نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

خاصة الجحيم والشياطين 6

أمل زائف

أمل زائف

باليوم التالي لاعتذار والدتي استيقظت وكانت والدتي قد اعدت الإفطار من أجلي وتناولناه معاً وهي مبتسمة وتثرثر بكلام سايرتها به ومع اقترب وقت الظهيرة بدأت تضمحل وبدأ الحزن يتشكل على وجهها.

الأمر لا يحتاج للتفكير فالجميع اعدائي ولا احد بصفي وأولهم أمي، جميع البشر بجهة وأنا وجسدي المتهالك بجهة أخرى ونسعى للحصول على يأسهم جميعا.

سقط الجحيم على قلب والدتي عندما طرق الباب وكان الزائر جحيم غير مرحب به، والدتي خائفة ومترددة ولكن لا تستطيع رفضه فشعرتُ برغبة وشعور مختلف وأمسكت بيدي فجأة تفتح لهذين الرجلين الضخمين الباب.

البشر عكس ذلك، كلما ازدادت قوتهم ووحشيتهم بحثو لانفسهم عن ستر يسترون به مكرهم وقوتهم، يستترون خلف رداء المنصب وخلف رداء جمال المنظر وحسن الوجه، إنهم هكذا، شياطين خلف أقنعة.

قال أحد الزائرين: “انظر ماذا لدينا هنا، لم نرك منذ وقت طويل يا ابن الحرام، أين كنت؟!”.

تلاشى كل النوم من عيني بلحظة فزعي ونهوضي وعندما ركزت النظر وجدت عيون مضيئة ظهرت من الظلام أفزعتني ولاشت النوم من جسدي.

كان هذا الرجل يدعى لوكا وهو رجل مستفز بكلامه وكل حركاته لذا تجنبت النظر بعينيه وبقيت انظر للرجل الآخر الذي سرعان ما شعر بالقرف مني وقال: “أنت ابن عاهرة فاشل اضعف من تحمل ضربة واحدة لذا ابتعد بسرعة”.

نظرت لي بتلك العيون المرهقة وأطالت النظر ثم سرعان ما امتلأت عينيها بالطاقة وتحولت لحاقدة غاضبة وبلحظة سحبت الزجاجة الكبيرة من يدي وضربتني بها بأقوى ما لديها.

ابتسمت له وقلت: “رينالدو، تسخر مني بسبب امتلاكي لصفة تميزك وأنت أكثر شخص مشتهر بها؟!”.

لن أعود للمنزل فأنا لا منزل لي، لن أعود للسرير فأنا لا نوم وراحة من أجلي وهذا ما علي ان أمليه على نفسي لتتقدم.

غضب رينالدو وأمسكني من رقبتي ورفعني فأمسكه لوكا ليهدئه قليلاً لكنني تابعت غير مبالي بما سيحدث: “ألستما فاشلان مثلي تماما عجزتما عن إيجاد عمل لائق وتكوين عائلة فأتيتم لهنا حاملين معك فشلكم فقط لتخففوا عن__”.

غادر الرجلان وبقيت والدتي تحتضنني وهي خائفة فما كان مني إلا أن ربت على رأسها.

تركه لوكا وهو ساخط علي ورماني رينالدو أرضاً فاسرعت والدتي إلي حيث كانت مختبئة وما كانت ستخرج لولا صوت ارتطامي القوي بالأرض.

نهضت بجسدي العلوي ورأيت الدماء تنزف من رأسي ورأيت أمي تقف أمامي غاضبة بشدة والنبيذ على الأرض يسيل كما بدأ الدم يسيل على وجهي.

لم تجرؤ أمي على معارضة الرجلين ونهرهم واكتفت بطلب مغادرتي وتركي للأمر لكنني تركتها وقلت: “هيا ارحلا”.

القمر مكتمل بهذه الليلة الموحشة وأنا لا زلت بالغابة، لن أعود للمنزل بتاتاً وسأنام هنا.

لم يفهم الرجلان الموقف وتعجبا فكررت طلبي لكن لوكا امسك يده اليمنى بيده اليسرى وطقطق أصابعه وهو متوجه لي وقال: “يبدو أنك بحاجة لتأديب من البداية حتى النهاية، هل غيابك طوال هذه الفترة جعلك تظن أنك اكثر بقليل من مجرد حشرة؟!”

أسير للمكان الوحيد الذي يمكنني السير إليه وأجد ذلك الزعيم الحقير قد غادر بالفعل ووجدت والدتي مستهلكة كالعادة، جسدها مستخدم وعقلها مفرغ، دائماً ما كان يتركها هكذا، إنها لا تحب ذلك وتكرهه لكنها لا تستطيع كره ذلك الرجل.

احتضنتني والدتي وغطت جسدي لكي لا يضربني لوكا الذي توقف أمامنا وقال: “ابتعدي عنه وإلا ضربت كليكما”.

لماذا لم تسألني عن حالي؟! لماذا لم تتحدث إلي؟! لماذا لم تسألني عن هذا الندب الجديد الذي حصلت عليه بفترة غيابي؟!

قلت: “أنت ابتعد وارحل، لا نريد مالك، هيا ارحل”.

شعرت أن كل الحياة ضدي حتى الحيوانات والطبيعة، شعرت أن كل شيء أحاط بي وطعنني بصدري.

أخرج رينالدو سيفه غاضباً ونظر بعيني فارتعدت والدتي خائفة لكن شعور بداخلي اعطاني القوة فكررت كلامي وقلت وانا انظر لكليهما: “ارحلا”.

كنت كالأحمق لا أزال متعلق بها وهي لا زالت كالوحش بحياتي، تستمر بخذلي وأنا الذي كدت اصدق كذبها ودموعها من أجلي.

تراجع رينالدو وبسق أرضاً وقال: “ستأتي هذه العاهرة متوسلة لي عندما تموتون جوعا”.

طوال حياتي لم أذي أحد فلماذا أنا بهذا الشكل المقرف والاشخاص السيئون يبدون بأجمل مظهر؟!

غادر الرجلان وبقيت والدتي تحتضنني وهي خائفة فما كان مني إلا أن ربت على رأسها.

خرجت من الماء وارتديت ملابسي ونظرت لنفسي مرة أخيرة، أريد النهوض والبحث عن ذات أقوى من ذاتي فاتصنع قوتها واتطبع بطبعها.

ذهبت للغابة بعد أن هدأتها، وحملت معي فأس تقطيع الحطب التي كانت لدينا.

لم تجرؤ أمي على معارضة الرجلين ونهرهم واكتفت بطلب مغادرتي وتركي للأمر لكنني تركتها وقلت: “هيا ارحلا”.

بذلت كل جهدي ونجحت بتنفيذ خطة اصطياد الأرنب التي تعلمتها بالنظر وعدت وبيدي أرنب جيد سيكفينا لعشاء اليوم وطعام الغد بأكمله.

نظرت لي بتلك العيون المرهقة وأطالت النظر ثم سرعان ما امتلأت عينيها بالطاقة وتحولت لحاقدة غاضبة وبلحظة سحبت الزجاجة الكبيرة من يدي وضربتني بها بأقوى ما لديها.

حثثت والدتي لطرد زائر الليلة لكنها بقيت تتجاهل كلامي وقالت انها لا تريد الأكل وسرعان ما اخرجت زجاجة المشروب وبدأت تعد المنزل لاستقبال ذلك الحقير الذي تحلم بأنه عشيقها وهو ليس إلا حثاله يستغلها ولا ينظر لها إلا على أنها امرأة لأغراض ليلية لا أكثر ولا أقل.

اتجهت للبحيرة القريبة من القرية واغتسلت هناك وشعرت بقلبي ككتلة معدنية ثقيلة للغاية، كتلة أتعبت صدري وجسدي وجعلتني أثق مرة أخرى بالبشر فما كان منهم إلا أن يمنحوني الخذلان.

قالت لي بعد أن نصحتها بطرده: “يكفي يا بني، هيا أخرج، هذه امور لن تفهمها أبداً بهذا السن، فقط نحن الكبار من يفهمها”.

صعدت لأعلى التلة على أمل رؤيتها وبالفعل وجدتها تجلس هناك كالعادة، فتاة أصغر مني بسنتين من القرية تدعى سايا وهي فتاة ضخمة جميلة تجلس على هذه التلة المعزولة والمطلة على القرية.

خرجتُ غاضباً وبقيت انتظر قدوم عشيق أمي وبالفعل أتى بجسده الضخم المقزز وبشعره البني المجدل وببشرته البيضاء المحمرة وكأنه مثل أعلى لكل رجل بهذه القرية، إنه يمثل قمة هرم رجال الفايكنج بشكله وقوته ومكانته فهو زعيم هذه القرية اللعينة، زعيم قرية الفايكنج أتى لمنزلنا كما جرت العادة.

