نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

التناسخ اللعين 171

المسابقة (2)

المسابقة (2)

الفصل 171: المسابقة (2)

 

عندما اقترب يوجين من الباب المغلق لفتحه، شعر بخطى صامتة تتحرك بعيدا على الجانب الآخر. وقف يوجين وانتظر أمام الباب لبضع لحظات. بعد ذلك، عند رؤية كيف ظل الباب مغلقا، اقتربت أصوات شخص يتسلل ببطء مرة أخرى.

لن يكون من المبالغة القول إن يوجين حاليا هو أشهر شاب في عشيرة لايونهارت بأكملها. قد يكون هناك الكثير من الشائعات التي تدور حوله، لكن يوجين من المشاهير الغامضين الذين لم يظهروا مرة واحدة في أي من التجمعات الاجتماعية التي يحضرها بانتظام نبلاء كيهل. نتيجة لذلك، لم يستطع المتفرجون إلا أن يحملوا الكثير من التوقعات في أعينهم وهم يشاهدون يوجين.

 

 

سحب يوجين الباب مفتوحًا على الفور.

تدفقت المحادثات المليئة بمثل هذا المحتوى في جميع أنحاء حشد المتفرجين بأكمله.

 

 

“كيااااا!”

 

“إييييك!”

 

رن صوت صراخ شخصان.

 

 

 

نظر يوجين عبر المدخل المفتوح بوجه متجهم. على الجانب الآخر من الباب، رأى ديزرا، التي قفزت للخلف بضع خطوات وتم القبض عليها الآن في وضع مذنب، وسيل، التي تحافظ على تعبير وقح كما لو أنها رفضت الاعتراف بأنها أصدرت للتو مثل هذا الصوت المحرج.

“ظلت عشيرة لايونهارت تحمي كيهل منذ ثلاثمائة عام. دون الحصول على أي ألقاب رسمية للقيام بذلك! ومع ذلك، فإن الإمبراطور، الذي تمتلئ بطنه بالجشع والغرور، لا يقدر عملنا الشاق ويسعى إلى استهدافنا في وقت ضعفنا، والدوس على اسم عائلتنا والتوق إلى قوتنا.” قالت كارمن هذه الكلمات بغضب بارد.

 

“لا، فقط دعني أذهب.” طلب يوجين، وهو يهز رأسه بقوة.

لقد جاءت الكياااا من سيل، بينما جاءت الـإيييك من ديزرا.

“…أنا لست نادما على ذلك.” أعلن غيلياد في النهاية. “كما قلت، يا عمتي، شخص ما بحاجة إلى اتخاذ قرار. وهذا القرار هو الشيء الذي أنا، كَـبطريرك الأسرة، يجب أن أقرره.”

 

“صرخت مرة واحدة فقط!” جادلت ديزرا.

“ماذا تفعلان هنا؟” سأل يوجين.

 

 

 

“ماذا تظنني كنت أفعل مثلًا؟ أنا أمر بجانب هذا المدخل فقط.” كذبت سيل بشكل واضح وسرعان ما هدأت قلبها النابض بسرعة من الصدمة التي تلت ذلك. ألقت سيل نظرة جانبية على ديزرا، التي لا تزال تتراجع إلى الوراء، ووبختها، “ديزرا الغبية، لماذا أحدثت مثل هذا الضجيج القبيح؟”

 

“هاه؟” تلعثمت ديزرا.

ثم ركض لامان، الذي يقف خلفهم، على عجل والتقط عباءة يوجين.

 

 

“لقد بدأتِ في إصدار أصوات مثل الحمقاء الآن.” اتهمتها سيل: “أنا أتحدث عن تلك الصرخات السخيفة — كياااا و إييييك. بغض النظر عن مدى دهشتك، أليس من المبالغة أن تصرخي مرتين على التوالي؟”

 

“ماذا تقصدين بذلك؟” احتجت ديزرا. “لم أصرخ مرتين. أيضًا، بالمعنى الدقيق للكلمة، الصوت الذي صدر مني للتو هو أكثر كَـتفاجئ من صراخ—”

عندما اقترب يوجين من الباب المغلق لفتحه، شعر بخطى صامتة تتحرك بعيدا على الجانب الآخر. وقف يوجين وانتظر أمام الباب لبضع لحظات. بعد ذلك، عند رؤية كيف ظل الباب مغلقا، اقتربت أصوات شخص يتسلل ببطء مرة أخرى.

“لا، لقد صرخت بالتأكيد مرتين. بفضل ذلك، تجمدتِ أيضا بسبب المفاجأة!” أصرت سيل، وليس لديها نية للاعتراف بأنها أطلقت أي صرخة. في نفس الوقت، هناك سؤال يختمر في زاوية قلبها، ‘كنت بالتأكيد أنتبه لأي علامات على وجوده، إذن كيف؟’

 

لاحظ يوجين أيضا أن سيل تحاول قراءة آثار وجوده. لذلك، لمضايقة سيل، أخفى كل علامات وجوده وانتظر عند الباب. بغض النظر عن مدى حرص حواس سيل، من المستحيل على سيل اكتشافه إذا صمم يوجين على إخفاء نفسه.

“على أي حال، مجرد حقيقة أنه موهوب للغاية هو أمر غير إنساني. انظري إلي. أنا موهوب بشكل معتدل فقط، لذلك أنا أفيض بالإنسانية. هل تعلمين؟ أنا في الواقع أكثر شعبية بين فرسان الوايت لايونز من يوجين.” قال سيان بلا مبالاة قليلا ثم تفاخر بقوة أمام سيل.

 

‘الغرض من التورط في هذا هو جذب اهتمام اللورد ألتشستر بعد كل شيء، لذلك يجب أن يساعد هذا في ذلك.’ أقنع يوجين نفسه.

“صرخت مرة واحدة فقط!” جادلت ديزرا.

 

 

ومع ذلك، لم يدم هذا لفترة طويلة، حيث سرعان ما أدرك المتفرجون من هو يوجين. اللباس الرسمي لعشيرة لايونهارت، مع شعار لايونهارت على صدره الأيسر. ذلك، إلى جانب شعره الرمادي الأشعث وعيناه الذهبيتان، كل هذا يكفي للكشف عن هويته.

“ديزرا! هل أنت، مرافقة فقط، تجرؤين حقًا على مجادلتي، أنا الضابط الموجه خاصتك؟” قالت سيل وهي تنظر إلى ديزرا بتعبير صارم.

 

 

أوضح بليزيكو قائلا: “من خلال هذه المسابقة، يعتزم جلالته تأكيد هل عشيرة لايونهارت تمكنت أم لا من تحقيق أدنى تقدم في تصحيح سقوطها البطيء. هذا هو السبب في أنه سمح للجميع هنا بمراقبة المنافسة حتى يتمكنوا من تأكيدها بأنفسهم. حتى لو هزم فرسان الوايت لايونز فرسان التنين الأبيض في هذه المسابقة، فإن جلالة الملك سيظل سعيدا جدا بهذه النتيجة.”

تماما كما قالت سيل.

“على أي حال، مجرد حقيقة أنه موهوب للغاية هو أمر غير إنساني. انظري إلي. أنا موهوب بشكل معتدل فقط، لذلك أنا أفيض بالإنسانية. هل تعلمين؟ أنا في الواقع أكثر شعبية بين فرسان الوايت لايونز من يوجين.” قال سيان بلا مبالاة قليلا ثم تفاخر بقوة أمام سيل.

 

بووف.

كجزء من حملة التجنيد الضخمة التي سنها فرسان البلاك لايونز، اتبعت ديزرا حلمها وانضمت إلى الفرقة الثالثة لفرسان البلاك لايونز، بقيادة كارمن لايونهارت، التي أعجبت بها ديزرا.

“لا، فقط دعني أذهب.” طلب يوجين، وهو يهز رأسه بقوة.

 

“أنتِ على حق.” اعترف ديزرا بتعبير محرج. “الحقيقة هي أنني صرخت مرتين.”

بفضل ذلك، تمكن ديزرا لحسن الحظ من ارتداء زي فرسان البلاك لايونز، ولكن لسوء الحظ، مهارات ديزرا تفتقر إلى حد كبير بالنسبة لِـعضو في البلاك لايونز. في النهاية، صارت ديزرا متدربةً ومساعدة لتلميذة كارمن، سيل.

