الراعي
قفز لوميان واقفًا على قدميه، وعيناه تومضان بالعزم. “إذن دعنا نذهب إلى والدك.”
تم الدفع للرعاة بالطعام، مبلغ صغير من المال، والحيوانات المشتركة، بالإضافة للجبن، الصوف، الجلود. كان المبلغ الذي حصلوا عليه يعتمد على الاتفاقية التي وقعوا عليها مع صاحب العمل.
دائما ما كان رجل أفعال، لقد علم أن التحقيق في أسطورة القرية لم يتحمل الإنتظار. إذا تهاون، فإن أخته أورور ستسمع عن ذلك بالتأكيد، ولن تسمح له أبدًا بالإستمرار في ذلك.
“أنا أشير أيضًا إلى الأشخاص الذين كانوا موجودين عندما بدأت الأسطورة بالإنتشار لأول مرة.” أوضح لوميان، واتسعت ابتسامته. “من الممكن لهم أن يؤكدوا بسهولة ما إذا كان المشعوذ قد عاش في كوردو في ذلك الوقت أم لا. وبما أنه قد تم تناقل الأسطورة عبر الأجيال، فمن المحتمل جدًا أنها تستند إلى حدث حقيقي.”
في نظر أورور، كان الخوض في عالم القوى غير العادية كاللعب بالنار.
بعيونه الزرقاء الدافئة المبتسمة، صرخ بيير بفرح، “أليست فترة الصوم الكبير تقترب؟ لم أحتفل بها منذ سنوات. لا يمكنني أن أفوتها هذا العام!”
كيف لا يمكنني معرفة أن هناك خطر؟ لن تكذب أورور عليَّ بخصوص هذا الأمر. ولكن، حتى لو إشتعل العالم، يجب أن أستمر في المضي قدما. لا يمكنني السماح لأورور بمواجهة هذا بمفردها… بينما نهض، أومضت هذه الفكرة عبر ذهن لوميان.
“ذلك أنا.” أجاب بيير بيري بابتسامة عريضة وتلويحة بيده.
في كل مرة ذكرت أورور أن العالم أصبح أكثر خطورة، لم يمكن أن تكون الجدية والقلق على وجهها أكثر صدقا!
“آمل أن تكون أختك أورور، لكنها بالتأكيد لن توافق، وهي ليست في السن المناسب أيضًا.”
نظر رايمون غريغ إلى لوميان بإرتباك عميق على وجهه.
ثبته لوميان بنظرة محتقِرة. “لسؤاله عن منذ متى حدثت أسطورة المشعوذ.”
“لماذا تبحث عنه؟”
توقف لوميان للحظة، عيناه تفحصان المنطقة قبل أن يستدير ويتقدم نحو حفرة الري المحلية مع رايمون.
ثبته لوميان بنظرة محتقِرة. “لسؤاله عن منذ متى حدثت أسطورة المشعوذ.”
توقف لوميان للحظة، عيناه تفحصان المنطقة قبل أن يستدير ويتقدم نحو حفرة الري المحلية مع رايمون.
لماذا يكافح هذا الرجل لفهم مثل هذه المسألة البسيطة؟ لربما يجب ان أجد بعض الوقت لاختبار ذكائه.
تم الدفع للرعاة بالطعام، مبلغ صغير من المال، والحيوانات المشتركة، بالإضافة للجبن، الصوف، الجلود. كان المبلغ الذي حصلوا عليه يعتمد على الاتفاقية التي وقعوا عليها مع صاحب العمل.
كان رايمون لا يزال يبدو حائرًا وهو يحدق في لوميان. “لماذا قد تحتاج إلى معرفة مثل هذه التفاصيل؟”
“هيا.” قال لوميان وهو يربت على كتف رايموند، “هل والدك في الحقول أم في المنزل؟”
آه… أيجب علي تكليف نفسي عناء محاولة شرح الأمر لهذا الرجل الجاهل؟ أم يجب أن أتوصلَّ إلى عذر مقبول فقط؟ وازَنَ خياراته.
لم يكن ‘ الراعي’ الذي تحدث عنه هو الفكرة الرومانسية عن الراعي، الذي يرعى الأغنام، التي غالبًا ما كانت لدى سكان المدينة. لا، كانت هذه مهنة. كل صباح، كان عليهم أن يقودوا قطيعًا من الأغنام لرعيهم ومراقبتهم.
تسارع عقل لوميان وهو يفكر في خطوته التالية. علم أنه لم يستطِع إبقاء تحقيقه سري عن صديقه، لكنه علم أيضًا أن السعي وراء الحقيقة حول الأسطورة كان خطوة محفوفة بالمخاطر. ومع ذلك، سرعان ما توصل إلى فكرة.
“هيا.” قال لوميان وهو يربت على كتف رايموند، “هل والدك في الحقول أم في المنزل؟”
ابتسم ابتسامة يظهرها عادةً للحظات عندما كان على وشك خداع شخص ما.
ابتسم لوميان نحو رايمون قائلاً، “بيير ثَري. سيشتري لنا بالتأكيد مشروبًا!” مشيرًا إلى الأحذية الجلدية الجديدة لبيير بيري.
“…” أخذ رايمون خطوتين للوراء، مستشعرًا أن شيئًا ما لم يكن على ما يرام. “قل ما لديك!”
“يا إلهي، لماذا تريد أن تؤكد ما إذا كانت هذه الأسطورة صحيحةً حتى؟”
قام لوميان بتعديل قميصه وسترة الكتان ذات اللون الداكن قبل أن يبتسم.
وضع لوميان يديه في جيوبه وتحرك إلى الأمام متجاهلًا رثاء رايمون.
“أعتقد أن أسطورة المشعوذ تستحق اهتمامنا.”
“لا تقلق. لدي رفيق ليساعدني في رَعيِّ الخراف. ذلك هو جمال كونك راعيًا. بدون مشرف، طالما يمكنني العثور على شخص لمساعدتي، يمكنني الذهاب حيثما أريد. أنا أنا حر كالطيور.”
“ما المهم فيها لتلك الدرجة؟” سأل رايمون بعد بعض التفكير.
بينما راقب لوميان بيير بيري وهو يندفع نحو ساحة البلدة، أصبحت نظراته تدريجيًا جادة ومليئة بالريبة.
“كان هناك بالفعل مشعوذ في قرية كوردو خاصتنا في الماضي.” قال لوميان بتعبيرٍ جاد، “فكر في الأمر يا صديقي. عندما أكذب، لا أقدم تفاصيل محددة مثل الوقت، المكان والخلفية التي يمكن لأي شخص التحقق منها بسهولة. ومع ذلك، تذكر هذه الأسطورة مشعوذًا عاش في كوردو، إذا كانت ملفقة، فَـسيكون من السهل جدًا على المرء كشفها.”
تمتم لنفسه بصمت، الذهاب لأسبوع، أسبوعين أو ربما حتى شهر لحضور الصوم الكبير فقط؟
“لكن ذلك كان منذ زمن طويل.” رد رايمون.
برؤية الإغراء ينمو في عيون رايمون، لم يستطع لوميان منع نفسه من نقر لسانه برضا.
“أنا أشير أيضًا إلى الأشخاص الذين كانوا موجودين عندما بدأت الأسطورة بالإنتشار لأول مرة.” أوضح لوميان، واتسعت ابتسامته. “من الممكن لهم أن يؤكدوا بسهولة ما إذا كان المشعوذ قد عاش في كوردو في ذلك الوقت أم لا. وبما أنه قد تم تناقل الأسطورة عبر الأجيال، فمن المحتمل جدًا أنها تستند إلى حدث حقيقي.”
كان رايمون لا يزال يبدو حائرًا وهو يحدق في لوميان. “لماذا قد تحتاج إلى معرفة مثل هذه التفاصيل؟”
بقي رايمون غير مقتنع.
“وعلاوة على ذلك، سينتهي الأمر بأي شخص يسعى للحصول على قوة المشعوذ إلى محاكم التحقيق!”
“ولكن عندما تقوم بإختلاق القصص، غالبًا ما تستخدم عبارات مثل ‘منذ أكثر من مائة عام.’، ‘منذ قرون.’، ‘منذ زمن بعيد، بعيد جدا.’ لتجعل من المستحيل على أي شخص التحقق منها.”
بقي رايمون غير مقتنع.
“لهذا السبب بالتحديد أنا بحاجة إلى تأكيد ذلك مع والدك.” أجاب لوميان، نظرة خبيثة في عينه تقول، ‘أنت ترى إلى أين أذهب بهذا، أليس كذلك؟’
فجأة، توقف بصره.
“ذلك صحيح…” أومأ رايمون برأسه ببطء، متقبلًا تفسير لوميان، لكنه لم يستطع التخلص من الشعور بأن شيئًا ما لم يكن صحيحًا تمامًا.
أصبح بيير بيري متحمس، “مديري الجديد ليس سيئًا على الإطلاق. لقد أعطاني القليل من الأغنام وبعض الصوف والجبن والجلد.”
مع مغادرتهم الساحة ودخولهم أعمق في القرية، نزل الإلهام على رايمون فجأة.
“لكن ذلك كان منذ زمن طويل.” رد رايمون.
“يا إلهي، لماذا تريد أن تؤكد ما إذا كانت هذه الأسطورة صحيحةً حتى؟”
فصل اليوم الثاني، أرجوا أن يعجبكم
“مشعوذ، يا صديقي، ذلك ما نبحث عنه! إذا استطعنا تأكيد المنزل الذي عاش فيه والمكان الذي دفن فيه، فقد نكشف سره ونكتسب قوى سحرية تتجاوز البشر العاديين.” أجاب لوميان، كلماته الصادقة تُقَطِّرُ بالخداع.
“حسنًا.” قال مشيرًا نحو الحانة على بعد رمية حجر، “سأتوجه إلى الكاتدرائية لأصلي. الشراب علي لاحقًا.”
أصبح تعبير رايمون مملوءًا بالشكوك، “لا تخبرني بالأكاذيب.
“هاها، كما قال اللورد الصالح نفسه، ‘حتى لو كان هناك عملة نحاسية واحدة فقط، علينا أن نشاركها مع إخواننا’.” تلا قولًا مأثورًا ذاع صيته بين رعاة منطقة داريج.
“يا صديقي، تم إختلاق معظم هذه الحكايات لتخويف الأطفال الصغار. كيف يمكن أن تكون حقيقية؟
دائما ما كان رجل أفعال، لقد علم أن التحقيق في أسطورة القرية لم يتحمل الإنتظار. إذا تهاون، فإن أخته أورور ستسمع عن ذلك بالتأكيد، ولن تسمح له أبدًا بالإستمرار في ذلك.
“وعلاوة على ذلك، سينتهي الأمر بأي شخص يسعى للحصول على قوة المشعوذ إلى محاكم التحقيق!”
كان رجلاً نحيلاً بعيون غارقة وشعر دهني مجعد. أشارت لحيته الخفيفة إلى أنه قد مر بعض الوقت منذ أن حلق آخر مرة.
وقعت جمهورية إنتيس في القارة الشمالية، حيث كانت الآلهة الأرثوذكسية هي الشمس المشتعلة الأبدية، إله البخار والآلات. قسمت هاتان الكنيستان إيمان جميع الناس تقريبًا، ولم تسمحا لكنيسة إلهة الليل الدائم، كنيسة لورد العواصف من مملكة لوين، كنيسة الأم الأرض من مملكة فينابوتر، كنيسة إله المعرفة والحكمة من لينبورغ وكنيسة إله القتال من إمبراطورية فيساك بالدخول والتبشير.
“لهذا السبب بالتحديد أنا بحاجة إلى تأكيد ذلك مع والدك.” أجاب لوميان، نظرة خبيثة في عينه تقول، ‘أنت ترى إلى أين أذهب بهذا، أليس كذلك؟’
خشي الجميع محاكم التفتيش الخاصة بكنيسة الشمس المشتعلة الأبدية. تم سجن عدد لا يحصى من الهراطقة وتعرضوا لتعذيب لا يمكن تصوره.
كان لباسها ثوبًا طويلًا منسدلًا برتقالي اللون، وكانت خصلات شعرها بنية غنية، مشدودة بإلتفافات لطيفة. كانت عيناها الثاقبتان السماويتان مثبتتين على المشروب القرمزي الذي زين يدها الرقيقة.
ضحك لوميان، “لماذا تشعر بالقلق الآن، يا صديقي؟ لقد قلتها بنفسك، معظم هذه الأساطير خاطئة. فرص العثور على رفات مشعوذ ضئيلة للغاية.
بالنسبة للرعاة الذين اضطروا إلى السفر لمسافات طويلة، كان الحصول على زوج جيد ومناسب من الأحذية الجلدية هو أكثر رغبة إلحاحًا وطَلَبًا.
“علاوة على ذلك، حتى لو صادفنا بقايا مشعوذ، فليس علينا أن نأخذ قوته المحرمة. يمكننا أن نعطيها للكنيسة ونحصل على مكافأة رائعة. أوه نعم، قبر المشعوذ يفيض بالكنوز بالتأكيد.”
توقف لوميان للحظة، عيناه تفحصان المنطقة قبل أن يستدير ويتقدم نحو حفرة الري المحلية مع رايمون.
الكنيسة التي تحدث عنها لوميان كانت كنيسة الشمس المشتعلة الأبدية. لم تكن كنيسة إله البخار والآلات موجودة في كوردو، حيث عادةً ما وجدت في المدن الكبيرة والأماكن التي تحوي مصانعًا.
إستمتعوا~~
برؤية الإغراء ينمو في عيون رايمون، لم يستطع لوميان منع نفسه من نقر لسانه برضا.
أراك غدا إن شاء الله
“هل تريد حقًا أن تصبح راعيًا يا صديقي؟”
كان هذا الشخص يرتدي معطفًا طويلًا بنيًا داكنًا مع قلنسوة. تم ربط حبل حول خصره، وكان يرتدي زوجًا من الأحذية الجلدية السوداء المرنة الجديدة تمامًا.
لم يكن ‘ الراعي’ الذي تحدث عنه هو الفكرة الرومانسية عن الراعي، الذي يرعى الأغنام، التي غالبًا ما كانت لدى سكان المدينة. لا، كانت هذه مهنة. كل صباح، كان عليهم أن يقودوا قطيعًا من الأغنام لرعيهم ومراقبتهم.
“يا إلهي، لماذا تريد أن تؤكد ما إذا كانت هذه الأسطورة صحيحةً حتى؟”
وقعت كوردو في داريج، مقاطعة ريستون. كونك راعيًا قد كان مهنة هنا، مهنة صعبةً ووحيدةً جدًا.
نظر رايمون غريغ إلى لوميان بإرتباك عميق على وجهه.
لقد عملوا لدى مالكي الأغنام، يرعون العشرات، بل مئات الأغنام حتى، ذهابًا وإيابًا بين الجبال والسهول.
ومع ذلك، وجد رايمون، البالغ من العمر 17 عامًا، عدة أسباب لتأجيل هذا الأمر لأكثر من عامين. إذا لم تتغير ظروفه، فسيتعين عليه البدء في تعلم كيفية الرعي العام المقبل.
ذلك هو الرَعي. في كل خريف، ستذبل الجبال المحيطة بكوردو، وسيقود الرعاة الأغنام من الممر الجبلي إلى السهول البعيدة الأكثر دفئًا، سيعبرون أحيانًا الحدود إلى فينابوتر، لينبورغ، وبلدان أخرى. بحلول بداية شهر مايو، سيعيدون الخراف إلى قرى مختلفة لقصها وفطم الحملان. في يونيو، سيقومون برحلة عبر الجبال وصولاً إلى السلاسل الشاهقة. سيعيشون في أكواخ ويصنعون الجبن أثناء رعي الأغنام حتى يصبح الجو باردًا.
كان بيير بيري راعيًا وكان الوقت حينها في بداية شهر أبريل فقط. يجب أن يكون يرعى خرافه في الحقول وراء الممر الجبلي. كيف وجد نفسه في القرية؟
أمضى الرعاة حياتهم بأكملها في التنقل، متنقلين من مكان إلى آخر. لم يكن لديهم سوى نافذة صغيرة للعودة إلى القرية، مما جعل تكوين أسرة شبه مستحيل. كان معظمهم عُزبًا، والأرامل القلائل اللائي لم يكن لديهن خيار سوى رعي الأغنام لكسب لقمة العيش، كانوا مطلوبين بشدة من قبل الرعاة.
كان رجلاً نحيلاً بعيون غارقة وشعر دهني مجعد. أشارت لحيته الخفيفة إلى أنه قد مر بعض الوقت منذ أن حلق آخر مرة.
صمت رايمون.
دائما ما كان رجل أفعال، لقد علم أن التحقيق في أسطورة القرية لم يتحمل الإنتظار. إذا تهاون، فإن أخته أورور ستسمع عن ذلك بالتأكيد، ولن تسمح له أبدًا بالإستمرار في ذلك.
بعد فترة طويلة، قال بتردد، “سأستمع إليك. يبدو الأمر ممتعًا بالفعل، ويمكنني استخدام شيء ما لتمضية الوقت.”
كان الصوم الكبير مهرجانًا مشهورًا على نطاق واسع في جميع أنحاء إنتيس. رحب الناس بقدوم الربيع بطرق مختلفة وصلَّوا من أجل حصاد مثمر لهذا العام.
في السياق العادي للأحداث، بمجرد أن تقرر الأسرة الطفل الذي سيصبح راعيًا، سيرسلونه إلى موقع راعي معين للمساعدة بين سن الخامسة عشرة والثامنة عشرة. هناك سيتعلم أمور الرعي. بعد ثلاث سنوات، سيصبح الشاب راعيًا بشكل رسمي ويبحث عن عمل في مكان آخر.
بدت جميلة ومتكاسلة في غير مكانها في الحانة البائسة المضاءة بشكل خافت.
ومع ذلك، وجد رايمون، البالغ من العمر 17 عامًا، عدة أسباب لتأجيل هذا الأمر لأكثر من عامين. إذا لم تتغير ظروفه، فسيتعين عليه البدء في تعلم كيفية الرعي العام المقبل.
“لا حاجة. ليس لديك الكثير من المال.” أجاب رايمون بدون تفكير.
“هيا.” قال لوميان وهو يربت على كتف رايموند، “هل والدك في الحقول أم في المنزل؟”
في كوردو، اختار الناس فتاة جميلة لتلعب دور إلف الربيع في الصوم الكبير. كان كل ذلك جزءًا من الاحتفال.
“في الآونة الأخيرة، ليس هناك الكثير من العمل. يقترب الصوم الكبير بسرعة. سيكون إما في المنزل أو في الحانة.” أطلق رايمون صوت حسد. “أنت لا تعرف أي شيء عن هذا؟ أنت بالتأكيد لستَ مزارعًا. لديك أخت محظوظة!”
ضحك بيير.
وضع لوميان يديه في جيوبه وتحرك إلى الأمام متجاهلًا رثاء رايمون.
دائما ما كان رجل أفعال، لقد علم أن التحقيق في أسطورة القرية لم يتحمل الإنتظار. إذا تهاون، فإن أخته أورور ستسمع عن ذلك بالتأكيد، ولن تسمح له أبدًا بالإستمرار في ذلك.
بينما اقتربوا من الحانة المتهدمة للقرية، خرج شخص من الشارع الجانبي.
“لا تقلق. لدي رفيق ليساعدني في رَعيِّ الخراف. ذلك هو جمال كونك راعيًا. بدون مشرف، طالما يمكنني العثور على شخص لمساعدتي، يمكنني الذهاب حيثما أريد. أنا أنا حر كالطيور.”
كان هذا الشخص يرتدي معطفًا طويلًا بنيًا داكنًا مع قلنسوة. تم ربط حبل حول خصره، وكان يرتدي زوجًا من الأحذية الجلدية السوداء المرنة الجديدة تمامًا.
بعد فترة طويلة، قال بتردد، “سأستمع إليك. يبدو الأمر ممتعًا بالفعل، ويمكنني استخدام شيء ما لتمضية الوقت.”
“بيير؟ بيير من عائلة بيري؟” صرخ رايمون في مفاجأة.
“لا تقلق. لدي رفيق ليساعدني في رَعيِّ الخراف. ذلك هو جمال كونك راعيًا. بدون مشرف، طالما يمكنني العثور على شخص لمساعدتي، يمكنني الذهاب حيثما أريد. أنا أنا حر كالطيور.”
توقف لوميان في مساراه واستدار لينظر.
مع مغادرتهم الساحة ودخولهم أعمق في القرية، نزل الإلهام على رايمون فجأة.
“ذلك أنا.” أجاب بيير بيري بابتسامة عريضة وتلويحة بيده.
كان قد بدأ للتو رحلته فقط، وحتى لو ذهب إلى لينبورغ أو شمال فينابوتر، فسيستغرقه الأمر شهرًا للعودة إلى جبال داريج.
كان رجلاً نحيلاً بعيون غارقة وشعر دهني مجعد. أشارت لحيته الخفيفة إلى أنه قد مر بعض الوقت منذ أن حلق آخر مرة.
في نظر أورور، كان الخوض في عالم القوى غير العادية كاللعب بالنار.
“لماذا عدت؟” سأل رايمون في حيرة.
“أعتقد أن أسطورة المشعوذ تستحق اهتمامنا.”
كان بيير بيري راعيًا وكان الوقت حينها في بداية شهر أبريل فقط. يجب أن يكون يرعى خرافه في الحقول وراء الممر الجبلي. كيف وجد نفسه في القرية؟
ومع ذلك، وجد رايمون، البالغ من العمر 17 عامًا، عدة أسباب لتأجيل هذا الأمر لأكثر من عامين. إذا لم تتغير ظروفه، فسيتعين عليه البدء في تعلم كيفية الرعي العام المقبل.
كان قد بدأ للتو رحلته فقط، وحتى لو ذهب إلى لينبورغ أو شمال فينابوتر، فسيستغرقه الأمر شهرًا للعودة إلى جبال داريج.
“مشعوذ، يا صديقي، ذلك ما نبحث عنه! إذا استطعنا تأكيد المنزل الذي عاش فيه والمكان الذي دفن فيه، فقد نكشف سره ونكتسب قوى سحرية تتجاوز البشر العاديين.” أجاب لوميان، كلماته الصادقة تُقَطِّرُ بالخداع.
بعيونه الزرقاء الدافئة المبتسمة، صرخ بيير بفرح، “أليست فترة الصوم الكبير تقترب؟ لم أحتفل بها منذ سنوات. لا يمكنني أن أفوتها هذا العام!”
“مشعوذ، يا صديقي، ذلك ما نبحث عنه! إذا استطعنا تأكيد المنزل الذي عاش فيه والمكان الذي دفن فيه، فقد نكشف سره ونكتسب قوى سحرية تتجاوز البشر العاديين.” أجاب لوميان، كلماته الصادقة تُقَطِّرُ بالخداع.
“لا تقلق. لدي رفيق ليساعدني في رَعيِّ الخراف. ذلك هو جمال كونك راعيًا. بدون مشرف، طالما يمكنني العثور على شخص لمساعدتي، يمكنني الذهاب حيثما أريد. أنا أنا حر كالطيور.”
~~~
كان الصوم الكبير مهرجانًا مشهورًا على نطاق واسع في جميع أنحاء إنتيس. رحب الناس بقدوم الربيع بطرق مختلفة وصلَّوا من أجل حصاد مثمر لهذا العام.
بقي رايمون غير مقتنع.
على الرغم من أنه لم يكن له أي علاقة بكنيسة الشمس المشتعلة الأبدية أو كنيسة إله البخار والآلات، فقد أصبح بالفعل جزءًا من الفولكلور ولم يتضمن عبادة آلهة وثنية. لذلك، فقد حظي بموافقة ضمنية من الفصائل الأرثوذكسية.
الكنيسة التي تحدث عنها لوميان كانت كنيسة الشمس المشتعلة الأبدية. لم تكن كنيسة إله البخار والآلات موجودة في كوردو، حيث عادةً ما وجدت في المدن الكبيرة والأماكن التي تحوي مصانعًا.
“تريد أن ترى من سيتم اختيارها لتكون إلف الربيع هذا العام، أليس كذلك؟” مازح لوميان، يشع بإبتسامة.
فجأة، توقف بصره.
في كوردو، اختار الناس فتاة جميلة لتلعب دور إلف الربيع في الصوم الكبير. كان كل ذلك جزءًا من الاحتفال.
“في الآونة الأخيرة، ليس هناك الكثير من العمل. يقترب الصوم الكبير بسرعة. سيكون إما في المنزل أو في الحانة.” أطلق رايمون صوت حسد. “أنت لا تعرف أي شيء عن هذا؟ أنت بالتأكيد لستَ مزارعًا. لديك أخت محظوظة!”
ضحك بيير.
أصبح بيير بيري متحمس، “مديري الجديد ليس سيئًا على الإطلاق. لقد أعطاني القليل من الأغنام وبعض الصوف والجبن والجلد.”
“آمل أن تكون أختك أورور، لكنها بالتأكيد لن توافق، وهي ليست في السن المناسب أيضًا.”
وضع لوميان يديه في جيوبه وتحرك إلى الأمام متجاهلًا رثاء رايمون.
“حسنًا.” قال مشيرًا نحو الحانة على بعد رمية حجر، “سأتوجه إلى الكاتدرائية لأصلي. الشراب علي لاحقًا.”
“ما المهم فيها لتلك الدرجة؟” سأل رايمون بعد بعض التفكير.
“لا حاجة. ليس لديك الكثير من المال.” أجاب رايمون بدون تفكير.
في كوردو، اختار الناس فتاة جميلة لتلعب دور إلف الربيع في الصوم الكبير. كان كل ذلك جزءًا من الاحتفال.
“هاها، كما قال اللورد الصالح نفسه، ‘حتى لو كان هناك عملة نحاسية واحدة فقط، علينا أن نشاركها مع إخواننا’.” تلا قولًا مأثورًا ذاع صيته بين رعاة منطقة داريج.
وقعت جمهورية إنتيس في القارة الشمالية، حيث كانت الآلهة الأرثوذكسية هي الشمس المشتعلة الأبدية، إله البخار والآلات. قسمت هاتان الكنيستان إيمان جميع الناس تقريبًا، ولم تسمحا لكنيسة إلهة الليل الدائم، كنيسة لورد العواصف من مملكة لوين، كنيسة الأم الأرض من مملكة فينابوتر، كنيسة إله المعرفة والحكمة من لينبورغ وكنيسة إله القتال من إمبراطورية فيساك بالدخول والتبشير.
ابتسم لوميان نحو رايمون قائلاً، “بيير ثَري. سيشتري لنا بالتأكيد مشروبًا!” مشيرًا إلى الأحذية الجلدية الجديدة لبيير بيري.
كيف لا يمكنني معرفة أن هناك خطر؟ لن تكذب أورور عليَّ بخصوص هذا الأمر. ولكن، حتى لو إشتعل العالم، يجب أن أستمر في المضي قدما. لا يمكنني السماح لأورور بمواجهة هذا بمفردها… بينما نهض، أومضت هذه الفكرة عبر ذهن لوميان.
أصبح بيير بيري متحمس، “مديري الجديد ليس سيئًا على الإطلاق. لقد أعطاني القليل من الأغنام وبعض الصوف والجبن والجلد.”
“ما المهم فيها لتلك الدرجة؟” سأل رايمون بعد بعض التفكير.
تم الدفع للرعاة بالطعام، مبلغ صغير من المال، والحيوانات المشتركة، بالإضافة للجبن، الصوف، الجلود. كان المبلغ الذي حصلوا عليه يعتمد على الاتفاقية التي وقعوا عليها مع صاحب العمل.
وضع لوميان يديه في جيوبه وتحرك إلى الأمام متجاهلًا رثاء رايمون.
بالنسبة للرعاة الذين اضطروا إلى السفر لمسافات طويلة، كان الحصول على زوج جيد ومناسب من الأحذية الجلدية هو أكثر رغبة إلحاحًا وطَلَبًا.
بينما راقب لوميان بيير بيري وهو يندفع نحو ساحة البلدة، أصبحت نظراته تدريجيًا جادة ومليئة بالريبة.
كان الصوم الكبير مهرجانًا مشهورًا على نطاق واسع في جميع أنحاء إنتيس. رحب الناس بقدوم الربيع بطرق مختلفة وصلَّوا من أجل حصاد مثمر لهذا العام.
تمتم لنفسه بصمت، الذهاب لأسبوع، أسبوعين أو ربما حتى شهر لحضور الصوم الكبير فقط؟
برؤية الإغراء ينمو في عيون رايمون، لم يستطع لوميان منع نفسه من نقر لسانه برضا.
توقف لوميان للحظة، عيناه تفحصان المنطقة قبل أن يستدير ويتقدم نحو حفرة الري المحلية مع رايمون.
خشي الجميع محاكم التفتيش الخاصة بكنيسة الشمس المشتعلة الأبدية. تم سجن عدد لا يحصى من الهراطقة وتعرضوا لتعذيب لا يمكن تصوره.
كانت الحانة عبارة مبنى عادي بدون أي لقب فاخر للحديث عنه. أشار إليها سكان المدينة بمودة بإسم الحانة القديمة.
بدت جميلة ومتكاسلة في غير مكانها في الحانة البائسة المضاءة بشكل خافت.
عند دخولهم، مسحت عيون لوميان الغرفة من باب العادة.
ابتسم ابتسامة يظهرها عادةً للحظات عندما كان على وشك خداع شخص ما.
فجأة، توقف بصره.
بينما اقتربوا من الحانة المتهدمة للقرية، خرج شخص من الشارع الجانبي.
هناك، أمامه، كانت الغريبة التي غادرت على عجل في الليلة السابقة.
كان رايمون لا يزال يبدو حائرًا وهو يحدق في لوميان. “لماذا قد تحتاج إلى معرفة مثل هذه التفاصيل؟”
كانت وحيدة، ليست بصحبة ريان، ليا وفالنتين.
أصبح تعبير رايمون مملوءًا بالشكوك، “لا تخبرني بالأكاذيب.
كان لباسها ثوبًا طويلًا منسدلًا برتقالي اللون، وكانت خصلات شعرها بنية غنية، مشدودة بإلتفافات لطيفة. كانت عيناها الثاقبتان السماويتان مثبتتين على المشروب القرمزي الذي زين يدها الرقيقة.
“ما المهم فيها لتلك الدرجة؟” سأل رايمون بعد بعض التفكير.
بدت جميلة ومتكاسلة في غير مكانها في الحانة البائسة المضاءة بشكل خافت.
كانت وحيدة، ليست بصحبة ريان، ليا وفالنتين.
~~~
دائما ما كان رجل أفعال، لقد علم أن التحقيق في أسطورة القرية لم يتحمل الإنتظار. إذا تهاون، فإن أخته أورور ستسمع عن ذلك بالتأكيد، ولن تسمح له أبدًا بالإستمرار في ذلك.
فصل اليوم الثاني، أرجوا أن يعجبكم
لم يكن ‘ الراعي’ الذي تحدث عنه هو الفكرة الرومانسية عن الراعي، الذي يرعى الأغنام، التي غالبًا ما كانت لدى سكان المدينة. لا، كانت هذه مهنة. كل صباح، كان عليهم أن يقودوا قطيعًا من الأغنام لرعيهم ومراقبتهم.
أراك غدا إن شاء الله
“هاها، كما قال اللورد الصالح نفسه، ‘حتى لو كان هناك عملة نحاسية واحدة فقط، علينا أن نشاركها مع إخواننا’.” تلا قولًا مأثورًا ذاع صيته بين رعاة منطقة داريج.
إستمتعوا~~
بينما راقب لوميان بيير بيري وهو يندفع نحو ساحة البلدة، أصبحت نظراته تدريجيًا جادة ومليئة بالريبة.
“ذلك أنا.” أجاب بيير بيري بابتسامة عريضة وتلويحة بيده.
“لماذا عدت؟” سأل رايمون في حيرة.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
