نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

موشوكو تينساي 60

الفصل 4: لا يوجد إله

الفصل 4: لا يوجد إله

VOLUME SIX

ذيل الحصان يليق بها بشكل مذهل. تقوم إيريس أحيانًا بتصفيف شعرها هكذا، لكن ذلك يجعلها تبدو كَـفتاةٍ في ناد رياضي. من ناحية أخرى، بدت آيشا وكأنها دمية رائعة بشكل لا يصدق. عيناها الآن محتقنتان بالدماء بسبب بكائها، على أي حال، لذلك ربما أشبه بدمية ملعونة؟

الفصل 4: لا يوجد إله

“إخرسي، لست بحاجة إلى أي شيء من عجوزة مثلك!”

 

“….سَـتقوم بتقديمي لها رسميًا، أليس كذلك؟”

بكت آيشا لبعض الوقت بعد أن تمكنا من الهروب، مع تنهدات هزت جسدها كله. حتى أنها تبولت على نفسها. أتفهم كيف تشعُر. لو أن رجلين مخيفين أمسكوا بذراعي وهددوني، لربما كنت سَـأرتجف أيضًا.

وها أنا مع سطل خشبي، بعض الصابون وسراويل فتاة صغيرة. فتاة صغيرة تبكي كانت قد تبولت وهي تجلس على السرير بجواري الآن، مرتدية قميصي الفضفاض فقط بعد تجريدها من ملابسها، بلا ملابسها الداخلية — كان من الممكن أن تُفعَّلَ شخصيتي السابقة بشكل لا يصدق بسبب هذا الموقف. أي فتىً سَـيجد نفسه في مثل هذا الموقف سَـيشعر هكذا كذلك، صحيح؟

 

 

حسنًا، ليس بما يكفي لكي أتبول على نفسي رغم ذلك.

لا، ليس هكذا. هذا لأنه يشبه شخصيتي السابقة—أنا العجوز، قبل أن أتجسد ثانية. هذا هو السبب في أنني شعرت بالإرتباك بدلًا من الغضب.

 

“أوووه صحيح، الشيء الوحيد الذي سمعته هو أن السيدة الشابة لقصر لورد المقاطعة هي عنيفة للغاية ومن المستحيل التحكم فيها.” على الرغم من رغبتي في إسقاط المزيد من المعلومات، آيشا سَـتكتشف في النهاية أنني شقيقها. لم أُرِدها أن تدرك أنني تحدثت عن نفسي عمدًا بينما أتظاهر بأنني شخص آخر.

ربما كان هذان الجنديان أكثر نبالة من معظمهم، لكن يجب أن تكون تجربة مرعبة لطفل يبلغ من العمر خمس أو ست سنوات. تكون الفجوات العمرية أكثر وضوحًا كلما كان المرء أصغر سنًا — يمكن أن يكون طلاب المدارس الثانوية مخيفين مثل البالغين لطلاب المدارس الابتدائية. والجنود في الواقع كانوا بالغين.

فقط لأنها تبرز لا يعني أنك سَـتجدها. لقد كَتَبَتْ في رسائلِها أنه مشابهٌ لي. أن لديه موهبة. هل هذا يعني فقط أن إنطباعها عني كان بهذا السوء؟

 

بحلول الوقت الذي أدركت فيه مكاني، وجدت نفسي محاصرًا داخل دائرة سحرية. في اللحظة التي أعطى فيها الصبي الإشارة، سقطت الأرض تحت قدمي وسقطت من خلال ثقب في الأرض. إستغرق الأمر مني عدة ثوانٍ لكي أُدرِكَ ما حدث. أنا في غرفة صغيرة الآن، بمساحة حوالي ستة أمتار. هناك دائرة سحرية مرسومة على الأرض، يشع منها ضوء خافت.

على الأقل، أردت أن أصدق أن هذا هو السبب في أنها تبكي وليس بسبب صوت كسر ساقيَّ عندما هبطنا. إستخدمت سحر الشفاء بسرعة لإصلاحها، لكن هذا مؤلم بالتأكيد.

إذن فَـهذا هو السبب في أن الفارس من الأمس كان قادرًا على صد مدفعي الحجري. لقد كانت صدمة أن أرى جنديًا بلا إسم يدافع عن نفسه ضد هجومي، ولكن الآن، يبدو الأمر منطقيًا بعد معرفة أن روكسي قد ساعدت في ذلك.

 

“هيه هيه….أحب تلك النظرة على وجهك، روديوس غرايرات.” إرتجف مستمتعًا عندما رأى إحباطي.

 

“هاه؟ ما هذا بالضبط….؟” مرتبكًا، نظرتُ حولي. إعتقدتُ أن روكسي ستكون هنا؛ وسَـتشرح لي ما يحدث.

حاليًا، أنا أتجنب ذكر الحادث الصغير أثناء غسل ملابسها الداخلية بصمت. أخذتها إلى النزل. ذهب كل من إيريس ورويجيرد عندما عدنا، وقالا إنهما ذاهبان للبحث عن المعلومات، لذلك ربما لن يعودا حتى المساء.

 

 

“إذا كُنتَ تُعلِّمُ إبنة نبيل، فَـربما تكون عائلتها على إتصال بصاحب عمل أخي. هل سمعت أي شيء عنه؟”

ها أنا ذا، بعد تجربة أخرى غير عادية. قبل لحظات فقط، كانت آيشا قد خلعت ملابسها الصغيرة الفضفاضة. بمجرد أن تخلت عن ملابسها الداخلية المبللة، مسحت مؤخرتها غير الناضجة بمنشفة مبللة وأعطيتها أحد القمصان التي أرتديها عادة.

“نعم؟”

 

 

وها أنا مع سطل خشبي، بعض الصابون وسراويل فتاة صغيرة. فتاة صغيرة تبكي كانت قد تبولت وهي تجلس على السرير بجواري الآن، مرتدية قميصي الفضفاض فقط بعد تجريدها من ملابسها، بلا ملابسها الداخلية — كان من الممكن أن تُفعَّلَ شخصيتي السابقة بشكل لا يصدق بسبب هذا الموقف. أي فتىً سَـيجد نفسه في مثل هذا الموقف سَـيشعر هكذا كذلك، صحيح؟

صفعة! سمعت صوت صفعٍ جاف آخر، تبعه شيء يتم جره على الأرض.

أوه، قد تسألون، لماذا لم أعطِها ملابسًا داخلية جديدة لكي ترتديها؟ هذا واضح — ليس لدي أي شيء يناسبها. لقد تلقيت تعليمات بعدم لمس سراويل إيريس، بعد كل شيء، وبغض النظر عن مدى إلحاح الموقف، لم أستطع كسر أحد القواعد الأساسية لِـديد إيند. التفكير في ذلك وحده مرعب.

“كلا. جمعت المزيد من المعلومات من والدتي. يبدو أن أخي كان يتجسس على تلك الفتاة بينما هي تستحم، وكان أيضًا يشاهد والديَّ بينما هما يفعلانها. كانت والدتي تحاول التستر عليه، لكنني أعلم أنه لا يوجد خطأ—أخي منحرف!”

 

“همم؟ هل تقصد أنك لست حبيبها؟” سأل باكس.

رويجيرد لن ينقذني لو كَسرتُ هذه القاعدة. يمكنني إستخدام عيني الشيطانية لمحاولة الهرب، لكن إيريس سَـتغضب لمدة ثلاثة أيام على الأقل. إذا تمكنت من لكمي بينما أنا أعزل، فَـسوف تشوه وجهي بشدة لدرجة أنني لن أتمكن من تذوق الطعام لمدة ثلاثة أيام….مع الأخذ في الإعتبار أنني سأشفي نفسي تمامًا خلال ثلاثة أيام.

“أوه، لا بأس. كنتُ آملُ أن أسمع إنطباعاتك عن أخي.”

 

 

على أي حال، فلـنعد إلى القصة.

“صحيح! وأنت سَـتكون الطعم الذي يجلبها إلى هنا.”

 

 

الوضع متطور إلى درجة أنه لن يكون مفاجئًا لو بدأ الوحش في داخلي بالعواء. ومع ذلك، ظل قلبي هادئًا مثل سطح البحيرة. لكن، ليس هناك حتى تموج على سطح الماء، ناهيك عن أي أمواج ثائرة. بدت المياه مصقولة وبلا حراك مثل المرآة….هذا غريب….

“همم، إذن فَـقد كنت تصلي للإله الىن؟ هذا هو القرار الصحيح، على الرغم من أنه قد فات الأوان بالنسبة لك.”

 

أخبرتهما كيف قابلت آيشا، وكيف أن ليليا محبوسة في القلعة، وكيف بدت الكثير من الأشياء حول الموقف مشبوهة للغاية. وبينما أن أشرح، قلت لهم إنني أخفي إسمي عنها أيضًا. ركزتُ على أهمية الحفاظ على هويتي الحقيقية سرًا.

إنزعجت من بكاء آيشا اللامتناهي، لكنني لم أشعر بأقل قدر من الإثارة. هل صِرتُ رجلًا مقدسًا من نوعٍ ما بينما لم أكن منتبهًا؟ أم أنني قد أُرعِبتُ بما يكفي من إثارة غضب إيريس لدرجة أن الوحش في الأسفل لم يعُد قادرًا على الإنخراط في حروب الفتوح؟ هل حَبَستُ ذكرياتي الخاصة عميقًا لتجنب مواجهة الإرهاب؟ لا، لا يمكن أن يكون ذلك هو الأمر. أنت بخير هناك، صحيح، يا رفيقي الصغير؟

الثانية عشر؟ من الصعب بالنسبة لي معرفة ما هل هذا ترتيبٌ مرتفعٌ أم منخفض. إذا كان يشمل جميع الفرسان داخل هذا البلد، فَـغالب الظن أنه ليس منخفضًا.

شغلتني تلك الأفكار المزعجة عندما غسلت وجففت سراويل آيشا المصنوعة من الكتان العادي (والتي لم تكن مثيرةً ولا حتى قليلًا) وزي الخادمة (الذي بدا أنه مصنوع من قماش عالي الجودة). سلمتهم إلى آيشا، التي توقفت أخيرًا عن البكاء في مرحلة ما، وإرتدتهم بسعادة.

 

 

قبل أن أتمكن من فهم الشك الذي شعرت به، فتحت جينجر الباب على الفور وأشارت إلي للدخول. ودخلت بطاعة.

حتى مشاهدتها تفعل ذلك لم يُثِرني على الإطلاق. تعالوا للتفكير في الأمر، لم أكن مهتمًا أبدًا بثدي زينيث أيضًا. لم أهتم كثيرًا بالجنس أو العمر في حياتي السابقة، ولكن يبدو أن عائلة جسدي الحالي محظورة. الحياةُ بالتأكيدِ شيءٌ غامِض.

إتضح أن الفارس امرأة، وقد جاءت بمفردها. نظرت إلي دون وميض من العاطفة وأعطت مقدمة فارس وإنحنت. أعدت مع التحية بأسلوب النبلاء. لستُ متأكدًا في الواقع من التحية المناسبة، ولكن طالما أنقل صدقي، ذلك سيكون كافيًا.

 

الثانية عشر؟ من الصعب بالنسبة لي معرفة ما هل هذا ترتيبٌ مرتفعٌ أم منخفض. إذا كان يشمل جميع الفرسان داخل هذا البلد، فَـغالب الظن أنه ليس منخفضًا.

 

واصلت آيشا. “لكنني لم أصدق أيًّ من ذلك! مثل القدرة على إستخدام السحر من المستوى المتوسط في الثالثة وأنه صار ساحرَ ماءٍ من مستوى الملك في الخامسة؟ وثم، على رأس كل ذلك، أصبح المعلم لإبنة لورد المقاطعة؟ لا يوجد شيء يمكن تصديقه في ذلك! إنها بالتأكيد تكذب!”

***

“حقًا….؟” همم. شيءٌ ما غريبٌ هنا. حسنا، قد يحاول الرجل العجوز ساوروس المساعدة إذا سمع أنني أُسرت. ولكن ما علاقة هذا بِـليليا؟

 

***

“اسمي آيشا غرايرات! شكرًا جزيلًا!” مرتدية زي الخادمة، إنحنت آيشا لي. وشعرها المصفف على شكل ذيل الحصان تمايل مع حركتها.

يبدو أنها وليليا قد نُقِلا إلى القصر الملكي في مملكة شيرون. كان ظهورهم المفاجئ مريبا، وقُبِضَ عليهما. حاولت ليليا أن تشرح، لكن السلطات قررت إبقائهما في القصر. لم تفهم آيشا لماذا، أو ماذا سَـيحدث بعد ذلك، لكنها تعلم أنهم لسبب ما لن يسمحوا لها حتى بإرسال رسالة.

 

“كنتُ مدرسًا منزليًا. كنت أدرس السحر لإبنة نبيل.”

ذيل الحصان يليق بها بشكل مذهل. تقوم إيريس أحيانًا بتصفيف شعرها هكذا، لكن ذلك يجعلها تبدو كَـفتاةٍ في ناد رياضي. من ناحية أخرى، بدت آيشا وكأنها دمية رائعة بشكل لا يصدق. عيناها الآن محتقنتان بالدماء بسبب بكائها، على أي حال، لذلك ربما أشبه بدمية ملعونة؟

اللعنة. الآن أنا أشعر حقًا بأنني قد أفسدت كل شيء.

“السيد فارس، لو لم تنقذني، لكانوا قد سحبوني بعيدًا إلى هناك!”

لماذا لم يسمح لها بالكتابة طلبا للمساعدة إذا كان بيت القصيد هي روكسي؟

عندما سمَّتني بالسيد فارس، تذكرت أنني قدمت نفسي على أنني فارس قمر الظل. تدفقت العرق البارد على ظهري. ربما كنت قد إنفعلت كثيرًا بسبب الحماس في محادثتي مع إيريس. عندما فكرت في إمكانية إستخدام هذا الإسم للسخرية مني بعد عشر سنوات من الآن، ندمت نوعًا ما على إستخدامه.

 

 

“هذا غير مُرجَّح!”

“حقًا، شكرًا جزيلًا لك.” إنحنت بعمق مرة أخرى. كم عمرها مرة أخرى—حوالي ستة؟ إنها مهذبة بالنسبة لشخص صغير جدًا. “منذ أن أنقذتني، ليس لدي سوى طلب أناني واحد لأطلبه منك!”

بدأتُ أتردد. ما الذي يفترضُ أن أفعله مع آيشا؟ إذا أخذتها معي، سَـيعرفون أنني الشخص الذي هاجم هؤلاء الجنود بمدفعي الحجري. سأضطر إلى تركها هنا. يمكن أن أعتذر للجنود عندما أحصل على مساعدة روكسي.

“بالتأكيد.”

“كانت السيدة روكسي تقفز أيضًا في محاولة لإلقاء نظرة كلما يكون هناك حشد من الناس.”

“من فضلك أعطني قلمًا وورقة حتى أتمكن من كتابة رسالة! أيضًا، من فضلك قل لي أين تقع نقابة المغامرين! أنا أُقدِّرُ مساعدتك.” بمجرد أن إنتهت من الكلام، حنت آيشا رأسها مرة أخرى.

“هيه هيه. يبدو أنك قد إستسلمت. لا يهمني كونك ساحرًا يمكن أن يلقي التعاويذ دون تراتيل — أنت لا تملك أي فرصة ضدي!”

 

ليليا جالسةٌ على كرسي. وهناك حبال مربوطة حولها وفمها مكمم. لم أر روكسي في أي مكان.

