحذير الذي سمعته من مير.
كإسقاط عقلي لا يمكن أن تتحرك كما تشاء، أو تلمس أي شيء، أو حتى تقول أي شيء، تجولت سيينا في الساحة.
ليس غريبًا أن يقول يوجين ذلك. بينما كان الجو دافئًا دائمًا في سمر في الجنوب، فَـإن الوقت حاليًا هو أوائل الشتاء في آروث. لذلك بطبيعة الحال، لا سبب يدفع سيينا للسخرية منه لقوله هذا. بعد كل شيء، المقصود من مثل هذا التعليق إظهار المراعاة بدلًا من المطالبة بالرد.
“احم….” قام يوجين بتطهير حلقه مرة أخرى وقال: “مبدأيًا، ماذا عن الخروج من هنا؟”
لكن الطاقة السحرية التي غُرِسَتْ في القلادة كانت أضعف من أن تكتشف. في ذلك الوقت، إضطرت سيينا لإختيار أصعب خيار والبحث الأعمى عن القلادة داخل تلك الساحة الكبيرة والمزدحمة، ولكن بعد ذلك….
ثم تراجعت سيينا إلى الوراء، وتمالكت نفسها عن طريق فرك وجهها بيديها.
إهتزت أكتاف سيينا عندما فكرت فجأة في سيناريو آخر. ‘ماذا لو….؟’
‘لقد وجدتك.’
غير قادرة على تذكر ما ستقوله، نظرت سيينا إلى يوجين بلا فعل أو قول شيء، والذي يقف أمامها.
لم تتمكن من سماع صوته مباشرة بأذنيها. تمامًا كما لم تكن سيينا قادرة على نقل صوتها إلى أي شخص، لم تستطِع أيضًا سماع صوت أي شخص آخر. ومع ذلك، شعرت سيينا بصوته.
….حقيقة أن الخاتم ملبوس على إصبع يد يوجين الأيسر قد ألغى حكم سيينا، ولكن في الواقع، الآن بعد أن نظرت إليه بشكل صحيح، يمكنها أن تعرف أنه ليس مجرد خاتم عادي.
لقد كان صوتًا سمعته آخر مرة منذ ثلاثمائة عام. صوتٌ لطالما تذكرته بإعتزاز وتخيلت التحدث إليه مرارًا وتكرارًا.
تلعثمت سيينا في حالة صدمة، “آه….ا-ا-اممم، لا، هذ-هذ-هذا فقط، أنت….هل يمكن أن تكون قد شربتَ قليلًا قبل المجيء إلى هنا؟”
فقط حركة شفتيه كانت كافية لها لسماع صوته. من يوجين، سمعت سيينا هامل يقول، ‘لقد وجدتك.’
‘بدلًا من انيسيه، التي صارت ملاكًا، فَـقديسة العصر الحالي، التي لا تزال على قيد الحياة وبصحة جيدة، أكثر مشبوهيةً. من الممكن أن تكون هذه القديسة قد تأثرت بانيسيه، التي تسكن بداخلها، وتبادلت الخواتم مع هامل….وربما….من الممكن أيضًا أن تكون القديسة نفسها قد وقعت في حب هامل.’
“….آهاها….” ضحكت سيينا.
“هل-هل هي تلك التي تشبه انيسيه، قديسة هذا العصر….؟” سألت سيينا، معتقدة أنه أمرٌ ممكنٌ بالتأكيد.
لذلك ليس الأمر كما لو أنه لم يشعر بالغرابة في قولها، ولكن على الرغم من أنه شعر بالغرابة، إلا أنه لا يزال قد قال هذه الكلمات. لقد مر الكثير من الوقت منذ أن إلتقيا آخر مرة في الحياة الواقعية، وهو يعرف مدى يأس توق كل منهما لهذا اللقاء، تمامًا كما يعلم أنهما لم يعودا بحاجة إلى التشبث بأسفهما القديم — ليس بعد الآن. هذا هو السبب في أنه نطق بمثل هذا الإطراء الذي لم يناسبه حقًا، ولكن الآن، شعر يوجين بالحرج لأن رد فعل سيينا عليه لم يكن إيجابيا.
حدث لم شملهم الثاني داخل شجرة العالم عندما حدثت معجزة لا يمكن أن تحدث عادة. بسبب مزيج من وعي سيينا المختوم، معجزة من انيسيه، التي تحولت إلى ملاك، ومعجزة من شجرة العالم، مركز دين الجان ونفس شجرة العالم التي كانت تلعب فيها سيينا منذ أن طفولتها، تم إنشاء حُلمٍ مُعجِزة.
ظلت عيون سيينا تهتز. بينما تعلم أن التفكير في الأسبقية في قضية كهذه يبدو غريبًا، لا يزال….لو أمكن، كانت سيينا تأمل أن تتحرك قبل انيسيه!
….وفي هذا الحلم، حدث لم شملها مع هامل.
لم الشمل الذي طال انتظاره. لقد أمضت مرات لا تحصى تتساءل عما سيتحدثان عنه عندما يلتقيا.
كانت هناك دموع.
كان هناك ضحك.
“إذا-إذا كنت تريد ذلك.” أذعنت سيينا.
ثم إفترقا بعد تقديم الوعود التالية.
‘لا، لا بد أنني رأيت الأمر خطأ فقط.’
قال هامل إنه سَـينقذ سيينا.
لم الشمل الذي طال انتظاره. لقد أمضت مرات لا تحصى تتساءل عما سيتحدثان عنه عندما يلتقيا.
قالت سيينا إنها سَـتذهب للبحث عن هامل.
تلعثمت سيينا، “يبدو أنك قد بدَّلتَ ملابسك من أجلي. ا-احم، لـ-لذا يبدو أنك حقًا تمتلك جانبًا لطيفًا سرًا، أليس كذلك؟”
خلال لم شملهما الثالث، تم الوفاء بوعديهما.
على الرغم من أن يوجين قد تراجع للخلف في مواجهة تقدم سيينا المفاجئ وحاول التراجع بضع خطوات، إلا أن سيينا لم تسمح لِـيوجين بالهروب. ضربة غاضبة من يدها أصابت جانب يوجين، أخرج يوجين يده اليسرى التي كانت تفتش في الداخل وسحبها للخارج.
“….هاها….”
وهذا هو لم شملهما الرابع.
والآن، تحول الشيء الذي تتجاهله إلى حقيقة لا يمكن إنكارها وصار الآن محفورًا في عيون سيينا.
“هل هذا حقا شيء يجب أن تقوليه أنت؟” أجاب يوجين بإبتسامة على وجهه وهو يقترب من سيينا.
لم الشمل الذي طال انتظاره. لقد أمضت مرات لا تحصى تتساءل عما سيتحدثان عنه عندما يلتقيا.
بعد التحكم بقوة في عيونها الدامعة، نظرت سيينا مباشرة إلى يوجين وسألت، “ما الأمر…مع هذه النظرة؟”
ولكن على الرغم من أنها فكرت كثيرًا في الأمر، إلا أن سيينا ما زالت غير قادرة على طرح موضوع واحد داخل رأسها لإثارة محادثة.
فقط حركة شفتيه كانت كافية لها لسماع صوته. من يوجين، سمعت سيينا هامل يقول، ‘لقد وجدتك.’
غير قادرة على تذكر ما ستقوله، نظرت سيينا إلى يوجين بلا فعل أو قول شيء، والذي يقف أمامها.
‘أي فكرة مجنونة تراودها الآن؟’ شخر يوجين وهز رأسه. لقد عانى من رد فعل مماثل من قبل، لذلك إعتاد عليه الآن.
للإعتقاد بأنهما سيكونان قادرين على الصمود هكذا والوصول إلى هنا، في نفس المكان مع بعضهما البعض مرة أخرى. أثناء تنفس نفس الهواء، رؤية نفس المشاهد، القدرة على الإقتراب من بعضهما البعض متى يشاءان، القدرة على لمس بعضهما البعض والقدرة على سماع أصوات بعضهما البعض.
“لقد ألقيتُ نظرة فاحصة على الأمر.” تلعثمت سيينا وهي تتأخر في العودة إلى رشدها وتركت يد يوجين.
يريد منها أن تهدأ وتلقي نظرة جيدة؟ نفخت سيينا خديها بغضب، ونظرت بنفس النظرة الغاضبة إلى خاتم يوجين.
تكفلت مخاوفها بشأن ما إذا كانت هذه اللحظة التي تشبه الحلم، في الواقع، هي الحقيقة الفعلية بجعل شعر سيينا يتحول إلى اللون الأبيض.
سرعان ما توصلت إلى نتيجة أولية.
“ها….” تلاشى ضحك سيينا.
لم ترغب في البكاء، لذلك إضطرت سيينا لإجبار نفسها عمدًا على الضحك. حتى لو كانت دموع الفرح، فإنها لا تريد أن تظهر له مثل هذا التعبير القبيح والمُخزي.
….وفي هذا الحلم، حدث لم شملها مع هامل.
هناك الكثير من الثعالب، لا، الذئاب الجائعة تتجول حول السير يوجين.
ومع ذلك، لم تستطِع التحكم في عواطفها المتزايدة كما أرادت. ظلت عيناها تومضان بشكل لا إرادي، طرف أنفها يرتعش وقلبها ينبض كما لو مقيد بالسلاسل من حوله.
ثم تنهد بإرتياح لأنه إستمع إلى انيسيه.
حاولت سيينا أن تقول شيئًا، “هذا….”
ماذا لو نجا خمستهم، قتلوا ملوك الشياطين، وأنقذوا العالم؟ لم تكن انيسيه لِـتضطر إلى قبول مثل هذا المصير.
لا تزال تحاول عدم البكاء. وضعت سيينا يدها على صدرها وهي تحاول التحكم في تنفسها.
“ما الأمر مع رد فعلكِ هذا؟” شكك يوجين. “لقد فكرتُ كثيرًا في هذه الكلمات، كما تعلمين.”
بعد التحكم بقوة في عيونها الدامعة، نظرت سيينا مباشرة إلى يوجين وسألت، “ما الأمر…مع هذه النظرة؟”
لماذا يبدو مختلفًا كثيرًا عما كان يبدو عليه خلال لم شملهما السابق؟
“آآآه، بجدية؟ أنتِ تثيرين مثل هذه الضجة على الرغم من أنني أمدحك؟” إشتكى يوجين وهو يضع قبعة سيينا، التي لا يزال متمسكا بها، داخل عباءته.
تسبب هذا في تسابق قلبها بشكل أسرع.
لها.
“أنت!” هدرت سيينا كما أضاءت عينيها بضوء متعطش للدماء.
بدا أن خديه الأملسين، الخاليين من ندبة واحدة حتى، متوهجان، وقد تم ترتيب شعره الأشعث لإعطاء رؤية أوضح لعينيه. يرتدي بدلة توكسيدو نظيفة بدون أي تجاعيد ومعطف ملفوف على كتفيه….
على الرغم من أن يوجين قد تراجع للخلف في مواجهة تقدم سيينا المفاجئ وحاول التراجع بضع خطوات، إلا أن سيينا لم تسمح لِـيوجين بالهروب. ضربة غاضبة من يدها أصابت جانب يوجين، أخرج يوجين يده اليسرى التي كانت تفتش في الداخل وسحبها للخارج.
“قد يكون الجو باردًا بعض الشيء في الخارج بالنسبة لك.” قال يوجين مراعيًا لِـسيينا.
رؤيته يرتدي مثل هذا الرداء جعل سيينا تتساءل….
لم تتمكن من سماع صوته مباشرة بأذنيها. تمامًا كما لم تكن سيينا قادرة على نقل صوتها إلى أي شخص، لم تستطِع أيضًا سماع صوت أي شخص آخر. ومع ذلك، شعرت سيينا بصوته.
تلعثمت سيينا، “يبدو أنك قد بدَّلتَ ملابسك من أجلي. ا-احم، لـ-لذا يبدو أنك حقًا تمتلك جانبًا لطيفًا سرًا، أليس كذلك؟”
“هل هذا حقا شيء يجب أن تقوليه أنت؟” أجاب يوجين بإبتسامة على وجهه وهو يقترب من سيينا.
سيينا أيضًا تدرك جيدًا نوع المشاعر التي تشعر بها انيسيه تجاه هامل.
شعر يوجين أيضًا بنفس شعور الإثارة في صدره.
“أنت يا إبن العاهرة.” شتمته سيينا.
خلال لم شملهما الثالث، تم الوفاء بوعديهما.
لم يكن يوجين هو الوحيد الذي بذل الكثير من الجهد في إرتداء الملابس لهذا اليوم. إعتقدَ أن الزي الذي رآها فيه في المرة الأخيرة بدا جيدًا بما فيه الكفاية، لكن سيينا غيَّرتْ أيضًا إلى مجموعة جديدة من الملابس.
لا تزال تحاول عدم البكاء. وضعت سيينا يدها على صدرها وهي تحاول التحكم في تنفسها.
نفت سيينا: “أ-أنا لم أغير ملابسي من أجلك.”
‘لا، لا بد أنني رأيت الأمر خطأ فقط.’
بدأ يوجين يقترب ببطء. ألن يتمكن قريبًا من سماع صوت قلبها المتسارع بصوتٍ عال؟ أثناء وجود مثل هذه المخاوف، ضغطت سيينا بقوة على صدرها.
“حسنًا، حسنًا.” قال يوجين بإبتسامة بينما توقفت خطواته. بينما ينظر مباشرة إلى وجه سيينا من مسافة قريبة الآن، قال: “تبدو جيدةً عليك.”
‘يا لها من يد كبيرة….هناك عروق واضحة على الظهر مع بشرة خشنة مثل الفولاذ داخل راحة يده. أصابعه طويلة ومتعرجة ومن هذه المسافة، يمكنني أن ألتقط رائحة جسده بشكل طفيف.’ كل هذه العوامل تسببت في زيادة سخونة وجه سيينا.
ترددت سيينا، “هذا فقط….آه….احم، حول ملابسي، لقد مر الكثير من الوقت، لذلك كانوا جميعًا مهترئين….امم….لقد لاحظت أيضًا أن الكثير من الأشياء قد تغيرت بين ذلك الحين والآن، لذلك حاولت فقط إرتداء بعض الملابس التي تتناسب مع العصر الحالي—”
“حسنًا، حسنًا.” قال يوجين بإبتسامة بينما توقفت خطواته. بينما ينظر مباشرة إلى وجه سيينا من مسافة قريبة الآن، قال: “تبدو جيدةً عليك.”
“….ماذا؟” قالت سيينا، متفاجئة.
كرر يوجين كلامه، “قُلتُ إنها تبدو جيدةً عليك. ماذا في ذلك؟”
“أنت….هـ-هـ-هل أنت مجنون؟” تلعثمت سيينا، وتحول وجهها إلى اللون الأحمر الفاتح.
فقط حركة شفتيه كانت كافية لها لسماع صوته. من يوجين، سمعت سيينا هامل يقول، ‘لقد وجدتك.’
أثناء محاولتها لتغطية وجهها المحموم بكلتا يديها، تراجعت سيينا بضع خطوات.
هل يجب أن يعطي الهدية لها الآن؟ لا، يجب أن يحدث ذلك في وقت لاحق قليلًا. إذا أعطاها لها الآن، فقد تثير سيينا ضجة أخرى حول كيف أن مثل هذا الإجراء لا يناسبه حقًا، وقد يموت يوجين حقًا من الإحراج.
“….آه….احم….” سعلت سيينا بإحراج وهي ترفع يد يوجين، التي لا تزال تمسكها بإحكام، لإلقاء نظرة فاحصة. ثم فتحت عينيها على مصراعيها وهي تنظر إلى الخاتم في إصبعه “…إذا تم دمجه مع عقد سحري، فهذا يعني أن هذا الخاتم هو رمز وعد. هذا صحيح، كل إصبع له معنى مختلف خاص به، لكن إصبع اليد اليسرى يحمل دائمًا هذا النوع من الرمزية منذ العصور القديمة. سواء في مجالات الشعوذة أو في السحر….آه—!”
‘ماذا قال الآن؟ تبدو….يبدو جيدةً عليك؟ قال لي ذلك؟ شيء كهذا؟ ذلك الغبي، الأبله، الوغد هامل؟’
“ما الأمر مع رد فعلكِ هذا؟” شكك يوجين. “لقد فكرتُ كثيرًا في هذه الكلمات، كما تعلمين.”
شخر يوجين، “نعم، إستمري.”
تلعثمت سيينا في حالة صدمة، “آه….ا-ا-اممم، لا، هذ-هذ-هذا فقط، أنت….هل يمكن أن تكون قد شربتَ قليلًا قبل المجيء إلى هنا؟”
لماذا يبدو مختلفًا كثيرًا عما كان يبدو عليه خلال لم شملهما السابق؟
“لماذا قد أتناول مشروبًا قبل المجيء إلى هنا لمقابلتك؟” سأل يوجين بإرتباك.
ثم تقدمت نحو يوجين بسرعة وغضب.
إحتجَّتْ سيينا، “هذا لأنك تقول أشياء لا تقولها أنت عادةً، أشياء لا تناسبك حقا—!”
“حقًا الآن. ليس الأمر كما لو أنني قلت أي شيء غريب.” تذمر يوجين عندما بدأت إحدى يديه في البحث في جيوب معطفه لسبب ما.
هدية.
لقد قالت إن هذه الكلمات لا تشبهه ولا تناسبه حقًا، ويوجين بطبيعة الحال مدركٌ تمامًا لذلك. سواء كان ذلك في حياته السابقة أو بعد تناسخه، يوجين ليس من النوع الذي يقول مثل هذه الكلمات.
لذلك ليس الأمر كما لو أنه لم يشعر بالغرابة في قولها، ولكن على الرغم من أنه شعر بالغرابة، إلا أنه لا يزال قد قال هذه الكلمات. لقد مر الكثير من الوقت منذ أن إلتقيا آخر مرة في الحياة الواقعية، وهو يعرف مدى يأس توق كل منهما لهذا اللقاء، تمامًا كما يعلم أنهما لم يعودا بحاجة إلى التشبث بأسفهما القديم — ليس بعد الآن. هذا هو السبب في أنه نطق بمثل هذا الإطراء الذي لم يناسبه حقًا، ولكن الآن، شعر يوجين بالحرج لأن رد فعل سيينا عليه لم يكن إيجابيا.
“لا يهمني في كلتا الحالتين. بدلًا من صورة لا يمكن حتى لمسها أو التحدث إليها، أُفضِّلُ أنتِ الحقيقية التي تستمر في التذمر والنقر على لسانها.” إعترف يوجين.
“….احم..” سعل يوجين بشكل محرج وهو ينظر إلى ملابس سيينا الحالية مرة أخرى.
“هل هذا حقا شيء يجب أن تقوليه أنت؟” أجاب يوجين بإبتسامة على وجهه وهو يقترب من سيينا.
ثم تنهد بإرتياح لأنه إستمع إلى انيسيه.
على الرغم من أن يوجين قد تراجع للخلف في مواجهة تقدم سيينا المفاجئ وحاول التراجع بضع خطوات، إلا أن سيينا لم تسمح لِـيوجين بالهروب. ضربة غاضبة من يدها أصابت جانب يوجين، أخرج يوجين يده اليسرى التي كانت تفتش في الداخل وسحبها للخارج.
‘أي فكرة مجنونة تراودها الآن؟’ شخر يوجين وهز رأسه. لقد عانى من رد فعل مماثل من قبل، لذلك إعتاد عليه الآن.
هل يجب أن يعطي الهدية لها الآن؟ لا، يجب أن يحدث ذلك في وقت لاحق قليلًا. إذا أعطاها لها الآن، فقد تثير سيينا ضجة أخرى حول كيف أن مثل هذا الإجراء لا يناسبه حقًا، وقد يموت يوجين حقًا من الإحراج.
رفضت سيينا، “أيها العاهر الوغد.”
“…أوه، هذا صحيح.” غيَّر يوجين الموضوع. “هناك شيء أردت أن أسألك عنه.”
“مـ-ما الأمر؟” تلعثمت سيينا.
ما رأيكِ بي؟ هل تُحبينني؟ في تلك اللحظة القصيرة، ظهرت أسئلة مثل هذه مرارًا وتكرارًا داخل رأس سيينا.
“ها….” تلاشى ضحك سيينا.
ومع ذلك، سأل يوجين شيئًا مختلفًا تمامًا عن قائمة الأسئلة التي تخيلتها سيينا، “سابقًا، بعد أن قتلنا رايزاكيا. قبل أن تختفي، ماذا كُنتِ تحاولين أن تقولي لي؟”
ثم تقدمت نحو يوجين بسرعة وغضب.
لقد رفعت آمالها على عجل، لكن لا يزال من المؤلم خيانة توقعاتها….إنفصلت شفاه سيينا في حالة ذهول، ورمشت مرارًا وتكرارًا وهي تكرر السؤال في رأسها.
سرعان ما إستعادت سيينا رباطة جأشها وهي تطلق صرخة حادة، “آه!”
‘إذا كانا قد تبادلا الخواتم فقط، إذن لا يزال هذا على ما يرام، لكن….إلى أي مدى ذهبا حقًا؟’
ثم تقدمت نحو يوجين بسرعة وغضب.
‘بدلًا من انيسيه، التي صارت ملاكًا، فَـقديسة العصر الحالي، التي لا تزال على قيد الحياة وبصحة جيدة، أكثر مشبوهيةً. من الممكن أن تكون هذه القديسة قد تأثرت بانيسيه، التي تسكن بداخلها، وتبادلت الخواتم مع هامل….وربما….من الممكن أيضًا أن تكون القديسة نفسها قد وقعت في حب هامل.’
على الرغم من أن يوجين قد تراجع للخلف في مواجهة تقدم سيينا المفاجئ وحاول التراجع بضع خطوات، إلا أن سيينا لم تسمح لِـيوجين بالهروب. ضربة غاضبة من يدها أصابت جانب يوجين، أخرج يوجين يده اليسرى التي كانت تفتش في الداخل وسحبها للخارج.
“لا يهمني في كلتا الحالتين. بدلًا من صورة لا يمكن حتى لمسها أو التحدث إليها، أُفضِّلُ أنتِ الحقيقية التي تستمر في التذمر والنقر على لسانها.” إعترف يوجين.
“أنت!” هدرت سيينا كما أضاءت عينيها بضوء متعطش للدماء.
‘بدلًا من انيسيه، التي صارت ملاكًا، فَـقديسة العصر الحالي، التي لا تزال على قيد الحياة وبصحة جيدة، أكثر مشبوهيةً. من الممكن أن تكون هذه القديسة قد تأثرت بانيسيه، التي تسكن بداخلها، وتبادلت الخواتم مع هامل….وربما….من الممكن أيضًا أن تكون القديسة نفسها قد وقعت في حب هامل.’
نظرت بغضب إلى إصبع الخاتم في يده اليسرى الذي رصدته قبل شهر، قبل إختفائها مباشرة. بينما كانت في منتصف إعادة تشكيل وإصلاح جسدها داخل شجرة العالم، قامت سيينا ببعض الإستنتاجات المطولة حول الهوية الحقيقية لهذا الخاتم.
لم تتمكن من سماع صوته مباشرة بأذنيها. تمامًا كما لم تكن سيينا قادرة على نقل صوتها إلى أي شخص، لم تستطِع أيضًا سماع صوت أي شخص آخر. ومع ذلك، شعرت سيينا بصوته.
سرعان ما توصلت إلى نتيجة أولية.
بدا أن خديه الأملسين، الخاليين من ندبة واحدة حتى، متوهجان، وقد تم ترتيب شعره الأشعث لإعطاء رؤية أوضح لعينيه. يرتدي بدلة توكسيدو نظيفة بدون أي تجاعيد ومعطف ملفوف على كتفيه….
إهتزت أكتاف سيينا عندما فكرت فجأة في سيناريو آخر. ‘ماذا لو….؟’
‘لا، لا بد أنني رأيت الأمر خطأ فقط.’
هل يجب أن يعطي الهدية لها الآن؟ لا، يجب أن يحدث ذلك في وقت لاحق قليلًا. إذا أعطاها لها الآن، فقد تثير سيينا ضجة أخرى حول كيف أن مثل هذا الإجراء لا يناسبه حقًا، وقد يموت يوجين حقًا من الإحراج.
لا بد أن عينيها قد أخطأتا لأنها كانت على وشك الاختفاء. على الرغم من أن هذا هو إستنتاجٌ جامح إلى حد ما، إلا أن سيينا قررت إحتضانه في الوقت الحالي. لقد أكدت لنفسها أنها سَـتحتاج فقط إلى إلقاء نظرة فاحصة وتأكيد الأمر بأم عينيها عندما يلتقيا بعد شهر واحد.
لم ترغب في البكاء، لذلك إضطرت سيينا لإجبار نفسها عمدًا على الضحك. حتى لو كانت دموع الفرح، فإنها لا تريد أن تظهر له مثل هذا التعبير القبيح والمُخزي.
لقد توصلت، التي تسمى سيينا الحكيمة، إلى مثل هذا الإستنتاج الجامح لأن هناك شهرًا متبقيًا قبل أن يتمكنا من الإجتماع، وهو شهر لن تتمكن فيه من الذهاب والتحقق من ذلك بنفسها، وهي حقًا لا تريد التعامل مع هذا الضغط النفسي. في الواقع، هي تعلم بالفعل أنها لم تر أي شيء بشكل خاطئ ولكنها تتجاهل الحقيقة عمدًا.
“هل-هل هي تلك التي تشبه انيسيه، قديسة هذا العصر….؟” سألت سيينا، معتقدة أنه أمرٌ ممكنٌ بالتأكيد.
والآن، تحول الشيء الذي تتجاهله إلى حقيقة لا يمكن إنكارها وصار الآن محفورًا في عيون سيينا.
هل يجب أن يعطي الهدية لها الآن؟ لا، يجب أن يحدث ذلك في وقت لاحق قليلًا. إذا أعطاها لها الآن، فقد تثير سيينا ضجة أخرى حول كيف أن مثل هذا الإجراء لا يناسبه حقًا، وقد يموت يوجين حقًا من الإحراج.
تمنت سيينا بصدق خلاص انيسيه. وهكذا، لو كانت انيسيه هي من تزوجها يوجين، فَسَـتكون قادرة على تقبل الأمر إلى حد ما.
لدى يوجين خاتم على إصبعه الأيسر!
“احم….” قام يوجين بتطهير حلقه مرة أخرى وقال: “مبدأيًا، ماذا عن الخروج من هنا؟”
بدأ شعر سيينا يطفو ببطء لأعلى وهي تتلعثم، “أنت….أ-أ-أنت! أنت متزوج؟ مخطوب؟ مـ-ما الأمر مع هذا؟ مِمَّن؟!”
تذكرت فجأة التحذير الذي سمعته من مير.
هناك الكثير من الثعالب، لا، الذئاب الجائعة تتجول حول السير يوجين.
لقد رفعت آمالها على عجل، لكن لا يزال من المؤلم خيانة توقعاتها….إنفصلت شفاه سيينا في حالة ذهول، ورمشت مرارًا وتكرارًا وهي تكرر السؤال في رأسها.
لقد حاولت تجاهل هذه الكلمات أيضًا، ولكن الآن، لم تعد هناك حاجة لها للقيام بذلك. أما لماذا هذا؟ ذلك لأن هامل، لا، يوجين، حاليًا أمام سيينا.
تلعثمت سيينا، “هـ-هـ-هـ-هل هي….انيسيه؟!”
‘إنه يفعل ذلك مرة أخرى!’ سقط فك سيينا وهي تنظر إلى يوجين.
تلعثمت سيينا، “هـ-هـ-هـ-هل هي….انيسيه؟!”
‘أي فكرة مجنونة تراودها الآن؟’ شخر يوجين وهز رأسه. لقد عانى من رد فعل مماثل من قبل، لذلك إعتاد عليه الآن.
انيسيه سليوود. بما أن انيسيه، وهي امرأة لديها جانب يشبه الأفعى، فيمكن وصفها بالتأكيد بأنها ذئب جائع.
سيينا أيضًا تدرك جيدًا نوع المشاعر التي تشعر بها انيسيه تجاه هامل.
“أنت يا إبن العاهرة.” شتمته سيينا.
‘مصيرها يرثى له بشكل لا يضاهى أكثر من مصيري.’
على الرغم من أنها من الممكن أن تنجو بطريقة ما من مصيرها إذا أرادت ذلك حقًا، إلا أن انيسيه إختارت عدم القيام بذلك وقبلت مصيرها. بينما بقيت نقية طوال حياتها، عاشت انيسيه حياة المعبود الديني كَـقديسة.
‘أي فكرة مجنونة تراودها الآن؟’ شخر يوجين وهز رأسه. لقد عانى من رد فعل مماثل من قبل، لذلك إعتاد عليه الآن.
المصير الذي قبلته انيسيه سرق منها السعادة التي تستحقها وجعل من المستحيل عليها أن ترتاح حتى في الموت. انيسيه تدرك تمامًا هذه الحقائق، لكنها ما زالت تقرر قبول مصيرها. من أجل المستقبل، من أجل العالم، ولأن أجيالهم المستقبلية سَـتحتاج إلى قديسة.
لكن ماذا لو لم يمت هامل….
قال يوجين وهو يشير بإصبعه إلى شيء خلف ظهر سيينا: “من الغريب أن أراكِ هكذا.”
ثم تنهد بإرتياح لأنه إستمع إلى انيسيه.
ماذا لو نجا خمستهم، قتلوا ملوك الشياطين، وأنقذوا العالم؟ لم تكن انيسيه لِـتضطر إلى قبول مثل هذا المصير.
“ما الأمر مع رد فعلكِ هذا؟” شكك يوجين. “لقد فكرتُ كثيرًا في هذه الكلمات، كما تعلمين.”
بعد التحكم بقوة في عيونها الدامعة، نظرت سيينا مباشرة إلى يوجين وسألت، “ما الأمر…مع هذه النظرة؟”
ما الجيد جدًا في كونها القديسة؟ حتى لو عنى ذلك مواجهة البابا والكنيسة بأكملها، حتى لو رفضت انيسيه بنفسها، فإن سيينا كانت سَـتختار مع ذلك إجبار انيسيه حتى يتمكنا من الحصول على مستقبل مع هامل.
ومع ذلك، لم تتمكن من القيام بذلك. مات هامل، ولم يتمكنوا من ذبح كل ملوك الشياطين. لقد هُزمِوا. لذلك إضطروا إلى إجراء تدابير طارئة للمستقبل.
لم تتمكن من سماع صوته مباشرة بأذنيها. تمامًا كما لم تكن سيينا قادرة على نقل صوتها إلى أي شخص، لم تستطِع أيضًا سماع صوت أي شخص آخر. ومع ذلك، شعرت سيينا بصوته.
وها هو المستقبل قد حلَّ الآن. ضحت انيسيه بنفسها وأصبحت ملاكًا. خلقت المعجزة غير الأخلاقية والمغمورة بالدماء الخاصة بإمبراطورية يوراس المقدسة قديسةً تشبه انيسيه تمامًا في العصر الحالي، بينما انيسيه، التي صارت ملاكًا، تسكن الآن داخل قديسة هذا العصر.
ومع ذلك!
عباءةٌ لها لون أرجواني عتيق. إستراح رداء قصير على كتفيها بينما إستمرت بقية العباءة المطرزة بالذهب أسفل وتوقفت عند فخذي سيينا. إختار يوجين هذه العباءة لأنه إعتقدَ أن لونها سَـيكون جيدًا مع شعر سيينا الأرجواني، وقد نجح تمامًا كما إعتقد.
تمنت سيينا بصدق خلاص انيسيه. وهكذا، لو كانت انيسيه هي من تزوجها يوجين، فَسَـتكون قادرة على تقبل الأمر إلى حد ما.
قال هامل إنه سَـينقذ سيينا.
ومع ذلك!
‘أي فكرة مجنونة تراودها الآن؟’ شخر يوجين وهز رأسه. لقد عانى من رد فعل مماثل من قبل، لذلك إعتاد عليه الآن.
‘لقد إتخذتْ خطوةً قبلي؟’
هدية.
لا يمكن السماح بذلك.
‘إذا كانا قد تبادلا الخواتم فقط، إذن لا يزال هذا على ما يرام، لكن….إلى أي مدى ذهبا حقًا؟’
لم الشمل الذي طال انتظاره. لقد أمضت مرات لا تحصى تتساءل عما سيتحدثان عنه عندما يلتقيا.
ظلت عيون سيينا تهتز. بينما تعلم أن التفكير في الأسبقية في قضية كهذه يبدو غريبًا، لا يزال….لو أمكن، كانت سيينا تأمل أن تتحرك قبل انيسيه!
“….بأي حال من الأحوال….” تمتمت سيينا مع نفسها.
بعد التحكم بقوة في عيونها الدامعة، نظرت سيينا مباشرة إلى يوجين وسألت، “ما الأمر…مع هذه النظرة؟”
إهتزت أكتاف سيينا عندما فكرت فجأة في سيناريو آخر. ‘ماذا لو….؟’
“هل-هل هي تلك التي تشبه انيسيه، قديسة هذا العصر….؟” سألت سيينا، معتقدة أنه أمرٌ ممكنٌ بالتأكيد.
فقط حركة شفتيه كانت كافية لها لسماع صوته. من يوجين، سمعت سيينا هامل يقول، ‘لقد وجدتك.’
“….احم..” سعل يوجين بشكل محرج وهو ينظر إلى ملابس سيينا الحالية مرة أخرى.
‘بدلًا من انيسيه، التي صارت ملاكًا، فَـقديسة العصر الحالي، التي لا تزال على قيد الحياة وبصحة جيدة، أكثر مشبوهيةً. من الممكن أن تكون هذه القديسة قد تأثرت بانيسيه، التي تسكن بداخلها، وتبادلت الخواتم مع هامل….وربما….من الممكن أيضًا أن تكون القديسة نفسها قد وقعت في حب هامل.’
“قد يكون الجو باردًا بعض الشيء في الخارج بالنسبة لك.” قال يوجين مراعيًا لِـسيينا.
حاول يوجين أن يخبرها “إهدأي.”
“هل هذا حقا شيء يجب أن تقوليه أنت؟” أجاب يوجين بإبتسامة على وجهه وهو يقترب من سيينا.
‘أي فكرة مجنونة تراودها الآن؟’ شخر يوجين وهز رأسه. لقد عانى من رد فعل مماثل من قبل، لذلك إعتاد عليه الآن.
تذكرت فجأة التحذير الذي سمعته من مير.
بطبيعة الحال، لم تتمكن سيينا من الهدوء على الفور لمجرد أن يوجين قد طلب ذلك. مع عيونها التي تزداد برودة مع كل لحظة، نظرت إليه بغضب.
عاد النور الآن إلى عينيها الباردة الميتة. غير مدركة لِـكَم إحمرَّ وجهها، ظلت سيينا تتلعثم.
“أنت يا إبن العاهرة.” شتمته سيينا.
نظر يوجين إلى سيينا بإبتسامة على وجهه.
قالت سيينا إنها سَـتذهب للبحث عن هامل.
تنهد يوجين، “أنا أقول لكِ أن تهدأي.”
“…ما الذي تنظر إليه هكذا؟” تذمرت سيينا، عابسةً ردًا على نظرته وتسليته الواضحة.
رفضت سيينا، “أيها العاهر الوغد.”
‘ماذا قال الآن؟ تبدو….يبدو جيدةً عليك؟ قال لي ذلك؟ شيء كهذا؟ ذلك الغبي، الأبله، الوغد هامل؟’
“مهلًا، مهلًا. توقفي عن الشتم وألقِ نظرة فاحصةً عليه. ألا يجب أن تكوني قادرةً على معرفة أن هذا ليس خاتمًا عاديًا؟” أقنعها يوجين.
“أ-أنت تفعل هذا عن قصد، أليس كذلك؟” إتهمته سيينا بمجرد أن استعادت رباطة جأشها.
يريد منها أن تهدأ وتلقي نظرة جيدة؟ نفخت سيينا خديها بغضب، ونظرت بنفس النظرة الغاضبة إلى خاتم يوجين.
….حقيقة أن الخاتم ملبوس على إصبع يد يوجين الأيسر قد ألغى حكم سيينا، ولكن في الواقع، الآن بعد أن نظرت إليه بشكل صحيح، يمكنها أن تعرف أنه ليس مجرد خاتم عادي.
‘لقد إتخذتْ خطوةً قبلي؟’
والآن، تحول الشيء الذي تتجاهله إلى حقيقة لا يمكن إنكارها وصار الآن محفورًا في عيون سيينا.
“….آه….احم….” سعلت سيينا بإحراج وهي ترفع يد يوجين، التي لا تزال تمسكها بإحكام، لإلقاء نظرة فاحصة. ثم فتحت عينيها على مصراعيها وهي تنظر إلى الخاتم في إصبعه “…إذا تم دمجه مع عقد سحري، فهذا يعني أن هذا الخاتم هو رمز وعد. هذا صحيح، كل إصبع له معنى مختلف خاص به، لكن إصبع اليد اليسرى يحمل دائمًا هذا النوع من الرمزية منذ العصور القديمة. سواء في مجالات الشعوذة أو في السحر….آه—!”
وهذا هو لم شملهما الرابع.
شخر يوجين، “نعم، إستمري.”
سعلت سيينا مرة أخرى، “احم….في الواقع، يجب أن أقول، كُنتُ بالفعل على علم بهذا، هامل، لا، أعني، يوجين. أنا حقًا أعرف ذلك بالفعل. لماذا قد لا أكون قادرةً على معرفة ما هو على الفور؟ يستحيل ألَّا أُلاحِظ، أنا، سيينا ميردين، أعظم وأكثر ساحرة حكمة في تاريخ القارة، هذه الحقيقة. أنا كنت فقط….كنت فقط أقوم بمقلب بك.”
عاد النور الآن إلى عينيها الباردة الميتة. غير مدركة لِـكَم إحمرَّ وجهها، ظلت سيينا تتلعثم.
لماذا يبدو مختلفًا كثيرًا عما كان يبدو عليه خلال لم شملهما السابق؟
“هذا….احم….إنه بالتأكيد خاتم سحري. ليس فقط أي سحرٍ عادي أيضًا؛ لقد تم تعزيزه بالسحر الإلهي القديم….” تمتمت سيينا بينما وجهها يقترب أكثر فأكثر من يد يوجين اليسرى.
هدية.
على الرغم من أنها من الممكن أن تنجو بطريقة ما من مصيرها إذا أرادت ذلك حقًا، إلا أن انيسيه إختارت عدم القيام بذلك وقبلت مصيرها. بينما بقيت نقية طوال حياتها، عاشت انيسيه حياة المعبود الديني كَـقديسة.
‘يا لها من يد كبيرة….هناك عروق واضحة على الظهر مع بشرة خشنة مثل الفولاذ داخل راحة يده. أصابعه طويلة ومتعرجة ومن هذه المسافة، يمكنني أن ألتقط رائحة جسده بشكل طفيف.’ كل هذه العوامل تسببت في زيادة سخونة وجه سيينا.
“…أوه، هذا صحيح.” غيَّر يوجين الموضوع. “هناك شيء أردت أن أسألك عنه.”
لقد إقتربت كثيرًا. إذا قام يوجين بإمالة يده قليلًا، فَسَـيلامس ظهر يده خدها.
بعد التحكم بقوة في عيونها الدامعة، نظرت سيينا مباشرة إلى يوجين وسألت، “ما الأمر…مع هذه النظرة؟”
“لقد ألقيتُ نظرة فاحصة على الأمر.” تلعثمت سيينا وهي تتأخر في العودة إلى رشدها وتركت يد يوجين.
ثم تراجعت سيينا إلى الوراء، وتمالكت نفسها عن طريق فرك وجهها بيديها.
تلعثمت سيينا، “هـ-هـ-هـ-هل هي….انيسيه؟!”
نظر يوجين إلى سيينا بإبتسامة على وجهه.
نفت سيينا: “أ-أنا لم أغير ملابسي من أجلك.”
‘ماذا قال الآن؟ تبدو….يبدو جيدةً عليك؟ قال لي ذلك؟ شيء كهذا؟ ذلك الغبي، الأبله، الوغد هامل؟’
“…ما الذي تنظر إليه هكذا؟” تذمرت سيينا، عابسةً ردًا على نظرته وتسليته الواضحة.
قال يوجين وهو يشير بإصبعه إلى شيء خلف ظهر سيينا: “من الغريب أن أراكِ هكذا.”
“أ-أنت تفعل هذا عن قصد، أليس كذلك؟” إتهمته سيينا بمجرد أن استعادت رباطة جأشها.
حدث بفضل إكتشافها أن إرث هامل، قلادته القديمة، قد ظهر في قصرها. لذلك إستعملت سيينا القوة السحرية الصغيرة التي تركتها لإنشاء إسقاطها العقلي وفتشت آروث للعثور على القلادة.
أشار إلى الإبتسامة التي رسمها الفنان على صورة سيينا. أعطى هذا التعبير اللطيف على الصورة شعورًا مختلفًا تمامًا عن وجه سيينا الحقيقي.
زفرت سيينا بهدوء “….همف، يبدو أنك تحب هذا التعبير؟ أنا آسفة، ولكن حتى لو أردت ذلك، لا يمكنني إظهار مثل هذا النوع من الإبتسامة. حتى في ذلك الوقت، كان لدي نفس التعبير كما لدي الآن. الشخص الذي رسم الصورة فعل كل شيء بمفرده—”
“لا يهمني في كلتا الحالتين. بدلًا من صورة لا يمكن حتى لمسها أو التحدث إليها، أُفضِّلُ أنتِ الحقيقية التي تستمر في التذمر والنقر على لسانها.” إعترف يوجين.
الفصل 306: سيينا ميردين (2)
‘لا، لا بد أنني رأيت الأمر خطأ فقط.’
‘إنه يفعل ذلك مرة أخرى!’ سقط فك سيينا وهي تنظر إلى يوجين.
لكن ماذا لو لم يمت هامل….
سرعان ما إستعادت سيينا رباطة جأشها وهي تطلق صرخة حادة، “آه!”
“أ-أنت تفعل هذا عن قصد، أليس كذلك؟” إتهمته سيينا بمجرد أن استعادت رباطة جأشها.
سعلت سيينا مرة أخرى، “احم….في الواقع، يجب أن أقول، كُنتُ بالفعل على علم بهذا، هامل، لا، أعني، يوجين. أنا حقًا أعرف ذلك بالفعل. لماذا قد لا أكون قادرةً على معرفة ما هو على الفور؟ يستحيل ألَّا أُلاحِظ، أنا، سيينا ميردين، أعظم وأكثر ساحرة حكمة في تاريخ القارة، هذه الحقيقة. أنا كنت فقط….كنت فقط أقوم بمقلب بك.”
فقط حركة شفتيه كانت كافية لها لسماع صوته. من يوجين، سمعت سيينا هامل يقول، ‘لقد وجدتك.’
“أفعل ماذا؟” إستجاب يوجين ببراءة.
إحتجَّتْ سيينا، “هذا لأنك تقول أشياء لا تقولها أنت عادةً، أشياء لا تناسبك حقا—!”
صرخت سيينا، “أنت تستمر في قول أشياء لا تشبهك—!”
“آآآه، بجدية؟ أنتِ تثيرين مثل هذه الضجة على الرغم من أنني أمدحك؟” إشتكى يوجين وهو يضع قبعة سيينا، التي لا يزال متمسكا بها، داخل عباءته.
إهتزت أكتاف سيينا عندما فكرت فجأة في سيناريو آخر. ‘ماذا لو….؟’
“لماذا تضع قبعتي بالداخل هناك؟” سألت سيينا.
“أنت يا إبن العاهرة.” شتمته سيينا.
قال يوجين بلا مبالاة: “لا سبب محدد.”
للإعتقاد بأنهما سيكونان قادرين على الصمود هكذا والوصول إلى هنا، في نفس المكان مع بعضهما البعض مرة أخرى. أثناء تنفس نفس الهواء، رؤية نفس المشاهد، القدرة على الإقتراب من بعضهما البعض متى يشاءان، القدرة على لمس بعضهما البعض والقدرة على سماع أصوات بعضهما البعض.
لو كانت ترتدي هذه القبعة الضخمة، فَسَـيكون من الصعب رؤية وجه سيينا. في الواقع، من الآن فصاعدًا، سَـيكون قادرًا على رؤية وجهها كل يوم، ولكن لهذا اليوم فقط، أراد يوجين رؤية وجه سيينا بوضوح.
حاولت سيينا أن تقول شيئًا، “هذا….”
بالطبع، لن يقول مثل هذه الأفكار بصوت عال. علاوة على ذلك، لم يرغب يوجين في الإعتراف بأن لديه مثل هذه الأفكار، حتى لنفسه.
“….آهاها….” ضحكت سيينا.
بعد تطهير حلقه، إستدار يوجين ونظر من النافذة قبل أن يسأل، “….هل سَـتستمرين في البقاء هنا فقط؟”
‘يا لها من يد كبيرة….هناك عروق واضحة على الظهر مع بشرة خشنة مثل الفولاذ داخل راحة يده. أصابعه طويلة ومتعرجة ومن هذه المسافة، يمكنني أن ألتقط رائحة جسده بشكل طفيف.’ كل هذه العوامل تسببت في زيادة سخونة وجه سيينا.
إحمرَّت سيينا خجلًا، “حـ-حسنًا….لقد مر وقت طويل منذ آخر مرة عدت فيها إلى المنزل، لذلك كنت ألقي نظرة صغيرة حولي. في الواقع، ليست هناك حاجة للبقاء هنا لفترة أطول. بما أن الداخل لم يتغير أبدًا، ماذا هناك لرؤيته حتى؟”
بطبيعة الحال، لم تتمكن سيينا من الهدوء على الفور لمجرد أن يوجين قد طلب ذلك. مع عيونها التي تزداد برودة مع كل لحظة، نظرت إليه بغضب.
“حسنًا إذن، هل لديك أي مكان تريدين الذهاب إليه؟” سأل يوجين.
“….آهاها….” ضحكت سيينا.
لا تزال تحاول عدم البكاء. وضعت سيينا يدها على صدرها وهي تحاول التحكم في تنفسها.
ردت سيينا، “لماذا عليك أن تسألني بإستمرار؟ هاه؟ ماذا عنك؟ أليس لديك أي مكان تريد الذهاب إليه؟”
“مهلًا، مهلًا. توقفي عن الشتم وألقِ نظرة فاحصةً عليه. ألا يجب أن تكوني قادرةً على معرفة أن هذا ليس خاتمًا عاديًا؟” أقنعها يوجين.
“احم….” قام يوجين بتطهير حلقه مرة أخرى وقال: “مبدأيًا، ماذا عن الخروج من هنا؟”
“إذا-إذا كنت تريد ذلك.” أذعنت سيينا.
بدأ يوجين يقترب ببطء. ألن يتمكن قريبًا من سماع صوت قلبها المتسارع بصوتٍ عال؟ أثناء وجود مثل هذه المخاوف، ضغطت سيينا بقوة على صدرها.
هدية.
“حسنًا، لماذا لا تقتربين مني قليلًا.” طلب يوجين وهو يدخل كلتا يديه في عباءته.
المصير الذي قبلته انيسيه سرق منها السعادة التي تستحقها وجعل من المستحيل عليها أن ترتاح حتى في الموت. انيسيه تدرك تمامًا هذه الحقائق، لكنها ما زالت تقرر قبول مصيرها. من أجل المستقبل، من أجل العالم، ولأن أجيالهم المستقبلية سَـتحتاج إلى قديسة.
لم تحاول سيينا فهم ما سَـيفعله يوجين وبدلا من ذلك إقتربت من يوجين مع خدَّينِ مُحمرَّينِ بعمق.
ثم إفترقا بعد تقديم الوعود التالية.
“قد يكون الجو باردًا بعض الشيء في الخارج بالنسبة لك.” قال يوجين مراعيًا لِـسيينا.
ولكن على الرغم من أنها فكرت كثيرًا في الأمر، إلا أن سيينا ما زالت غير قادرة على طرح موضوع واحد داخل رأسها لإثارة محادثة.
ليس غريبًا أن يقول يوجين ذلك. بينما كان الجو دافئًا دائمًا في سمر في الجنوب، فَـإن الوقت حاليًا هو أوائل الشتاء في آروث. لذلك بطبيعة الحال، لا سبب يدفع سيينا للسخرية منه لقوله هذا. بعد كل شيء، المقصود من مثل هذا التعليق إظهار المراعاة بدلًا من المطالبة بالرد.
“ما الأمر مع رد فعلكِ هذا؟” شكك يوجين. “لقد فكرتُ كثيرًا في هذه الكلمات، كما تعلمين.”
أخذ يوجين عباءة إشتراها بعد أن تجول في المدينة في ساعات الصباح الباكر ولفها حول أكتاف سيينا.
نظر يوجين إلى سيينا بإبتسامة على وجهه.
حاولت سيينا أن تقول شيئًا، “هذا….”
عباءةٌ لها لون أرجواني عتيق. إستراح رداء قصير على كتفيها بينما إستمرت بقية العباءة المطرزة بالذهب أسفل وتوقفت عند فخذي سيينا. إختار يوجين هذه العباءة لأنه إعتقدَ أن لونها سَـيكون جيدًا مع شعر سيينا الأرجواني، وقد نجح تمامًا كما إعتقد.
أصاب البكم سيينا.
لقد رفعت آمالها على عجل، لكن لا يزال من المؤلم خيانة توقعاتها….إنفصلت شفاه سيينا في حالة ذهول، ورمشت مرارًا وتكرارًا وهي تكرر السؤال في رأسها.
ما الذي سَـتقوله؟
‘مصيرها يرثى له بشكل لا يضاهى أكثر من مصيري.’
هل سَـتتهمه بالجنون؟
أشار إلى الإبتسامة التي رسمها الفنان على صورة سيينا. أعطى هذا التعبير اللطيف على الصورة شعورًا مختلفًا تمامًا عن وجه سيينا الحقيقي.
هل سَـتسأله، لماذا عباءة؟
ماذا لو قالت أنها تبدو مبتذلة؟
هناك الكثير من الثعالب، لا، الذئاب الجائعة تتجول حول السير يوجين.
شعر يوجين بالتوتر من أن سيينا قد تدلي بمثل هذا التعليق الإستفزازي، لذلك ظل يلقي نظرة خاطفة على وجهها.
شعر يوجين بالتوتر من أن سيينا قد تدلي بمثل هذا التعليق الإستفزازي، لذلك ظل يلقي نظرة خاطفة على وجهها.
شعر يوجين أيضًا بنفس شعور الإثارة في صدره.
ومع ذلك، لم تكن سيينا قادرة على قول أي شيء، ويبدو أنها تواجه بعض المشاكل في التنفس بشكل صحيح حتى.
ما هذه العباءة؟
لم الشمل الذي طال انتظاره. لقد أمضت مرات لا تحصى تتساءل عما سيتحدثان عنه عندما يلتقيا.
هدية.
لماذا يبدو مختلفًا كثيرًا عما كان يبدو عليه خلال لم شملهما السابق؟
“….احم..” سعل يوجين بشكل محرج وهو ينظر إلى ملابس سيينا الحالية مرة أخرى.
لِـمن؟
“حسنًا إذن، هل لديك أي مكان تريدين الذهاب إليه؟” سأل يوجين.
لها.
قال يوجين وهو يشير بإصبعه إلى شيء خلف ظهر سيينا: “من الغريب أن أراكِ هكذا.”
مرت أفكار سيينا بدورة من هذه الأسئلة قبل أن تتوقف.
ما رأيكِ بي؟ هل تُحبينني؟ في تلك اللحظة القصيرة، ظهرت أسئلة مثل هذه مرارًا وتكرارًا داخل رأس سيينا.
غير قادرة على تذكر ما ستقوله، نظرت سيينا إلى يوجين بلا فعل أو قول شيء، والذي يقف أمامها.
أخذ يوجين عباءة إشتراها بعد أن تجول في المدينة في ساعات الصباح الباكر ولفها حول أكتاف سيينا.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
