الفصل الثالث
الفصل الثالث :
أومأت مجددا
استمعت لكلماته المتفجرة ، بصدمة نهضت من مكانها ، تسائلت داخليا ما ان كانت ذهبت معه لتموت في منزله ؟ رفعت حدقتيها ذوات لون المحيط ، حدقت فيه بأعين تهتز ، تملك الخوف قلبها رددت بلا تصديق ، متمنية من قلبها انه سينفي ، سألته بحماقة مترقبة اجابة ايجابية.
-” انت .. “
-” قنبلة ؟! “
-” هل اختطفت هدف المهمة ايها الغبي ؟! “
” هذه احدى نكاتك السخيفة المستفزة صحيح ؟ “
” انا ايضا صادق جدا. هذه حقا قنبلة ~ “
رفع حاجبه ، مستمتعا بردة فعلها ، تسائل من اين نمت شجاعتها لتشتمه فجأة ، ظل صامتا و شحب وجهها ، نهضت و صرخت عليه بذعر
-” لماذا ؟ “
-” هل هي حقا قنبلة ؟ ”
-” يا~ يا~ “
” لا تمزح ! “
رمشت بدا كما لو انها لا تسمع ، مذهولة لفترة ، رفعت يدها و قرصت وجنتها ، شعرت بالالم الشديد لدرجة انها صرخت ، تفاجأ من فعلتها و اقترب منها و رفع يده يقيس حرارتها و تمتم
“من النظرة الأولى تبدو كجهاز لتحديد المواقع ! “
بخوف أومأت له بقوة ، دموعها المحبوسة تدحرجت بصمت خارج محجريها ، شاقة الطريق الى ذقنها من خلال وجنتيها ، لم يبالي بها و اكمل
جالسا القرفصاء ، مستمتعا بردودها الجبانة بذلك الوجه خاصتها ، رفع رأسه الى الأعلى ، نظر لها و هي خائفة ، لاحظ ارتجافها ، يديها و كتفيها ، ابتسم و قال
حبست انفاسها ، شعرت بالعرق البارد يتكثف على تيشرتها من الخلف ، هي لا تستطيع الطبخ ، لكنها لا تستطيع اخباره ، ماذا لو سحب مسدسه و اطلق الرصاص عليها ؟
-” يا~ يا~ “
تحت شعر غرته الكثيفة ، رفع حاجبه ، توسعت إبتسامته و قال بوجه مفتون و مقتنع تماما
” اتصفينني بالكاذب~؟ “
“هذا يؤلم قلبي~~ “
“هذا يؤلم قلبي~~ “
لقد كانت تظنه قبيحا او يمتلك ندبة ليغطي وجهه هكذا ، لكن من يظن انه كان يخفي وسامته ؟ هزت رأسها بقوة و ذكرت نفسها ، انه قتل والديها ، دمر حياتها المسالمة ، الاهم انه ربطها بقنبلة ! و لا زالت لا تدري ما سيفعله مستقبلا.
لايزال يرتدي قناع اسود أخفى وجهه بالكامل ، ملابسه السوداء لم تظهر حتى لون بشرته ، القلنسوة على رأسه اخفت شعره ، قناع حديدي منقوش عليه لطخات الدم على أعلى وجهه يخفي حتى عينيه ، لم تعرف تعبيراته التي يصنعها ابدا ، لكنه تمتع بتعبيرها المذعور و قال بنبرته اللعوبة
بقلم : رغد سالم
-” انا جاد جدا ~ “
رفعت رأسها لتؤمي عندما استوعبت ما قال و نظرت له ، وجدته لا يمزح ، شعرت بالفزع و أرادت الهرب تلقائيا ، لكنه ظل واقفا و يبتسم ، لتنهض بخوف و تقول بتردد
” انا ايضا صادق جدا. هذه حقا قنبلة ~ “
ظلت هكذا حتى شعرت بالإرهاق الشديد ، محتضنة ساقيها اليها ، ترنحت و وقعت ، اغلقت جفونها بالتدريج و فتحتها مجددا نصف افتتاح بتعب ، نظرت لسلسلتها الذهبية ، ومض بعقلها مشهد والدها يقدم لها السلسلة بينما يشجعها ، ابتسمت و اغلقت عينيها مع هرب دمعة منفردة .
” لماذا سأكذب عليكِ بينما استطيع قتلكِ الان ؟ “
” لماذا وافقت عليه ؟ لماذا قتلتهم ؟! “
تحدث براحة و كأنه يخبرها ماذا سيتناولون على العشاء ، خلف القناع ، كانت ابتسامته بالفعل تصل لعينيه ، ينتظر رد فعلها ، لم تخيب ظنه ، لقد انهارت من رده ، سقطت على الاريكة و اردفت
-” حرارتها ليست مرتفعة ، هل على ان اطلب طبيب يتأكد من ان عقلها لم ينكسر ؟ “
-” مستحيل ..! “
مع هذه الاغلال عليّ فقط ادركت كم كان لديّ شئ ثمين لكنني اهدرته سدى !
خفت صوتها تدريجيا ، حدقت في الفراغ لثوان قبل ان ترفع ساقها ، وضعت يدها على الحلقة المعدنية البيضاء ، حاولت جاهدة نزعها عن جسدها ، منعها فخرها من ان تنتظر ببساطة تفجيره لها ، لماذا اتت معه اذا ؟ لتموت على ارض منزله ؟ اذا كان عليها الموت بجانب والديها ، اما شجاعتها المنعدمة ، ظهرت تشجعها على التمسك بحياتها.
تحدث براحة و كأنه يخبرها ماذا سيتناولون على العشاء ، خلف القناع ، كانت ابتسامته بالفعل تصل لعينيه ، ينتظر رد فعلها ، لم تخيب ظنه ، لقد انهارت من رده ، سقطت على الاريكة و اردفت
شاهد ما تفعله و لا يزال يسأل
-” ان حاولتِ ان تلعبِ بذيلك و التواصل مع أي احد لن ينتهي الامر بمجرد جثة ملطخة “
-” ما الذي تفعلينه ~؟ “
-” تعلمين انكِ لا تستطيعين الذهاب الى المدرسة او التواصل مع احد ، صحيح ؟ “
-” أزيلها عني ، لا اريد الموت ! “
لايزال يرتدي قناع اسود أخفى وجهه بالكامل ، ملابسه السوداء لم تظهر حتى لون بشرته ، القلنسوة على رأسه اخفت شعره ، قناع حديدي منقوش عليه لطخات الدم على أعلى وجهه يخفي حتى عينيه ، لم تعرف تعبيراته التي يصنعها ابدا ، لكنه تمتع بتعبيرها المذعور و قال بنبرته اللعوبة
ردت بسرعة بينما تحاول نزعها ، احمرت قدمها بسبب حركتها الشديدة ، اما ترددها و خوفها السابقين فإنكمشا امام رغبتها في الحياة ، تنهد ، هز رأسه ، نهض و ربت رأسها ، فاركا شعرها الاحمر السلس و قال
-” يا رجل ~ ”
-“ستنفجر فقط بأفعالك هذه “
بدا انه ذهل من سؤالها و بدأ يضحك ، تكاد تقسم ان ضحكته كانت مذهلة لدرجة انها اصبحت خارج عقلها ، سار نحوها ، جلس على المقعد امام الأريكة واضعا ساق فوق الاخري ، ساند خده بيده و قال بنبرة ساخرة سمعتها كثيرا اليوم
جفلت و توقفت بسرعة ، رفعت رأسها ، نظرت له بأعين لامعة توشك اسقاط الدموع ، هز رأسه بخفة و اكمل بينما يهز كتفيه
أومأت بقليل من نفاذ الصبر ، ارادت رحيله فقط
-” ان خطوتِ و لو خطوة واحدة خارج المنزل ! “
هز كتفيه و دخل ، وجدها غفت على الأريكة دون حراك ، أغلق الباب خلفه بقوة ، لتنهض مفزوعة ، نظرت حولها بخوف ، ليكتف ذراعيه و يسأل بإبتسامة و نبرة مرحة لعوبة
اول شئ فعلته بعد سماع اجابته كان التنهد براحة ، لكن تغير تعبيرها اثناء النظر للحلقة المعدنية البيضاء ، هذا يعني انها قبلت بالسلاسل التي وضعها عليها لتقيد حريتها ، مثل عصفور في قفص ، فجأة تذكرت ثرثرته في السيارة عن كونه آسر الورد ، هي الوردة المأسورة و هو آسرها ، اطبقت شفتيها ، لقد تضرر فخرها ، لم تكن ابدا منصاعة لاحد في حياتها ، حتى والديها ، الان لتعيش حياتها ، عليها ان تنصاع لمن قتل والديها ؟! لمن دمر حياتها ؟!
” على أي حال استمع ! ما اريده هو– “
كيف لم أدرك كم انني حرة في تلك الحياة المسالمة ؟!
جالسا القرفصاء ، مستمتعا بردودها الجبانة بذلك الوجه خاصتها ، رفع رأسه الى الأعلى ، نظر لها و هي خائفة ، لاحظ ارتجافها ، يديها و كتفيها ، ابتسم و قال
-” في هذا المنزل لا توجد الا غرفة نوم واحدة ، الاخري هي مكتب و هناك مكتبة ، مطبخ و الحمام بغرفة النوم“
شاهد ما تفعله و لا يزال يسأل
لكم كنت معمية بالنظر حولي لدرجة عدم رؤيتي لها ؟!
” انت … “
-” نحن نجلس في غرفة الجلوس “
تنفس و نظر لسماء الليل الصافية و ذلك الهلال يتوسطها ، أخرج زفيرا و ابتسم
مع هذه الاغلال عليّ فقط ادركت كم كان لديّ شئ ثمين لكنني اهدرته سدى !
” مؤسف جدا ، ان للورود عمر قصير “
” ايضا سننام سويا ، سنستخدم نفس الحمام ، يسمح لكِ بدخول المكتبة و مشاهدة التلفاز في غرفة الجلوس و صنع الطعام في المطبخ لكن … “
“هذا يؤلم قلبي~~ “
محق من قال ان المرء لا يدرك قيمة ما لديه حتى يفقده !
-” لذا هل ظننتِ انني شخص اخر ؟ “
صمت عندما لاحظ انها شاردة ، علم انها لم تكن تصغي له على الاطلاق ، فكر في شئ ثم ذهب لها فجأة ، مد يده ، أمسك ذقنها بحدة و قال بهدوء جعلها ترتجف بخوف
ضمت شفتها و اظهرت انها لا تهتم ، لكن في عقلها كانت تصرخ بجنون
-” ان حاولتِ ان تلعبِ بذيلك و التواصل مع أي احد لن ينتهي الامر بمجرد جثة ملطخة “
” هل هذا بسبب موت والديكِ ؟! “
هزت رأسها بسرعة ، تنفي انها لم تفكر قط في هذا ، بالرغم من كونها مذهولة لعدم التفكير في لهرب لحتى اللحظة لازالت تؤمي بصدق ، بكت داخليا و ندبت ، لكنه ترك ذقنها ، تركت اصابعه علامات حمراء و ابتسم و قال بنبرة مرحة لعوبة كعادته
مع هذه الاغلال عليّ فقط ادركت كم كان لديّ شئ ثمين لكنني اهدرته سدى !
-” هل كلامي واضح~؟ “
لكم كنت معمية بالنظر حولي لدرجة عدم رؤيتي لها ؟!
بخوف أومأت له بقوة ، دموعها المحبوسة تدحرجت بصمت خارج محجريها ، شاقة الطريق الى ذقنها من خلال وجنتيها ، لم يبالي بها و اكمل
لماذا لا تذهب فقط و تحصل علي قاتلة مأجورة كحبيبة لك ؟ بوجهك هذا لن ترفضك كما انها ستشاركك اهتمامك اللعين في الدماء !!
-” هذا كل شئ ، اعتبرِ البيت بيتك ~.”
-” هذا العشاء ، و الا سنموت من الجوع بسبب الطبخ الفظيع لاحدهم ~ “
“اما عن الان فانطلقِ و إصنعي لنا العشاء ~ “
أومأ لها بجدية ، حائر قليلا ، فجأة استوعب شيئا و بدأ يضحك عليها ، نهض و قال
ورطة !
” او اقلق انها ستصبح غبية ؟ “
حبست انفاسها ، شعرت بالعرق البارد يتكثف على تيشرتها من الخلف ، هي لا تستطيع الطبخ ، لكنها لا تستطيع اخباره ، ماذا لو سحب مسدسه و اطلق الرصاص عليها ؟
” هذه ايضا حقيقة مؤكدة ~”
ايضا كفتاة تجد ان عدم ايجادها للطبخ مهين ، هذا يضر كبريائها قليلا ، لذا أومأت له و نهضت ، سارت بخطى مترنحة في البداية ، لم تشعر بالارتياح لسيرها حافية ، لكن اجبرت نفسها ، سارت نحو المطبخ بطبيعية ، بعد ان دخلت ، نظرت للمطبخ المرتب ، شمت ببرود و تقدمت نحو الثلاجة
لكم كنت معمية بالنظر حولي لدرجة عدم رؤيتي لها ؟!
فتحت الباب و وجدت فقط بيض و طماطم و لا شئ أخر ، اخذت ثلاث ثمرات من الطماطم ، قامت بغسلهم و وضعهم على لوح التقطيع و احتارت
لاحظ بالطبع استعجالها برحيله و لهذا أشر نحو وجنته و قال
الان ماذا ؟
رفع حاجبه ، مستمتعا بردة فعلها ، تسائل من اين نمت شجاعتها لتشتمه فجأة ، ظل صامتا و شحب وجهها ، نهضت و صرخت عليه بذعر
ضمت شفتيها و نظرت حولها ، اخذت سكين و نظرت لها ، عادت الى ثمرات الطماطم ، امسكت الطماطم بإرتباك ، بتردد و بطئ قسمتها نصفين ، كان احد النصفين صغيرا و الاخر كبير ، اكملت التقطيع و ما ان انتهت حتى شعرت بالخجل الشديد و الاحراج من القول انها من فعلت ذلك ، اندلع شعور بالعار يملأ قلبها ، خافت ان يدخل و يرى هذه الفوضى.
ايضا كفتاة تجد ان عدم ايجادها للطبخ مهين ، هذا يضر كبريائها قليلا ، لذا أومأت له و نهضت ، سارت بخطى مترنحة في البداية ، لم تشعر بالارتياح لسيرها حافية ، لكن اجبرت نفسها ، سارت نحو المطبخ بطبيعية ، بعد ان دخلت ، نظرت للمطبخ المرتب ، شمت ببرود و تقدمت نحو الثلاجة
القطع الصغيرة و الكبيرة و الغير متساوية جعلت ثقتها القليلة تنهار ، استائت و نظرت لمياه الطماطم الحمراء بعبوس ، انزلقت قطرات العصارة الحمراء بسلاسة على راحة يدها ، سرعان ما تذكرت تلك البركة الصغيرة القرمزية بغرفة المعيشة في منزلهم ، و الجثتين المنقوعتين بالدم ، شعرت بالغثيان الشديد ، رفعت يدها لتغلق فمها ، لترى عصارة الطماطم على يدها ، خيل لها ان ما بيدها دم ، ليس اي دم و لكن دم والديها.
رفعت رأسها لتؤمي عندما استوعبت ما قال و نظرت له ، وجدته لا يمزح ، شعرت بالفزع و أرادت الهرب تلقائيا ، لكنه ظل واقفا و يبتسم ، لتنهض بخوف و تقول بتردد
ارتعشت يديها ، اختلط الواقع بالخيال ، بينما تنظر ليدها الملطخة بالدم ، رأت جسد والدها يرفع وجهه ، بدون عيون ، ينزف الدم من تجاويف عينيه ، انفه و فمه بلا استثناء ، فتح فمه و صرخ صرخة تصم الاذن ، لم تعد تستطيع التحمل ، افلتت السكين لتسقط ارضا على قدمها ، اصيبت قدمها بجرح ، لكن لحسن الحظ الجرح سطحي.
حبست انفاسها ، شعرت بالعرق البارد يتكثف على تيشرتها من الخلف ، هي لا تستطيع الطبخ ، لكنها لا تستطيع اخباره ، ماذا لو سحب مسدسه و اطلق الرصاص عليها ؟
تراجعت خطوة و في الاخرى سقطت بقوة مصدرة صوت عال ، اهتزت حدقية عينيها و ارتفعت للأعلي و انهارت فاقدة للوعي ، لقد اخافت نفسها بنفسها.
الحقير ، الوغد !
كان ينزع عن نفسه الجاكت الاسود الطويل ، بعدما نزع قناعه الحديدي و القماشي و فك الضمادات الطبية علي ذراعيه ، سمع صوت الاصطدام و تعجب ، تحرك نحو المطبخ بسرعة ليجدها فاقدة الوعي ، نظر لها ، إلى الجرح بقدمها ، إلى السكين و إلى الضحية المأساوية على لوح التقطيع ، الطماطم ، ثم شعر برغبة في الضحك ، لم يستطع الا ان يسخر من مهارتها
-” ان خطوتِ و لو خطوة واحدة خارج المنزل ! “
– ” لن اتفاجأ ان اخبرتني انها قطعت بقدمها “
-” لدي وردة ، حمراء جذابة ، فوق بقية ورود البستان بأكمله “
تنهد و تقدم منها ، حملها عن الارض ، مثل الاميرة و نظر لها ، فاقدة للوعي كما انها شاحبة الوجه ترتجف و تنادي والدها ، لم يعر أيا من ذلك اهتمام ما كان مهتما به حقا هو وجهها ، تداخل وجهها مع وجه شخص في ذاكرته ، غضب كثيراً لكنه هدأ نفسه ، ابتسم بسخرية
جالسا القرفصاء ، مستمتعا بردودها الجبانة بذلك الوجه خاصتها ، رفع رأسه الى الأعلى ، نظر لها و هي خائفة ، لاحظ ارتجافها ، يديها و كتفيها ، ابتسم و قال
-” الم تنجو فقط لأن لها هذا الوجه ؟! “
ابتلعت و نظرت له ، فتحت فمها بتردد
” ليس من الممتع اللعب بنفس الطريقة مع لعب متشابهة ~ “
-” ان خطوتِ و لو خطوة واحدة خارج المنزل ! “
استدار و عاد إلى غرفة المعيشة ، جعلها تنام على الاريكة ، ذهب و عاد بعلبة الاسعاف ، ضمد جرح قدمها ثم امسك الهاتف و اتصل بشخص ما ، بعد لحظات اجاب الشخص و صرخ
” سأذهب و ربما اتأخر ، قد اعود صباح الغد ~ “
-” هل اختطفت هدف المهمة ايها الغبي ؟! “
-” يكفي ! انت تصيبني بالصداع ! “
-” يكفي ! انت تصيبني بالصداع ! “
جفلت و توقفت بسرعة ، رفعت رأسها ، نظرت له بأعين لامعة توشك اسقاط الدموع ، هز رأسه بخفة و اكمل بينما يهز كتفيه
” على أي حال استمع ! ما اريده هو– “
” او اقلق انها ستصبح غبية ؟ “
استيقظت ورد و هي تشعر بصداع فظيع ، رفعت جذعها العلوي و شعرت بالتعب الشديد ، تذكرت ان اخر ما كانت تفعله هو تقطيع الطماطم ، شعرت بالارتباك و الحيرة لوجودها على الاريكة فجأة ، رفعت يدها فركت رأسها ، لازالت تشعر بالالم.
-” في هذا المنزل لا توجد الا غرفة نوم واحدة ، الاخري هي مكتب و هناك مكتبة ، مطبخ و الحمام بغرفة النوم“
-“-توسط ، لا تنسى ارفاق مشروب غازي “
-” ان شعرتِ بالجوع ، لا تفكرِ بصنع الطعام ابدا ! “
استمعت لصوته المألوف ، استدار و تفاجأت ، شعر اسود سلس تتساقط خصلاته على الجبهة بطريقة حرة و غير مقيدة ، عيون زرقاء صافية مثل السماء بساعات الصباح المبكرة ، انف مستقيم و شفاة رفيعة و بشرة بيضاء ، ابيض منها هي حتى ، ارتبكت ، اغلق الهاتف و ابتسم لها لتسأله بذهول فجأة
أومأت مجددا
-” من انت ؟ “
-” هل اثر سقوطك على معدل ذكائك ~ ؟! “
بدا انه ذهل من سؤالها و بدأ يضحك ، تكاد تقسم ان ضحكته كانت مذهلة لدرجة انها اصبحت خارج عقلها ، سار نحوها ، جلس على المقعد امام الأريكة واضعا ساق فوق الاخري ، ساند خده بيده و قال بنبرة ساخرة سمعتها كثيرا اليوم
انا لست في قصة درامية من الدرجة الثالثة ، لاقع بحب قاتل والداي لانه وسيم ، لست حتى مصابة بالستوكهولم او أي شئ ، عودِ لرشدك ايتها الغبية ! عودِ لرشدك !!
-” هل اثر سقوطك على معدل ذكائك ~ ؟! “
بإختصار ، هي لا تملك أي معرفة مفيدة تنقذها ، حكم عليها ان تجلس بصمت ، تنتظر إلى أن يستفيد منها حتى يسأم و يقتلها او يتركها و هذا ايضا بحسب مزاجه.
رمشت بدا كما لو انها لا تسمع ، مذهولة لفترة ، رفعت يدها و قرصت وجنتها ، شعرت بالالم الشديد لدرجة انها صرخت ، تفاجأ من فعلتها و اقترب منها و رفع يده يقيس حرارتها و تمتم
رمشت بدا كما لو انها لا تسمع ، مذهولة لفترة ، رفعت يدها و قرصت وجنتها ، شعرت بالالم الشديد لدرجة انها صرخت ، تفاجأ من فعلتها و اقترب منها و رفع يده يقيس حرارتها و تمتم
-” حرارتها ليست مرتفعة ، هل على ان اطلب طبيب يتأكد من ان عقلها لم ينكسر ؟ “
لايزال يؤشر عاليا عنها ، زمت شفتها و شتمته داخليا
” او اقلق انها ستصبح غبية ؟ “
-” حسنا ، بالتأكيد يمر الوقت سريعا في الصيف “
ابتلعت و نظرت له ، فتحت فمها بتردد
شاهد ما تفعله و لا يزال يسأل
-” انت … انت ذلك القاتل ؟! “
” هاه ~ لا لا لا لقد أنرتِ و والديكِ حياتي ! “
أومأ لها بجدية ، حائر قليلا ، فجأة استوعب شيئا و بدأ يضحك عليها ، نهض و قال
انتهي من طعامه و تجشأ برضى ، وقف و تمدد ، وضع يده اليمنى على كتفه اليسرى و حركها بارهاق دائريًا ، تثائب و نظر للساعة و تفاجأ أنها العاشرة إلا خمس دقائق
-” لذا هل ظننتِ انني شخص اخر ؟ “
انتهي من طعامه و تجشأ برضى ، وقف و تمدد ، وضع يده اليمنى على كتفه اليسرى و حركها بارهاق دائريًا ، تثائب و نظر للساعة و تفاجأ أنها العاشرة إلا خمس دقائق
” هاهاهاها ، يا الهي ! “
– ” لن اتفاجأ ان اخبرتني انها قطعت بقدمها “
ضحك بجنون ، اما هي فأرادت صفع نفسها بغباء لكن تظاهرت انه المخطئ و لم ترد ، ضحك لفترة كبيرة ثم مسح دموعه الوهمية و قال
-“ستنفجر فقط بأفعالك هذه “
-” للأسف ، لا يعرف احد ان هذا المنزل لقاتل بإستثنائي~ “
-” هل اثر سقوطك على معدل ذكائك ~ ؟! “
” لذا لا يوجد فيه الا كلانا ~ “
” ليس من الممتع اللعب بنفس الطريقة مع لعب متشابهة ~ “
ضمت شفتها و اظهرت انها لا تهتم ، لكن في عقلها كانت تصرخ بجنون
-” الان اريد قبلة الوداع خاصتي ~ “
اي مزحة سخيفة هذه ؟
أومأت له
انا لست في قصة درامية من الدرجة الثالثة ، لاقع بحب قاتل والداي لانه وسيم ، لست حتى مصابة بالستوكهولم او أي شئ ، عودِ لرشدك ايتها الغبية ! عودِ لرشدك !!
ضحك و تذمر
لقد كانت تظنه قبيحا او يمتلك ندبة ليغطي وجهه هكذا ، لكن من يظن انه كان يخفي وسامته ؟ هزت رأسها بقوة و ذكرت نفسها ، انه قتل والديها ، دمر حياتها المسالمة ، الاهم انه ربطها بقنبلة ! و لا زالت لا تدري ما سيفعله مستقبلا.
” هيا لنن– “
هدأت نفسها ، نظرت حولها لتجده اختفى ، سمعت صوت خطوات ، استدارت لتجده قادم و معه علبتيّ بيتزا ، اعطاها واحدة و اخذ الاخرى و قال ساخرا
ابتلعت و نظرت له ، فتحت فمها بتردد
-” هذا العشاء ، و الا سنموت من الجوع بسبب الطبخ الفظيع لاحدهم ~ “
قاطع كلماته صوت الهاتف ، عبس و أمسكه و أجاب متذمراً اثناء الخروج
ضربت كلماته فخرها و شعرت بالغضب ، لكنها لا تمتلك اي شجاعة لضحده ، كما انه محق ، قضمت شفتيها و اخذت الصندوق منه بعنف ، وضعته على ساقها و لم تشعر برغبة في تناول الطعام ، اما هو فلم يبالي ، فتح العلبة و اخذ قطعة و تناول قضمة بشهية كبيرة و قال براحة
-” دمرت حياتكِ ؟ “
-” لماذا لا تأكلين ؟ “
هزت رأسها بسرعة ، تنفي انها لم تفكر قط في هذا ، بالرغم من كونها مذهولة لعدم التفكير في لهرب لحتى اللحظة لازالت تؤمي بصدق ، بكت داخليا و ندبت ، لكنه ترك ذقنها ، تركت اصابعه علامات حمراء و ابتسم و قال بنبرة مرحة لعوبة كعادته
” هل هذا بسبب موت والديكِ ؟! “
-” من جهة أخري ، هل مهمة اليوم تعتبر إنقاذ لوردتي؟ “
تذكرت موت والديها و شعرت بالغثيان مجددا ، شحب وجهه و ارادت ابعاد الطعام عنها بسرعة.
-” حسنا ، بالتأكيد يمر الوقت سريعا في الصيف “
-” في الواقع الغثيان و القئ هو شئ بسيط بالفعل “
كيف لم أدرك كم انني حرة في تلك الحياة المسالمة ؟!
” انا لازلت مدهوشا من حقيقة انكِ لم تصابي بنوبة هلع او صدمة نفسية قوية لابد ان حبكِ لنفسكِ اقوي من حبكِ لوالديكِ “
” هل هذا بسبب موت والديكِ ؟! “
تجشأ و تناول قضمة أخرى ، هي شعرت بالدوار ، رؤيتها تصبح ضبابية شيئا فشئ ، تستطيع الشعور بثقل عينيها لتجمع الدموع فيهما ، اغلقت عينيها لتحاول كبح جماح تلك الدموع التي تسقط طوال الوقت و لكن سقطت بضع قطرات متمردات ، نظرت له مرتاح البال هكذا دون اي ذنب و شعرت بالمرارة و قالت بصوت مرتعش
خفت صوتها تدريجيا ، حدقت في الفراغ لثوان قبل ان ترفع ساقها ، وضعت يدها على الحلقة المعدنية البيضاء ، حاولت جاهدة نزعها عن جسدها ، منعها فخرها من ان تنتظر ببساطة تفجيره لها ، لماذا اتت معه اذا ؟ لتموت على ارض منزله ؟ اذا كان عليها الموت بجانب والديها ، اما شجاعتها المنعدمة ، ظهرت تشجعها على التمسك بحياتها.
-” لماذا ؟ “
اتمنى انكم نلتم من الاستمتاع ما توقعتم ^^
توقف عن الاكل و نظر لها ، سقطت دموعها ، استنشقت و قالت ببكاء
أومأ لها بجدية ، حائر قليلا ، فجأة استوعب شيئا و بدأ يضحك عليها ، نهض و قال
-” لماذا قتلت والداي ؟ “
” من اعطاك طلب القتل هذا ؟ “
” من اعطاك طلب القتل هذا ؟ “
-” في هذا المنزل لا توجد الا غرفة نوم واحدة ، الاخري هي مكتب و هناك مكتبة ، مطبخ و الحمام بغرفة النوم“
” لماذا وافقت عليه ؟ لماذا قتلتهم ؟! “
-” من جهة أخري ، هل مهمة اليوم تعتبر إنقاذ لوردتي؟ “
” انت … “
ضربت كلماته فخرها و شعرت بالغضب ، لكنها لا تمتلك اي شجاعة لضحده ، كما انه محق ، قضمت شفتيها و اخذت الصندوق منه بعنف ، وضعته على ساقها و لم تشعر برغبة في تناول الطعام ، اما هو فلم يبالي ، فتح العلبة و اخذ قطعة و تناول قضمة بشهية كبيرة و قال براحة
بعجز ، بخوف من ان يقتلها ، بضمير مذنب انها ستعيش بفردها دون اهلها ، بفخر متضرر و بكل الشجاعة الضئيلة التي استطاعت حشدها قالت بصوت ضعيف
-” ان خطوتِ و لو خطوة واحدة خارج المنزل ! “
-” انت .. “
تراجعت خطوة و في الاخرى سقطت بقوة مصدرة صوت عال ، اهتزت حدقية عينيها و ارتفعت للأعلي و انهارت فاقدة للوعي ، لقد اخافت نفسها بنفسها.
” …. دمرت حياتي ! “
” هل تستغل حقيقة انني اخبرك بكل شئ ؟! “
أصبح الجو راكدا و صامتا على الفور مع كلماتها ، هي فقط إستنشقت بعنف أثناء البكاء بضعف ، حدقت عيونه الزرقاء الصافية فيها ، نظرته لا مبالية ، لكنها شعرت بالرعب و التهديد الشديدين.
ايضا كفتاة تجد ان عدم ايجادها للطبخ مهين ، هذا يضر كبريائها قليلا ، لذا أومأت له و نهضت ، سارت بخطى مترنحة في البداية ، لم تشعر بالارتياح لسيرها حافية ، لكن اجبرت نفسها ، سارت نحو المطبخ بطبيعية ، بعد ان دخلت ، نظرت للمطبخ المرتب ، شمت ببرود و تقدمت نحو الثلاجة
تحت شعر غرته الكثيفة ، رفع حاجبه ، توسعت إبتسامته و قال بوجه مفتون و مقتنع تماما
كانت تقمع فكرة عضه بقوة ، وصلت عنده ، كانت قصيرة ، هو أطول منها برأس و نصف ، لم يصل طولها لكتفه حتى ، وقفت على أطراف أصابعها و نقرت بخفة شفتيها على وجهه ، كان مقصدها وجنته لكن لقصرها كانت القبلة على فكه.
-” دمرت حياتكِ ؟ “
-” ان حاولتِ ان تلعبِ بذيلك و التواصل مع أي احد لن ينتهي الامر بمجرد جثة ملطخة “
” هاه ~ لا لا لا لقد أنرتِ و والديكِ حياتي ! “
بقلم : رغد سالم
ضحك بجنون و اكمل بكلمات مثيرة للغثيان
” هل هذا بسبب موت والديكِ ؟! “
-” رائحة الصدأ الكثيفة المتسربة من دمائهما السائلة على الأرض تسللت الى جيوبي الانفية معيدة لي ذلك الشعور بالحنين “
-” أزيلها عني ، لا اريد الموت ! “
” اللون الاحمر القاني الذي ظهر من قطرات دمهم المتسربة كان اللون الوحيد الذي استطعت رؤيته في عالمي الرمادي “
-” ان شعرتِ بالجوع ، لا تفكرِ بصنع الطعام ابدا ! “
” الخوف و الذعر الذي رأيته في عينيهما انعش روحي و اخيرا سقوطهما ميتين و هم قلقون عليكِ ، فكرة تركهم لكِ وحيدة مع قاتل مجنون مثلي جعلتهم يرفضون الموت الذي يلتهمهم بلا هوادة !! “
“هذا يؤلم قلبي~~ “
” كل هذا جعلني أشعر بالنشوة~ ”
-” هل اختطفت هدف المهمة ايها الغبي ؟! “
“مثل مدمن مخدرات إنقطع لفترة طويلة جداً لدرجة ان عقله كاد ينقسم و فجأة تذوق مخدر أقوى و أحلى و أكثر شدة و لذة من ما سبق و تناوله ، لدرجة سيلان اللعاب ~ “
تحدث براحة و كأنه يخبرها ماذا سيتناولون على العشاء ، خلف القناع ، كانت ابتسامته بالفعل تصل لعينيه ، ينتظر رد فعلها ، لم تخيب ظنه ، لقد انهارت من رده ، سقطت على الاريكة و اردفت
شحب وجهها ، مع كل كلمة قالها نمى الخوف بقلبها ، أكثر فأكثر ، قبضت يدها على علبة البيتزا ، وجدت نفسها لا تستطيع حتى ان تأخذ انفاسها من الخوف ، لقد خافت أن يسمع تنفسها ، تمنت لو أنها مخفية و لا يراها ، مجددا ضربتها الحقيقة بقسوة ، هي ليست في نزهة مع شاب وسيم ، هي محبوسة من قبل مجرم قاتل ، كما أنه قاتل والديها ، الشخص المختل الذي قد يسحب مسدسه و يفجر رأسها في أي لحظة !
-” سأعاقبكِ عندما أعود ~ “
الاسوء ان كلماته ذات النبرة الصادقة اكدت لها انه مجرد مجنون ، ولا احد يثق في المجانين ، خاصة المجانين ذوي التعطش الرهيب لالدماء !
-” انا جاد جدا ~ “
رأى خوفها ، إستمتع بتناول البيتزا بهدوء اثناء تجاهلها ، لأنها لم تجرؤ على التنفس في حضوره بعد تلك الكلمات ، بدت خائفة و مرعوبة ، حتى أن أطرافها إرتعشت و انزلقت الدموع من محجريها و رغم ذلك ، بطاعة ، ظلت صامتة و هو لم يكن في مزاج يسمح باللعب معها مجددا ، لهذا تناول طعامه بصمت ، على اي حال هي لم تنجو بسبب طاعتها الغير معقولة له ، بل بسبب وجهها فقط ، هكذا كان الامر بالنسبة له هو فقط على لاقل !!
“هذا يؤلم قلبي~~ “
انتهي من طعامه و تجشأ برضى ، وقف و تمدد ، وضع يده اليمنى على كتفه اليسرى و حركها بارهاق دائريًا ، تثائب و نظر للساعة و تفاجأ أنها العاشرة إلا خمس دقائق
-“ها أنا ذا ، هل لا يعجبك المكان ؟ ماذا عن تبديله للفم– “
-” حسنا ، بالتأكيد يمر الوقت سريعا في الصيف “
بعجز ، بخوف من ان يقتلها ، بضمير مذنب انها ستعيش بفردها دون اهلها ، بفخر متضرر و بكل الشجاعة الضئيلة التي استطاعت حشدها قالت بصوت ضعيف
” هيا لنن– “
-” للأسف لدي عمل ~ “
قاطع كلماته صوت الهاتف ، عبس و أمسكه و أجاب متذمراً اثناء الخروج
” .. أبي .. “
-” يا رجل ~ ”
لاحظ بالطبع استعجالها برحيله و لهذا أشر نحو وجنته و قال
” أنا للتو انهيت العشاء ! “
بإختصار ، هي لا تملك أي معرفة مفيدة تنقذها ، حكم عليها ان تجلس بصمت ، تنتظر إلى أن يستفيد منها حتى يسأم و يقتلها او يتركها و هذا ايضا بحسب مزاجه.
” هل تستغل حقيقة انني اخبرك بكل شئ ؟! “
بإختصار ، هي لا تملك أي معرفة مفيدة تنقذها ، حكم عليها ان تجلس بصمت ، تنتظر إلى أن يستفيد منها حتى يسأم و يقتلها او يتركها و هذا ايضا بحسب مزاجه.
” لا يجب ان تستغل نفوذك هكذا ، فكما تعلم– “
لماذا لا تذهب فقط و تحصل علي قاتلة مأجورة كحبيبة لك ؟ بوجهك هذا لن ترفضك كما انها ستشاركك اهتمامك اللعين في الدماء !!
ابتعد حتى خرج ، أخيرا تنفست هي الصعداء ، لقد انقذتها هذه المكالمة ، وضعت علبة البيتزا الكارتونية على طاولة القهوة الصغيرة و رفعت قدميها للأريكة ، إحتضنت ساقيها أثناء سند ذقنها على ركبتيها ، إنزلقت دموعها بصمت ، بكت و همستْ
ضحك بجنون ، اما هي فأرادت صفع نفسها بغباء لكن تظاهرت انه المخطئ و لم ترد ، ضحك لفترة كبيرة ثم مسح دموعه الوهمية و قال
-” أمي .. “
-” لماذا ؟ “
” .. أبي .. “
-” يوجد واي فاي في المنزل ، أستخدميه على شاشة التلفاز ، هناك اقراص مضغوطة عليها العاب إن شعرتِ بالملل العبِ بها “
” لماذا كان عليكما الموت ؟ “
توقف عن الاكل و نظر لها ، سقطت دموعها ، استنشقت و قالت ببكاء
أستنشقت ، بكت ، رغم ذلك حافظت على هدوئها ، ليست شجاعة جدا لتطلب الموت.
” لا تمزح ! “
-” اذا على أن أذهب مجددا ؟ “
ضحك و تذمر
” الا تنظمون طلبات القتل خاصتكم ؟! “
” سأذهب و ربما اتأخر ، قد اعود صباح الغد ~ “
” لدي لعبة جديدة اريد ان اتمتع بها ! “
-” لدي وردة ، حمراء جذابة ، فوق بقية ورود البستان بأكمله “
اتاه الرد سريعا من الجهة الاخري للهاتف
تذكرت موت والديها و شعرت بالغثيان مجددا ، شحب وجهه و ارادت ابعاد الطعام عنها بسرعة.
-” بلاه بلاه. آخر شخص يسأل هو انت ! “
تنهد و تقدم منها ، حملها عن الارض ، مثل الاميرة و نظر لها ، فاقدة للوعي كما انها شاحبة الوجه ترتجف و تنادي والدها ، لم يعر أيا من ذلك اهتمام ما كان مهتما به حقا هو وجهها ، تداخل وجهها مع وجه شخص في ذاكرته ، غضب كثيراً لكنه هدأ نفسه ، ابتسم بسخرية
” على أي حال ، قدم العميل مالا وفيرا ، لم أستطع الرفض ، أيضاً اعتبره معروفا لرشوة الشرطة و تركك تذهب “
لم يكمل الجملة ، إلا بها تنقره على خده بخفة ، لقد قفزت لتقبله و لم تنتظر إعتراضه ، استدارت و ركضت ، دخلت الغرفة و أغلقت الباب بقوة ، استطاع سماع صوت مفتاح الغرفة من الداخل يغلق الباب.
تنفس و نظر لسماء الليل الصافية و ذلك الهلال يتوسطها ، أخرج زفيرا و ابتسم
-” انت .. “
-” لقد توقفت عن جمع المال كما تعلم “
توجه نحو الباب و يديه في جيب بنطاله ، امسك المقبض و اظهر اسنانه ، مبتسما ابتسامة جانبية رائعة
” انا الآن استمتع~ “
-” لا ، ليس هنا بل هنا “
أرتجفْ الطرف الاخر و لم يعلق ، فقط قال
-” أمي .. “
-” لكن انت لن تقبل إلا مهمات المال الوفير ، لهذا قبلتها. سيعطيك العميل فندق خمس نجوم ليكون بإسمك “
” سأذهب و ربما اتأخر ، قد اعود صباح الغد ~ “
” كما ان هدف المهمة موجود على بعد تسعة اميال من موقعك ! “
إبتهجت و حاولت جاهدة الأ تظهر هذا ، خافت من احتمال ان ينزعج و يقتلها ، لكنه كان يعلم كل شئ ، لقد استمتع برؤية تعبيراتها بهذا الوجه ، لهذا لايزال يختار إبقاء حياتها رغم أنها خطيرة عليه و لازل السبب هو امتلاكها لهذا الوجه.
-” موافق ~ “
فتحت الباب و وجدت فقط بيض و طماطم و لا شئ أخر ، اخذت ثلاث ثمرات من الطماطم ، قامت بغسلهم و وضعهم على لوح التقطيع و احتارت
رد و اغلق الخط دون أن يعطي للطرف الآخر فرصة للرد ، نظرالى باب المنزل المغلق و ابتسم
الحقير ، الوغد !
-” لدي وردة ، حمراء جذابة ، فوق بقية ورود البستان بأكمله “
رأى خوفها ، إستمتع بتناول البيتزا بهدوء اثناء تجاهلها ، لأنها لم تجرؤ على التنفس في حضوره بعد تلك الكلمات ، بدت خائفة و مرعوبة ، حتى أن أطرافها إرتعشت و انزلقت الدموع من محجريها و رغم ذلك ، بطاعة ، ظلت صامتة و هو لم يكن في مزاج يسمح باللعب معها مجددا ، لهذا تناول طعامه بصمت ، على اي حال هي لم تنجو بسبب طاعتها الغير معقولة له ، بل بسبب وجهها فقط ، هكذا كان الامر بالنسبة له هو فقط على لاقل !!
” مؤسف جدا ، ان للورود عمر قصير “
-” لا “
” هذه ايضا حقيقة مؤكدة ~”
” لا يجب ان تستغل نفوذك هكذا ، فكما تعلم– “
توجه نحو الباب و يديه في جيب بنطاله ، امسك المقبض و اظهر اسنانه ، مبتسما ابتسامة جانبية رائعة
محق من قال ان المرء لا يدرك قيمة ما لديه حتى يفقده !
-” من جهة أخري ، هل مهمة اليوم تعتبر إنقاذ لوردتي؟ “
رفع حاجبيه و قال
” ناه~ لا زال الوقت متوفر للعب بحرية فإن سئمت منها ، سأقتلهاَ فقط ~ “
شحب وجهها و نظرت للأرض ، ضحك و تقدم ، أخذ ردائه و قناعه و ضمادات ذراعه القديمة الدموية ، نظر لها و قال بنبرة لعوبة
هز كتفيه و دخل ، وجدها غفت على الأريكة دون حراك ، أغلق الباب خلفه بقوة ، لتنهض مفزوعة ، نظرت حولها بخوف ، ليكتف ذراعيه و يسأل بإبتسامة و نبرة مرحة لعوبة
” على أي حال استمع ! ما اريده هو– “
-” هل أحببتِ المكان لهذه الدرجة ~؟ “
-” يوجد واي فاي في المنزل ، أستخدميه على شاشة التلفاز ، هناك اقراص مضغوطة عليها العاب إن شعرتِ بالملل العبِ بها “
شحب وجهها و نظرت للأرض ، ضحك و تقدم ، أخذ ردائه و قناعه و ضمادات ذراعه القديمة الدموية ، نظر لها و قال بنبرة لعوبة
-” هل اختطفت هدف المهمة ايها الغبي ؟! “
-” للأسف لدي عمل ~ “
صمت عندما لاحظ انها شاردة ، علم انها لم تكن تصغي له على الاطلاق ، فكر في شئ ثم ذهب لها فجأة ، مد يده ، أمسك ذقنها بحدة و قال بهدوء جعلها ترتجف بخوف
” سأذهب و ربما اتأخر ، قد اعود صباح الغد ~ “
” أنا للتو انهيت العشاء ! “
إبتهجت و حاولت جاهدة الأ تظهر هذا ، خافت من احتمال ان ينزعج و يقتلها ، لكنه كان يعلم كل شئ ، لقد استمتع برؤية تعبيراتها بهذا الوجه ، لهذا لايزال يختار إبقاء حياتها رغم أنها خطيرة عليه و لازل السبب هو امتلاكها لهذا الوجه.
” ليس من الممتع اللعب بنفس الطريقة مع لعب متشابهة ~ “
-” تعلمين انكِ لا تستطيعين الذهاب الى المدرسة او التواصل مع احد ، صحيح ؟ “
تذكرت موت والديها و شعرت بالغثيان مجددا ، شحب وجهه و ارادت ابعاد الطعام عنها بسرعة.
أومأت له
“من النظرة الأولى تبدو كجهاز لتحديد المواقع ! “
-” يوجد واي فاي في المنزل ، أستخدميه على شاشة التلفاز ، هناك اقراص مضغوطة عليها العاب إن شعرتِ بالملل العبِ بها “
حبست انفاسها ، شعرت بالعرق البارد يتكثف على تيشرتها من الخلف ، هي لا تستطيع الطبخ ، لكنها لا تستطيع اخباره ، ماذا لو سحب مسدسه و اطلق الرصاص عليها ؟
أومأت مجددا
ظلت هكذا حتى شعرت بالإرهاق الشديد ، محتضنة ساقيها اليها ، ترنحت و وقعت ، اغلقت جفونها بالتدريج و فتحتها مجددا نصف افتتاح بتعب ، نظرت لسلسلتها الذهبية ، ومض بعقلها مشهد والدها يقدم لها السلسلة بينما يشجعها ، ابتسمت و اغلقت عينيها مع هرب دمعة منفردة .
-” ان شعرتِ بالجوع ، لا تفكرِ بصنع الطعام ابدا ! “
شحب وجهها ، مع كل كلمة قالها نمى الخوف بقلبها ، أكثر فأكثر ، قبضت يدها على علبة البيتزا ، وجدت نفسها لا تستطيع حتى ان تأخذ انفاسها من الخوف ، لقد خافت أن يسمع تنفسها ، تمنت لو أنها مخفية و لا يراها ، مجددا ضربتها الحقيقة بقسوة ، هي ليست في نزهة مع شاب وسيم ، هي محبوسة من قبل مجرم قاتل ، كما أنه قاتل والديها ، الشخص المختل الذي قد يسحب مسدسه و يفجر رأسها في أي لحظة !
جفلت ، لكن بعد النظر لما حدث في المطبخ سابقا ، لم تستطع الأعتراض رغم أن كلماته الحادة اصابت فخرها و أومأت له بصمت و عجز
-” لكن انت لن تقبل إلا مهمات المال الوفير ، لهذا قبلتها. سيعطيك العميل فندق خمس نجوم ليكون بإسمك “
-” تحدثت مع أحدهم بالفعل ، سترسل إحدى المطاعم الطعام للفطور ، الغداء و العشاء ان لم اعد “
تنفس و نظر لسماء الليل الصافية و ذلك الهلال يتوسطها ، أخرج زفيرا و ابتسم
أومأت بقليل من نفاذ الصبر ، ارادت رحيله فقط
-” لذا هل ظننتِ انني شخص اخر ؟ “
لاحظ بالطبع استعجالها برحيله و لهذا أشر نحو وجنته و قال
شحب وجهها ، مع كل كلمة قالها نمى الخوف بقلبها ، أكثر فأكثر ، قبضت يدها على علبة البيتزا ، وجدت نفسها لا تستطيع حتى ان تأخذ انفاسها من الخوف ، لقد خافت أن يسمع تنفسها ، تمنت لو أنها مخفية و لا يراها ، مجددا ضربتها الحقيقة بقسوة ، هي ليست في نزهة مع شاب وسيم ، هي محبوسة من قبل مجرم قاتل ، كما أنه قاتل والديها ، الشخص المختل الذي قد يسحب مسدسه و يفجر رأسها في أي لحظة !
-” الان اريد قبلة الوداع خاصتي ~ “
شاهد ما تفعله و لا يزال يسأل
رفعت رأسها لتؤمي عندما استوعبت ما قال و نظرت له ، وجدته لا يمزح ، شعرت بالفزع و أرادت الهرب تلقائيا ، لكنه ظل واقفا و يبتسم ، لتنهض بخوف و تقول بتردد
” لماذا كان عليكما الموت ؟ “
-” هل يمك– يمكنني فعلها لا– لاحقا ؟ “
نظرت له و لعنته ، أستطاعَ رؤية كرهها له في عينيها و شتمها له من تعابير وجهها التي تبدو كما لو انها تناولت شيئا حامض ، ابتسم ، بل توسعت ابتسامته ، مال بجسده قليلا
ابتسم و اجاب بحزم
-” لذا هل ظننتِ انني شخص اخر ؟ “
-” لا “
” انا ايضا صادق جدا. هذه حقا قنبلة ~ “
قبضت يدها بقوة ، أقتربت منه بخوف خطوات متعثرة ، مثل أرنب صغير في مواجهة ذئب ضخم ، وجد هذا ممتعا ، إنتظر بصبر حتى اقتربت منه.
لكم كنت معمية بالنظر حولي لدرجة عدم رؤيتي لها ؟!
كانت تقمع فكرة عضه بقوة ، وصلت عنده ، كانت قصيرة ، هو أطول منها برأس و نصف ، لم يصل طولها لكتفه حتى ، وقفت على أطراف أصابعها و نقرت بخفة شفتيها على وجهه ، كان مقصدها وجنته لكن لقصرها كانت القبلة على فكه.
” هيا لنن– “
رفع حاجبيه و قال
الاسوء ان كلماته ذات النبرة الصادقة اكدت لها انه مجرد مجنون ، ولا احد يثق في المجانين ، خاصة المجانين ذوي التعطش الرهيب لالدماء !
-” لا ، ليس هنا بل هنا “
-” تحدثت مع أحدهم بالفعل ، سترسل إحدى المطاعم الطعام للفطور ، الغداء و العشاء ان لم اعد “
لايزال يؤشر عاليا عنها ، زمت شفتها و شتمته داخليا
ضحك و تذمر
الحقير ، الوغد !
إبتهجت و حاولت جاهدة الأ تظهر هذا ، خافت من احتمال ان ينزعج و يقتلها ، لكنه كان يعلم كل شئ ، لقد استمتع برؤية تعبيراتها بهذا الوجه ، لهذا لايزال يختار إبقاء حياتها رغم أنها خطيرة عليه و لازل السبب هو امتلاكها لهذا الوجه.
أشعر بالقرف لدرجة أنني أريد كشط شفتاي فهل عليّ تقبيله مجددا ؟ أغهه !
لاحظ بالطبع استعجالها برحيله و لهذا أشر نحو وجنته و قال
لماذا لا تذهب فقط و تحصل علي قاتلة مأجورة كحبيبة لك ؟ بوجهك هذا لن ترفضك كما انها ستشاركك اهتمامك اللعين في الدماء !!
كانت تقمع فكرة عضه بقوة ، وصلت عنده ، كانت قصيرة ، هو أطول منها برأس و نصف ، لم يصل طولها لكتفه حتى ، وقفت على أطراف أصابعها و نقرت بخفة شفتيها على وجهه ، كان مقصدها وجنته لكن لقصرها كانت القبلة على فكه.
نظرت له و لعنته ، أستطاعَ رؤية كرهها له في عينيها و شتمها له من تعابير وجهها التي تبدو كما لو انها تناولت شيئا حامض ، ابتسم ، بل توسعت ابتسامته ، مال بجسده قليلا
-” هذا العشاء ، و الا سنموت من الجوع بسبب الطبخ الفظيع لاحدهم ~ “
-“ها أنا ذا ، هل لا يعجبك المكان ؟ ماذا عن تبديله للفم– “
-” تعلمين انكِ لا تستطيعين الذهاب الى المدرسة او التواصل مع احد ، صحيح ؟ “
لم يكمل الجملة ، إلا بها تنقره على خده بخفة ، لقد قفزت لتقبله و لم تنتظر إعتراضه ، استدارت و ركضت ، دخلت الغرفة و أغلقت الباب بقوة ، استطاع سماع صوت مفتاح الغرفة من الداخل يغلق الباب.
توقف عن الاكل و نظر لها ، سقطت دموعها ، استنشقت و قالت ببكاء
ضحك و تذمر
” من اعطاك طلب القتل هذا ؟ “
-” سأعاقبكِ عندما أعود ~ “
-” هل أحببتِ المكان لهذه الدرجة ~؟ “
أخذ أغراضه و رحل ، استمعت لصوت الباب الرئيسي يغلق و تنفست براحة ، توجهت إلى السرير ، جلست و رفعت يدها ، مسحت فمها بقوة ، لازالت تشعر بالقرف ، مسحت فمها و كشطته لدرجة انه أخرج الدماء ، بضع قطرات و سرعان ما تجلط الجرح .
بإختصار ، هي لا تملك أي معرفة مفيدة تنقذها ، حكم عليها ان تجلس بصمت ، تنتظر إلى أن يستفيد منها حتى يسأم و يقتلها او يتركها و هذا ايضا بحسب مزاجه.
ضمت قدميها ، شعرت بإمتلاء قلبها بالعجز و الحزن ، فرزت ما تمتلكه و يا للصدفة ، هي لا تملك إلا فخر متضرر لا يفيد بشئ و جبن لا حدود له و القليل من الشجاعة شبه المنعدمة مختبئة بعمق خلف رغبتها القوية و الأنانية بالحياة التي تتمسك برغبتها في الانتقام و الاخيرة تتفرق و تتكثف كلما شعرت بالخوف و الفزع او الحزن و الغضب.
” لدي لعبة جديدة اريد ان اتمتع بها ! “
بإختصار ، هي لا تملك أي معرفة مفيدة تنقذها ، حكم عليها ان تجلس بصمت ، تنتظر إلى أن يستفيد منها حتى يسأم و يقتلها او يتركها و هذا ايضا بحسب مزاجه.
” على أي حال استمع ! ما اريده هو– “
تنهدت و إستلقت ، لكن كلما أغلقت عينيها ومض مشهد موت والديها أمامها ، لم تستطع النوم ، ظلت خائفة كثيراً ، كلما غفت تحلم بذات اللحظة ، عندما دخل القاتل ، قتل والديها و إختطفها ، لتستيقظ من الكابوس على الحقيقة الأسوء و تتدمر نفسيتها ببطئ.
-” هذا كل شئ ، اعتبرِ البيت بيتك ~.”
ظلت هكذا حتى شعرت بالإرهاق الشديد ، محتضنة ساقيها اليها ، ترنحت و وقعت ، اغلقت جفونها بالتدريج و فتحتها مجددا نصف افتتاح بتعب ، نظرت لسلسلتها الذهبية ، ومض بعقلها مشهد والدها يقدم لها السلسلة بينما يشجعها ، ابتسمت و اغلقت عينيها مع هرب دمعة منفردة .
” مؤسف جدا ، ان للورود عمر قصير “
-” .. ابي ! “
أرتجفْ الطرف الاخر و لم يعلق ، فقط قال
يتبع
” الا تنظمون طلبات القتل خاصتكم ؟! “
” لماذا كان عليكما الموت ؟ “
اتمنى انكم نلتم من الاستمتاع ما توقعتم ^^
أومأت مجددا
بقلم : رغد سالم
” انا لازلت مدهوشا من حقيقة انكِ لم تصابي بنوبة هلع او صدمة نفسية قوية لابد ان حبكِ لنفسكِ اقوي من حبكِ لوالديكِ “
أومأت بقليل من نفاذ الصبر ، ارادت رحيله فقط
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