هي على الأقل تعرف كيف تقول من فضلك عندما تطلب المساعدة. إنها فتاة صغيرة ذكية. آه، هذا صحيح — ذكر باول شيئًا عن إعطاء ليليا آيشا تعليمًا صارمًا للغاية، أليس كذلك؟

“وماذا كنت تفعل قبل ذلك؟”

“هذا كل ما تحتاجينه؟ هل لديك أي أموال؟”

إتضح أن الفارس امرأة، وقد جاءت بمفردها. نظرت إلي دون وميض من العاطفة وأعطت مقدمة فارس وإنحنت. أعدت مع التحية بأسلوب النبلاء. لستُ متأكدًا في الواقع من التحية المناسبة، ولكن طالما أنقل صدقي، ذلك سيكون كافيًا.

“ليس لدي مال!”

 

“ألم يتم تعليمُكِ أنكِ بحاجة إلى المال لإرسال الرسائل وشراء القلم والورقة؟” إنه أمرٌ ضروري أن يُعلَّمَ الأطفال أهمية المال منذ الصغر. أشك في أن ليليا قد تتخطى شيئًا مهمًا كهذا، حتى مع وجود بعض الأشياء التي لا ينبغي تعليمها للأطفال حتى يكبروا.

“هذا غير مُرجَّح!”

 

إحتل سوق العبيد منطقة تواجه الطريق الرئيسي. هناك، على منصة طويلة، يوجد خط من العبيد. هناك ثلاثة بشر ووحشٌ مع آذان أرنب. إثنان منهم من الرجال وإثنان من النساء. الجزء العلوي لجسد كل منهم مكشوف. حتى من هذه المسافة، أستطيع أن أرى بشرتهم مشرقة. ربما يكون هذا لجعلهم يبدون أكثر جاذبية.

“علمتني والدتي أنه إذا نظرت فتاة مثلي إلى شخص ما بنظرة لطيفة ومثيرة للشفقة في عينيها وقالت، أريد إرسال رسالة إلى والدي، فلن أضطر إلى إنفاق أي أموال.”

 

آهااا — ليليا، أيتها المحتالة. هل كُنتِ تعلمين إبنتكِ كيفية إستخدام أنوثتها كَـسلاح؟ عندما أدركت ذلك، بدأت سلوكيات آيشا تبدو وكأنها منظمة للغاية. لا، بجدية، ما الذي كانت ليليا تعلمها؟

“من فضلكِ، فقط إترُكِ الأمر لي!”

“كنت أحاول الإتصال بوالدي منذ فترة طويلة، لكن الناس في القلعة يقولون لي لا ولم يسمحوا لي بإرسال أي رسائل!”

ما أردت معرفته هو شعور بشرتها، لكن حسنًا.

لقد سمعت بالفعل أن ليليا محتجزة. الآن أعرف أنهم لم يسمحوا لها أو لآيشا بإرسال رسائل، أيضًا. ربما تكون الأمور خطيرةً جدًا هنا. عندما قال لي الإله البشري أنني بحاجة إلى إنقاذهم، ظننت أن الوضع أبسط من هذا بكثير.

“روا.”

 

 

“هل هناك أي شخص آخر يمكنك طلب المساعدة منه إلى جانب والدك؟”

 

“لا يوجد!”

على الأقل، أردت أن أصدق أن هذا هو السبب في أنها تبكي وليس بسبب صوت كسر ساقيَّ عندما هبطنا. إستخدمت سحر الشفاء بسرعة لإصلاحها، لكن هذا مؤلم بالتأكيد.

“على سبيل المثال، شخص تعرفه والدتك، مثل فتاة أكبر منك بقليل ولها شعر أزرق؟ أو أخٌ لك يجب أن يكون هناك في مكان ما؟” سألتُ بشكلٍ غير مبالٍ تمامًا.

 

 

“بالتأكيد.”

جعَّدت آيشا حواجبها. ظهرت نظرة من الفزع على وجهها، لكن لماذا؟

إذن فَـهذا هو السبب في أن الفارس من الأمس كان قادرًا على صد مدفعي الحجري. لقد كانت صدمة أن أرى جنديًا بلا إسم يدافع عن نفسه ضد هجومي، ولكن الآن، يبدو الأمر منطقيًا بعد معرفة أن روكسي قد ساعدت في ذلك.

“لدي أخ، لكن….”

 

“لكن؟”

 

“لا أستطيع أن أطلب منه المساعدة.”

لماذا لم يسمح لها بالكتابة طلبا للمساعدة إذا كان بيت القصيد هي روكسي؟

لماذا بالحق اللعنة؟! لقد أنقذك منذ لحظة، أليس كذلك؟!

إتضح أن الفارس امرأة، وقد جاءت بمفردها. نظرت إلي دون وميض من العاطفة وأعطت مقدمة فارس وإنحنت. أعدت مع التحية بأسلوب النبلاء. لستُ متأكدًا في الواقع من التحية المناسبة، ولكن طالما أنقل صدقي، ذلك سيكون كافيًا.

“هـ-هل تمانعين إذا سألت عن السبب؟”

“مممم؟!”

“السبب! بالتأكيد! أخبرتني والدتي عن أخي العظيم.”

 

“حسنًا….؟”

***

واصلت آيشا. “لكنني لم أصدق أيًّ من ذلك! مثل القدرة على إستخدام السحر من المستوى المتوسط في الثالثة وأنه صار ساحرَ ماءٍ من مستوى الملك في الخامسة؟ وثم، على رأس كل ذلك، أصبح المعلم لإبنة لورد المقاطعة؟ لا يوجد شيء يمكن تصديقه في ذلك! إنها بالتأكيد تكذب!”

“لن يتخذ أحد النبلاء رفيعي المستوى أي إجراء لمجرد رسالة طفل. ألا يجب أن ننساها فقط؟”

حسنًا، لا يمكنني لومها على التفكير في الأمر هكذا. “ولكن ربما إذا قابلتِه، سَـترَين أنه في الواقع أخ أكبر جيد؟”

إنحنت جينجر قليلًا للحارس عند البوابة. ردًا على ذلك، تصلب بشدة. “شكرًا لك على خدمتك المتفانية!”

“هذا غير مُرجَّح!”

 

“لِـمَ لا؟”

 

“كانت أمي تمتلك ذلك الصندوق الصغير الذي تعتز به، في المنزل. قالت لي دائمًا ألا ألمسه، لذلك سألت لماذا. على ما يبدو، فيه شيء مهم حقًا لأخي بداخله.”

 

بالتفكير في الأمر، أشعر أنني سمعت شيئًا مشابهًا من باول عن هذا.

 

 

“أوه، أنا أحب النظرة في عينيك. تجعلني أرتجف. آمل أن تُبقيَّ هذه النظرة حتى النهاية. آه، أنا أتطلع إلى ذلك كثيرًا. روكسي، لا تجعليني أنتظر….” بدا وكأنه صبي صغير يتوق إلى الإهتمام وهو يصعد الدرج، ويختفي خلال الفتحة الموجودة في السقف.

أكملت آيشا. “ذات مرة، عندما لم تكن والدتي في الجوار، تسللت وألقيت نظرة. ماذا تعتقد أنني رأيت بداخله؟!”

 

“لا أعرف، ماذا؟”

 

“سراويل. سراويل الفتاة. اذا حكمنا من خلال الحجم، سراويل فتاة جميلة فوق ذلك. وفقًا لحساباتي، ربما تكون الفتاة التي كانت تملك السروال تبلغ من العمر عشر سنوات. للحظة، إعتقدت أنه ربما يكون أخي الأكبر في الواقع أخت، لكنها كانت ستكون كبيرة جدًا بالنسبة لذلك الحجم. لذلك هناك شخص واحد فقط يمكن أن تنتمي إليه، وهذا الشخص يكون معلمة أخي. عمره أربعة أو خمسة أعوام فقط وهو بالفعل يُخزِّنُ سراويل فتاة أكبر سنًا للمستقبل.”

 

حساباتُك؟ إنتظر، إنتظر لحظة فقط. كان هذه الطفلة ذكيةٌ جدًا بالنسبة لعمرها. بحق اللعنة؟ إنها في الخامسة أو السادسة فقط، أليس كذلك؟

لا، هذا لا يمكن أن يكون ممكنًا. ألم يدَّعي عالم الرياضيات العظيم أويلر أن الإله موجود؟ ألم يتلقَ أمرًا من كاثرين العظمى حيث قدم دليل حتى على أن الإله حقيقي؟ الإله موجود بالفعل. سأفعل الشيء نفسه وأثبت أن الإله موجود بنفسي.

“ربما تكونين قد أخطأتِ الحساب فقط؟”

“أسقطوه.”

 

“كلا. كل ما يمكنني فعله هو السيطرة على كلبَينِ شرسَينِ للغاية.”

“كلا. جمعت المزيد من المعلومات من والدتي. يبدو أن أخي كان يتجسس على تلك الفتاة بينما هي تستحم، وكان أيضًا يشاهد والديَّ بينما هما يفعلانها. كانت والدتي تحاول التستر عليه، لكنني أعلم أنه لا يوجد خطأ—أخي منحرف!”

“نعم، بالطبع. سأحرص على القيام بذلك بمجرد تسوية كل شيء.” 

أخي منحرف! أخي منحرف! أخي منحرف! ليس هناك خطأ، لقد قالت أخي منحرف! مرة أخرى: أخي منحرف….!

“ماذا….؟” صُدِمتُ بكلماته أكثر مما إعتقدت أنني سأكون. روكسي ليس هنا. هذا يعني أن الإله ليس هنا. لا يوجد إله.

حسنا، توقف! قدرة تحملي العقلية بالفعل عند الصفر!

شغلتني تلك الأفكار المزعجة عندما غسلت وجففت سراويل آيشا المصنوعة من الكتان العادي (والتي لم تكن مثيرةً ولا حتى قليلًا) وزي الخادمة (الذي بدا أنه مصنوع من قماش عالي الجودة). سلمتهم إلى آيشا، التي توقفت أخيرًا عن البكاء في مرحلة ما، وإرتدتهم بسعادة.

“أوه، حسنا، إذن أخوكِ منحرف. هذا صعب حقًا، ها ها ها….” لقد جلبت هذا على نفسي، لكن في الحقيقة، أنا في حالة صدمة. لم أتخيل أبدًا شيئًا كهذا….اللعنة. الآن فهمت. هذا هو السبب في أن الإله البشري قد قال ألَّا أستخدِمَ إسمي الحقيقي.

عندما تابعت مسار الصوت ونظرت لأعلى، رأيت وجه باكس المخيف يبتسم في وجهي. ثم إنزلق غطاء فوق الفتحة فوقي. إستقر الهدوء على الغرفة حيث تُرِكَ فقط الضوء الخافت للدائرة السحرية.

 

“لكن، ألا تظن أنه سيكون من الأفضل نشر تلك المعلومات إلى العالم؟” لا يعني ذلك أنني أريد أن أرى روكسي تتعرض للإغتصاب، ولكن إذا فعل ذلك، فقد تصل المعلومة إلى آذان باول.

“بالمناسبة، سيد فارس، ما هو إسمُكَ الحقيقي؟”

صفعة! سمعت صوت صفعٍ جاف آخر، تبعه شيء يتم جره على الأرض.

“إنه سر. في الشوارع، يسمونني مروض الكلاب من ديد إيند.” أجبتُ، محافظًا على نظرة متباهيةٍ على وجهي. ربما من الأفضل في الوقت الحالي ألَّا أكشف لها أنني شقيقها الأكبر.

“أوه، إذن فَـقد جِئتَ على طول الطريق من القارة الشيطانية، هاه؟” حَرَصَتْ آيشا على سماع المزيد عني.

 

رويجيرد لن ينقذني لو كَسرتُ هذه القاعدة. يمكنني إستخدام عيني الشيطانية لمحاولة الهرب، لكن إيريس سَـتغضب لمدة ثلاثة أيام على الأقل. إذا تمكنت من لكمي بينما أنا أعزل، فَـسوف تشوه وجهي بشدة لدرجة أنني لن أتمكن من تذوق الطعام لمدة ثلاثة أيام….مع الأخذ في الإعتبار أنني سأشفي نفسي تمامًا خلال ثلاثة أيام.

“أوه! مروض الكلاب، حقًا؟ كم هو رائع! أعتقد أنه يمكنك إستخدام سحر الإستدعاء وأشياء كهذه، أليس كذلك؟”

“وفقًا للتقرير، لقد قمنا بتمزيق الرسالة التي كتبتها.”

“كلا. كل ما يمكنني فعله هو السيطرة على كلبَينِ شرسَينِ للغاية.”

“حسنا، حتى لو لم تكن حبيبها، فَسَـتظل تأتي من أجل تلميذها.”

“هذا مدهش!” رأيتُ التألق في عيني آيشا وهي تنظر إلى وجهي، مثل الجرو تقريبًا.

 

 

على ما يبدو، لم يفعلوا شيئًا سيئًا لِـليليا، أو على الأقل لم يترك أي شيء علامات مرئية. من يعرف ما يمكن أن يكون يحدث في الليل بينما لا تكون آيشا على علم بذلك؟ ليليا كبيرة العمر بالفعل، لذلك نأمل أن تكون إمكانية تجاوز الناس حدودهم لإنتهاكها منخفضة.

جرو يتم خداعه. هذا جعل قلبي يؤلمني قليلًا، لكن إذا كشفت أنني شقيقها الأكبر، قد لا تكون على إستعداد للإستماع إلي. كل ما علي فعله هو إخفاء هويتي الحقيقية حتى أتمكن من إنقاذ ليليا. بمجرد أن أفعل ذلك، سَـتتحسن صورتي أمامها بشكل كبير.

لو كانت ليليا وآيشا غير محظوظَين، فَـربما كان سَـينتهي بهما الأمر إلى جانب هؤلاء العبيد. لم تبدو ظروفهم الحالية بهذا السوء بالمقارنة — لا أستطيع أن أقول ذلك بِـيقين حتى الآن.

 

“أوه، بالتأكيد.” كم هو لطيف منها أن تذهب إلى حد التصرف مثل البواب.

“حسنًا، سَـأُنقذ والدتك!”

“كلا. جمعت المزيد من المعلومات من والدتي. يبدو أن أخي كان يتجسس على تلك الفتاة بينما هي تستحم، وكان أيضًا يشاهد والديَّ بينما هما يفعلانها. كانت والدتي تحاول التستر عليه، لكنني أعلم أنه لا يوجد خطأ—أخي منحرف!”

“هاه؟” حدقت بي بعيون واسعة عندما أصدرت هذا الإعلان. “لـ-لكن—”

“ربما تكونين قد أخطأتِ الحساب فقط؟”

“من فضلكِ، فقط إترُكِ الأمر لي!”

“من فضلكِ، فقط إترُكِ الأمر لي!”

وهكذا إلتقيت أنا وآيشا. لديها أسوأ انطباع عني، ولكن ليس سيئًا تمامًا مثل نورن، مع الأخذ في الإعتبار أنني لكمت والدنا أمام عينيها مباشرة. في الوقت الحالي، إعتقدتْ أنني منحرفٌ بسبب التمسك بسراويل روكسي الداخلية، لكنها أدركت في النهاية أنه في بعض الأحيان يحتاج الناس إلى شيء يتمسكون به.

 

 

“كيف تعرف اسمي؟!”

بوضع هذا جانبًا، لماذا تساوي الإحتفاظ بالسراويل الداخلية بكون المرء منحرفًا، على أي حال؟ هي ليست كبيرة بما يكفي لربط الملابس الداخلية بالرغبة الجنسية بعد. ليست حتى كبيرة بما يكفي لفهم ماهية الإثارة الجنسية. إذا كان هناك شخص ما يعلم أشياء غريبة لأختي الصغيرة، فلن يفلت من العقاب.

ذيل الحصان يليق بها بشكل مذهل. تقوم إيريس أحيانًا بتصفيف شعرها هكذا، لكن ذلك يجعلها تبدو كَـفتاةٍ في ناد رياضي. من ناحية أخرى، بدت آيشا وكأنها دمية رائعة بشكل لا يصدق. عيناها الآن محتقنتان بالدماء بسبب بكائها، على أي حال، لذلك ربما أشبه بدمية ملعونة؟

 

 

“بالمناسبة، يا سيد مروض الكلاب.”

 

“نعم؟”

“أنزليني من فضلك، دعينا نُسرع.” لا يوجد أي شيء مثير للإهتمام بشكل خاص يحدث. كل ما إستطعت رؤيته هو العبيد على وشك البيع واقفين في قفص حديدي.

“كيف تعرف اسمي؟!”

 

سَـنترك الجزء الذي سارعت فيه للحصول على عذر، حتى إكتشفتُ أخيرًا إسمها مطرزًا على حافة ملابسها، جانبًا.

 

 

في خضم كل هذا، كانت آيشا تحاول إرسال رسالة إلى باول تطلب المساعدة. لقد ضاعت، وإعتقدت أنها إذا إتبعت مغامرًا، فستصل في النهاية إلى النقابة. على ما يبدو، كان هذا المغامر أنا.

 

 

أخبرتني آيشا بما حدث في العامين الماضيين. تسرعت في وصف التفاصيل، مما أدى إلى تفسير ضعيف، لكنني فهمت جوهر ما تقوله.

 

 

“هيهي. هذه مبالغة.”

يبدو أنها وليليا قد نُقِلا إلى القصر الملكي في مملكة شيرون. كان ظهورهم المفاجئ مريبا، وقُبِضَ عليهما. حاولت ليليا أن تشرح، لكن السلطات قررت إبقائهما في القصر. لم تفهم آيشا لماذا، أو ماذا سَـيحدث بعد ذلك، لكنها تعلم أنهم لسبب ما لن يسمحوا لها حتى بإرسال رسالة.

 

 

“أُدخل.” صوت الرجل هو الذي أجاب.

على ما يبدو، لم يفعلوا شيئًا سيئًا لِـليليا، أو على الأقل لم يترك أي شيء علامات مرئية. من يعرف ما يمكن أن يكون يحدث في الليل بينما لا تكون آيشا على علم بذلك؟ ليليا كبيرة العمر بالفعل، لذلك نأمل أن تكون إمكانية تجاوز الناس حدودهم لإنتهاكها منخفضة.

“همم، إذن فَـقد كنت تصلي للإله الىن؟ هذا هو القرار الصحيح، على الرغم من أنه قد فات الأوان بالنسبة لك.”

 

“السبب! بالتأكيد! أخبرتني والدتي عن أخي العظيم.”

من الغريب أنهما لا يزالان محتجزَين بعد عامين ونصف من نقلهما إلى هنا. هل فشلت ليليا حقًا في تصحيح سوء الفهم طوال ذلك الوقت؟ لا بُدَّ من وجود بعض العوامل الأخرى التي لا أعلم بها.

“ليس لدي مال!”

 

 

في خضم كل هذا، كانت آيشا تحاول إرسال رسالة إلى باول تطلب المساعدة. لقد ضاعت، وإعتقدت أنها إذا إتبعت مغامرًا، فستصل في النهاية إلى النقابة. على ما يبدو، كان هذا المغامر أنا.

 

 

 

لم تذكر آيشا روكسي. ألم تحاول حقًا مساعدة ليليا؟ لا….من الممكن أن تكون الأمور قد وصلت إلى هذا الحد فقط ولم تتأزم لأن روكسي ظلت تساعد من الظل. على كل حال، كل ما يمكنني فعله الآن هو إنتظار رد روكسي. قال لي الإله البشري أن أُرسِلَ لها رسالة. الآن بعد أن فعلت ذلك، يجب أن تقع بقية قطع اللغز في مكانها.

“صحيح! وأنت سَـتكون الطعم الذي يجلبها إلى هنا.”

 

“على ما يبدو، هناك شخصٌ ما قد أطعمها بعض المعلومات المضللة عني. أريد أن أظهر لها جانبي الجيد حتى أتمكن من تصحيح تصوراتها عني.”

“أوه، إذن فَـقد جِئتَ على طول الطريق من القارة الشيطانية، هاه؟” حَرَصَتْ آيشا على سماع المزيد عني.

“وأنت تكون؟”

 

“هـ-هل تمانعين إذا سألت عن السبب؟”

“نعم. لقد وقعت في حادثة النزوح في فيتوا أيضًا.”

 

 

 

“وماذا كنت تفعل قبل ذلك؟”

 

“كنتُ مدرسًا منزليًا. كنت أدرس السحر لإبنة نبيل.”

بغض النظر عن ذلك، يبدو أن آيشا تعلمت الكثير من ليليا. الفطرة السليمة العامة، الآداب، الحكمة التي من شأنها أن تساعد في حياتها اليومية، كيف تكون خادمة وما إلى ذلك. بدا لي مريبًا أنها تستطيع فهم كل ذلك في سنها، لكن على أقل تقدير، هي تعرف ذلك جيدًا بما يكفي لتكون قادرة على شرح الأمر لي. قدراتها الكلامية متقدمةٌ جدًا بالنسبة لعمرها. ربما تتظاهر فقط بأنها تتصرف كشخص بالغ، لكنها لا تزال ذكية. بجدية.

“أوه حقًا؟ أين؟”

“كلا. كل ما يمكنني فعله هو السيطرة على كلبَينِ شرسَينِ للغاية.”

“روا.”

 

 

“لقد مر وقت طويل منذ أن إقتحمتُ قلعة.” حتى رويجيرد بدأ يرفع رمحه كما لو أنه متشوق للذهاب.

“هذا هو نفس مكان أخي! يجب أن تكونا قد إلتقيتما في مرحلة ما!”

“اسمي آيشا غرايرات! شكرًا جزيلًا!” مرتدية زي الخادمة، إنحنت آيشا لي. وشعرها المصفف على شكل ذيل الحصان تمايل مع حركتها.

“نـ-نعم. إمكانية حدوث هذا صغيرة مثل حبة ملح، لكنها موجودة.”

شغلتني تلك الأفكار المزعجة عندما غسلت وجففت سراويل آيشا المصنوعة من الكتان العادي (والتي لم تكن مثيرةً ولا حتى قليلًا) وزي الخادمة (الذي بدا أنه مصنوع من قماش عالي الجودة). سلمتهم إلى آيشا، التي توقفت أخيرًا عن البكاء في مرحلة ما، وإرتدتهم بسعادة.

بغض النظر عن ذلك، يبدو أن آيشا تعلمت الكثير من ليليا. الفطرة السليمة العامة، الآداب، الحكمة التي من شأنها أن تساعد في حياتها اليومية، كيف تكون خادمة وما إلى ذلك. بدا لي مريبًا أنها تستطيع فهم كل ذلك في سنها، لكن على أقل تقدير، هي تعرف ذلك جيدًا بما يكفي لتكون قادرة على شرح الأمر لي. قدراتها الكلامية متقدمةٌ جدًا بالنسبة لعمرها. ربما تتظاهر فقط بأنها تتصرف كشخص بالغ، لكنها لا تزال ذكية. بجدية.

“وأنت تكون؟”

 

“سَـتفعل. ربما ليليا أضعف من أن أستخدِمَها كطعم، لكن بالنسبة لك، التلميذ الذي لم تتوقف عن الحديث عنه، سَـتأتي بالتأكيد! ثم عندما تفعل، سَـتكون تلك نهايتها كإمرأة. سَـتعيش بقية حياتها كَـعبدتي الجنسية! سأجعلها تلد خمسةً من ورثتي!”

منذ صِغرِها، كانت لديها القدرة على إمتصاص كل ما تراه أو تسمعه مثل الإسفنج. أتساءل عما ستكون عليه عندما تكبر. هل يمكنني حقًا الحفاظ على كرامتي كَـالأخ الأكبر؟

 

“إذا كُنتَ تُعلِّمُ إبنة نبيل، فَـربما تكون عائلتها على إتصال بصاحب عمل أخي. هل سمعت أي شيء عنه؟”

“على أي حال، هل لا تزال آيشا مختفية؟!”

“لـ-لا….” اللعنة، أنا أتلعثم. “أخشى أنني لا أعرف عنه شيئًا.”

“بالمناسبة، سيد فارس، ما هو إسمُكَ الحقيقي؟”

“أوه، لا بأس. كنتُ آملُ أن أسمع إنطباعاتك عن أخي.”

“نعم، بالطبع. سأحرص على القيام بذلك بمجرد تسوية كل شيء.” 

“أوووه صحيح، الشيء الوحيد الذي سمعته هو أن السيدة الشابة لقصر لورد المقاطعة هي عنيفة للغاية ومن المستحيل التحكم فيها.” على الرغم من رغبتي في إسقاط المزيد من المعلومات، آيشا سَـتكتشف في النهاية أنني شقيقها. لم أُرِدها أن تدرك أنني تحدثت عن نفسي عمدًا بينما أتظاهر بأنني شخص آخر.

عندما سمَّتني بالسيد فارس، تذكرت أنني قدمت نفسي على أنني فارس قمر الظل. تدفقت العرق البارد على ظهري. ربما كنت قد إنفعلت كثيرًا بسبب الحماس في محادثتي مع إيريس. عندما فكرت في إمكانية إستخدام هذا الإسم للسخرية مني بعد عشر سنوات من الآن، ندمت نوعًا ما على إستخدامه.

 

“لـ-لا….” اللعنة، أنا أتلعثم. “أخشى أنني لا أعرف عنه شيئًا.”

سألتني أشياء مختلفة عن القارة الشيطانية، وأجبت بالتفصيل. لقد قَلِقتُ من أنني لن أعرف عما سأتحدث مع طفلة صغيرة، لكن آيشا ذكيةٌ جدًا لدرجة أن المواضيع لم تنفد منا. وبغرابة، وجدت نفسي أستمتع حقًا بِـأول محادثة حقيقية لي مع أختي الصغيرة.

 

 

“حاولت ليليا أيضًا إرسال رسائل عدة مرات! كما لو أنني سَـأسمح لها بطلب المساعدة!”

 

 

بعد بضع ساعات، ربما بسبب التعب، نامت آيشا. عادت إيريس ورويجيرد بعد غروب الشمس، وبدا الإثنان مرهقان. على ما يبدو، ذهبوا إلى الأحياء الفقيرة لجمع المعلومات، وقد حدث الكثير، بما في ذلك شِجار.

VOLUME SIX

 

“ألم يتم تعليمُكِ أنكِ بحاجة إلى المال لإرسال الرسائل وشراء القلم والورقة؟” إنه أمرٌ ضروري أن يُعلَّمَ الأطفال أهمية المال منذ الصغر. أشك في أن ليليا قد تتخطى شيئًا مهمًا كهذا، حتى مع وجود بعض الأشياء التي لا ينبغي تعليمها للأطفال حتى يكبروا.

لقد دخلا في قتال مرة أخرى؟ يبدوان نادمَين، لكن هذا ليس شيئًا جديدًا، ولن أطلب التفاصيل. الجميع يخطئ في بعض الأحيان، حتى أنا. طالما أننا نحمي ظهور بعضنا البعض، فالأمر جيد.

“حقًا….؟” همم. شيءٌ ما غريبٌ هنا. حسنا، قد يحاول الرجل العجوز ساوروس المساعدة إذا سمع أنني أُسرت. ولكن ما علاقة هذا بِـليليا؟

 

“أخبرتنا أنه منذ صغرك، كُنتَ عبقريًا يمكنه إلقاء السحر دون إستخدام التراتيل.”

أخبرتهما كيف قابلت آيشا، وكيف أن ليليا محبوسة في القلعة، وكيف بدت الكثير من الأشياء حول الموقف مشبوهة للغاية. وبينما أن أشرح، قلت لهم إنني أخفي إسمي عنها أيضًا. ركزتُ على أهمية الحفاظ على هويتي الحقيقية سرًا.

“سراويل. سراويل الفتاة. اذا حكمنا من خلال الحجم، سراويل فتاة جميلة فوق ذلك. وفقًا لحساباتي، ربما تكون الفتاة التي كانت تملك السروال تبلغ من العمر عشر سنوات. للحظة، إعتقدت أنه ربما يكون أخي الأكبر في الواقع أخت، لكنها كانت ستكون كبيرة جدًا بالنسبة لذلك الحجم. لذلك هناك شخص واحد فقط يمكن أن تنتمي إليه، وهذا الشخص يكون معلمة أخي. عمره أربعة أو خمسة أعوام فقط وهو بالفعل يُخزِّنُ سراويل فتاة أكبر سنًا للمستقبل.”

 

 

“لماذا تتصرف بشكل مراوغ جدًا حول هذا؟” سألت إيريس.

 

 

“السيدة روكسي تطلب منك المجيء لرؤيتها. يرجى مرافقتي إلى القصر الملكي.”

“على ما يبدو، هناك شخصٌ ما قد أطعمها بعض المعلومات المضللة عني. أريد أن أظهر لها جانبي الجيد حتى أتمكن من تصحيح تصوراتها عني.”

لقد سمعت بالفعل أن ليليا محتجزة. الآن أعرف أنهم لم يسمحوا لها أو لآيشا بإرسال رسائل، أيضًا. ربما تكون الأمور خطيرةً جدًا هنا. عندما قال لي الإله البشري أنني بحاجة إلى إنقاذهم، ظننت أن الوضع أبسط من هذا بكثير.

“هممم. حسنًا….أعتقد أنك رائع تمامًا كما أنت.”

 

“إيريس….” حاولت أن أظهر لها إبتسامة تدل على إمتناني لها لقول مثل هذه الأشياء الحلوة عني، لكن عندما فعلت ذلك، تراجعت إيريس خطوة إلى الوراء.

الثانية عشر؟ من الصعب بالنسبة لي معرفة ما هل هذا ترتيبٌ مرتفعٌ أم منخفض. إذا كان يشمل جميع الفرسان داخل هذا البلد، فَـغالب الظن أنه ليس منخفضًا.

 

 

“اغغ….لماذا تظهر تلك الإبتسامة المخيفة على وجهك عندما أُثني عليك؟!”

“كيف تعرف اسمي؟!”

على ما يبدو، إبتسامتي غريبة. هذا صادمٌ نوعًا ما. شخصٌ ما من فضلك….أعطني وجهًا جديدًا…

“ويمكنها إعادة كتابة تلك الرسالة عدة مرات كما تريد!”

“على أي حال، بما أن هذا ما يحدث، فَلـنهاجم القلعة إذن!” صرخت إيريس، مستعدةً تمامًا للإنطلاق.

في اليوم التالي، جاء فارس إلى النزل بينما يقترب الوقت من الظهيرة. الدرع الذي يرتديه مشابهٌ في الأسلوب للدروع التي كان يرتديها الخاطفون المحتملون لآيشا، رغم كون جودته أعلى. تركت الآخرين ينتظرون في الغرفة بينما ذهبت إلى الردهة بنفسي للتعامل معه.

 

“هل حملتِها هكذا؟”

“لقد مر وقت طويل منذ أن إقتحمتُ قلعة.” حتى رويجيرد بدأ يرفع رمحه كما لو أنه متشوق للذهاب.

 

 

“أنا أفهم.”

“لا، لا. دعونا فقط ننتظر الرد على رسالتي، في الوقت الحالي.”

من الغريب أنهما لا يزالان محتجزَين بعد عامين ونصف من نقلهما إلى هنا. هل فشلت ليليا حقًا في تصحيح سوء الفهم طوال ذلك الوقت؟ لا بُدَّ من وجود بعض العوامل الأخرى التي لا أعلم بها.

بدت إيريس غير سعيدة عندما سمعت كلماتي. كالعادة، أرادت فقط أن تنطلق كالجامحين. بالتأكيد، سيكون من الأسهل الإستغناء عن الدقة وشن هجوم على القلعة، لكن هذا قد يوقع روكسي في ورطة، وأنا أريد أن أكون قادرًا على النظر في عينيها عندما نلتقي. أولًا، يجب أن نعرف ما يجري بالضبط.

 

….هذا ليس فقط لأنني أريد أن أرى روكسي، فقط لكي تعرفوا.

 

 

 

وهكذا، وصل اليوم إلى نهايته.

 

 

 

 

“لا. بالأمس، دخل بعض المغامرين على ما يبدو في معركة في المنطقة التي توجد فيها أسواق العبيد عادة. ونظرًا لأنه لم يعُد من الممكن إستخدام هذا الموقع، فقد إنتقلوا مؤقتا إلى هنا.”

***

“السيد فارس، لو لم تنقذني، لكانوا قد سحبوني بعيدًا إلى هناك!”

 

حسنا، توقف! قدرة تحملي العقلية بالفعل عند الصفر!

في اليوم التالي، جاء فارس إلى النزل بينما يقترب الوقت من الظهيرة. الدرع الذي يرتديه مشابهٌ في الأسلوب للدروع التي كان يرتديها الخاطفون المحتملون لآيشا، رغم كون جودته أعلى. تركت الآخرين ينتظرون في الغرفة بينما ذهبت إلى الردهة بنفسي للتعامل معه.

***

 

“حقًا؟ ماذا قالتْ عني؟”

“أنت اللورد روديوس؟”

شعرت بالذهول إلى حد ما. كان يجب أن أكون غاضبًا من إصابة ليليا، لكن الغريب أنني لم أشعر بالغضب في داخلي. ربما ذلك لأن مجمل تفاعلاتنا قبل ذلك كانت كوميدية. أو لأن الإله البشري قد قال لي بالفعل أنها سوف تُنقَذ.

“نعم.”

 

“أنا جزء من الحرس الإمبراطوري للأمير السابع. إسمي جينجر يورك.”

“همف. إرمي ليليا في الغرفة المعتادة!”

أتساءل لماذا أحد أفراد الحرس الإمبراطوري هنا. حسنًا، روكسي تدرس أميرًا. “أنا مسرور بمعرفتك. أنا روديوس غرايرات.”

 

إتضح أن الفارس امرأة، وقد جاءت بمفردها. نظرت إلي دون وميض من العاطفة وأعطت مقدمة فارس وإنحنت. أعدت مع التحية بأسلوب النبلاء. لستُ متأكدًا في الواقع من التحية المناسبة، ولكن طالما أنقل صدقي، ذلك سيكون كافيًا.

 

 

 

“السيدة روكسي تطلب منك المجيء لرؤيتها. يرجى مرافقتي إلى القصر الملكي.”

 

لم تذكر شيئًا عن الأحداث التي وقعت في اليوم السابق. لم أكُن أخفي وجهي أثناء تلك الحادثة، لكن يبدو أنه لم يتم التعرف علي.

 

 

“….سَـتقوم بتقديمي لها رسميًا، أليس كذلك؟”

بدأتُ أتردد. ما الذي يفترضُ أن أفعله مع آيشا؟ إذا أخذتها معي، سَـيعرفون أنني الشخص الذي هاجم هؤلاء الجنود بمدفعي الحجري. سأضطر إلى تركها هنا. يمكن أن أعتذر للجنود عندما أحصل على مساعدة روكسي.

 

 

ذيل الحصان يليق بها بشكل مذهل. تقوم إيريس أحيانًا بتصفيف شعرها هكذا، لكن ذلك يجعلها تبدو كَـفتاةٍ في ناد رياضي. من ناحية أخرى، بدت آيشا وكأنها دمية رائعة بشكل لا يصدق. عيناها الآن محتقنتان بالدماء بسبب بكائها، على أي حال، لذلك ربما أشبه بدمية ملعونة؟

بعد أن قررت ذلك، طلبت من آيشا ألا تغادر الغرفة تحت أي ظرف من الظروف وعهدت بحمايتها إلى رويجيرد وإيريس. بما أنني ذاهبٌ لمقابلة روكسي، تحققت مرة أخرى من مظهري قبل مغادرتي. مَشَّطتُ شعري، ولا أزال في ردائي المعتاد. أوه، صحيح، يجب أن أحضر لها علبة حلويات. تساءلت عما يجب أن أشتريه، لأنني لم أرها منذ فترة طويلة.

***

 

ثم حدث أن رأيتُ مجسم رويجيرد الذي لا يحظى بشعبية كبيرة في الجزء السفلي من حقيبة الأدوات الخاصة بي. تذكرت أنه في إحدى رسائلها، تحدثت عن رؤية تمثال لنفسها. قد يكون من المثير للإهتمام أن أُظهر لها هذا وأقول لها أنني صانع خاصتها أيضًا.

“إذا كُنتَ تُعلِّمُ إبنة نبيل، فَـربما تكون عائلتها على إتصال بصاحب عمل أخي. هل سمعت أي شيء عنه؟”

 

 

علَّقتْ إيريس قائلة: “أنت دقيقٌ للغاية بشأن هذا الأمر.”

“من فضلك أعطني قلمًا وورقة حتى أتمكن من كتابة رسالة! أيضًا، من فضلك قل لي أين تقع نقابة المغامرين! أنا أُقدِّرُ مساعدتك.” بمجرد أن إنتهت من الكلام، حنت آيشا رأسها مرة أخرى.

 

علَّقتْ إيريس قائلة: “أنت دقيقٌ للغاية بشأن هذا الأمر.”

“لقد مرت فترة منذ آخر مرة رأيت فيها سيدتي.”

 

“….سَـتقوم بتقديمي لها رسميًا، أليس كذلك؟”

 

“نعم، بالطبع. سأحرص على القيام بذلك بمجرد تسوية كل شيء.” 

 

إنتهيت من آخر إستعداداتي.

بدت إيريس غير سعيدة عندما سمعت كلماتي. كالعادة، أرادت فقط أن تنطلق كالجامحين. بالتأكيد، سيكون من الأسهل الإستغناء عن الدقة وشن هجوم على القلعة، لكن هذا قد يوقع روكسي في ورطة، وأنا أريد أن أكون قادرًا على النظر في عينيها عندما نلتقي. أولًا، يجب أن نعرف ما يجري بالضبط.

 

بالتفكير في الأمر، أشعر أنني سمعت شيئًا مشابهًا من باول عن هذا.

“هل أنت متأكد من أنك سَـتكون بخير لوحدك؟” سأل رويجيرد بنبرة قلقة. غالبًا ما أواجه مشكلة عندما أُتركُ بمفردي، لذلك أنا أتفهم قلقه.

على كل حال، لقد فهمت جوهر ما يحدث. ببساطة، باكس هو الذي إستولى على ليليا. ثم إحتجزها، مستخدمًا أي ذريعة يراها مناسبة، مثل الإدعاء بأنها جاسوسة لقوة أجنبية. بينما يستمع إلى ما لديها لتقوله، لقد توصل بطريقة ما إلى إستنتاج مفاده أنها مرتبطة بروكسي، وهكذا إبتكَرَ خطته. خطط لإستخدام ليليا كَـطُعم، ثم يتصل بروكسي، ويجذبها إلى هنا.

 

شعرت بالذهول إلى حد ما. كان يجب أن أكون غاضبًا من إصابة ليليا، لكن الغريب أنني لم أشعر بالغضب في داخلي. ربما ذلك لأن مجمل تفاعلاتنا قبل ذلك كانت كوميدية. أو لأن الإله البشري قد قال لي بالفعل أنها سوف تُنقَذ.

“لا مشكلة. إذا ظهر أي شيء، سأطير إلى هنا.” هذه إستعارة، بالطبع. لن أقوم أبدًا بإتخاذ مثل هذا الإجراء الجذري الذي كسر ساقي الإثنين مرة أخرى.

هل فعلت الأشياء حقًا بالطريقة التي كان من المفترض أن أفعلها؟ على سبيل المثال، أخبرت الجنود أنني فارس قمر الظل. وفقًا لنصيحة الإله البشري، طالما أقول لآيشا أنني مروض الكلاب من ديد إيند، كل شيء سيكون على ما يرام. لكن ربما كان من المفترض أن أستخدم هذا الإسم مع الجنود أيضًا؟

 

“على أي حال، هل لا تزال آيشا مختفية؟!”

“سيد مروض الكلاب….” قالت آيشا.

بقيادة الفارسة جينجر، إنطلقتُ نحو القصر الملكي. تحركنا بسرعة على طول حافة الطريق الرئيسي، حيث تعج عربات الذهاب جيئة وذهابا. الطريق كثير التقلبات والانعطافات وأحيانًا يكون ضيقًا جدًا لدرجة أن العربات لا يمكن أن تمر بحرية ببعضها البعض. أفترض أن هذا هو إجراءٌ مضادٌ في حالة هجوم العدو. سمعت عن بلدة في منطقة مينو في اليابان بها شوارع مثل هذه.

 

حاليًا، أنا أتجنب ذكر الحادث الصغير أثناء غسل ملابسها الداخلية بصمت. أخذتها إلى النزل. ذهب كل من إيريس ورويجيرد عندما عدنا، وقالا إنهما ذاهبان للبحث عن المعلومات، لذلك ربما لن يعودا حتى المساء.

“لا تقلقي. فقط إترُكِ هذا لي.” بدت قلقة، لذلك ربَّتُ على رأسها. أرخت شفتَيها وأومأت برأسها. فتاة جيدة.

 

 

“لا أعرف، ماذا؟”

 

 

بقيادة الفارسة جينجر، إنطلقتُ نحو القصر الملكي. تحركنا بسرعة على طول حافة الطريق الرئيسي، حيث تعج عربات الذهاب جيئة وذهابا. الطريق كثير التقلبات والانعطافات وأحيانًا يكون ضيقًا جدًا لدرجة أن العربات لا يمكن أن تمر بحرية ببعضها البعض. أفترض أن هذا هو إجراءٌ مضادٌ في حالة هجوم العدو. سمعت عن بلدة في منطقة مينو في اليابان بها شوارع مثل هذه.

“هذا مدهش!” رأيتُ التألق في عيني آيشا وهي تنظر إلى وجهي، مثل الجرو تقريبًا.

 

 

بدت جينجر قليلة الكلام، لذلك لم أتحدث إلا إذا لزم الأمر. إذا سألتها سؤالًا، مع ذلك، سوف ترد. بدت مهذبة جدًا.

 

 

 

“حسنا، التالي هو هذا!” صوت نشيط ازدهر في الهواء. أدرت رأسي في اتجاهه. “لقد إعتادت أن تكون فارسًا من بلد واشاوا. إنها عبدةٌ جاهزة للمعركة! إنها مشاكسة بعض الشيء، لكنها ماهرة! ثلاث عملات ذهبية!”

علَّقتْ إيريس قائلة: “أنت دقيقٌ للغاية بشأن هذا الأمر.”

إحتل سوق العبيد منطقة تواجه الطريق الرئيسي. هناك، على منصة طويلة، يوجد خط من العبيد. هناك ثلاثة بشر ووحشٌ مع آذان أرنب. إثنان منهم من الرجال وإثنان من النساء. الجزء العلوي لجسد كل منهم مكشوف. حتى من هذه المسافة، أستطيع أن أرى بشرتهم مشرقة. ربما يكون هذا لجعلهم يبدون أكثر جاذبية.

“حسنًا إذن….”

 

 

أنا متأكدٌ من أن الوحش قد أُخِذَ من الغابة العظيمة. ليس لدي أي وسيلة أو حتى إلتزام لمساعدتهم، لكنني جعَّدتُ جبيني. نظرتُ إلى صدر المرأة واشاوا وشعرت أن نصفي السفلي يتفاعل. إعتقدت أنه من الغريب أنني لم أتفاعل مع آيشا، لكن يبدو أن صديقي الصغير هناك لا يزال صالحًا ويعمل.

 

 

 

سمعت التاجر بجانب العبيد يشرح أشياء مختلفة عنهم، لكنني لم أستطع تحديد التفاصيل. ربما هم يتحدثون عن مميزات بيع كل عبد، مثل قدراتهم والبلد الذي أتوا منه. بعد لحظات قليلة، إرتفعت أصوات الحشد. بدأ المزاد.

“….سأرسل مجموعة بحثٍ على الفور!”

 

“نعم. على الرغم من أنها تبدو دائمًا مضطربة عندما أرفعها هكذا.”

لو كانت ليليا وآيشا غير محظوظَين، فَـربما كان سَـينتهي بهما الأمر إلى جانب هؤلاء العبيد. لم تبدو ظروفهم الحالية بهذا السوء بالمقارنة — لا أستطيع أن أقول ذلك بِـيقين حتى الآن.

 

 

“أنا آسف، لكن، بدا وكأن لديها ما تقوله.”

أدركتُ أن جينجر تنظر إلى سوق العبيد مع تجعيد جبينها. واجبها هو الحفاظ على النظام العام في البلاد. ربما أزعجتها رؤية أشخاص يقومون بمثل هذه الأعمال عديمة الضمير في العراء.

 

 

 

“إعتقدتُ أن سوق العبيد يقع في الداخل.” أسواق العبيد التي رأيناها تقع في الغالب في طرف بعيد مشبوه من المُدُن. لا يُنظَرُ إلى العبودية على أنها شيء سيء في حد ذاته في هذا العالم، ولكن هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها العبيد يُباعونَ علنًا في شارع رئيسي.

عندما سمَّتني بالسيد فارس، تذكرت أنني قدمت نفسي على أنني فارس قمر الظل. تدفقت العرق البارد على ظهري. ربما كنت قد إنفعلت كثيرًا بسبب الحماس في محادثتي مع إيريس. عندما فكرت في إمكانية إستخدام هذا الإسم للسخرية مني بعد عشر سنوات من الآن، ندمت نوعًا ما على إستخدامه.

 

“لـ-لا….” اللعنة، أنا أتلعثم. “أخشى أنني لا أعرف عنه شيئًا.”

“في الواقع. يتم إجراء هذه الأنواع من المزادات دائمًا عند أطراف المدينة.”

 

“إذن، أفترض أن اليوم يجب أن يكون حدثًا من نوعٍ ما أو شيء من هذا؟”

 

“لا. بالأمس، دخل بعض المغامرين على ما يبدو في معركة في المنطقة التي توجد فيها أسواق العبيد عادة. ونظرًا لأنه لم يعُد من الممكن إستخدام هذا الموقع، فقد إنتقلوا مؤقتا إلى هنا.”

عندما سمَّتني بالسيد فارس، تذكرت أنني قدمت نفسي على أنني فارس قمر الظل. تدفقت العرق البارد على ظهري. ربما كنت قد إنفعلت كثيرًا بسبب الحماس في محادثتي مع إيريس. عندما فكرت في إمكانية إستخدام هذا الإسم للسخرية مني بعد عشر سنوات من الآن، ندمت نوعًا ما على إستخدامه.

قتال في سوق العبيد، هاه؟ قالت إيريس ورويجيرد إنهما شاركا في قتال. لدي شعور بأن الأمرين مرتبطان، لكن ذلك لن يسبب مشكلة إلا إذا طرحته.

“لا تكُن سخيفًا! هذا لا يمكن تخيله حتى! أنا متدرب لا يستحق؛ يستحيل أن تتطور مثل هذه العلاقة بيننا!” هززتُ رأسي بعنف.

 

 

“المعذرة.” قالت جينجر وهي تمسك بي فجأة من تحت الذراعين وترفعني. “يرجى مشاهدة الإجراءات من هنا.”

 

“أوه، شكرًا لك.”

وها أنا مع سطل خشبي، بعض الصابون وسراويل فتاة صغيرة. فتاة صغيرة تبكي كانت قد تبولت وهي تجلس على السرير بجواري الآن، مرتدية قميصي الفضفاض فقط بعد تجريدها من ملابسها، بلا ملابسها الداخلية — كان من الممكن أن تُفعَّلَ شخصيتي السابقة بشكل لا يصدق بسبب هذا الموقف. أي فتىً سَـيجد نفسه في مثل هذا الموقف سَـيشعر هكذا كذلك، صحيح؟

لقد أعطتني وجهة نظر أفضل لمعرفة ما يجري. من المؤكد أنها شديدة الملاحظة. بالتأكيد لا يمكن أن ندعوها بالجمال، ولكن مع إدراكها الحاد، سَـتجد بالتأكيد زوجًا لطيفًا في يومٍ من الأيام.

 

 

 

“كانت السيدة روكسي تقفز أيضًا في محاولة لإلقاء نظرة كلما يكون هناك حشد من الناس.”

هذا ليس جيدًا. لم أُخفِ وجهي، لذلك أنا متأكدٌ من أنهم سيكتشفون أنه أنا على الفور. أين نسكن صار معروفًا أيضًا. لكن حسنا، ماذا إذن؟ رويجيرد وإيريس في النزل. طالما رويجيرد هناك، أنا متأكدٌ من أنه سيعتني بالأمر. وقد أثبتت مهارات إيريس الهجومية سمعتها الخاصة أيضًا.

“حقًا؟”

تماما كما إعتقدت، أطلق باكس كلماته التالية في وجهي. “لقد فوجئت عندما قرأت رسالتك. لم أعتقد أن حبيب روكسي سَـيحاول المجيء إلى هذا البلد!”

“نعم. على الرغم من أنها تبدو دائمًا مضطربة عندما أرفعها هكذا.”

جعَّدت آيشا حواجبها. ظهرت نظرة من الفزع على وجهها، لكن لماذا؟

حاولت أن أتخيل ذلك — روكسي تقفز صعودًا وهبوطًا وهي تشكو، “لا أستطيع أن أرى حقًا.” ثم تخيلت جينجر، بنواياها الحسنة، غير قادرةٍ على الوقوف والمشاهدة. ثم أخيرا روكسي مرة أخرى، تبدو محبطة وتقول، “من فضلكِ ضعيني أرضًا.”

“لا، لا، لا! إبحثي عنها! ألا يهمك ما يحدث لعائلتك؟”

“هل حملتِها هكذا؟”

“السبب! بالتأكيد! أخبرتني والدتي عن أخي العظيم.”

 

 

“نعم، وغضبت وقالت لي أن أتركها على الفور.”

“نـ-نعم. إمكانية حدوث هذا صغيرة مثل حبة ملح، لكنها موجودة.”

كنت أعرف ذلك.

“من هنا.” أخذتني جينجر أعمق وأعمق في القصر. صارت خطواتها أكثر حذرًا بشكل متزايد. لم نتخذ أي سلالم أبدًا، لكنها قادتني ببساطة إلى أسفل قاعة أخيرة وتوقفت خارج الباب في عمق قلب القلعة.

 

“أوه، أنا أحب النظرة في عينيك. تجعلني أرتجف. آمل أن تُبقيَّ هذه النظرة حتى النهاية. آه، أنا أتطلع إلى ذلك كثيرًا. روكسي، لا تجعليني أنتظر….” بدا وكأنه صبي صغير يتوق إلى الإهتمام وهو يصعد الدرج، ويختفي خلال الفتحة الموجودة في السقف.

“أين أمسكتِها؟”

 

“أين؟ بالضبط أين أمسكتك الآن.” لقد وضعت يديها تحت ذراعيّ عندما رفعتني قبل لحظة.

“على أي حال، بما أن هذا ما يحدث، فَلـنهاجم القلعة إذن!” صرخت إيريس، مستعدةً تمامًا للإنطلاق.

 

“عفوًا، هل يمكنني أن أسأل عن شيء واحد فقط؟”

“وكيف كانت؟”

 

“الأمر كما قلت.” كررت جينجر كلامها: “بدت متضاربة وطلبت مني أن أضعها أرضًا على الفور.”

“حسنًا إذن….”

ما أردت معرفته هو شعور بشرتها، لكن حسنًا.

“لماذا تتصرف بشكل مراوغ جدًا حول هذا؟” سألت إيريس.

 

مع صوت الصبي، إختفت الأرضية تحتي.

“أنزليني من فضلك، دعينا نُسرع.” لا يوجد أي شيء مثير للإهتمام بشكل خاص يحدث. كل ما إستطعت رؤيته هو العبيد على وشك البيع واقفين في قفص حديدي.

هذا ليس خطأي الوحيد المُحتمل. حدث الشيء نفسه مع الرسالة. إعتقدت بالتأكيد أنني سأكون على ما يرام طالما لا أقول أن إسمي هو روديوس، ولكن إذا لم أكتب إسمي على تلك الرسالة، ربما لم تكن الأمور ستنتهي على هذا النحو؟ لو إعتقدَ الأمير أنني فقط أحدُ معارف روكسي، ربما كانت الأمور سَـتسير بسلام أكثر؟

 

“لن يتخذ أحد النبلاء رفيعي المستوى أي إجراء لمجرد رسالة طفل. ألا يجب أن ننساها فقط؟”

عدنا إلى الوراء نحو القصر وسارعنا في وتيرتنا.

“نعم.”

 

لقد سمعت بالفعل أن ليليا محتجزة. الآن أعرف أنهم لم يسمحوا لها أو لآيشا بإرسال رسائل، أيضًا. ربما تكون الأمور خطيرةً جدًا هنا. عندما قال لي الإله البشري أنني بحاجة إلى إنقاذهم، ظننت أن الوضع أبسط من هذا بكثير.

“ماذا تفعل معلمتي في القصر الملكي؟” سألتُ، معتقدا أنني وجدت شيئًا مشتركا بيننا للحديث عنه.

 

 

“أوه، أنا أحب النظرة في عينيك. تجعلني أرتجف. آمل أن تُبقيَّ هذه النظرة حتى النهاية. آه، أنا أتطلع إلى ذلك كثيرًا. روكسي، لا تجعليني أنتظر….” بدا وكأنه صبي صغير يتوق إلى الإهتمام وهو يصعد الدرج، ويختفي خلال الفتحة الموجودة في السقف.

“عادةً، تقوم بتدريس الأمير، ولكن عندما لا تكون مشغولة، تنضم إلى الجنود للتدريب.”

بكت آيشا لبعض الوقت بعد أن تمكنا من الهروب، مع تنهدات هزت جسدها كله. حتى أنها تبولت على نفسها. أتفهم كيف تشعُر. لو أن رجلين مخيفين أمسكوا بذراعي وهددوني، لربما كنت سَـأرتجف أيضًا.

أذكر أن روكسي قد ذكرت شيئًا كهذا في الرسالة التي أرسلتها لي عندما كنت في روا. “آه نعم، سمعت كيف أجريتِ التدريب في إطار فرضية أن خصمك ساحر؟”

 

وفقًا لرسالة روكسي، كان الجنود يتدربون على صد السحر الذي تلقيه عليهم أثناء مشاركتهم في قتال تدريبي ضد بعضهم البعض. المبدأ هو أن تعلم صد السحر الذي يأتي إليك فجأة أثناء التدريب سيساعدك على الهروب من الموت عندما تواجه بالفعل مثل هذه الظروف في ساحة المعركة.

وهكذا إلتقيت أنا وآيشا. لديها أسوأ انطباع عني، ولكن ليس سيئًا تمامًا مثل نورن، مع الأخذ في الإعتبار أنني لكمت والدنا أمام عينيها مباشرة. في الوقت الحالي، إعتقدتْ أنني منحرفٌ بسبب التمسك بسراويل روكسي الداخلية، لكنها أدركت في النهاية أنه في بعض الأحيان يحتاج الناس إلى شيء يتمسكون به.

 

“هذا ليس قرارك!”

“هذا صحيح. نحن جميعًا مقاتلين نتَّبِعُ أسلوب إله الماء من المستوى المتوسط بالفعل، ولكن بفضل السيدة روكسي، يمكننا الآن صد السحر عندما يتم إلقاؤه علينا فجأة، أيضًا.”

 

إذن فَـهذا هو السبب في أن الفارس من الأمس كان قادرًا على صد مدفعي الحجري. لقد كانت صدمة أن أرى جنديًا بلا إسم يدافع عن نفسه ضد هجومي، ولكن الآن، يبدو الأمر منطقيًا بعد معرفة أن روكسي قد ساعدت في ذلك.

لم تذكر آيشا روكسي. ألم تحاول حقًا مساعدة ليليا؟ لا….من الممكن أن تكون الأمور قد وصلت إلى هذا الحد فقط ولم تتأزم لأن روكسي ظلت تساعد من الظل. على كل حال، كل ما يمكنني فعله الآن هو إنتظار رد روكسي. قال لي الإله البشري أن أُرسِلَ لها رسالة. الآن بعد أن فعلت ذلك، يجب أن تقع بقية قطع اللغز في مكانها.

 

 

واصلنا الحديث عن روكسي لبعض الوقت بعد ذلك. تحدثنا عن كيف إرتخت قلوب الجنود عندما رأوا وجه روكسي شاحبًا بعد أن أحرقت سجادة في منتصف درسها السحري. ثم تحدثنا عن كيف صار وجهها شاحبًا مرة أخرى عندما إختنقت وهي تتناول وجبة فيها فلفل، وكيف إبتلعتها كاملة دون مضغها.

 

 

“هاهاها! هذا غير مجدٍ! لا فائدة، أنا أقول! هذا هو حاجز من رتبة الملك صنعته حتى أتمكن من حبس روكسي فيه! شخص مثلك ليس لديه أمل في التحرر منه!” جاء الصبي المستدير وهو يتمايل على الدرجات في زاوية الغرفة. وقف أمامي، إبتسامة كبيرة واسعة إمتدت عبر وجهه وحنى ظهره للخلف منتصرًا.

قالت جينجر: “لقد سمعت عنك أيضًا، أيها اللورد روديوس.”

بعد أن قررت ذلك، طلبت من آيشا ألا تغادر الغرفة تحت أي ظرف من الظروف وعهدت بحمايتها إلى رويجيرد وإيريس. بما أنني ذاهبٌ لمقابلة روكسي، تحققت مرة أخرى من مظهري قبل مغادرتي. مَشَّطتُ شعري، ولا أزال في ردائي المعتاد. أوه، صحيح، يجب أن أحضر لها علبة حلويات. تساءلت عما يجب أن أشتريه، لأنني لم أرها منذ فترة طويلة.

 

 

“حقًا؟ ماذا قالتْ عني؟”

“هل أنت متأكد من أنك سَـتكون بخير لوحدك؟” سأل رويجيرد بنبرة قلقة. غالبًا ما أواجه مشكلة عندما أُتركُ بمفردي، لذلك أنا أتفهم قلقه.

“أخبرتنا أنه منذ صغرك، كُنتَ عبقريًا يمكنه إلقاء السحر دون إستخدام التراتيل.”

 

“معلمتي قالت هذا؟”

“حسنًا، سَـأُنقذ والدتك!”

 

 

“تفاخرت السيدة روكسي كثيرًا بك. قالت إنها شعرت بصدق أنها غير مؤهلة حتى لتعليم شخص من عيارك.”

 

“هيهي. هذه مبالغة.”

“آآآه!”

وصلنا في نهاية المطاف إلى القلعة أثناء حديثنا. بدت كبيرةً جدًا، وإن لم تكن كبيرة مثل قلعة كيشيريسو في ريكاريسو أو القصر الأبيض في ميليشيون. إنها حول نفس حجم قصر إيريس وعائلتها. بعبارة أخرى، هذه البلاد بحجم منطقة واحدة في مملكة آسورا.

 

“.…”

 

إنحنت جينجر قليلًا للحارس عند البوابة. ردًا على ذلك، تصلب بشدة. “شكرًا لك على خدمتك المتفانية!”

“أنا أفهم.”

“تعال، من هذا الطريق.” بدأت أتجه للأمام مباشرة، لكن جينجر أرشدتني جانبًا. إلتففنا حول القلعة ومررنا خلال ما يشبه الباب الخلفي. “إعتذاري عن هذا. يسمح فقط للنبلاء بالمرور من المدخل الأمامي.”

“إنه سر. في الشوارع، يسمونني مروض الكلاب من ديد إيند.” أجبتُ، محافظًا على نظرة متباهيةٍ على وجهي. ربما من الأفضل في الوقت الحالي ألَّا أكشف لها أنني شقيقها الأكبر.

“أنا أفهم.”

“لا، لا، لا! إبحثي عنها! ألا يهمك ما يحدث لعائلتك؟”

وصلنا إلى ما يشبه غرفة الحراسة. هناك مكتبان طويلان مع العديد من الجنود يجلسون عليهم، يُمتِّعون أنفسهم بما يشبه لعبة الورق. بمجرد أن رأوا جينجر، تركوا مقاعدهم على الفور ووقفوا بإحترام.

“حسنًا….؟”

 

 

“شكرا لكِ على خدمتك المتفانية!”

 

إنحنت جينجر مرة أخرى قليلًا قبل أن تتوجه إلى الداخل. شاهدت الرجال من زاوية عيني وأنا ألحقها.

لو كانت ليليا وآيشا غير محظوظَين، فَـربما كان سَـينتهي بهما الأمر إلى جانب هؤلاء العبيد. لم تبدو ظروفهم الحالية بهذا السوء بالمقارنة — لا أستطيع أن أقول ذلك بِـيقين حتى الآن.

 

ما جاء بعد ذلك هو ما حيرني. لسبب ما، الحراس يزيفون التقارير لمساعدتها على الهروب. هل يكرهون الأمير فقط، أم أن هناك سببًا آخرًا؟ يبدو أن عائلة جينجر قد أُخِذَت كَـرهينة، لذلك ربما وجد الجنود الآخرون أنفسهم في وضع مماثل؟

“سيدة جينجر، هل أنتِ شخص مهم؟”

لا….إنتظر.

“بين الفرسان، أنا في المرتبة الثانية عشرة.”

حاولت على الفور إستخدام رمح أرضي لرفعي إلى الغرفة فوقي.

الثانية عشر؟ من الصعب بالنسبة لي معرفة ما هل هذا ترتيبٌ مرتفعٌ أم منخفض. إذا كان يشمل جميع الفرسان داخل هذا البلد، فَـغالب الظن أنه ليس منخفضًا.

 

 

يستحيل أن تأتي.

“من هنا.” أخذتني جينجر أعمق وأعمق في القصر. صارت خطواتها أكثر حذرًا بشكل متزايد. لم نتخذ أي سلالم أبدًا، لكنها قادتني ببساطة إلى أسفل قاعة أخيرة وتوقفت خارج الباب في عمق قلب القلعة.

هذا ليس جيدًا. لم أُخفِ وجهي، لذلك أنا متأكدٌ من أنهم سيكتشفون أنه أنا على الفور. أين نسكن صار معروفًا أيضًا. لكن حسنا، ماذا إذن؟ رويجيرد وإيريس في النزل. طالما رويجيرد هناك، أنا متأكدٌ من أنه سيعتني بالأمر. وقد أثبتت مهارات إيريس الهجومية سمعتها الخاصة أيضًا.

 

“سَـتفعل. ربما ليليا أضعف من أن أستخدِمَها كطعم، لكن بالنسبة لك، التلميذ الذي لم تتوقف عن الحديث عنه، سَـتأتي بالتأكيد! ثم عندما تفعل، سَـتكون تلك نهايتها كإمرأة. سَـتعيش بقية حياتها كَـعبدتي الجنسية! سأجعلها تلد خمسةً من ورثتي!”

أعتقد أن هذه غرفة روكسي. إنها تقع في منطقة مهجورة بفظاعة من القصر، لكن ذلك بدا مناسبًا لها بطريقة ما.

 

 

 

نظرت جينجر إلى ممتلكاتي ومدَّت يدها. “المعذرة، يرجى تسليم عصاك وممتلكاتك الأخرى.”

 

“أوه، بالتأكيد.” كم هو لطيف منها أن تذهب إلى حد التصرف مثل البواب.

“آآآه!”

 

 

أخذت جينجر أشيائي ثم دفعت بقبضتها الباب. “إنها جينجر. أحضرتُ اللورد روديوس معي.”

ما جاء بعد ذلك هو ما حيرني. لسبب ما، الحراس يزيفون التقارير لمساعدتها على الهروب. هل يكرهون الأمير فقط، أم أن هناك سببًا آخرًا؟ يبدو أن عائلة جينجر قد أُخِذَت كَـرهينة، لذلك ربما وجد الجنود الآخرون أنفسهم في وضع مماثل؟

“أُدخل.” صوت الرجل هو الذي أجاب.

 

 

بعد أن قررت ذلك، طلبت من آيشا ألا تغادر الغرفة تحت أي ظرف من الظروف وعهدت بحمايتها إلى رويجيرد وإيريس. بما أنني ذاهبٌ لمقابلة روكسي، تحققت مرة أخرى من مظهري قبل مغادرتي. مَشَّطتُ شعري، ولا أزال في ردائي المعتاد. أوه، صحيح، يجب أن أحضر لها علبة حلويات. تساءلت عما يجب أن أشتريه، لأنني لم أرها منذ فترة طويلة.

قبل أن أتمكن من فهم الشك الذي شعرت به، فتحت جينجر الباب على الفور وأشارت إلي للدخول. ودخلت بطاعة.

 

 

“قبل المجيء إلى هنا، لم أتمكن من العثور على أي معلومات عن ليليا، وبالتالي….كيف سَـتعرف روكسي أنني مأسور؟”

“أوه….إذن هذا هو روديوس، هاه؟”

رويجيرد لن ينقذني لو كَسرتُ هذه القاعدة. يمكنني إستخدام عيني الشيطانية لمحاولة الهرب، لكن إيريس سَـتغضب لمدة ثلاثة أيام على الأقل. إذا تمكنت من لكمي بينما أنا أعزل، فَـسوف تشوه وجهي بشدة لدرجة أنني لن أتمكن من تذوق الطعام لمدة ثلاثة أيام….مع الأخذ في الإعتبار أنني سأشفي نفسي تمامًا خلال ثلاثة أيام.

جالسًا أمامي، الذي يبدو مهمًا، هو صبي. بدا وكأنه برميل صغير وهو متكئ بغطرسة على كرسيه. ليس فقط من حيث الطول؛ بدت ذراعاه وساقاه قصيرتان أيضًا. تقريبا مثل ما ستحصل عليه إذا قمت بدمج بشري قزم مع قزم. الشيء الوحيد الكبير بشكل واضح فيه هو رأسه، الذي يشبه حجم البالغين. وجهه يشبه وجه أوتاكو، مما أعطاني إحساسا بأننا أخوة. ليس وجهًا جذابًا، على أي حال.

“إذن فَـقد وَقَعتُ في فخ؟ فهمت. سأعتذر رسميًا عن مهاجمة أولئك الجنود في الأمس. ولكن قبل ذلك، يرجى الإتصال بِـروكسي لكي تأتي إلى هنا. إعتدتُ أن أكون تلميذتها. يمكنها تأكيد هويتي. ثم يمكنني الإتصال بمحامي وحينها يمكننا إجراء محاكمة مناسبة—”

 

“همم، إذن فَـقد كنت تصلي للإله الىن؟ هذا هو القرار الصحيح، على الرغم من أنه قد فات الأوان بالنسبة لك.”

يقف إلى جانب الصبي خادمتان. بدت إحداهما مألوفةً والأُخرى لم تكن كذلك. دعونا نسميها الخادمة A. بدت في أواخر العشرينات من عمرها ويبدو أيضًا أنها طبيعية إلى حدٍ ما. أما بالنسبة للخادمة B، بدا وجهها تمامًا مثل وجه ليليا. مرت خمس سنوات، لذلك بدت أكبر قليلًا مما أتذكره. ذلك ليس مفاجئًا، نظرًا لأنها تتقدم في العمر على رأس كونها مرت بضغوط حادثة النزوح.

 

 

 

“مممم؟!”

“لدي أخ، لكن….”

ليليا جالسةٌ على كرسي. وهناك حبال مربوطة حولها وفمها مكمم. لم أر روكسي في أي مكان.

تجمد وجه باكس. “همم….حسنًا، إنها متمكنةٌ بشكل لا يصدق، أنا متأكد من أنها سَـتلتقط المعلومة من مكان ما!”

 

“حسنًا، سَـأُنقذ والدتك!”

“هاه؟ ما هذا بالضبط….؟” مرتبكًا، نظرتُ حولي. إعتقدتُ أن روكسي ستكون هنا؛ وسَـتشرح لي ما يحدث.

 

 

وهكذا إلتقيت أنا وآيشا. لديها أسوأ انطباع عني، ولكن ليس سيئًا تمامًا مثل نورن، مع الأخذ في الإعتبار أنني لكمت والدنا أمام عينيها مباشرة. في الوقت الحالي، إعتقدتْ أنني منحرفٌ بسبب التمسك بسراويل روكسي الداخلية، لكنها أدركت في النهاية أنه في بعض الأحيان يحتاج الناس إلى شيء يتمسكون به.

“أسقطوه.”

من الغريب أنهما لا يزالان محتجزَين بعد عامين ونصف من نقلهما إلى هنا. هل فشلت ليليا حقًا في تصحيح سوء الفهم طوال ذلك الوقت؟ لا بُدَّ من وجود بعض العوامل الأخرى التي لا أعلم بها.

مع صوت الصبي، إختفت الأرضية تحتي.

 

 

إذن فَـهذا هو السبب في أن الفارس من الأمس كان قادرًا على صد مدفعي الحجري. لقد كانت صدمة أن أرى جنديًا بلا إسم يدافع عن نفسه ضد هجومي، ولكن الآن، يبدو الأمر منطقيًا بعد معرفة أن روكسي قد ساعدت في ذلك.

 

“روديوس! لن أدعك تذهب أبدًا!”

***

“شكرا لكِ على خدمتك المتفانية!”

 

ثم حدث أن رأيتُ مجسم رويجيرد الذي لا يحظى بشعبية كبيرة في الجزء السفلي من حقيبة الأدوات الخاصة بي. تذكرت أنه في إحدى رسائلها، تحدثت عن رؤية تمثال لنفسها. قد يكون من المثير للإهتمام أن أُظهر لها هذا وأقول لها أنني صانع خاصتها أيضًا.

بحلول الوقت الذي أدركت فيه مكاني، وجدت نفسي محاصرًا داخل دائرة سحرية. في اللحظة التي أعطى فيها الصبي الإشارة، سقطت الأرض تحت قدمي وسقطت من خلال ثقب في الأرض. إستغرق الأمر مني عدة ثوانٍ لكي أُدرِكَ ما حدث. أنا في غرفة صغيرة الآن، بمساحة حوالي ستة أمتار. هناك دائرة سحرية مرسومة على الأرض، يشع منها ضوء خافت.

 

 

“أنت اللورد روديوس؟”

حاولت على الفور إستخدام رمح أرضي لرفعي إلى الغرفة فوقي.

 

 

“أنا أفهم.”

“….هاه؟”

“ماذا؟ إله؟” ظهرت نظرة مذهولة على وجه باكس.

لكن السحر لم يحدث أبدًا. حاولت مرة أخرى، ووجَّهتُ كمية أكبر من الطاقة السحرية إلى قدمي من أجل إستحضار عمود ترابي، ولكن لم يحدث شيء. هذا غريب. يمكنني أن أشعر بالطاقة السحرية تترك جسدي بالتأكيد. ربما هذا بسبب الدائرة السحرية التي تحيط بي.

“همف، لن أقع في ذلك! أنت تحت رعاية أحد نبلاء آسورا رفيعي المستوى، أليس كذلك؟! سَـأصنع عداوةً مع أُسرة بورياس لو علموا أنني أحتجزك أنت أو ليليا، أليس كذلك؟”

 

“….سأرسل مجموعة بحثٍ على الفور!”

“حاجز، هاه….؟”

باكس؟ صحيح، الأمير السابع. ما الذي كان يخطط للقيام به عن طريق محاصرة روكسي في حاجز حيث لا تستطيع إستخدام سحرها؟ إنتظر— في رسالتها، لقد وصفته روكسي بأنه يشبهني. أنا رجلٌ نبيل. وهذا يدل على أنه يخطط لفعل شيء نبيلٍ جدًا لها. عملٌ نبيلٌ من أعمال العنف النبيلة.

تحركتُ إلى حافة الدائرة ووجدت نفسي ألمس ما يبدو أنه جدار. حاولت لكمه، لكنه لم يهتز حتى. لا أعتقد أنني أستطيع الخروج من هنا.

علَّقتْ إيريس قائلة: “أنت دقيقٌ للغاية بشأن هذا الأمر.”

 

“لن يتخذ أحد النبلاء رفيعي المستوى أي إجراء لمجرد رسالة طفل. ألا يجب أن ننساها فقط؟”

ومع ذلك، لم أشعر بالذعر. ربما لم يدرك عقلي تمامًا الموقف الذي أنا فيه.

“أوه، إذن فَـقد جِئتَ على طول الطريق من القارة الشيطانية، هاه؟” حَرَصَتْ آيشا على سماع المزيد عني.

 

أعتقد أن هذه غرفة روكسي. إنها تقع في منطقة مهجورة بفظاعة من القصر، لكن ذلك بدا مناسبًا لها بطريقة ما.

“هاهاها! هذا غير مجدٍ! لا فائدة، أنا أقول! هذا هو حاجز من رتبة الملك صنعته حتى أتمكن من حبس روكسي فيه! شخص مثلك ليس لديه أمل في التحرر منه!” جاء الصبي المستدير وهو يتمايل على الدرجات في زاوية الغرفة. وقف أمامي، إبتسامة كبيرة واسعة إمتدت عبر وجهه وحنى ظهره للخلف منتصرًا.

أذكر أن روكسي قد ذكرت شيئًا كهذا في الرسالة التي أرسلتها لي عندما كنت في روا. “آه نعم، سمعت كيف أجريتِ التدريب في إطار فرضية أن خصمك ساحر؟”

 

 

“وأنت تكون؟”

أذكر أن روكسي قد ذكرت شيئًا كهذا في الرسالة التي أرسلتها لي عندما كنت في روا. “آه نعم، سمعت كيف أجريتِ التدريب في إطار فرضية أن خصمك ساحر؟”

 

 

“إسمي باكس. باكس شيرون!”

“همم، إذن فَـقد كنت تصلي للإله الىن؟ هذا هو القرار الصحيح، على الرغم من أنه قد فات الأوان بالنسبة لك.”

باكس؟ صحيح، الأمير السابع. ما الذي كان يخطط للقيام به عن طريق محاصرة روكسي في حاجز حيث لا تستطيع إستخدام سحرها؟ إنتظر— في رسالتها، لقد وصفته روكسي بأنه يشبهني. أنا رجلٌ نبيل. وهذا يدل على أنه يخطط لفعل شيء نبيلٍ جدًا لها. عملٌ نبيلٌ من أعمال العنف النبيلة.

 

 

جعَّدت آيشا حواجبها. ظهرت نظرة من الفزع على وجهها، لكن لماذا؟

“هيه هيه….أحب تلك النظرة على وجهك، روديوس غرايرات.” إرتجف مستمتعًا عندما رأى إحباطي.

“ليس لدي مال!”

 

“همم؟ هل تقصد أنك لست حبيبها؟” سأل باكس.

عدلت تعابير وجهي وأخذتُ نفسًا عميقًا. اهدأ، فقط اهدأ.

“لدي أخ، لكن….”

 

قالت جينجر: “لقد سمعت عنك أيضًا، أيها اللورد روديوس.”

“إذن فَـقد وَقَعتُ في فخ؟ فهمت. سأعتذر رسميًا عن مهاجمة أولئك الجنود في الأمس. ولكن قبل ذلك، يرجى الإتصال بِـروكسي لكي تأتي إلى هنا. إعتدتُ أن أكون تلميذتها. يمكنها تأكيد هويتي. ثم يمكنني الإتصال بمحامي وحينها يمكننا إجراء محاكمة مناسبة—”

“ويمكنها إعادة كتابة تلك الرسالة عدة مرات كما تريد!”

“روكسي ليست هنا.”

“آآآه!”

روكسي ليست هناك.

“إلى جانب ذلك، يمكنني فقط تسليم هذه المعلومات إليها مباشرة!”

 

 

“ماذا….؟” صُدِمتُ بكلماته أكثر مما إعتقدت أنني سأكون. روكسي ليس هنا. هذا يعني أن الإله ليس هنا. لا يوجد إله.

 

 

“هل سَـتفعل؟”

لا، هذا لا يمكن أن يكون ممكنًا. ألم يدَّعي عالم الرياضيات العظيم أويلر أن الإله موجود؟ ألم يتلقَ أمرًا من كاثرين العظمى حيث قدم دليل حتى على أن الإله حقيقي؟ الإله موجود بالفعل. سأفعل الشيء نفسه وأثبت أن الإله موجود بنفسي.

“هذا ليس قرارك!”

 

 

“لا. الإله هنا.”

روكسي ليست هناك.

“ماذا؟ إله؟” ظهرت نظرة مذهولة على وجه باكس.

 

 

“أنت اللورد روديوس؟”

هذا صحيح يا إلهي. لا تخطئ — إذا لم يكن الإله هنا، فَسَـتكون هناك حرب مقدسة. هلم إلي!

“أُدخل.” صوت الرجل هو الذي أجاب.

“همم، إذن فَـقد كنت تصلي للإله الىن؟ هذا هو القرار الصحيح، على الرغم من أنه قد فات الأوان بالنسبة لك.”

ثم مرة أخرى، ربما ذلك لأن كل هذا هو نِتاجُ مشاعر باكس تجاه روكسي، مشوهة إلى أقصى الحدود. ربما ينتهى بي الأمر بنفس الطريقة، لو أُلقيتُ جانبًا من قبلها.

“هذا صحيح.” لقد هدأت الآن، لذلك حان الوقت للإستغناء عن النكات. “إذا حكمنا من خلال ما قلته قبل لحظة، فَـروكسي ليست في هذا البلد بعد الآن؟”

أدركتُ أن جينجر تنظر إلى سوق العبيد مع تجعيد جبينها. واجبها هو الحفاظ على النظام العام في البلاد. ربما أزعجتها رؤية أشخاص يقومون بمثل هذه الأعمال عديمة الضمير في العراء.

“صحيح! وأنت سَـتكون الطعم الذي يجلبها إلى هنا.”

بوضع هذا جانبًا، لماذا تساوي الإحتفاظ بالسراويل الداخلية بكون المرء منحرفًا، على أي حال؟ هي ليست كبيرة بما يكفي لربط الملابس الداخلية بالرغبة الجنسية بعد. ليست حتى كبيرة بما يكفي لفهم ماهية الإثارة الجنسية. إذا كان هناك شخص ما يعلم أشياء غريبة لأختي الصغيرة، فلن يفلت من العقاب.

“إذا كنت تقصد أنها سوف تبتلعني بما أنني الطُعم، فهذا هو حلمُ حياتي.” أجبت بلا مبالاة. الآن دعونا نفكر في الأمر، روكسي ليست في هذا البلد، لكن هذا الشخص أراد أن يضع يديه عليها. لماذا؟ هل كان هو سبب هروبها؟

“مممم؟!”

تماما كما إعتقدت، أطلق باكس كلماته التالية في وجهي. “لقد فوجئت عندما قرأت رسالتك. لم أعتقد أن حبيب روكسي سَـيحاول المجيء إلى هذا البلد!”

 

“ماذا؟! روكسي لديها حبيب؟! بجدية؟! لم أكتب أبدًا أي شيء من هذا القبيل في رسالتي، على أية حال!”

“هـ-هل تمانعين إذا سألت عن السبب؟”

“همم؟ هل تقصد أنك لست حبيبها؟” سأل باكس.

“وفقًا للتقرير، لقد قمنا بتمزيق الرسالة التي كتبتها.”

 

 

“لا تكُن سخيفًا! هذا لا يمكن تخيله حتى! أنا متدرب لا يستحق؛ يستحيل أن تتطور مثل هذه العلاقة بيننا!” هززتُ رأسي بعنف.

 

 

 

أنا في الواقع سعيدٌ بشكل لا يصدق لأنه قد إفترض شيئًا كهذا. سعيدٌ بما فيه الكفاية لجعلي أريد أن أرقص بفرح. أرقص مثل حيوان رنة نادر. أرغب في الرقص مثل شخص معين يعيش داخل وحش معدني. لكنني منعت نفسي بقوة.

أعتقد أن هذه غرفة روكسي. إنها تقع في منطقة مهجورة بفظاعة من القصر، لكن ذلك بدا مناسبًا لها بطريقة ما.

 

يقف إلى جانب الصبي خادمتان. بدت إحداهما مألوفةً والأُخرى لم تكن كذلك. دعونا نسميها الخادمة A. بدت في أواخر العشرينات من عمرها ويبدو أيضًا أنها طبيعية إلى حدٍ ما. أما بالنسبة للخادمة B، بدا وجهها تمامًا مثل وجه ليليا. مرت خمس سنوات، لذلك بدت أكبر قليلًا مما أتذكره. ذلك ليس مفاجئًا، نظرًا لأنها تتقدم في العمر على رأس كونها مرت بضغوط حادثة النزوح.

“حسنا، حتى لو لم تكن حبيبها، فَسَـتظل تأتي من أجل تلميذها.”

 

“هل سَـتفعل؟”

على ما يبدو، لم يفعلوا شيئًا سيئًا لِـليليا، أو على الأقل لم يترك أي شيء علامات مرئية. من يعرف ما يمكن أن يكون يحدث في الليل بينما لا تكون آيشا على علم بذلك؟ ليليا كبيرة العمر بالفعل، لذلك نأمل أن تكون إمكانية تجاوز الناس حدودهم لإنتهاكها منخفضة.

 

“من هنا.” أخذتني جينجر أعمق وأعمق في القصر. صارت خطواتها أكثر حذرًا بشكل متزايد. لم نتخذ أي سلالم أبدًا، لكنها قادتني ببساطة إلى أسفل قاعة أخيرة وتوقفت خارج الباب في عمق قلب القلعة.

“سَـتفعل. ربما ليليا أضعف من أن أستخدِمَها كطعم، لكن بالنسبة لك، التلميذ الذي لم تتوقف عن الحديث عنه، سَـتأتي بالتأكيد! ثم عندما تفعل، سَـتكون تلك نهايتها كإمرأة. سَـتعيش بقية حياتها كَـعبدتي الجنسية! سأجعلها تلد خمسةً من ورثتي!”

عندما تابعت مسار الصوت ونظرت لأعلى، رأيت وجه باكس المخيف يبتسم في وجهي. ثم إنزلق غطاء فوق الفتحة فوقي. إستقر الهدوء على الغرفة حيث تُرِكَ فقط الضوء الخافت للدائرة السحرية.

“عفوًا، هل يمكنني أن أسأل عن شيء واحد فقط؟”

“سيد مروض الكلاب….” قالت آيشا.

“ماذا؟ آه نعم. سَـأتأكد من إغتصابها في المرة الأولى أمام عينيك! ثم سأفعل ذلك مرة ثانية بعد أن أقطع رأسك وأرى وجهها مليئًا باليأس!”

أنا متأكدٌ من أن الوحش قد أُخِذَ من الغابة العظيمة. ليس لدي أي وسيلة أو حتى إلتزام لمساعدتهم، لكنني جعَّدتُ جبيني. نظرتُ إلى صدر المرأة واشاوا وشعرت أن نصفي السفلي يتفاعل. إعتقدت أنه من الغريب أنني لم أتفاعل مع آيشا، لكن يبدو أن صديقي الصغير هناك لا يزال صالحًا ويعمل.

بوي، هذا الطفل لديه بعض الأوهام الجامحة.

 

 

“هذا هو نفس مكان أخي! يجب أن تكونا قد إلتقيتما في مرحلة ما!”

“قبل المجيء إلى هنا، لم أتمكن من العثور على أي معلومات عن ليليا، وبالتالي….كيف سَـتعرف روكسي أنني مأسور؟”

حتى مشاهدتها تفعل ذلك لم يُثِرني على الإطلاق. تعالوا للتفكير في الأمر، لم أكن مهتمًا أبدًا بثدي زينيث أيضًا. لم أهتم كثيرًا بالجنس أو العمر في حياتي السابقة، ولكن يبدو أن عائلة جسدي الحالي محظورة. الحياةُ بالتأكيدِ شيءٌ غامِض.

تجمد وجه باكس. “همم….حسنًا، إنها متمكنةٌ بشكل لا يصدق، أنا متأكد من أنها سَـتلتقط المعلومة من مكان ما!”

“حسنًا، سَـأُنقذ والدتك!”

آهاه. إذن فَسَـيكون الأمر على ما يرام لأن روكسي متمكنة. ربما ستكون قادرة على العثور على معلومات لم أتمكن من العثور عليها، لكن إحتمالات حدوث ذلك بدت غير مرجحة.

 

 

 

“لكن، ألا تظن أنه سيكون من الأفضل نشر تلك المعلومات إلى العالم؟” لا يعني ذلك أنني أريد أن أرى روكسي تتعرض للإغتصاب، ولكن إذا فعل ذلك، فقد تصل المعلومة إلى آذان باول.

 

 

أدركتُ أن جينجر تنظر إلى سوق العبيد مع تجعيد جبينها. واجبها هو الحفاظ على النظام العام في البلاد. ربما أزعجتها رؤية أشخاص يقومون بمثل هذه الأعمال عديمة الضمير في العراء.

“همف، لن أقع في ذلك! أنت تحت رعاية أحد نبلاء آسورا رفيعي المستوى، أليس كذلك؟! سَـأصنع عداوةً مع أُسرة بورياس لو علموا أنني أحتجزك أنت أو ليليا، أليس كذلك؟”

“نعم يا سيدي! إعتذاري!”

“حقًا….؟” همم. شيءٌ ما غريبٌ هنا. حسنا، قد يحاول الرجل العجوز ساوروس المساعدة إذا سمع أنني أُسرت. ولكن ما علاقة هذا بِـليليا؟

VOLUME SIX

“حاولت ليليا أيضًا إرسال رسائل عدة مرات! كما لو أنني سَـأسمح لها بطلب المساعدة!”

مهلا، إنتظر لحظة! المعذرة، سيدي الجندي! يرجى الإبلاغ عن الحقائق بشكل صحيح! فقط أي جزء من جسدي مفتولٌ بالعضلات؟ إنتظر، لا—ربما تم تقديم التقرير غير الدقيق بدافع اللطف. ربما هم يحاولون مساعدة آيشا على الهروب. لم يبدٌ أنهم أشخاصٌ سيئون عندما إلتقيت بهم، بعد كل شيء. حسنًا، عمل جيد، سيدي الجندي!

لماذا لم يسمح لها بالكتابة طلبا للمساعدة إذا كان بيت القصيد هي روكسي؟

الثانية عشر؟ من الصعب بالنسبة لي معرفة ما هل هذا ترتيبٌ مرتفعٌ أم منخفض. إذا كان يشمل جميع الفرسان داخل هذا البلد، فَـغالب الظن أنه ليس منخفضًا.

آه، فهمت، إنه معتوه.

 

 

بوي، هذا الطفل لديه بعض الأوهام الجامحة.

“إلى جانب ذلك، يمكنني فقط تسليم هذه المعلومات إليها مباشرة!”

***

“يمكنك؟”

“إذن، أفترض أن اليوم يجب أن يكون حدثًا من نوعٍ ما أو شيء من هذا؟”

 

“آآآه!”

“لقد كنت أبحث عنها منذ العامين الماضيين، لكنني لم أجدها بعد! رغم ذلك، سَـيأتي يوم عندما أجدها فيه! إنها تبرز أينما ذهبت!”

لقد أبقى كل هذا سرا خوفًا من عائلة غرايرات، ولكن في الحقيقة، حتى لو إكتشفت مملكة آسورا ما يحدث، فَـليليا ليس أكثر من خادمة. السرية — وحقيقة أنهم لم يتمكنوا من تحديد موقع روكسي — هو سبب إحتجاز ليليا لفترة طويلة.

فقط لأنها تبرز لا يعني أنك سَـتجدها. لقد كَتَبَتْ في رسائلِها أنه مشابهٌ لي. أن لديه موهبة. هل هذا يعني فقط أن إنطباعها عني كان بهذا السوء؟

 

“هيه هيه. يبدو أنك قد إستسلمت. لا يهمني كونك ساحرًا يمكن أن يلقي التعاويذ دون تراتيل — أنت لا تملك أي فرصة ضدي!”

“المعذرة.” قالت جينجر وهي تمسك بي فجأة من تحت الذراعين وترفعني. “يرجى مشاهدة الإجراءات من هنا.”

محالٌ أن أخسر أمام هذا الرجل! بدأت أنظر إليه بغضب.

جرو يتم خداعه. هذا جعل قلبي يؤلمني قليلًا، لكن إذا كشفت أنني شقيقها الأكبر، قد لا تكون على إستعداد للإستماع إلي. كل ما علي فعله هو إخفاء هويتي الحقيقية حتى أتمكن من إنقاذ ليليا. بمجرد أن أفعل ذلك، سَـتتحسن صورتي أمامها بشكل كبير.

 

أخبرتني آيشا بما حدث في العامين الماضيين. تسرعت في وصف التفاصيل، مما أدى إلى تفسير ضعيف، لكنني فهمت جوهر ما تقوله.

“أوه، أنا أحب النظرة في عينيك. تجعلني أرتجف. آمل أن تُبقيَّ هذه النظرة حتى النهاية. آه، أنا أتطلع إلى ذلك كثيرًا. روكسي، لا تجعليني أنتظر….” بدا وكأنه صبي صغير يتوق إلى الإهتمام وهو يصعد الدرج، ويختفي خلال الفتحة الموجودة في السقف.

 

 

“نعم، وغضبت وقالت لي أن أتركها على الفور.”

يستحيل أن تأتي.

الوضع متطور إلى درجة أنه لن يكون مفاجئًا لو بدأ الوحش في داخلي بالعواء. ومع ذلك، ظل قلبي هادئًا مثل سطح البحيرة. لكن، ليس هناك حتى تموج على سطح الماء، ناهيك عن أي أمواج ثائرة. بدت المياه مصقولة وبلا حراك مثل المرآة….هذا غريب….

 

“هيه هيه….أحب تلك النظرة على وجهك، روديوس غرايرات.” إرتجف مستمتعًا عندما رأى إحباطي.

“مهلًا، من قال أنك تستطيعين إزالة التكميم عن فم ليليا؟”

ربما كان هذان الجنديان أكثر نبالة من معظمهم، لكن يجب أن تكون تجربة مرعبة لطفل يبلغ من العمر خمس أو ست سنوات. تكون الفجوات العمرية أكثر وضوحًا كلما كان المرء أصغر سنًا — يمكن أن يكون طلاب المدارس الثانوية مخيفين مثل البالغين لطلاب المدارس الابتدائية. والجنود في الواقع كانوا بالغين.

“أنا آسف، لكن، بدا وكأن لديها ما تقوله.”

 

“هذا ليس قرارك!”

أخبرتني آيشا بما حدث في العامين الماضيين. تسرعت في وصف التفاصيل، مما أدى إلى تفسير ضعيف، لكنني فهمت جوهر ما تقوله.

“أرجوك يا صاحب السمو. لا يهمني ما تفعله بي، لكن أرجوك تجنب اللورد روديوس!”

“إنه سر. في الشوارع، يسمونني مروض الكلاب من ديد إيند.” أجبتُ، محافظًا على نظرة متباهيةٍ على وجهي. ربما من الأفضل في الوقت الحالي ألَّا أكشف لها أنني شقيقها الأكبر.

“إخرسي، لست بحاجة إلى أي شيء من عجوزة مثلك!”

بدت إيريس غير سعيدة عندما سمعت كلماتي. كالعادة، أرادت فقط أن تنطلق كالجامحين. بالتأكيد، سيكون من الأسهل الإستغناء عن الدقة وشن هجوم على القلعة، لكن هذا قد يوقع روكسي في ورطة، وأنا أريد أن أكون قادرًا على النظر في عينيها عندما نلتقي. أولًا، يجب أن نعرف ما يجري بالضبط.

“آآآه!”

“بالتأكيد.”

سمعت صرخة من الدرج أعلاه، مصحوبة بصوت صفع جاف. هل صفع ليليا للتو؟

عندما سمَّتني بالسيد فارس، تذكرت أنني قدمت نفسي على أنني فارس قمر الظل. تدفقت العرق البارد على ظهري. ربما كنت قد إنفعلت كثيرًا بسبب الحماس في محادثتي مع إيريس. عندما فكرت في إمكانية إستخدام هذا الإسم للسخرية مني بعد عشر سنوات من الآن، ندمت نوعًا ما على إستخدامه.

“على أي حال، هل لا تزال آيشا مختفية؟!”

على الأقل، أردت أن أصدق أن هذا هو السبب في أنها تبكي وليس بسبب صوت كسر ساقيَّ عندما هبطنا. إستخدمت سحر الشفاء بسرعة لإصلاحها، لكن هذا مؤلم بالتأكيد.

“سموك، ما زلنا نبحث عنها!”

 

“غررر. كيف يبدو الرجل الذي إختطفها؟!” سَمِعتُ الإنزعاج في صوت باكس. على ما يبدو، إنهم يتحدثون عما حدث بالأمس.

وهكذا، وصل اليوم إلى نهايته.

 

تحركتُ إلى حافة الدائرة ووجدت نفسي ألمس ما يبدو أنه جدار. حاولت لكمه، لكنه لم يهتز حتى. لا أعتقد أنني أستطيع الخروج من هنا.

هذا ليس جيدًا. لم أُخفِ وجهي، لذلك أنا متأكدٌ من أنهم سيكتشفون أنه أنا على الفور. أين نسكن صار معروفًا أيضًا. لكن حسنا، ماذا إذن؟ رويجيرد وإيريس في النزل. طالما رويجيرد هناك، أنا متأكدٌ من أنه سيعتني بالأمر. وقد أثبتت مهارات إيريس الهجومية سمعتها الخاصة أيضًا.

“همم؟ هل تقصد أنك لست حبيبها؟” سأل باكس.

 

لم تذكر آيشا روكسي. ألم تحاول حقًا مساعدة ليليا؟ لا….من الممكن أن تكون الأمور قد وصلت إلى هذا الحد فقط ولم تتأزم لأن روكسي ظلت تساعد من الظل. على كل حال، كل ما يمكنني فعله الآن هو إنتظار رد روكسي. قال لي الإله البشري أن أُرسِلَ لها رسالة. الآن بعد أن فعلت ذلك، يجب أن تقع بقية قطع اللغز في مكانها.

“وفقا للتقرير، أطلق على نفسه لقب فارس قمر الظل. إنه رجل ضخم مفتول العضلات يضحك بصوت عالٍ وهو يقفز من سقف إلى سقف مثل المنحرف.”

“هل حملتِها هكذا؟”

“بما أنه شخصٌ بارزٌ هكذا كما تقولون، لماذا لم تمسكوا به بعد؟! اللعنة، أنتم جميعًا عديموا الفائدة!”

“من فضلك أعطني قلمًا وورقة حتى أتمكن من كتابة رسالة! أيضًا، من فضلك قل لي أين تقع نقابة المغامرين! أنا أُقدِّرُ مساعدتك.” بمجرد أن إنتهت من الكلام، حنت آيشا رأسها مرة أخرى.

“نعم يا سيدي! إعتذاري!”

سمعت التاجر بجانب العبيد يشرح أشياء مختلفة عنهم، لكنني لم أستطع تحديد التفاصيل. ربما هم يتحدثون عن مميزات بيع كل عبد، مثل قدراتهم والبلد الذي أتوا منه. بعد لحظات قليلة، إرتفعت أصوات الحشد. بدأ المزاد.

مهلا، إنتظر لحظة! المعذرة، سيدي الجندي! يرجى الإبلاغ عن الحقائق بشكل صحيح! فقط أي جزء من جسدي مفتولٌ بالعضلات؟ إنتظر، لا—ربما تم تقديم التقرير غير الدقيق بدافع اللطف. ربما هم يحاولون مساعدة آيشا على الهروب. لم يبدٌ أنهم أشخاصٌ سيئون عندما إلتقيت بهم، بعد كل شيء. حسنًا، عمل جيد، سيدي الجندي!

“بين الفرسان، أنا في المرتبة الثانية عشرة.”

“وفقًا للتقرير، لقد قمنا بتمزيق الرسالة التي كتبتها.”

 

“ويمكنها إعادة كتابة تلك الرسالة عدة مرات كما تريد!”

 

“لن يتخذ أحد النبلاء رفيعي المستوى أي إجراء لمجرد رسالة طفل. ألا يجب أن ننساها فقط؟”

 

“لا، لا، لا! إبحثي عنها! ألا يهمك ما يحدث لعائلتك؟”

“حقًا….؟” همم. شيءٌ ما غريبٌ هنا. حسنا، قد يحاول الرجل العجوز ساوروس المساعدة إذا سمع أنني أُسرت. ولكن ما علاقة هذا بِـليليا؟

“….سأرسل مجموعة بحثٍ على الفور!”

 

ثم جاء صوت خطىً محمومة. اذا حكمنا من خلال المحادثة، هل هذا يعني أن عائلة جينجر قد أُخِذَتْ كَـرهينة؟

 

“همف. إرمي ليليا في الغرفة المعتادة!”

“لا أستطيع أن أطلب منه المساعدة.”

“نعم يا سيدي!”

لا، ليس هكذا. هذا لأنه يشبه شخصيتي السابقة—أنا العجوز، قبل أن أتجسد ثانية. هذا هو السبب في أنني شعرت بالإرتباك بدلًا من الغضب.

“اللورد روديوس! أقسم أنني سَـأنقذك!”

ليليا جالسةٌ على كرسي. وهناك حبال مربوطة حولها وفمها مكمم. لم أر روكسي في أي مكان.

“إخرسي! كما لو أنني سَـأسمح لكِ بِـفعل ذلك!”

“اغغ….لماذا تظهر تلك الإبتسامة المخيفة على وجهك عندما أُثني عليك؟!”

“آآآه!”

 

“همف. كُنتِ تعرفين روكسي أيضًا، أليس كذلك؟ سأقطع رأسكِ أمام ذلك الشقي الوقح أيضًا!”

“إيريس….” حاولت أن أظهر لها إبتسامة تدل على إمتناني لها لقول مثل هذه الأشياء الحلوة عني، لكن عندما فعلت ذلك، تراجعت إيريس خطوة إلى الوراء.

صفعة! سمعت صوت صفعٍ جاف آخر، تبعه شيء يتم جره على الأرض.

إتضح أن الفارس امرأة، وقد جاءت بمفردها. نظرت إلي دون وميض من العاطفة وأعطت مقدمة فارس وإنحنت. أعدت مع التحية بأسلوب النبلاء. لستُ متأكدًا في الواقع من التحية المناسبة، ولكن طالما أنقل صدقي، ذلك سيكون كافيًا.

 

 

“روديوس! لن أدعك تذهب أبدًا!”

من الغريب أنهما لا يزالان محتجزَين بعد عامين ونصف من نقلهما إلى هنا. هل فشلت ليليا حقًا في تصحيح سوء الفهم طوال ذلك الوقت؟ لا بُدَّ من وجود بعض العوامل الأخرى التي لا أعلم بها.

عندما تابعت مسار الصوت ونظرت لأعلى، رأيت وجه باكس المخيف يبتسم في وجهي. ثم إنزلق غطاء فوق الفتحة فوقي. إستقر الهدوء على الغرفة حيث تُرِكَ فقط الضوء الخافت للدائرة السحرية.

“همف. كُنتِ تعرفين روكسي أيضًا، أليس كذلك؟ سأقطع رأسكِ أمام ذلك الشقي الوقح أيضًا!”

 

“حسنا، التالي هو هذا!” صوت نشيط ازدهر في الهواء. أدرت رأسي في اتجاهه. “لقد إعتادت أن تكون فارسًا من بلد واشاوا. إنها عبدةٌ جاهزة للمعركة! إنها مشاكسة بعض الشيء، لكنها ماهرة! ثلاث عملات ذهبية!”

“فيوو….”

“لا تقلقي. فقط إترُكِ هذا لي.” بدت قلقة، لذلك ربَّتُ على رأسها. أرخت شفتَيها وأومأت برأسها. فتاة جيدة.

شعرت بالذهول إلى حد ما. كان يجب أن أكون غاضبًا من إصابة ليليا، لكن الغريب أنني لم أشعر بالغضب في داخلي. ربما ذلك لأن مجمل تفاعلاتنا قبل ذلك كانت كوميدية. أو لأن الإله البشري قد قال لي بالفعل أنها سوف تُنقَذ.

 

 

“الأمر كما قلت.” كررت جينجر كلامها: “بدت متضاربة وطلبت مني أن أضعها أرضًا على الفور.”

ثم مرة أخرى، ربما ذلك لأن كل هذا هو نِتاجُ مشاعر باكس تجاه روكسي، مشوهة إلى أقصى الحدود. ربما ينتهى بي الأمر بنفس الطريقة، لو أُلقيتُ جانبًا من قبلها.

 

 

بدأتُ أتردد. ما الذي يفترضُ أن أفعله مع آيشا؟ إذا أخذتها معي، سَـيعرفون أنني الشخص الذي هاجم هؤلاء الجنود بمدفعي الحجري. سأضطر إلى تركها هنا. يمكن أن أعتذر للجنود عندما أحصل على مساعدة روكسي.

لا، ليس هكذا. هذا لأنه يشبه شخصيتي السابقة—أنا العجوز، قبل أن أتجسد ثانية. هذا هو السبب في أنني شعرت بالإرتباك بدلًا من الغضب.

“هل هناك أي شخص آخر يمكنك طلب المساعدة منه إلى جانب والدك؟”

 

“تعال، من هذا الطريق.” بدأت أتجه للأمام مباشرة، لكن جينجر أرشدتني جانبًا. إلتففنا حول القلعة ومررنا خلال ما يشبه الباب الخلفي. “إعتذاري عن هذا. يسمح فقط للنبلاء بالمرور من المدخل الأمامي.”

“حسنًا إذن….”

سَـنترك الجزء الذي سارعت فيه للحصول على عذر، حتى إكتشفتُ أخيرًا إسمها مطرزًا على حافة ملابسها، جانبًا.

على كل حال، لقد فهمت جوهر ما يحدث. ببساطة، باكس هو الذي إستولى على ليليا. ثم إحتجزها، مستخدمًا أي ذريعة يراها مناسبة، مثل الإدعاء بأنها جاسوسة لقوة أجنبية. بينما يستمع إلى ما لديها لتقوله، لقد توصل بطريقة ما إلى إستنتاج مفاده أنها مرتبطة بروكسي، وهكذا إبتكَرَ خطته. خطط لإستخدام ليليا كَـطُعم، ثم يتصل بروكسي، ويجذبها إلى هنا.

“همف. إرمي ليليا في الغرفة المعتادة!”

 

على كل حال، لقد فهمت جوهر ما يحدث. ببساطة، باكس هو الذي إستولى على ليليا. ثم إحتجزها، مستخدمًا أي ذريعة يراها مناسبة، مثل الإدعاء بأنها جاسوسة لقوة أجنبية. بينما يستمع إلى ما لديها لتقوله، لقد توصل بطريقة ما إلى إستنتاج مفاده أنها مرتبطة بروكسي، وهكذا إبتكَرَ خطته. خطط لإستخدام ليليا كَـطُعم، ثم يتصل بروكسي، ويجذبها إلى هنا.

لقد أبقى كل هذا سرا خوفًا من عائلة غرايرات، ولكن في الحقيقة، حتى لو إكتشفت مملكة آسورا ما يحدث، فَـليليا ليس أكثر من خادمة. السرية — وحقيقة أنهم لم يتمكنوا من تحديد موقع روكسي — هو سبب إحتجاز ليليا لفترة طويلة.

“نعم. لقد وقعت في حادثة النزوح في فيتوا أيضًا.”

 

نظرت جينجر إلى ممتلكاتي ومدَّت يدها. “المعذرة، يرجى تسليم عصاك وممتلكاتك الأخرى.”

كانت ليليا تحاول بالتأكيد إرسال رسالة إلى باول طلبًا للمساعدة، لكن الأمير لم يسمح بذلك. هذا هو السبب في أن آيشا هربت من القلعة في محاولة لنشر رسالتها، فقط لتفشل وتتمزق رسالتها.

“أنا أفهم.”

 

باكس؟ صحيح، الأمير السابع. ما الذي كان يخطط للقيام به عن طريق محاصرة روكسي في حاجز حيث لا تستطيع إستخدام سحرها؟ إنتظر— في رسالتها، لقد وصفته روكسي بأنه يشبهني. أنا رجلٌ نبيل. وهذا يدل على أنه يخطط لفعل شيء نبيلٍ جدًا لها. عملٌ نبيلٌ من أعمال العنف النبيلة.

ما جاء بعد ذلك هو ما حيرني. لسبب ما، الحراس يزيفون التقارير لمساعدتها على الهروب. هل يكرهون الأمير فقط، أم أن هناك سببًا آخرًا؟ يبدو أن عائلة جينجر قد أُخِذَت كَـرهينة، لذلك ربما وجد الجنود الآخرون أنفسهم في وضع مماثل؟

“معلمتي قالت هذا؟”

لقد أوقعتُ نفسي تمامًا في منتصف شبكة العنكبوت الخاصة بهم. لكنني كتبت إلى روكسي، تمامًا كما طلب مني الإله البشري أن أفعل. ربما هذا كله جزء من كيف من المفترض أن تنتهي الأمور، صحيح؟ لا حاجة للذعر. الآن، سَـأفعل تماما كما قيل لي.

 

 

 

لا….إنتظر.

لماذا بالحق اللعنة؟! لقد أنقذك منذ لحظة، أليس كذلك؟!

 

“تعال، من هذا الطريق.” بدأت أتجه للأمام مباشرة، لكن جينجر أرشدتني جانبًا. إلتففنا حول القلعة ومررنا خلال ما يشبه الباب الخلفي. “إعتذاري عن هذا. يسمح فقط للنبلاء بالمرور من المدخل الأمامي.”

هل فعلت الأشياء حقًا بالطريقة التي كان من المفترض أن أفعلها؟ على سبيل المثال، أخبرت الجنود أنني فارس قمر الظل. وفقًا لنصيحة الإله البشري، طالما أقول لآيشا أنني مروض الكلاب من ديد إيند، كل شيء سيكون على ما يرام. لكن ربما كان من المفترض أن أستخدم هذا الإسم مع الجنود أيضًا؟

“أنا أفهم.”

هذا ليس خطأي الوحيد المُحتمل. حدث الشيء نفسه مع الرسالة. إعتقدت بالتأكيد أنني سأكون على ما يرام طالما لا أقول أن إسمي هو روديوس، ولكن إذا لم أكتب إسمي على تلك الرسالة، ربما لم تكن الأمور ستنتهي على هذا النحو؟ لو إعتقدَ الأمير أنني فقط أحدُ معارف روكسي، ربما كانت الأمور سَـتسير بسلام أكثر؟

 

اللعنة. الآن أنا أشعر حقًا بأنني قد أفسدت كل شيء.

 

 

 

لا، لا بأس. كان لا يزال كل شيء بخير، أليس كذلك؟ هذا لا يزال ضمن التوقعات، صحيح؟

 

أنا قلق. في الوقت الحالي، سأحاول على الأقل تأمين طريقٍ للهروب.

 

لقد أبقى كل هذا سرا خوفًا من عائلة غرايرات، ولكن في الحقيقة، حتى لو إكتشفت مملكة آسورا ما يحدث، فَـليليا ليس أكثر من خادمة. السرية — وحقيقة أنهم لم يتمكنوا من تحديد موقع روكسي — هو سبب إحتجاز ليليا لفترة طويلة.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط