نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

التناسخ اللعين 276

إيفاتار جهاف (2)

إيفاتار جهاف (2)

الفصل 276: إيفاتار جهاف (2)

“لدي تخمين جيد، لكن لا يمكنني التأكد. بعد كل شيء، ما زلت لا أعرف الكثير عن الشامانية.” اعترف يوجين.

“أين كنت—” جيرهارد، الذي هرع لمقابلة ابنه العائد، ابتلع دون وعي الكلمات المتبقية التي أوشك قولها.

“في الآونة الأخيرة، صارت تحركات قبيلة كوتشيلا غريبة. لقد غزوا وسيطروا على خمس قبائل أخرى في غضون بضعة أشهر فقط. غزا شعب الكوتشيلا قبائل أخرى عدة مرات قبل الآن، لكن هذه المرة هم مصممون بشكل غريب. لكن هذا ليس كل شيء.” إنخفض صوت إيفاتار وهو يتابع، “أرواح المحاربين المقتولين تُسرَق. لم تَعُد أي من أرواحهم إلى الأرض.”

 

كشف إيفاتار عن حقيقة مزعجة، “حتى بين قبائل سمر، فإن الكوتشيلا فريدون من نوعهم في كونه آكلي لحوم البشر. إنهم يفضلون أن يفترسوا العبيد الذين نشأوا داخل القبيلة، ويتلقون أيضًا تضحيات من القبائل التابعة الخاضعة لسيطرتهم. ثم، كلما عقدوا حدثًا قبليًا، يتم التضحية بالعديد من الأبرياء لإله قبيلتهم.”

تذكر متأخرًا أن العائلة أجرت مناقشة وقررت أنها سَـتتقبل عذر يوجين للمغادرة دون طلب أي تفاصيل بمجرد عودة يوجين.

“هل تعرف عن سبب مجيء إيفاتار جهاف؟” سأل يوجين.

 

“ومع ذلك، في بعض الأحيان، تقول دون وعي إسم التقنية بصوتٍ عال، سيدي يوجين. كلما يحدث ذلك، تتفاجئ من نفسك، لكنك حتى رغم ذلك تأخذ الوقت الكافي لفحص ردود الفعل على الإسم من محيطك. قد تكره السير كارمن لأنك تعتقد أنها لا تتصرف بشكل يناسب عمرها، لكنك ما زلت تشعر بالرضا كلما سمعت السير كارمن تمدح تقنياتك لكونها رائعا.”

في النهاية، قال جيرهارد فقط، “….تبدو تعابير وجهك جيدة.”

 

“هاه؟” رفع يوجين أحد حاجبيه.

 

 

 

“يوجين.” قال جيرهارد بجدية. “بصفتي والدك، أنا أضعف منك وأنا رجل قليل الأهمية. الشيء المميز الوحيد الذي فعلته في حياتي هو كونك ابني.”

حصل يوجين أيضًا على فرصة لإلقاء نظرة عليه قبل عامين. تمكن محاربوا سمر من الحصول على مساعدة الأرواح على الرغم من أنهم ليسوا بِـمُستَدعي أرواح، ويمكن للبعض حتى إستخدام أرواح الوحوش أو المحاربين الموتى لتقوية أنفسهم.

سأل يوجين بإرتباك، “ماذا تحاول أن تقول؟”

داخل عباءة يوجين، إهتز وينِد.

“عندما سمعت لأول مرة أنك هربت….قَلِقتُ للغاية، لكن بصفتي والدك، أنا أثق بك يا بُني. للإعتقاد بأنك ذهبت من أجل أن تجد نفسك….هاها. ربما تكون قد حظيت بالفعل بحفل بلوغ سن الرشد، لكن يبدو أنك أصبحت أخيرًا بالغًا حقيقيًا.” قال جيرهارد بفخر.

 

 

 

على الرغم من أنه لم يخطط لقول هذه الكلمات، إلا أنه بمجرد أن انتهى من التحدث أخيرًا، شعر جيرهارد بقلبه يؤلمه بفخر. إنهمرت الدموع من عينيه وهو ينظر إلى وجه ابنه، الذي صار الآن رجلًا كامل النمو.

 

 

في النهاية، قال جيرهارد فقط، “….تبدو تعابير وجهك جيدة.”

غلوب!

حصل يوجين أيضًا على فرصة لإلقاء نظرة عليه قبل عامين. تمكن محاربوا سمر من الحصول على مساعدة الأرواح على الرغم من أنهم ليسوا بِـمُستَدعي أرواح، ويمكن للبعض حتى إستخدام أرواح الوحوش أو المحاربين الموتى لتقوية أنفسهم.

ظهر تعبير مُحرَجٌ على وجه يوجين، لكنه لم يحاول تجنب إحتضان والده المفاجئ.

“أوه يا إلهي….لقد ألقيت نظرة عليه بشكل عابر أمس، لكنه حقًا ضخم. سَـأُصَدقُ ذلك إذا قلت إنه مزيج بين إنسان وغول.” علَّقتْ ميلكيث.

 

قاطعها يوجين، “ألا يمكنك فقط الوصول إلى المهم مباشرة؟”

تصفيق~ تصفيق~ تصفيق~

مع إستمرار مير في الكلام، بدأت حواجب يوجين ترتجف من الغضب.

 

 

بدأ لامان ونينا، الواقفان خلف جيرهارد، حيث بدا عليهما التأثُر.

 

 

 

خلال هذه العودة القصيرة إلى القصر، أكثر ما أقلقَ يوجين هو مقابلة كارمن لايونهارت، لكن لحسن الحظ، يبدو أن كارمن ليست موجودة حاليا.

 

 

“لدي تخمين جيد، لكن لا يمكنني التأكد. بعد كل شيء، ما زلت لا أعرف الكثير عن الشامانية.” اعترف يوجين.

على الرغم من أن لا أحد يعرف بيقين هل حفزتها الرسالة التي تركها يوجين وراءه، إلا أنها غادرت القصر مع تلميذتها، سيل، ومرافقتها، ديزرا، لمرافقة فرسانها في رحلة.

“إذن، لماذا أتيت تبحث عني بالضبط؟ حسنًا….لقد قلتُ بالفعل أنني سوف أرحب بك كَـضيفي إذا أتيتَ لزيارتي. ولكن يجب أن يكون هناك سبب آخر لكي تأتي للبحث عني بعد عامين كاملين، أليس كذلك؟ يستحيل أن تكون قد أتيت فقط لكي أعاملك كَـضيفي.”

 

 

‘أنا محظوظ.’ فكر يوجين ببعض الراحة.

بقفزة واحدة، صعدت ميلكيث على عتبة النافذة. بعد النقر على لسانه بإنزعاج، أغلق يوجين النافذة.

 

“إله الأرض. معظم القبائل في سمر تعتبر إله الأرض هو الإله الراعي. ومع ذلك، فإن الشكل الذي يتخذه إيمانهم غالبًا ما يكون مختلفًا. على سبيل المثال، لا يقدم الزوران تضحيات بشرية، بينما يفعل الكوتشيلا ذلك.” إلتوى تعبير إيفاتار كما لو أنه منزعج من شيء ما، “ومع ذلك، لا يسعني إلا أن أعتقد أن بناء برج من العظام البشرية يتجاوز الحدود كثيرًا. في الماضي أيضًا، كنا دائمًا نراقب أراضي قبيلة كوتشيلا، لكن في الآونة الأخيرة فقط تمكنوا من بناء برج عظام بشرية بهذا الحجم. وهذا ليس الوحيد. قال الجاسوس إن أبراج العظام البشرية الجديدة يتم بناؤها بإستمرار داخل نطاق قبيلة كوتشيلا، مما يتطلب تقديم السجناء بإستمرار كتضحيات.”

ربما ترك الرسالة وراءه، واثقًا من أن كارمن سَـتصدق عذره، لكن يوجين لم يرغب في إجراء محادثة طويلة مع كارمن حول رحلته وذاته الجديدة التي، يُفترض، أنه وجدها….

لماذا يحاول حتى كبح نفسه؟ سرعان ما غير يوجين رأيه وضرب مير على رأسها.

 

رد يوجين، “أنتِ وقحة للغاية.”

“في رأيي، سيدي يوجين، أنت تشبه السيدة كارمن كثيرًا. أنت متردد في الإرتباط بالسير كارمن لأنك تشعر بإحساس قوي بالقرابة معها. ومع ذلك، فأنت تقاوم بشدة الإعتراف بهذه الحقيقة، لذا بدلًا من ذلك، فَـأنت تعرض مثل هذه الحالة الكلاسيكية من كراهية الذات.” ساهمت مير في تحليلها النفسي غير المطلوب تماما.

“سمعت عن ماذا؟” أجاب يوجين.

 

“أين كنت—” جيرهارد، الذي هرع لمقابلة ابنه العائد، ابتلع دون وعي الكلمات المتبقية التي أوشك قولها.

“هل أصابك الجنون أيتها اللعينة؟” قال يوجين.

“على الرغم من أنني لستُ متأكدةً مما يخططون لفعله بالعديد من الأرواح….يمكنني التأكد من شيء واحد.” قالت ميلكيث بثقة: “أي سحر أسود يتطلب إستخدام الكثير من النفوس كتضحيات يجب أن يكون هطرقة عظيمة. ربما لم يكن هذا هو الحال خلال الحرب قبل ثلاثمائة عام، لكن هذا النوع من السحر الأسود لا يتم التسامح معه حتى بين السحرة السود هذه الأيام. في المقام الأول، بعد حقبة الحرب تلك، حُظِرَ تمامًا على أي ممارسين بشريين إستخدام الأرواح البشرية عند ممارسة السحر الأسود.”

 

“زوران ليست قبيلة منعزلة.” أوضح إيفاتار، “بدلًا من ذلك، نحن نقبل بنشاط التبادل والإتصال مع العالم الخارجي.”

“يقال سالب ضرب سالب يساوي موجب.” أجابت مير بحكمة. “حقيقة أنك في الواقع تقذف الشتائم في وجهي وتغضب تعني فقط أن كلماتي قد ضربت قلب الحقيقة، سيدي يوجين.”

 

هدر يوجين، “ماذا تقصدين؟”

“إذن إبقي هناك في مكانك.” قال يوجين.

“سيدي يوجين، أعلم أنك تبذل الكثير من الجهد لمحاولة التفكير في أسماء رائعة لتقنياتك. وأنا أعلم أيضًا أنه كلما قمت بإنشاء تقنية جديدة، تُلزِمُ نفسك بِـأن تفكر طويلًا وبجهد كبير في هل هذا الإسم مناسبٌ أم ذاك. على الرغم من أنك في الواقع تحب أسماء تقنياتك التي تبتكرها كثيرًا، إلا أنني أعلم أنك لا تجرؤ على قولها بصوتٍ عالٍ لأنك تخشى أن يسخر منك أي شخص آخر.”

 

مع إستمرار مير في الكلام، بدأت حواجب يوجين ترتجف من الغضب.

 

 

 

“ومع ذلك، في بعض الأحيان، تقول دون وعي إسم التقنية بصوتٍ عال، سيدي يوجين. كلما يحدث ذلك، تتفاجئ من نفسك، لكنك حتى رغم ذلك تأخذ الوقت الكافي لفحص ردود الفعل على الإسم من محيطك. قد تكره السير كارمن لأنك تعتقد أنها لا تتصرف بشكل يناسب عمرها، لكنك ما زلت تشعر بالرضا كلما سمعت السير كارمن تمدح تقنياتك لكونها رائعا.”

“هاه؟” رفع يوجين أحد حاجبيه.

تلعثم يوجين، “إ-إخرسي.”

‘لا يمكن أن يكون قد أتى إلى هنا من أجل الدردشة….هل يمكن أنه يحتاج إلى طلب معروف مني شخصيًا؟’ فكر يوجين مع نفسه.

“لدي فهم جيد جدًا لك، سيدي يوجين. هذا يعني فقط أنني أفهم المشاكل النفسية التي تمر بها.” قالت مير وهي تهز كتفيها وتُظهِرُ إبتسامةً منتصرة.

بعد التوصية بِـتعليم الجان شخصيًا كيفية إستخدام سحر الأرواح، وبالتالي زيادة قدرة أنفسهم على الوقوف بمفردهم والقوة القتالية للايونهارت، في النهاية، حصلت ميلكيث على إذن للإستفادة بحرية من بوابة الإنتقال داخل الغابة.

 

“تبدو تعابير وجهك جيدة.” هل يمكن أن يكونوا قد إتفقوا مسبقًا على قول نفس الشيء؟ قال غيلياد ما قاله جيرهارد بالضبط وربت على كتف يوجين، “هل عدت لوحدك؟”

على الرغم من أن هذا المشهد جعل قبضات يوجين ترتجف من الغضب، إلا أنه لا يزال منع نفسه من ضرب مير على رأسها.

“تمامًا كما هو متوقع.” أومأت ميلكيث بإبتسامة مشرقة بعد سماع القصة بأكملها. “هل تعلم؟ بالنسبة لمستدعي الأرواح، يتم التعامل مع غابة سمر كَـموقع مقدس. كما تعلمان بالفعل، الأرض هناك مليئة بالأرواح. هل تعرفان ما هو أحد الموضوعات الأكثر شيوعا التي نوقشت بين مدارس آروث السحرية؟ ما هو أصل السحر؟ على الرغم من أنه من المقبول أن السحر العتيق الذي تم استخدامه في العصر الأسطوري عندما كانت الآلهة لا تزال موجودة قد تم تحديثه ليصير السحر الذي نعرفه اليوم، إلا أنه ومن بين كل تلك الأنواع المختلفة من السحر العتيق، يُقال إن أصول إستدعاء الأرواح متجذرة في الروحانية التي مارستها ديانات سمر البدائية—”

 

بدلًا من الغضب، ضحك إيفاتار وقدم نفسه، “أنا من قبيلة زوران، إسمي هو إيفاتار جهاف.”

“قبضتك ترتجف يا سيدي يوجين. بما أنك لا تستطيع دحض كلماتي بشكل صحيح، هل تفكر في قمعي بفعل عنفٍ غير مبرر؟” إتهمته مير بعبوس.

 

 

لماذا يحاول حتى كبح نفسه؟ سرعان ما غير يوجين رأيه وضرب مير على رأسها.

“لدي تخمين جيد، لكن لا يمكنني التأكد. بعد كل شيء، ما زلت لا أعرف الكثير عن الشامانية.” اعترف يوجين.

 

ترتدي ميلكيث أحذية جلدية وصلت إلى ركبتيها وسترة حمراء زاهية. ومع ذلك، لسبب ما، ربما لأنه عاد لتوه من رؤية نوير جيابيلا، لا يزال يوجين يشعر أن الإنحراف الغريب في ذوق ميلكيث لا يزال ضمن النطاق المقبول.

“اوو اوو! أترى؟! هذا ما أعنيه! هذا العنف والتنمر هو مجرد دليل على أن كلماتي دقيقة!” صرخت مير.

هز إيفاتار رأسه، “حتى بعد أن جرب شامان قبيلة زوران الشعوذة لإستدعاء الأرواح، لم يتمكن من إستدعاء أي روح. بدلًا من ذلك، كادت روح الشامان الذي كان يقوم بالإستدعاء تُسرَقُ تقريبًا.”

 

“….هاه….” تنهد يوجين بتفاجئ.

دون أن يقول أي شيء آخر، بدأ يوجين يبتعد عنها.

 

 

 

إيفاتار، الذي تم إبلاغه بعودة يوجين، ينتظره بالفعل في غرفة الإستقبال، لكن يوجين لم يتوجه إلى هناك على الفور.

 

 

[هامل، لماذا تسأل مثل هذا السؤال الواضح؟ على الرغم من أن تلك المرأة قد أبرمت بالفعل عقدًا مع مَلِكَي أرواح، إلا أنها لا تزال تصر على الإيمان بالخرافات التي لا أساس لها. إنه أمر مثير للسخرية. للإعتقاد بأن المؤمن بمثل هذه الحكايات الشعبية هو أفضل مستدعي أرواح في هذا العصر….في الوقت الحالي، قد لا يكون خزيها معروفًا على نطاق واسع للعالم، ولكن في يوم من الأيام، قد يكتشف الجميع في هذا العالم جانب ميلكيث الحياة القبيح.] قال تيمبست، وهو ينقر على لسانه.

منذ أن عاد بعد شهر من إختفاء مفاجئ، شعر يوجين أنه من الصواب له أن يحيي البطريرك غيلياد أولًا.

 

 

 

“تبدو تعابير وجهك جيدة.” هل يمكن أن يكونوا قد إتفقوا مسبقًا على قول نفس الشيء؟ قال غيلياد ما قاله جيرهارد بالضبط وربت على كتف يوجين، “هل عدت لوحدك؟”

 

أجاب يوجين: “نعم.”

“ومع ذلك، في بعض الأحيان، تقول دون وعي إسم التقنية بصوتٍ عال، سيدي يوجين. كلما يحدث ذلك، تتفاجئ من نفسك، لكنك حتى رغم ذلك تأخذ الوقت الكافي لفحص ردود الفعل على الإسم من محيطك. قد تكره السير كارمن لأنك تعتقد أنها لا تتصرف بشكل يناسب عمرها، لكنك ما زلت تشعر بالرضا كلما سمعت السير كارمن تمدح تقنياتك لكونها رائعا.”

 

“لكن كل الجثث بدت متشابهة.” قال إيفاتار بشكل خطير: “سواء كانوا أقوياء أو ضعفاء، فقدت أرواحهم إرتباطها بجثثهم.”

“ماذا عن الأسقف كريستينا؟”

 

“لديها عمل مهم تفعله، لذلك إفترقنا لفترة وجيزة.”

“في الآونة الأخيرة، صارت تحركات قبيلة كوتشيلا غريبة. لقد غزوا وسيطروا على خمس قبائل أخرى في غضون بضعة أشهر فقط. غزا شعب الكوتشيلا قبائل أخرى عدة مرات قبل الآن، لكن هذه المرة هم مصممون بشكل غريب. لكن هذا ليس كل شيء.” إنخفض صوت إيفاتار وهو يتابع، “أرواح المحاربين المقتولين تُسرَق. لم تَعُد أي من أرواحهم إلى الأرض.”

نظرت أنسيلا إلى يوجين بنظرة نصف مشبوهة ونصف حذرة. نظرًا لأن يوجين قد أعاد شخصًا ما إلى المنزل معه في كل مرة يغادر فيها ويعود، بدا أن أنسيلا إعتقدت أنه من الغريب أنه عاد بمفرده هذه المرة.

“هذا فقط لأنك من خلفية ثقافية مختلفة. في آروث، يقال هذا النوع من الأشياء بشكل عرضي للغاية — يمكن حتى قول مثل هذه النكتة بين الأشخاص الذين ليسوا قريبين من بعضهم البعض. هل يمكن أن تكون حقًا لم تسمع نكات مثل هذه في كيهل أو سمر؟” سألت ميلكيث وهي تجلس على الجانب الآخر من إيفاتار بإبتسامة متكلفة.

 

‘لا يمكن أن يكون قد أتى إلى هنا من أجل الدردشة….هل يمكن أنه يحتاج إلى طلب معروف مني شخصيًا؟’ فكر يوجين مع نفسه.

“هل تعرف عن سبب مجيء إيفاتار جهاف؟” سأل يوجين.

 

 

كشف إيفاتار عن حقيقة مزعجة، “حتى بين قبائل سمر، فإن الكوتشيلا فريدون من نوعهم في كونه آكلي لحوم البشر. إنهم يفضلون أن يفترسوا العبيد الذين نشأوا داخل القبيلة، ويتلقون أيضًا تضحيات من القبائل التابعة الخاضعة لسيطرتهم. ثم، كلما عقدوا حدثًا قبليًا، يتم التضحية بالعديد من الأبرياء لإله قبيلتهم.”

“لقد سألناه، لكنه لم يعطنا الإجابة.” أجاب غيلياد: “قال إنه شيء يحتاج إلى مناقشته معك، وليس عشيرة لايونهارت.”

 

بدت الريبة على تعبير غيلياد، لكن يوجين لم يفاجأ بكلمات إيفاتار. منذ البداية، عندما كان يغادر غابة سمر، أظهر إيفاتار إهتمامًا كبيرًا بِـيوجين شخصيًا، وليس عشيرة لايونهارت.

 

 

“سيدي يوجين، أعلم أنك تبذل الكثير من الجهد لمحاولة التفكير في أسماء رائعة لتقنياتك. وأنا أعلم أيضًا أنه كلما قمت بإنشاء تقنية جديدة، تُلزِمُ نفسك بِـأن تفكر طويلًا وبجهد كبير في هل هذا الإسم مناسبٌ أم ذاك. على الرغم من أنك في الواقع تحب أسماء تقنياتك التي تبتكرها كثيرًا، إلا أنني أعلم أنك لا تجرؤ على قولها بصوتٍ عالٍ لأنك تخشى أن يسخر منك أي شخص آخر.”

‘لا يمكن أن يكون قد أتى إلى هنا من أجل الدردشة….هل يمكن أنه يحتاج إلى طلب معروف مني شخصيًا؟’ فكر يوجين مع نفسه.

الفصل 276: إيفاتار جهاف (2)

 

“عندما سمعت لأول مرة أنك هربت….قَلِقتُ للغاية، لكن بصفتي والدك، أنا أثق بك يا بُني. للإعتقاد بأنك ذهبت من أجل أن تجد نفسك….هاها. ربما تكون قد حظيت بالفعل بحفل بلوغ سن الرشد، لكن يبدو أنك أصبحت أخيرًا بالغًا حقيقيًا.” قال جيرهارد بفخر.

لقد تلقى بعض المساعدة من إيفاتار عندما غادر سمر.

 

 

“أين كنت—” جيرهارد، الذي هرع لمقابلة ابنه العائد، ابتلع دون وعي الكلمات المتبقية التي أوشك قولها.

ربما كانت لتكون قصة مختلفة لو إستمر يوجين وكريستينا بمفردهما هناك. عندما كانوا يحاولون الهروب بأمان من أعماق الغابة مع أكثر من مائة من الجان، لولا تطوع إيفاتار وقبيلة زوران للعمل كمرافقين لهم، لتحول ذلك إلى ألم في المؤخرة من نواح كثيرة.

الفصل 276: إيفاتار جهاف (2)

 

 

وصل يوجين إلى غرفة الإستقبال في المنزل الرئيسي.

حصل يوجين أيضًا على فرصة لإلقاء نظرة عليه قبل عامين. تمكن محاربوا سمر من الحصول على مساعدة الأرواح على الرغم من أنهم ليسوا بِـمُستَدعي أرواح، ويمكن للبعض حتى إستخدام أرواح الوحوش أو المحاربين الموتى لتقوية أنفسهم.

 

 

عندما فتح يوجين الباب ودخل، وقف إيفاتار جهاف، وريث قبيلة زوران، لتحيته، “يوجين لايونهارت.”

 

عندما وقف إيفاتار، إستمر رأس يوجين ونظرته في الصعود إلى أعلى.

“ماذا تقصد بِـلماذا؟” سخرت ميلكيث. “أردت فقط أن أسمع قصة مغادرتك لتجد نفسك، وكنت أشعر بالفضول أيضًا بشأن القصة وراء رجل القبيلة هذا الذي سافر كل هذا الطريق من سمر البعيدة لمقابلتك….هيهيهي، ألا يمنحك هذا شعورًا بأن شيئًا مثيرًا سَـيحدث؟ فقط لإعلامك، هذه الأخت الكبيرة حرةٌ جدًا مؤخرًا، لذلك لدي رغبة في الخروج عن هذا الروتين اليومي—”

 

إرتفعت زوايا فم ميلكيث قليلًا، “أنا أدرك أن هناك العديد من أنواع التعاويذ داخل شامانية سمر التي تستخدم الأرواح البشرية والأرواح الطبيعية كمحفزات أو تضحيات. ومع ذلك، عندما يتعلق الأمر بالتخصص في السيطرة على الأرواح البشرية، فإن الشامانية ليست أفضل نوع لإستعماله. يوجين، أنت تعرف ماذا يعني ذلك، صحيح؟”

“….هاه….” تنهد يوجين بتفاجئ.

منذ أن عاد بعد شهر من إختفاء مفاجئ، شعر يوجين أنه من الصواب له أن يحيي البطريرك غيلياد أولًا.

 

‘يبدو مشابها لمولون….نظرًا لأنه ملك، فلا بد أن ذلك اللقيط مولون قد إمتلك العديد من المحظيات أيضًا.’ إنطلق يوجين بعيدًا بخياله.

يوجين ليس قصيرًا أبدًا، لكن جسد إيفاتار يتجاوز جميع المعايير العادية. إنه أطول من الملك الوحش الضخم، أمان الرور.

“هل تعرف عن سبب مجيء إيفاتار جهاف؟” سأل يوجين.

 

تصفيق~ تصفيق~ تصفيق~

‘يبدو مشابها لمولون….نظرًا لأنه ملك، فلا بد أن ذلك اللقيط مولون قد إمتلك العديد من المحظيات أيضًا.’ إنطلق يوجين بعيدًا بخياله.

 

 

 

ربما إنتشرت سلالة مولون بطريقة ما إلى سمر وصارت بمثابة جذر قبيلة زوران. فكر يوجين بجدية في إمكانية حدوث ذلك وهو ينظر إلى العملاق إيفاتار.

 

 

 

ومع ذلك، هناك فرق حاسم بين إيفاتار ومولون.

يبدو أن إيفاتار لا يزال يهتم بأشياء مثل الفطرة السليمة والأخلاق. لقد أتى مرتديًا الملابس الرسمية الأنيقة التي يرتديها النبلاء من المدن، وليس رداء أفراد قبيلته، لكن جسده عضلي للغاية لدرجة أن يوجين شعر بإحساس قوي بالتناقض عند رؤيته في هذه الملابس الرسمية.

 

على الرغم من أنه لم يخطط لقول هذه الكلمات، إلا أنه بمجرد أن انتهى من التحدث أخيرًا، شعر جيرهارد بقلبه يؤلمه بفخر. إنهمرت الدموع من عينيه وهو ينظر إلى وجه ابنه، الذي صار الآن رجلًا كامل النمو.

يبدو أن إيفاتار لا يزال يهتم بأشياء مثل الفطرة السليمة والأخلاق. لقد أتى مرتديًا الملابس الرسمية الأنيقة التي يرتديها النبلاء من المدن، وليس رداء أفراد قبيلته، لكن جسده عضلي للغاية لدرجة أن يوجين شعر بإحساس قوي بالتناقض عند رؤيته في هذه الملابس الرسمية.

 

 

تراجعت ميلكيث على الفور، “ومع ذلك، يوجين، أنا وأنت ليس لدينا علاقة عادية فقط، أليس كذلك؟ إذا إحتجتَ إلى مساعدتي، يمكنني الذهاب إلى أي مكان تريد. لذلك، بالطبع، يمكنني تسلق بضعة طوابق.”

“لقد مرت سنتان. لقد سمعت الأخبار عنك حتى في الغابات المعزولة.” بدأ إيفاتار يتحدث بأدب.

 

 

نظرت أنسيلا إلى يوجين بنظرة نصف مشبوهة ونصف حذرة. نظرًا لأن يوجين قد أعاد شخصًا ما إلى المنزل معه في كل مرة يغادر فيها ويعود، بدا أن أنسيلا إعتقدت أنه من الغريب أنه عاد بمفرده هذه المرة.

“هل إنتشرت الشائعات حقا إلى هذا الحد؟” سأل يوجين.

هز إيفاتار رأسه، “حتى بعد أن جرب شامان قبيلة زوران الشعوذة لإستدعاء الأرواح، لم يتمكن من إستدعاء أي روح. بدلًا من ذلك، كادت روح الشامان الذي كان يقوم بالإستدعاء تُسرَقُ تقريبًا.”

 

 

“زوران ليست قبيلة منعزلة.” أوضح إيفاتار، “بدلًا من ذلك، نحن نقبل بنشاط التبادل والإتصال مع العالم الخارجي.”

[هامل، لماذا تسأل مثل هذا السؤال الواضح؟ على الرغم من أن تلك المرأة قد أبرمت بالفعل عقدًا مع مَلِكَي أرواح، إلا أنها لا تزال تصر على الإيمان بالخرافات التي لا أساس لها. إنه أمر مثير للسخرية. للإعتقاد بأن المؤمن بمثل هذه الحكايات الشعبية هو أفضل مستدعي أرواح في هذا العصر….في الوقت الحالي، قد لا يكون خزيها معروفًا على نطاق واسع للعالم، ولكن في يوم من الأيام، قد يكتشف الجميع في هذا العالم جانب ميلكيث الحياة القبيح.] قال تيمبست، وهو ينقر على لسانه.

لون وجه إيفاتار يشبه لون النحاس المحترق، لكن أسنانه البيضاء تلألأت من بين شفتيه المنحنيتَين وهو يبتسم.

 

 

“حسنًا، أعتقد أنه ليس هناك شك في أن شخصا ما في قبيلة كوتشيلا يستعد لإلقاء سحرٍ أسودٍ من نوعٍ ما على نطاق واسع.” إعترفت ميلكيث. “آه، يوجين، هل سمعت عن ذلك؟”

“لقد أرسلت خطابًا مسبقًا، لكن على الرغم من أنني إنتظرت لفترة من الوقت، لم يأتِ الرد. أعلم أن هذا ليس مهذبًا للغاية، لكن لدي ظروفي الخاصة، لذلك لم أستطع الإنتظار لفترة أطول للحصول على رد. إعتذاري.” وريث قبيلة كبيرة حنى رأسه بسهولة وإعتذر.

 

 

غلوب!

عند رؤية هذه الأخلاق، إضطر يوجين إلى إعادة النظر في إستنتاجاته السابقة حول نسب إيفاتار.

نظر يوجين إلى ميلكيث بعيون ضيقة، فقط لكي ترفع ميلكيث ذراعيها مفتوحتين على مصراعيها بتعبير مظلوم حقًا.

 

“يقال سالب ضرب سالب يساوي موجب.” أجابت مير بحكمة. “حقيقة أنك في الواقع تقذف الشتائم في وجهي وتغضب تعني فقط أن كلماتي قد ضربت قلب الحقيقة، سيدي يوجين.”

‘يبدو أنه في حقًا ليس من سلالة مولون.’

 

هز يوجين رأسه ببطء وهو يجلس على الأريكة، “بما أنني كنت بعيدًا عن القصر، فَـليس باليدِ حيلة. لا حاجة للإعتذار.”

 

قال إيفاتار بإبتسامة عريضة وهو يجلس على الجانب الآخر مقابل يوجين: “شكرًا لك على تفهمك.”

 

 

 

“إذن، لماذا أتيت تبحث عني بالضبط؟ حسنًا….لقد قلتُ بالفعل أنني سوف أرحب بك كَـضيفي إذا أتيتَ لزيارتي. ولكن يجب أن يكون هناك سبب آخر لكي تأتي للبحث عني بعد عامين كاملين، أليس كذلك؟ يستحيل أن تكون قد أتيت فقط لكي أعاملك كَـضيفي.”

“عندما سمعت لأول مرة أنك هربت….قَلِقتُ للغاية، لكن بصفتي والدك، أنا أثق بك يا بُني. للإعتقاد بأنك ذهبت من أجل أن تجد نفسك….هاها. ربما تكون قد حظيت بالفعل بحفل بلوغ سن الرشد، لكن يبدو أنك أصبحت أخيرًا بالغًا حقيقيًا.” قال جيرهارد بفخر.

“لو أمكن، أتمنى حقًا أن يكون هذا هو سبب مجيئي إلى هنا. من جهتي، لقد رغِبتُ في بناء صداقة بيننا ببطء حتى نتمكن من تطوير علاقة ودية طويلة الأمد.” مسح إيفاتار إبتسامته ونظر إلى يوجين بجدية وهو يتابع، “إسمح لي أن أقول هذا مقدمًا. بالمعنى الدقيق للكلمة، ما سأخبرك به من الآن فصاعدًا، ليس له أي علاقة بطلبي.”

نظرت أنسيلا إلى يوجين بنظرة نصف مشبوهة ونصف حذرة. نظرًا لأن يوجين قد أعاد شخصًا ما إلى المنزل معه في كل مرة يغادر فيها ويعود، بدا أن أنسيلا إعتقدت أنه من الغريب أنه عاد بمفرده هذه المرة.

أومأ يوجين برأسه، “كما اعتقدت، لقد أتيت حقًا للبحث عني لأن لديك طلبا تريده مني.”

 

“هذا صحيح، لكن ليس لدي أي نية لجعلك تقبل طلبي بالقوة.” أكد له إيفاتار: “لا توجد مشكلة إذا رفضت طلبي بعد الإنتهاء من الإستماع إلى القصة بأكملها. قبل عامين، قدمت لك القليل من المساعدة، لكن وزن تلك الحادثة وما يجب أن أتحدث إليك عنه الآن مختلفان تمامًا.”

‘لماذا تكره ميلكيث كثيرًا؟’ سأل يوجين بصمت.

برؤية كيف ذهب إيفاتار إلى حد قول كل هذا، لا يبدو أن ما يريد قوله هو مشكلة تافهة.

 

 

“أنا أقول الحقيقة، هل تعلم؟” أصرت ميلكيث. “بصراحة، لقد شعرتُ بالفضول، لذلك أردت التنصت، ولكن بغض النظر عن أي شيء، فإن القيام بذلك في الواقع سيكون وقحًا للغاية. وهكذا، أبيتُ التنصت. لذلك كل ما فعلته هو الوقوف هنا فقط.”

دون أن يقول أي شيء، رفع يوجين إحدى يديه بشكل عرضي وأشار إلى إيفاتار لمواصلة قصته.

 

 

 

وافق إيفاتار على الطلب، “من بين العديد من قبائل غابة سمر، هناك قبيلة واحدة معروفة بإمتلاكها أكبر الأعداد وكونها الأكثر شراسة بين جميع القبائل. تلك القبيلة هي قبيلة كوتشيلا.”

 

يعرف يوجين أيضًا هذا الإسم. تماما كما قال إيفاتار، كوتشيلا هي أكبر قبيلة في كل غابة سمر. في الوقت نفسه، تتلقى قبيلتهم أشكالًا مختلفة من الدعم من هيلموث.

 

 

 

إستقر الكوتشيلا في أعمق أعماق الغابة، وسيطروا بشكل كامل على القبائل المحيطة. هم أيضًا قبيلة معزولة للغاية. لا يتفاعلون مع أي قبائل أخرى غير تلك التي يسيطرون عليها.

 

 

 

“في الآونة الأخيرة، صارت تحركات قبيلة كوتشيلا غريبة. لقد غزوا وسيطروا على خمس قبائل أخرى في غضون بضعة أشهر فقط. غزا شعب الكوتشيلا قبائل أخرى عدة مرات قبل الآن، لكن هذه المرة هم مصممون بشكل غريب. لكن هذا ليس كل شيء.” إنخفض صوت إيفاتار وهو يتابع، “أرواح المحاربين المقتولين تُسرَق. لم تَعُد أي من أرواحهم إلى الأرض.”

 

أُصيب يوجين بالدهشة، “ماذا؟”

 

“قرر والدي، زعيم قبيلة زوران، أنه لا يستطيع البقاء خاملًا بينما قبيلة كوتشيلا تتصرف بغرابة. ولم تكن قبيلة زوران هي القبيلة الوحيدة التي فكرت بهذه الطريقة. إحتشدت عدة قبائل إلى جانب قبيلة زوران، وقد واجهنا بالفعل قوات قبيلة كوتشيلا.”

 

 

“أين كنت—” جيرهارد، الذي هرع لمقابلة ابنه العائد، ابتلع دون وعي الكلمات المتبقية التي أوشك قولها.

لدى سمر وشعبها ثقافتهم ومعتقداتهم الخاصة. بدءًا من الماضي البعيد، تأثر دينهم بالجان وشجرة العالم. إعتقد سكان القبائل أن الأرواح البشرية أو أرواح الطبيعة تسكن في كل شيء وأنه عندما يموت شخص ما، تعود روحه إلى الأرض ثم تمر بدورة التناسخ.

 

 

شخص ما رسم ما يشبه برجًا مصنوعًا من عظامٍ بشرية.

من هذه الثقافة والإيمان جاء أسلوب سمر الفريد في السحر — الشامانية.

إرتفعت زوايا فم ميلكيث قليلًا، “أنا أدرك أن هناك العديد من أنواع التعاويذ داخل شامانية سمر التي تستخدم الأرواح البشرية والأرواح الطبيعية كمحفزات أو تضحيات. ومع ذلك، عندما يتعلق الأمر بالتخصص في السيطرة على الأرواح البشرية، فإن الشامانية ليست أفضل نوع لإستعماله. يوجين، أنت تعرف ماذا يعني ذلك، صحيح؟”

 

 

حصل يوجين أيضًا على فرصة لإلقاء نظرة عليه قبل عامين. تمكن محاربوا سمر من الحصول على مساعدة الأرواح على الرغم من أنهم ليسوا بِـمُستَدعي أرواح، ويمكن للبعض حتى إستخدام أرواح الوحوش أو المحاربين الموتى لتقوية أنفسهم.

 

 

داخل عباءة يوجين، إهتز وينِد.

تابع إيفاتار قصته، “في أول مواجهة لنا مع الكوتشيلا، لم نفز ولم نخسر. لم يتمكن أحد من التقدم على الآخر، لذلك وصلنا إلى طريق مسدود.”

“على أي حال، لهذا السبب أنا أقف هنا. أنا بالتأكيد لم أتنصت، ولكن بالوقوف هنا، ألم تأتِ للتحدث معي على أي حال؟” ضحكت ميلكيث وهي تغمز بطريقة مبالغ فيها. “ثم نجح الأمر تمامًا كما إعتقدت!”

وهكذا لاحظوا الشذوذ الحاصل. تقليديًا، يُدفَنُ المحارب من قبل شامان قبيلته بعد المعركة.

 

 

عبس يوجين، “إذن أنتِ تقولين أن هيلموث وراء كل هذا؟”

“لكن كل الجثث بدت متشابهة.” قال إيفاتار بشكل خطير: “سواء كانوا أقوياء أو ضعفاء، فقدت أرواحهم إرتباطها بجثثهم.”

 

“ألا يمكن أنهم قد دخلوا دورة التناسخ فقط؟” إقترح يوجين بحذر بعد لحظة.

 

 

 

هز إيفاتار رأسه، “حتى بعد أن جرب شامان قبيلة زوران الشعوذة لإستدعاء الأرواح، لم يتمكن من إستدعاء أي روح. بدلًا من ذلك، كادت روح الشامان الذي كان يقوم بالإستدعاء تُسرَقُ تقريبًا.”

 

يوجين ساحرٌ أيضًا. في البداية، لم يكن يستمع بجدية كبيرة، ولكن مع إستمرار إيفاتار في قصته، صار تعبير يوجين جادًا بشكل متزايد.

 

 

 

قال إيفاتار وهو يسحب قطعة من الورق ممزقة من جيبه: “جاء هذا إلينا من قبل جاسوس تمكن من التسلل إلى أراضي قبيلة كوتشيلا.”

“ماذا تقصد بِـلماذا؟” سخرت ميلكيث. “أردت فقط أن أسمع قصة مغادرتك لتجد نفسك، وكنت أشعر بالفضول أيضًا بشأن القصة وراء رجل القبيلة هذا الذي سافر كل هذا الطريق من سمر البعيدة لمقابلتك….هيهيهي، ألا يمنحك هذا شعورًا بأن شيئًا مثيرًا سَـيحدث؟ فقط لإعلامك، هذه الأخت الكبيرة حرةٌ جدًا مؤخرًا، لذلك لدي رغبة في الخروج عن هذا الروتين اليومي—”

 

عند سماع هذه الكلمات، أطلقت قبضات إيفاتار المشدودة صوت تصدع.

بدلًا من صورة محفورة من خلال تعويذة، رسم شخص ما شخصيًا ما رآه على هذه القطعة من الورق.

“لستُ متأكدةً مما سيحدث بالضبط، لكن، هممم، ألا ينبغي أن يكون هذا هو الحال؟” همهمت ميلكيث. “من وجهة نظر ملوك شياطين هيلموث، قد يكون هذا مجرد شيء بسيطة تافه يحدث في الريف.”

 

“أين كنت—” جيرهارد، الذي هرع لمقابلة ابنه العائد، ابتلع دون وعي الكلمات المتبقية التي أوشك قولها.

عند تسليم الورقة، تحول تعبير يوجين إلى العبوس.

يعرف يوجين أيضًا هذا الإسم. تماما كما قال إيفاتار، كوتشيلا هي أكبر قبيلة في كل غابة سمر. في الوقت نفسه، تتلقى قبيلتهم أشكالًا مختلفة من الدعم من هيلموث.

 

 

شخص ما رسم ما يشبه برجًا مصنوعًا من عظامٍ بشرية.

حصل يوجين أيضًا على فرصة لإلقاء نظرة عليه قبل عامين. تمكن محاربوا سمر من الحصول على مساعدة الأرواح على الرغم من أنهم ليسوا بِـمُستَدعي أرواح، ويمكن للبعض حتى إستخدام أرواح الوحوش أو المحاربين الموتى لتقوية أنفسهم.

 

ضحكت ميلكيث، “فوفو، إذا كان هذا هو الحال، إذن إسمح لهذه الأخت الكبيرة أن تجعل شكك يقينًا. أبراج العظام البشرية؟ التضحيات البشرية الجماعية؟ بينما أود أن أفترض أن هؤلاء مجرد جزء من ثقافتهم البربرية، إذا سرقت أرواح أولئك الذين ماتوا أثناء المعركة، ثم ما هو هذا السحر الذي يمكن أن يكون مسؤولًا عن هذا بخلاف السحر الأسود؟”

كشف إيفاتار عن حقيقة مزعجة، “حتى بين قبائل سمر، فإن الكوتشيلا فريدون من نوعهم في كونه آكلي لحوم البشر. إنهم يفضلون أن يفترسوا العبيد الذين نشأوا داخل القبيلة، ويتلقون أيضًا تضحيات من القبائل التابعة الخاضعة لسيطرتهم. ثم، كلما عقدوا حدثًا قبليًا، يتم التضحية بالعديد من الأبرياء لإله قبيلتهم.”

“لديها عمل مهم تفعله، لذلك إفترقنا لفترة وجيزة.”

“إلههم؟” كرر يوجين.

 

 

 

“إله الأرض. معظم القبائل في سمر تعتبر إله الأرض هو الإله الراعي. ومع ذلك، فإن الشكل الذي يتخذه إيمانهم غالبًا ما يكون مختلفًا. على سبيل المثال، لا يقدم الزوران تضحيات بشرية، بينما يفعل الكوتشيلا ذلك.” إلتوى تعبير إيفاتار كما لو أنه منزعج من شيء ما، “ومع ذلك، لا يسعني إلا أن أعتقد أن بناء برج من العظام البشرية يتجاوز الحدود كثيرًا. في الماضي أيضًا، كنا دائمًا نراقب أراضي قبيلة كوتشيلا، لكن في الآونة الأخيرة فقط تمكنوا من بناء برج عظام بشرية بهذا الحجم. وهذا ليس الوحيد. قال الجاسوس إن أبراج العظام البشرية الجديدة يتم بناؤها بإستمرار داخل نطاق قبيلة كوتشيلا، مما يتطلب تقديم السجناء بإستمرار كتضحيات.”

 

“همم.” أومأ يوجين برأسه قليلا ونهض من مقعده. ثم فتح النافذة على الحائط بجانبهم على مصراعيها، وقال، “سيدة ميلكيث؟”

“لقد مرت سنتان. لقد سمعت الأخبار عنك حتى في الغابات المعزولة.” بدأ إيفاتار يتحدث بأدب.

في الحديقة أدناه وقفت ميلكيث الحياة، التي تحججت على الفور، “لم أكن أتنصت. هذه الأخت الكبيرة ليست شخصًا وقحًا.”

بدأ لامان ونينا، الواقفان خلف جيرهارد، حيث بدا عليهما التأثُر.

نظر يوجين إلى ميلكيث بعيون ضيقة، فقط لكي ترفع ميلكيث ذراعيها مفتوحتين على مصراعيها بتعبير مظلوم حقًا.

 

 

 

“أنا أقول الحقيقة، هل تعلم؟” أصرت ميلكيث. “بصراحة، لقد شعرتُ بالفضول، لذلك أردت التنصت، ولكن بغض النظر عن أي شيء، فإن القيام بذلك في الواقع سيكون وقحًا للغاية. وهكذا، أبيتُ التنصت. لذلك كل ما فعلته هو الوقوف هنا فقط.”

“هل تعرف عن سبب مجيء إيفاتار جهاف؟” سأل يوجين.

ليس من المستغرب العثور على ميلكيث، سيدة البرج الأبيض، في منزل لايونهارت. من خلال التدفق المستمر للهدايا وغيرها من التبادلات مع أنسيلا، إرتقت مكانتها من ضيف إلى صديقة أنسيلا.

 

 

تنهد يوجين وقاطعها، “ما الذي تحاولين قوله…؟”

ولكن هل يعقل أن ينتهي الأمر عند هذا الحد؟ إستفادت ميلكيث أيضًا من نقطة ضعف أنسيلا، وهي الشفقة التي شعرت بها أنسيلا في قلبها تجاه الجان في الغابة.

 

 

على الرغم من أنه لم يخطط لقول هذه الكلمات، إلا أنه بمجرد أن انتهى من التحدث أخيرًا، شعر جيرهارد بقلبه يؤلمه بفخر. إنهمرت الدموع من عينيه وهو ينظر إلى وجه ابنه، الذي صار الآن رجلًا كامل النمو.

بعد التوصية بِـتعليم الجان شخصيًا كيفية إستخدام سحر الأرواح، وبالتالي زيادة قدرة أنفسهم على الوقوف بمفردهم والقوة القتالية للايونهارت، في النهاية، حصلت ميلكيث على إذن للإستفادة بحرية من بوابة الإنتقال داخل الغابة.

“هل تحاولين القول أن كل ما سيحدث هو مسألة تافهة لن تؤثر على ما هو خارج حدود سمر؟” قال يوجين بشك.

 

“تمامًا كما هو متوقع.” أومأت ميلكيث بإبتسامة مشرقة بعد سماع القصة بأكملها. “هل تعلم؟ بالنسبة لمستدعي الأرواح، يتم التعامل مع غابة سمر كَـموقع مقدس. كما تعلمان بالفعل، الأرض هناك مليئة بالأرواح. هل تعرفان ما هو أحد الموضوعات الأكثر شيوعا التي نوقشت بين مدارس آروث السحرية؟ ما هو أصل السحر؟ على الرغم من أنه من المقبول أن السحر العتيق الذي تم استخدامه في العصر الأسطوري عندما كانت الآلهة لا تزال موجودة قد تم تحديثه ليصير السحر الذي نعرفه اليوم، إلا أنه ومن بين كل تلك الأنواع المختلفة من السحر العتيق، يُقال إن أصول إستدعاء الأرواح متجذرة في الروحانية التي مارستها ديانات سمر البدائية—”

داخل عباءة يوجين، إهتز وينِد.

“في رأيي، سيدي يوجين، أنت تشبه السيدة كارمن كثيرًا. أنت متردد في الإرتباط بالسير كارمن لأنك تشعر بإحساس قوي بالقرابة معها. ومع ذلك، فأنت تقاوم بشدة الإعتراف بهذه الحقيقة، لذا بدلًا من ذلك، فَـأنت تعرض مثل هذه الحالة الكلاسيكية من كراهية الذات.” ساهمت مير في تحليلها النفسي غير المطلوب تماما.

 

“قبضتك ترتجف يا سيدي يوجين. بما أنك لا تستطيع دحض كلماتي بشكل صحيح، هل تفكر في قمعي بفعل عنفٍ غير مبرر؟” إتهمته مير بعبوس.

[إنها حقا امرأة شريرة. لخداع سيدة المنزل وحتى الإستفادة من ظروف الجان لطموحاتها وجشعها.] رفع تيمبست صوته بدافع كراهية ميلكيث. [في يوم من الأيام، سَـتدفع مستدعية الأرواح الشريرة والمخزية هذه ثمن خطاياها.]

 

‘لماذا تكره ميلكيث كثيرًا؟’ سأل يوجين بصمت.

“لو أمكن، أتمنى حقًا أن يكون هذا هو سبب مجيئي إلى هنا. من جهتي، لقد رغِبتُ في بناء صداقة بيننا ببطء حتى نتمكن من تطوير علاقة ودية طويلة الأمد.” مسح إيفاتار إبتسامته ونظر إلى يوجين بجدية وهو يتابع، “إسمح لي أن أقول هذا مقدمًا. بالمعنى الدقيق للكلمة، ما سأخبرك به من الآن فصاعدًا، ليس له أي علاقة بطلبي.”

 

دون أن يقول أي شيء آخر، بدأ يوجين يبتعد عنها.

[هامل، لماذا تسأل مثل هذا السؤال الواضح؟ على الرغم من أن تلك المرأة قد أبرمت بالفعل عقدًا مع مَلِكَي أرواح، إلا أنها لا تزال تصر على الإيمان بالخرافات التي لا أساس لها. إنه أمر مثير للسخرية. للإعتقاد بأن المؤمن بمثل هذه الحكايات الشعبية هو أفضل مستدعي أرواح في هذا العصر….في الوقت الحالي، قد لا يكون خزيها معروفًا على نطاق واسع للعالم، ولكن في يوم من الأيام، قد يكتشف الجميع في هذا العالم جانب ميلكيث الحياة القبيح.] قال تيمبست، وهو ينقر على لسانه.

 

 

 

‘جانبها القبيح….’ فحص يوجين ملابس ميلكيث بعيون ضيقة.

“ومع ذلك، في بعض الأحيان، تقول دون وعي إسم التقنية بصوتٍ عال، سيدي يوجين. كلما يحدث ذلك، تتفاجئ من نفسك، لكنك حتى رغم ذلك تأخذ الوقت الكافي لفحص ردود الفعل على الإسم من محيطك. قد تكره السير كارمن لأنك تعتقد أنها لا تتصرف بشكل يناسب عمرها، لكنك ما زلت تشعر بالرضا كلما سمعت السير كارمن تمدح تقنياتك لكونها رائعا.”

 

 

ترتدي ميلكيث أحذية جلدية وصلت إلى ركبتيها وسترة حمراء زاهية. ومع ذلك، لسبب ما، ربما لأنه عاد لتوه من رؤية نوير جيابيلا، لا يزال يوجين يشعر أن الإنحراف الغريب في ذوق ميلكيث لا يزال ضمن النطاق المقبول.

‘لماذا تكره ميلكيث كثيرًا؟’ سأل يوجين بصمت.

 

أومأ يوجين برأسه، “كما اعتقدت، لقد أتيت حقًا للبحث عني لأن لديك طلبا تريده مني.”

“إذن لماذا كُنتِ واقفةً هناك؟” سأل يوجين في النهاية.

 

 

 

“ماذا تقصد بِـلماذا؟” سخرت ميلكيث. “أردت فقط أن أسمع قصة مغادرتك لتجد نفسك، وكنت أشعر بالفضول أيضًا بشأن القصة وراء رجل القبيلة هذا الذي سافر كل هذا الطريق من سمر البعيدة لمقابلتك….هيهيهي، ألا يمنحك هذا شعورًا بأن شيئًا مثيرًا سَـيحدث؟ فقط لإعلامك، هذه الأخت الكبيرة حرةٌ جدًا مؤخرًا، لذلك لدي رغبة في الخروج عن هذا الروتين اليومي—”

“أوه يا إلهي….لقد ألقيت نظرة عليه بشكل عابر أمس، لكنه حقًا ضخم. سَـأُصَدقُ ذلك إذا قلت إنه مزيج بين إنسان وغول.” علَّقتْ ميلكيث.

تنهد يوجين وقاطعها، “ما الذي تحاولين قوله…؟”

 

“على أي حال، لهذا السبب أنا أقف هنا. أنا بالتأكيد لم أتنصت، ولكن بالوقوف هنا، ألم تأتِ للتحدث معي على أي حال؟” ضحكت ميلكيث وهي تغمز بطريقة مبالغ فيها. “ثم نجح الأمر تمامًا كما إعتقدت!”

 

“كفى. فقط إصعدي إلى هنا.” إستسلم يوجين على مضض.

“لقد مرت سنتان. لقد سمعت الأخبار عنك حتى في الغابات المعزولة.” بدأ إيفاتار يتحدث بأدب.

 

 

“هل تحتاج إلى مساعدةٍ من أختك الكبيرة؟” قالت ميلكيث بإثارة. “الآن، الآن….لا يمكن أن تكون قد نسيت، أليس كذلك؟ هذه الأخت الكبيرة هي سيدة برج آروث الأبيض. عادة لا يمكنك حتى شراء كلمة واحدة مني، بغض النظر عن مقدار المال الذي ترغب في دفعه.”

“هاه؟” رفع يوجين أحد حاجبيه.

“إذن إبقي هناك في مكانك.” قال يوجين.

 

 

خلال هذه العودة القصيرة إلى القصر، أكثر ما أقلقَ يوجين هو مقابلة كارمن لايونهارت، لكن لحسن الحظ، يبدو أن كارمن ليست موجودة حاليا.

تراجعت ميلكيث على الفور، “ومع ذلك، يوجين، أنا وأنت ليس لدينا علاقة عادية فقط، أليس كذلك؟ إذا إحتجتَ إلى مساعدتي، يمكنني الذهاب إلى أي مكان تريد. لذلك، بالطبع، يمكنني تسلق بضعة طوابق.”

بدلًا من صورة محفورة من خلال تعويذة، رسم شخص ما شخصيًا ما رآه على هذه القطعة من الورق.

بقفزة واحدة، صعدت ميلكيث على عتبة النافذة. بعد النقر على لسانه بإنزعاج، أغلق يوجين النافذة.

عبس يوجين، “إذن أنتِ تقولين أن هيلموث وراء كل هذا؟”

 

“هل تحتاج إلى مساعدةٍ من أختك الكبيرة؟” قالت ميلكيث بإثارة. “الآن، الآن….لا يمكن أن تكون قد نسيت، أليس كذلك؟ هذه الأخت الكبيرة هي سيدة برج آروث الأبيض. عادة لا يمكنك حتى شراء كلمة واحدة مني، بغض النظر عن مقدار المال الذي ترغب في دفعه.”

“أوه يا إلهي….لقد ألقيت نظرة عليه بشكل عابر أمس، لكنه حقًا ضخم. سَـأُصَدقُ ذلك إذا قلت إنه مزيج بين إنسان وغول.” علَّقتْ ميلكيث.

 

 

“أين كنت—” جيرهارد، الذي هرع لمقابلة ابنه العائد، ابتلع دون وعي الكلمات المتبقية التي أوشك قولها.

رد يوجين، “أنتِ وقحة للغاية.”

تراجعت ميلكيث على الفور، “ومع ذلك، يوجين، أنا وأنت ليس لدينا علاقة عادية فقط، أليس كذلك؟ إذا إحتجتَ إلى مساعدتي، يمكنني الذهاب إلى أي مكان تريد. لذلك، بالطبع، يمكنني تسلق بضعة طوابق.”

“هذا فقط لأنك من خلفية ثقافية مختلفة. في آروث، يقال هذا النوع من الأشياء بشكل عرضي للغاية — يمكن حتى قول مثل هذه النكتة بين الأشخاص الذين ليسوا قريبين من بعضهم البعض. هل يمكن أن تكون حقًا لم تسمع نكات مثل هذه في كيهل أو سمر؟” سألت ميلكيث وهي تجلس على الجانب الآخر من إيفاتار بإبتسامة متكلفة.

 

 

 

بدلًا من الغضب، ضحك إيفاتار وقدم نفسه، “أنا من قبيلة زوران، إسمي هو إيفاتار جهاف.”

يوجين ليس قصيرًا أبدًا، لكن جسد إيفاتار يتجاوز جميع المعايير العادية. إنه أطول من الملك الوحش الضخم، أمان الرور.

هل يمكن أن يكون أنه لم يتعلم كيفية إستخدام التكريم عند تعلمه اللغة المشتركة؟ أو ربما هو يحاول الحصول على تعاطف ميلكيث من خلال عدم التباهي بنفسه….؟

“حسنًا، أعتقد أنه ليس هناك شك في أن شخصا ما في قبيلة كوتشيلا يستعد لإلقاء سحرٍ أسودٍ من نوعٍ ما على نطاق واسع.” إعترفت ميلكيث. “آه، يوجين، هل سمعت عن ذلك؟”

جالسًا بعيدًا قليلا عن ميلكيث، أوضح يوجين المحادثة التي كان يجريها مع إيفاتار حتى الآن.

 

 

 

“تمامًا كما هو متوقع.” أومأت ميلكيث بإبتسامة مشرقة بعد سماع القصة بأكملها. “هل تعلم؟ بالنسبة لمستدعي الأرواح، يتم التعامل مع غابة سمر كَـموقع مقدس. كما تعلمان بالفعل، الأرض هناك مليئة بالأرواح. هل تعرفان ما هو أحد الموضوعات الأكثر شيوعا التي نوقشت بين مدارس آروث السحرية؟ ما هو أصل السحر؟ على الرغم من أنه من المقبول أن السحر العتيق الذي تم استخدامه في العصر الأسطوري عندما كانت الآلهة لا تزال موجودة قد تم تحديثه ليصير السحر الذي نعرفه اليوم، إلا أنه ومن بين كل تلك الأنواع المختلفة من السحر العتيق، يُقال إن أصول إستدعاء الأرواح متجذرة في الروحانية التي مارستها ديانات سمر البدائية—”

أُصيب يوجين بالدهشة، “ماذا؟”

قاطعها يوجين، “ألا يمكنك فقط الوصول إلى المهم مباشرة؟”

دون أن يقول أي شيء، رفع يوجين إحدى يديه بشكل عرضي وأشار إلى إيفاتار لمواصلة قصته.

أكملت ميلكيث، “هذا يعني أن الشامانية التي تستخدمها سمر هي نوع من إستدعاء الأرواح البدائي. رغم كون إعتبار البشر أرواحًا عادية مثل غيرها عليه خلاف كبير، إلا أنه ليس نقاشًا أود حقًا الدخول فيه. إعتبار البشر نوعًا من الأرواح — أليس هذا مجرد إهانة لجميع الأرواح؟ الأرواح ليست قذرة مثل البشر.”

عندما وقف إيفاتار، إستمر رأس يوجين ونظرته في الصعود إلى أعلى.

“إذن ماذا يعني ذلك؟” ضغط يوجين.

“إله الأرض. معظم القبائل في سمر تعتبر إله الأرض هو الإله الراعي. ومع ذلك، فإن الشكل الذي يتخذه إيمانهم غالبًا ما يكون مختلفًا. على سبيل المثال، لا يقدم الزوران تضحيات بشرية، بينما يفعل الكوتشيلا ذلك.” إلتوى تعبير إيفاتار كما لو أنه منزعج من شيء ما، “ومع ذلك، لا يسعني إلا أن أعتقد أن بناء برج من العظام البشرية يتجاوز الحدود كثيرًا. في الماضي أيضًا، كنا دائمًا نراقب أراضي قبيلة كوتشيلا، لكن في الآونة الأخيرة فقط تمكنوا من بناء برج عظام بشرية بهذا الحجم. وهذا ليس الوحيد. قال الجاسوس إن أبراج العظام البشرية الجديدة يتم بناؤها بإستمرار داخل نطاق قبيلة كوتشيلا، مما يتطلب تقديم السجناء بإستمرار كتضحيات.”

 

على الرغم من أنه لم يخطط لقول هذه الكلمات، إلا أنه بمجرد أن انتهى من التحدث أخيرًا، شعر جيرهارد بقلبه يؤلمه بفخر. إنهمرت الدموع من عينيه وهو ينظر إلى وجه ابنه، الذي صار الآن رجلًا كامل النمو.

“حسنًا، بغض النظر عن رأيي في هذه المسألة، شامانية سمر….وخاصة شعوذة إستحضار الأرواح، هو نوع من السحر مع أساس قوي له معتقدات تخصه. آه، ما زلت أعتقد أن الشامانية هي، في النهاية، مجرد نوع آخر من السحر، وليس سحرًا أسودًا. فَـبعد كل شيء، عندما يتعلق الأمر بهذا، شعوذة إستحضار الأرواح هو ببساطة ربط روح شخص آخر بجسد شخص آخر لبعض الوقت، أليس كذلك؟ في حين أن الشعوذة قد تكون أحد الفنون الأكثر تقدما ضمن مجموعة قدرات الشامانية، فإن ما أتحدث عنه الآن لديه العديد من الإختلافات عندما يتعلق الأمر بكيفية تعامل سحر إستحضار الأرواح الأسود مع الأرواح.”

تصفيق~ تصفيق~ تصفيق~

إرتفعت زوايا فم ميلكيث قليلًا، “أنا أدرك أن هناك العديد من أنواع التعاويذ داخل شامانية سمر التي تستخدم الأرواح البشرية والأرواح الطبيعية كمحفزات أو تضحيات. ومع ذلك، عندما يتعلق الأمر بالتخصص في السيطرة على الأرواح البشرية، فإن الشامانية ليست أفضل نوع لإستعماله. يوجين، أنت تعرف ماذا يعني ذلك، صحيح؟”

في الحديقة أدناه وقفت ميلكيث الحياة، التي تحججت على الفور، “لم أكن أتنصت. هذه الأخت الكبيرة ليست شخصًا وقحًا.”

“لدي تخمين جيد، لكن لا يمكنني التأكد. بعد كل شيء، ما زلت لا أعرف الكثير عن الشامانية.” اعترف يوجين.

 

 

 

ضحكت ميلكيث، “فوفو، إذا كان هذا هو الحال، إذن إسمح لهذه الأخت الكبيرة أن تجعل شكك يقينًا. أبراج العظام البشرية؟ التضحيات البشرية الجماعية؟ بينما أود أن أفترض أن هؤلاء مجرد جزء من ثقافتهم البربرية، إذا سرقت أرواح أولئك الذين ماتوا أثناء المعركة، ثم ما هو هذا السحر الذي يمكن أن يكون مسؤولًا عن هذا بخلاف السحر الأسود؟”

 

لم يقدم إيفاتار أي رد. طوى ذراعيه بهدوء وهو يستمع إلى كلام ميلكيث، بينما أبقى يوجين فمه مغلقًا أيضًا، حتى مع تحول تعبيره إلى عبوسٍ قاتم.

 

 

 

“على الرغم من أنني لستُ متأكدةً مما يخططون لفعله بالعديد من الأرواح….يمكنني التأكد من شيء واحد.” قالت ميلكيث بثقة: “أي سحر أسود يتطلب إستخدام الكثير من النفوس كتضحيات يجب أن يكون هطرقة عظيمة. ربما لم يكن هذا هو الحال خلال الحرب قبل ثلاثمائة عام، لكن هذا النوع من السحر الأسود لا يتم التسامح معه حتى بين السحرة السود هذه الأيام. في المقام الأول، بعد حقبة الحرب تلك، حُظِرَ تمامًا على أي ممارسين بشريين إستخدام الأرواح البشرية عند ممارسة السحر الأسود.”

 

عبس يوجين، “إذن أنتِ تقولين أن هيلموث وراء كل هذا؟”

 

“سمعت أن ملك الحصار الشيطاني جاء إلى مسيرة الفرسان شخصيًا؟ لقد سمعت بالفعل القصة بنفسي، ولكن ألا تظن أن ما قاله ملك الحصار الشيطاني….بدا غامضًا بشكل رهيب؟ قال ملك الحصار الشيطاني على وجه التحديد إنه لن يكون الشخص الذي ينهي هذا السلام أولًا.” ضحكت ميلكيث وقاطعت ساقيها. “لا أعتقد أن هناك أي سبب قد يدفع ملك الشياطين للظهور شخصيًا لقول كذبة فقط. لأنه، بالنسبة لوجود مثله، كل كلمة يقولها تعزز ثقل وجوده. في هذه الحالة، ألا يعني ذلك أن السحر الأسود الذي على وشك أن يُلقى داخل سمر لن يهدد سلام العصر الحالي؟ فَـبعد كل شيء، لا يبدو أن ملك الشياطين نفسه يتدخل فيه….”

“سمعت عن ماذا؟” أجاب يوجين.

“هل تحاولين القول أن كل ما سيحدث هو مسألة تافهة لن تؤثر على ما هو خارج حدود سمر؟” قال يوجين بشك.

“هاه؟” رفع يوجين أحد حاجبيه.

 

 

“لستُ متأكدةً مما سيحدث بالضبط، لكن، هممم، ألا ينبغي أن يكون هذا هو الحال؟” همهمت ميلكيث. “من وجهة نظر ملوك شياطين هيلموث، قد يكون هذا مجرد شيء بسيطة تافه يحدث في الريف.”

في الحديقة أدناه وقفت ميلكيث الحياة، التي تحججت على الفور، “لم أكن أتنصت. هذه الأخت الكبيرة ليست شخصًا وقحًا.”

عند سماع هذه الكلمات، أطلقت قبضات إيفاتار المشدودة صوت تصدع.

أُصيب يوجين بالدهشة، “ماذا؟”

 

يوجين ليس قصيرًا أبدًا، لكن جسد إيفاتار يتجاوز جميع المعايير العادية. إنه أطول من الملك الوحش الضخم، أمان الرور.

“حسنًا، أعتقد أنه ليس هناك شك في أن شخصا ما في قبيلة كوتشيلا يستعد لإلقاء سحرٍ أسودٍ من نوعٍ ما على نطاق واسع.” إعترفت ميلكيث. “آه، يوجين، هل سمعت عن ذلك؟”

شخص ما رسم ما يشبه برجًا مصنوعًا من عظامٍ بشرية.

“سمعت عن ماذا؟” أجاب يوجين.

 

 

 

إلتفتت ميلكيث إلى يوجين بإبتسامة، “إختفى بلزاك لودبيث من آروث.”

جالسًا بعيدًا قليلا عن ميلكيث، أوضح يوجين المحادثة التي كان يجريها مع إيفاتار حتى الآن.

 

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط