ينبوع النور (5)
الفصل 193: ينبوع النور (5)
“نذل، هل لديك أي ضمير؟ من ينادي من بالشيطان؟” بصق يوجين وهو يرفع السيف المقدس لأعلى. ثُبتت عيناه على ينبوع النور. لم يعرف يوجين يقينًا هل يعرف سيرجيو عن حقيقة النافورة، ولكن حتى المراسم نفسها غير طبيعية للغاية.
نظرت كريستينا إلى الأمام مباشرة، تكافح لالتقاط أنفاسها. رأت يوجين يحمل السيف المقدس. عيناه اللامباليتان تنظر إليها مباشرة، وشعرت كما لو أن قلبها قد صدم عندما قابلت نظرته. أغلقت كريستينا عينيها بإحكام، وتأرجحت للخلف.
نظرت كريستينا إلى الأمام مباشرة، تكافح لالتقاط أنفاسها. رأت يوجين يحمل السيف المقدس. عيناه اللامباليتان تنظر إليها مباشرة، وشعرت كما لو أن قلبها قد صدم عندما قابلت نظرته. أغلقت كريستينا عينيها بإحكام، وتأرجحت للخلف.
لم يستطع يوجين إلا أن يتساءل في أي عمر بدأت كريستينا في التعرض لهذه الطقوس القاسية. متى اعتادت على هذه الطقوس بما يكفي للتوقف عن البكاء؟
لم يستطِع إلا التفكير في تلكة الفتاة الباكية وهي تنزف.
“هل أنتِ قلقة بشأن المستقبل؟” سأل يوجين، ثم رفع سيفه نحو سيرجيو. “هذا قلق عديم الفائدة. لو أردتِ، سأقتل هذا الوغد لك.”
لقد وضع سيرجيو شفرة على فتاة عمرها أكثر من عشر سنوات بقليل. لقد غرس فيها ببطء شخصية القديسة، كما لو كان يقضي على أي مظهر من مظاهر شخصيتها الفعلية. قبل دقيقة واحدة، أمر هذا الرجل مرؤوسه المخلص، أتاراكس، بتفجير نفسه كقنبلة من القوة الإلهية.
من المستحيل التواصل مع الملائكة. هم ينزلون فقط بدعوة من المؤمن، ويقومون بمعجزات بالإيمان الذي قدمه المؤمن. قبل ثلاثمائة عام، قامت انيسيه بمآثر مماثلة للاستيلاء على ساحة المعركة وخلق المعجزات عند الضرورة.
ترددت أصداء من مصدر النور، كما لو أن الأصوات السماوية تصدح كَـالترانيم.
لم يعُد سيرجيو يرد على اتهامات يوجين. تماما مثل الشهداء من قبله، لقد عَيَّنَ يوجين أيضًا على أنه الشيطان. بعد كل شيء، ما هي الكلمة الأخرى المناسبة لوصف الوجود أمامه؟
لم يعد من الممكن السماح لهذا الشيطان بإنتهاك السيف المقدس. السيف المقدس يجب استرداده في أسرع وقت ممكن، حتى لو عنى قتل يوجين. لو أمكن إخضاعه ومنعه من الهياج أكثر من ذلك، ربما سيكون بإمكان سيرجيو بطريقة ما إحضاره إلى النور، لكن….بكل صدق، سيرجيو ليس واثقًا من التغلب على الشيطان أمامه.
“هل أنتِ قلقة بشأن المستقبل؟” سأل يوجين، ثم رفع سيفه نحو سيرجيو. “هذا قلق عديم الفائدة. لو أردتِ، سأقتل هذا الوغد لك.”
لذلك يجب عليه أن يقتله.
لماذا لا يمكن أن تعبر عن آلامها ويأسها إلى الإله الرحيم؟
بووم!
يوجين لم ينظر إلى الوراء.
ظهر صليب من الضوء من خلف سيرجيو، وضع قبضتيه أمام صدره وهو يقف أمام الهالة الرائعة. إنه موقف الملاكمة المعروف. ومع ذلك، من الواضح للوهلة الأولى أنه ليس مقاتلًا عاديًا. على وجه الخصوص، الهالة وراء سيرجيو أكثر إشراقا وأكثر كثافة، حتى بالمقارنة مع سيف العقاب الذي استدعاه البالادين والمحققون.
رأت كريستينا ثلاثة ملائكة بأجنحة ممتدة وظهر سيرجيو. والدها بالتبني، الذي حافظت على مسافة محترمة منه، ينزف. لم تستطع رؤية الاثنين اللذين كانا يساعدان في الحفل، أتاراكس وجيوفاني، والمعبد في حالة رهيبة. لا….لم يعُد يمكن حتى أن يطلق عليه معبد بعد الآن، بل خراب.
ركز يوجين على ندبات الكاردينال. حتى في حياته الماضية، انيسيه فقط هي التي إستطاعت إستحضار الكثير من القوة الإلهية. على الرغم من أن قوة سيرجيو الإلهية لا تضاهي قوة انيسيه، إلا أن يوجين شعر بالتأكيد أن سيرجيو على مستوى مختلف تماما عن الكهنة الآخرين.
“…..”
“ماذا يحدث…..؟”قالت كريستينا بتلعثم. الأمر كما لو أنه قد تم تخديرها، ولسانها لم يتناغم تمامًا مع دماغها. لم تستطع فهم ما يحدث أمام عينيها.
فعَّل يوجين صيغة حلقة اللهب استجابة للهالة. دارت جواهره بشكل أسرع، مما ضَخَمَ الطاقة السحرية.
لم ترغب بالشك في وجود الإله. قَلِقَتْ من أنها لن تعود قادرة على الصمود إذا بدأت في الشك. لم تملك خيارًا سوى أن تعتقد أنه إختبار….أن الإله لم يظهر لها أي رعاية لتهدئتها لأنها هي القديسة. على الأقل، هذه هي الطريقة الوحيدة التي أمكنها بها أن تقنع نفسها.
فووش!
أعلى مستوى من السحر المقدس الآن يبارك ويحمي سيرجيو. إنها نعمة معركة، وتسارع سيرجيو بوتيرة لا تقارن بالسابق.
ارتفعت النيران بكثافة أكبر من ذي قبل. تطبيق السيف الفارغ على درع الهالة هو أمر مرهق. بغض النظر عن مدى كفاءة يوجين في التلاعب بالطاقة السحرية، فإن أفضل ما يمكنه فعله هو التحكم بشكل متقن وتطبيق طبقات متعددة من الطاقة السحرية فقط على سيفه.
“….حتى لو لم أكُن القديسة….هل ما زلت سَـتنقذني؟”
ظلت كريستينا ترتجف مع المعبد، الذي دمرته المعركة الشرسة. لديها تعابير حالمة، كما لو إنها نصف مستيقظة فقط، وعيناها قاتمتان.
لذلك، قسم يوجين ألسنة اللهب إلى قسمين: لهب أبيض-أزرق تضخمه صيغة حلقة اللهب، ولهب أزرق غامق تلتهمه البقع السوداء المتكونة من وميض مكثف ومتداخل مع الأولى.
حفر السيف المقدس في لحم سيرجيو بسرعة خلَّفت صورًا لاحقة.
رفع سيرجيو ذراعيه حيث أُغلقت جروحه مرة أخرى. أطلق صليب الضوء في السماء وأضاء السماء المظلمة مثل شمس الصباح.
لا يزال الحد الأقصى للإنتاج الذي يمكن أن يحققه باستخدام صيغة حلقة اللهب باهتا مقارنة بقوته القصوى منذ ثلاثمائة عام. ومع ذلك، بمجرد أن يُكَثِف ويجمع طبقتين من السيف الفارغ لتشكيل بقع سوداء، تصير قوة سيفه مماثلة للقوة التي امتلكها في حياته السابقة.
كما صار هجماته أثقل وفقا لذلك. على الرغم من أن يوجين رفع نصله في الوقت المناسب، إلا أنه لم يعُد قادرا على دفع سيرجيو للخلف. بدلا من ذلك، يوجين هو الذي أُجبِرَ على التراجع حيث تم دفع سيفه جانبا. ومع ذلك، فقد سمح للتدفق بالسيطرة بدلًا من المقاومة، ثم لف وركيه، وفي حركة سلسة واحدة، جعل السيف يضرب خصمه.
من الواضح أنه سيكون من المستحيل حتى أن تحتوي الشفرات الشهيرة عالية الجودة على مثل هذه الطاقة السحرية الكثيفة والعنيفة، لكن السيف المقدس ليس سيفا عاديا. السيف المقدس هو مجرد زخرفة عديمة الفائدة وزائدة عن الحاجة، لكن الجزء الجيد في ذلك هو أن طاقة يوجين السحرية لن تكسر النصل أبدا.
وهكذا، رفع يوجين سيفه مع التركيز على بقع سوداء تنتشر على طول النصل. طبقات مزدوجة….هل ذلك كافٍ؟
‘دعونا نختبر ذلك.’
كرهت كريستينا مجرد التفكير في العودة إلى الدير. بالنسبة لها، من نعمة الإله أن يأخذها الكاردينال روجرس. إنها نعمة الإله عليها أنها تشبه وجه انيسيه المؤمنة وأن ينيرها النور لتصبح القديسة الوحيدة في العصر.
انحنى يوجين إلى الأمام تماما كما لَكَمَ سيرجيو. اختفت المسافة بين الاثنين على الفور، واصطدم المقاتلان كما لو أنهما نُقِلا إلى مكان وزمان مختلفين. ولا حتى الصوت يمكنه مواكبة التسارع المرعب.
تم سحق قبضة سيرجيو، التي كانت ملفوفة بقطعة قماش حمراء، على الفور. أحرقت النيران المكتظة بكثافة حتى دماء العدو. من الواضح أن يوجين أعلى بكثير من حيث القوة، ولكن على الرغم من أنه دفع إلى الأمام بكل ما لديه، إلا أنه فشل في قطع ذراع سيرجيو تماما كما كان ينوي.
انحنى يوجين إلى الأمام تماما كما لَكَمَ سيرجيو. اختفت المسافة بين الاثنين على الفور، واصطدم المقاتلان كما لو أنهما نُقِلا إلى مكان وزمان مختلفين. ولا حتى الصوت يمكنه مواكبة التسارع المرعب.
استقبله شعور غريب بالمقاومة، واضطر السيف إلى التوقف في مساراته. تسربت المزيد من الدماء من ندبات سيرجيو، ودفعت الهالة الرائعة المنبعثة من جسده سيف يوجين بقوة هائلة. وهذا ليس كل شيء أيضا. بدأت جروح سيرجيو تتعافى بسرعة لا تصدق، كما لو أنه لا يتجدد بل في الواقع يعكس تدفق الزمن. كان ساعده مشقوقا إلى النصف مباشرة أسفل القبضة، لكنه سرعان ما أعاد ربط نفسه، وتم إصلاح قبضته المسحوقة.
بقدر ما يبدو هذا لا يصدق، فإنه لم يمثل مفاجأة لِـيوجين. تسببت قدرة الندبات المحفورة على ذراع سيرجيو اليمنى والدم الذي غمر ندبته في غليان دم يوجين أكثر فأكثر. نبضت صورة انيسيه النازفة مع زجاجة كحول بجانبها في ذهن يوجين.
قلصت يداها أمامها دون أن تدرك ذلك. كلما وجدت الأمر صعبا ولا يطاق….كانت تصلي دائما هكذا. صورت نورًا في رأسها، النور الذي راقب الجميع من مكان ما في السماء العالية.
انحنى سيرجيو إلى الجانب، وارتفعت القبضة الملفوفة باللون الأحمر على الفور إلى أعلى. صاحب هجومه درب من النور يحتوي على قوة حاجز سيغنوم كروسيز. تسبب مجرد الاتصال بالضوء في تبديد الطاقة السحرية، وفي ظل الظروف العادية، من المستحيل على الخصم العادي الحفاظ على قوة السيف أثناء مواجهة الضوء. هذا الضوء لن يسمح بحدوث معركة عادلة.
وهكذا، رفع يوجين سيفه مع التركيز على بقع سوداء تنتشر على طول النصل. طبقات مزدوجة….هل ذلك كافٍ؟
ومع ذلك، لا يزال بإمكان يوجين إبقاء طاقته السحرية تحت السيطرة حتى أثناء القتال ضد النور الإلهي.
عبس سيرجيو، ورفعت كريستينا رأسها ببطء.
بغض النظر عن مدى سطوع نور سيرجيو، فإنه لا يمكن أن يطغى على سيف المون لايت. منذ أن مارس يوجين سيطرته على الطاقة السحرية باستخدام شظايا سيف المون لايت، فلا عجب أن نور سيرجيو لا يمكن أن يتسبب في تشتت الطاقة السحرية. على العكس من ذلك، بفضل المقاومة التي أظهرها خاتم آغاروث، لم يحترق لهب يوجين إلا بقوة وكثافة أكبر حيث صار ضوء سيرجيو أكثر إشراقًا.
“….سيدي يوجين.” نادت.
بووم!
تألمت. شعرت باليأس.
اصطدم اللهب والقبضة مرة أخرى. ومرة أخرى، لم تتغير النتيجة عن ذي قبل، وتم دفع سيرجيو للخلف.
بووم!
رفع سيرجيو ذراعيه حيث أُغلقت جروحه مرة أخرى. أطلق صليب الضوء في السماء وأضاء السماء المظلمة مثل شمس الصباح.
ظهر صليب من الضوء من خلف سيرجيو، وضع قبضتيه أمام صدره وهو يقف أمام الهالة الرائعة. إنه موقف الملاكمة المعروف. ومع ذلك، من الواضح للوهلة الأولى أنه ليس مقاتلًا عاديًا. على وجه الخصوص، الهالة وراء سيرجيو أكثر إشراقا وأكثر كثافة، حتى بالمقارنة مع سيف العقاب الذي استدعاه البالادين والمحققون.
لـااااااااااااه!
على الرغم من أنها شعرت بالألم واليأس فقط الآن، ذات يوم….يومًا ما….كانت مقتنعة. الألم واليأس موجودان دائما في العالم. على الرغم من أن الضوء أضاء العالم بالتأكيد، إلا أنه لا يمكن أن ينقذ الجميع.
ترددت أصداء من مصدر النور، كما لو أن الأصوات السماوية تصدح كَـالترانيم.
أخذ يوجين بضع خطوات إلى الوراء وحدق في السماء. ثلاثة ملائكة بأجنحة مكشوفة كانوا ينزلون على الأرض. هذه هي نفس الملائكة التي استدعتها انيسيه في حياته السابقة.
سأل سيرجيو عندما اقترب صوت قعقعة من الاثنين: “من فضلكِ عودي.”
من المستحيل التواصل مع الملائكة. هم ينزلون فقط بدعوة من المؤمن، ويقومون بمعجزات بالإيمان الذي قدمه المؤمن. قبل ثلاثمائة عام، قامت انيسيه بمآثر مماثلة للاستيلاء على ساحة المعركة وخلق المعجزات عند الضرورة.
ومع ذلك، لم يستخدم سيرجيو الملائكة بطريقة مماثلة. بدلا من ذلك، قفز على يوجين تاركا وراءه الملائكة الثلاثة المنحدرين. في الوقت نفسه، تضافرت الملائكة وبدأت في الصلاة، مما تسبب في إنحدار النور الذي في السماء على سيرجيو.
أعلى مستوى من السحر المقدس الآن يبارك ويحمي سيرجيو. إنها نعمة معركة، وتسارع سيرجيو بوتيرة لا تقارن بالسابق.
“….سيدي يوجين.” واصَلَت. اتخذ سيرجيو خطوة عملاقة تجاهها.
بقدر ما يبدو هذا لا يصدق، فإنه لم يمثل مفاجأة لِـيوجين. تسببت قدرة الندبات المحفورة على ذراع سيرجيو اليمنى والدم الذي غمر ندبته في غليان دم يوجين أكثر فأكثر. نبضت صورة انيسيه النازفة مع زجاجة كحول بجانبها في ذهن يوجين.
كما صار هجماته أثقل وفقا لذلك. على الرغم من أن يوجين رفع نصله في الوقت المناسب، إلا أنه لم يعُد قادرا على دفع سيرجيو للخلف. بدلا من ذلك، يوجين هو الذي أُجبِرَ على التراجع حيث تم دفع سيفه جانبا. ومع ذلك، فقد سمح للتدفق بالسيطرة بدلًا من المقاومة، ثم لف وركيه، وفي حركة سلسة واحدة، جعل السيف يضرب خصمه.
ومع ذلك، لم تشعر كريستينا أبدا بنعمة وحب النور من نور والدها بالتبني. لم تعرف شعور إمتلاك عائلة. لم يعتبرها والدها بالتبني إبنته، فقط وجود مقدر له أن يصير القديسة. وبالمثل، لم تعتبره كريستينا والدها أيضا.
“في الواقع، لا يهم هل تريدين مني أن أفعل ذلك أم لا. حتى لو أخبرتني بعدم القيام بذلك، لا أزال سأقتله.”
حفر السيف المقدس في لحم سيرجيو بسرعة خلَّفت صورًا لاحقة.
بووم!
اصطدم اللهب والقبضة مرة أخرى. ومرة أخرى، لم تتغير النتيجة عن ذي قبل، وتم دفع سيرجيو للخلف.
اجتاح انفجار ناري سيرجيو.
خَشيَّتْ أن يعرف البطل، يوجين، عن الطقوس في ينبوع النور.
لم يعد من الممكن السماح لهذا الشيطان بإنتهاك السيف المقدس. السيف المقدس يجب استرداده في أسرع وقت ممكن، حتى لو عنى قتل يوجين. لو أمكن إخضاعه ومنعه من الهياج أكثر من ذلك، ربما سيكون بإمكان سيرجيو بطريقة ما إحضاره إلى النور، لكن….بكل صدق، سيرجيو ليس واثقًا من التغلب على الشيطان أمامه.
تمكن يوجين من رؤية جسد سيرجيو يتفكك، ولكن هذا أثار إستياءه فقط، حيث بدأت نعمة التجديد عالية السرعة في إصلاح سيرجيو بسرعة مكافئة.
خَشيَّتْ أن يعرف البطل، يوجين، عن الطقوس في ينبوع النور.
أحس سيرجيو بإستياء أكثر. حتى مع هذه الدرجة من الحماية والبركة….لا يزال يخسر في قتال قريب؟
القتال الوثيق هو اختصاص سيرجيو منذ أن كان محققًا. حتى البالادين الذين تخصصوا في المعركة لم يكونوا أبدا خصومه. حتى بعد استقالته من منصب المحقق وترقيته إلى منصب الكاردينال، لم يهمل التدريب أبدا.
إنه محارب بقدر ما هو كاهن. حيث يقف الآن نتيجة لسنوات طويلة من التدريب ومعارك لا حصر لها، وينعم بأعلى مستوى من حماية الملائكة. سيرجيو متقدم على يوجين من حيث القدرات البدنية، ومع ذلك….لا يزال يُجبر على العودة.
ما الذي يفتقر إليه؟
“اخرس!” صاح سيرجيو.
‘رؤيتنا وأحكامنا تعمل بشكل مختلف….’
تسبب صوت سيرجيو العميق في ارتعاش قلب كريستينا. لقد قيدت أفكارها. الإيمان الذي نقشه فيها لمدة ثلاثة عشر عاما يعمل على ربط أفكارها والتحكم في أفعالها. كلماته لا تقاوم، وخوفها مجرد مصير.
في الحقيقة، هو يعرف هذا بالفعل، لكن هذه المعرفة جعلت من الصعب عليه قبول الحقيقة. إذا تمكن سيرجيو من رؤية بضع خطوات فقط إلى الأمام، فَـيوجين يحسب العشرات أمام هذه البضع خطوات. إنه يسيطر على تحركاته بدقة مخيفة. يتوقع ويرد على جميع التحركات التي يقوم بها سيرجيو.
من الواضح أنه سيكون من المستحيل حتى أن تحتوي الشفرات الشهيرة عالية الجودة على مثل هذه الطاقة السحرية الكثيفة والعنيفة، لكن السيف المقدس ليس سيفا عاديا. السيف المقدس هو مجرد زخرفة عديمة الفائدة وزائدة عن الحاجة، لكن الجزء الجيد في ذلك هو أن طاقة يوجين السحرية لن تكسر النصل أبدا.
“….هاه.” أطلق سيرجيو تنهيدة طويلة. توقف للحظات وحنى سواعده لإخفاء الندبات. استجاب يوجين بالمثل ووقف صامدا متمسكا بالسيف المقدس.
سأل سيرجيو عندما اقترب صوت قعقعة من الاثنين: “من فضلكِ عودي.”
ظهر صليب من الضوء من خلف سيرجيو، وضع قبضتيه أمام صدره وهو يقف أمام الهالة الرائعة. إنه موقف الملاكمة المعروف. ومع ذلك، من الواضح للوهلة الأولى أنه ليس مقاتلًا عاديًا. على وجه الخصوص، الهالة وراء سيرجيو أكثر إشراقا وأكثر كثافة، حتى بالمقارنة مع سيف العقاب الذي استدعاه البالادين والمحققون.
“أنا هنا لإنقاذك.”
ظلت كريستينا ترتجف مع المعبد، الذي دمرته المعركة الشرسة. لديها تعابير حالمة، كما لو إنها نصف مستيقظة فقط، وعيناها قاتمتان.
“….سيدي يوجين.” واصَلَت. اتخذ سيرجيو خطوة عملاقة تجاهها.
“ماذا يحدث…..؟”قالت كريستينا بتلعثم. الأمر كما لو أنه قد تم تخديرها، ولسانها لم يتناغم تمامًا مع دماغها. لم تستطع فهم ما يحدث أمام عينيها.
وهكذا، رفع يوجين سيفه مع التركيز على بقع سوداء تنتشر على طول النصل. طبقات مزدوجة….هل ذلك كافٍ؟
منذ متى يحدث هذا؟ لم تكن متأكدة أيضا. السماء….مظلمة، لا توجد شمس يمكن النظر إليها، ولكن المناطق المحيطة بها هي بطريقة أو بأخرى….مشرقة؟ تعثرت كريستينا وهي تشعر بالدوار وإنحنت على الحائط قبل أن تسأل، “….ما الذي….تفعلونه؟”
بغض النظر عن مدى سطوع نور سيرجيو، فإنه لا يمكن أن يطغى على سيف المون لايت. منذ أن مارس يوجين سيطرته على الطاقة السحرية باستخدام شظايا سيف المون لايت، فلا عجب أن نور سيرجيو لا يمكن أن يتسبب في تشتت الطاقة السحرية. على العكس من ذلك، بفضل المقاومة التي أظهرها خاتم آغاروث، لم يحترق لهب يوجين إلا بقوة وكثافة أكبر حيث صار ضوء سيرجيو أكثر إشراقًا.
رأت كريستينا ثلاثة ملائكة بأجنحة ممتدة وظهر سيرجيو. والدها بالتبني، الذي حافظت على مسافة محترمة منه، ينزف. لم تستطع رؤية الاثنين اللذين كانا يساعدان في الحفل، أتاراكس وجيوفاني، والمعبد في حالة رهيبة. لا….لم يعُد يمكن حتى أن يطلق عليه معبد بعد الآن، بل خراب.
ليس من الصعب فهم ما حدث عند تفحص المحيط.
مغامرات فيرموث العظيم. انغمست في حكايات البطل الشهيرة، التي ورد ذكرها أيضا في الكتاب المقدس للنور. كان البطل تجسيد النور. أضاء البطل ظلام العالم، وساعد الناس اليائسين، وأنقذ العالم….
نظرت كريستينا إلى الأمام مباشرة، تكافح لالتقاط أنفاسها. رأت يوجين يحمل السيف المقدس. عيناه اللامباليتان تنظر إليها مباشرة، وشعرت كما لو أن قلبها قد صدم عندما قابلت نظرته. أغلقت كريستينا عينيها بإحكام، وتأرجحت للخلف.
قال سيرجيو مرة أخرى: “أرجوكِ عودي.” استدار وحدق في كريستينا بتعبير ملتوي. “ماذا تفعلين….!؟ المراسم لم تنتهِ بعد. آنسة كريستينا، لقد أخبرتك مرات عديدة مدى أهمية هذه الطقوس بالنسبة لك بصفتك مرشحة القديسة، فلماذا خرجت من الينبوع…..!؟”
كل كلمة قالها خرجت مثل خنجر يخترق قلب كريستينا. لقد مر وقت طويل منذ أن رأت والدها بالتبني آخر مرة غاضبًا جدًا. آخر مرة كانت قبل اثني عشر عاما. عندما كانت كريستينا قد بلغت الحادية عشرة من عمرها، تنعم بالنور وصارت مرشحة لمنصب القديسة. جاءت أولًا إلى هذا المعبد، ولرعبها، وضع والدها بالتبني خنجرا في يدها بابتسامة لطيفة. إقطعي نفسك وأدخلي الينبوع، قال حينها. فشلت كريستينا في فهم أمره، ظنا أن كلماته هي فكرة قاسية عن مزحة.
شرح والدها بالتبني المراسم على هذا النحو — سمحت لها الطقوس في الينبوع بتجسيد نعمة الإله. أن تقطع نفسها بخنجر وأن تقدم لحمها إلى النور، وبمجرد أن يختلط دمها بماء الينبوع، يتدفق الدم المقدس إلى جسدها ويُنَصِبها كقديسة. لم تعتقد أنها كذبة. في الواقع، زادت قوة كريستينا الإلهية بشكل كبير مع كل مرة تدخل فيها هذه المراسم.
ومع ذلك، لم يكن يمزح. عندما بقيت كريستينا مجمدة، ولم تقطع معصمها كما أُمِرَت، نظر إليها ببساطة دون أن ينبس ببنت شفة. لم يكن هناك عنف، ولكن صلاة صامتة بدلا من ذلك. تذكرت عينيه في ذلك الوقت. عيناه أبرد وأكثر حدة من الخنجر الموضوعة في يد كريستينا. من المستحيل على فتاة تبلغ من العمر أحد عشر عاما رفض هذه النظرة. كانت خائفة مما يمكن أن يحدث إذا عصت.
الفصل 193: ينبوع النور (5)
كرهت كريستينا مجرد التفكير في العودة إلى الدير. بالنسبة لها، من نعمة الإله أن يأخذها الكاردينال روجرس. إنها نعمة الإله عليها أنها تشبه وجه انيسيه المؤمنة وأن ينيرها النور لتصبح القديسة الوحيدة في العصر.
سأل سيرجيو عندما اقترب صوت قعقعة من الاثنين: “من فضلكِ عودي.”
شرح والدها بالتبني المراسم على هذا النحو — سمحت لها الطقوس في الينبوع بتجسيد نعمة الإله. أن تقطع نفسها بخنجر وأن تقدم لحمها إلى النور، وبمجرد أن يختلط دمها بماء الينبوع، يتدفق الدم المقدس إلى جسدها ويُنَصِبها كقديسة. لم تعتقد أنها كذبة. في الواقع، زادت قوة كريستينا الإلهية بشكل كبير مع كل مرة تدخل فيها هذه المراسم.
لقد أحبت دفء شمس الصباح. منذ طفولتها، فضلت ضوء الشمس الذي يطل من خلال نافذة غرفة فارغة فوق عمود الضوء في كاتدرائية تريسيا العظيمة. بل شعرت حتى بمزيد من الراحة والدفء من ضوء شمعة صغيرة أكثر من التألق العظيم للقوة الإلهية القادمة من الينبوع.
ومع ذلك، من الطبيعي أن تشعر فتاة تبلغ من العمر أحد عشر عاما بالخوف من شق نفسها. وليس لِـمرة واحدة فقط، أيضًا. قطعت نفسها مرة، بعد مرة، بعد مرة، ولكن بغض النظر عن عدد المرات التي قطعت معصمها، لم تتمكن من الإعتياد على الألم. وعلى الرغم من إراقة الكثير من الدماء، صار عقلها أكثر وضوحا، وزاد الشعور بالألم بدلا من أن يكون باهتا.
خائفة من العودة إلى تريسيا، خائفة من مصيرها القسري، وخائفة من نظرة والدها بالتبني.
لذلك بكت. بكت بسبب ألمها وترددها. حاولت الهروب من الينبوع، متوسلة للخلاص. ومع ذلك، ظل والدها بالتبني يدفع كريستينا دائما بيديه المصليتين، ولا يظهر أي رحمة ويغمرها في الينبوع. ثم تفترق شفتيه، ويأمرها بصوت بارد، “أرجوكِ عودي.”
استقبله شعور غريب بالمقاومة، واضطر السيف إلى التوقف في مساراته. تسربت المزيد من الدماء من ندبات سيرجيو، ودفعت الهالة الرائعة المنبعثة من جسده سيف يوجين بقوة هائلة. وهذا ليس كل شيء أيضا. بدأت جروح سيرجيو تتعافى بسرعة لا تصدق، كما لو أنه لا يتجدد بل في الواقع يعكس تدفق الزمن. كان ساعده مشقوقا إلى النصف مباشرة أسفل القبضة، لكنه سرعان ما أعاد ربط نفسه، وتم إصلاح قبضته المسحوقة.
تماما مثل الآن.
window.pubfuturetag = window.pubfuturetag || [];window.pubfuturetag.push({unit: "663b2a7000a9d3471ea9a021", id: "pf-8890-1"}) فووش!
“آنسة كريستينا، أنتِ رسولة اختارها النور، المرشحة لمنصب القديسة. أنتِ المجيء الثاني لانيسيه المؤمنة منذ ثلاثمائة عام.” قال سيرجيو: “أنتِ فقط من تستطيع أن ترث انيسيه وتصير القديسة الحقيقية.”
يوجين لم ينظر إلى الوراء.
تم استقباله بصمت، لكنه استمر. “حدثت الكثير من المتاعب خلال هذا الحفل. ومع ذلك، لا يمكننا السماح لها بوقف الطقوس. لا يزال بإمكاننا استئناف الحفل، لذا يرجى العودة. عودي، ضعي نفسك في ينبوع، وسلمي لحمك ودمك.”
تسبب صوت سيرجيو العميق في ارتعاش قلب كريستينا. لقد قيدت أفكارها. الإيمان الذي نقشه فيها لمدة ثلاثة عشر عاما يعمل على ربط أفكارها والتحكم في أفعالها. كلماته لا تقاوم، وخوفها مجرد مصير.
كل كلمة قالها خرجت مثل خنجر يخترق قلب كريستينا. لقد مر وقت طويل منذ أن رأت والدها بالتبني آخر مرة غاضبًا جدًا. آخر مرة كانت قبل اثني عشر عاما. عندما كانت كريستينا قد بلغت الحادية عشرة من عمرها، تنعم بالنور وصارت مرشحة لمنصب القديسة. جاءت أولًا إلى هذا المعبد، ولرعبها، وضع والدها بالتبني خنجرا في يدها بابتسامة لطيفة. إقطعي نفسك وأدخلي الينبوع، قال حينها. فشلت كريستينا في فهم أمره، ظنا أن كلماته هي فكرة قاسية عن مزحة.
استقبله شعور غريب بالمقاومة، واضطر السيف إلى التوقف في مساراته. تسربت المزيد من الدماء من ندبات سيرجيو، ودفعت الهالة الرائعة المنبعثة من جسده سيف يوجين بقوة هائلة. وهذا ليس كل شيء أيضا. بدأت جروح سيرجيو تتعافى بسرعة لا تصدق، كما لو أنه لا يتجدد بل في الواقع يعكس تدفق الزمن. كان ساعده مشقوقا إلى النصف مباشرة أسفل القبضة، لكنه سرعان ما أعاد ربط نفسه، وتم إصلاح قبضته المسحوقة.
“لقد لُوِثَ البطل يوجين. على الرغم من اختيار هذا الشيطان ليصير بطل النور، إلا أنه رفض. لذلك يجب إبادته. سوف أتحمل العبء، لذا يرجى العودة وتحمل عبء القديسة.” فتحت كريستينا فمها فقط لإغلاقه عدة مرات. لعنة ثلاثة عشر عاما أثقل على قلبها من الكلمات التي أرادت حقا التحدث بها.
تسبب صوت سيرجيو العميق في ارتعاش قلب كريستينا. لقد قيدت أفكارها. الإيمان الذي نقشه فيها لمدة ثلاثة عشر عاما يعمل على ربط أفكارها والتحكم في أفعالها. كلماته لا تقاوم، وخوفها مجرد مصير.
لذلك، قسم يوجين ألسنة اللهب إلى قسمين: لهب أبيض-أزرق تضخمه صيغة حلقة اللهب، ولهب أزرق غامق تلتهمه البقع السوداء المتكونة من وميض مكثف ومتداخل مع الأولى.
“كريستينا روجرس.” نادى يوجين.
“كريستينا روجرس.” نادى يوجين.
عبس سيرجيو، ورفعت كريستينا رأسها ببطء.
لـااااااااااااه!
“لا تذهبي.” تابع يوجين. هذه المرة، هو يقول ذلك بِـيقين. “فقط إبقَي هناك.”
ارتجفت عيون كريستينا. رفع يوجين السيف المقدس إلى الجانب كما لو إنه يريد أن يريها. “البطل؟ القديسة؟ ما أهمية هذين؟ أنت تعرفينني، وأنا أعرفك. هذا يكفي.”
ارتجفت عيون كريستينا. رفع يوجين السيف المقدس إلى الجانب كما لو إنه يريد أن يريها. “البطل؟ القديسة؟ ما أهمية هذين؟ أنت تعرفينني، وأنا أعرفك. هذا يكفي.”
“….أنت تجرؤ….حتى على إنكار القديسة…..!؟” هدر سيرجيو بغضب. ومع ذلك، لم يدخر يوجين له حتى لمحة واحدة.
window.pubfuturetag = window.pubfuturetag || [];window.pubfuturetag.push({unit: "663b2a7000a9d3471ea9a021", id: "pf-8890-1"}) فووش!
تذكرت قراءة قصة البطل.
قال يوجين: “أنتِ لا تريدين الذهاب.”
ومع ذلك، لم يستخدم سيرجيو الملائكة بطريقة مماثلة. بدلا من ذلك، قفز على يوجين تاركا وراءه الملائكة الثلاثة المنحدرين. في الوقت نفسه، تضافرت الملائكة وبدأت في الصلاة، مما تسبب في إنحدار النور الذي في السماء على سيرجيو.
لذلك يجب عليه أن يقتله.
“اخرس!” صاح سيرجيو.
إنه محارب بقدر ما هو كاهن. حيث يقف الآن نتيجة لسنوات طويلة من التدريب ومعارك لا حصر لها، وينعم بأعلى مستوى من حماية الملائكة. سيرجيو متقدم على يوجين من حيث القدرات البدنية، ومع ذلك….لا يزال يُجبر على العودة.
“هل أنتِ قلقة بشأن المستقبل؟” سأل يوجين، ثم رفع سيفه نحو سيرجيو. “هذا قلق عديم الفائدة. لو أردتِ، سأقتل هذا الوغد لك.”
“…..”
“في الواقع، لا يهم هل تريدين مني أن أفعل ذلك أم لا. حتى لو أخبرتني بعدم القيام بذلك، لا أزال سأقتله.”
لم تشك كريستينا في كلماته. يوجين لايونهارت بالفعل هذا النوع من الرجال، وهو رجل لا يمكن أن تعتبره البطل. لم يكن لديه إيمان بالنور، لكنه استخدم السيف المقدس بحرية. غير مؤمن تماما، لكن النور الذي يشع من السيف المقدس في يده ظل لامعا ودافئا.
ليس من الصعب فهم ما حدث عند تفحص المحيط.
سأل سيرجيو عندما اقترب صوت قعقعة من الاثنين: “من فضلكِ عودي.”
لم يظهر لها والدها بالتبني أبدا ضوءا مشابها، على الرغم من صعوده إلى رتبة كاردينال لإيمانه المستقيم. بقي نوره دائما باردا. في كل خدمة في الكاتدرائية، تحدث والدها بالتبني عن نعمة النور وحُبه. لقد دقَّ الفكرة مرارا وتكرارا في وجهها أيضا.
“….هاه.” أطلق سيرجيو تنهيدة طويلة. توقف للحظات وحنى سواعده لإخفاء الندبات. استجاب يوجين بالمثل ووقف صامدا متمسكا بالسيف المقدس.
شرح والدها بالتبني المراسم على هذا النحو — سمحت لها الطقوس في الينبوع بتجسيد نعمة الإله. أن تقطع نفسها بخنجر وأن تقدم لحمها إلى النور، وبمجرد أن يختلط دمها بماء الينبوع، يتدفق الدم المقدس إلى جسدها ويُنَصِبها كقديسة. لم تعتقد أنها كذبة. في الواقع، زادت قوة كريستينا الإلهية بشكل كبير مع كل مرة تدخل فيها هذه المراسم.
ومع ذلك، لم تشعر كريستينا أبدا بنعمة وحب النور من نور والدها بالتبني. لم تعرف شعور إمتلاك عائلة. لم يعتبرها والدها بالتبني إبنته، فقط وجود مقدر له أن يصير القديسة. وبالمثل، لم تعتبره كريستينا والدها أيضا.
سقطت الدموع على خدي كريستينا.
ومن المفارقات أن المظهر الوحيد للعائلة هو موضوع رعبها وخوفها. المقاومة التي حاولت طرحها ظلت دائما ضعيفة وغير مهمة، فقط للرضا الذاتي الخام.
“ماذا يحدث…..؟”قالت كريستينا بتلعثم. الأمر كما لو أنه قد تم تخديرها، ولسانها لم يتناغم تمامًا مع دماغها. لم تستطع فهم ما يحدث أمام عينيها.
في النهاية، لم تستطع كريستينا مقاومة والدها بالتبني. لم يُسمَح لها أبدا بالقيام بذلك، وقد عانت بعد ذلك لمدة ثلاثة عشر عاما، الصلوات والمصير تلتهمها مثل لعنة.
تم استقباله بصمت، لكنه استمر. “حدثت الكثير من المتاعب خلال هذا الحفل. ومع ذلك، لا يمكننا السماح لها بوقف الطقوس. لا يزال بإمكاننا استئناف الحفل، لذا يرجى العودة. عودي، ضعي نفسك في ينبوع، وسلمي لحمك ودمك.”
“آه….” توصلت إلى إدراك. هي الآن على مفترق طرق.
“….هاه.” أطلق سيرجيو تنهيدة طويلة. توقف للحظات وحنى سواعده لإخفاء الندبات. استجاب يوجين بالمثل ووقف صامدا متمسكا بالسيف المقدس.
سأل سيرجيو عندما اقترب صوت قعقعة من الاثنين: “من فضلكِ عودي.”
قلصت يداها أمامها دون أن تدرك ذلك. كلما وجدت الأمر صعبا ولا يطاق….كانت تصلي دائما هكذا. صورت نورًا في رأسها، النور الذي راقب الجميع من مكان ما في السماء العالية.
لقد أحبت دفء شمس الصباح. منذ طفولتها، فضلت ضوء الشمس الذي يطل من خلال نافذة غرفة فارغة فوق عمود الضوء في كاتدرائية تريسيا العظيمة. بل شعرت حتى بمزيد من الراحة والدفء من ضوء شمعة صغيرة أكثر من التألق العظيم للقوة الإلهية القادمة من الينبوع.
ومع ذلك، فإن الموت يقودهم إلى الخلاص والسماء. بغض النظر عن مدى ابتلاء المرء وحياته الجهنمية، يمكن للمرء أن يدخل الجنة إذا عاش حياة طيبة وخدم الإله.
“….سيدي يوجين.” نادت.
بدلا من الصلاة، أمسكت كريستينا بيديها أمام صدرها وأجبرت صوتها على الخروج. “حتى لو…لم أكُن أنا حقا القديسة….هل أنت بخير حقا مع ذلك؟”
لا يزال الوضع نفسه الآن. الملائكة التي تقف خلف سيرجيو، عمود الضوء النازل من السماء، الصليب والهالة الرائعة — كلها رائعة وفخمة. ومع ذلك، أكثر من كل منهم، بدا اللهب المحيط بِـيوجين نفسه أكثر إشراقا لها. شعرت بالدفء من اللهب الأبيض والأزرق.
قال يوجين: “أنا لستُ البطل.”
بدلا من الصلاة، أمسكت كريستينا بيديها أمام صدرها وأجبرت صوتها على الخروج. “حتى لو…لم أكُن أنا حقا القديسة….هل أنت بخير حقا مع ذلك؟”
“كريستينا!” زأر سيرجيو وعاد نحوها. ملأه الغضب العنيف ومنعه من أي إجراءات شكلية. “أنتِ تجرؤين! أنتِ تجرؤين!؟ هل تنكرين طبيعتك حقا!؟”
حوله الغضب إلى روح قاتلة. تسببت الطاقة المروعة في تقلص كريستينا وارتعاشها أكثر، لكنها نظرت إلى الأمام مباشرة دون أن تدير عينيها. ومع ذلك، لم تكن تواجه نظرة سيرجيو.
بقدر ما يبدو هذا لا يصدق، فإنه لم يمثل مفاجأة لِـيوجين. تسببت قدرة الندبات المحفورة على ذراع سيرجيو اليمنى والدم الذي غمر ندبته في غليان دم يوجين أكثر فأكثر. نبضت صورة انيسيه النازفة مع زجاجة كحول بجانبها في ذهن يوجين.
قفز سيرجيو إلى كريستينا ومد يده نحو حلقها، غير قادر على التحكم في غضبه بعد الآن. حاول الاستيلاء عليها من رقبتها ورميها مرة أخرى في ينبوع الضوء.
وقف يوجين خلف سيرجيو. نظرت إلى وجه يوجين والدموع في عينيها.
“….أنت.” همست كريستينا. تم اختيارها كمرشحة للقديسة من قبل النور بعد حصولها على إسم روجرس. منذ ذلك الحين، تميزت حياتها بالألم واليأس. لكنها لم تستطع أبدا معرفة سبب اضطرارها لتحمل هذا الألم لتصير القديسة. فشلت في فهم سبب اضطرار القديسة، رسولة النور، إلى قطع جسدها بسكين في هذه الطقوس الغريبة.
لا يزال الحد الأقصى للإنتاج الذي يمكن أن يحققه باستخدام صيغة حلقة اللهب باهتا مقارنة بقوته القصوى منذ ثلاثمائة عام. ومع ذلك، بمجرد أن يُكَثِف ويجمع طبقتين من السيف الفارغ لتشكيل بقع سوداء، تصير قوة سيفه مماثلة للقوة التي امتلكها في حياته السابقة.
“….سيدي يوجين.” واصَلَت. اتخذ سيرجيو خطوة عملاقة تجاهها.
لذلك، قسم يوجين ألسنة اللهب إلى قسمين: لهب أبيض-أزرق تضخمه صيغة حلقة اللهب، ولهب أزرق غامق تلتهمه البقع السوداء المتكونة من وميض مكثف ومتداخل مع الأولى.
“يوجين لايونهارت…”
“….أنت.” همست كريستينا. تم اختيارها كمرشحة للقديسة من قبل النور بعد حصولها على إسم روجرس. منذ ذلك الحين، تميزت حياتها بالألم واليأس. لكنها لم تستطع أبدا معرفة سبب اضطرارها لتحمل هذا الألم لتصير القديسة. فشلت في فهم سبب اضطرار القديسة، رسولة النور، إلى قطع جسدها بسكين في هذه الطقوس الغريبة.
لم تشك كريستينا في كلماته. يوجين لايونهارت بالفعل هذا النوع من الرجال، وهو رجل لا يمكن أن تعتبره البطل. لم يكن لديه إيمان بالنور، لكنه استخدم السيف المقدس بحرية. غير مؤمن تماما، لكن النور الذي يشع من السيف المقدس في يده ظل لامعا ودافئا.
لماذا مُنِعَتْ من ذرف دموع الألم، الهروب أو الصراخ؟ لماذا توجب عليها أن تقرأ الكتاب المقدس كل يوم، محبوسة في غرفة إعتراف؟ لماذا هي تبدو وكأنها انيسيه المؤمنة، ولماذا تم إختيارها؟
وهكذا، رفع يوجين سيفه مع التركيز على بقع سوداء تنتشر على طول النصل. طبقات مزدوجة….هل ذلك كافٍ؟
لماذا لا يمكن أن تعبر عن آلامها ويأسها إلى الإله الرحيم؟
كرهت كريستينا مجرد التفكير في العودة إلى الدير. بالنسبة لها، من نعمة الإله أن يأخذها الكاردينال روجرس. إنها نعمة الإله عليها أنها تشبه وجه انيسيه المؤمنة وأن ينيرها النور لتصبح القديسة الوحيدة في العصر.
لماذا عليها أن تظهر دائما ابتسامة جميلة بدلا من إظهار كراهيتها؟
“كريستينا!” زأر سيرجيو وعاد نحوها. ملأه الغضب العنيف ومنعه من أي إجراءات شكلية. “أنتِ تجرؤين! أنتِ تجرؤين!؟ هل تنكرين طبيعتك حقا!؟”
لماذا لم يلمع الضوء عليها في الظلام؟
“…..هل لا تزال سَـتنقذني…..حتى لو لم تكن البطل؟” سألت.
لم ترغب بالشك في وجود الإله. قَلِقَتْ من أنها لن تعود قادرة على الصمود إذا بدأت في الشك. لم تملك خيارًا سوى أن تعتقد أنه إختبار….أن الإله لم يظهر لها أي رعاية لتهدئتها لأنها هي القديسة. على الأقل، هذه هي الطريقة الوحيدة التي أمكنها بها أن تقنع نفسها.
لم يستطِع إلا التفكير في تلكة الفتاة الباكية وهي تنزف.
على الرغم من أنها شعرت بالألم واليأس فقط الآن، ذات يوم….يومًا ما….كانت مقتنعة. الألم واليأس موجودان دائما في العالم. على الرغم من أن الضوء أضاء العالم بالتأكيد، إلا أنه لا يمكن أن ينقذ الجميع.
ومع ذلك، لم يكن يمزح. عندما بقيت كريستينا مجمدة، ولم تقطع معصمها كما أُمِرَت، نظر إليها ببساطة دون أن ينبس ببنت شفة. لم يكن هناك عنف، ولكن صلاة صامتة بدلا من ذلك. تذكرت عينيه في ذلك الوقت. عيناه أبرد وأكثر حدة من الخنجر الموضوعة في يد كريستينا. من المستحيل على فتاة تبلغ من العمر أحد عشر عاما رفض هذه النظرة. كانت خائفة مما يمكن أن يحدث إذا عصت.
“….سيدي يوجين.” واصَلَت. اتخذ سيرجيو خطوة عملاقة تجاهها.
ومع ذلك….
شرح والدها بالتبني المراسم على هذا النحو — سمحت لها الطقوس في الينبوع بتجسيد نعمة الإله. أن تقطع نفسها بخنجر وأن تقدم لحمها إلى النور، وبمجرد أن يختلط دمها بماء الينبوع، يتدفق الدم المقدس إلى جسدها ويُنَصِبها كقديسة. لم تعتقد أنها كذبة. في الواقع، زادت قوة كريستينا الإلهية بشكل كبير مع كل مرة تدخل فيها هذه المراسم.
ومع ذلك، فإن الموت يقودهم إلى الخلاص والسماء. بغض النظر عن مدى ابتلاء المرء وحياته الجهنمية، يمكن للمرء أن يدخل الجنة إذا عاش حياة طيبة وخدم الإله.
منذ متى يحدث هذا؟ لم تكن متأكدة أيضا. السماء….مظلمة، لا توجد شمس يمكن النظر إليها، ولكن المناطق المحيطة بها هي بطريقة أو بأخرى….مشرقة؟ تعثرت كريستينا وهي تشعر بالدوار وإنحنت على الحائط قبل أن تسأل، “….ما الذي….تفعلونه؟”
تذكرت قراءة قصة البطل.
تماما مثل الآن.
القتال الوثيق هو اختصاص سيرجيو منذ أن كان محققًا. حتى البالادين الذين تخصصوا في المعركة لم يكونوا أبدا خصومه. حتى بعد استقالته من منصب المحقق وترقيته إلى منصب الكاردينال، لم يهمل التدريب أبدا.
مغامرات فيرموث العظيم. انغمست في حكايات البطل الشهيرة، التي ورد ذكرها أيضا في الكتاب المقدس للنور. كان البطل تجسيد النور. أضاء البطل ظلام العالم، وساعد الناس اليائسين، وأنقذ العالم….
حفر السيف المقدس في لحم سيرجيو بسرعة خلَّفت صورًا لاحقة.
أحببت كريستينا القصة. لقد سمحت لها بالإعتقاد بأن غياب النور عن حياتها هو لأن البطل، تجسيد النور، لم يولد بعد في هذا العصر.
حوله الغضب إلى روح قاتلة. تسببت الطاقة المروعة في تقلص كريستينا وارتعاشها أكثر، لكنها نظرت إلى الأمام مباشرة دون أن تدير عينيها. ومع ذلك، لم تكن تواجه نظرة سيرجيو.
وعندما تلقت أول وحي عن البطل، شعرت بسعادة غامرة. النور الذي فشل في جلب الدفء لها على الرغم من صلاتها أعطاها الوحي عن ولادة البطل.
“….هاه.” أطلق سيرجيو تنهيدة طويلة. توقف للحظات وحنى سواعده لإخفاء الندبات. استجاب يوجين بالمثل ووقف صامدا متمسكا بالسيف المقدس.
– لو مُتنا هكذا، هل سنذهب إلى السماء؟
وقف يوجين خلف سيرجيو. نظرت إلى وجه يوجين والدموع في عينيها.
عرفت كريستينا جيدًا أن طقوس أن تصير القديسة هو طقوس فظيعة. كانت تعلم أنه من غير الطبيعي أن تفعل مثل هذه الأشياء مرارا وتكرارا لتصير القديسة.
تمكن يوجين من رؤية جسد سيرجيو يتفكك، ولكن هذا أثار إستياءه فقط، حيث بدأت نعمة التجديد عالية السرعة في إصلاح سيرجيو بسرعة مكافئة.
“….حتى لو لم أكُن القديسة….هل ما زلت سَـتنقذني؟”
ومع ذلك، لا يزال بإمكان يوجين إبقاء طاقته السحرية تحت السيطرة حتى أثناء القتال ضد النور الإلهي.
أحست بالخوف، الخوف من كل شيء.
كما صار هجماته أثقل وفقا لذلك. على الرغم من أن يوجين رفع نصله في الوقت المناسب، إلا أنه لم يعُد قادرا على دفع سيرجيو للخلف. بدلا من ذلك، يوجين هو الذي أُجبِرَ على التراجع حيث تم دفع سيفه جانبا. ومع ذلك، فقد سمح للتدفق بالسيطرة بدلًا من المقاومة، ثم لف وركيه، وفي حركة سلسة واحدة، جعل السيف يضرب خصمه.
ترددت أصداء من مصدر النور، كما لو أن الأصوات السماوية تصدح كَـالترانيم.
خَشيَّتْ أن يعرف البطل، يوجين، عن الطقوس في ينبوع النور.
“….سيدي يوجين.” نادت.
تألمت. شعرت باليأس.
‘رؤيتنا وأحكامنا تعمل بشكل مختلف….’
window.pubfuturetag = window.pubfuturetag || [];window.pubfuturetag.push({unit: "663b2a7000a9d3471ea9a021", id: "pf-8890-1"}) فووش!
خائفة من العودة إلى تريسيا، خائفة من مصيرها القسري، وخائفة من نظرة والدها بالتبني.
الحياة التي قادتها لتصير القديسة هي مجرد طريق للظلام. خافَتْ من أن البطل لن ينقذها.
حفر السيف المقدس في لحم سيرجيو بسرعة خلَّفت صورًا لاحقة.
قال يوجين: “أنا لستُ البطل.”
لماذا مُنِعَتْ من ذرف دموع الألم، الهروب أو الصراخ؟ لماذا توجب عليها أن تقرأ الكتاب المقدس كل يوم، محبوسة في غرفة إعتراف؟ لماذا هي تبدو وكأنها انيسيه المؤمنة، ولماذا تم إختيارها؟
قفز سيرجيو إلى كريستينا ومد يده نحو حلقها، غير قادر على التحكم في غضبه بعد الآن. حاول الاستيلاء عليها من رقبتها ورميها مرة أخرى في ينبوع الضوء.
لماذا لا يمكن أن تعبر عن آلامها ويأسها إلى الإله الرحيم؟
اجتاح انفجار ناري سيرجيو.
“يوجين لايونهارت…”
اخترق اللهب النور.
رفرف شعر كريستينا الأشقر للخلف. مُرافقًا بعاصفة من الرياح، وقف يوجين أمامها وأوقف سيرجيو. صد السيف المقدس يد سيرجيو الممتدة.
لم ترغب بالشك في وجود الإله. قَلِقَتْ من أنها لن تعود قادرة على الصمود إذا بدأت في الشك. لم تملك خيارًا سوى أن تعتقد أنه إختبار….أن الإله لم يظهر لها أي رعاية لتهدئتها لأنها هي القديسة. على الأقل، هذه هي الطريقة الوحيدة التي أمكنها بها أن تقنع نفسها.
“…..هنا من أجل كريستينا روجرس، وليس القديسة.”
ما الذي يفتقر إليه؟
يوجين لم ينظر إلى الوراء.
ارتفعت النيران بكثافة أكبر من ذي قبل. تطبيق السيف الفارغ على درع الهالة هو أمر مرهق. بغض النظر عن مدى كفاءة يوجين في التلاعب بالطاقة السحرية، فإن أفضل ما يمكنه فعله هو التحكم بشكل متقن وتطبيق طبقات متعددة من الطاقة السحرية فقط على سيفه.
“أنا هنا لإنقاذك.”
حوله الغضب إلى روح قاتلة. تسببت الطاقة المروعة في تقلص كريستينا وارتعاشها أكثر، لكنها نظرت إلى الأمام مباشرة دون أن تدير عينيها. ومع ذلك، لم تكن تواجه نظرة سيرجيو.
سقطت الدموع على خدي كريستينا.
“…..هنا من أجل كريستينا روجرس، وليس القديسة.”
أعاق ظهر يوجين العريض تدفق الضوء.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