مخذول وحيد مقيد محطم معذب مشوه مغتصب وملعون، أنا كل شيء بائس بهذه الحياة.

نظرت له باشمئزاز فبادلني النظرة للحظة وتابع طريقه للمنزل وكأنه لم يراني.

الأمر لا يحتاج للتفكير فالجميع اعدائي ولا احد بصفي وأولهم أمي، جميع البشر بجهة وأنا وجسدي المتهالك بجهة أخرى ونسعى للحصول على يأسهم جميعا.

لست أكثر من حشرة لا تضر ولا تنفع، غيابي لم يشكل إلا أمر واحد بذهن الجميع وهو غياب عيب من عيوب القرية وجالب لسوء الحظ لقريتهم.

نحن لا نتكلم ولا نتواصل، نحن نكتفي بالجلوس والتأمل كما كنا نفعل بالعادة، لم اكن أفهمها جيداً، كانت تشبه الجميع ولكنني أشعر انها تعيش بعالم مختلف عن عالمهم.

صعدت لأعلى التلة على أمل رؤيتها وبالفعل وجدتها تجلس هناك كالعادة، فتاة أصغر مني بسنتين من القرية تدعى سايا وهي فتاة ضخمة جميلة تجلس على هذه التلة المعزولة والمطلة على القرية.

كانت ثملة ومتعبة فطلبت مني الابتعاد فابتعدت فحملتْ زجاجة المشروب لمتابعة الشرب وتحطيم نفسها أكثر وأكثر فحاولتُ منعها وأخذتُ الزجاجة من يدها وقلت: “أن بقيتي هكذا لن يتحسن الوضع أبدا”.

لا أعلم لما قطعت كل هذه المسافة لأصل لهذا المكان، شعرت أن رغبتي بالعودة فاقت رغبتي بالمتابعة فما كان مني إلا أن اقف حائراً حتى شعرت سايا بوجودي فنظرت للخلف وابتسمت لي كما جرت العادة فأُجبرتُ على متابعة الطريق والجلوس بجوارها والنظر للقرية اللعينة كما كنا نفعل عادة.

ماذا أفعل؟! لمن التجئ؟! هذا قاسي بعض الشيء، أنه قاسي لدرجة لا تطاق، أنا أتحطم، أنا اتهوى، اريد أحد، أريد مكان، أريد شيء، فقط شيء واحد.

نحن لا نتكلم ولا نتواصل، نحن نكتفي بالجلوس والتأمل كما كنا نفعل بالعادة، لم اكن أفهمها جيداً، كانت تشبه الجميع ولكنني أشعر انها تعيش بعالم مختلف عن عالمهم.

أسير للمكان الوحيد الذي يمكنني السير إليه وأجد ذلك الزعيم الحقير قد غادر بالفعل ووجدت والدتي مستهلكة كالعادة، جسدها مستخدم وعقلها مفرغ، دائماً ما كان يتركها هكذا، إنها لا تحب ذلك وتكرهه لكنها لا تستطيع كره ذلك الرجل.

كان صمت سايا مؤلم للغاية، صمتها قطّع جسدي بسكونه وآلم عقلي بطوله فاضطربت ونهضت مغادراً لكنها قالت: “سأنتظرك غداً أيضا”.

قال أحد الزائرين: “انظر ماذا لدينا هنا، لم نرك منذ وقت طويل يا ابن الحرام، أين كنت؟!”.

لا اعلم ولا أفهم، أنا فقط متعب من التفكير، لماذا لم تسألني عن المكان الذي كنت مختفي فيه طوال هذا الوقت؟!

لا يمكنني تسليم نفسي للنوم لكن أين اذهب؟!

لماذا لم تسألني عن حالي؟! لماذا لم تتحدث إلي؟! لماذا لم تسألني عن هذا الندب الجديد الذي حصلت عليه بفترة غيابي؟!

كم أنا مقرف شنيع ومنفر!! هذا لا يطاق، حتى نفسي جعلوني ارغب بالهرب منها.

نزلت من أعلى التلة حزين وغاضب لكن سرعان ما جعلني قلبي اتأنى قليلاً، لقد ذكرني بأن سايا لا تتحدث لأحد بالقرية سوى والديها وهذا هو طبعها فهي قليلة الكلام ولكن ماذا في ذلك؟!

قال أحد الزائرين: “انظر ماذا لدينا هنا، لم نرك منذ وقت طويل يا ابن الحرام، أين كنت؟!”.

أنا المخطئ من البداية لرفع آمالي وانتظار ولو القليل من الإهتمام منها أو من أي أحد.

نظرت لي بتلك العيون المرهقة وأطالت النظر ثم سرعان ما امتلأت عينيها بالطاقة وتحولت لحاقدة غاضبة وبلحظة سحبت الزجاجة الكبيرة من يدي وضربتني بها بأقوى ما لديها.

هذه ليلة أخرى مخيبة للأمال لكنني أنا من جعلها كذلك، حاولت الدفاع عن عاهرة حقيرة واتجهت لمن خذلني وتركني عندما كنت بأمس حاجته لا مرة بل عديد المرات.

تلاشى كل النوم من عيني بلحظة فزعي ونهوضي وعندما ركزت النظر وجدت عيون مضيئة ظهرت من الظلام أفزعتني ولاشت النوم من جسدي.

ماذا أفعل؟! لمن التجئ؟! هذا قاسي بعض الشيء، أنه قاسي لدرجة لا تطاق، أنا أتحطم، أنا اتهوى، اريد أحد، أريد مكان، أريد شيء، فقط شيء واحد.

نحن لا نتكلم ولا نتواصل، نحن نكتفي بالجلوس والتأمل كما كنا نفعل بالعادة، لم اكن أفهمها جيداً، كانت تشبه الجميع ولكنني أشعر انها تعيش بعالم مختلف عن عالمهم.

مخذول وحيد مقيد محطم معذب مشوه مغتصب وملعون، أنا كل شيء بائس بهذه الحياة.

أخرج رينالدو سيفه غاضباً ونظر بعيني فارتعدت والدتي خائفة لكن شعور بداخلي اعطاني القوة فكررت كلامي وقلت وانا انظر لكليهما: “ارحلا”.

أسير للمكان الوحيد الذي يمكنني السير إليه وأجد ذلك الزعيم الحقير قد غادر بالفعل ووجدت والدتي مستهلكة كالعادة، جسدها مستخدم وعقلها مفرغ، دائماً ما كان يتركها هكذا، إنها لا تحب ذلك وتكرهه لكنها لا تستطيع كره ذلك الرجل.

البشر عكس ذلك، كلما ازدادت قوتهم ووحشيتهم بحثو لانفسهم عن ستر يسترون به مكرهم وقوتهم، يستترون خلف رداء المنصب وخلف رداء جمال المنظر وحسن الوجه، إنهم هكذا، شياطين خلف أقنعة.

تشرب النبيذ وحالها يرثى له، إنها خاسرة فوضوية مستخدمة محرجة وكاره.

لماذا لم تسألني عن حالي؟! لماذا لم تتحدث إلي؟! لماذا لم تسألني عن هذا الندب الجديد الذي حصلت عليه بفترة غيابي؟!

اتجهت لها واحتضنت رأسها ومسحت خدي بخدها.

خرجتُ غاضباً وبقيت انتظر قدوم عشيق أمي وبالفعل أتى بجسده الضخم المقزز وبشعره البني المجدل وببشرته البيضاء المحمرة وكأنه مثل أعلى لكل رجل بهذه القرية، إنه يمثل قمة هرم رجال الفايكنج بشكله وقوته ومكانته فهو زعيم هذه القرية اللعينة، زعيم قرية الفايكنج أتى لمنزلنا كما جرت العادة.

كانت ثملة ومتعبة فطلبت مني الابتعاد فابتعدت فحملتْ زجاجة المشروب لمتابعة الشرب وتحطيم نفسها أكثر وأكثر فحاولتُ منعها وأخذتُ الزجاجة من يدها وقلت: “أن بقيتي هكذا لن يتحسن الوضع أبدا”.

كنت كالأحمق لا أزال متعلق بها وهي لا زالت كالوحش بحياتي، تستمر بخذلي وأنا الذي كدت اصدق كذبها ودموعها من أجلي.

نظرت لي بتلك العيون المرهقة وأطالت النظر ثم سرعان ما امتلأت عينيها بالطاقة وتحولت لحاقدة غاضبة وبلحظة سحبت الزجاجة الكبيرة من يدي وضربتني بها بأقوى ما لديها.

صرخت بتلك الليلة المظلمة ولم يكن هناك أي جواب، اقتربت الوحوش أكثر وأكثر لكنها فجأة أرتعبت وكأن شيء ما ظهر من خلفي وجعلها تهرب جميعها ولا تنظر للخلف.

فكرت بي كوني سبب حالها وأخرجت الكثير من الغضب الذي اجتمع بداخلها وضربتني تلك الضربة، سقطت أرضاً وبدأ العالم كله يدور وبدأ بصري يتلاشى تدريجياً لكن غضب عارم اجتاح جسدي من الداخل وسيطر علي وأعاد لي وعي.

فكرت بي كوني سبب حالها وأخرجت الكثير من الغضب الذي اجتمع بداخلها وضربتني تلك الضربة، سقطت أرضاً وبدأ العالم كله يدور وبدأ بصري يتلاشى تدريجياً لكن غضب عارم اجتاح جسدي من الداخل وسيطر علي وأعاد لي وعي.

نهضت بجسدي العلوي ورأيت الدماء تنزف من رأسي ورأيت أمي تقف أمامي غاضبة بشدة والنبيذ على الأرض يسيل كما بدأ الدم يسيل على وجهي.

البشر عكس ذلك، كلما ازدادت قوتهم ووحشيتهم بحثو لانفسهم عن ستر يسترون به مكرهم وقوتهم، يستترون خلف رداء المنصب وخلف رداء جمال المنظر وحسن الوجه، إنهم هكذا، شياطين خلف أقنعة.

بالكاد استطيع الرؤية وشتى المشاعر تتضارب بعقلي وكره جم بدأ يجتاح قلبي ومنبعه هو ذلك الغضب الذي اجتاحني.

لماذا لم تسألني عن حالي؟! لماذا لم تتحدث إلي؟! لماذا لم تسألني عن هذا الندب الجديد الذي حصلت عليه بفترة غيابي؟!

كنت كالأحمق لا أزال متعلق بها وهي لا زالت كالوحش بحياتي، تستمر بخذلي وأنا الذي كدت اصدق كذبها ودموعها من أجلي.

باليوم التالي لاعتذار والدتي استيقظت وكانت والدتي قد اعدت الإفطار من أجلي وتناولناه معاً وهي مبتسمة وتثرثر بكلام سايرتها به ومع اقترب وقت الظهيرة بدأت تضمحل وبدأ الحزن يتشكل على وجهها.

أدركت ما فعلته فجلست وأحتضنتني معتذرة لكن بلا فائدة، إنها كاذبة وإعتذاراتها هذه كاذبة لكنها ليست مذنبة، إن الذنب ذنبي لأني أصدقها بكل مرة.

البشر عكس ذلك، كلما ازدادت قوتهم ووحشيتهم بحثو لانفسهم عن ستر يسترون به مكرهم وقوتهم، يستترون خلف رداء المنصب وخلف رداء جمال المنظر وحسن الوجه، إنهم هكذا، شياطين خلف أقنعة.

أفلتُ نفسي من يدها وهربت من المنزل وركضت للغابة.

مسحت الدم عن وجهي ونظرت ليدي، هناك الكثير من الدماء، هذه الدماء كفيلة بقتلي، أمي كانت تريد قتلي، كانت غاضبة ولا يوجد أصدق من الغضب، الغضب يخرج دفائن حقد القلب، سواء كانت تلك الدفائن من شخص نحبه أو يحبنا فذلك لا ينفي حقيقة أن هذه الدفائن صادقة وتمثل نظرة الشخص المقابل لنا.

كنت أكذب على نفسي وكنت أعللها بأمل زائف، كنت أتطلع لضوء بنهاية النفق ما كنت ببالغه بتاتاً، لن أعيش حياة جيدة مع والدتي ووالدتي لن تكون جيدة معي بتاتاً، لن تكون سوى شخص سيء آخر حالها كحال قاطني هذه القرية اللعينة جميعهم.

أقتربت هذه الوحوش مني تدريجياً وغريزة الأفتراس هي كل ما تظهره لكياني الضعيف.

تابعت التوغل بالغابة وتوقفت عند اكبر شجرة صادفتها وجلست متكئاً عليها.

ابتسمت له وقلت: “رينالدو، تسخر مني بسبب امتلاكي لصفة تميزك وأنت أكثر شخص مشتهر بها؟!”.

مسحت الدم عن وجهي ونظرت ليدي، هناك الكثير من الدماء، هذه الدماء كفيلة بقتلي، أمي كانت تريد قتلي، كانت غاضبة ولا يوجد أصدق من الغضب، الغضب يخرج دفائن حقد القلب، سواء كانت تلك الدفائن من شخص نحبه أو يحبنا فذلك لا ينفي حقيقة أن هذه الدفائن صادقة وتمثل نظرة الشخص المقابل لنا.

لست أكثر من حشرة لا تضر ولا تنفع، غيابي لم يشكل إلا أمر واحد بذهن الجميع وهو غياب عيب من عيوب القرية وجالب لسوء الحظ لقريتهم.

الأمر لا يحتاج للتفكير فالجميع اعدائي ولا احد بصفي وأولهم أمي، جميع البشر بجهة وأنا وجسدي المتهالك بجهة أخرى ونسعى للحصول على يأسهم جميعا.

تراجع رينالدو وبسق أرضاً وقال: “ستأتي هذه العاهرة متوسلة لي عندما تموتون جوعا”.

لن أعود للمنزل فأنا لا منزل لي، لن أعود للسرير فأنا لا نوم وراحة من أجلي وهذا ما علي ان أمليه على نفسي لتتقدم.

ابتسمت له وقلت: “رينالدو، تسخر مني بسبب امتلاكي لصفة تميزك وأنت أكثر شخص مشتهر بها؟!”.

القمر مكتمل بهذه الليلة الموحشة وأنا لا زلت بالغابة، لن أعود للمنزل بتاتاً وسأنام هنا.

كان هذا الرجل يدعى لوكا وهو رجل مستفز بكلامه وكل حركاته لذا تجنبت النظر بعينيه وبقيت انظر للرجل الآخر الذي سرعان ما شعر بالقرف مني وقال: “أنت ابن عاهرة فاشل اضعف من تحمل ضربة واحدة لذا ابتعد بسرعة”.

كادت عيني تغفو وإذا بوهج لامع يكرر نفسه، ما هذا؟!

غادر الرجلان وبقيت والدتي تحتضنني وهي خائفة فما كان مني إلا أن ربت على رأسها.

تلاشى كل النوم من عيني بلحظة فزعي ونهوضي وعندما ركزت النظر وجدت عيون مضيئة ظهرت من الظلام أفزعتني ولاشت النوم من جسدي.

صرخت بتلك الليلة المظلمة ولم يكن هناك أي جواب، اقتربت الوحوش أكثر وأكثر لكنها فجأة أرتعبت وكأن شيء ما ظهر من خلفي وجعلها تهرب جميعها ولا تنظر للخلف.

لا أعلم بالضبط ما هي هذه الوحوش التي تتضاعف وتظهر من العدم أمامي، أنا لم أرى شبيه لها من قبل، إنها وحوش تشبه الكلاب لكنها اكثر رعبا بألف مرة.

تلاشى كل النوم من عيني بلحظة فزعي ونهوضي وعندما ركزت النظر وجدت عيون مضيئة ظهرت من الظلام أفزعتني ولاشت النوم من جسدي.

لديها ظهر مرتفع ولونها بني ولديها شعر كشعر الحصان بالأعلى وفكها أسود اللون ومرعب للغاية.

كم أنا مقرف شنيع ومنفر!! هذا لا يطاق، حتى نفسي جعلوني ارغب بالهرب منها.

أقتربت هذه الوحوش مني تدريجياً وغريزة الأفتراس هي كل ما تظهره لكياني الضعيف.

أدركت ما فعلته فجلست وأحتضنتني معتذرة لكن بلا فائدة، إنها كاذبة وإعتذاراتها هذه كاذبة لكنها ليست مذنبة، إن الذنب ذنبي لأني أصدقها بكل مرة.

لكن لا، أنا لا أريد الموت بهذه الطريقة، أنا لا أريد أن أؤكل، لا هذا امر لا أستطيع تحمله، لا لا لا.

الأمر لا يحتاج للتفكير فالجميع اعدائي ولا احد بصفي وأولهم أمي، جميع البشر بجهة وأنا وجسدي المتهالك بجهة أخرى ونسعى للحصول على يأسهم جميعا.

تتقدم عدة وحوش أضخم مني حج وأشد رعب وقوة وتحاصرني من جميع الاتجاهات وأنا اصرخ، ليساعدني أحد أرجوكم، اي أحد، “ماما، ماماااااااااااااااا”.

خرجتُ غاضباً وبقيت انتظر قدوم عشيق أمي وبالفعل أتى بجسده الضخم المقزز وبشعره البني المجدل وببشرته البيضاء المحمرة وكأنه مثل أعلى لكل رجل بهذه القرية، إنه يمثل قمة هرم رجال الفايكنج بشكله وقوته ومكانته فهو زعيم هذه القرية اللعينة، زعيم قرية الفايكنج أتى لمنزلنا كما جرت العادة.

صرخت بتلك الليلة المظلمة ولم يكن هناك أي جواب، اقتربت الوحوش أكثر وأكثر لكنها فجأة أرتعبت وكأن شيء ما ظهر من خلفي وجعلها تهرب جميعها ولا تنظر للخلف.

نظرت للخلف وانا خائف من ظهور شيء أشد رعب مما رأيت ولكن لم أرى أي شيء فهدأ قلبي.

نظرت للخلف وانا خائف من ظهور شيء أشد رعب مما رأيت ولكن لم أرى أي شيء فهدأ قلبي.

أستيقظت على ضوء الشمس وأستطعت النهوض أخيراً بعد تلقي بعض الطاقة من ذلك الجحيم.

بالكاد استطعت تنظيم أنفاسي وشعرت أنني نجوت لكن قدماي لا تتحرك، لقد خارت قواي والدم غطى نصف وجهي بالفعل.

لن أعود للمنزل فأنا لا منزل لي، لن أعود للسرير فأنا لا نوم وراحة من أجلي وهذا ما علي ان أمليه على نفسي لتتقدم.

لا يمكنني تسليم نفسي للنوم لكن أين اذهب؟!

احتضنتني والدتي وغطت جسدي لكي لا يضربني لوكا الذي توقف أمامنا وقال: “ابتعدي عنه وإلا ضربت كليكما”.

لا يمكنني السماح لأحد برؤيتي هكذا ولا استطيع تحريك جسدي، بالكاد فقط أصابعي تتحرك ووعي يتلاشى تدريجياً لكني لا استطيع النوم هكذا بالعراء، أنا خائف لكن لا مهرب لي من النوم.

لا يمكنني تسليم نفسي للنوم لكن أين اذهب؟!

أستيقظت على ضوء الشمس وأستطعت النهوض أخيراً بعد تلقي بعض الطاقة من ذلك الجحيم.

هكذا سأكون أنا، شيطان يستتر خلف رداء الضعف والبؤس، لا يرحم عندما يكون الأقوى ويضع لنفسه قناع لا يمثله ويخفي وجهه الحقيقي.

اتجهت للبحيرة القريبة من القرية واغتسلت هناك وشعرت بقلبي ككتلة معدنية ثقيلة للغاية، كتلة أتعبت صدري وجسدي وجعلتني أثق مرة أخرى بالبشر فما كان منهم إلا أن يمنحوني الخذلان.

لا أعلم بالضبط ما هي هذه الوحوش التي تتضاعف وتظهر من العدم أمامي، أنا لم أرى شبيه لها من قبل، إنها وحوش تشبه الكلاب لكنها اكثر رعبا بألف مرة.

شعرت أن كل الحياة ضدي حتى الحيوانات والطبيعة، شعرت أن كل شيء أحاط بي وطعنني بصدري.

بذلت كل جهدي ونجحت بتنفيذ خطة اصطياد الأرنب التي تعلمتها بالنظر وعدت وبيدي أرنب جيد سيكفينا لعشاء اليوم وطعام الغد بأكمله.

نظرت عارياً للماء ورأيت انعكاس جسدي على المياه الراكدة.

أفلتُ نفسي من يدها وهربت من المنزل وركضت للغابة.

كان شكلي مقرفاً سيئاً لا يُنظر إليه حتى، تساءلت، لماذا أنا بهذا القرف؟!

كادت عيني تغفو وإذا بوهج لامع يكرر نفسه، ما هذا؟!

طوال حياتي لم أذي أحد فلماذا أنا بهذا الشكل المقرف والاشخاص السيئون يبدون بأجمل مظهر؟!

لم تجرؤ أمي على معارضة الرجلين ونهرهم واكتفت بطلب مغادرتي وتركي للأمر لكنني تركتها وقلت: “هيا ارحلا”.

ألهذا السبب لم تتكلم معي سايا البارحة؟! أنها لا تتكلم مع احد بالعادة لكنها كانت تتكلم معي من وقت لآخر بالماضي، البارحة بالذات لم تتكلم معي وكيف تتكلم معي وأنا بهذا الشكل المقرف؟!

خرجت من الماء وارتديت ملابسي ونظرت لنفسي مرة أخيرة، أريد النهوض والبحث عن ذات أقوى من ذاتي فاتصنع قوتها واتطبع بطبعها.

كم أنا مقرف شنيع ومنفر!! هذا لا يطاق، حتى نفسي جعلوني ارغب بالهرب منها.

خرجت من الماء وارتديت ملابسي ونظرت لنفسي مرة أخيرة، أريد النهوض والبحث عن ذات أقوى من ذاتي فاتصنع قوتها واتطبع بطبعها.

لا يمكنني السماح لأحد برؤيتي هكذا ولا استطيع تحريك جسدي، بالكاد فقط أصابعي تتحرك ووعي يتلاشى تدريجياً لكني لا استطيع النوم هكذا بالعراء، أنا خائف لكن لا مهرب لي من النوم.

أريد أن أكون برعب تلك الوحوش، أريد أن أهاب بمجرد النظر لعيني لكن لا، ذلك لا ينفع، البشر وحوش مختلفة، كلما زادت بشاعة الحيوان كلما زادت هيبته وكلما أخاف خصمه.

طوال حياتي لم أذي أحد فلماذا أنا بهذا الشكل المقرف والاشخاص السيئون يبدون بأجمل مظهر؟!

البشر عكس ذلك، كلما ازدادت قوتهم ووحشيتهم بحثو لانفسهم عن ستر يسترون به مكرهم وقوتهم، يستترون خلف رداء المنصب وخلف رداء جمال المنظر وحسن الوجه، إنهم هكذا، شياطين خلف أقنعة.

كادت عيني تغفو وإذا بوهج لامع يكرر نفسه، ما هذا؟!

هكذا سأكون أنا، شيطان يستتر خلف رداء الضعف والبؤس، لا يرحم عندما يكون الأقوى ويضع لنفسه قناع لا يمثله ويخفي وجهه الحقيقي.

لا يمكنني السماح لأحد برؤيتي هكذا ولا استطيع تحريك جسدي، بالكاد فقط أصابعي تتحرك ووعي يتلاشى تدريجياً لكني لا استطيع النوم هكذا بالعراء، أنا خائف لكن لا مهرب لي من النوم.

لن أرحم أحد، كما اصطدت البارحة أرنب ولم أحزن وأشعر بأي شيء لقتله سأصطاد البشر، سأعاملهم بالمثل، القوي يأكل الضعيف.

صعدت لأعلى التلة على أمل رؤيتها وبالفعل وجدتها تجلس هناك كالعادة، فتاة أصغر مني بسنتين من القرية تدعى سايا وهي فتاة ضخمة جميلة تجلس على هذه التلة المعزولة والمطلة على القرية.

فقط أنا اقوى من ذلك الأرنب وتلك الوحوش اقوى مني، هكذا هو الأمر، هكذا سيسير الأمر، سأكون أقوى وأقتلهم وإن فشلت سأكون ضعيف أستحق الموت.

لن أعود للمنزل فأنا لا منزل لي، لن أعود للسرير فأنا لا نوم وراحة من أجلي وهذا ما علي ان أمليه على نفسي لتتقدم.

على الجميع أن يعلم أن هذه هي الحقيقة وعليه إدراكها جيداً، القوي يأكل الضعيف، على الضعيف تناسى البكاء وعليه السعي ليصبح أقوى كإحدى تلك الوحوش.

كم أنا مقرف شنيع ومنفر!! هذا لا يطاق، حتى نفسي جعلوني ارغب بالهرب منها.

من هذه اللحظة أنا شخص مختلف، سأدمرهم جميعاً، سأنتقم وسأجعل عيونهم لا تتذوق طعم للراحة، سأجعل ليلهم قلق وسأجعل نهارهم جحيم ومشقة وسأجعل هذا مسعاي وهدفي.

كان صمت سايا مؤلم للغاية، صمتها قطّع جسدي بسكونه وآلم عقلي بطوله فاضطربت ونهضت مغادراً لكنها قالت: “سأنتظرك غداً أيضا”.

 

تركه لوكا وهو ساخط علي ورماني رينالدو أرضاً فاسرعت والدتي إلي حيث كانت مختبئة وما كانت ستخرج لولا صوت ارتطامي القوي بالأرض.

احتضنتني والدتي وغطت جسدي لكي لا يضربني لوكا الذي توقف أمامنا وقال: “ابتعدي عنه وإلا ضربت كليكما”.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط