ملكة السيوف -4
نظرًا لعدم توفره لأسلحة بعيدة المدى، قام بلاكنايل بستلال سيفه. في غضون ذلك، توجه سايتر إلى جيبه وأخرج كيسًا خاصًا به. ثم ألقى نظرة سريعة على الزقاق الذي تركوه وراءهم. لاحظ هوبغولن الحركة وعرف ما يرغب سايتر في فعله.
“ربما يكون ساحر دم”، اعترف مهديوم بابتسامة بعبوس.
“هناك اثنين فقط منهم. لا أسمع أحدًا وراءنا”، أخبر بلاكنايل سيده.
“أعتقد أننا تخلصنا منهم”، قال الكشاف ذو الشعر الرمادي لـ بلاكنايل. “الآن، نحن بحاجة إلى العودة وإجراء محادثة مع هيراد”.
أومأ سايتر وعاد لمراقبة الزوجين من البلطجية الذين يقتربون. نظر إلى الرجلين بحذر.
“إنه ساحر دم!” صاح سايتر بغضب واستياء.
“سنهرب. اتبعني”، همس بعد ثانية.
“إنه اتهام خطير جدًا. أفترض أن لديك دليل؟” سأل مهديوم.
توسعت عيني بلاكنايل قليلاً بالدهشة، إذ لم يكن هذا ما كان يتوقع أن يقوله سايتر.
إلتقى الساحر نظرة الغاضبة من سايتر بدون خوف. ثم ألتفت الكشاف القديم بعد ثانية ونظر إلى هيراد.
“سيكونون عدائين سريعين”، حذر بلاكنايل.
تعثر الرجل الأول، ثم قفز سريعًا للجانب. كان يعرج ووجهه متجمّد من الألم، لذا كان من الواضح أنه لم يعد بحالة جيدة للمتابعة. ومع ذلك، تم تحذير الرجل الثاني. نجح في القفز بشكل محرج فوق كرات الشائكة دون أن يدوس على أي منها، لذا قام بلاكنايل بالتقاط حجرًا من الأرض وألقاه في وجهه.
أمل بلاكنايل حقًا أن يكون لدى سايتر خطة. عادةً ما يكون مؤيدًا للهروب من الخطر، ولكنه ليس متأكدًا مما إذا كان سايتر سريعا كفايه للهرب.
“بعض الأشياء أكثر أهمية من المكاسب البسيطة وتستحق التضحية من أجلها. ربما، أن تصبحي ملكة القتلة لقاطعي الطريق ليست أولويتك الأولى”، قال سايتر لها.
“الآن!”، قل سايتر بعد ثانية، بينما بدأ بالركض.
“أفورلوس هو ساحر دم”، أعلن سايتر بجدية.
في لحظات، تحول بلاكنايل وركض هو الآخر، وأعاد سيفه إلى مكانه. وفي غضون ثوانٍ قليلة، تقدم هوبغوبلن على الكشاف العجوز.
“أعلم أنه كان يخطف الناس من الشوارع، وأن منزله ينبعث منه رائحة دماء الناس”، أجاب سايتر بغموض.
“جبناء فاجرون، لا تدعوهم يهربون!” صاح أحد أوعية من وراءهم.
“أعتقد أننا تخلصنا منهم”، قال الكشاف ذو الشعر الرمادي لـ بلاكنايل. “الآن، نحن بحاجة إلى العودة وإجراء محادثة مع هيراد”.
ثم وصلت ضربات الأقدام الثقيلة إلى أذني بلاكنايل حيث كان اللصان يتبعونهما. نظر هوبغوبلن خلفه، وعبس عندما رأى سرعة مطارديهما وهما يركضان في الزقاق نحوهما. كان الرجلان يتحركان بسرعة تجعل من الصعب جدًا على إنسان غير معزز مواكبتها.
بهذا السرعة، سيصلون إليهما في غضون ثوانٍ. يمكن لـ بلاكنايل زيادة سرعته الخاصة، ولكن ربما لا يتمكن سايتر من ذلك. بيأس، بحث هوبغوبلن في حقائبه عن شيء مفيد أثناء الركض. ليته كان ساحرًا، لكان يمكنه استخدام السحر أو شيء من هذا القبيل ضدهم!
“والآن بما أنني أعلم ما هو عليه، يمكنني استخدام هذه المعلومة لضمان تعاونه. لذا شكرًا لك على إخباري. الآن اسكت، ليس لديك الحق في مناقشة هذا مع أي شخص آخر”، أمرت هيراد وهي تحدق به بنظرة باردة.
واستقرت إحدى يدي بلاكنايل على كيس النقود، وأطلق تنهد استسلام عندما طرأت فكرة مزعجة على ذهنه. سرعان ما وصل هوبغوبلن إلى الداخل، وجمع النقود في يده، ثم ألقاها باتجاه مطارديهم.
“سيكونون عدائين سريعين”، حذر بلاكنايل.
“تناولوا هذا، أيها الورديون!” صاح بلاكنايل وهو يرمي قطع النقود المتلألئة في الهواء.
“نعم، أنا أردت أن أناقش صديقك الماجستير أفورلوس. هل تعلم أنه ساحر دم؟” رد سايتر بغضب.
لم يكن لدى الأوعية اثنين الوقت الكافي للتفكير قبل أن تمطر النقود عليهما. رفع كلاهما يديه لحماية وجوههما، لكنهما لم يتمكنا من إيقاف القليل من عملات الأولى.
بينما يحجز هوبغوبلن أنفاسه، نظر سايتر وهيراد إلى بعضهما البعض بغضب. يبدو أن سيد بلاكنايل غير راغب في الاستسلام وأنظار هيراد بدأت تتجه نحو مقبض سكين على وركها.
“لعنة!” شتم أحدهم بألم عندما اصطدمت عملة بجبينه وسببت نزيفًا.
أما الرجل الآخر، فنظر على الفور إلى الأسفل، وتوسعت عينيه من الدهشة لما رأى.
تعثر وتباطأ للحظة ليمسح الدم من وجهه. وعانى المطارد الثاني من الألم عندما ارتدت عملة عن ركبته، وتباطأ أيضًا. خلف قناعه، ابتسم بلاكنايل بغطرسة تامة تجاههما.
تساءل في خياله إذا كان هذا يُعتبر صدقة. بالتأكيد، كان اللصان في حاجة أكبر إلى النقود التي تم رميها على وجوههما المشوهة مما كان يحتاجه هو. سيتعين عليه أن يسأل سايتر في وقت لاحق، بعد أن ينتهوا من الركض من أجل حياتهم.
سيكون الأمر أسهل بكثير إذا كان سايتر لن يقاوم الزعيمة، أو إذا كان على الأقل سيشن تحديًا صحيحًا. بالطبع، إذا قام بتحدي هيراد فمن المحتمل أن يتم تقطيعه، لكن إذا سامحته هيراد فسيتعلم على الأقل مكانه.
في المقدمة، اقترب سايتر من زاوية واختفى للحظة عن الأنظار. عندما وصل هوبغوبلن اليه، لاحظ أن سايتر كان يفرغ الكيس الذي كان يحمله على الأرض. كان مليئًا بقطع معدنية شائكة صغيرة.
توقف سايتر على بعد بضعة أقدام من مكتبها، ثم عبس عندما أدرك أنه اطاع طلبها بدون قصد. ابتسمت هيراد ساخرة منه.
“استمر في الركض”، قال له سايتر بينما انتهى وزاد من سرعته مرة أخرى.
كان اللص ينظر إلى قدميه، لذا لم ينتبه للحجر القادم تمامًا. حدث صوت ضربة عندما ارتد الحجر الثقيل من جانب رأسه. تعثر وداس على كرات شائكة. وبينما كان هوبغولن يشاهده، سقطت ساقه جانبًا ليستقر على جانبه. وعندما سقط على الأرض، تم غرس عدة كرات حديدية شائكة في جسده.
“لم أتوقف أبدًا! أنت – أنت البطيء في ركض!” همس بلاكنايل بغضب.
“إنها تعني بالأحرى أنك لم تهتم…” غمغم سيد بلاكنايل لنفسه.
“باه، أي يكن”، همس سايتر في الرد، واضطر هوبوبلن المنزعج لكبت رغبته في ركل مؤخرة سيده .
تجمد سايتر وعبس وجهه. بدا وكأنه يريد أن يقول شيئًا غير حكيم. استنشق بلاكنايل مرة أخرى. إذا قال سيده أي شيء غبي ومتهور، فإن بلاكنايل سيضربه على رأسه ويعتذر عنه أمام هيراد.
الإثنان لم يتمكنا سوى من الركض لمسافة قصيرة، قبل أن يستدير مطاردوهما أيضًا حول الزاوية. كان اللصوص يتحركون بسرعة كبيرة، وبالتالي لم يكن لديهم الوقت لملاحظة الهدايا التي تركها سايتر لهم.
“إنها تعني بالأحرى أنك لم تهتم…” غمغم سيد بلاكنايل لنفسه.
“آه، جحيم دموي! قدمي!” صرخ أحدهم، عندما خطى على قطعة شائكة.
ظل بلاكنايل خارج الردهة، وارتعد وراء الحارسين اللذين بدت عليهما علامات صدمة. تبادل الثلاثة نظرات مندهشة، ثم تطلعوا بعيون واسعة الى الباب لمعرفة ما سيحدث بعد ذلك.
أما الرجل الآخر، فنظر على الفور إلى الأسفل، وتوسعت عينيه من الدهشة لما رأى.
“لماذا لم تقل شيئًا؟” صاح الكشاف القديم بغضب.
“لعنة، كرة حديدية شائكة!” صاح بغضب.
في المقدمة، اقترب سايتر من زاوية واختفى للحظة عن الأنظار. عندما وصل هوبغوبلن اليه، لاحظ أن سايتر كان يفرغ الكيس الذي كان يحمله على الأرض. كان مليئًا بقطع معدنية شائكة صغيرة.
تعثر الرجل الأول، ثم قفز سريعًا للجانب. كان يعرج ووجهه متجمّد من الألم، لذا كان من الواضح أنه لم يعد بحالة جيدة للمتابعة. ومع ذلك، تم تحذير الرجل الثاني. نجح في القفز بشكل محرج فوق كرات الشائكة دون أن يدوس على أي منها، لذا قام بلاكنايل بالتقاط حجرًا من الأرض وألقاه في وجهه.
“أنا هنا لأن هناك شيئًا يجب أن تعرفيه”، قال بعد ثوانٍ قليلة.
كان اللص ينظر إلى قدميه، لذا لم ينتبه للحجر القادم تمامًا. حدث صوت ضربة عندما ارتد الحجر الثقيل من جانب رأسه. تعثر وداس على كرات شائكة. وبينما كان هوبغولن يشاهده، سقطت ساقه جانبًا ليستقر على جانبه. وعندما سقط على الأرض، تم غرس عدة كرات حديدية شائكة في جسده.
“ما الذي تتوقع أن أقوله؟” سألت هيراد.
“اللعنة على كل الجحيم إلى الأبد!” صرخ الرجل بصوت مزعج من الألم.
في المقدمة، اقترب سايتر من زاوية واختفى للحظة عن الأنظار. عندما وصل هوبغوبلن اليه، لاحظ أن سايتر كان يفرغ الكيس الذي كان يحمله على الأرض. كان مليئًا بقطع معدنية شائكة صغيرة.
يا إلهي، كان بلاكنايل متأكدًا تمامًا أن هذا الرجل لم يعد يشكل مشكلة أيضًا. ربما ينبغي عليه أن يعود إلى هناك وينهيهم…
“إنه اتهام خطير جدًا. أفترض أن لديك دليل؟” سأل مهديوم.
“أمر لا يستحق، استمر في الركض”، قال سايتر فجأة بين أنفاسه الثقيلة.
“مخاوفك المتطرفة من المتحولين تصبح مزعجة؛ فهم يموتون كما يفعل الجميع”، ردت هيراد بسخرية.
بدون شك، قد فهم الكشاف العجوز تردد هوبغوبلن ولغة جسده.أومأ بلاكنايل بحزن واستمر في الركض. كان يأمل على الأقل في العودة واستعادة عملاته، ولن يرفض أن يستمتع قليلاً مع الرجلين اللذين هاجماهما.
خرج الثنائي من الزقاق ودخلوا إحدى الشوارع الرئيسية. دون أن يتباطئ، قاد سايتر بلاكنايل مباشرة إلى وسط الحشود. ضغط الرجال والنساء حول هوبغوبلن من كل جانب، لكنه تجاهلهم. بعد عدة دقائق، وبعد أن أصبح واضحًا أنه لا أحد يتبعهم، تباطأ سايتر وتحول إلى المشي، وانحرف إلى جانب الطريق.
“لماذا يفعل ذلك، وما علاقته بالمتحولين؟” سألت هيراد.
كان يتنفس بصعوبة وكان وجهه أحمر ومرهق، لكن بلاكنايل لم يكن قد تعرق حتى. كانت هذه الحياة السهلة في المدينة تجعله ضعيفًا بوضوح.
“أنت لم تشاهد الفوضى التي يمكن أن يخلقها مضيف بلورة خطير حقًا. لا يمكن لأي إنسان أن يقف أمامهم، الأنقاض الفارغة لكوروليس يجب أن تكون دليلًا كافيًا على ذلك”، رد سايتر.
“أعتقد أننا تخلصنا منهم”، قال الكشاف ذو الشعر الرمادي لـ بلاكنايل. “الآن، نحن بحاجة إلى العودة وإجراء محادثة مع هيراد”.
لم يستغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى وصلوا إلى مجمع هيراد. تجاوزوا الحراس ودخلوا دون أي مشكلة. نظر بلاكنايل بحذر إلى سايتر وهو يمشي. بدا أن سايتر ينفعل أكثر وأكثر كلما اقتربوا من هيراد، وهذا جعل هوبغبلن يشعر بالقلق.
لم يستغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى وصلوا إلى مجمع هيراد. تجاوزوا الحراس ودخلوا دون أي مشكلة. نظر بلاكنايل بحذر إلى سايتر وهو يمشي. بدا أن سايتر ينفعل أكثر وأكثر كلما اقتربوا من هيراد، وهذا جعل هوبغبلن يشعر بالقلق.
أما الرجل الآخر، فنظر على الفور إلى الأسفل، وتوسعت عينيه من الدهشة لما رأى.
اقتحم سايتر عبر مدخل غرفة هيراد، واصطدم الباب بالحائط خلفه بضجة عالية. كانت عينيه تشتعلان من الغضب، وهو يدوس بثقل في الحجرة الأخرى.
في لحظات، تحول بلاكنايل وركض هو الآخر، وأعاد سيفه إلى مكانه. وفي غضون ثوانٍ قليلة، تقدم هوبغوبلن على الكشاف العجوز.
ظل بلاكنايل خارج الردهة، وارتعد وراء الحارسين اللذين بدت عليهما علامات صدمة. تبادل الثلاثة نظرات مندهشة، ثم تطلعوا بعيون واسعة الى الباب لمعرفة ما سيحدث بعد ذلك.
“إنه وسيلة لإنشاء المزيد من الإكسير، حتى إذا لم تكن تعرف تركيبته. مع وجود إمداد غير منتهٍ من العينات، يصبح من الأسهل أيضًا دراسة الإكسير واكتشاف وصفته. للأسف، تنقية الدم ينتج أيضًا الكثير من النفايات التي تحتوي على بلورات نشطة. على الرغم من أنها أمر غير مرجح، إلا أنه من الممكن أن تتسبب التعرض لهذه النفايات في تحول المخلوق إلى مضيف”، اعترف مهديوم.
نظرت هيراد لأعلى من مكتبها. كان هناك تعبير يتراوح بين الاستياء والمرح على وجهها. كانت تمد يدها أسفل المكتب لتمسك شيء، كان على الأرجح سلاحًا، لكنها استرخت وابتسمت عندما تعرفت على سايتر.
“استمر في الركض”، قال له سايتر بينما انتهى وزاد من سرعته مرة أخرى.
“اهدء يا فتى”، أمرته بصوت مرتفع.
“على الأقل أحدهما يعرف من هو المسيطر هنا”، سمع هوبغوبلن زعيمته تهمس بهذه الكلمات بينما يسارع سريعًا خلف سايتر.
توقف سايتر على بعد بضعة أقدام من مكتبها، ثم عبس عندما أدرك أنه اطاع طلبها بدون قصد. ابتسمت هيراد ساخرة منه.
توسعت عيني بلاكنايل قليلاً بالدهشة، إذ لم يكن هذا ما كان يتوقع أن يقوله سايتر.
“فتى جيد”، قالت هيراد وعيونها تلمع بالمرح.
تعمقت عبوسة سايتر ورمقها بنظرة غاضبة. أطلق بلاكنايل تنفسًا مرتاحًا. لا يبدو أنهما سيتقاتلان، أو أن سايتر كان على وشك أن يقتل.
قابل الكشاف العجوز عيني هراد وحدق بها. فتح فم هيراد قليلاً وبدت لحظة ضائعة في حيرة من الكلمات. بلاكنايل ليس لديه فكرة عن ماهية ساحر الدم، ولكن يبدو أنه أمر خطير بالتأكيد!
“أنا لست كلبًا”، غمغم سايتر.
انزلقت كرسي هيراد عبر الأرض بصوت مزعج. ظهرت نظرة خطيرة على وجهها بينما قامت بالنهوض من مقعدها. ضاقت عينيها الداكنتين عندما نظرت إلى سايتر بعداء. أخذ كلاهما، سايتر ومهديوم، خطوةً للوراء بعيدًا عنها، بينما سارت باتجاههم.
“ثم لا تتصرف كأحدهم، رجل عجوز. اطرق الباب قبل أن تدخل، ولا تقذفه”، قالت له بتعالٍ.
“بلاكنيل، تأكد من أن أحمق العجوز يتصرف بشكل مناسب، أو ستندمان على ذلك”، أخبرته باردة.
تمكن بلاكنايل من سماع صوت طحن أسنان سايتر بينما يحاول أن يكبت غضبه. لحسن الحظ، يبدو أن هذا يسلي هيراد.
اقتحم سايتر عبر مدخل غرفة هيراد، واصطدم الباب بالحائط خلفه بضجة عالية. كانت عينيه تشتعلان من الغضب، وهو يدوس بثقل في الحجرة الأخرى.
“أنا هنا لأن هناك شيئًا يجب أن تعرفيه”، قال بعد ثوانٍ قليلة.
أومأ بلاكنايل بارتياح. ثم بدأ سايتر في التحول بعيدًا عن هيراد والتوجه نحو الباب، لكن زعيمة اللصوص أوقفته.
رفعت هيراد إحدى حاجبيها وأطلقت على سايتر نظرة غير متفاجئة.
بينما يحجز هوبغوبلن أنفاسه، نظر سايتر وهيراد إلى بعضهما البعض بغضب. يبدو أن سيد بلاكنايل غير راغب في الاستسلام وأنظار هيراد بدأت تتجه نحو مقبض سكين على وركها.
“حسنًا، لم أعتقد أنك دخلت الى هنا لتدعوني للعشاء، لذا يرجى المضي قدمًا وأخبرني بما تعاني منه الآن”، قالت بازدراء وهي تتكئ على كرسيها.
“حسنًا، اذهب. فقط تذكر أنني كنت جادة بشأن الحفاظ على سرية هذا الأمر”، ردت هيراد بغطرسة.
“أفورلوس هو ساحر دم”، أعلن سايتر بجدية.
لم يكن لدى الأوعية اثنين الوقت الكافي للتفكير قبل أن تمطر النقود عليهما. رفع كلاهما يديه لحماية وجوههما، لكنهما لم يتمكنا من إيقاف القليل من عملات الأولى.
قابل الكشاف العجوز عيني هراد وحدق بها. فتح فم هيراد قليلاً وبدت لحظة ضائعة في حيرة من الكلمات. بلاكنايل ليس لديه فكرة عن ماهية ساحر الدم، ولكن يبدو أنه أمر خطير بالتأكيد!
“لم أتوقف أبدًا! أنت – أنت البطيء في ركض!” همس بلاكنايل بغضب.
“حسنًا… هذا يبدو منطقيا ومفيدًا للغاية أن نعرفه. كيف توصلت إلى هذا الاكتشاف؟” سألت هيراد بهدوء، بعد لحظة أو اثنتين من التفكير.
“اهدء يا فتى”، أمرته بصوت مرتفع.
“هل هذا كل شيء؟ أنا أكشف عن وجود ساحر دم بيننا، وهذا كل ما لديك لتقوله؟” زمجر سايتر بغضب.
لم يكن لدى الأوعية اثنين الوقت الكافي للتفكير قبل أن تمطر النقود عليهما. رفع كلاهما يديه لحماية وجوههما، لكنهما لم يتمكنا من إيقاف القليل من عملات الأولى.
“ما الذي تتوقع أن أقوله؟” سألت هيراد.
“إنه مفيد، لذا لست مهتمة كثيرًا حقا”، شرحت هيراد بلا مشاعر، وعيناها المظلمتان تضيقان.
“أتوقع منك أن تتخذ إجراءًا بشأن ذلك!” أجاب سايتر.
سمع بلاكنايل خطوات، فالتفت ليرى مهديوم يقترب من الغرفة. قام حراس هيراد بستقامة أنفسهم وحاولوا أن يبدوا وكأنهم لم يكونوا يستمعون، لكن هوبغوبلن أعطى فقط لساحر تحية ودية قبل أن يلقي نظرة عبر الباب.
“إنه مفيد، لذا لست مهتمة كثيرًا حقا”، شرحت هيراد بلا مشاعر، وعيناها المظلمتان تضيقان.
“أنت لم تشاهد الفوضى التي يمكن أن يخلقها مضيف بلورة خطير حقًا. لا يمكن لأي إنسان أن يقف أمامهم، الأنقاض الفارغة لكوروليس يجب أن تكون دليلًا كافيًا على ذلك”، رد سايتر.
“إنه ساحر دم!” صاح سايتر بغضب واستياء.
“إنه اتهام خطير جدًا. أفترض أن لديك دليل؟” سأل مهديوم.
“والآن بما أنني أعلم ما هو عليه، يمكنني استخدام هذه المعلومة لضمان تعاونه. لذا شكرًا لك على إخباري. الآن اسكت، ليس لديك الحق في مناقشة هذا مع أي شخص آخر”، أمرت هيراد وهي تحدق به بنظرة باردة.
“أنا … ذاهب لأتناول شرابًا”، قال سايتر بصعوبة بعد ثانية. بعدها استرخى هوبغوبلن.
سمع بلاكنايل خطوات، فالتفت ليرى مهديوم يقترب من الغرفة. قام حراس هيراد بستقامة أنفسهم وحاولوا أن يبدوا وكأنهم لم يكونوا يستمعون، لكن هوبغوبلن أعطى فقط لساحر تحية ودية قبل أن يلقي نظرة عبر الباب.
“إنه ساحر دم!” صاح سايتر بغضب واستياء.
“ألست تعلمين مدى خطورة التواجد بجوار سحرة الدم؟ ناهيك عن أنهم يقتلون الناس ويجمعون دمائهم!” أشار سايتر.
“هناك اثنين فقط منهم. لا أسمع أحدًا وراءنا”، أخبر بلاكنايل سيده.
قبل أن تتمكن هيراد من الرد، تم تقطيع حديثهما بدخول مهديوم إلى الغرفة. كلاهما عبس عليه عندما دخل، لكن الساحر لم يبدو منزعجًا.
كان وجهه أحمراً وكان يتنفس بشكل أثقل من المعتاد. إنه أكثر غضبًا مما رأى بلاكنايل من قبل. ومع ذلك، أعطت هيراد نظرة غير مبالية واضحة.
“سمعت أنك تريدني، سايتر”، قال الساحر ببرودة وهو يقترب من مكتب هيراد.
“سحر الدم يأتي بأشكال عدة، لكنه في الواقع بسيط جدًا. في الواقع، ربما استخدم السحرة الأوائل جميعًا سحر الدم قبل ابتكار السحر الكيميائي الحديث. النوع الذي أتخيل أن أفورلوس يمارسه يتضمن ببساطة جمع دماء الأشخاص الذين لم ينجوا من التحول إلى الوعاء، وربما بعض الأشخاص الذين نجوا. ربما يقوم بإعطاء الأشخاص الذين اختطفهم جرعات، ثم تقطير دمهم لإنتاج الإكسير”، شرح الساحر.
“نعم، أنا أردت أن أناقش صديقك الماجستير أفورلوس. هل تعلم أنه ساحر دم؟” رد سايتر بغضب.
“باه، أي يكن”، همس سايتر في الرد، واضطر هوبوبلن المنزعج لكبت رغبته في ركل مؤخرة سيده .
“إنه اتهام خطير جدًا. أفترض أن لديك دليل؟” سأل مهديوم.
إلتقى الساحر نظرة الغاضبة من سايتر بدون خوف. ثم ألتفت الكشاف القديم بعد ثانية ونظر إلى هيراد.
كان الساحر الشاب لا يزال هادئًا ومتماسكا. كان يحمل عصاه بيد واحدة ووقف مستقيمًا بانضباط عسكري. مع وجهه العادي، وعينيه عسليتين، وشعره البني القصير، بدا *عاديًا كالمعتاد.
يا إلهي، كان بلاكنايل متأكدًا تمامًا أن هذا الرجل لم يعد يشكل مشكلة أيضًا. ربما ينبغي عليه أن يعود إلى هناك وينهيهم…
مترجم : أين عادي في موضوع؟، شخص مثل وصفه كان ليكون عارض أزياء في عالمنا.?
“أنا هنا لأن هناك شيئًا يجب أن تعرفيه”، قال بعد ثوانٍ قليلة.
“أعلم أنه كان يخطف الناس من الشوارع، وأن منزله ينبعث منه رائحة دماء الناس”، أجاب سايتر بغموض.
——————– استمتعوا~~~ ————————– المترجم : KYDN
“ربما يكون ساحر دم”، اعترف مهديوم بابتسامة بعبوس.
رفعت هيراد إحدى حاجبيها وأطلقت على سايتر نظرة غير متفاجئة.
“هل كنت تعلم؟” سأل سايتر بتهديد.
أما الرجل الآخر، فنظر على الفور إلى الأسفل، وتوسعت عينيه من الدهشة لما رأى.
“كانت لدي بعض الشكوك، ولكن لا شيء أكثر من ذلك”، رد الساحر بلا قلق.
“كما تقولين، أنت الزعيمة”، أجاب بصوت متجهم.
“لماذا لم تقل شيئًا؟” صاح الكشاف القديم بغضب.
“سنهرب. اتبعني”، همس بعد ثانية.
“إنها ليست أمرًا يهمني في اتهام الناس بدون دليل”، أجاب مهديوم ببرودة.
قبل أن تتمكن هيراد من الرد، تم تقطيع حديثهما بدخول مهديوم إلى الغرفة. كلاهما عبس عليه عندما دخل، لكن الساحر لم يبدو منزعجًا.
“إنها تعني بالأحرى أنك لم تهتم…” غمغم سيد بلاكنايل لنفسه.
تساءل في خياله إذا كان هذا يُعتبر صدقة. بالتأكيد، كان اللصان في حاجة أكبر إلى النقود التي تم رميها على وجوههما المشوهة مما كان يحتاجه هو. سيتعين عليه أن يسأل سايتر في وقت لاحق، بعد أن ينتهوا من الركض من أجل حياتهم.
إلتقى الساحر نظرة الغاضبة من سايتر بدون خوف. ثم ألتفت الكشاف القديم بعد ثانية ونظر إلى هيراد.
كان الساحر الشاب لا يزال هادئًا ومتماسكا. كان يحمل عصاه بيد واحدة ووقف مستقيمًا بانضباط عسكري. مع وجهه العادي، وعينيه عسليتين، وشعره البني القصير، بدا *عاديًا كالمعتاد.
“أنتما لا تأخذان هذا بجدية كافية. السحرة الدمويون يلوثون الأرض نفسها ويحولون *الوحوش إلى وحوش!” أعلن بإحباط.
“بالنسبة لي، السحرة الدمويون ليسوا أسوأ بكثير من أي نوع آخر من السحرة. لم ألتقِ بساحر قتالي لم يكن لديه دماء العشرات من الرجال على يديه. كل تلك الأكاذيب حول سحر الدم الذي يؤدي إلى ظهور المتحولين هي مجرد خرافات”، قالت هيراد بطريقة غير مبالية. “هذا مختلف، السحرة القتاليون هم جنود. السحرة الدمويون يفترسون الناس لأغراضهم الشخصية”، رد سايتر.
ملاحظة : لم أجد معنى آخر لهذه جملة……and they twist beasts into monsters
نظرًا لعدم توفره لأسلحة بعيدة المدى، قام بلاكنايل بستلال سيفه. في غضون ذلك، توجه سايتر إلى جيبه وأخرج كيسًا خاصًا به. ثم ألقى نظرة سريعة على الزقاق الذي تركوه وراءهم. لاحظ هوبغولن الحركة وعرف ما يرغب سايتر في فعله.
كان وجهه أحمراً وكان يتنفس بشكل أثقل من المعتاد. إنه أكثر غضبًا مما رأى بلاكنايل من قبل. ومع ذلك، أعطت هيراد نظرة غير مبالية واضحة.
يا إلهي، كان بلاكنايل متأكدًا تمامًا أن هذا الرجل لم يعد يشكل مشكلة أيضًا. ربما ينبغي عليه أن يعود إلى هناك وينهيهم…
“بالنسبة لي، السحرة الدمويون ليسوا أسوأ بكثير من أي نوع آخر من السحرة. لم ألتقِ بساحر قتالي لم يكن لديه دماء العشرات من الرجال على يديه. كل تلك الأكاذيب حول سحر الدم الذي يؤدي إلى ظهور المتحولين هي مجرد خرافات”، قالت هيراد بطريقة غير مبالية.
“هذا مختلف، السحرة القتاليون هم جنود. السحرة الدمويون يفترسون الناس لأغراضهم الشخصية”، رد سايتر.
تصلب الكشاف القديم واصفر وجهه قليلاً، لكنه حافظ على نظرته، وكانت عينيه مليئة بالتحدي. هسهس بلاكنايل الصغير بهدوء في حالة من إنزعاج. لماذا لا يتراجع سيده؟ سيقتل نفسه في النهاية!
“أعتقد أيضًا أن هناك تمييزًا مهمًا هنا”، أضاف مهديوم. “أيضًا، سايتر ليس مخطئًا تمامًا فيما يتعلق بالعلاقة بين سحر الدم *ومضيفي البلورة.”
“أنتما لا تأخذان هذا بجدية كافية. السحرة الدمويون يلوثون الأرض نفسها ويحولون *الوحوش إلى وحوش!” أعلن بإحباط.
*للتذكير مضيف بلورة هو إسم آخر للمتحولين.
رفعت هيراد إحدى حاجبيها وأطلقت على سايتر نظرة غير متفاجئة.
ظهرت نظرة انتصار على وجه سايتر، وفتح فمه ليقول شيئًا، ولكن هيراد قاطعته.
“إنه مفيد، لذا لست مهتمة كثيرًا حقا”، شرحت هيراد بلا مشاعر، وعيناها المظلمتان تضيقان.
“اشرح”، أمرت الساحر.
“أنتما لا تأخذان هذا بجدية كافية. السحرة الدمويون يلوثون الأرض نفسها ويحولون *الوحوش إلى وحوش!” أعلن بإحباط.
“سحر الدم يأتي بأشكال عدة، لكنه في الواقع بسيط جدًا. في الواقع، ربما استخدم السحرة الأوائل جميعًا سحر الدم قبل ابتكار السحر الكيميائي الحديث. النوع الذي أتخيل أن أفورلوس يمارسه يتضمن ببساطة جمع دماء الأشخاص الذين لم ينجوا من التحول إلى الوعاء، وربما بعض الأشخاص الذين نجوا. ربما يقوم بإعطاء الأشخاص الذين اختطفهم جرعات، ثم تقطير دمهم لإنتاج الإكسير”، شرح الساحر.
“استمر في الركض”، قال له سايتر بينما انتهى وزاد من سرعته مرة أخرى.
“لماذا يفعل ذلك، وما علاقته بالمتحولين؟” سألت هيراد.
“كانت لدي بعض الشكوك، ولكن لا شيء أكثر من ذلك”، رد الساحر بلا قلق.
“إنه وسيلة لإنشاء المزيد من الإكسير، حتى إذا لم تكن تعرف تركيبته. مع وجود إمداد غير منتهٍ من العينات، يصبح من الأسهل أيضًا دراسة الإكسير واكتشاف وصفته. للأسف، تنقية الدم ينتج أيضًا الكثير من النفايات التي تحتوي على بلورات نشطة. على الرغم من أنها أمر غير مرجح، إلا أنه من الممكن أن تتسبب التعرض لهذه النفايات في تحول المخلوق إلى مضيف”، اعترف مهديوم.
“لا، من المرجح أن التعرض لها سيقتل المخلوقات التي يتلامس معها فقط. إنها مادة خطرة جدًا على أي شخص غير ساحر أو وعاء بالفعل. أتساءل كيف يتخلص أفورلوس منها”، أجاب مهديوم.
“إذا، لن تهدم جماعة من المتحولين الوحشيين المدينة بطريقة ما”، قالت هيراد وهي تحدق في سايتر.
أمل بلاكنايل حقًا أن يكون لدى سايتر خطة. عادةً ما يكون مؤيدًا للهروب من الخطر، ولكنه ليس متأكدًا مما إذا كان سايتر سريعا كفايه للهرب.
“لا، من المرجح أن التعرض لها سيقتل المخلوقات التي يتلامس معها فقط. إنها مادة خطرة جدًا على أي شخص غير ساحر أو وعاء بالفعل. أتساءل كيف يتخلص أفورلوس منها”، أجاب مهديوم.
واستقرت إحدى يدي بلاكنايل على كيس النقود، وأطلق تنهد استسلام عندما طرأت فكرة مزعجة على ذهنه. سرعان ما وصل هوبغوبلن إلى الداخل، وجمع النقود في يده، ثم ألقاها باتجاه مطارديهم.
“متحول واحد سيكون أكثر من لازم. يجب أن نوقفه قبل أن يكون الأمر متأخرًا!” قال سايتر.
واستقرت إحدى يدي بلاكنايل على كيس النقود، وأطلق تنهد استسلام عندما طرأت فكرة مزعجة على ذهنه. سرعان ما وصل هوبغوبلن إلى الداخل، وجمع النقود في يده، ثم ألقاها باتجاه مطارديهم.
“مخاوفك المتطرفة من المتحولين تصبح مزعجة؛ فهم يموتون كما يفعل الجميع”، ردت هيراد بسخرية.
“إلى أين تعتقد أنك ذاهب؟ لم أعطك إذنًا للمغادرة”، همست هيراد.
“أنت لم تشاهد الفوضى التي يمكن أن يخلقها مضيف بلورة خطير حقًا. لا يمكن لأي إنسان أن يقف أمامهم، الأنقاض الفارغة لكوروليس يجب أن تكون دليلًا كافيًا على ذلك”، رد سايتر.
“هناك اثنين فقط منهم. لا أسمع أحدًا وراءنا”، أخبر بلاكنايل سيده.
كان وجهه لا يزال أحمرًا من صراخ، وهو يتحرك بيديه أثناء حديثه. من الواضح أنه ليس مستعدًا لخسارة هذه المناقشة. بالطبع، هيراد لا تهتم عادة بما يعتقده الآخرون، بل فقط بأن يطيعوها.
“لم أتوقف أبدًا! أنت – أنت البطيء في ركض!” همس بلاكنايل بغضب.
“حتى لو أردت أن أفعل شيئًا بشأنه، وأنا لا أفعل ذلك، فأنا لست في موقف يمكنني فيه التخلي عن حليف مفيد كهذا. ربما، خلال مسيرتك الطويلة والمليئة بالأحداث كلص وقاتل أنت لاحظت أن الناس الذين يتظاهرون بأنهم أبطال ويتدخلون في أحداث ليست من شأنهم ينتهوا بموت أو فشل. هذا ليس خطأً أنوي ارتكابه”، ردت بحدة وازدراء.
“أستطيع أن أقتل أفورلوس بالنيابة عنك، أو يمكننا أن نفعل ذلك معًا، سيدي. لقد أصبحت جيدًا جدًا في الاختباء والطعنات السريعة”، اقترح بلاكنايل بأمل وهو يمشي بجانب سايتر.
“بعض الأشياء أكثر أهمية من المكاسب البسيطة وتستحق التضحية من أجلها. ربما، أن تصبحي ملكة القتلة لقاطعي الطريق ليست أولويتك الأولى”، قال سايتر لها.
أما الرجل الآخر، فنظر على الفور إلى الأسفل، وتوسعت عينيه من الدهشة لما رأى.
انزلقت كرسي هيراد عبر الأرض بصوت مزعج. ظهرت نظرة خطيرة على وجهها بينما قامت بالنهوض من مقعدها. ضاقت عينيها الداكنتين عندما نظرت إلى سايتر بعداء. أخذ كلاهما، سايتر ومهديوم، خطوةً للوراء بعيدًا عنها، بينما سارت باتجاههم.
رفعت هيراد إحدى حاجبيها وأطلقت على سايتر نظرة غير متفاجئة.
“أنت تتجاوز حدودك يا سايتر! تذكر أنني هنا الرئيسة، وأنك تعمل لصالحي. ستفعل ما أقوله، ولا شيء أكثر، وإلا سأتخلص منك كما أفعل مع القمامة”، صرخت و هي تقف أمامه.
“استمر في الركض”، قال له سايتر بينما انتهى وزاد من سرعته مرة أخرى.
تصلب الكشاف القديم واصفر وجهه قليلاً، لكنه حافظ على نظرته، وكانت عينيه مليئة بالتحدي. هسهس بلاكنايل الصغير بهدوء في حالة من إنزعاج. لماذا لا يتراجع سيده؟ سيقتل نفسه في النهاية!
“أتوقع منك أن تتخذ إجراءًا بشأن ذلك!” أجاب سايتر.
بينما يحجز هوبغوبلن أنفاسه، نظر سايتر وهيراد إلى بعضهما البعض بغضب. يبدو أن سيد بلاكنايل غير راغب في الاستسلام وأنظار هيراد بدأت تتجه نحو مقبض سكين على وركها.
“لا”، أجاب سيده بصوت حازم. “ابق هنا، أحتاج إلى أن أكون وحدي لبعض الوقت”.
بدأ هوبغوبلن في التفكير الجاد في خلق حالة من الهاء، ثم سحب سيده بعيدًا في هذا الفوضى. ربما يمكنه أن يتظاهر بوقوع هجوم أو إشعال حريق؟
“ثم لا تتصرف كأحدهم، رجل عجوز. اطرق الباب قبل أن تدخل، ولا تقذفه”، قالت له بتعالٍ.
عندما أغلقت أصابع هيراد حول مقبض سكينها، تكلم سايتر أخيرًا.
تعثر الرجل الأول، ثم قفز سريعًا للجانب. كان يعرج ووجهه متجمّد من الألم، لذا كان من الواضح أنه لم يعد بحالة جيدة للمتابعة. ومع ذلك، تم تحذير الرجل الثاني. نجح في القفز بشكل محرج فوق كرات الشائكة دون أن يدوس على أي منها، لذا قام بلاكنايل بالتقاط حجرًا من الأرض وألقاه في وجهه.
“كما تقولين، أنت الزعيمة”، أجاب بصوت متجهم.
نظرًا لعدم توفره لأسلحة بعيدة المدى، قام بلاكنايل بستلال سيفه. في غضون ذلك، توجه سايتر إلى جيبه وأخرج كيسًا خاصًا به. ثم ألقى نظرة سريعة على الزقاق الذي تركوه وراءهم. لاحظ هوبغولن الحركة وعرف ما يرغب سايتر في فعله.
أومأ بلاكنايل بارتياح. ثم بدأ سايتر في التحول بعيدًا عن هيراد والتوجه نحو الباب، لكن زعيمة اللصوص أوقفته.
“إنه اتهام خطير جدًا. أفترض أن لديك دليل؟” سأل مهديوم.
“إلى أين تعتقد أنك ذاهب؟ لم أعطك إذنًا للمغادرة”، همست هيراد.
قابل الكشاف العجوز عيني هراد وحدق بها. فتح فم هيراد قليلاً وبدت لحظة ضائعة في حيرة من الكلمات. بلاكنايل ليس لديه فكرة عن ماهية ساحر الدم، ولكن يبدو أنه أمر خطير بالتأكيد!
تجمد سايتر وعبس وجهه. بدا وكأنه يريد أن يقول شيئًا غير حكيم. استنشق بلاكنايل مرة أخرى. إذا قال سيده أي شيء غبي ومتهور، فإن بلاكنايل سيضربه على رأسه ويعتذر عنه أمام هيراد.
“هل هذا كل شيء؟ أنا أكشف عن وجود ساحر دم بيننا، وهذا كل ما لديك لتقوله؟” زمجر سايتر بغضب.
“أنا … ذاهب لأتناول شرابًا”، قال سايتر بصعوبة بعد ثانية. بعدها استرخى هوبغوبلن.
الإثنان لم يتمكنا سوى من الركض لمسافة قصيرة، قبل أن يستدير مطاردوهما أيضًا حول الزاوية. كان اللصوص يتحركون بسرعة كبيرة، وبالتالي لم يكن لديهم الوقت لملاحظة الهدايا التي تركها سايتر لهم.
“حسنًا، اذهب. فقط تذكر أنني كنت جادة بشأن الحفاظ على سرية هذا الأمر”، ردت هيراد بغطرسة.
“الآن!”، قل سايتر بعد ثانية، بينما بدأ بالركض.
الكشاف العجوز لم يرد، بل خرج على الفور من الغرفة. ألقى مهديوم نظرة قلقة على سايتر ولكنه اختار أيضًا أن يحفظ لسانه.
“إنها تعني بالأحرى أنك لم تهتم…” غمغم سيد بلاكنايل لنفسه.
خرج سايتر من الباب، ومرّ بجانب الحارسين وهوبغوبلن اللذين كانوا يحاولون جاهدين أن يبدوا كأنهم لم يكونوا يستمعون. انتقل بلاكنايل لمتابعة سيده بمجرد أن خرج سايتر بخطوات ثقيلة إلى الردهة، لكنه تردد عندما سمع هيراد تخاطبه.
رفعت هيراد إحدى حاجبيها وأطلقت على سايتر نظرة غير متفاجئة.
“بلاكنيل، تأكد من أن أحمق العجوز يتصرف بشكل مناسب، أو ستندمان على ذلك”، أخبرته باردة.
“آه، جحيم دموي! قدمي!” صرخ أحدهم، عندما خطى على قطعة شائكة.
“نعم، سيدتي”، أجاب بلاكنايل وهو يستدير ويخفض رأسه بخضوع.
نظرًا لعدم توفره لأسلحة بعيدة المدى، قام بلاكنايل بستلال سيفه. في غضون ذلك، توجه سايتر إلى جيبه وأخرج كيسًا خاصًا به. ثم ألقى نظرة سريعة على الزقاق الذي تركوه وراءهم. لاحظ هوبغولن الحركة وعرف ما يرغب سايتر في فعله.
“على الأقل أحدهما يعرف من هو المسيطر هنا”، سمع هوبغوبلن زعيمته تهمس بهذه الكلمات بينما يسارع سريعًا خلف سايتر.
ثم وصلت ضربات الأقدام الثقيلة إلى أذني بلاكنايل حيث كان اللصان يتبعونهما. نظر هوبغوبلن خلفه، وعبس عندما رأى سرعة مطارديهما وهما يركضان في الزقاق نحوهما. كان الرجلان يتحركان بسرعة تجعل من الصعب جدًا على إنسان غير معزز مواكبتها. بهذا السرعة، سيصلون إليهما في غضون ثوانٍ. يمكن لـ بلاكنايل زيادة سرعته الخاصة، ولكن ربما لا يتمكن سايتر من ذلك. بيأس، بحث هوبغوبلن في حقائبه عن شيء مفيد أثناء الركض. ليته كان ساحرًا، لكان يمكنه استخدام السحر أو شيء من هذا القبيل ضدهم!
لماذا لا يستطيع سايتر أن يحافظ على لسانه؟ إذا استمر في هذا، ففي يوم ما ستأخذ هيراد بالإساءة لأفعاله وتقتله. كان قريبًا جدًا الآن، وبلاكنايل يفضل أن لا يحدث ذلك.
“على الأقل أحدهما يعرف من هو المسيطر هنا”، سمع هوبغوبلن زعيمته تهمس بهذه الكلمات بينما يسارع سريعًا خلف سايتر.
وكانت قدما سايتر ترتطم بألواح الأرضية الخشبية وهو يتقدم بخطوات ثقيلة في المبنى. كان واضحًا أنه لا يزال غاضبًا، لذا تردد بلاكنايل في الاقتراب منه. ربما يجب عليه أن يحاول رفع معنويات سيده.
“كما تقولين، أنت الزعيمة”، أجاب بصوت متجهم.
“أستطيع أن أقتل أفورلوس بالنيابة عنك، أو يمكننا أن نفعل ذلك معًا، سيدي. لقد أصبحت جيدًا جدًا في الاختباء والطعنات السريعة”، اقترح بلاكنايل بأمل وهو يمشي بجانب سايتر.
الإثنان لم يتمكنا سوى من الركض لمسافة قصيرة، قبل أن يستدير مطاردوهما أيضًا حول الزاوية. كان اللصوص يتحركون بسرعة كبيرة، وبالتالي لم يكن لديهم الوقت لملاحظة الهدايا التي تركها سايتر لهم.
“أنت لا تساعد، بلاكنايل. لقد قمت بأشياء غير أخلاقية كثيرة في حياتي، ولكنني لست قاتلًا”، رد الكشاف العجوز.
نظرت هيراد لأعلى من مكتبها. كان هناك تعبير يتراوح بين الاستياء والمرح على وجهها. كانت تمد يدها أسفل المكتب لتمسك شيء، كان على الأرجح سلاحًا، لكنها استرخت وابتسمت عندما تعرفت على سايتر.
“أنا كذلك، لذا سأفعلها بالنيابة عنك!”، قال هوبغوبلن بهجة.
“إنه وسيلة لإنشاء المزيد من الإكسير، حتى إذا لم تكن تعرف تركيبته. مع وجود إمداد غير منتهٍ من العينات، يصبح من الأسهل أيضًا دراسة الإكسير واكتشاف وصفته. للأسف، تنقية الدم ينتج أيضًا الكثير من النفايات التي تحتوي على بلورات نشطة. على الرغم من أنها أمر غير مرجح، إلا أنه من الممكن أن تتسبب التعرض لهذه النفايات في تحول المخلوق إلى مضيف”، اعترف مهديوم.
“لا”، أجاب سيده بصوت حازم. “ابق هنا، أحتاج إلى أن أكون وحدي لبعض الوقت”.
“حسنًا، لم أعتقد أنك دخلت الى هنا لتدعوني للعشاء، لذا يرجى المضي قدمًا وأخبرني بما تعاني منه الآن”، قالت بازدراء وهي تتكئ على كرسيها.
وبينما يشاهد بلاكنايل، أنهى سيده تنهيدة بتعب وخرج من الباب الأمامي لقاعدة هيراد. كان هوبغوبلن عادة ما يشعر بالسعادة عندما يسمح له بالرحيل، ولكن هيراد أمرته بمراقبة سايتر. بزفير منزعج، تسلل بلاكنايل بخفية وراء سيده.
“أنتما لا تأخذان هذا بجدية كافية. السحرة الدمويون يلوثون الأرض نفسها ويحولون *الوحوش إلى وحوش!” أعلن بإحباط.
سيكون الأمر أسهل بكثير إذا كان سايتر لن يقاوم الزعيمة، أو إذا كان على الأقل سيشن تحديًا صحيحًا. بالطبع، إذا قام بتحدي هيراد فمن المحتمل أن يتم تقطيعه، لكن إذا سامحته هيراد فسيتعلم على الأقل مكانه.
إلتقى الساحر نظرة الغاضبة من سايتر بدون خوف. ثم ألتفت الكشاف القديم بعد ثانية ونظر إلى هيراد.
لا يوجد الكثير من الفرص لكي يفوز سايتر. يجب أن يدرك سيده حقًا أن هيراد أقوى بكثير منه، لذا يجب عليه أن يفعل ما تقوله. هذا هو النظام الطبيعي للأمور بعد كل شيء.
“لعنة، كرة حديدية شائكة!” صاح بغضب.
******************************************
هذا هو فصل ثاني لليوم، لقد أكملته أسرع مما توقعت لذلك قد يكون هناك فصل ثالث في ليل.?
انزلقت كرسي هيراد عبر الأرض بصوت مزعج. ظهرت نظرة خطيرة على وجهها بينما قامت بالنهوض من مقعدها. ضاقت عينيها الداكنتين عندما نظرت إلى سايتر بعداء. أخذ كلاهما، سايتر ومهديوم، خطوةً للوراء بعيدًا عنها، بينما سارت باتجاههم.
كما العادة إذا كانت هناك أي أخطاء أكتبوها على تعليقي.?
“كما تقولين، أنت الزعيمة”، أجاب بصوت متجهم.
——————–
استمتعوا~~~
————————–
المترجم : KYDN
“سمعت أنك تريدني، سايتر”، قال الساحر ببرودة وهو يقترب من مكتب هيراد.
“نعم، سيدتي”، أجاب بلاكنايل وهو يستدير ويخفض رأسه بخضوع.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