فتحت كارمن ولاعتها ووضعت سيجارًا في فمها قبل المتابعة، “على الرغم من أنه بنى ببطء المزيد والمزيد من القوة، إلا أنه لم يحصل على أي مكان لإطلاقها. ومع ذلك، هناك الكثير من الاعتبارات التي يجب اتخاذها قبل بدء الحرب. ولكن عندما بدأ سلطان نهاما في تقطير لعابه هنا وهناك لأن بطنه مليئة بالجشع والغرور، فمن الأفضل أن تصدق أن إمبراطورنا المهيب يسيل لعابه بنفس القدر.”

 

 

“…هذا….هذا فقط سخيف. حتى مع كونكِ الضابط الموجه، سيدة سيل، لا يمكنني تقبل اتهامي بفعل شيء لم أفعله.” جادلت ديزرا بعناد.

 

 

 

قالت سيل وهي تنظر إلى ديزرا بعيون ضيقة: “إذا واصلت هذا الأمر، فلن أعتني بك في المرة القادمة التي نخرج فيها معا.”

فتحت كارمن ولاعتها ووضعت سيجارًا في فمها قبل المتابعة، “على الرغم من أنه بنى ببطء المزيد والمزيد من القوة، إلا أنه لم يحصل على أي مكان لإطلاقها. ومع ذلك، هناك الكثير من الاعتبارات التي يجب اتخاذها قبل بدء الحرب. ولكن عندما بدأ سلطان نهاما في تقطير لعابه هنا وهناك لأن بطنه مليئة بالجشع والغرور، فمن الأفضل أن تصدق أن إمبراطورنا المهيب يسيل لعابه بنفس القدر.”

 

“أي نوع من الهراء هو هذا….؟”

بسبب هذه الكلمات، بدأت عيون ديزرا ترتجف بتردد.

“…حقًا الآن…” أطلق ألتشستر تنهيدة قصيرة وهز رأسه.

 

 

فقط من خلال الاستماع إلى محادثتهم، قد يشعر المرء أن سيل هي نموذج للحقارة لإصدار مثل هذا التهديد، لكن بشكل غير متوقع، إعتنت سيل بالفعل بديزرا بعدة طرق بعد أن انضمت مؤخرًا إلى البلاك لايونز كمساعد لها.

“لا تنظر بازدراء إلى عشيرة لايونهارت.” قال ألتشستر: “إنهم العشيرة العسكرية التي سادت على قمة الإمبراطورية على مدى الثلاثمائة عام الماضية. من بين جميع الفرسان المفتونين بسمعتهم، يتم اختيار فقط أولئك الذين لديهم مهارات استثنائية بعناية للانضمام إليهم وتلقي مزيد من التدريب ليصيروا أعضاء في فرسان الوايت لايونز.”

 

 

“أنتِ على حق.” اعترف ديزرا بتعبير محرج. “الحقيقة هي أنني صرخت مرتين.”

 

“هل سمعت ذلك؟” تفاخرت سيل بتعجرف وهي تنظر إلى يوجين.

 

 

خفض صوته إلى أدنى مستوى ممكن، كما لو إنه يقول سرًا عظيمًا، وهمس الماركيز، “عشيرة لايونهارت هي عائلة أرستقراطية مرموقة يمكن حتى تسميتها أقوى دعامة لكيهل. سلفهم، فيرموث العظيم، بطلٌ عظيما سيترك اسمه إلى الأبد في تاريخ القارة…..وإذا حاولت هذه العشيرة البدء في انقلاب….فقط كم سيكون هذا صعبًا على صاحب الجلالة؟”

“…وماذا تريدين مني؟” سأل يوجين.

قالت سيل وهي تنظر إلى ديزرا بعيون ضيقة: “إذا واصلت هذا الأمر، فلن أعتني بك في المرة القادمة التي نخرج فيها معا.”

 

“نعم.” أجاب هازارد، قائد الفرقة الثانية لفرسان الوايت لايونز، بإيماءة. “إذا تعِبتَ أو أُصِبت، فلا بأس إذا لم تتحدى الخصم التالي وتغادر الحلبة. هذه ليست معركة حتى الموت بعد كل شيء….”

“لماذا تستمر في التطفل على مكتب السيدة كارمن في الآونة الأخيرة؟” سألت سيل بينما اختفت الابتسامة التي تم لصقها للتو على وجهها. محدقة بوجه يوجين مع تعبير مشبوه، سألت سيل، “لا يمكن أنك تفكر في أن تصير تلميذ السيدة كارمن، أليس كذلك؟”

 

“هل هناك شيء خاطئ في ذلك؟” سأل يوجين.

 

 

“ماذا تظنني كنت أفعل مثلًا؟ أنا أمر بجانب هذا المدخل فقط.” كذبت سيل بشكل واضح وسرعان ما هدأت قلبها النابض بسرعة من الصدمة التي تلت ذلك. ألقت سيل نظرة جانبية على ديزرا، التي لا تزال تتراجع إلى الوراء، ووبختها، “ديزرا الغبية، لماذا أحدثت مثل هذا الضجيج القبيح؟”

“لا يمكنك.” رفضت سيل بشدة. “أنت تتلقى بالفعل إرشادات خاصة من السير جينوس. إذا قبلت تعليمات من السيدة كارمن فوق ذلك، سيكون ذلك جشعًا جدا وغير عادل.”

‘عادة، ينتهي كل شيء قبل حدوث مواجهة شاملة.’

“هذا صحيح….سيدي يوجين. السيدة كارمن مشغولة للغاية بالفعل بتوجيه الفرقة الثالثة فقط.” دعمت ديزرا سيل بينما تتعثر في مخاطبة يوجين بِـسيدي.

 

ومع ذلك، نظرًا لأنها اضطرت الآن إلى استخدام التكريم كلما اضطرت إلى مخاطبة سيان وسيل، فسيكون من المحرج بالنسبة لها عدم استخدام سيدي عند مخاطبة يوجين أيضًا. والآن بعد أن صارت عضوا في الفرقة الثالثة، عليها فقط أن تبذل قصارى جهدها لتعتاد على مخاطبة أولئك من العائلة الرئيسية بإسم سيدي أو سيدتي.

 

علق يوجين وهو ينظر إلى كارمن، الواضعة ساقيها على الطاولة: “يجب أن يكون من الجيد الاستمرار في تلقي مثل هذه المودة من كل مكان.”

هناك تسعة فرسان من الوايت لايونز سيشاركون في هذه المسابقة.

 

 

بووف، بووف.

 

 

عندما مد يوجين ببطء يده وفك مفاصل إحدى يديه، ظلت يده الأخرى مطوية داخل عباءته، تتفقد أسلحته.

ظلت كارمن تفتح وتغلق ولاعتها بينما تحاول كبح الابتسامة التي توشك على الانتشار عبر شفتيها.

 

 

 

“الوقت يقترب ببطء من التاريخ المقرر لبداية للمسابقة، لذا ماذا تفعلان يا رفاق هنا؟ حتى مع حقيقة أنكما لن تشاركا، ألم يتم إعطاء وقت راحة لجميع أعضاء الفرسان لكي يشاهدوا المسابقة؟” استفسر يوجين.

‘الغرض من التورط في هذا هو جذب اهتمام اللورد ألتشستر بعد كل شيء، لذلك يجب أن يساعد هذا في ذلك.’ أقنع يوجين نفسه.

 

“لماذا تستمر في التطفل على مكتب السيدة كارمن في الآونة الأخيرة؟” سألت سيل بينما اختفت الابتسامة التي تم لصقها للتو على وجهها. محدقة بوجه يوجين مع تعبير مشبوه، سألت سيل، “لا يمكن أنك تفكر في أن تصير تلميذ السيدة كارمن، أليس كذلك؟”

“لهذا السبب نحن هنا.” ادعت سيل. “لقد جئنا لاصطحابك أنت والسيدة كارمن.”

 

قال يوجين معتذرًا: “اعتذاري، لكن لسوء الحظ، لن أتمكن من التسكع براحة معكم.”

“حقا؟ بما أن هذا هو الحال، هل لا بأس إذا بقيت خارج العباءة وشاهدت المبارزة من الجانب؟” طلبت مير.

 

 

“لِمَ لا؟” اشتكت سيل.

عندما اقترب يوجين من الباب المغلق لفتحه، شعر بخطى صامتة تتحرك بعيدا على الجانب الآخر. وقف يوجين وانتظر أمام الباب لبضع لحظات. بعد ذلك، عند رؤية كيف ظل الباب مغلقا، اقتربت أصوات شخص يتسلل ببطء مرة أخرى.

 

 

أجاب يوجين دون أي أثر للتردد أو القلق: “لأنني قررت المشاركة في المسابقة.”

 

 

 

اتسعت عيون سيل وديزرا بِـدهشة.

 

 

“….هل هذا يوجين لايونهارت؟”

منذ ثلاثمائة عام مضت، اتخذت عشيرة لايونهارت الغابة المترامية الأطراف بأكملها على الحدود الغربية لسيريس كمجال لها، ولم توجد منازل نبيلة أخرى تقع على مشارف أراضيهم.

 

 

 

بعبارات أخرى، المجال الذي ستجرى فيه المنافسة ليس جزءا من الملكية الخاصة لعشيرة لايونهارت. تنتمي هذه المنطقة إلى كيهل كجزء من الأراضي المملوكة مباشرة للإمبراطور.

“ماذا تقصدين بذلك؟” احتجت ديزرا. “لم أصرخ مرتين. أيضًا، بالمعنى الدقيق للكلمة، الصوت الذي صدر مني للتو هو أكثر كَـتفاجئ من صراخ—”

 

 

ونظرًا لأن هذه المواجهة برمتها قد نشأت عن بعض الخلافات التافهة، فلا داعي لإراقة دماء أكثر من اللازم. خلال هذه المسابقة، على المشاركين التأكد دائما من احترام شرف بعضهم البعض والالتزام بقواعد الفروسية.

 

 

“أنتِ على حق.” اعترف ديزرا بتعبير محرج. “الحقيقة هي أنني صرخت مرتين.”

في حين أن هذا قد يكون الأولوية الأصلية للمنظمين، إلا أن أيا من المتفرجين الذين تجمعوا لمشاهدة المسابقة لم يهتم بذلك.

 

 

هل يمكن أن يكون يخرج لتقديم تحية عامة؟ أطلق المتفرجون هديرا مكتوما وهم يشاهدون يوجين يتقدم للأمام.

هناك مئات العيون تراقب للتأكد من أن جميع المشاركين في هذه المسابقة يتصرفون بشرف مع بعضهم البعض، ويلتزمون بقواعد الفروسية، ويقيدون أنفسهم من أي إراقة دماء غير ضرورية. معظم هؤلاء المتفرجين هم أرستقراطيون يتمتعون على الأقل ببعض المكانة الفردية داخل كيهل، وحتى أولئك الذين ليس لديهم ألقابهم الخاصة فَـهم تجار منحتهم ثروتهم مكانة لا يمكن تجاهلها. بدلا من الأشياء الباهتة مثل الشرف أو الفروسية، عيونهم مليئة بالاهتمام حيث تخيلوا المعارك القادمة بين سلاحي الفرسان.

 

 

اتسعت عيون سيل وديزرا بِـدهشة.

فرسان التنين الأبيض، الذين خدموا العائلة الإمبراطورية مباشرة، وفرسان لايونهارت، الذين بدأ سجلهم المرموق لأول مرة منذ ثلاثمائة عام، سيواجهون بعضهم البعض وجها لوجه. حتى الآن، لم تحدث مواجهة مباشرة بين الفرسان الإمبراطوريين وأسلحة الفرسان التي خدمت نبلاء كيهل.

 

 

شهق مستمعوه في الفهم، “آآآآه….!”

‘عادة، ينتهي كل شيء قبل حدوث مواجهة شاملة.’

رن صوت صراخ شخصان.

هذا ليس فقط بالنسبة للصراعات بين الفرسان الإمبراطوريين والفرسان النبلاء أيضا. عادة لا تقاتل أسلحة الفرسان النبيلة فيما بينها أيضا، لأن الصراع المباشر بين أسلحة الفرسان يمكن أن يؤدي بسهولة إلى معركة على أراضي بعضهم البعض.

“قد يكون هذا هو الحال، ولكن….”

 

ومع ذلك، ماذا لو فازوا؟ عندها سيعرف العالم كله أن ثروات عشيرة لايونهارت قد تراجعت بالفعل وأن دماء البطل قد تراجعت الآن. وإذا وجد أي متراجعين عن الإنضمام إلى فرسان الوايت لايونز نتيجة لذلك، فمن المؤكد أن الإمبراطور سوف يحتضنهم بسخاء ويوفر لهم مكانًا بين فرسانه.

لذلك، فإن أي نزاع بين أسلحة الفرسان يلتزم دائما بهذه القواعد: يجب دائما تأسيس أي نزاع على أسباب عادلة، ويجب ترتيب المبارزات بدقة حتى لا تترك أي ندم، ومن المتوقع أن يظهر كلا الجانبين الاحترام لبعضهما البعض لمنع الخاسر من التعرض للإذلال المفرط. وهكذا، فإن أي صراعات تنشأ لن تتجاوز حجم مبارزة واحد مقابل واحد، وتم حظر تعبئة سلاح الفرسان بأكمله في الميدان صراحة دون إذن من رعاتهم النبلاء….

“قد يكون هذا هو الحال، ولكن….”

 

تدفقت المحادثات المليئة بمثل هذا المحتوى في جميع أنحاء حشد المتفرجين بأكمله.

“سبب هذا الصراع هو فرسان التنين الأبيض في المقام الأول، لذلك كان فرسان لايونهارت على حق منذ بداية كل هذا.”

 

“ومع ذلك، فإن فرسان التنين الأبيض الذين يخدمون جلالته لا يمكن أن يكونوا أول من يحني رؤوسهم.”

 

“قد يكون هذا هو الحال، ولكن….”

تماما كما قالت سيل.

“هذه مجرد إشاعة تنتشر داخل القصر الإمبراطوري، لكن جلالة الإمبراطور قد يخطط لتصعيد هذا إلى حرب شاملة.”

رن صوت صراخ شخصان.

“أي نوع من الهراء هو هذا….؟”

“حتى عندما تعترف بأخطائك يا أخي، ما زلت تبدو قبيحا جدا.”

“كما تعلم، منذ وقت ليس ببعيد، حدث صراع داخلي بين أفراد الأسرة في سلسلة جبال أوكلاس، داخل نطاق عشيرة لايونهارت. لم تقع الكثير من الضحايا، لكن هيبة عشيرة لايونهارت، التي تفتخر بكونها أقوى عشيرة عسكرية في القارة بأكملها، سقطت إلى القاع. حتى أنهم بدأوا في إلغاء تقاليدهم القديمة لمحاولة تصحيح ذلك وإستعادة سلطة الأسرة.”

في حين أن هذا قد يكون الأولوية الأصلية للمنظمين، إلا أن أيا من المتفرجين الذين تجمعوا لمشاهدة المسابقة لم يهتم بذلك.

الشخص الذي قاد هذه المحادثة هو ماركيز بليزيكو، وهو نبيل مشهور بالوصول الواسع لدوائره الاجتماعية، والتي امتدت حتى إلى الكنائس المختلفة.

“كما تعلم، منذ وقت ليس ببعيد، حدث صراع داخلي بين أفراد الأسرة في سلسلة جبال أوكلاس، داخل نطاق عشيرة لايونهارت. لم تقع الكثير من الضحايا، لكن هيبة عشيرة لايونهارت، التي تفتخر بكونها أقوى عشيرة عسكرية في القارة بأكملها، سقطت إلى القاع. حتى أنهم بدأوا في إلغاء تقاليدهم القديمة لمحاولة تصحيح ذلك وإستعادة سلطة الأسرة.”

 

 

خفض صوته إلى أدنى مستوى ممكن، كما لو إنه يقول سرًا عظيمًا، وهمس الماركيز، “عشيرة لايونهارت هي عائلة أرستقراطية مرموقة يمكن حتى تسميتها أقوى دعامة لكيهل. سلفهم، فيرموث العظيم، بطلٌ عظيما سيترك اسمه إلى الأبد في تاريخ القارة…..وإذا حاولت هذه العشيرة البدء في انقلاب….فقط كم سيكون هذا صعبًا على صاحب الجلالة؟”

 

شهق مستمعوه في الفهم، “آآآآه….!”

 

أوضح بليزيكو قائلا: “من خلال هذه المسابقة، يعتزم جلالته تأكيد هل عشيرة لايونهارت تمكنت أم لا من تحقيق أدنى تقدم في تصحيح سقوطها البطيء. هذا هو السبب في أنه سمح للجميع هنا بمراقبة المنافسة حتى يتمكنوا من تأكيدها بأنفسهم. حتى لو هزم فرسان الوايت لايونز فرسان التنين الأبيض في هذه المسابقة، فإن جلالة الملك سيظل سعيدا جدا بهذه النتيجة.”

 

تدفقت المحادثات المليئة بمثل هذا المحتوى في جميع أنحاء حشد المتفرجين بأكمله.

بعبارات أخرى، المجال الذي ستجرى فيه المنافسة ليس جزءا من الملكية الخاصة لعشيرة لايونهارت. تنتمي هذه المنطقة إلى كيهل كجزء من الأراضي المملوكة مباشرة للإمبراطور.

 

 

“كما لو أنه سيكون من السهل جدا فهم النوايا الحقيقية لجلالة الملك.” تمتم ألتشستر في نفسه.

في حين أن هذا قد يكون الأولوية الأصلية للمنظمين، إلا أن أيا من المتفرجين الذين تجمعوا لمشاهدة المسابقة لم يهتم بذلك.

 

نصح يوجين هؤلاء الفرسان: “لا تضغطوا على أنفسكم بشدة.”

فقط لكي يرد الرجل بجانبه: “ليس وكأننا حقا بحاجة إلى فهم إرادته السامية.”

 

غير الرجل المواضيع، “صحيح أن عشيرة لايونهارت تمر بالكثير من العواصف مؤخرا، أليس كذلك؟ قد تنبع هذه المنافسة من نزاع بين الفرسان، لكن ليس من السيء أن تكون هناك مواجهة شاملة مثل هذه من أجل تأكيد القوة الحقيقية لعشيرة لايونهارت.”

 

“….فرسان البلاك لايونز هم الذين عانوا من الحادث الأخير. فرسان الوايت لايونز الذين يخدمون السلالة المباشرة لم يتعرضوا لأي ضرر.” ذكَّر ألتشستر الرجل.

“ماذا تفعلان هنا؟” سأل يوجين.

 

بسبب هذه الكلمات، بدأت عيون ديزرا ترتجف بتردد.

“نعم، أنا على علم بذلك. ومع ذلك، هؤلاء الفرسان الذين أقسموا الولاء للعائلة التي بدأت تتهاوى من الداخل….هل ستكون حقا استثنائية مثل السمعة والتقاليد التي ورثوها….؟” تساءل الرجل بشكل مرتاب وهو ينظر نحو الجانب الآخر بابتسامة رقيقة.

 

 

 

على الجانب الآخر من الميدان، أعلام عشيرة لايونهارت ترفرف. كل من فرسان الوايت لايونز في زيهم الرمادي وفرسان البلاك لايونز في زيهم الأسود حاضرين في المسابقة. في الوسط وقف البطريرك غيلياد وهو يركب حصانًا أسودًا.

 

 

قال يوجين معتذرًا: “اعتذاري، لكن لسوء الحظ، لن أتمكن من التسكع براحة معكم.”

“لا تنظر بازدراء إلى عشيرة لايونهارت.” قال ألتشستر: “إنهم العشيرة العسكرية التي سادت على قمة الإمبراطورية على مدى الثلاثمائة عام الماضية. من بين جميع الفرسان المفتونين بسمعتهم، يتم اختيار فقط أولئك الذين لديهم مهارات استثنائية بعناية للانضمام إليهم وتلقي مزيد من التدريب ليصيروا أعضاء في فرسان الوايت لايونز.”

لكن كلماته بدت وكأنها قيلت دون أي قناعة حقيقية. أو على الأقل هكذا بدا الأمر للفرسان الآخرين.

شعر ألتشستر بالإهانة من عدم الإحترام الواضح لعشيرة لايونهارت. على الرغم من أنه أقسم الولاء المطلق للإمبراطور كزعيم لفرسان التنين الأبيض، كفارس بنفسه، لا يزال ألتشستر يحترم فيرموث العظيم وظل مفتونًا بأسطورته منذ صغره.

 

 

لقد جاءت الكياااا من سيل، بينما جاءت الـإيييك من ديزرا.

“…لو إنني أنظر إليهم بتعالي، لما شاركت حتى في هذه المسابقة.” أجاب الرجل في النهاية.

 

 

 

هذا هو أحد قادة فرسان التنين الأبيض، إبولدت ماغيوس.

لن يكون من المبالغة القول إن يوجين حاليا هو أشهر شاب في عشيرة لايونهارت بأكملها. قد يكون هناك الكثير من الشائعات التي تدور حوله، لكن يوجين من المشاهير الغامضين الذين لم يظهروا مرة واحدة في أي من التجمعات الاجتماعية التي يحضرها بانتظام نبلاء كيهل. نتيجة لذلك، لم يستطع المتفرجون إلا أن يحملوا الكثير من التوقعات في أعينهم وهم يشاهدون يوجين.

 

‘عادة، ينتهي كل شيء قبل حدوث مواجهة شاملة.’

تابع إبولدت: “بغض النظر عن هل ستنتهي هذه المنافسة بانتصارنا أو هزيمتنا، فمن الضروري الحصول على فهم أكثر دقة لقوة عشيرة لايونهارت، حتى لو فقط من أجل مؤتمر الوحدة الذي سيعقد العام المقبل.”

“….هل هذا يوجين لايونهارت؟”

لكن هذا ليس السبب الوحيد لعقد هذا المؤتمر. تحدث الإمبراطور أيضًا إلى ألتشستر بشكل خاص حول أهدافه في هذه المسابقة.

 

 

كجزء من حملة التجنيد الضخمة التي سنها فرسان البلاك لايونز، اتبعت ديزرا حلمها وانضمت إلى الفرقة الثالثة لفرسان البلاك لايونز، بقيادة كارمن لايونهارت، التي أعجبت بها ديزرا.

لا يهم كم نسبهم عظيم، عشيرة لايونهارت لا تزال مجرد عائلة نبيلة. أليس من المفرط لمثل هذه الأسرة أن تمتلك القوة الكافية لتقديم سلاحي فرسان كاملين، مع مائة وستين فارسًا في واحد وواحد وستين فارسًا في الآخر؟ هل من المناسب حقًا لبطل منذ ثلاثمائة عام وإرثه أن يحظى باحترام أكبر من الإمبراطور الحالي؟

 

لهذا السبب أراد الإمبراطور الضغط على اللايونهارت. حتى لو انتهى بهم الأمر بخسارة المنافسة، فلن يخسر فرسان التنين الأبيض الكثير. كما أن هزيمتهم ستنجح كمثال على رعاية الإمبراطور. هذه الفكرة قد زرعت بالفعل في جميع أنحاء المتفرجين مقدما.

منذ ثلاثمائة عام مضت، اتخذت عشيرة لايونهارت الغابة المترامية الأطراف بأكملها على الحدود الغربية لسيريس كمجال لها، ولم توجد منازل نبيلة أخرى تقع على مشارف أراضيهم.

 

 

ومع ذلك، ماذا لو فازوا؟ عندها سيعرف العالم كله أن ثروات عشيرة لايونهارت قد تراجعت بالفعل وأن دماء البطل قد تراجعت الآن. وإذا وجد أي متراجعين عن الإنضمام إلى فرسان الوايت لايونز نتيجة لذلك، فمن المؤكد أن الإمبراطور سوف يحتضنهم بسخاء ويوفر لهم مكانًا بين فرسانه.

“نعم، أنا على علم بذلك. ومع ذلك، هؤلاء الفرسان الذين أقسموا الولاء للعائلة التي بدأت تتهاوى من الداخل….هل ستكون حقا استثنائية مثل السمعة والتقاليد التي ورثوها….؟” تساءل الرجل بشكل مرتاب وهو ينظر نحو الجانب الآخر بابتسامة رقيقة.

 

 

“أي ندم؟” سألت كارمن.

نفت سيل: “لم أقل شيئا.”

 

“الوقت يقترب ببطء من التاريخ المقرر لبداية للمسابقة، لذا ماذا تفعلان يا رفاق هنا؟ حتى مع حقيقة أنكما لن تشاركا، ألم يتم إعطاء وقت راحة لجميع أعضاء الفرسان لكي يشاهدوا المسابقة؟” استفسر يوجين.

هي تجلس أيضا على حصان أسود بجانب غيلياد. رفرفت أطراف معطفها وهي تراقب الحقل الواسع أمامهم.

بصفته الطفل المتبنى للعائلة الرئيسية، هناك الكثير من الشائعات التي تدور حوله. أصغر عضو دخل آكرون على الإطلاق وسيد عصاة سيينا الحكيمة، آكاشا….كثرت مثل هذه الشائعات غير التقليدية من حوله، لكن يوجين لم يحضر ولا مرة واحدة إلى خدمة الكنيسة أو نزهة أو أي نوع آخر من التجمعات الاجتماعية.

 

 

“ماذا تقصدين؟” سأل غيلياد.

 

 

 

أوضحت كارمن: “أنا أتحدث عن اقتراح هذه المسابقة من الأساس.”

توقف هازارد للحظة ونظر حوله.

 

 

ابتسم غيلياد بسخرية وهو يعترف، “بدا جلالة الملك صريحًا بعض الشيء.”

 

تنهدت كارمن “لأن هذا السلام استمر لفترة طويلة.”

 

 

 

بووف.

“لا، فقط دعني أذهب.” طلب يوجين، وهو يهز رأسه بقوة.

 

 

فتحت كارمن ولاعتها ووضعت سيجارًا في فمها قبل المتابعة، “على الرغم من أنه بنى ببطء المزيد والمزيد من القوة، إلا أنه لم يحصل على أي مكان لإطلاقها. ومع ذلك، هناك الكثير من الاعتبارات التي يجب اتخاذها قبل بدء الحرب. ولكن عندما بدأ سلطان نهاما في تقطير لعابه هنا وهناك لأن بطنه مليئة بالجشع والغرور، فمن الأفضل أن تصدق أن إمبراطورنا المهيب يسيل لعابه بنفس القدر.”

 

“…هذا إدعاءٌ خطير جدًا لقوله.” رد غيلياد.

 

 

 

“هل هناك شيء خاطئ مع ما قلته للتو؟ حتى لو صرت إمبراطورًا لإمبراطورية، فلا يزال يتعين عليك معرفة كيف تكون راضيًا باعتدال….لولا أن سلفنا قد أرسى جذوره في إمبراطورية كيهل قبل ثلاثمائة عام، هل تعتقد حقا أن كيهل ستتمكن من الاحتفاظ بمكانتها كإمبراطورية خلال تلك الأوقات الفوضوية؟” لاحظت كارمن بسخرية.

 

 

 

“…أتوقع أن يتم تقليل حجم أراضيهم قليلًا لولا هذا.” وافقها غيلياد في النهاية.

يوجين يقف في مركزهم.

 

 

شخرت كارمن، “هذا صحيح. كيهل لديها الكثير من الأعداء. إذا لم تصد عشيرتنا على الفور البرابرة في الغابة الجنوبية، لإضطر الفرسان الإمبراطوريون، الذين يفخر جلالته بهم، بحاجة إلى تولي واجبنا. البطريرك، أنت تفهم ما أقوله، صحيح؟”

اتسعت عيون سيل وديزرا بِـدهشة.

بقي غيلياد صامتا.

 

 

على الجانب الآخر من الميدان، أعلام عشيرة لايونهارت ترفرف. كل من فرسان الوايت لايونز في زيهم الرمادي وفرسان البلاك لايونز في زيهم الأسود حاضرين في المسابقة. في الوسط وقف البطريرك غيلياد وهو يركب حصانًا أسودًا.

“ظلت عشيرة لايونهارت تحمي كيهل منذ ثلاثمائة عام. دون الحصول على أي ألقاب رسمية للقيام بذلك! ومع ذلك، فإن الإمبراطور، الذي تمتلئ بطنه بالجشع والغرور، لا يقدر عملنا الشاق ويسعى إلى استهدافنا في وقت ضعفنا، والدوس على اسم عائلتنا والتوق إلى قوتنا.” قالت كارمن هذه الكلمات بغضب بارد.

 

 

“حقا؟ بما أن هذا هو الحال، هل لا بأس إذا بقيت خارج العباءة وشاهدت المبارزة من الجانب؟” طلبت مير.

على الرغم من أنها احتفظت بمظهر امرأة في العشرينات من عمرها، إلا أن كارمن لا تزال عمة غيلياد.

 

 

 

وقد انعكس هذا في الطريقة التي شجعته بها كارمن، “لذا أيها البطريرك، لا داعٍ للندم على اقتراح هذه المسابقة. هذا هو القرار الذي اتخذته بصفتك لورد الأسرة. دم البطل العظيم الذي يتدفق عبر عروقنا لم يضعف أبدًا، ولا تزال عشيرة لايونهارت لا تقهر على الرغم من العواصف القاسية التي تعرضت لها. هذا صحيح، نحن تماما مثل شجرة الصنوبر التي تتحمل أقسى العواصف….!”

 

ولكن ما علاقة شجرة الصنوبر مع أي من هذا؟

“هاه؟” أجاب هازارد والفرسان الآخرون، غير قادرين على إخفاء تعبيراتهم المتفاجئة. “لا أعتقد أن هناك أي حاجة لذلك….؟”

شعر غيلياد بالحاجة إلى طرح مثل هذا السؤال، لكنه في النهاية تمكن من التحمل وعدم قول أي شيء. بعد أن اختبر هذا النوع من الأشياء طوال طفولته، هو يعرف جيدا أن التأكيدات والصمت هما أكثر الوسائل فعالية للتواصل مع كارمن.

“هذه مجرد إشاعة تنتشر داخل القصر الإمبراطوري، لكن جلالة الإمبراطور قد يخطط لتصعيد هذا إلى حرب شاملة.”

 

شعر ألتشستر بالإهانة من عدم الإحترام الواضح لعشيرة لايونهارت. على الرغم من أنه أقسم الولاء المطلق للإمبراطور كزعيم لفرسان التنين الأبيض، كفارس بنفسه، لا يزال ألتشستر يحترم فيرموث العظيم وظل مفتونًا بأسطورته منذ صغره.

“…أنا لست نادما على ذلك.” أعلن غيلياد في النهاية. “كما قلت، يا عمتي، شخص ما بحاجة إلى اتخاذ قرار. وهذا القرار هو الشيء الذي أنا، كَـبطريرك الأسرة، يجب أن أقرره.”

 

“لا تدعوني بالعمة.” قطعته كارمن على الفور.

“إذا سمحت له بالاقتراب لأنه لا يمكن أن يرى القتال بوضوح، فَسَـأُعلِقُكَ على صليب، فهمت؟” هدده يوجين.

 

 

“…نعم، سيدة كارمن. ولماذا سيكون لدي أي ندم من الأساس؟ أنا أؤمن بالفرسان الذين أقسموا بولائهم لعشيرة لايونهارت. حتى لو لم يملكوا اسم لايونهارت ودم عائلة لايونهارت لا يتدفق عبر عروقهم، فهم لا يزالون فرسان عشيرة لايونهارت، الذين أقسموا الولاء لعائلة لايونهارت.” أعلن غيلياد بفخر.

لذلك، فإن أي نزاع بين أسلحة الفرسان يلتزم دائما بهذه القواعد: يجب دائما تأسيس أي نزاع على أسباب عادلة، ويجب ترتيب المبارزات بدقة حتى لا تترك أي ندم، ومن المتوقع أن يظهر كلا الجانبين الاحترام لبعضهما البعض لمنع الخاسر من التعرض للإذلال المفرط. وهكذا، فإن أي صراعات تنشأ لن تتجاوز حجم مبارزة واحد مقابل واحد، وتم حظر تعبئة سلاح الفرسان بأكمله في الميدان صراحة دون إذن من رعاتهم النبلاء….

 

 

يطلق على فرسان التنين الأبيض أفضل الفرسان في الإمبراطورية. حتى غيلياد مدركٌ تماما لسمعتهم. ومع ذلك، لم يعتقد أن فرسان الوايت لايونز أدنى منهم بأي شكل من الأشكال.

“…هذا….هذا فقط سخيف. حتى مع كونكِ الضابط الموجه، سيدة سيل، لا يمكنني تقبل اتهامي بفعل شيء لم أفعله.” جادلت ديزرا بعناد.

 

بفضل ذلك، تمكن ديزرا لحسن الحظ من ارتداء زي فرسان البلاك لايونز، ولكن لسوء الحظ، مهارات ديزرا تفتقر إلى حد كبير بالنسبة لِـعضو في البلاك لايونز. في النهاية، صارت ديزرا متدربةً ومساعدة لتلميذة كارمن، سيل.

“…أيضًا…” تابع غيلياد وهو ينظر إلى الأمام بابتسامة ساخرة. “…بصراحة لا أستطيع أن أتخيل مشهد ذلك الطفل وهو يخسر.”

 

هناك تسعة فرسان من الوايت لايونز سيشاركون في هذه المسابقة.

فحص يوجين القواعد، “لذلك على أي حال، إذا فزت، يمكنني فقط استدعاء خصمي التالي ومواصلة القتال، صحيح؟”

 

 

يوجين يقف في مركزهم.

“إييييك!”

 

 

نصح يوجين هؤلاء الفرسان: “لا تضغطوا على أنفسكم بشدة.”

“من الواضح أن ذلك سيؤدي فقط إلى إجراء مقارنات غير مواتية بينكما. لا تكن أنانيا وإبقَ هنا يا أخي.” وبخته سيل.

 

 

كراك كراك.

“الوقت يقترب ببطء من التاريخ المقرر لبداية للمسابقة، لذا ماذا تفعلان يا رفاق هنا؟ حتى مع حقيقة أنكما لن تشاركا، ألم يتم إعطاء وقت راحة لجميع أعضاء الفرسان لكي يشاهدوا المسابقة؟” استفسر يوجين.

 

“إييييك!”

عندما مد يوجين ببطء يده وفك مفاصل إحدى يديه، ظلت يده الأخرى مطوية داخل عباءته، تتفقد أسلحته.

“لا، فقط دعني أذهب.” طلب يوجين، وهو يهز رأسه بقوة.

 

فرسان التنين الأبيض، الذين خدموا العائلة الإمبراطورية مباشرة، وفرسان لايونهارت، الذين بدأ سجلهم المرموق لأول مرة منذ ثلاثمائة عام، سيواجهون بعضهم البعض وجها لوجه. حتى الآن، لم تحدث مواجهة مباشرة بين الفرسان الإمبراطوريين وأسلحة الفرسان التي خدمت نبلاء كيهل.

حذرهم يوجين: “خصومنا هم أفضل سلاح فرسان في هذه الإمبراطورية.”

 

 

بينما هو مشغول بالقلق بشأن هذا الأمر، ترجل إبولدت، الواقف بجانب ألتشستر، من حصانه. وضع يده على مقبض السيف عند خصره وسار بثقة إلى الأمام.

لكن كلماته بدت وكأنها قيلت دون أي قناعة حقيقية. أو على الأقل هكذا بدا الأمر للفرسان الآخرين.

هل يمكن أن يكون يخرج لتقديم تحية عامة؟ أطلق المتفرجون هديرا مكتوما وهم يشاهدون يوجين يتقدم للأمام.

 

“لماذا تستمر في التطفل على مكتب السيدة كارمن في الآونة الأخيرة؟” سألت سيل بينما اختفت الابتسامة التي تم لصقها للتو على وجهها. محدقة بوجه يوجين مع تعبير مشبوه، سألت سيل، “لا يمكن أنك تفكر في أن تصير تلميذ السيدة كارمن، أليس كذلك؟”

فرسان الوايت لايونز يدركون جيدا ما نوع الوحش المرعب الذي لا يمكن تفسيره والذي هو سيدهم الشاب. لقد تفوق عليهم لدرجة أنهم لم يتمكنوا حتى من حمل أي حسد أو غيرة تجاه يوجين. بالإضافة إلى مواهبه الفطرية، تمكن يوجين من تحقيق النتائج من خلال عدم تفويت يوم واحد من التدريب. سيدهم الشاب، الذي يبلغ من العمر عشرين عاما فقط هذا العام، قد حصل بالفعل على تقدير الفرسان لموهبته وعمله الجاد.

كجزء من حملة التجنيد الضخمة التي سنها فرسان البلاك لايونز، اتبعت ديزرا حلمها وانضمت إلى الفرقة الثالثة لفرسان البلاك لايونز، بقيادة كارمن لايونهارت، التي أعجبت بها ديزرا.

 

 

“هل يجب أن أذهب إلى هناك أيضًا؟” إقترح سيان، متأملًا.

“حسنا، سأتوجه أولا.” قال يوجين.

 

 

“من الواضح أن ذلك سيؤدي فقط إلى إجراء مقارنات غير مواتية بينكما. لا تكن أنانيا وإبقَ هنا يا أخي.” وبخته سيل.

الشخص الذي قاد هذه المحادثة هو ماركيز بليزيكو، وهو نبيل مشهور بالوصول الواسع لدوائره الاجتماعية، والتي امتدت حتى إلى الكنائس المختلفة.

 

“عُلِم.” وافق لامان.

أظهر سيان تعبيرًا متجهما ونظر إلى مؤخرة رأس يوجين وهو يشتكي، “هذا اللقيط ليس له إنسانية، لا شيء على الإطلاق. على الرغم من أنني أعلم أن بعض الناس يمكن أن يكونوا موهوبين للغاية، لكن، أليس هذا يتجاوز الحدود كثيرًا؟”

 

علقت سيل قائلة: “غيرتك قبيحة.”

 

 

“ماذا قلتِ للتو؟” سأل سيان.

“هل أنتِ هنا منذ يوم واحد فقط؟ هاه؟ لقد مرت سبع سنوات بالفعل منذ أن بدأت أشعر بالغيرة من ذلك اللقيط؟ لماذا تثيرين ضجة حول هذا الموضوع الآن؟”

على الجانب الآخر من الميدان، أعلام عشيرة لايونهارت ترفرف. كل من فرسان الوايت لايونز في زيهم الرمادي وفرسان البلاك لايونز في زيهم الأسود حاضرين في المسابقة. في الوسط وقف البطريرك غيلياد وهو يركب حصانًا أسودًا.

“حتى عندما تعترف بأخطائك يا أخي، ما زلت تبدو قبيحا جدا.”

 

“على أي حال، مجرد حقيقة أنه موهوب للغاية هو أمر غير إنساني. انظري إلي. أنا موهوب بشكل معتدل فقط، لذلك أنا أفيض بالإنسانية. هل تعلمين؟ أنا في الواقع أكثر شعبية بين فرسان الوايت لايونز من يوجين.” قال سيان بلا مبالاة قليلا ثم تفاخر بقوة أمام سيل.

 

 

 

“…نظرًا لأن لديه العديد من الغموض حوله، يجب أن يجعلهم ذلك يرغبون في تقديسه أكثر.” تمتمت سيل لنفسها.

فقط من خلال الاستماع إلى محادثتهم، قد يشعر المرء أن سيل هي نموذج للحقارة لإصدار مثل هذا التهديد، لكن بشكل غير متوقع، إعتنت سيل بالفعل بديزرا بعدة طرق بعد أن انضمت مؤخرًا إلى البلاك لايونز كمساعد لها.

 

“أي ندم؟” سألت كارمن.

“ماذا قلتِ للتو؟” سأل سيان.

“…أتوقع أن يتم تقليل حجم أراضيهم قليلًا لولا هذا.” وافقها غيلياد في النهاية.

 

 

نفت سيل: “لم أقل شيئا.”

قالت سيل وهي تنظر إلى ديزرا بعيون ضيقة: “إذا واصلت هذا الأمر، فلن أعتني بك في المرة القادمة التي نخرج فيها معا.”

 

هذا ليس فقط بالنسبة للصراعات بين الفرسان الإمبراطوريين والفرسان النبلاء أيضا. عادة لا تقاتل أسلحة الفرسان النبيلة فيما بينها أيضا، لأن الصراع المباشر بين أسلحة الفرسان يمكن أن يؤدي بسهولة إلى معركة على أراضي بعضهم البعض.

سيل محق بالتأكيد. المواقف التي كَنَّها فرسان العائلة الرئيسية تجاه يوجين وسيان مختلفة تماما ولكنها لا تزال إيجابية. كل ذلك بفضل تصريحات يوجين المتكررة بأنه لا يمتلك أي رغبة في مقعد البطريرك، وجهود أنسيلا التي استمرت عقودًا لكسب أفراد الأسرة، وجهود سيان الخاصة لتحسين نفسه دون الخضوع لمشاعر الغيرة من يوجين.

 

 

أجاب يوجين دون أي أثر للتردد أو القلق: “لأنني قررت المشاركة في المسابقة.”

فحص يوجين القواعد، “لذلك على أي حال، إذا فزت، يمكنني فقط استدعاء خصمي التالي ومواصلة القتال، صحيح؟”

 

“نعم.” أجاب هازارد، قائد الفرقة الثانية لفرسان الوايت لايونز، بإيماءة. “إذا تعِبتَ أو أُصِبت، فلا بأس إذا لم تتحدى الخصم التالي وتغادر الحلبة. هذه ليست معركة حتى الموت بعد كل شيء….”

 

توقف هازارد للحظة ونظر حوله.

قاطعه يوجين، “ما الذي يؤهلك للقيام بذلك؟ إذهب إلى هناك وإعتنِ والدي.”

 

 

“…انطلاقا من هذا الجو، صارت هذه عمليا مجرد مباراة ودية دون أي أحقاد.” لاحظ هازارد.

 

 

“لقد بدأتِ في إصدار أصوات مثل الحمقاء الآن.” اتهمتها سيل: “أنا أتحدث عن تلك الصرخات السخيفة — كياااا و إييييك. بغض النظر عن مدى دهشتك، أليس من المبالغة أن تصرخي مرتين على التوالي؟”

قال يوجين وهو يشخر وهو يفك عباءته: “على الرغم من أنهم هم الذين اختاروا القتال في المقام الأول.”

هل يمكن أن يكون يخرج لتقديم تحية عامة؟ أطلق المتفرجون هديرا مكتوما وهم يشاهدون يوجين يتقدم للأمام.

 

 

حينها، أخرجت مير رأسها من داخل العباءة وسألت، “هل ستقاتل دون العباءة الخاصة بك؟”

بووف.

“أحتاج فقط إلى استخدام سيف واحد. هذا يعني أنني لست بحاجة إلى ارتداء عباءتي.” أوضح يوجين.

 

 

 

اشتكت مير، “لكن هذا يعني أنني لا أستطيع مساعدة السير يوجين.”

 

“لن أستخدم أي سحر أيضًا. ألم أخبرك للتو أن كل ما أحتاجه هو سيف واحد؟” كرر يوجين ما قاله.

 

 

 

“حقا؟ بما أن هذا هو الحال، هل لا بأس إذا بقيت خارج العباءة وشاهدت المبارزة من الجانب؟” طلبت مير.

 

 

 

“منذ متى صرتِ بحاجة لطلب إذني لفعل شيء كهذا؟” تذمر يوجين وهو يضع العباءة بجانبه.

“لن أستخدم أي سحر أيضًا. ألم أخبرك للتو أن كل ما أحتاجه هو سيف واحد؟” كرر يوجين ما قاله.

 

 

ثم ركض لامان، الذي يقف خلفهم، على عجل والتقط عباءة يوجين.

 

 

فرسان التنين الأبيض، الذين خدموا العائلة الإمبراطورية مباشرة، وفرسان لايونهارت، الذين بدأ سجلهم المرموق لأول مرة منذ ثلاثمائة عام، سيواجهون بعضهم البعض وجها لوجه. حتى الآن، لم تحدث مواجهة مباشرة بين الفرسان الإمبراطوريين وأسلحة الفرسان التي خدمت نبلاء كيهل.

بدأ لامان، “بدلا من أن يخرج السيد الشاب شخصيًا، يمكنني—”

“أي ندم؟” سألت كارمن.

قاطعه يوجين، “ما الذي يؤهلك للقيام بذلك؟ إذهب إلى هناك وإعتنِ والدي.”

 

لوح يوجين نحو لامان وهو يرسل نظرة خاطفة نحو جيرهارد. جالسًا على حصانه، جيرهارد ينظر إلى يوجين بعيون مليئة بالعاطفة. هذه هي المرة الأولى التي يرى فيها ابنه يبدو مثيرًا للإعجاب في ساحة المعركة، ويجذب انتباه الجميع كما لو إن الضوء يسلط عليه.

 

 

ومع ذلك، ماذا لو فازوا؟ عندها سيعرف العالم كله أن ثروات عشيرة لايونهارت قد تراجعت بالفعل وأن دماء البطل قد تراجعت الآن. وإذا وجد أي متراجعين عن الإنضمام إلى فرسان الوايت لايونز نتيجة لذلك، فمن المؤكد أن الإمبراطور سوف يحتضنهم بسخاء ويوفر لهم مكانًا بين فرسانه.

“…إذا انتهى الأمر بأن يكون الأب متأثرًا لدرجة أن يبدأ في البكاء، جهز منديلك.” أمر يوجين.

فحص يوجين القواعد، “لذلك على أي حال، إذا فزت، يمكنني فقط استدعاء خصمي التالي ومواصلة القتال، صحيح؟”

 

ولكن ما علاقة شجرة الصنوبر مع أي من هذا؟

“عُلِم.” وافق لامان.

علقت سيل قائلة: “غيرتك قبيحة.”

 

قال يوجين وهو يشخر وهو يفك عباءته: “على الرغم من أنهم هم الذين اختاروا القتال في المقام الأول.”

“إذا سمحت له بالاقتراب لأنه لا يمكن أن يرى القتال بوضوح، فَسَـأُعلِقُكَ على صليب، فهمت؟” هدده يوجين.

 

 

قام يوجين بتثبيت السيف الطويل الذي أخرجه مسبقًا على خصره ونظر إلى فرسان الوايت لايونز الذين سيشاركون في المسابقة.

“صليب….؟” رد لامان بإرتباك.

 

 

“على أي حال، مجرد حقيقة أنه موهوب للغاية هو أمر غير إنساني. انظري إلي. أنا موهوب بشكل معتدل فقط، لذلك أنا أفيض بالإنسانية. هل تعلمين؟ أنا في الواقع أكثر شعبية بين فرسان الوايت لايونز من يوجين.” قال سيان بلا مبالاة قليلا ثم تفاخر بقوة أمام سيل.

لم يملك أي سبب حقيقي للقيام بذلك، لكن رؤية جيرهارد بمثل هذا الوجه العاطفي جعل يوجين يشعر أنه يجب أن يبدأ القتال قبل الموعد المحدد.

“قد يكون هذا هو الحال، ولكن….”

 

“أي نوع من الهراء هو هذا….؟”

‘الغرض من التورط في هذا هو جذب اهتمام اللورد ألتشستر بعد كل شيء، لذلك يجب أن يساعد هذا في ذلك.’ أقنع يوجين نفسه.

نظر يوجين عبر المدخل المفتوح بوجه متجهم. على الجانب الآخر من الباب، رأى ديزرا، التي قفزت للخلف بضع خطوات وتم القبض عليها الآن في وضع مذنب، وسيل، التي تحافظ على تعبير وقح كما لو أنها رفضت الاعتراف بأنها أصدرت للتو مثل هذا الصوت المحرج.

 

 

قام يوجين بتثبيت السيف الطويل الذي أخرجه مسبقًا على خصره ونظر إلى فرسان الوايت لايونز الذين سيشاركون في المسابقة.

“لن أستخدم أي سحر أيضًا. ألم أخبرك للتو أن كل ما أحتاجه هو سيف واحد؟” كرر يوجين ما قاله.

 

لكن كلماته بدت وكأنها قيلت دون أي قناعة حقيقية. أو على الأقل هكذا بدا الأمر للفرسان الآخرين.

“حسنا، سأتوجه أولا.” قال يوجين.

“لن أستخدم أي سحر أيضًا. ألم أخبرك للتو أن كل ما أحتاجه هو سيف واحد؟” كرر يوجين ما قاله.

 

علقت سيل قائلة: “غيرتك قبيحة.”

“هاه؟” أجاب هازارد والفرسان الآخرون، غير قادرين على إخفاء تعبيراتهم المتفاجئة. “لا أعتقد أن هناك أي حاجة لذلك….؟”

بصفته الطفل المتبنى للعائلة الرئيسية، هناك الكثير من الشائعات التي تدور حوله. أصغر عضو دخل آكرون على الإطلاق وسيد عصاة سيينا الحكيمة، آكاشا….كثرت مثل هذه الشائعات غير التقليدية من حوله، لكن يوجين لم يحضر ولا مرة واحدة إلى خدمة الكنيسة أو نزهة أو أي نوع آخر من التجمعات الاجتماعية.

“اسمح لي بالخروج أولًا.” عرض هازارد. “سيمنحك ذلك فرصة لمعرفة قوة الجانب الآخر وتحديد متى تريد القتال—”

هذا هو أحد قادة فرسان التنين الأبيض، إبولدت ماغيوس.

“لا، فقط دعني أذهب.” طلب يوجين، وهو يهز رأسه بقوة.

“صليب….؟” رد لامان بإرتباك.

 

هي تجلس أيضا على حصان أسود بجانب غيلياد. رفرفت أطراف معطفها وهي تراقب الحقل الواسع أمامهم.

ثم، دون انتظار الرد، بدأ يمشي إلى الأمام.

بووف.

 

 

في البداية، لم يتعرف المتفرجون على يوجين.

ومع ذلك، لم يدم هذا لفترة طويلة، حيث سرعان ما أدرك المتفرجون من هو يوجين. اللباس الرسمي لعشيرة لايونهارت، مع شعار لايونهارت على صدره الأيسر. ذلك، إلى جانب شعره الرمادي الأشعث وعيناه الذهبيتان، كل هذا يكفي للكشف عن هويته.

 

نفت سيل: “لم أقل شيئا.”

بصفته الطفل المتبنى للعائلة الرئيسية، هناك الكثير من الشائعات التي تدور حوله. أصغر عضو دخل آكرون على الإطلاق وسيد عصاة سيينا الحكيمة، آكاشا….كثرت مثل هذه الشائعات غير التقليدية من حوله، لكن يوجين لم يحضر ولا مرة واحدة إلى خدمة الكنيسة أو نزهة أو أي نوع آخر من التجمعات الاجتماعية.

 

 

فقط لكي يرد الرجل بجانبه: “ليس وكأننا حقا بحاجة إلى فهم إرادته السامية.”

ومع ذلك، لم يدم هذا لفترة طويلة، حيث سرعان ما أدرك المتفرجون من هو يوجين. اللباس الرسمي لعشيرة لايونهارت، مع شعار لايونهارت على صدره الأيسر. ذلك، إلى جانب شعره الرمادي الأشعث وعيناه الذهبيتان، كل هذا يكفي للكشف عن هويته.

فرسان الوايت لايونز يدركون جيدا ما نوع الوحش المرعب الذي لا يمكن تفسيره والذي هو سيدهم الشاب. لقد تفوق عليهم لدرجة أنهم لم يتمكنوا حتى من حمل أي حسد أو غيرة تجاه يوجين. بالإضافة إلى مواهبه الفطرية، تمكن يوجين من تحقيق النتائج من خلال عدم تفويت يوم واحد من التدريب. سيدهم الشاب، الذي يبلغ من العمر عشرين عاما فقط هذا العام، قد حصل بالفعل على تقدير الفرسان لموهبته وعمله الجاد.

 

 

“….هل هذا يوجين لايونهارت؟”

‘…لا أستطيع الخروج وتحديه الآن.’ فكر ألتشستر بقلق.

هل يمكن أن يكون يخرج لتقديم تحية عامة؟ أطلق المتفرجون هديرا مكتوما وهم يشاهدون يوجين يتقدم للأمام.

 

 

عندما مد يوجين ببطء يده وفك مفاصل إحدى يديه، ظلت يده الأخرى مطوية داخل عباءته، تتفقد أسلحته.

لن يكون من المبالغة القول إن يوجين حاليا هو أشهر شاب في عشيرة لايونهارت بأكملها. قد يكون هناك الكثير من الشائعات التي تدور حوله، لكن يوجين من المشاهير الغامضين الذين لم يظهروا مرة واحدة في أي من التجمعات الاجتماعية التي يحضرها بانتظام نبلاء كيهل. نتيجة لذلك، لم يستطع المتفرجون إلا أن يحملوا الكثير من التوقعات في أعينهم وهم يشاهدون يوجين.

“هاه؟” أجاب هازارد والفرسان الآخرون، غير قادرين على إخفاء تعبيراتهم المتفاجئة. “لا أعتقد أن هناك أي حاجة لذلك….؟”

 

 

بدأ فرسان التنين الأبيض أيضًا في التمتمة فيما بينهم. كقائد لهم، ألتشستر، على وجه الخصوص، مرتبك للغاية حيث ينظر بإرتباك إلى كارمن وغيلياد، اللذان يقفان خلف يوجين.

 

 

علقت سيل قائلة: “غيرتك قبيحة.”

ربما لاحظ غيلياد هذه النظرة، ابتسم بسخرية وهز كتفيه. وبدلا من الضحك كما أرادت، رفعت كارمن بفخر ولاعتها الذهبية وفتحت الغطاء وأغلقته بطريقة لافتة للنظر.

ثم، دون انتظار الرد، بدأ يمشي إلى الأمام.

 

 

“…حقًا الآن…” أطلق ألتشستر تنهيدة قصيرة وهز رأسه.

تدفقت المحادثات المليئة بمثل هذا المحتوى في جميع أنحاء حشد المتفرجين بأكمله.

 

شخرت كارمن، “هذا صحيح. كيهل لديها الكثير من الأعداء. إذا لم تصد عشيرتنا على الفور البرابرة في الغابة الجنوبية، لإضطر الفرسان الإمبراطوريون، الذين يفخر جلالته بهم، بحاجة إلى تولي واجبنا. البطريرك، أنت تفهم ما أقوله، صحيح؟”

لم يتم الكشف عن قائمة الفرسان المشاركين لبعضهم البعض. لكنه لم يتوقع أن يتقدم السيد الشاب للعائلة الرئيسية، يوجين لايونهارت على وجه التحديد، لتمثيلهم.

 

 

فتحت كارمن ولاعتها ووضعت سيجارًا في فمها قبل المتابعة، “على الرغم من أنه بنى ببطء المزيد والمزيد من القوة، إلا أنه لم يحصل على أي مكان لإطلاقها. ومع ذلك، هناك الكثير من الاعتبارات التي يجب اتخاذها قبل بدء الحرب. ولكن عندما بدأ سلطان نهاما في تقطير لعابه هنا وهناك لأن بطنه مليئة بالجشع والغرور، فمن الأفضل أن تصدق أن إمبراطورنا المهيب يسيل لعابه بنفس القدر.”

‘…لا أستطيع الخروج وتحديه الآن.’ فكر ألتشستر بقلق.

“على أي حال، مجرد حقيقة أنه موهوب للغاية هو أمر غير إنساني. انظري إلي. أنا موهوب بشكل معتدل فقط، لذلك أنا أفيض بالإنسانية. هل تعلمين؟ أنا في الواقع أكثر شعبية بين فرسان الوايت لايونز من يوجين.” قال سيان بلا مبالاة قليلا ثم تفاخر بقوة أمام سيل.

 

“منذ متى صرتِ بحاجة لطلب إذني لفعل شيء كهذا؟” تذمر يوجين وهو يضع العباءة بجانبه.

بينما هو مشغول بالقلق بشأن هذا الأمر، ترجل إبولدت، الواقف بجانب ألتشستر، من حصانه. وضع يده على مقبض السيف عند خصره وسار بثقة إلى الأمام.

 

 

 

“إبولدت؟” دعاه ألتشستر متسائلا.

 

 

بينما هو مشغول بالقلق بشأن هذا الأمر، ترجل إبولدت، الواقف بجانب ألتشستر، من حصانه. وضع يده على مقبض السيف عند خصره وسار بثقة إلى الأمام.

أجاب إبولدت ببساطة دون أن يوقف خطواته: “دعني أذهب أولا.”

 

 

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط