نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

موشوكو تينساي 32

الفصل 9: الوظيفة الأولى: قيمة الحياة.

الفصل 9: الوظيفة الأولى: قيمة الحياة.

VOLUME THREE

الآن أنتَ فقط تفكر بغباء، روديوس.

الفصل 9:

لا أملك حقًا شيئًا كَـالمبادئ. بالعودة إلى عندما كنت خاسرًا منعزلًا، كرهت بإزدراء عبارات الوعظ مثل من الخطأ أن تقتل. الجحيم، بالكاد شعرت بأي شيء عندما مات والداي. عرفت أن الأمور ستصير قاسية علي، ولكن في نفس الوقت، بدا رد فعلي حينها مثل فتًى غبي: إلى الجحيم مع هذا الهراء، أيها الغبي! أنا أستمني هنا!

الوظيفة الأولى: قيمة الحياة.

“لا يوجد أحد آخر في هذا المبنى، أؤكد لك.”

 

يا له من صداع. كان يجب عليَّ حقًا أن أذهب مع بعض الوظائف الأخرى.

منزل كيريب، الواقع في المبنى الثاني في ريكاريسو، هو عبارة عن مبنًى طويل مكون من طابق واحد بأربعة مداخل منفصلة.

“ا-اه، هل هذا بجدية هو الحيوان الأليف الذي نبحث عنه؟”

أولئك الذين عاشوا هناك عاشوا بعيدين عن رغيد الحياة، لكن ليس فقراء بشدة مثل أولئك الذين سكنوا في الأحياء الفقيرة في المدينة. وفقًا لمعايير القارة الشيطانية، هم أشخاصٌ نموذجيون من الطبقة العاملة.

“اممم….ما هو اسمك يا سيدي؟”

ثلاثة هيئات غريبة — إثنان صغيران، واحد كبير — يقتربون حاليًا من هذا المكان.

إنتظر….آه….هل يمكنه بالفعل إلتقاط الروائح التي يعطونها لتمييز أراضيهم أو شيء كهذا؟

متبخترين بجرأة على طول الشارع، وشقوا طريقهم إلى أحد مداخل المبنى المتعددة، غير مبالين بالنظرات من حولهم.

أو الرجل B؟ من الصعب قراءة الكثير من وجهه، لكنه بدا وكأنه يراقبنا نحن الثلاثة بعناية. هذا يعني أنه ليس غبيا. وبما أنه ليس غبيًا، فمن المحتمل أن يكون لديه بعض الأكاذيب الجيدة التي تم التوصل إليها مسبقًا في حالة حدوث شيء كهذا.

“مرحبًا يا آنسة! لقد جئنا من نقابة المغامرين!” طرق الصبي الصغير من المجموعة الباب، ونادى بصوت عالٍ للمقيمة في الداخل.

في منتصف كلامي، ركلني الرجل حقًا. لقد إنحنيت بجانبه للتحدث معه….وبالتالي فإن الضربة قد أفقدتني توازني. انطلقت للخلف، تدحرجت على الأرض، ولم أتوقف إلا عندما صفع الجزء الخلفي من رأسي الحائط. ومضت النجوم عبر مجال رؤيتي.

هناك شيء غريب حول هذا الموضوع. لم يتحدث أي من المغامرين في هذه المدينة بأدب إلى أي شخص. فهم حفنة من الأشخاص قليلي الأخلاق بلا أي آدابٍ بطبيعتهم.

لا أملك حقًا شيئًا كَـالمبادئ. بالعودة إلى عندما كنت خاسرًا منعزلًا، كرهت بإزدراء عبارات الوعظ مثل من الخطأ أن تقتل. الجحيم، بالكاد شعرت بأي شيء عندما مات والداي. عرفت أن الأمور ستصير قاسية علي، ولكن في نفس الوقت، بدا رد فعلي حينها مثل فتًى غبي: إلى الجحيم مع هذا الهراء، أيها الغبي! أنا أستمني هنا!

ومع ذلك، يبدو أن لطف صوت الصبي خدع ساكن هذه الغرفة. فتح الباب مع صوت صرير، وظهرت فتاة ربما تبلغ من العمر سبع سنوات من الداخل. لها ذيلٌ طويل يشبه السحلية ولسانها المتشعب المميز يميزها كعضو في عرق الهوغا.

“واو. أعتقد….أنه حقًا ميي، صحيح؟”

إتسعت عيون الفتاة عند رؤية زوارها الثلاثة غير العاديين، لكن الصبي إبتسم لها بمرح. “مرحبًا! من دواعي سروري أن ألتقي بك. هذا هو منزل الآنسة ميشيل، صحيح؟”

رغم ذلك، ماذا سنفعل حيال هذا الوضع؟ لن يستغرق الأمر الكثير من الوقت للوصول إلى هنا من المدخل. هل الهرب هو خيار وارد؟ لا، ليس حقًا — المخرج الوحيد هو من خلال هذا الممر.

“هاه؟ ا-اممم….”

“فوو….هااا….فوو….هااا….” صَعُبَ علي قليلًا تهدئة نفسي. لم يرغب قلبي في التوقف عن النبض بسرعة مرعبة. ألقيت نظرة على إيريس، متسائلًا كيف تتعامل مع كل هذا؛ لكن لدهشتي، لم تبدُ خائفةً على الإطلاق. قالت النظرة على وجهها بشكل أساسي، لقد أذهلتَني قليلًا هناك، لكن أعتقد أن قطعة من القمامة كهذه تستحق الموت.

“أوه، أرجو المعذرة. إسمي روديوس، يا آنسة. روديوس من ديد إيند.”

توقفت يداي أخيرًا عن الإرتعاش. “حسنًا. دعونا نعود إلى الاستجواب، هلا فعلنا؟”

“د-ديد إيند….؟”

“هممم….”

هذه الفتاة، ميشيل، تعرف بالطبع هذا الإسم. عرف الجميع قصة المحاربين الخارقين المتوحشين الذين قاتلوا بشراسة خلال حرب لابلاس قبل 400 عام، وذبحوا الأصدقاء والأعداء على حدٍ سواء. والجميع يعلم أن ديد إيند كان الأقوى والأكثر شرًا من بينهم. ويقال أن لا أحد إلتقى به عاش ليخبر الحكاية. حتى أولئك الذين لمحوه من مسافة بعيدة قالوا إنهم بالكاد تمكنوا من الفرار بحياتهم. ضرب إسمه الرعب في قلوب كل مقيم في القارة الشيطانية؛ حتى المغامرين مفتولي العضلات الذين تفاخروا بأنهم يمكن أن يذبحوا أي وحش بمفردهم لا يمكنهم إلا أن يرتجفوا عند سماع إسمه فقط.

 

لكن ميشيل عرف أيضا كيف يبدو ديد إيند، وهذا الصبي الصغير القصير لم يتطابق مع هذا الوصف على الإطلاق.

“إنظر إلى هذا. هناك دلائل على حدوث قتال هنا.”

“لقد أخذنا طلبك في النقابة هذا الصباح، يا سيدتي. نحن هنا للعثور على حيوانك الأليف المفقود. وأتينا آملين في أن نطلب منك التفاصيل، لو تكرمتي بتوفير الوقت لنا بالطبع.”

 

إسم ديد إيند مرعبٌ في حد ذاته، و الشخصان الآخران اللذان يقفان خلف الصبي مخيفَينِ بعض الشيء. لكنه تحدث معها بأدب لدرجة أنه من الصعب عليها البقاء خائفة. ومِمَّا بدت عليها الأُمور، فهم يبدون كمغامرين أخذوا بالفعل الوظيفة التي نشرتها.

أجاب الرجل: “رويجيرد” ثم إستدار وذهب مع الآخرين.

“من فضلك…..من فضلك جد ميي خاصتي.”

لكن ميشيل عرف أيضا كيف يبدو ديد إيند، وهذا الصبي الصغير القصير لم يتطابق مع هذا الوصف على الإطلاق.

“آه، إذن فإسم حيوانك الأليف هو ميي؟ يجب أن أقول، هذا إسم لطيف للغاية.”

من السهل التلاعب بشخص فقد أعصابه. مع القليل من الضغط وقليلٍ من الإستفزاز، غالبًا سينزلق لسانه بسهولة ويقول لي كل ما أردت أن أعرفه. ومهلًا، إذا لم ينجح الأمر، يمكننا دائما تجربة الاثنين الآخرين.

“لقد أطلقته عليها بنفسي.”

إمتلك هذا الوحش طوقًا حول رقبته حقًا. ومكتوبٌ عليه إسم ميي حقًا.

“أوه حقًا؟ حسنًا، من الواضح أن لديك موهبة في تسمية الأشياء، يا سيدتي.”

“….هممم.”

هذهِ المجاملة تسببت في إحمرار وجنتي السيدة بسبب الخجل.

“…”

“الآنَ إذن….هل تستطيعين إخبارنا بالقليل عن ميي؟”

لذا، قررت أن أذهب مع الرجل A.

وصفت ميشيل مظهر حيوانها الأليف، لقد إختفى قبل ثلاثة أيام، وأضافت أنه لم يعد إلى المنزل، في العادة سَـيعود عندما تناديه، وذكرت أنه ربما الىن جائعٌ لأنها لم تطعمه. بدا وصفها صبيانيًا بشكلٍ مثالي. قد يكون شخص بالغ ما قد أدار عينيه وترك ثرثرة الفتاة وغادر في منتصف حديثها؛ لكن المغامر الشاب إستمع إليها بإبتسامة، أومأ برأسه بشكل مشجع بعد كل جملة قالتها.

“الأمر ينطبق عليك أيضًا، رويجيرد. تمثيلك في النهاية هو ما أعطى كل ذلك اللقاء صِفةَ الكَمال.”

“فهمت يا آنسة. سنذهب لإيجاد حيوانكِ الأليفِ على الفور. كوني مطمئنة، أنت في أيد أمينة مع ديد إيند!”

“إهيه! لا تكن متواضعًا يا رئيس! لو دفعت الأمر بقوة أكبر قليلًا، لكانت تلك الفتاة قد ذابت في حبك!”

أغلق الصبي يده ووضع إبهامه في الهواء؛ لسببٍ ما، فعل الإثنان الآخران خلفه الشيء نفسه. لم تفهم ميشيل تمامًا، لكنها قلدتهم على أي حال.

لكن قول هذا لشخص يحب الأطفال بقدر ما يحب رويجيرد هو شيء خاطئ، على أيِّ حال. ربما لو أخبرته بهذا، سيقضي نصف الساعة التالية يوبخني بشدة. بدلًا من ذلك، أظهرت نبرة صوت مزاحة ودفعته بشكل هزلي على فخذه بمرفقي. “هيهي. هيا أيها الرئيس. لقد نجحت في لفِّ تلك الفتاة حول إصبعك الصغير! هيهيهي…”

بعد هز رأسه بمرح، إستدار الصبي وبدأ بالمشي بعيدًا. تبعته الفتاة المُقَنَعةُ التي تقف خلفه؛ لكن الرجل الأطول في المجموعة إنحنى أمام ميشيل ليربت على رأسها برفق.

شعرتُ أنها فكرةٌ جيدةٌ أن أجعل إيريس على أهبة الإستعداد أيضًا. ربما لسنا في خطر حقيقي مع رويجيرد، لكنني لم أرغب في السقوط في مصيبة بسبب الثقة العمياء. نحن الإثنان يجب أن نحمي أنفسنا حقًا.

“لديك كلمتي – سنجد حيوانك الأليف، ميشيل. كوني صبورةً لفترة أطول قليلًا.”

متحركًا بثقة، لكنني لا أزال أشعر بالتوتر قليلًا. أعلم أن لديه رادارًا قويا يمكنه من إستشعار الكائنات الحية، لكن لا يمكن أن يكون من السهل تعقب حيوان معين في مدينة مليئة بالحيوانات. “هل لديك خطة أو شيء ما؟”

إمتلك ندبة كبيرةً على وجهه؛ هناك جوهرة على جبهته؛ وشعره غريب بلونٍ أزرقٍ غامق. بدا مخيفًا بعض الشيء عند النظر إليه في وجهه….لكن يده أعطت دافئًا لطيفًا.

“هاه؟ ا-اممم….”

أومأت ميشيل برأسها. “حسنا. سأنتظر.”

رغم ذلك، ماذا سنفعل حيال هذا الوضع؟ لن يستغرق الأمر الكثير من الوقت للوصول إلى هنا من المدخل. هل الهرب هو خيار وارد؟ لا، ليس حقًا — المخرج الوحيد هو من خلال هذا الممر.

“لا تقلقي يا سيدتي، سنعود قبل أن تعرفي ذلك.”

في ذلك اليوم فقط، أقنعت رويجيرد بأنني محارب، أقاتل معه على قدم المساواة. بأنني لست طفلًا يحتاج حمايته؛ بل رفيقه. لم أستطع البدء في الترافع معه الآن. وشيء كَـتوقف عن فعل هذا لن ينجح أيضًا. عليَّ أن أتوصل إلى شيء من شأنه أن يقنعه حقًا، أو أن هذا سيكون بلا جدوى تمامًا.

عندما وقف الرجل الأطول للمغادرة، نادته ميشيل.

“أوه، أرجو المعذرة. إسمي روديوس، يا آنسة. روديوس من ديد إيند.”

“اممم….ما هو اسمك يا سيدي؟”

إتسعت عيون الفتاة عند رؤية زوارها الثلاثة غير العاديين، لكن الصبي إبتسم لها بمرح. “مرحبًا! من دواعي سروري أن ألتقي بك. هذا هو منزل الآنسة ميشيل، صحيح؟”

أجاب الرجل: “رويجيرد” ثم إستدار وذهب مع الآخرين.

“تمثيلي في نهاية؟ عَمَّا تتحدث؟”

إحمرت خجلًا، وغمغمت ميشيل بهذا الإسم لنفسها.

“من السهل التجول وإخبار الناس أن السبيرد ليست وحوشًا حقًا. ولكن إذا أثبتَّ أن الشائعات غير صحيحة من خلال أفعالك، فقد تبدأ في تغيير الكثير من العقول.”

 

ماذا لو إتجه إلى إيريس رغم ذلك؟ هل يمكنني حمايتها أيضًا؟

روديوس

“ماذا لو لم يعرف أحد؟ ألن يكون الأمر على ما يرام حينها؟”

 

 

بدا أن إجتماعنا الأول مع العميل قد سار بشكلٍ جيد للغاية، الكل في الكل. لقد قلدت للتو أسلوب الباعة المتجولين الذين لطالما توقفوا عند منزلي في حياتي السابقة، ولكن يبدو أنه قد نجح بشكل أفضل مما توقعت. من الجيد أن يضحك المغامرون الآخرون علينا، لكننا بحاجة إلى أن يفكر عملاؤنا بنا أولًا وقبل كل شيء كأشخاصٍ طيبين. هذا يعني أننا بحاجة إلى معاملتهم بلطفٍ وأدب.

مع من أبدأ على أي حال؟ من سيبصق المعلومات عن طيب خاطر، المرأة أو أحد الرجال؟ المرأة خائفة بالتأكيد. إذا هددتها قليلًا، هناك فرصة أن تخبرني بكل شيء على الفور.

“أرى أنك قادر على لعب أكثر من دورٍ واحد.” قال رويجيرد ونحن نسير بعيدًا منتصرًا. “هذا مؤثرٌ جدًا، روديوس.”

 

“الأمر ينطبق عليك أيضًا، رويجيرد. تمثيلك في النهاية هو ما أعطى كل ذلك اللقاء صِفةَ الكَمال.”

“تمثيلي في نهاية؟ عَمَّا تتحدث؟”

ماذا لو إتجه إلى إيريس رغم ذلك؟ هل يمكنني حمايتها أيضًا؟

“الجزء الذي ربت فيه على رأسها وأنت تتحدث معها بالطبع.” لقد بدا ذلك بمثابة إعلان تلفزيونيٍّ كامل. بدأت أتعرق الرصاص هناك لفترة، لكن النتائج ظهرت رائعة للغاية.

الباب في أسفل الدرج مغلق، بطبيعة الحال، لكنني فتحته بسهولة كافية بقليل من سِحر الأرض.

“أوه، فهمت. لكِن، ما الجيد جدًا في ذلك؟”

“….هممم.”

ربما الجزء حيث بدأت تحدق فيك بوجهٍ مُحمر؟ هيا يا رجل. كُنتُ سأُغرى بشدة لو إنني في مكانها!

“من ناحية أخرى، سوف تدمر كل شيء إذا بدأت في قتل الناس. سيفترض الجميع أنهم كانوا على حق بشأن عرقك طوال الوقت.”

لكن قول هذا لشخص يحب الأطفال بقدر ما يحب رويجيرد هو شيء خاطئ، على أيِّ حال. ربما لو أخبرته بهذا، سيقضي نصف الساعة التالية يوبخني بشدة. بدلًا من ذلك، أظهرت نبرة صوت مزاحة ودفعته بشكل هزلي على فخذه بمرفقي. “هيهي. هيا أيها الرئيس. لقد نجحت في لفِّ تلك الفتاة حول إصبعك الصغير! هيهيهي…”

توقفنا في زقاق مسدود. لا يهم ما هي العلامات التي رآها رويجيرد هناك، فقد بدت خفية للغاية بالنسبة لي؛ لم أستطِع رؤية أي بقع دم أو خدوش في الأوساخ.

إبتسم رويجيرد بِـشَكٍّ ونفى ذلك، لكن صوته بدا غير متأكد بعض الشيء.

ماذا يفترض بي أن أقول، اللعنة! كيف يمكنني جعله يفهم؟ هل يجب أن أتوسل إليه ألا يقتلنا نحن الاثنين على الأقل؟

“إهيه! لا تكن متواضعًا يا رئيس! لو دفعت الأمر بقوة أكبر قليلًا، لكانت تلك الفتاة قد ذابت في حبك!”

“بالتأكيد هذا ليس صحيحًا.”

ثم فجأة، قوطِعتُ بوقاحة من قبلِ صفعةٍ على عقب رأسي. إلتفتُّ لأجد إيريس عابسةً في وجهي. “توقف عن الضحك بهذه الطريقة! ألم يكن ذلك الهراء، عن الرئيس وما إلى ذلك، مِن المفترض أن يكون تمثيلًا فقط؟!”

هذهِ المجاملة تسببت في إحمرار وجنتي السيدة بسبب الخجل.

على ما يبدو، لم تُعجَب بإنطباعي الشبق عن الحياة الوقحة منخفضة المستوى. منذ حادثة الإختطاف، إحتقرت إيريس الناس المبتذلين. بالعودة إلى روا، ظلت تتجهم في كل مرة نمر فيها بشخص يرتدي ملابس البلطجية في الشارع. لقد كنت أمزح مع رويجيرد فقط، لكن، أعتقِدُ أنها لم تجد هذا مسليًا للغاية. “آسفٌ على ذلك.”

عند هذه النقطة، يمكن أن أشعر أن حُجَتي بدأت تصير منطقيةً في النهاية. “حسنًا، هذا هو المطلوب. إذا لم تقتل أي شخص على الإطلاق من الآن فصاعدًا….”

“بِـجدية! أنت عضو في عائلة غرايرات، أليسَ كذلك؟ لا تتصرف بإبتذالٍ هكذا!”

وصفت ميشيل مظهر حيوانها الأليف، لقد إختفى قبل ثلاثة أيام، وأضافت أنه لم يعد إلى المنزل، في العادة سَـيعود عندما تناديه، وذكرت أنه ربما الىن جائعٌ لأنها لم تطعمه. بدا وصفها صبيانيًا بشكلٍ مثالي. قد يكون شخص بالغ ما قد أدار عينيه وترك ثرثرة الفتاة وغادر في منتصف حديثها؛ لكن المغامر الشاب إستمع إليها بإبتسامة، أومأ برأسه بشكل مشجع بعد كل جملة قالتها.

إستغرق الأمر جهدًا من الإرادة لكي لا أنفجر بالضحك على ما قالته. هل سمعتَ ذلك يا سيدي؟ إيريس قالت لي حقًا ألَّا أتصرف بإبتذال! نعم صدق أو لا تصدق لكن إيريس قالت هذا! السيدة الصغيرة التي لا يمكن أن تشعر بالراحة إلا إذا فتحت كل باب وجدته بركلة قالت هذا! يبدو أنها بدأت تنضج في الآونة الأخيرة.

الوظيفة الأولى: قيمة الحياة.

إذا أرادت أن تقول لي أشياء كهذه، ألا يجب أن تتوقفي عن الدخول في مشاجرات مع الغرباء أولًا؟

“لديك كلمتي – سنجد حيوانك الأليف، ميشيل. كوني صبورةً لفترة أطول قليلًا.”

همم. من الصعب الحكم على ذلك. بناءً على ما رأيته من ساوروس، ربما رمي الأشخاص أو لكمهم على الوجه يقع ضمن حدود السلوك المقبول….؟ لا، لا. بالتأكيد لا…

عند هذه النقطة، يمكن أن أشعر أن حُجَتي بدأت تصير منطقيةً في النهاية. “حسنًا، هذا هو المطلوب. إذا لم تقتل أي شخص على الإطلاق من الآن فصاعدًا….”

بعد إعطائها لحظة من التفكير، أدركتُ أنه ليس لدي أي فكرة عن متى يوصف تصرف ما بالإبتذال ومتى لا يوصف كذلك بالنسبة لنبلاء آسورا. وفقًا لذلك، غيرت الموضوع. “على أي حال، رويجيرد….هل تعتقد أنه يمكننا العثور على هذا الحيوان الأليف؟”

ماذا لو إتجه إلى إيريس رغم ذلك؟ هل يمكنني حمايتها أيضًا؟

بناء على ما سمعناه من ميشيل، بدا أن هذا الحيوان الأليف قطة. أسود، وهو رفيق ميشيل منذ طفولتها. وهو على الأغلب كبير. فقد مدت ميشيل ذراعيها على نطاق واسع لإظهار حجمه؛ بإفتراض أن ذلك لم يكن مبالغة، يجب أن يكون حيوان أليف بهذا الحجم يشبه هايسكي كبير مكتمل النمو، يبدو كبيرًا جدًا على أن يكون قط منزل.

إنه صوت إيريس. قفزت حينها على قدمي في حالة من الذعر الأعمى. ماذا لو تحرر الرجل من أصفاده بينما أفكر في الأمور وأُخذت إيريس رهينة بطريقة ما قبل أن يتفاعل رويجيرد؟

“بالطبع. فقد أعطيت الفتاة كلمتي بعد كل شيء.” مع هذا الإعلان الحاسم الواعد، تقدم رويجيرد إلى الأمام، وأخذ زمام المبادرة.

يبدو أن رويجيرد قد توصل إلى إستنتاجٍ من نوع ما ولم يشعر بالحاجة إلى مشاركته معنا. وسار أمامنا في شارع جانبي وتبعته أنا بهدوء. شعرت وكأننا نحرز تقدمًا، على الرغم من أنني لم أكن متأكدًا تمامًا كيف. أعتقد أن هذا هو ما يبدو عليه شعور الطبيب العجوز المسكين الجاهل واتسون.

متحركًا بثقة، لكنني لا أزال أشعر بالتوتر قليلًا. أعلم أن لديه رادارًا قويا يمكنه من إستشعار الكائنات الحية، لكن لا يمكن أن يكون من السهل تعقب حيوان معين في مدينة مليئة بالحيوانات. “هل لديك خطة أو شيء ما؟”

عندما أزلت القماش عن فم الرجل A، نظر إلي بغضب….لكنه لم يقل كلمة واحدة.

“الحيوانات تتحرك بطرق يمكن التنبؤ بها بسهولة، روديوس. أُنظر هنا.”

 

نظرت إلى الأرض حيث أشار رويجيرد، وبالكاد تمكنت من ملاحظة الخطوط العريضة لبصمة مخلبٍ صغيرة. بالحديث عن الروعة. من المستحيل أن ألاحظ شيئًا كهذا حتى بعد مليون سنة.

اِهدأ. هذه الأشياء تحدث دائمًا. خذ نفاسًا عميقًا.

“حتى إذا اتبعنا هذه المسارات، هل تعتقد أننا سوف نجده؟”

على ما يبدو، لم تُعجَب بإنطباعي الشبق عن الحياة الوقحة منخفضة المستوى. منذ حادثة الإختطاف، إحتقرت إيريس الناس المبتذلين. بالعودة إلى روا، ظلت تتجهم في كل مرة نمر فيها بشخص يرتدي ملابس البلطجية في الشارع. لقد كنت أمزح مع رويجيرد فقط، لكن، أعتقِدُ أنها لم تجد هذا مسليًا للغاية. “آسفٌ على ذلك.”

“لا. من المحتمل أن تكون هذه لحيوان مختلف. كفوف قطتها لن تكون صغيرةً هكذا.”

“شكرًا لك، رويجيرد.”

صحيح فَـهذا بدا أشبه بأثر قطة عادية أو حتى صغيرة….على الرغم من أنني إشتبهت إلى حد ما في أن الفتاة ربما تبالغ في تقدير حجم حيوانها الأليف إلى حد ما.

منزل كيريب، الواقع في المبنى الثاني في ريكاريسو، هو عبارة عن مبنًى طويل مكون من طابق واحد بأربعة مداخل منفصلة.

“هممم….إذن….”

“لا مشكلة.”

“يبدو أن قطةً مختلفةً تشق طريقها إلى الأرض الخاصة بهدفنا الأصلي.”

 

“ماذا؟ حقاً؟”

“لدي بعض الأسئلة التي أريدك أن تجيب عليها.”

“يبدو الأمر بالتأكيد هكذا. فرائحة قطتها تتلاشى من هنا، لذلك أتت واحدة أخرى لإحتلال هذه الأرض.”

“لا شيء. ومع ذلك، هناك عدد كبير من الحيوانات.”

إنتظر….آه….هل يمكنه بالفعل إلتقاط الروائح التي يعطونها لتمييز أراضيهم أو شيء كهذا؟

جاء رد فعل إيريس في نفس الوقت تقريبًا. “شخص ما يأتي من خلفنا.”

“من هنا.”

“قد تعتقد أن لا أحد يراقب، لكن الناس يرون الأشياء على أي حال.”

يبدو أن رويجيرد قد توصل إلى إستنتاجٍ من نوع ما ولم يشعر بالحاجة إلى مشاركته معنا. وسار أمامنا في شارع جانبي وتبعته أنا بهدوء. شعرت وكأننا نحرز تقدمًا، على الرغم من أنني لم أكن متأكدًا تمامًا كيف. أعتقد أن هذا هو ما يبدو عليه شعور الطبيب العجوز المسكين الجاهل واتسون.

لكن قول هذا لشخص يحب الأطفال بقدر ما يحب رويجيرد هو شيء خاطئ، على أيِّ حال. ربما لو أخبرته بهذا، سيقضي نصف الساعة التالية يوبخني بشدة. بدلًا من ذلك، أظهرت نبرة صوت مزاحة ودفعته بشكل هزلي على فخذه بمرفقي. “هيهي. هيا أيها الرئيس. لقد نجحت في لفِّ تلك الفتاة حول إصبعك الصغير! هيهيهي…”

لا تقلقوا يا أيها الناس! لدينا أفضل شخص في القارة يحقق في هذه القضية! وسوف يتعقب المجرمين مع تقنيات التحقيق منقطعة النظير خاصته، ضاربًا إياهم بأسلوب الشيطان باريتسو، ضاغطًا عليهم للإعتراف ببعض الأدلةِ والقرائن مِن خلال أسئلته الدقيقة! أفسحوا المجال للمحقق العظيم رويجيرد!

“هل هذا حقًا لا يذكرك بشيء، رويجيرد؟ هل سبق لك أن ساعدت بعض الناس وبدأت بالتصرف بودية معهم، فقط لجعلهم ينقلبون عليك فجأة؟”

“وجدته، ربما هذا هو الحيوان الذي نبحث عنه.” قال رويجيرد، مشيرًا إلى قسم فارغ من الشارع. لم أستطِع أن أعرِف ما وجده أو لماذا شعر بالحاجة إلى إضافة ذلك ربما لم أستطِع رؤية أي آثار أقدام هنا حتى.

بعد بضع دقائق، أتى ثلاثة أشخاص — رجلان وامرأة واحدة — مستلقين فاقدين للوعي على الأرض في زاوية من الغرفة.

“إتبعاني.” إنطلق رويجيرد مرةً أخرى، متقدمًا بثبات.

وصفت ميشيل مظهر حيوانها الأليف، لقد إختفى قبل ثلاثة أيام، وأضافت أنه لم يعد إلى المنزل، في العادة سَـيعود عندما تناديه، وذكرت أنه ربما الىن جائعٌ لأنها لم تطعمه. بدا وصفها صبيانيًا بشكلٍ مثالي. قد يكون شخص بالغ ما قد أدار عينيه وترك ثرثرة الفتاة وغادر في منتصف حديثها؛ لكن المغامر الشاب إستمع إليها بإبتسامة، أومأ برأسه بشكل مشجع بعد كل جملة قالتها.

دون تردد، قادنا عبر سلسلة من الشوارع الجانبية التي بدت أضيق وأضيق كلما تعمقنا فيها. في الواقع، بدا مثل هذا النوع من الأزقة كَـمكان يمكن توقع أن تتسلل إليه قطة. ما زلت لا أملك أي فكرة عن نوع الدليل الذي يتبعه رويجيرد، لكن….يبدو أن الأمر يسير بسلاسة حتى الآن.

حسنا، أنا أرتجف جدًا. دعنا نعترف بذلك، أنا مرعوب مثل الجحيم.

“إنظر إلى هذا. هناك دلائل على حدوث قتال هنا.”

آه، صحيح. الآن فهمت. أنا لستُ خائفًا لأنني رأيت للتو شخصًا يموت. أنا خائف….لأن رويجيرد قتل ذلك الرجل….دون أدنى تفكير…..فقط لأنه ركلني.

توقفنا في زقاق مسدود. لا يهم ما هي العلامات التي رآها رويجيرد هناك، فقد بدت خفية للغاية بالنسبة لي؛ لم أستطِع رؤية أي بقع دم أو خدوش في الأوساخ.

“ممم….” فجأة، أدار رويجيرد رأسه نحو المدخل.

“من هنا.” تحرك مرةً أخرى، أخذ رويجيرد زمام المبادرة مرة أخرى. شعرتُ وكأنني أنا وإيريس معه فقط في نزهة. بالحديث عن وظيفةٍ بلا ضغوط عالية، هذه هي.

“لو واصلت قتل الناس، ستجعل سمعة السبيرد أسوأ مما هي عليه.”

مررنا من خلال عدد قليل من الشوارع الجانبية، عبرنا إلى شارع، وتوجهنا إلى طريق فرعي آخر. من هناك، شققنا طريقنا إلى زقاق خلفي، ثم مررنا إلى شارع جانبي آخر. وهكذا ذهابًا وأيابًا.

ومع ذلك، يبدو أن لطف صوت الصبي خدع ساكن هذه الغرفة. فتح الباب مع صوت صرير، وظهرت فتاة ربما تبلغ من العمر سبع سنوات من الداخل. لها ذيلٌ طويل يشبه السحلية ولسانها المتشعب المميز يميزها كعضو في عرق الهوغا.

بعد التحرك بخفة عبر شوارع المدينة الشبيهة بالمتاهة لبعض الوقت، إتخذنا منعطفًا مفاجئًا إلى جزء مختلف تمامًا من المدينة. كل شيء هنا بدا فوضويًا ومهجورًا. المباني خام، غير مصبوغة ومتداعية بسبب الإهمال. بعض الرجال الذين مررنا بهم نظروا إلينا بغضب؛ هناك أيضًا أشخاص مستلقين على جانب الزقاق، والعديد من الأطفال يرتدون الخرق القذرة.

“هل يمكنكِ مراقبة ظهورنا، إيريس؟”

نحن في حي فقير الآن. ولم يحدث هذا التغير في المستويات المعيشية تدريجيًا أيضا. بدا الوضع أشبه بأننا تعثرنا ووقعنا في منتصف الفقر بالخطأ. في غضون لحظات، صِرتُ في حالة تأهب قصوى. “إيريس، كوني مستعدةً لسحب سيفك في أي وقت.”

“…”

“….لماذا؟”

أدت مجموعة من السلالم الخام أمامنا إلى باب غريب. بدا الأمر وكأنه مدخل إلى حانة تحت الأرض يرتادها عازفوا الروك ذوي قصات الشعر الغريبة. ولكن لم أسمع أي صوتٍ لِـموسيقى غريبة تأتي من خلف هذا الباب، أو رجال صُلعٌ يرتدون نظارات شمسية يقفون بجانب الباب لمراقبة العملاء.

“فقط للإحتياط. أيضًا، إبقي متيقظةً من الناس الذين نمر بهم في هذا الشارع، وحاولي مراقبة ظهرك.”

هذا منطقي بما فيه الكفاية، أليس كذلك؟

“آه…..حسنًا!”

همم. من الصعب الحكم على ذلك. بناءً على ما رأيته من ساوروس، ربما رمي الأشخاص أو لكمهم على الوجه يقع ضمن حدود السلوك المقبول….؟ لا، لا. بالتأكيد لا…

شعرتُ أنها فكرةٌ جيدةٌ أن أجعل إيريس على أهبة الإستعداد أيضًا. ربما لسنا في خطر حقيقي مع رويجيرد، لكنني لم أرغب في السقوط في مصيبة بسبب الثقة العمياء. نحن الإثنان يجب أن نحمي أنفسنا حقًا.

توقفنا في زقاق مسدود. لا يهم ما هي العلامات التي رآها رويجيرد هناك، فقد بدت خفية للغاية بالنسبة لي؛ لم أستطِع رؤية أي بقع دم أو خدوش في الأوساخ.

مع هذه الأفكار في الإعتبار، مددت يدي إلى جيب ردائي الداخلي وأمسكتُ بإحكامٍ بِـحقيبة المال. لم نملك الكثير من المال لنخسره، لكنها سَـتَظلُ تصير كارثةً إذا قام شخص ما بسرقته.

ثم فجأة، قوطِعتُ بوقاحة من قبلِ صفعةٍ على عقب رأسي. إلتفتُّ لأجد إيريس عابسةً في وجهي. “توقف عن الضحك بهذه الطريقة! ألم يكن ذلك الهراء، عن الرئيس وما إلى ذلك، مِن المفترض أن يكون تمثيلًا فقط؟!”

“تسك….”

هناك شيء غريب حول هذا الموضوع. لم يتحدث أي من المغامرين في هذه المدينة بأدب إلى أي شخص. فهم حفنة من الأشخاص قليلي الأخلاق بلا أي آدابٍ بطبيعتهم.

في بعض الأحيان، نظر الرجال الأكثر خشونة الذين مررنا بهم بتهديد إلى رويجيرد، ولكن عندما ينظر إليهم، يلتفتون إلى الجانب وينقرون على ألسنتهم. في حي كهذا، ربما حظي الأشخاص الذين يمكنهم إلقاء لكمة جيدة بإحترامٍ أكثر من المغامرين.

بعد تقييدهم بالأصفاد التي صنعتها بإستخدام سحر الأرض، قمت برش بعض الماء على وجوههم لإيقاظهم. بدأ أحد الرجال على الفور بالصراخ والصياح، لذلك قمت على الفور بتكميمه بقطعة قماش وجدتها ملقاةً في مكان قريب.

“هل هذا حقًا هو المكان الذي ذهب إليه القط، رويجيرد؟”

أومأت ميشيل برأسها. “حسنا. سأنتظر.”

“سنرى.”

بسبب الضجة التي تحدثها الحيوانات لم أسمع شيئًا. بوضع رويجيرد جانبًا، لقد لاحظت إيريس ذلك حقًا.

لم يبدُ هذا الرد مطمئنًا حقًا. لا يمكن أننا نتجول بلا هدف هنا، صحيح؟

يا له من صداع. كان يجب عليَّ حقًا أن أذهب مع بعض الوظائف الأخرى.

لا، لا. رويجيرد يتصرف كالمعتاد بتشاؤم. أنا متأكد من أنه حصل لنا على الطريق الصحيح. دعونا نستمر في إخبار أنفسنا بذلك.

أو الرجل B؟ من الصعب قراءة الكثير من وجهه، لكنه بدا وكأنه يراقبنا نحن الثلاثة بعناية. هذا يعني أنه ليس غبيا. وبما أنه ليس غبيًا، فمن المحتمل أن يكون لديه بعض الأكاذيب الجيدة التي تم التوصل إليها مسبقًا في حالة حدوث شيء كهذا.

إنتهى بنا الأمر بالمشي في الأحياء الفقيرة لبعض الوقت، لكن في النهاية توقف رويجيرد أمام مبنًى معين. “هذا هو هنا.”

يبدو أن رويجيرد قد توصل إلى إستنتاجٍ من نوع ما ولم يشعر بالحاجة إلى مشاركته معنا. وسار أمامنا في شارع جانبي وتبعته أنا بهدوء. شعرت وكأننا نحرز تقدمًا، على الرغم من أنني لم أكن متأكدًا تمامًا كيف. أعتقد أن هذا هو ما يبدو عليه شعور الطبيب العجوز المسكين الجاهل واتسون.

أدت مجموعة من السلالم الخام أمامنا إلى باب غريب. بدا الأمر وكأنه مدخل إلى حانة تحت الأرض يرتادها عازفوا الروك ذوي قصات الشعر الغريبة. ولكن لم أسمع أي صوتٍ لِـموسيقى غريبة تأتي من خلف هذا الباب، أو رجال صُلعٌ يرتدون نظارات شمسية يقفون بجانب الباب لمراقبة العملاء.

الآن، نحن بحاجة للقبض على هؤلاء القادمين. لو إتضح أننا نحن حقًا المذنبون، ثم يمكن أن نتملقهم لجعلهم يغضون النظر عن هذا، ولو إتضح أنهم الأشرار، حينها يمكننا لكمهم حتى يَعِدوا بعدم التحدث.

من ناحية أخرى، هناك رائحة كريهة للحيوانات قادمة من هناك — نوع الرائحة التي قد تأتيك أثناء المشي بجوار متجرٍ كبيرٍ للحيوانات الأليفة.

“بالطبع هو كذلك. أُنظر إلى طوقه.”

بمعنى أقل حرفية، يمكنك عمليًا شم رائحة الجريمة في الهواء.

حافظ الإثنان الآخران على الهدوء، لكن انتهى بي الأمر بإسكات كلاهما أيضًا. من الأفضل أن نكون منصفين ومحايدين في هذه الأشياء.

“كم من الناس في الداخل هناك، رويجيرد؟”

 

“لا شيء. ومع ذلك، هناك عدد كبير من الحيوانات.”

لم أملِك أي فكرة عما هل هناك أي قوانين محددة حول هذا النوع من الأشياء في هذا العالم أم لا، ولكن يجب أن هذا جريمة بطريقةٍ ما على أي حال….أعني، هذا شكلٌ من أشكال السرقة، على أقل تقدير.

“جيدٌ إذن. هلا دخلنا؟” بما أن لا أحد موجودٌ هناك في الوقت الحالي، فلا يوجد سبب للتردد.

عند هذه النقطة، يمكن أن أشعر أن حُجَتي بدأت تصير منطقيةً في النهاية. “حسنًا، هذا هو المطلوب. إذا لم تقتل أي شخص على الإطلاق من الآن فصاعدًا….”

الباب في أسفل الدرج مغلق، بطبيعة الحال، لكنني فتحته بسهولة كافية بقليل من سِحر الأرض.

الباب في أسفل الدرج مغلق، بطبيعة الحال، لكنني فتحته بسهولة كافية بقليل من سِحر الأرض.

ألقيت نظرة سريعة حول المنطقة للتأكد من ألَّا أحد يراقبنا، فتحتها، وإنتظرت أن يتبعني رويجيرد وإيريس، ثم أغلقت الباب من الداخل. شعرت وكأننا لصوص أو شيء كهذا.

ماذا عن الرجل A؟ بدا أضخم من البقية ولديه ندبة على وجهه….يبدو وكأنه أفضل مقاتل بينهم. ظهر على وجهه الإضطراب أيضًا في الوقت الحالي. حسنًا، ربما ليس بتلك الروعة، إنطلاقًا من الطريقة التي ظل يصرخ بها، من أنتم بحق الجحيم؟! و أزيلوا هذه الأصفاد اللعينة عني! قبل أن أُكَمِمَه.

من النظرة الأولى، كل ما إستطعت رؤيته هو ممر طويل مظلم يمتد أمامنا.

مع هذه الأفكار في الإعتبار، مددت يدي إلى جيب ردائي الداخلي وأمسكتُ بإحكامٍ بِـحقيبة المال. لم نملك الكثير من المال لنخسره، لكنها سَـتَظلُ تصير كارثةً إذا قام شخص ما بسرقته.

“هل يمكنكِ مراقبة ظهورنا، إيريس؟”

“ما الذ—”

“لا مشكلة.”

هناك عدد غير قليل منهم بأطواق حول رقبتهم أو أساور على أرجلهم، وبعضهم كتب عليهم أسماء. بعبارة أخرى، من الواضح أن مجموعة كاملة من هذه الحيوانات هي حيوانات أليفة. لقد لاحظت أيضًا كومة كبيرة من الحبال والأشياء التي تبدو وكأنها كمامات في أحد أركان الغرفة. يبدو أن الحبال، على وجه الخصوص، تشير إلى أن نوعًا مِنَ الأسرِ يحدث هنا.

من المفترض أن يعرف رويجيرد لو جاء أي شخص من خلفنا، لكن، لن يضر أن تكون أكثر حذرًا.

بناء على ما سمعناه من ميشيل، بدا أن هذا الحيوان الأليف قطة. أسود، وهو رفيق ميشيل منذ طفولتها. وهو على الأغلب كبير. فقد مدت ميشيل ذراعيها على نطاق واسع لإظهار حجمه؛ بإفتراض أن ذلك لم يكن مبالغة، يجب أن يكون حيوان أليف بهذا الحجم يشبه هايسكي كبير مكتمل النمو، يبدو كبيرًا جدًا على أن يكون قط منزل.

تحركنا نحن الثلاثة أعمق في المبنى، مع رويجيرد في الصدارة مرةً أخرى. باب في نهاية الممر الرئيسي أدى إلى غرفة صغيرة، مع باب آخر في نهايتها البعيدة. عندما مررنا عبر هذا الباب الثاني، ملأت جوقة تصم الآذان من صرخات الحيوانات الهواء على الفور.

“لماذا….لماذا….لماذا قتلته؟” سألتُ مدركًا لحقيقة أن صوتي يرتجف.

لقد وصلنا إلى الغرفة في الجزء الخلفي من المبنى. المعبأ تمامًا بالأقفاص.

قام رويجيرد بلف الترايدنت جانبيًا وهو يسحبه للخلف؛ تقوس الدم في الهواء وتناثر على الحائط. دار جسد الرجل A بسبب قوة الضربة لفترة وجيزة قبل أن يسقط على الأرض. والدم يتدفق من حلقه. زحفت بقعة داكنة ببطء عبر ظهره، وانتشرت بركة حمراء تحته. إنتشرت الرائحة المعدنية المقززة بعد ذلك.

رأينا عددًا لا يحصى من الحيوانات محبوسةً هنا….القطط والكلاب ومجموعة متنوعة من المخلوقات التي لم أرها من قبل، وكلها مجتمعةٌ في مساحةٍ بحجم فصلٍ دراسي في مدرسة ثانوية.

عادة، عليك أن تحكم على أفعال الناس بصورة مختلفة. قد يكون القتل عادةً خاطئة، ولكن في ظروف معينة، يمكن أن يكون مُبَرَرًا أو حتى ضروريًا. لكنني لم أعرف المعايير التي قام بها سكان هذا العالم بإجراء تلك الأحكام، ومعايير رويجيرد الشخصية على الأرجح…..متطرفة. لم يمنحك هذا الرجل أي مجال للخطأ، ومن الصعب معرفة أين رسم حدوده. في هذه الحالة، من الأسهل والأكثر أمانًا منعه من القتل تماما.

“ما هذا؟” قالت إيريس، صوتها يرتجف.

حافظ الإثنان الآخران على الهدوء، لكن انتهى بي الأمر بإسكات كلاهما أيضًا. من الأفضل أن نكون منصفين ومحايدين في هذه الأشياء.

أفكاري الأولى مشابهة لما قالته إيريس تقريبًا….ولكن خطر إلى تفكيري أيضًا أنه بالنظر إلى عدد الحيوانات هنا، فَـهناك فرصة جيدة أن الحيوان الذي نبحث عنه موجود بينها.

مات. لقد مات دون أن يقول كلمة واحدة. قتله رويجيرد بدم بارد.

“رويجيرد، هل القط هنا؟”

“لا يهم من تقتل. إذا قتلت أي شخص، فهذه مشكلة.” تحدثت بتركيز، وحاولت إختيار كلماتي بعناية.

“نعم.” أجاب على الفور. “ها هو ذا.”

“أوه حقًا؟ حسنًا، من الواضح أن لديك موهبة في تسمية الأشياء، يا سيدتي.”

أشار إلى شيء يشبه إلى حد كبير الفهد الأسود.

وصفت ميشيل مظهر حيوانها الأليف، لقد إختفى قبل ثلاثة أيام، وأضافت أنه لم يعد إلى المنزل، في العادة سَـيعود عندما تناديه، وذكرت أنه ربما الىن جائعٌ لأنها لم تطعمه. بدا وصفها صبيانيًا بشكلٍ مثالي. قد يكون شخص بالغ ما قد أدار عينيه وترك ثرثرة الفتاة وغادر في منتصف حديثها؛ لكن المغامر الشاب إستمع إليها بإبتسامة، أومأ برأسه بشكل مشجع بعد كل جملة قالتها.

بدا هذا الشيء ضخمًا. ضخمًا جدًا. يجب أن يكون ضعف ما أشارت إليه ميشيل بذراعيها.

لم يبدُ هذا الرد مطمئنًا حقًا. لا يمكن أننا نتجول بلا هدف هنا، صحيح؟

“ا-اه، هل هذا بجدية هو الحيوان الأليف الذي نبحث عنه؟”

بعد تقييدهم بالأصفاد التي صنعتها بإستخدام سحر الأرض، قمت برش بعض الماء على وجوههم لإيقاظهم. بدأ أحد الرجال على الفور بالصراخ والصياح، لذلك قمت على الفور بتكميمه بقطعة قماش وجدتها ملقاةً في مكان قريب.

“بالطبع هو كذلك. أُنظر إلى طوقه.”

لم أملِك أي فكرة عما هل هناك أي قوانين محددة حول هذا النوع من الأشياء في هذا العالم أم لا، ولكن يجب أن هذا جريمة بطريقةٍ ما على أي حال….أعني، هذا شكلٌ من أشكال السرقة، على أقل تقدير.

إمتلك هذا الوحش طوقًا حول رقبته حقًا. ومكتوبٌ عليه إسم ميي حقًا.

“حسنا. دعونا القبض عليهم، أعتقد.”

“واو. أعتقد….أنه حقًا ميي، صحيح؟”

“لا يهم من تقتل. إذا قتلت أي شخص، فهذه مشكلة.” تحدثت بتركيز، وحاولت إختيار كلماتي بعناية.

من الناحية الفنية، لقد أكملنا مهمتنا الآن. بمجرد أن نخرج هذا النمر من قفصه ونَجُرَّهُ مرةً أخرى إلى الفتاة الصغيرة، سنكون إنتهينا تمامًا.

“إنظر، هناك….سبب وجيه جدا….حول لماذا لا يجب أن لا تتجول لقتل الناس بلا سبب.”

رغم ذلك، آه…..ماذا عن كل هؤلاء الآخرين؟

بعد هز رأسه بمرح، إستدار الصبي وبدأ بالمشي بعيدًا. تبعته الفتاة المُقَنَعةُ التي تقف خلفه؛ لكن الرجل الأطول في المجموعة إنحنى أمام ميشيل ليربت على رأسها برفق.

هناك عدد غير قليل منهم بأطواق حول رقبتهم أو أساور على أرجلهم، وبعضهم كتب عليهم أسماء. بعبارة أخرى، من الواضح أن مجموعة كاملة من هذه الحيوانات هي حيوانات أليفة. لقد لاحظت أيضًا كومة كبيرة من الحبال والأشياء التي تبدو وكأنها كمامات في أحد أركان الغرفة. يبدو أن الحبال، على وجه الخصوص، تشير إلى أن نوعًا مِنَ الأسرِ يحدث هنا.

إمتلك ندبة كبيرةً على وجهه؛ هناك جوهرة على جبهته؛ وشعره غريب بلونٍ أزرقٍ غامق. بدا مخيفًا بعض الشيء عند النظر إليه في وجهه….لكن يده أعطت دافئًا لطيفًا.

هل يختطف شخص ما الحيوانات الأليفة الفريدة من الشارع ويبيعها لأشخاص آخرين؟ بدا وكأنه إفتراضٌ معقولٌ تمامًا.

“من هنا.” تحرك مرةً أخرى، أخذ رويجيرد زمام المبادرة مرة أخرى. شعرتُ وكأنني أنا وإيريس معه فقط في نزهة. بالحديث عن وظيفةٍ بلا ضغوط عالية، هذه هي.

لم أملِك أي فكرة عما هل هناك أي قوانين محددة حول هذا النوع من الأشياء في هذا العالم أم لا، ولكن يجب أن هذا جريمة بطريقةٍ ما على أي حال….أعني، هذا شكلٌ من أشكال السرقة، على أقل تقدير.

إمتلك هذا الشخص رأس سحلية، يختلف قليلًا في الشكل واللون عن وجه الثعبان الذي واجهناه عند البوابة الأمامية للمدينة. نظرًا لخصائص الزواحف لديه، من الصعب فهم شخصيتهِ من وجهه. لكنني إستطعت أن أرى الذكاء في عينيه، وهذا جعلني حذرًا منه.

“ممم….” فجأة، أدار رويجيرد رأسه نحو المدخل.

ألقيت نظرة سريعة حول المنطقة للتأكد من ألَّا أحد يراقبنا، فتحتها، وإنتظرت أن يتبعني رويجيرد وإيريس، ثم أغلقت الباب من الداخل. شعرت وكأننا لصوص أو شيء كهذا.

جاء رد فعل إيريس في نفس الوقت تقريبًا. “شخص ما يأتي من خلفنا.”

شعرتُ أنها فكرةٌ جيدةٌ أن أجعل إيريس على أهبة الإستعداد أيضًا. ربما لسنا في خطر حقيقي مع رويجيرد، لكنني لم أرغب في السقوط في مصيبة بسبب الثقة العمياء. نحن الإثنان يجب أن نحمي أنفسنا حقًا.

بسبب الضجة التي تحدثها الحيوانات لم أسمع شيئًا. بوضع رويجيرد جانبًا، لقد لاحظت إيريس ذلك حقًا.

“حسنا. دعونا القبض عليهم، أعتقد.”

رغم ذلك، ماذا سنفعل حيال هذا الوضع؟ لن يستغرق الأمر الكثير من الوقت للوصول إلى هنا من المدخل. هل الهرب هو خيار وارد؟ لا، ليس حقًا — المخرج الوحيد هو من خلال هذا الممر.

الرجل A:

“حسنا. دعونا القبض عليهم، أعتقد.”

“يبدو أن قطةً مختلفةً تشق طريقها إلى الأرض الخاصة بهدفنا الأصلي.”

لم أفكر حقًا في خيار حل هذا وديًا. فَـقد إقتحمنا هذا المكان مثل مجموعة من اللصوص بعد كل شيء. صحيح أنه يبدو كَـمَسرَحِ جريمة، ولكن لا يزال هناك إحتمال أن يكون له غرضٌ مشروع، مما يجعلنا نحن المجرمين هنا.

في البداية، لماذا أرتجف؟ لأنني خائف. لأنني رأيت رويجيرد، الذي بدا دائمًا مثل ذلك الرجل طيب القلب، يقتل رجلًا دون أن يرمش.

الآن، نحن بحاجة للقبض على هؤلاء القادمين. لو إتضح أننا نحن حقًا المذنبون، ثم يمكن أن نتملقهم لجعلهم يغضون النظر عن هذا، ولو إتضح أنهم الأشرار، حينها يمكننا لكمهم حتى يَعِدوا بعدم التحدث.

من الناحية الفنية، لقد أكملنا مهمتنا الآن. بمجرد أن نخرج هذا النمر من قفصه ونَجُرَّهُ مرةً أخرى إلى الفتاة الصغيرة، سنكون إنتهينا تمامًا.

 

هذا ليس الوقت المناسب للتفكير في الأمر. فَـأنا لستُ مخطئًا في كلتا الحالتين. من الواضح أن رويجيرد قتل الكثير من الناس. لذا إعتقد عامة الناس أن السبيرد هم قتلةٌ بطبيعتهم. ولكن إذا توقف عن القتل، سنمتلك فرصة لتغيير رأيهم.

***

“ما هذا؟” قالت إيريس، صوتها يرتجف.

 

“أوه حقًا؟ حسنًا، من الواضح أن لديك موهبة في تسمية الأشياء، يا سيدتي.”

بعد بضع دقائق، أتى ثلاثة أشخاص — رجلان وامرأة واحدة — مستلقين فاقدين للوعي على الأرض في زاوية من الغرفة.

حقيقة أن رجلا قد مات؟ مثير للسخرية. يموت الناس طوال الوقت في هذا العالم، لأسباب تافهة. أُدرِكُ ذلك جيدًا.

بعد تقييدهم بالأصفاد التي صنعتها بإستخدام سحر الأرض، قمت برش بعض الماء على وجوههم لإيقاظهم. بدأ أحد الرجال على الفور بالصراخ والصياح، لذلك قمت على الفور بتكميمه بقطعة قماش وجدتها ملقاةً في مكان قريب.

هذه مشكلة، ما زلت لا أستطيع العثور على الكلمات الصحيحة.

حافظ الإثنان الآخران على الهدوء، لكن انتهى بي الأمر بإسكات كلاهما أيضًا. من الأفضل أن نكون منصفين ومحايدين في هذه الأشياء.

بدا هذا الشيء ضخمًا. ضخمًا جدًا. يجب أن يكون ضعف ما أشارت إليه ميشيل بذراعيها.

“….هممم.”

“الأمر ينطبق عليك أيضًا، رويجيرد. تمثيلك في النهاية هو ما أعطى كل ذلك اللقاء صِفةَ الكَمال.”

بعد القيام بهذا، وجدت نفسي أفكر في سؤال معين: كيف بالضبط إنتهى الوضع إلى شيء كهذا؟

“كم من الناس في الداخل هناك، رويجيرد؟”

أعني، لقد قمنا بعمل بسيط من الرتبة E للعثور على قطةٍ مفقودة. لا شيء مثير للغاية. قال رويجيرد إنه يستطيع التعامل مع الأمر، لذلك جعلته يتولى المسؤولية، وإنتهى بنا الأمر إلى بإتباعه إلى نوع من الأحياء الفقيرة. في الأحياء الفقيرة هذه، إقتحمنا مبنًى بداخله أطنان من الحيوانات. وعند هذه النقطة وجدنا أنفسنا نأسر عدةَ أشخاص…..والذي هو بالتأكيد شيء لم نأتي إلى هنا للقيام به.

هذا…..يبدو صحيحًا. وهو نفس السبب الذي دفعني إلى إخباره بتجنب القتال مع المغامرين الآخرين. إمتلك الناس بالفعل إنطباعًا فظيعًا عن شعبه؛ بغض النظر عن عدد الأعمال الصالحة التي يقوم بها لتغيير ذلك، فإن كل تقدمه سيذهب إلى البالوعة إذا رأى الناس أن رويجيرد يرتكب جريمة قتل بدم بارد هكذا. سيعود الجميع إلى إفتراضاتهم الأصلية حول جنسه.

هذا يجب أن يكون خطأ الإله البشري، صحيح؟ من الواضح أنه توقع حدوث ذلك.

هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها شخصا يموت. غيلين قد قَتَلَتْ لإنقاذي أنا وإيريس بعد كل شيء. لكن هذا مختلف بطريقة ما. لسبب ما، بدأت أرتجف. لسبب ما، خِفتُ كثيرًا.

يا له من صداع. كان يجب عليَّ حقًا أن أذهب مع بعض الوظائف الأخرى.

“أنا لا أفهم يا روديوس.”

….على أي حال، دعونا نلقي نظرة فاحصة على هؤلاء الأسرى لدينا.

أعني، لقد قمنا بعمل بسيط من الرتبة E للعثور على قطةٍ مفقودة. لا شيء مثير للغاية. قال رويجيرد إنه يستطيع التعامل مع الأمر، لذلك جعلته يتولى المسؤولية، وإنتهى بنا الأمر إلى بإتباعه إلى نوع من الأحياء الفقيرة. في الأحياء الفقيرة هذه، إقتحمنا مبنًى بداخله أطنان من الحيوانات. وعند هذه النقطة وجدنا أنفسنا نأسر عدةَ أشخاص…..والذي هو بالتأكيد شيء لم نأتي إلى هنا للقيام به.

 

لا تقلقوا يا أيها الناس! لدينا أفضل شخص في القارة يحقق في هذه القضية! وسوف يتعقب المجرمين مع تقنيات التحقيق منقطعة النظير خاصته، ضاربًا إياهم بأسلوب الشيطان باريتسو، ضاغطًا عليهم للإعتراف ببعض الأدلةِ والقرائن مِن خلال أسئلته الدقيقة! أفسحوا المجال للمحقق العظيم رويجيرد!

الرجل A:

“شكرًا لك، رويجيرد.”

بشرة برتقالية. عيون مركبة مثل الذبابة، بدون بياض. بدا نوعًا ما مقرفًا للنظر إليه. هذا هو الشخص الذي بدأ في الزعيق مثل الزيز عندما أيقظتهم. بدا وكأنه يشبه الزبائن الوقحين…..ذلك النوع من الرجال الذي يكون جيدًا في معارك الحانات.

ربما ذلك فقط لأنني لم أره يحدث عن قرب وبشكلٍ شخصي من قبل؟ لكن في هذه الحالة، لماذا لم أتفاعل بهذه الطريقة عندما قتلت غيلين هؤلاء الرجال خلال حادثة الإختطاف تلك؟

أنا متأكد تمامًا من أنني قد رأيت صورة لِـجِنسهِ في قاموس روكسي، لكنني لم أستطِع تذكر ما إسمه. لعابه سامٌ على ما يبدو؛ أتذكر أنني قد تسائلت عما هل بإمكانهم حتى تقبيل بعضهم البعض.

بعد القيام بهذا، وجدت نفسي أفكر في سؤال معين: كيف بالضبط إنتهى الوضع إلى شيء كهذا؟

 

توقفنا في زقاق مسدود. لا يهم ما هي العلامات التي رآها رويجيرد هناك، فقد بدت خفية للغاية بالنسبة لي؛ لم أستطِع رؤية أي بقع دم أو خدوش في الأوساخ.

الرجل B:

“أوه، أرجو المعذرة. إسمي روديوس، يا آنسة. روديوس من ديد إيند.”

إمتلك هذا الشخص رأس سحلية، يختلف قليلًا في الشكل واللون عن وجه الثعبان الذي واجهناه عند البوابة الأمامية للمدينة. نظرًا لخصائص الزواحف لديه، من الصعب فهم شخصيتهِ من وجهه. لكنني إستطعت أن أرى الذكاء في عينيه، وهذا جعلني حذرًا منه.

رد رويجيرد على سؤالي: “لأنه ركل طفلًا.” بصوتٍ هادئ وغير مبال.

المرأةُ A:

“من أين؟”

شخصٌ أخر بعيون ذبابة. بدا رأسها مثل نحلة، لكن لا يزال بإمكاني معرفة أنها خائفةٌ جدًا في الوقت الحالي. أعتقد أن وجهها يقع ضمن الفئة المقرفة أيضًا، ولكنها جسدًا لطيفًا، والذي هو أمرٌ غير مهم لذكره.

على ما يبدو، لم تُعجَب بإنطباعي الشبق عن الحياة الوقحة منخفضة المستوى. منذ حادثة الإختطاف، إحتقرت إيريس الناس المبتذلين. بالعودة إلى روا، ظلت تتجهم في كل مرة نمر فيها بشخص يرتدي ملابس البلطجية في الشارع. لقد كنت أمزح مع رويجيرد فقط، لكن، أعتقِدُ أنها لم تجد هذا مسليًا للغاية. “آسفٌ على ذلك.”

 

“من أين؟”

حسنًا إذن. نحن لن نحرز أي تقدم إذا ظللنا فقط نقف هنا نحدق بهم. لا، لا، لنكن صادقين. هذا سيكون إستجواب.

“فوو….هااا….فوو….هااا….” صَعُبَ علي قليلًا تهدئة نفسي. لم يرغب قلبي في التوقف عن النبض بسرعة مرعبة. ألقيت نظرة على إيريس، متسائلًا كيف تتعامل مع كل هذا؛ لكن لدهشتي، لم تبدُ خائفةً على الإطلاق. قالت النظرة على وجهها بشكل أساسي، لقد أذهلتَني قليلًا هناك، لكن أعتقد أن قطعة من القمامة كهذه تستحق الموت.

مع من أبدأ على أي حال؟ من سيبصق المعلومات عن طيب خاطر، المرأة أو أحد الرجال؟ المرأة خائفة بالتأكيد. إذا هددتها قليلًا، هناك فرصة أن تخبرني بكل شيء على الفور.

ومع ذلك، يبدو أن لطف صوت الصبي خدع ساكن هذه الغرفة. فتح الباب مع صوت صرير، وظهرت فتاة ربما تبلغ من العمر سبع سنوات من الداخل. لها ذيلٌ طويل يشبه السحلية ولسانها المتشعب المميز يميزها كعضو في عرق الهوغا.

ثم مرةً أخرى، من المعروف أن النساء يكذبن. بعضهم قادرٌ تمامًا على إخبارك بهراء غير حقيقي، هراء غير متماسك لإخراج أنفسهم من المشاكل. حسنًا، ربما ليس كل النساء هكذا، وهذا طبيعي، لكِنَ أختي الكبرى كانت بالتأكيد كالجحيم. لطالما جعلني ذلك غاضبًا جدًا لدرجة أنني دائمًا ما وجهت صعوبة في معرفة الحقيقة الفعلية.

“ا-اه، هل هذا بجدية هو الحيوان الأليف الذي نبحث عنه؟”

ربما سأبدأ مع أحد الرجال بدلًا من ذلك.

نظرت إلى الأرض حيث أشار رويجيرد، وبالكاد تمكنت من ملاحظة الخطوط العريضة لبصمة مخلبٍ صغيرة. بالحديث عن الروعة. من المستحيل أن ألاحظ شيئًا كهذا حتى بعد مليون سنة.

ماذا عن الرجل A؟ بدا أضخم من البقية ولديه ندبة على وجهه….يبدو وكأنه أفضل مقاتل بينهم. ظهر على وجهه الإضطراب أيضًا في الوقت الحالي. حسنًا، ربما ليس بتلك الروعة، إنطلاقًا من الطريقة التي ظل يصرخ بها، من أنتم بحق الجحيم؟! و أزيلوا هذه الأصفاد اللعينة عني! قبل أن أُكَمِمَه.

“أوه، فهمت. لكِن، ما الجيد جدًا في ذلك؟”

أو الرجل B؟ من الصعب قراءة الكثير من وجهه، لكنه بدا وكأنه يراقبنا نحن الثلاثة بعناية. هذا يعني أنه ليس غبيا. وبما أنه ليس غبيًا، فمن المحتمل أن يكون لديه بعض الأكاذيب الجيدة التي تم التوصل إليها مسبقًا في حالة حدوث شيء كهذا.

لا تقلقوا يا أيها الناس! لدينا أفضل شخص في القارة يحقق في هذه القضية! وسوف يتعقب المجرمين مع تقنيات التحقيق منقطعة النظير خاصته، ضاربًا إياهم بأسلوب الشيطان باريتسو، ضاغطًا عليهم للإعتراف ببعض الأدلةِ والقرائن مِن خلال أسئلته الدقيقة! أفسحوا المجال للمحقق العظيم رويجيرد!

لذا، قررت أن أذهب مع الرجل A.

“تمثيلي في نهاية؟ عَمَّا تتحدث؟”

من السهل التلاعب بشخص فقد أعصابه. مع القليل من الضغط وقليلٍ من الإستفزاز، غالبًا سينزلق لسانه بسهولة ويقول لي كل ما أردت أن أعرفه. ومهلًا، إذا لم ينجح الأمر، يمكننا دائما تجربة الاثنين الآخرين.

لم أملِك أي فكرة عما هل هناك أي قوانين محددة حول هذا النوع من الأشياء في هذا العالم أم لا، ولكن يجب أن هذا جريمة بطريقةٍ ما على أي حال….أعني، هذا شكلٌ من أشكال السرقة، على أقل تقدير.

“لدي بعض الأسئلة التي أريدك أن تجيب عليها.”

كلا، إيريس بخير. لكن….لا أستطيع أن أقول الشيء نفسه عن الرجل A، على أية حال. فقد وضع رويجيرد رمحه في حلق الرجل. ظلت إيريس تنظر فقط، وعيناها متسعتان بسبب الصدمة.

عندما أزلت القماش عن فم الرجل A، نظر إلي بغضب….لكنه لم يقل كلمة واحدة.

آه، صحيح. الآن فهمت. أنا لستُ خائفًا لأنني رأيت للتو شخصًا يموت. أنا خائف….لأن رويجيرد قتل ذلك الرجل….دون أدنى تفكير…..فقط لأنه ركلني.

“لو قلت لنا ما نريد أن نعرفه، لن نحتاج لنصير وقحين أوغاد مـ–اغغ؟!”

بدا هذا الشيء ضخمًا. ضخمًا جدًا. يجب أن يكون ضعف ما أشارت إليه ميشيل بذراعيها.

في منتصف كلامي، ركلني الرجل حقًا. لقد إنحنيت بجانبه للتحدث معه….وبالتالي فإن الضربة قد أفقدتني توازني. انطلقت للخلف، تدحرجت على الأرض، ولم أتوقف إلا عندما صفع الجزء الخلفي من رأسي الحائط. ومضت النجوم عبر مجال رؤيتي.

“أوه حقًا؟ حسنًا، من الواضح أن لديك موهبة في تسمية الأشياء، يا سيدتي.”

آه! اللعنة!

لا تقلقوا يا أيها الناس! لدينا أفضل شخص في القارة يحقق في هذه القضية! وسوف يتعقب المجرمين مع تقنيات التحقيق منقطعة النظير خاصته، ضاربًا إياهم بأسلوب الشيطان باريتسو، ضاغطًا عليهم للإعتراف ببعض الأدلةِ والقرائن مِن خلال أسئلته الدقيقة! أفسحوا المجال للمحقق العظيم رويجيرد!

بجدية، على أية حال، كم هذا الرجل غبي؟ لماذا تركل شخصًا تم القبض عليك من قبله بالفعل؟ لا بد أنه لم يفكر حتى في ما قد يحدث إذا أغضبنا.

“ماذا؟ حقاً؟”

“هاه؟ مهلًا، مـ-ما الـ-الذي—توقف عن ذلك!”

“لِمَ لا؟ كان الرجل شريرًا.” إتسعت عينا رويجيرد ردًا على إعتراضي وبدا على وجهه الإرتباك. بدًا حقًا حائرًا تمامًا.

إنه صوت إيريس. قفزت حينها على قدمي في حالة من الذعر الأعمى. ماذا لو تحرر الرجل من أصفاده بينما أفكر في الأمور وأُخذت إيريس رهينة بطريقة ما قبل أن يتفاعل رويجيرد؟

متبخترين بجرأة على طول الشارع، وشقوا طريقهم إلى أحد مداخل المبنى المتعددة، غير مبالين بالنظرات من حولهم.

“ما الذ—”

بعد هز رأسه بمرح، إستدار الصبي وبدأ بالمشي بعيدًا. تبعته الفتاة المُقَنَعةُ التي تقف خلفه؛ لكن الرجل الأطول في المجموعة إنحنى أمام ميشيل ليربت على رأسها برفق.

كلا، إيريس بخير. لكن….لا أستطيع أن أقول الشيء نفسه عن الرجل A، على أية حال. فقد وضع رويجيرد رمحه في حلق الرجل. ظلت إيريس تنظر فقط، وعيناها متسعتان بسبب الصدمة.

“إتبعاني.” إنطلق رويجيرد مرةً أخرى، متقدمًا بثبات.

قام رويجيرد بلف الترايدنت جانبيًا وهو يسحبه للخلف؛ تقوس الدم في الهواء وتناثر على الحائط. دار جسد الرجل A بسبب قوة الضربة لفترة وجيزة قبل أن يسقط على الأرض. والدم يتدفق من حلقه. زحفت بقعة داكنة ببطء عبر ظهره، وانتشرت بركة حمراء تحته. إنتشرت الرائحة المعدنية المقززة بعد ذلك.

“لديك كلمتي – سنجد حيوانك الأليف، ميشيل. كوني صبورةً لفترة أطول قليلًا.”

بعد إرتجاف جسده لمرةٍ أخيرة، توقف الرجل عن الحركة.

“إذا كنت تهتم بقبيلتك….لا تقتل المزيد من الناس، رويجيرد. ولا حتى واحد.”

مات. لقد مات دون أن يقول كلمة واحدة. قتله رويجيرد بدم بارد.

“ا-اه، هل هذا بجدية هو الحيوان الأليف الذي نبحث عنه؟”

“لماذا….لماذا….لماذا قتلته؟” سألتُ مدركًا لحقيقة أن صوتي يرتجف.

“فقط للإحتياط. أيضًا، إبقي متيقظةً من الناس الذين نمر بهم في هذا الشارع، وحاولي مراقبة ظهرك.”

هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها شخصا يموت. غيلين قد قَتَلَتْ لإنقاذي أنا وإيريس بعد كل شيء. لكن هذا مختلف بطريقة ما. لسبب ما، بدأت أرتجف. لسبب ما، خِفتُ كثيرًا.

همم. من الصعب الحكم على ذلك. بناءً على ما رأيته من ساوروس، ربما رمي الأشخاص أو لكمهم على الوجه يقع ضمن حدود السلوك المقبول….؟ لا، لا. بالتأكيد لا…

لماذا؟ ما الذي يجعلني خائفًا جدًا؟

 

حقيقة أن رجلا قد مات؟ مثير للسخرية. يموت الناس طوال الوقت في هذا العالم، لأسباب تافهة. أُدرِكُ ذلك جيدًا.

“لو واصلت قتل الناس، ستجعل سمعة السبيرد أسوأ مما هي عليه.”

ربما ذلك فقط لأنني لم أره يحدث عن قرب وبشكلٍ شخصي من قبل؟ لكن في هذه الحالة، لماذا لم أتفاعل بهذه الطريقة عندما قتلت غيلين هؤلاء الرجال خلال حادثة الإختطاف تلك؟

أغلق الصبي يده ووضع إبهامه في الهواء؛ لسببٍ ما، فعل الإثنان الآخران خلفه الشيء نفسه. لم تفهم ميشيل تمامًا، لكنها قلدتهم على أي حال.

رد رويجيرد على سؤالي: “لأنه ركل طفلًا.” بصوتٍ هادئ وغير مبال.

آه، يالحماقتي. صحيح. لديه تلك العين الغبية على جبهته. “لا يزال هناك شخص يراقب، رويجيرد.”

لقد تحدث كرجل يجيب على السؤال الأكثر وضوحًا في العالم.

إستغرق الأمر جهدًا من الإرادة لكي لا أنفجر بالضحك على ما قالته. هل سمعتَ ذلك يا سيدي؟ إيريس قالت لي حقًا ألَّا أتصرف بإبتذال! نعم صدق أو لا تصدق لكن إيريس قالت هذا! السيدة الصغيرة التي لا يمكن أن تشعر بالراحة إلا إذا فتحت كل باب وجدته بركلة قالت هذا! يبدو أنها بدأت تنضج في الآونة الأخيرة.

آه، صحيح. الآن فهمت. أنا لستُ خائفًا لأنني رأيت للتو شخصًا يموت. أنا خائف….لأن رويجيرد قتل ذلك الرجل….دون أدنى تفكير…..فقط لأنه ركلني.

ربما ذلك فقط لأنني لم أره يحدث عن قرب وبشكلٍ شخصي من قبل؟ لكن في هذه الحالة، لماذا لم أتفاعل بهذه الطريقة عندما قتلت غيلين هؤلاء الرجال خلال حادثة الإختطاف تلك؟

أنا خائف من رويجيرد.

“هممم….إذن….”

لقد حذرتني روكسي، ألم تفعل؟ “…..هناك العديد من الإختلافات في ما هو مقبول بشكل عام بين الثقافة البشرية وثقافة الشياطين، لذلك قد لا تعرف الكلمات التي ستثير غضبه.” إذن ما الذي سأفعله إذا قلب رويجيرد غضبه علي؟ هذا الرجل قوي؛ قوي مثل غيلين، أو حتى أقوى. هل يمكنني هزيمته بسحري؟ ربما يمكنني قتاله على الأقل. لقد وضعت إستراتيجيات متعددة لمعارك ضد المتخصصين بالقتال في مسافة قريبة.

من السهل التلاعب بشخص فقد أعصابه. مع القليل من الضغط وقليلٍ من الإستفزاز، غالبًا سينزلق لسانه بسهولة ويقول لي كل ما أردت أن أعرفه. ومهلًا، إذا لم ينجح الأمر، يمكننا دائما تجربة الاثنين الآخرين.

لسببٍ ما، العديد من الأشخاص في حياتي هذه هم من ضمن هذه الفئة….بما في ذلك باول، غيلين وإيريس. وربما رويجيرد هو الأقوى بينهم.كان من الصعب علي أن أقول بكل ثقة أنني أستطيع أن أواجهه. لكن لو قاتلته بِـنيةِ القتل منذ البداية، هناك الكثير من الأشياء التي يمكنني تجربتها.

يبدو أن رويجيرد قد توصل إلى إستنتاجٍ من نوع ما ولم يشعر بالحاجة إلى مشاركته معنا. وسار أمامنا في شارع جانبي وتبعته أنا بهدوء. شعرت وكأننا نحرز تقدمًا، على الرغم من أنني لم أكن متأكدًا تمامًا كيف. أعتقد أن هذا هو ما يبدو عليه شعور الطبيب العجوز المسكين الجاهل واتسون.

ماذا لو إتجه إلى إيريس رغم ذلك؟ هل يمكنني حمايتها أيضًا؟

الرجل A:

لا. مستحيل.

لقد إضطررت لمحاربة غول قوي فقط لتلقي كفٍ على وجهي. ما هو، طفل في المدرسة الابتدائية؟ هل ظل هذا الرجل على قيد الحياة لمدة 500 عام حقًا؟

“لـ-لا يمكنك قتل شخصٍ ما من أجل ذلك فقط!”

 

“لِمَ لا؟ كان الرجل شريرًا.” إتسعت عينا رويجيرد ردًا على إعتراضي وبدا على وجهه الإرتباك. بدًا حقًا حائرًا تمامًا.

ألقيت نظرة سريعة حول المنطقة للتأكد من ألَّا أحد يراقبنا، فتحتها، وإنتظرت أن يتبعني رويجيرد وإيريس، ثم أغلقت الباب من الداخل. شعرت وكأننا لصوص أو شيء كهذا.

“حسنًا….” كيف يمكن أن أشرح هذا؟ ماذا أريد من رويجيرد هنا؟

ثم مرةً أخرى، من المعروف أن النساء يكذبن. بعضهم قادرٌ تمامًا على إخبارك بهراء غير حقيقي، هراء غير متماسك لإخراج أنفسهم من المشاكل. حسنًا، ربما ليس كل النساء هكذا، وهذا طبيعي، لكِنَ أختي الكبرى كانت بالتأكيد كالجحيم. لطالما جعلني ذلك غاضبًا جدًا لدرجة أنني دائمًا ما وجهت صعوبة في معرفة الحقيقة الفعلية.

من الأساس، ما المشكلة في أنه قد قتل ذلك الرجل؟

لم أملِك أي فكرة عما هل هناك أي قوانين محددة حول هذا النوع من الأشياء في هذا العالم أم لا، ولكن يجب أن هذا جريمة بطريقةٍ ما على أي حال….أعني، هذا شكلٌ من أشكال السرقة، على أقل تقدير.

لا أملك حقًا شيئًا كَـالمبادئ. بالعودة إلى عندما كنت خاسرًا منعزلًا، كرهت بإزدراء عبارات الوعظ مثل من الخطأ أن تقتل. الجحيم، بالكاد شعرت بأي شيء عندما مات والداي. عرفت أن الأمور ستصير قاسية علي، ولكن في نفس الوقت، بدا رد فعلي حينها مثل فتًى غبي: إلى الجحيم مع هذا الهراء، أيها الغبي! أنا أستمني هنا!

ولا حاجة لقول أنني إذا حاولت سرد بعض الحجج الأخلاقية على رويجيرد، سيبدو موقفي ضعيفًا وغير مقنع.

ولا حاجة لقول أنني إذا حاولت سرد بعض الحجج الأخلاقية على رويجيرد، سيبدو موقفي ضعيفًا وغير مقنع.

إتسعت عيون الفتاة عند رؤية زوارها الثلاثة غير العاديين، لكن الصبي إبتسم لها بمرح. “مرحبًا! من دواعي سروري أن ألتقي بك. هذا هو منزل الآنسة ميشيل، صحيح؟”

“إنظر، هناك….سبب وجيه جدا….حول لماذا لا يجب أن لا تتجول لقتل الناس بلا سبب.”

متحركًا بثقة، لكنني لا أزال أشعر بالتوتر قليلًا. أعلم أن لديه رادارًا قويا يمكنه من إستشعار الكائنات الحية، لكن لا يمكن أن يكون من السهل تعقب حيوان معين في مدينة مليئة بالحيوانات. “هل لديك خطة أو شيء ما؟”

حسنا، أنا أرتجف جدًا. دعنا نعترف بذلك، أنا مرعوب مثل الجحيم.

لقد إعتقدت أن السبيرد هم شعب مسالم أسيء فهمه ببساطة. لكن من الواضح الآن أن هذه ليس الحقيقة. لم أعرف عن قبيلته ككل، لكن على الأقل، رويجيرد قاتل. لقد ظل يقتل أعدائه منذ حقبة حرب لابلاس؛ قتله لذلك الرجل قبل قليل هو مجرد أمر عادي يضاف إلى قائمة قتلاه طويلة. لا أستطيع أن أعرف يقينًا أنه لن يوجه رمحه إليَّ أو إلى إيريس. لست من النوع نقي القلب، لست شخصًا نزيهًا يمكنه كسب إحترام رويجيرد. يوما ما، بطريقة ما، ربما ينتهي بي الأمر بإزعاجه.

أنا مرعوب، ولكن ما زلت سأفكر في ما الذي يحدث.

بدا هذا الشيء ضخمًا. ضخمًا جدًا. يجب أن يكون ضعف ما أشارت إليه ميشيل بذراعيها.

في البداية، لماذا أرتجف؟ لأنني خائف. لأنني رأيت رويجيرد، الذي بدا دائمًا مثل ذلك الرجل طيب القلب، يقتل رجلًا دون أن يرمش.

عندما وقف الرجل الأطول للمغادرة، نادته ميشيل.

لقد إعتقدت أن السبيرد هم شعب مسالم أسيء فهمه ببساطة. لكن من الواضح الآن أن هذه ليس الحقيقة. لم أعرف عن قبيلته ككل، لكن على الأقل، رويجيرد قاتل. لقد ظل يقتل أعدائه منذ حقبة حرب لابلاس؛ قتله لذلك الرجل قبل قليل هو مجرد أمر عادي يضاف إلى قائمة قتلاه طويلة. لا أستطيع أن أعرف يقينًا أنه لن يوجه رمحه إليَّ أو إلى إيريس. لست من النوع نقي القلب، لست شخصًا نزيهًا يمكنه كسب إحترام رويجيرد. يوما ما، بطريقة ما، ربما ينتهي بي الأمر بإزعاجه.

“تمثيلي في نهاية؟ عَمَّا تتحدث؟”

الأمر مختلف عن غضبه بسبب تصرفٍ قمت به. نظرًا لأن لدينا طرقًا مختلفة في التفكير، في بعض الأحيان قد تختلف آرائنا…..هذا أمر لا مفر منه. ربما ندخل في معارك من حين لآخر.

بدا هذا الشيء ضخمًا. ضخمًا جدًا. يجب أن يكون ضعف ما أشارت إليه ميشيل بذراعيها.

ومع ذلك، لم أخطط لمحاربته حتى الموت. بغض النظر عن الوضع، لا يمكن أن تتصاعد خلافاتنا إلى عنف. علي أن أجعل رويجيرد يفهم ذلك….هنا والآن، قبل فوات الأوان.

حنيت رأسي له بإمتنان، ولاحظت أن يدي تهتز.

“من فضلك….إستمع بعناية، رويجيرد.”

بعد التحرك بخفة عبر شوارع المدينة الشبيهة بالمتاهة لبعض الوقت، إتخذنا منعطفًا مفاجئًا إلى جزء مختلف تمامًا من المدينة. كل شيء هنا بدا فوضويًا ومهجورًا. المباني خام، غير مصبوغة ومتداعية بسبب الإهمال. بعض الرجال الذين مررنا بهم نظروا إلينا بغضب؛ هناك أيضًا أشخاص مستلقين على جانب الزقاق، والعديد من الأطفال يرتدون الخرق القذرة.

هذه مشكلة، ما زلت لا أستطيع العثور على الكلمات الصحيحة.

“وجدته، ربما هذا هو الحيوان الذي نبحث عنه.” قال رويجيرد، مشيرًا إلى قسم فارغ من الشارع. لم أستطِع أن أعرِف ما وجده أو لماذا شعر بالحاجة إلى إضافة ذلك ربما لم أستطِع رؤية أي آثار أقدام هنا حتى.

ماذا يفترض بي أن أقول، اللعنة! كيف يمكنني جعله يفهم؟ هل يجب أن أتوسل إليه ألا يقتلنا نحن الاثنين على الأقل؟

أنا متأكد تمامًا من أنني قد رأيت صورة لِـجِنسهِ في قاموس روكسي، لكنني لم أستطِع تذكر ما إسمه. لعابه سامٌ على ما يبدو؛ أتذكر أنني قد تسائلت عما هل بإمكانهم حتى تقبيل بعضهم البعض.

الآن أنتَ فقط تفكر بغباء، روديوس.

وصفت ميشيل مظهر حيوانها الأليف، لقد إختفى قبل ثلاثة أيام، وأضافت أنه لم يعد إلى المنزل، في العادة سَـيعود عندما تناديه، وذكرت أنه ربما الىن جائعٌ لأنها لم تطعمه. بدا وصفها صبيانيًا بشكلٍ مثالي. قد يكون شخص بالغ ما قد أدار عينيه وترك ثرثرة الفتاة وغادر في منتصف حديثها؛ لكن المغامر الشاب إستمع إليها بإبتسامة، أومأ برأسه بشكل مشجع بعد كل جملة قالتها.

في ذلك اليوم فقط، أقنعت رويجيرد بأنني محارب، أقاتل معه على قدم المساواة. بأنني لست طفلًا يحتاج حمايته؛ بل رفيقه. لم أستطع البدء في الترافع معه الآن. وشيء كَـتوقف عن فعل هذا لن ينجح أيضًا. عليَّ أن أتوصل إلى شيء من شأنه أن يقنعه حقًا، أو أن هذا سيكون بلا جدوى تمامًا.

أنا مرعوب، ولكن ما زلت سأفكر في ما الذي يحدث.

فكر يا رجل. لماذا رويجيرد معك في المقام الأول؟ يريد أن يعرف الجميع أن السبيرد ليسوا شياطين متعطشين للدماء حقًا. وقتله للناس، لن يؤدي إلى شيء سوى جعل سمعتهم أسوأ.

“لماذا….لماذا….لماذا قتلته؟” سألتُ مدركًا لحقيقة أن صوتي يرتجف.

هذا…..يبدو صحيحًا. وهو نفس السبب الذي دفعني إلى إخباره بتجنب القتال مع المغامرين الآخرين. إمتلك الناس بالفعل إنطباعًا فظيعًا عن شعبه؛ بغض النظر عن عدد الأعمال الصالحة التي يقوم بها لتغيير ذلك، فإن كل تقدمه سيذهب إلى البالوعة إذا رأى الناس أن رويجيرد يرتكب جريمة قتل بدم بارد هكذا. سيعود الجميع إلى إفتراضاتهم الأصلية حول جنسه.

تحركنا نحن الثلاثة أعمق في المبنى، مع رويجيرد في الصدارة مرةً أخرى. باب في نهاية الممر الرئيسي أدى إلى غرفة صغيرة، مع باب آخر في نهايتها البعيدة. عندما مررنا عبر هذا الباب الثاني، ملأت جوقة تصم الآذان من صرخات الحيوانات الهواء على الفور.

حسنًا، هذا هو السبب في أنه لا يستطيع قتل الناس. لم نرِد أن يحصل الجميع على إنطباع بأن السبيرد هي قبيلة من الوحوش الهائجة، صحيح؟

أنا متأكد تمامًا من أنني قد رأيت صورة لِـجِنسهِ في قاموس روكسي، لكنني لم أستطِع تذكر ما إسمه. لعابه سامٌ على ما يبدو؛ أتذكر أنني قد تسائلت عما هل بإمكانهم حتى تقبيل بعضهم البعض.

“لو واصلت قتل الناس، ستجعل سمعة السبيرد أسوأ مما هي عليه.”

إمتلك ندبة كبيرةً على وجهه؛ هناك جوهرة على جبهته؛ وشعره غريب بلونٍ أزرقٍ غامق. بدا مخيفًا بعض الشيء عند النظر إليه في وجهه….لكن يده أعطت دافئًا لطيفًا.

“…..حتى لو إن من أقتلهم أشرار؟”

إمتلك هذا الوحش طوقًا حول رقبته حقًا. ومكتوبٌ عليه إسم ميي حقًا.

“لا يهم من تقتل. إذا قتلت أي شخص، فهذه مشكلة.” تحدثت بتركيز، وحاولت إختيار كلماتي بعناية.

في بعض الأحيان، نظر الرجال الأكثر خشونة الذين مررنا بهم بتهديد إلى رويجيرد، ولكن عندما ينظر إليهم، يلتفتون إلى الجانب وينقرون على ألسنتهم. في حي كهذا، ربما حظي الأشخاص الذين يمكنهم إلقاء لكمة جيدة بإحترامٍ أكثر من المغامرين.

“أنا لا أفهم يا روديوس.”

“فقط للإحتياط. أيضًا، إبقي متيقظةً من الناس الذين نمر بهم في هذا الشارع، وحاولي مراقبة ظهرك.”

“عندما يَقتُلُ شخص ما شخصًا آخر، لا ينظر الناس إلى المقتول أو لماذا قتل. بل ينظرون إليه على أنه قتل على يد وحش.”

“أوه، فهمت. لكِن، ما الجيد جدًا في ذلك؟”

عبس رويجيرد قليلًا عندما سمع ردي. أعتقد أن كلامي بدا وكأنني أشتم شعبه. “….ما زلت لا أفهم. لماذا هذا؟”

لسببٍ ما، العديد من الأشخاص في حياتي هذه هم من ضمن هذه الفئة….بما في ذلك باول، غيلين وإيريس. وربما رويجيرد هو الأقوى بينهم.كان من الصعب علي أن أقول بكل ثقة أنني أستطيع أن أواجهه. لكن لو قاتلته بِـنيةِ القتل منذ البداية، هناك الكثير من الأشياء التي يمكنني تجربتها.

“الجميع يفكر فيك كجزء من قبيلة من الشياطين الشريرة. يعتقدون أنكم مجانين يقتلون لأتفه الأسباب، حتى بسبب أدنى إستفزاز.”

بعد إرتجاف جسده لمرةٍ أخيرة، توقف الرجل عن الحركة.

حسنا، هذا بدا قاسيًا…..ولكن مرة أخرى، هذا هو حقًا الإجماع العام. وهدفنا تغيير ذلك.

صحيح فَـهذا بدا أشبه بأثر قطة عادية أو حتى صغيرة….على الرغم من أنني إشتبهت إلى حد ما في أن الفتاة ربما تبالغ في تقدير حجم حيوانها الأليف إلى حد ما.

“من السهل التجول وإخبار الناس أن السبيرد ليست وحوشًا حقًا. ولكن إذا أثبتَّ أن الشائعات غير صحيحة من خلال أفعالك، فقد تبدأ في تغيير الكثير من العقول.”

“أرى أنك قادر على لعب أكثر من دورٍ واحد.” قال رويجيرد ونحن نسير بعيدًا منتصرًا. “هذا مؤثرٌ جدًا، روديوس.”

“…”

إبتسم رويجيرد بِـشَكٍّ ونفى ذلك، لكن صوته بدا غير متأكد بعض الشيء.

“من ناحية أخرى، سوف تدمر كل شيء إذا بدأت في قتل الناس. سيفترض الجميع أنهم كانوا على حق بشأن عرقك طوال الوقت.”

“من فضلك…..من فضلك جد ميي خاصتي.”

“بالتأكيد هذا ليس صحيحًا.”

أومأت ميشيل برأسها. “حسنا. سأنتظر.”

“هل هذا حقًا لا يذكرك بشيء، رويجيرد؟ هل سبق لك أن ساعدت بعض الناس وبدأت بالتصرف بودية معهم، فقط لجعلهم ينقلبون عليك فجأة؟”

“إهيه! لا تكن متواضعًا يا رئيس! لو دفعت الأمر بقوة أكبر قليلًا، لكانت تلك الفتاة قد ذابت في حبك!”

“….حدث ذلك.”

“…..حتى لو إن من أقتلهم أشرار؟”

عند هذه النقطة، يمكن أن أشعر أن حُجَتي بدأت تصير منطقيةً في النهاية. “حسنًا، هذا هو المطلوب. إذا لم تقتل أي شخص على الإطلاق من الآن فصاعدًا….”

“…”

“أجل؟”

بدا أن إجتماعنا الأول مع العميل قد سار بشكلٍ جيد للغاية، الكل في الكل. لقد قلدت للتو أسلوب الباعة المتجولين الذين لطالما توقفوا عند منزلي في حياتي السابقة، ولكن يبدو أنه قد نجح بشكل أفضل مما توقعت. من الجيد أن يضحك المغامرون الآخرون علينا، لكننا بحاجة إلى أن يفكر عملاؤنا بنا أولًا وقبل كل شيء كأشخاصٍ طيبين. هذا يعني أننا بحاجة إلى معاملتهم بلطفٍ وأدب.

“….سيدرك الجميع أن السبيرد أناسٌ عاديون وعقلانيون.”

إمتلك ندبة كبيرةً على وجهه؛ هناك جوهرة على جبهته؛ وشعره غريب بلونٍ أزرقٍ غامق. بدا مخيفًا بعض الشيء عند النظر إليه في وجهه….لكن يده أعطت دافئًا لطيفًا.

هل هذا صحيحٌ حقًا؟ هل سيكون الإمتناع عن القتل فقط كافيًا لإقناع الناس في هذا العالم أن قبيلته هم أشخاص جيدون؟

حسنًا، هذا هو السبب في أنه لا يستطيع قتل الناس. لم نرِد أن يحصل الجميع على إنطباع بأن السبيرد هي قبيلة من الوحوش الهائجة، صحيح؟

هذا ليس الوقت المناسب للتفكير في الأمر. فَـأنا لستُ مخطئًا في كلتا الحالتين. من الواضح أن رويجيرد قتل الكثير من الناس. لذا إعتقد عامة الناس أن السبيرد هم قتلةٌ بطبيعتهم. ولكن إذا توقف عن القتل، سنمتلك فرصة لتغيير رأيهم.

هذا منطقي بما فيه الكفاية، أليس كذلك؟

“تمثيلي في نهاية؟ عَمَّا تتحدث؟”

“إذا كنت تهتم بقبيلتك….لا تقتل المزيد من الناس، رويجيرد. ولا حتى واحد.”

تحركنا نحن الثلاثة أعمق في المبنى، مع رويجيرد في الصدارة مرةً أخرى. باب في نهاية الممر الرئيسي أدى إلى غرفة صغيرة، مع باب آخر في نهايتها البعيدة. عندما مررنا عبر هذا الباب الثاني، ملأت جوقة تصم الآذان من صرخات الحيوانات الهواء على الفور.

عادة، عليك أن تحكم على أفعال الناس بصورة مختلفة. قد يكون القتل عادةً خاطئة، ولكن في ظروف معينة، يمكن أن يكون مُبَرَرًا أو حتى ضروريًا. لكنني لم أعرف المعايير التي قام بها سكان هذا العالم بإجراء تلك الأحكام، ومعايير رويجيرد الشخصية على الأرجح…..متطرفة. لم يمنحك هذا الرجل أي مجال للخطأ، ومن الصعب معرفة أين رسم حدوده. في هذه الحالة، من الأسهل والأكثر أمانًا منعه من القتل تماما.

من المفترض أن يعرف رويجيرد لو جاء أي شخص من خلفنا، لكن، لن يضر أن تكون أكثر حذرًا.

“ماذا لو لم يعرف أحد؟ ألن يكون الأمر على ما يرام حينها؟”

الفصل 9:

لقد إضطررت لمحاربة غول قوي فقط لتلقي كفٍ على وجهي. ما هو، طفل في المدرسة الابتدائية؟ هل ظل هذا الرجل على قيد الحياة لمدة 500 عام حقًا؟

جاء رد فعل إيريس في نفس الوقت تقريبًا. “شخص ما يأتي من خلفنا.”

“قد تعتقد أن لا أحد يراقب، لكن الناس يرون الأشياء على أي حال.”

“ماذا لو لم يعرف أحد؟ ألن يكون الأمر على ما يرام حينها؟”

“لا يوجد أحد آخر في هذا المبنى، أؤكد لك.”

“ما الذ—”

آه، يالحماقتي. صحيح. لديه تلك العين الغبية على جبهته. “لا يزال هناك شخص يراقب، رويجيرد.”

“لا يوجد أحد آخر في هذا المبنى، أؤكد لك.”

“من أين؟”

صحيح فَـهذا بدا أشبه بأثر قطة عادية أو حتى صغيرة….على الرغم من أنني إشتبهت إلى حد ما في أن الفتاة ربما تبالغ في تقدير حجم حيوانها الأليف إلى حد ما.

هنا يا رجل. “إيريس وأنا رأينا كل شيء، ألم نفعل؟”

“….لماذا؟”

“هممم….”

إنه صوت إيريس. قفزت حينها على قدمي في حالة من الذعر الأعمى. ماذا لو تحرر الرجل من أصفاده بينما أفكر في الأمور وأُخذت إيريس رهينة بطريقة ما قبل أن يتفاعل رويجيرد؟

“لا تقتل أحدًا من الآن فصاعدًا، من فضلك. لا نريد أن نخاف منك نحن أيضًا.”

كلا، إيريس بخير. لكن….لا أستطيع أن أقول الشيء نفسه عن الرجل A، على أية حال. فقد وضع رويجيرد رمحه في حلق الرجل. ظلت إيريس تنظر فقط، وعيناها متسعتان بسبب الصدمة.

“….جيد جدًا إذن.”

بعد هز رأسه بمرح، إستدار الصبي وبدأ بالمشي بعيدًا. تبعته الفتاة المُقَنَعةُ التي تقف خلفه؛ لكن الرجل الأطول في المجموعة إنحنى أمام ميشيل ليربت على رأسها برفق.

في النهاية، قد لجأت أساسًا إلى نهج الشخص الذي لا يعرف ما يقوله حتى. لم تبدُ كلماتي مقنعة تمامًا، حتى بالنسبة لي. ومع ذلك، أومأ رويجيرد برأسه، وكأن هذا كل ما يهم.

“الآنَ إذن….هل تستطيعين إخبارنا بالقليل عن ميي؟”

“شكرًا لك، رويجيرد.”

بناء على ما سمعناه من ميشيل، بدا أن هذا الحيوان الأليف قطة. أسود، وهو رفيق ميشيل منذ طفولتها. وهو على الأغلب كبير. فقد مدت ميشيل ذراعيها على نطاق واسع لإظهار حجمه؛ بإفتراض أن ذلك لم يكن مبالغة، يجب أن يكون حيوان أليف بهذا الحجم يشبه هايسكي كبير مكتمل النمو، يبدو كبيرًا جدًا على أن يكون قط منزل.

حنيت رأسي له بإمتنان، ولاحظت أن يدي تهتز.

“لماذا….لماذا….لماذا قتلته؟” سألتُ مدركًا لحقيقة أن صوتي يرتجف.

اِهدأ. هذه الأشياء تحدث دائمًا. خذ نفاسًا عميقًا.

الآن، نحن بحاجة للقبض على هؤلاء القادمين. لو إتضح أننا نحن حقًا المذنبون، ثم يمكن أن نتملقهم لجعلهم يغضون النظر عن هذا، ولو إتضح أنهم الأشرار، حينها يمكننا لكمهم حتى يَعِدوا بعدم التحدث.

“فوو….هااا….فوو….هااا….” صَعُبَ علي قليلًا تهدئة نفسي. لم يرغب قلبي في التوقف عن النبض بسرعة مرعبة. ألقيت نظرة على إيريس، متسائلًا كيف تتعامل مع كل هذا؛ لكن لدهشتي، لم تبدُ خائفةً على الإطلاق. قالت النظرة على وجهها بشكل أساسي، لقد أذهلتَني قليلًا هناك، لكن أعتقد أن قطعة من القمامة كهذه تستحق الموت.

توقفت يداي أخيرًا عن الإرتعاش. “حسنًا. دعونا نعود إلى الاستجواب، هلا فعلنا؟”

حسنًا، ربما لم تفكر في أي شيء بهذه القسوة. لكنها ظلت تقف في وضعها الإعتيادي: ذراعاها مطويان، قدماها متباعدتان وذقنها في الهواء. لو إن هذه الفتاة خائفة، فَـهي حقًا تبذل قصارى جهدها لعدم السماح لذلك بالظهور.

أجاب الرجل: “رويجيرد” ثم إستدار وذهب مع الآخرين.

وها أنا هنا، مرعوبٌ ويراني الجميع. بالحديث عن المُثيرِ للشفقة، ها هو هنا يا جماعة.

“من السهل التجول وإخبار الناس أن السبيرد ليست وحوشًا حقًا. ولكن إذا أثبتَّ أن الشائعات غير صحيحة من خلال أفعالك، فقد تبدأ في تغيير الكثير من العقول.”

توقفت يداي أخيرًا عن الإرتعاش. “حسنًا. دعونا نعود إلى الاستجواب، هلا فعلنا؟”

“شكرًا لك، رويجيرد.”

في محاولة لتجاهل رائحة الدم التي لا تزال عالقةً في الهواء، أجبرت نفسي على الإبتسام.

“من السهل التجول وإخبار الناس أن السبيرد ليست وحوشًا حقًا. ولكن إذا أثبتَّ أن الشائعات غير صحيحة من خلال أفعالك، فقد تبدأ في تغيير الكثير من العقول.”

“…..حتى لو إن من أقتلهم أشرار؟”

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط