العَودة (3)
الفصل 74: العَودة (3)
تحدثت كارمن فجأة: “هذا ليس رأي البطريرك فقط.”
حدث السِجال الذي ظلَّ من جانبٍ واحد.
كما أنه لا يواجه الآن صعوبةً في الحفاظ على قوة السيف التي يطلقها لفترة طويلة. هذا لايونهارت سيان، بعد كل شيء. كعضو في عائلة لايونهارت المرموقة، تم تدريبه على إستخدام الطاقة السحرية منذ صغره وتلقى كل أنواع الدعم. في سنهم، سيكون من النادر للغاية لأي شخص في القارة بأكملها أن يكون لديه الكثير من الطاقة السحرية مثل سيان.
قد تكون قوة سيف سيان مصقولةً بشكلٍ لا يصدق بالنسبة لعمره، ولكن، يستحيل عليه صد يوجين. على الرغم من أن سيان رفض التراجع وظل يؤرجح سيفه بشدة، إلا أنه لم يستطِع حتى إجبار يوجين على التراجع.
‘حسنًا. بما إنه يقول أنه لا يريد ذلك، ماذا يمكنني أن أفعل؟ الأُم تريدُ هذا أيضًا، لذلك سأكون بالتأكيد الشخص الذي سَـيصبح البطريرك.’
بدا الأمر كما لو إن سيان يضرب بسيفه الفراغ.
أو على الأقل، هذا ما إعتقده في البداية، لكِنَ هذا الشعور بدأ يتغير تدريجيًا. بدأ سيان يشعر وكأنه يقاتل طينًا لزجًا في مستنقعٍ عميقٍ لا نهاية له. على الرغم من أنه شعر أن سيف يوجين يصد هجماته فقط، إلا أنه في نفس الوقت تمسك أيضًا بضربات سيان مثل الطين، وبعد ذلك، وكما لو إن هجومه يتم إمتصاصه في مستنقع، فقد جُرَّ نصله إلى حيث لم يُرِد سيان.
ولكن هل سيكون هذا هو الحال حقًا؟
وبعد ذلك، إجتمع الطين والمستنقع مكونَينِ بحرًا، حيث هزت موجة ضخمة من الطاقة السحرية قوة سيف سيان، ووجهت هجماته بعيدًا وجعلتها تنفجر في الهواء.
ولكن هل سيكون هذا هو الحال حقًا؟
لا ينبغي أن يتعب سيان بهذه السرعة عادة، ولكنه شعر أن تنفسه صار صعبًا، وبدأ يسمع قلبه ينبض بسرعة.
لن يكون من الصعب جدًا تعليم سيان هذا. من الأساس، تعلم أسلوب يوجين في الصد هو شيء يعتمد على قدرة المتعلم وإدراكه بدلًا من قدرات المعلم.
بينما هو يتدرب للوصول إلى النجم الثالث من صيغة اللهب الأبيض، تحسن تحكم سيان في طاقته السحرية بشكل كبير.
رد سيان بإرتباك، “هاه….؟”
في الماضي، حتى تكوين شُعاع السيف تطلب تركيزًا كبيرًا منه، ولكن الآن صار من الممكن له إطلاق قوة السيف بشكلٍ طبيعي، دون الحاجة للتركيز حتى.
صَرَّ سيان على أسنانه وقال: “قلت….قل لي كيف فعلت ذلك….أنت يا إبن العاهرة.”
كما أنه لا يواجه الآن صعوبةً في الحفاظ على قوة السيف التي يطلقها لفترة طويلة. هذا لايونهارت سيان، بعد كل شيء. كعضو في عائلة لايونهارت المرموقة، تم تدريبه على إستخدام الطاقة السحرية منذ صغره وتلقى كل أنواع الدعم. في سنهم، سيكون من النادر للغاية لأي شخص في القارة بأكملها أن يكون لديه الكثير من الطاقة السحرية مثل سيان.
في الطابق العلوي من قلعة البلاك لايونز، في وسط غرفة كبيرة، جلس عشرات الأشخاص حول مائدة مستديرةٍ سوداء.
عَرَفَ سيان جيدًا هذه الحقيقة وشعر بالفخر بسببها. ومع ذلك، بدأ هذا الفخر ينهار حاليًا مثل القلعة الرملية.
نعم، على الرغم من أنهم لم يشاركوا أي روابط دم فعلية. أومأ يوجين برأسه، وسار أمام سيان. ضحك سيان مع نفسه أثناء مشيه في المؤخرة.
بعد التأكد من عدم وجود أي شخص آخر في الجوار، نظر يوجين إلى سيان وسأل، “إذا صِرتَ قويًا بما فيه الكفاية، فَـلا حاجة لي لكي أصبح البطريرك، صحيح؟”
“FUCK….”
التوأم حقًا توأمٌ في كل شيء. أراد يوجين دحض كلامه بطريقةٍ ما، لكنه لم يتمكن من العثور على أي شيء لدحضه وإنتهى به الأمر بِـلَويِّ شفتيهِ فقط.
لم يعُد بإمكانه الحفاظ على قوة سيفه. بينما هو يلهث من أجل التنفس، بصق سيان هذه اللعنةَ وإنهار على الفور.
“…هذا الخيار متروك للطفل.” أصر غيلياد.
إستقرت الرمال والغبار التي كانت تطفو حول صالة التدريب تدريجيًا. بسبب التدفق المستمر لهجمات سيان، تعرضت أرضية صالة التدريب لندوبٍ عميقة وتصدُعاتٍ تمت بفعل قوة السيف.
ترك غيلياد تنهيدةً طويلة. عندما تلقى إستدعاء المجلس لأول مرة، توقع حدوث شيء كهذا، ولكن بعد أن سماعه، أحس بعدم الراحة قليلًا.
ومع ذلك، ظل محيط يوجين في حالة ممتازة. لم توجد حتى أي آثار أقدام خلفه. منذ البداية وحتى النهاية، ظل يوجين واقفًا في مكانٍ واحد ولم يتراجع حتى بخطوة واحدة.
لم يعُد بإمكانه الحفاظ على قوة سيفه. بينما هو يلهث من أجل التنفس، بصق سيان هذه اللعنةَ وإنهار على الفور.
‘هل يهدد يوجين حقًا بالتبرز عاريًا في وسط العاصمة؟’ مثل هذه الأفكار لا يمكن تصورها بالنسبة لسيان، الذي ولد ونشأ في المنزل الرئيسي. إبتلع سيان لعابه وحدق بِـيوجين.
‘…لا يصدق…’ هذا ما فكر الجميع فيه أثناء مراقبتهم لهذا السِجال.
دوينز هو الأكبر بين جميع أفراد عائلة عشيرة لايونهارت العديدين، وهو أيضًا شقيق جد غيلياد. إنه وحشٌ عاش لأكثر من مائة عام. ومع ذلك، لم يتحول شكله إلى قبيح بسبب تقدم العمر وبدلًا من ذلك صار شخصيةً مهمةً سادت قلعة البلاك لايونز بينما هو يقود أيضًا مجلس الحكماء.
في البداية، لم يكن هناك سوى يوجين وسيان هنا، ولكن منذ اللحظة التي بدأ فيها القتال، تجمع فرسان المنزل الرئيسي للمشاهدة. نظرًا لأنهما لم يُعلِنا أنه سِجالٌ خاص، فالفرسان أحرارٌ في الوقوف بعيدًا والمراقبة.
بفضل ذلك، تمكن فرسان المنزل الرئيسي مرةً أُخرى من إدراك ما هو المحارب المذهل الذي يطلق عليه بالطفل المتبنى، يوجين لايونهارت.
قبل عامين، عندما كان يوجين في السابعة عشرة فقط، إشتهر يوجين بسمعةٍ سيئةٍ بالفعل بين فرسان المنزل الرئيسي. في الواقع، إشتهر إلى درجة أنه قد إنتشرت قاعدةٌ غيرُ مكتوبةٍ تتعلق به بين الفرسان.
نظر هازارد إلى قادة الفرق الخمسة. تماما مثل هازارد، وجوههم متصلبة. إنهم جميعًا محاربون ماهرون قد تأكدوا من حصولهم على إحترامهم الواجب بغض النظر عن المكان الذي ذهبوا إليه في القارة، لكنهم لم يتمكنوا من إخفاء الدهشة التي شعروا بها ردا على هذا الإبن المتبنى من سلالة جانبية.
لم يشعر أبدًا أن مواهبه الفطرية ضئيلة. فَـفي غضون سنوات قليلة، تأكد هازارد من أن يصبح قائد الفريق الثاني. ولو مر المزيد من الوقت، فقد يكون قادرًا على إستهداف منصب زعيم فرسان الوايت لايونز.
وهذه القاعدة تنص على أنه إذا تم وضعك في قتالٍ تدريبيٍّ مع السيد الشاب يوجين، لا يمكنك أبدًا أن تسمح للأشياء بأن تصير خطيرةً للغاية.
هذا ليس من أجل سيدهم الشاب الذي لا يزال غير ناضج. على العكس من ذلك، هذه القاعدة غير المكتوبة تهدف للحفاظ على فخر الفرسان.
“….لا أستطيع.” إعترف سيان على مضض.
لذا، لو ظهر ضعفٌ لهم-حتى بعد أن يصبحوا جادين-ومع خصمٍ أصغر بكثير ممَّا هم عليه….فَـبغض النظر عن حقيقة أن خصمهم هو السيد الشاب للسلالة الرئيسية لعشيرة لايونهارت، الفرسان لا بُدَّ أن يشعروا بالإحباط.
حيث صب الفرسان هنا كل كبريائهم الكبير في مهاراتهم.
على غير العادة، على الرغم من أنها عضو في مجلس الحكماء، إلا أنها لم تتراجع عن الخدمة الفعلية، وما زالت تعمل كقائد الفرقة الثالثة لفرسان البلاك لايونز.
بعد التحديق بإرتباكٍ في يوجين، الذي بدا أنه يعود إلى الملحق، سُرعان ما تبعه سيان.
لذا، لو ظهر ضعفٌ لهم-حتى بعد أن يصبحوا جادين-ومع خصمٍ أصغر بكثير ممَّا هم عليه….فَـبغض النظر عن حقيقة أن خصمهم هو السيد الشاب للسلالة الرئيسية لعشيرة لايونهارت، الفرسان لا بُدَّ أن يشعروا بالإحباط.
هذا ليس شيئًا غريبًا. فَبِـإستثناء غيلياد، كل واحد من الأشخاص العشرة الجالسين على الطاولة هو عضوٌ في مجلس شيوخ عشيرة لايونهارت.
‘لقد كان بالفعل قويا جدا منذ عامين….ولكن الآن….’
إنه عضوٌ في فرسان الوايت لايونز، الذين أقسموا بالولاء للسلالة المباشرة لعشيرة لايونهارت، وهو واحد من أصغر هؤلاء الفرسان. ومع ذلك، فإن العمر لا يساوي بالضرورة المهارة. حيث هزم هازارد العديد من الفرسان الآخرين للإرتقاء إلى منصبه كقائد في الفرقة الثانية من فرسان الوايت لايونز.
‘لو واجهته أنا، هل سأستطيع الفوز؟’
حيث صب الفرسان هنا كل كبريائهم الكبير في مهاراتهم.
وهذه القاعدة تنص على أنه إذا تم وضعك في قتالٍ تدريبيٍّ مع السيد الشاب يوجين، لا يمكنك أبدًا أن تسمح للأشياء بأن تصير خطيرةً للغاية.
ومضت عيون الفرسان بينما بدأت هذه الأفكار تمر عبر رؤوسهم. في السِجالات التي تكون فقط كشكل من أشكال التدريب، نادرًا ما يتم إستخدام قوة السيف. إذن ماذا لو استخدموا قوة السيف وقاتلوا يوجين بجدية؟ هل سيتمكنون من الفوز؟
“…لا حاجة حقًا لجعلهما يأتيان إلى هنا، صحيح؟” جادل غيلياد. “فَـبعد كل شيء، لم يحدث من قبل موقف مشابهٌ لهذا.”
لا يمكن أن يكونوا متأكدين. شعر معظم الفرسان الشباب بأنهم سيهزمون. حتى الفرسان الذين هم أكبر منهم سنًا لم يشعروا بأن لديهم فرصًا أكيدةً في النصر.
“أعرف، ولكن بالمثل، يمكنك محاولةُ ركلي أيضًا.” عرض يوجين.
نظر هازارد إلى قادة الفرق الخمسة. تماما مثل هازارد، وجوههم متصلبة. إنهم جميعًا محاربون ماهرون قد تأكدوا من حصولهم على إحترامهم الواجب بغض النظر عن المكان الذي ذهبوا إليه في القارة، لكنهم لم يتمكنوا من إخفاء الدهشة التي شعروا بها ردا على هذا الإبن المتبنى من سلالة جانبية.
شعر هازارد بنفس الطريقة.
إنه عضوٌ في فرسان الوايت لايونز، الذين أقسموا بالولاء للسلالة المباشرة لعشيرة لايونهارت، وهو واحد من أصغر هؤلاء الفرسان. ومع ذلك، فإن العمر لا يساوي بالضرورة المهارة. حيث هزم هازارد العديد من الفرسان الآخرين للإرتقاء إلى منصبه كقائد في الفرقة الثانية من فرسان الوايت لايونز.
سأل سيان، “أنتَ ستكتبه لي؟ يبدو الأمر كما لو أنه سيكون أسرع بكثير لو علمتني شخصيًا—”
لم يشعر أبدًا أن مواهبه الفطرية ضئيلة. فَـفي غضون سنوات قليلة، تأكد هازارد من أن يصبح قائد الفريق الثاني. ولو مر المزيد من الوقت، فقد يكون قادرًا على إستهداف منصب زعيم فرسان الوايت لايونز.
“….إذن يوجين….يبدو أن الطفل قد عاد إلى المنزل الرئيسي.” قال غيلياد أثناء خفض الرسالة التي كان يقرأها.
حتى رجلٌ كهذا لم يمتلك خيارًا سوى أن يشعر بعدم كفاءته بالمقارنة مع يوجين. من بين الفرسان هنا، هل هناك أي شخص متعجرف بما يكفي ليَدَّعيَّ أنه عندما كان في التاسعة عشرة من عمره، كان قويًا مثل يوجين الآن؟
لأن هذا هو الأسد الأبيض الخالد، لايونهارت دوينز.
نظر هازارد إلى الفرسان الآخرين.
“قلت أن الصبي قد عاد لتوه من نهاما؟” إستفسر دوينز.
هناك أكثر من مائة وستين فارسًا ينتمون إلى فرسان الوايت لايونز في المنزل الرئيسي. من بين كل هؤلاء الفرسان، شكل العشرة الأقوى الفريق الأول. تم تقسيم المائة وخمسين رجلا المتبقين إلى مجموعات من ثلاثين لتشكيل خمس فرق.
لم يشعر أبدًا أن مواهبه الفطرية ضئيلة. فَـفي غضون سنوات قليلة، تأكد هازارد من أن يصبح قائد الفريق الثاني. ولو مر المزيد من الوقت، فقد يكون قادرًا على إستهداف منصب زعيم فرسان الوايت لايونز.
التوأم حقًا توأمٌ في كل شيء. أراد يوجين دحض كلامه بطريقةٍ ما، لكنه لم يتمكن من العثور على أي شيء لدحضه وإنتهى به الأمر بِـلَويِّ شفتيهِ فقط.
نظر هازارد إلى قادة الفرق الخمسة. تماما مثل هازارد، وجوههم متصلبة. إنهم جميعًا محاربون ماهرون قد تأكدوا من حصولهم على إحترامهم الواجب بغض النظر عن المكان الذي ذهبوا إليه في القارة، لكنهم لم يتمكنوا من إخفاء الدهشة التي شعروا بها ردا على هذا الإبن المتبنى من سلالة جانبية.
أومأ دوينز برأسه بإبتسامة: “إذن يجب أن يكون الأمر على ما يرام، طالما أنه لا يغير رأيه.”
‘حتى فرسان الفريق الأول….لن يشعروا بأي شيء مختلف. لم أشعر أبدًا بنفس الشعور الساحق بالقوة الذي لدى السير يوجين يأتي منهم.’ تكهن هازارد.
الفرقة الأولى من فرسان الوايت لايونز، جنبًا إلى جنب مع قائدهم، جنرال الفرسان، رافق غيلياد إلى قلعة البلاك لايونز. إبتلع هازارد لعابه بدهشة وهو يتذكر تلك النخب الغائبة حاليا.
“البطريرك، نحن الذين نحمل إسم لايونهارت نفخر بالأسود العظيمة. على الرغم من أنه من الجيد أن يقوم البطريرك بتربية أطفاله بحرية، إلا أنه سيكون أمرًا صعبًا إذا سمحت لأسدٍ عملت بجد لتربيته بترك كبرياءه كما يشاء.” قال دوينز بنبرة مُحَذِرة.
ممددًا على الأرض، بعد أن إستعاد أنفاسه أخيرًا، رفع سيان رأسه وسأل، “…ماذا كان ذلك؟”
بعد هز كتفيه، سعل سيان، “…احم. بما أنك حقًا لا تريد أن تصير البطريرك، فَـلَيس باليد حيلة.”
يوجين، الذي يهز معصميه، إلتفت للنظر إلى سيان وإبتسم إبتسامة عريضة.
إحتَجَّ سيان، “ولكن بمهاراتك—”
“لأنني رأيت أيضًا ذلك الطفل، يوجين لايونهارت، بنفسي، يمكنني أن أضمن ذلك. لماذا يجب أن تكون حقيقة أنه من سلالة جانبية قضية مهمة؟ المهم حقًا هو إمكانيات ذلك الطفل.” قالت كارمن.
“ماذا؟” سأل بشكلٍ ساخر.
“…نعم.” أكد غيلياد.
أو على الأقل، هذا ما إعتقده في البداية، لكِنَ هذا الشعور بدأ يتغير تدريجيًا. بدأ سيان يشعر وكأنه يقاتل طينًا لزجًا في مستنقعٍ عميقٍ لا نهاية له. على الرغم من أنه شعر أن سيف يوجين يصد هجماته فقط، إلا أنه في نفس الوقت تمسك أيضًا بضربات سيان مثل الطين، وبعد ذلك، وكما لو إن هجومه يتم إمتصاصه في مستنقع، فقد جُرَّ نصله إلى حيث لم يُرِد سيان.
“الشيء الذي فعلته للتو. حيث أرسلت هجماتي تحلق في كل الإتجاهات.” أوضح سيان.
نظر هازارد إلى الفرسان الآخرين.
إدَّعى يوجين، “إنه مجرد صد هجمات. ألا يمكنك أن تكتشف ذلك فقط من خلال النظر؟”
أوضح يوجين: “لأنك بدأت تتكلم بلا أخلاق.”
من لن يكون قادرًا على معرفة ذلك؟ أدرك جميع الفرسان الذين شاهدوا السِجال أيضًا أن يوجين يصد ببساطة هجمات سيان. الصد هي تقنية يمكن استخدامها مع جميع الأسلحة، وليس السيوف فقط. يمكن حتى إستخدام هذه التقنية بيد واحدة مجردةٍ من أي سلاح، على الرغم من أن المرء يحتاج إلى الكثير من الممارسة من أجل القيام بذلك.
“ألن ترخي قبضتك؟ لن أكون قادرًا على تعليمك هكذا، تعلم ذلك صحيح؟” ذكره يوجين.
ومع ذلك، من بين هؤلاء الفرسان، لم يمتلك أي منهم الثقة ليقول إنه سيكون قادرًا على إظهار نفس مستوى الصد الذي أظهره يوجين. هذا ليس أسلوب صدٍ عاديٍّ أبدًا.
ومع ذلك، ظل محيط يوجين في حالة ممتازة. لم توجد حتى أي آثار أقدام خلفه. منذ البداية وحتى النهاية، ظل يوجين واقفًا في مكانٍ واحد ولم يتراجع حتى بخطوة واحدة.
بعد التحديق بإرتباكٍ في يوجين، الذي بدا أنه يعود إلى الملحق، سُرعان ما تبعه سيان.
فهو لم يكن يعيق قوة السيف فحسب، بل يحول إتجاه تدفقها أيضًا. هذا وحده كافٍ لتصنيفها على أنها تقنية متقدمة، ولكن بدلًا من تحويل قوة السيف إلى الخارج فقط، يمكن ليوجين تحويلها إلى الداخل، وكسر زخم الخصم.
من خلال الخلط بين كل من التدفقات الداخلية والخارجية، تمكن يوجين من إبطال جميع هجمات سيان وجعله أيضًا يفرط في إستخدام طاقته السحرية. وذلك كله دون أن يتحرك خطوةً واحدةً بعيدًا عن مكانه.
لا ينبغي أن يتعب سيان بهذه السرعة عادة، ولكنه شعر أن تنفسه صار صعبًا، وبدأ يسمع قلبه ينبض بسرعة.
“…أخبرني كيف فعلت ذلك.” طلب سيان على مضض.
“…أخبرني كيف فعلت ذلك.” طلب سيان على مضض.
حيث صب الفرسان هنا كل كبريائهم الكبير في مهاراتهم.
“مااااااذا قلت؟” أظهر يوجين تفاجُئًا زائفًا.
طمأنه يوجين: “أنت محق في أنني لا أريد أن أكون البطريرك، لكن حقيقة أنني أريد تعليمك ليست كذبة.”
صَرَّ سيان على أسنانه وقال: “قلت….قل لي كيف فعلت ذلك….أنت يا إبن العاهرة.”
“حقااااااااً؟ تريد أن تتعلم مني؟” ضحك يوجين ومد يده إلى سيان المنهار.
في الماضي، حتى تكوين شُعاع السيف تطلب تركيزًا كبيرًا منه، ولكن الآن صار من الممكن له إطلاق قوة السيف بشكلٍ طبيعي، دون الحاجة للتركيز حتى.
شعرت كارمن أيضًا بالإرتباك حول دوينز. بصفتها عمة غيلياد، تفاخرت أيضًا بعمر هائل، لكن أقدمية دوينز لا تزال أعلى من أقدمية كارمن.
كتفاه يرتجفان من الغضب، أمسك سيان بيد يوجين وهو يتخيل زرع قبضته الأخرى في وجه يوجين. لا، هذا ليس كافيًا.
هذا الرجل جعل غيلياد يشعر بالإرتباك. دائمًا ما كان هذا هو الحال منذ طفولته.
فكر سيان، ‘ما زلت أحمل سيفًا في يدي الأخرى….يمكنني فقط دفعه إلى أحشائه….’
“….على أي حال.” غير يوجين الموضوع، “لأنني مشغول بعض الشيء، سأكتب ما سأعلمك إياه وأعطيه لك لاحقًا.”
“ألن ترخي قبضتك؟ لن أكون قادرًا على تعليمك هكذا، تعلم ذلك صحيح؟” ذكره يوجين.
“هاه؟ آاااااه….ماذا؟ أنت….أنت ستعلمني؟” إستيقظ سيان من إرتباكه وأرخى اليد التي تمسك بالسيف.
حتى بدون فعل أي شيء، سَـيصبح سيان بالتأكيد البطريرك. ومع ذلك، بسبب الفجوة بينه وبين يوجين، لم يستطِع سيان تقبل أحقيتهِ بهذا المنصب. هذا هو السبب في أن سيان حاول التنازل عنه لِـيوجين—لكنه رغم ذلك، يرغب حقًا في أن يصير البطريرك.
“ألم تطلب مني أن أعلمك؟” سأل يوجين.
لم يعُد بإمكانه الحفاظ على قوة سيفه. بينما هو يلهث من أجل التنفس، بصق سيان هذه اللعنةَ وإنهار على الفور.
“…امم، نعم.” أكدَّ سيان بتردد.
حاول يوجين أن يشرح، “لا، لم أقل أنني سأفعل ذلك حقًا….كنتُ فقط أطرحه كإحتمال. الأمر مشابه لِـأنني أُفَضِلُ التبرز في الأماكن العامة على أن أصير البطريرك.”
“ألن ترخي قبضتك؟ لن أكون قادرًا على تعليمك هكذا، تعلم ذلك صحيح؟” ذكره يوجين.
“إذن، قد أعلمك حقًا.” قال يوجين ولم يبدُ تعبيره وكأنها مشكلة كبيرة.
* * *
تردد سماوي، “…هذا….”
لن يكون من الصعب جدًا تعليم سيان هذا. من الأساس، تعلم أسلوب يوجين في الصد هو شيء يعتمد على قدرة المتعلم وإدراكه بدلًا من قدرات المعلم.
الفرقة الأولى من فرسان الوايت لايونز، جنبًا إلى جنب مع قائدهم، جنرال الفرسان، رافق غيلياد إلى قلعة البلاك لايونز. إبتلع هازارد لعابه بدهشة وهو يتذكر تلك النخب الغائبة حاليا.
“في الوقت الحالي، فقط اتبعني.” قال يوجين بعد أن ساعد سيان على الوقوف وإستدار.
“مااااااذا قلت؟” أظهر يوجين تفاجُئًا زائفًا.
بعد التحديق بإرتباكٍ في يوجين، الذي بدا أنه يعود إلى الملحق، سُرعان ما تبعه سيان.
* * *
بعد الخروج من صالة التدريب، توجه يوجين إلى الغابة على الجانب الآخر من القصر. ظل سيان يلهث من أجل التنفس بينما إستمر في الطريق خلف يوجين، غير قادرٍ على إغلاق المسافة بينهما.
دوينز هو الأكبر بين جميع أفراد عائلة عشيرة لايونهارت العديدين، وهو أيضًا شقيق جد غيلياد. إنه وحشٌ عاش لأكثر من مائة عام. ومع ذلك، لم يتحول شكله إلى قبيح بسبب تقدم العمر وبدلًا من ذلك صار شخصيةً مهمةً سادت قلعة البلاك لايونز بينما هو يقود أيضًا مجلس الحكماء.
تمامًا هكذا، غامر الإثنان في عمق الغابة المهجورة.
‘حسنًا. بما إنه يقول أنه لا يريد ذلك، ماذا يمكنني أن أفعل؟ الأُم تريدُ هذا أيضًا، لذلك سأكون بالتأكيد الشخص الذي سَـيصبح البطريرك.’
بعد التأكد من عدم وجود أي شخص آخر في الجوار، نظر يوجين إلى سيان وسأل، “إذا صِرتَ قويًا بما فيه الكفاية، فَـلا حاجة لي لكي أصبح البطريرك، صحيح؟”
في عشيرة لايونهارت—لا، في جميع أنحاء القارة، الوحيدون الذين يمكن القول إنهم يحملون أقدميةً متساويةً مع دوينز هم أولئك الشياطين في هيلموث الذين هم متحررون من حدود العمر.
“حقااااااااً؟ تريد أن تتعلم مني؟” ضحك يوجين ومد يده إلى سيان المنهار.
رد سيان بإرتباك، “هاه….؟”
“لهذا السبب سأكتب الطريقة لك. إذا تقبلت ذلك في الوقت الحالي ودرست التقنية بجد، فستتمكن من إستخدامها بمفردك.” أقنعه يوجين.
نظرًا لأن يوجين أراد الإستمتاع بتناسخهِ هذا بسلامٍ وعلى مهل، فقد شعر أنه يستطيع محاولة تعليم تقنياته من أجل المتعة، لكنه لم يرغب حاليًا في تكريس أي من وقته الثمين لسيان.
“ثم لا بأس. على الرغم من أنك لن تكون قادرًا على أن تصبح أقوى مني، طالما أنك قوي بما يكفي لتصبح بطريرك عشيرة لايونهارت بلا منازع، لا توجد مشكلة، صحيح؟” أكد يوجين مرة أخرى.
تردد سماوي، “…هذا….”
ظل يوجين يتحرك إلى الأمام، “عليك فقط أن تكون جيدًا في التحدث. الأشياء التي تفهمها وتثق في نفسك للقيام بها هي الأشياء التي أكرهها، وهذا لن يتغير، أتفهم؟ لا يهم كم تحاول دفعي لأخذ المنصب، كيف يمكنني أن أصير البطريرك عندما أقول إنني لا أريد أن أفعل ذلك؟”
الآن، لم يعد يوجين طفلًا. كما قال دوينز، بعد شهرين من الآن، سيصبح يوجين بالغًا. من تلك النقطة فصاعدًا، يجب إختيار البطريرك التالي بجدية.
إحتَجَّ سيان، “ولكن بمهاراتك—”
“ماذا عن مهاراتي؟ بصفتك البطريرك، عليك أن تتبع تقاليد عشيرة لايونهارت، وتحتاج أيضًا إلى كبرياءٍ وفخرٍ مطابقٍ لهذا المنصب. دعنا نفترض قليلًا، ماذا ستفعل إذا خرجت إلى وسط العاصمة، خلعت كل ملابسي، ثم تبرزت هناك؟ بغض النظر عن مدى قوتي، هل تعتقد حقًا أن عاريًا يتبرز أمام العامة يستحق أن يكون بطريرك عشيرة لايونهارت؟”
وبعد ذلك، إجتمع الطين والمستنقع مكونَينِ بحرًا، حيث هزت موجة ضخمة من الطاقة السحرية قوة سيف سيان، ووجهت هجماته بعيدًا وجعلتها تنفجر في الهواء.
‘هل يهدد يوجين حقًا بالتبرز عاريًا في وسط العاصمة؟’ مثل هذه الأفكار لا يمكن تصورها بالنسبة لسيان، الذي ولد ونشأ في المنزل الرئيسي. إبتلع سيان لعابه وحدق بِـيوجين.
تردد سماوي، “…هذا….”
بتذكر ما حدث قبل خمس سنوات عندما وصل يوجين لأول مرة إلى المنزل الرئيسي. على الرغم من أن يوجين ربما رفض ذلك على أنه نباح كلب مجنون، في ذلك الوقت، شم سيان حقًا نفحةً من روث البقر من يوجين. لا، ربما لم تكن حقًا رائحة روث البقر. لكنها بالتأكيد رائحة الريف. هل جيدول، المنطقة الريفية التي تقع على مشارف إمبراطورية كيهل، تمتلك مراحيضًا حتى؟
ومع ذلك، ظل محيط يوجين في حالة ممتازة. لم توجد حتى أي آثار أقدام خلفه. منذ البداية وحتى النهاية، ظل يوجين واقفًا في مكانٍ واحد ولم يتراجع حتى بخطوة واحدة.
بدأ سيان يفكر بجديةٍ في هذا السؤال، ثم سأل بنبرة مصدومة “…أنت….أنت حقًا ستتبرز في الأماكن العامة….؟”
حاول يوجين أن يشرح، “لا، لم أقل أنني سأفعل ذلك حقًا….كنتُ فقط أطرحه كإحتمال. الأمر مشابه لِـأنني أُفَضِلُ التبرز في الأماكن العامة على أن أصير البطريرك.”
بتذكر ما حدث قبل خمس سنوات عندما وصل يوجين لأول مرة إلى المنزل الرئيسي. على الرغم من أن يوجين ربما رفض ذلك على أنه نباح كلب مجنون، في ذلك الوقت، شم سيان حقًا نفحةً من روث البقر من يوجين. لا، ربما لم تكن حقًا رائحة روث البقر. لكنها بالتأكيد رائحة الريف. هل جيدول، المنطقة الريفية التي تقع على مشارف إمبراطورية كيهل، تمتلك مراحيضًا حتى؟
“هذا….سيكون غير مقبول. كيف يمكن لبطريرك عشيرة لايونهارت المرموقة أن يفعل مثل هذا الشيء الفاحش….؟” رد سيان مرعوبًا.
“ألم تطلب مني أن أعلمك؟” سأل يوجين.
أومأ يوجين برأسه متفقًا مع كلامه، “أليس كذلك؟ إنها فكرة لا توصف، أليس كذلك؟ لهذا السبب، من أجل عشيرة لايونهارت، عليك أن تصبح البطريرك. لا داعي للقلق بشأن أي شيء لأنني سأحرص على تعليمك جيدًا حتى لا تتعرض للضرب إذا انتهى بك الأمر بالذهاب إلى مكان ما.”
بعد تردد للحظة، أومأ سيان برأسه.
في البداية، لم يكن هناك سوى يوجين وسيان هنا، ولكن منذ اللحظة التي بدأ فيها القتال، تجمع فرسان المنزل الرئيسي للمشاهدة. نظرًا لأنهما لم يُعلِنا أنه سِجالٌ خاص، فالفرسان أحرارٌ في الوقوف بعيدًا والمراقبة.
في ظل الظروف العادية، من المفترض على سيان أن يتنافس مع إيوارد، الذي هو الإبن الأكبر، على مقعد البطريرك، لكن إيوارد قد حسم هذه القضية بالفعل من خلال أفعاله الخاصة.
يوجين، الذي يهز معصميه، إلتفت للنظر إلى سيان وإبتسم إبتسامة عريضة.
حتى بدون فعل أي شيء، سَـيصبح سيان بالتأكيد البطريرك. ومع ذلك، بسبب الفجوة بينه وبين يوجين، لم يستطِع سيان تقبل أحقيتهِ بهذا المنصب. هذا هو السبب في أن سيان حاول التنازل عنه لِـيوجين—لكنه رغم ذلك، يرغب حقًا في أن يصير البطريرك.
“FUCK….”
إنه عضوٌ في فرسان الوايت لايونز، الذين أقسموا بالولاء للسلالة المباشرة لعشيرة لايونهارت، وهو واحد من أصغر هؤلاء الفرسان. ومع ذلك، فإن العمر لا يساوي بالضرورة المهارة. حيث هزم هازارد العديد من الفرسان الآخرين للإرتقاء إلى منصبه كقائد في الفرقة الثانية من فرسان الوايت لايونز.
بعد هز كتفيه، سعل سيان، “…احم. بما أنك حقًا لا تريد أن تصير البطريرك، فَـلَيس باليد حيلة.”
كم مرة عرض سيان هذا المنصب على يوجين؟ ثلاث مرات على الأقل، بقدر ما يمكن أن يتذكر. على أي حال، بما أن يوجين قال إنه لا يريده، فلا يمكن فعل شيء.
“حسنًا….قد تكون لديك مهارات مذهلة، لكن حقيقة أنك لا تتمتع بأي من الكرامة التي يجب أن يتمتع بها البطريرك صحيحة. أنت أيضًا لم تتلق أي تدريب لتصبح وريثًا مناسبًا، صحيح؟ هذا يعني أنك لست مستعدًا لذلك. كشخص عاش نصف حياته في منطقة ريفية، قد تجد صعوبة في التعود على ثقافة المجتمع الراقي التي يحتاجها بطريرك لايونهارت.”
مجلس الشيوخ هم مجموعة تقدر بقوة تقاليد عشيرة لايونهارت. ربما قبلوا بتبني غيلياد لِـيوجين، لكن ذلك كان لأن غيلياد قد ألقى خطابًا حماسيًا، يضمن إمكانيات يوجين.
بعد الإستماع بهدوء إلى الكلام سيان، ركله يوجين فجأة على ساقه. صرخ سيان حينها، ممسكًا بساقه وتدحرج على الأرض.
هذا هو المكان الذي قضى فيه فيرموث العظيم أطول فترة من الوقت، وأيضًا المكان الذي تم فيه دفن جسد البطل العظيم.
“لماذ—لماذا ضربتني؟” سأل سيان.
نظر هازارد إلى قادة الفرق الخمسة. تماما مثل هازارد، وجوههم متصلبة. إنهم جميعًا محاربون ماهرون قد تأكدوا من حصولهم على إحترامهم الواجب بغض النظر عن المكان الذي ذهبوا إليه في القارة، لكنهم لم يتمكنوا من إخفاء الدهشة التي شعروا بها ردا على هذا الإبن المتبنى من سلالة جانبية.
على غير العادة، على الرغم من أنها عضو في مجلس الحكماء، إلا أنها لم تتراجع عن الخدمة الفعلية، وما زالت تعمل كقائد الفرقة الثالثة لفرسان البلاك لايونز.
أوضح يوجين: “لأنك بدأت تتكلم بلا أخلاق.”
“الشيء الذي فعلته للتو. حيث أرسلت هجماتي تحلق في كل الإتجاهات.” أوضح سيان.
سيكون هذا وحده حدثًا سعيدًا، ولكن ما جعل قلب سيان يرفرف بسعادةٍ حاليًا هو حقيقة أنه سيكون قادرًا على تعلم تقنية يوجين.
إتهمه سيان، “الكلمات التي قلتها أنتَ أسوءُ أخلاقًا بكثير….!”
بعد الخروج من صالة التدريب، توجه يوجين إلى الغابة على الجانب الآخر من القصر. ظل سيان يلهث من أجل التنفس بينما إستمر في الطريق خلف يوجين، غير قادرٍ على إغلاق المسافة بينهما.
“أعرف، ولكن بالمثل، يمكنك محاولةُ ركلي أيضًا.” عرض يوجين.
بعيون ضيقة، حدق فيما أمامه.
“…يجب ألا يتقاتل الأشقاء مع بعضهم البعض.” قال سيان في النهاية وهو ينهض، ويفرك ساقه المُتألِمة. “بالمناسبة….كيف سَـتعلمني؟ هل سَـنبدأ الآن؟”
“ماذا؟” سأل بشكلٍ ساخر.
أخبره يوجين: “أخوك الأكبر شخصٌ مشغول للغاية.”
“…أنت لا تكذب علي لمجرد أنك لا تريد أن تصير البطريرك، صحيح؟” سأل سيان بشكل مرتاب.
“…يجب ألا يتقاتل الأشقاء مع بعضهم البعض.” قال سيان في النهاية وهو ينهض، ويفرك ساقه المُتألِمة. “بالمناسبة….كيف سَـتعلمني؟ هل سَـنبدأ الآن؟”
“…لماذا تطلق على نفسك إسم الأخ الأكبر؟” إحتَجَّ سيان. “نحن في نفس العمر، وإذا دققنا على التفاصيل، فقد ولدتُ بالفعل قبلك ببضعة أشهر. هذا يعني أنني الأخ الأكبر.”
بينما هو يتدرب للوصول إلى النجم الثالث من صيغة اللهب الأبيض، تحسن تحكم سيان في طاقته السحرية بشكل كبير.
التوأم حقًا توأمٌ في كل شيء. أراد يوجين دحض كلامه بطريقةٍ ما، لكنه لم يتمكن من العثور على أي شيء لدحضه وإنتهى به الأمر بِـلَويِّ شفتيهِ فقط.
هذا ليس شيئًا غريبًا. فَبِـإستثناء غيلياد، كل واحد من الأشخاص العشرة الجالسين على الطاولة هو عضوٌ في مجلس شيوخ عشيرة لايونهارت.
عَرَفَ سيان جيدًا هذه الحقيقة وشعر بالفخر بسببها. ومع ذلك، بدأ هذا الفخر ينهار حاليًا مثل القلعة الرملية.
“….على أي حال.” غير يوجين الموضوع، “لأنني مشغول بعض الشيء، سأكتب ما سأعلمك إياه وأعطيه لك لاحقًا.”
سأل سيان، “أنتَ ستكتبه لي؟ يبدو الأمر كما لو أنه سيكون أسرع بكثير لو علمتني شخصيًا—”
‘لقد كان بالفعل قويا جدا منذ عامين….ولكن الآن….’
قاطعه يوجين بنفاد صبر، “لا، كما قلت، هذا لا يناسبني. أنت لا تمتلك حتى أبسط الأساسيات، فكيف تتوقع مني أن أعلمك شخصيًا؟ وهل تعتقد حقا أنك عبقري مثلي؟ هل يمكنك حتى تقليد ما عرضتهُ عليك سابقًا؟”
“….لا أستطيع.” إعترف سيان على مضض.
شعرت كارمن أيضًا بالإرتباك حول دوينز. بصفتها عمة غيلياد، تفاخرت أيضًا بعمر هائل، لكن أقدمية دوينز لا تزال أعلى من أقدمية كارمن.
بعد التحديق بإرتباكٍ في يوجين، الذي بدا أنه يعود إلى الملحق، سُرعان ما تبعه سيان.
“لهذا السبب سأكتب الطريقة لك. إذا تقبلت ذلك في الوقت الحالي ودرست التقنية بجد، فستتمكن من إستخدامها بمفردك.” أقنعه يوجين.
ولكن هل سيكون هذا هو الحال حقًا؟
على الرغم من أن يوجين قد إدعى ذلك في الوقت الحالي، إلا أنه هو نفسه ليس متأكدًا من دقة ما يقوله. في المقام الأول، حتى في حياته السابقة، هو لم يعلم أي شخص حقًا. كَـمرتزق، لم يمتلك سببًا لتعليم شخص ما، وبعد أن أصبح رفيق فيرموث، لم يَحتَج لتعليم أي شخصٍ بالطبع. حيث أن كل من سيينا وانيسيه ومولون ماهرون لدرجة أن يوجين ليس بحاجة لتعليمهم أي شيء.
فكر سيان، ‘ما زلت أحمل سيفًا في يدي الأخرى….يمكنني فقط دفعه إلى أحشائه….’
تمامًا هكذا، غامر الإثنان في عمق الغابة المهجورة.
نظرًا لأن يوجين أراد الإستمتاع بتناسخهِ هذا بسلامٍ وعلى مهل، فقد شعر أنه يستطيع محاولة تعليم تقنياته من أجل المتعة، لكنه لم يرغب حاليًا في تكريس أي من وقته الثمين لسيان.
هناك أكثر من مائة وستين فارسًا ينتمون إلى فرسان الوايت لايونز في المنزل الرئيسي. من بين كل هؤلاء الفرسان، شكل العشرة الأقوى الفريق الأول. تم تقسيم المائة وخمسين رجلا المتبقين إلى مجموعات من ثلاثين لتشكيل خمس فرق.
“…أنت لا تكذب علي لمجرد أنك لا تريد أن تصير البطريرك، صحيح؟” سأل سيان بشكل مرتاب.
“حقااااااااً؟ تريد أن تتعلم مني؟” ضحك يوجين ومد يده إلى سيان المنهار.
طمأنه يوجين: “أنت محق في أنني لا أريد أن أكون البطريرك، لكن حقيقة أنني أريد تعليمك ليست كذبة.”
هذا ليس شيئًا غريبًا. فَبِـإستثناء غيلياد، كل واحد من الأشخاص العشرة الجالسين على الطاولة هو عضوٌ في مجلس شيوخ عشيرة لايونهارت.
على الرغم من أنه قال هذا لسيل أيضًا، إلا أن يوجين أحب سيان حقًا. ذلك لأنه كلما رأى سيان يواصل التنافس معه دون الإستسلام، تذكير نفسه من حياته الماضية عندما كان هامل. عرف يوجين جيدًا مشاعر الإحباط والإستياء والتصميم التي يشعر بها سيان.
الآن، لم يعد يوجين طفلًا. كما قال دوينز، بعد شهرين من الآن، سيصبح يوجين بالغًا. من تلك النقطة فصاعدًا، يجب إختيار البطريرك التالي بجدية.
فكر يوجين: ‘ونحن أيضًا أشقاء.’
بعيون ضيقة، حدق فيما أمامه.
لذا، لو ظهر ضعفٌ لهم-حتى بعد أن يصبحوا جادين-ومع خصمٍ أصغر بكثير ممَّا هم عليه….فَـبغض النظر عن حقيقة أن خصمهم هو السيد الشاب للسلالة الرئيسية لعشيرة لايونهارت، الفرسان لا بُدَّ أن يشعروا بالإحباط.
نعم، على الرغم من أنهم لم يشاركوا أي روابط دم فعلية. أومأ يوجين برأسه، وسار أمام سيان. ضحك سيان مع نفسه أثناء مشيه في المؤخرة.
‘حسنًا. بما إنه يقول أنه لا يريد ذلك، ماذا يمكنني أن أفعل؟ الأُم تريدُ هذا أيضًا، لذلك سأكون بالتأكيد الشخص الذي سَـيصبح البطريرك.’
سيكون هذا وحده حدثًا سعيدًا، ولكن ما جعل قلب سيان يرفرف بسعادةٍ حاليًا هو حقيقة أنه سيكون قادرًا على تعلم تقنية يوجين.
“كارمن، لا ينبغي أن تخطئ عيناك، لكن….وجهةُ نظركِ لا يمكن أن تمثل وجهة نظر البلاك لايونز كلهم.” حذرها دوينز.
“مااااااذا قلت؟” أظهر يوجين تفاجُئًا زائفًا.
في الوقت الحالي، ربما يتعلم من هذا الرجل، ولكن ربما في يوم من الأيام سيمكنه إستخدام هذا كأساس لتجاوز يوجين.
كما أنه لا يواجه الآن صعوبةً في الحفاظ على قوة السيف التي يطلقها لفترة طويلة. هذا لايونهارت سيان، بعد كل شيء. كعضو في عائلة لايونهارت المرموقة، تم تدريبه على إستخدام الطاقة السحرية منذ صغره وتلقى كل أنواع الدعم. في سنهم، سيكون من النادر للغاية لأي شخص في القارة بأكملها أن يكون لديه الكثير من الطاقة السحرية مثل سيان.
قال الرجل بإبتسامة: “ليس الأمر كما لو أنني أنظر إليه بازدراء لمجرد أنه من سلالة جانبية.”
أثناء حمله لمثل هذه التوقعات العالية، فرك سيان ساقه التي لا تزال تؤلمه.
وهذه القاعدة تنص على أنه إذا تم وضعك في قتالٍ تدريبيٍّ مع السيد الشاب يوجين، لا يمكنك أبدًا أن تسمح للأشياء بأن تصير خطيرةً للغاية.
بعد تردد للحظة، أومأ سيان برأسه.
* * *
قاطعه يوجين بنفاد صبر، “لا، كما قلت، هذا لا يناسبني. أنت لا تمتلك حتى أبسط الأساسيات، فكيف تتوقع مني أن أعلمك شخصيًا؟ وهل تعتقد حقا أنك عبقري مثلي؟ هل يمكنك حتى تقليد ما عرضتهُ عليك سابقًا؟”
جنوب كيهل، جبل أوكلاس.
بدا الأمر كما لو إن سيان يضرب بسيفه الفراغ.
نعم، على الرغم من أنهم لم يشاركوا أي روابط دم فعلية. أومأ يوجين برأسه، وسار أمام سيان. ضحك سيان مع نفسه أثناء مشيه في المؤخرة.
تم تعيين هذا الجبل الواسع والوعر كجزء من ملكية لايونهارت منذ الأحداث التي وقعت قبل ثلاثمائة عام.
إدَّعى يوجين، “إنه مجرد صد هجمات. ألا يمكنك أن تكتشف ذلك فقط من خلال النظر؟”
في ذلك الماضي البعيد، قام آخر دوق أكبر في إمبراطورية كيهل، فيرموث العظيم نفسه، بتعديل هذه المنطقة وأخذها كَـأرضهِ الخاصة وبقي في القلعة عميقًا في الجبال. تخلى فيرموث في النهاية عن لقبه وإنتقل إلى الأرض في العاصمة، ولكن حتى بعد ثلاثمائة عام، ظل جبل أوكلاس جزءًا من ملكية لايونهارت.
“لماذ—لماذا ضربتني؟” سأل سيان.
تم بناء قلعة البلاك لايونز في أعماق الجبال.
نظر هازارد إلى قادة الفرق الخمسة. تماما مثل هازارد، وجوههم متصلبة. إنهم جميعًا محاربون ماهرون قد تأكدوا من حصولهم على إحترامهم الواجب بغض النظر عن المكان الذي ذهبوا إليه في القارة، لكنهم لم يتمكنوا من إخفاء الدهشة التي شعروا بها ردا على هذا الإبن المتبنى من سلالة جانبية.
‘…لا يصدق…’ هذا ما فكر الجميع فيه أثناء مراقبتهم لهذا السِجال.
هذا هو المكان الذي قضى فيه فيرموث العظيم أطول فترة من الوقت، وأيضًا المكان الذي تم فيه دفن جسد البطل العظيم.
“لذلك، نحن بحاجة إلى رؤيتهم لأنفسنا. هذا أيضًا من أجل مراسم بلوغ سن الرشد.” كما قال هذا،إلتفت دوينز للنظر إلى الجميع هنا.
في الطابق العلوي من قلعة البلاك لايونز، في وسط غرفة كبيرة، جلس عشرات الأشخاص حول مائدة مستديرةٍ سوداء.
الفرقة الأولى من فرسان الوايت لايونز، جنبًا إلى جنب مع قائدهم، جنرال الفرسان، رافق غيلياد إلى قلعة البلاك لايونز. إبتلع هازارد لعابه بدهشة وهو يتذكر تلك النخب الغائبة حاليا.
“….إذن يوجين….يبدو أن الطفل قد عاد إلى المنزل الرئيسي.” قال غيلياد أثناء خفض الرسالة التي كان يقرأها.
“…أنت لا تكذب علي لمجرد أنك لا تريد أن تصير البطريرك، صحيح؟” سأل سيان بشكل مرتاب.
بعيون ضيقة، حدق فيما أمامه.
كما أنه لا يواجه الآن صعوبةً في الحفاظ على قوة السيف التي يطلقها لفترة طويلة. هذا لايونهارت سيان، بعد كل شيء. كعضو في عائلة لايونهارت المرموقة، تم تدريبه على إستخدام الطاقة السحرية منذ صغره وتلقى كل أنواع الدعم. في سنهم، سيكون من النادر للغاية لأي شخص في القارة بأكملها أن يكون لديه الكثير من الطاقة السحرية مثل سيان.
أعرب أحدهم عن رأيه، “إعتقدت في الواقع أنه سيعود بعد ذلك بقليل.”
“قلت أن الصبي قد عاد لتوه من نهاما؟” إستفسر دوينز.
أجاب آخر، “بدلًا من ذلك، يبدو أنه قد جاء في الوقت المناسب تمامًا.”
أو على الأقل، هذا ما إعتقده في البداية، لكِنَ هذا الشعور بدأ يتغير تدريجيًا. بدأ سيان يشعر وكأنه يقاتل طينًا لزجًا في مستنقعٍ عميقٍ لا نهاية له. على الرغم من أنه شعر أن سيف يوجين يصد هجماته فقط، إلا أنه في نفس الوقت تمسك أيضًا بضربات سيان مثل الطين، وبعد ذلك، وكما لو إن هجومه يتم إمتصاصه في مستنقع، فقد جُرَّ نصله إلى حيث لم يُرِد سيان.
تحدث الرجل الجالس على الجانب الآخر من غيلياد وهو يمسك لحيته القصيرة ويحدق في غيلياد، “لم يتبق سوى شهرين في هذا العام، أليس كذلك؟”
إتهمه سيان، “الكلمات التي قلتها أنتَ أسوءُ أخلاقًا بكثير….!”
“…لا حاجة حقًا لجعلهما يأتيان إلى هنا، صحيح؟” جادل غيلياد. “فَـبعد كل شيء، لم يحدث من قبل موقف مشابهٌ لهذا.”
“المسؤول عن هذا الوضع غير الطبيعي هو أنت، البطريرك.” قال الرجل بإبتسامة.
نظرًا لأن يوجين أراد الإستمتاع بتناسخهِ هذا بسلامٍ وعلى مهل، فقد شعر أنه يستطيع محاولة تعليم تقنياته من أجل المتعة، لكنه لم يرغب حاليًا في تكريس أي من وقته الثمين لسيان.
من خلال الخلط بين كل من التدفقات الداخلية والخارجية، تمكن يوجين من إبطال جميع هجمات سيان وجعله أيضًا يفرط في إستخدام طاقته السحرية. وذلك كله دون أن يتحرك خطوةً واحدةً بعيدًا عن مكانه.
قد يكون غيلياد بطريرك عشيرة لايونهارت، لكن كلماته لم تحمل وزنًا أكبر من كلمات الأشخاص الآخرين الجالسين هنا حول الطاولة.
هذا ليس شيئًا غريبًا. فَبِـإستثناء غيلياد، كل واحد من الأشخاص العشرة الجالسين على الطاولة هو عضوٌ في مجلس شيوخ عشيرة لايونهارت.
“FUCK….”
بغض النظر عن هل هم من السلالة المباشرة أو السلالات الجانبية، إنهم عمالقة تركوا أسمائهم في تاريخ عشيرة لايونهارت.
“هاه؟ آاااااه….ماذا؟ أنت….أنت ستعلمني؟” إستيقظ سيان من إرتباكه وأرخى اليد التي تمسك بالسيف.
“فَـبعد كل شيء، هذه هي المرة الأولى على الإطلاق التي يتم فيها تبني طفل من فرع جانبي في الأسرة الرئيسية.”، واصل الرجل حديثه. “بالطبع، لقد ضمن البطريرك قيمة هذا الطفل، ولكن للأسف….تسببت الدفعة الأخيرة من أطفال السلالة الرئيسية في القليل من الضجة. وهكذا، سيتعين علينا التحقق منهم بشكلٍ أكثر شمولًا.”
‘…لا يصدق…’ هذا ما فكر الجميع فيه أثناء مراقبتهم لهذا السِجال.
تحدثت كارمن فجأة: “هذا ليس رأي البطريرك فقط.”
تردد سماوي، “…هذا….”
على غير العادة، على الرغم من أنها عضو في مجلس الحكماء، إلا أنها لم تتراجع عن الخدمة الفعلية، وما زالت تعمل كقائد الفرقة الثالثة لفرسان البلاك لايونز.
حدث السِجال الذي ظلَّ من جانبٍ واحد.
“لأنني رأيت أيضًا ذلك الطفل، يوجين لايونهارت، بنفسي، يمكنني أن أضمن ذلك. لماذا يجب أن تكون حقيقة أنه من سلالة جانبية قضية مهمة؟ المهم حقًا هو إمكانيات ذلك الطفل.” قالت كارمن.
قال الرجل بإبتسامة: “ليس الأمر كما لو أنني أنظر إليه بازدراء لمجرد أنه من سلالة جانبية.”
هذا الرجل جعل غيلياد يشعر بالإرتباك. دائمًا ما كان هذا هو الحال منذ طفولته.
بعد الخروج من صالة التدريب، توجه يوجين إلى الغابة على الجانب الآخر من القصر. ظل سيان يلهث من أجل التنفس بينما إستمر في الطريق خلف يوجين، غير قادرٍ على إغلاق المسافة بينهما.
لأن هذا هو الأسد الأبيض الخالد، لايونهارت دوينز.
كما أنه لا يواجه الآن صعوبةً في الحفاظ على قوة السيف التي يطلقها لفترة طويلة. هذا لايونهارت سيان، بعد كل شيء. كعضو في عائلة لايونهارت المرموقة، تم تدريبه على إستخدام الطاقة السحرية منذ صغره وتلقى كل أنواع الدعم. في سنهم، سيكون من النادر للغاية لأي شخص في القارة بأكملها أن يكون لديه الكثير من الطاقة السحرية مثل سيان.
بفضل ذلك، تمكن فرسان المنزل الرئيسي مرةً أُخرى من إدراك ما هو المحارب المذهل الذي يطلق عليه بالطفل المتبنى، يوجين لايونهارت.
دوينز هو الأكبر بين جميع أفراد عائلة عشيرة لايونهارت العديدين، وهو أيضًا شقيق جد غيلياد. إنه وحشٌ عاش لأكثر من مائة عام. ومع ذلك، لم يتحول شكله إلى قبيح بسبب تقدم العمر وبدلًا من ذلك صار شخصيةً مهمةً سادت قلعة البلاك لايونز بينما هو يقود أيضًا مجلس الحكماء.
ظل يوجين يتحرك إلى الأمام، “عليك فقط أن تكون جيدًا في التحدث. الأشياء التي تفهمها وتثق في نفسك للقيام بها هي الأشياء التي أكرهها، وهذا لن يتغير، أتفهم؟ لا يهم كم تحاول دفعي لأخذ المنصب، كيف يمكنني أن أصير البطريرك عندما أقول إنني لا أريد أن أفعل ذلك؟”
“كارمن، لا ينبغي أن تخطئ عيناك، لكن….وجهةُ نظركِ لا يمكن أن تمثل وجهة نظر البلاك لايونز كلهم.” حذرها دوينز.
“…همف.” شخرت كارمن فقط.
وهذه القاعدة تنص على أنه إذا تم وضعك في قتالٍ تدريبيٍّ مع السيد الشاب يوجين، لا يمكنك أبدًا أن تسمح للأشياء بأن تصير خطيرةً للغاية.
كما أنه لا يواجه الآن صعوبةً في الحفاظ على قوة السيف التي يطلقها لفترة طويلة. هذا لايونهارت سيان، بعد كل شيء. كعضو في عائلة لايونهارت المرموقة، تم تدريبه على إستخدام الطاقة السحرية منذ صغره وتلقى كل أنواع الدعم. في سنهم، سيكون من النادر للغاية لأي شخص في القارة بأكملها أن يكون لديه الكثير من الطاقة السحرية مثل سيان.
شعرت كارمن أيضًا بالإرتباك حول دوينز. بصفتها عمة غيلياد، تفاخرت أيضًا بعمر هائل، لكن أقدمية دوينز لا تزال أعلى من أقدمية كارمن.
في عشيرة لايونهارت—لا، في جميع أنحاء القارة، الوحيدون الذين يمكن القول إنهم يحملون أقدميةً متساويةً مع دوينز هم أولئك الشياطين في هيلموث الذين هم متحررون من حدود العمر.
من خلال الخلط بين كل من التدفقات الداخلية والخارجية، تمكن يوجين من إبطال جميع هجمات سيان وجعله أيضًا يفرط في إستخدام طاقته السحرية. وذلك كله دون أن يتحرك خطوةً واحدةً بعيدًا عن مكانه.
“لذلك، نحن بحاجة إلى رؤيتهم لأنفسنا. هذا أيضًا من أجل مراسم بلوغ سن الرشد.” كما قال هذا،إلتفت دوينز للنظر إلى الجميع هنا.
تمامًا هكذا، غامر الإثنان في عمق الغابة المهجورة.
بعيون ضيقة، حدق فيما أمامه.
لكن لم يشكك أحد في كلمات دوينز.
بعيون ضيقة، حدق فيما أمامه.
ترك غيلياد تنهيدةً طويلة. عندما تلقى إستدعاء المجلس لأول مرة، توقع حدوث شيء كهذا، ولكن بعد أن سماعه، أحس بعدم الراحة قليلًا.
بعد تردد للحظة، أومأ سيان برأسه.
مجلس الشيوخ هم مجموعة تقدر بقوة تقاليد عشيرة لايونهارت. ربما قبلوا بتبني غيلياد لِـيوجين، لكن ذلك كان لأن غيلياد قد ألقى خطابًا حماسيًا، يضمن إمكانيات يوجين.
الآن، لم يعد يوجين طفلًا. كما قال دوينز، بعد شهرين من الآن، سيصبح يوجين بالغًا. من تلك النقطة فصاعدًا، يجب إختيار البطريرك التالي بجدية.
في الماضي، حتى تكوين شُعاع السيف تطلب تركيزًا كبيرًا منه، ولكن الآن صار من الممكن له إطلاق قوة السيف بشكلٍ طبيعي، دون الحاجة للتركيز حتى.
“قلت أن الصبي قد عاد لتوه من نهاما؟” إستفسر دوينز.
“لأنني رأيت أيضًا ذلك الطفل، يوجين لايونهارت، بنفسي، يمكنني أن أضمن ذلك. لماذا يجب أن تكون حقيقة أنه من سلالة جانبية قضية مهمة؟ المهم حقًا هو إمكانيات ذلك الطفل.” قالت كارمن.
بدا الأمر كما لو إن سيان يضرب بسيفه الفراغ.
“…نعم.” أكد غيلياد.
إنه عضوٌ في فرسان الوايت لايونز، الذين أقسموا بالولاء للسلالة المباشرة لعشيرة لايونهارت، وهو واحد من أصغر هؤلاء الفرسان. ومع ذلك، فإن العمر لا يساوي بالضرورة المهارة. حيث هزم هازارد العديد من الفرسان الآخرين للإرتقاء إلى منصبه كقائد في الفرقة الثانية من فرسان الوايت لايونز.
تابع دوينز، “قبل ذلك، كان يتعلم السحر في آروث. من ما سمعته، لديه حقا موهبة مذهلة في السحر. بما فيه الكفاية لجعل سيد البرج الأحمر يأخذه كتلميذه المباشر وإغراء ولي عهد آروث للتفاعل معه.”
“…” ظل غيلياد صامتًا.
تم بناء قلعة البلاك لايونز في أعماق الجبال.
“البطريرك، نحن الذين نحمل إسم لايونهارت نفخر بالأسود العظيمة. على الرغم من أنه من الجيد أن يقوم البطريرك بتربية أطفاله بحرية، إلا أنه سيكون أمرًا صعبًا إذا سمحت لأسدٍ عملت بجد لتربيته بترك كبرياءه كما يشاء.” قال دوينز بنبرة مُحَذِرة.
“…هذا الخيار متروك للطفل.” أصر غيلياد.
أثناء حمله لمثل هذه التوقعات العالية، فرك سيان ساقه التي لا تزال تؤلمه.
“بالطبع هو كذلك”، وافق دوينز. “لدي كل نية لإظهار الاحترام الكافي له. ومع ذلك، لا يزال ينبغي تضييق الإختيار إلى حدٍ ما. هل أنت متأكد من أنك تنوي السماح لهذا الطفل بأن يصبح البطريرك؟”
“…لو إتضح أن هذا هو ما يرغب به يوجين، أريدُ أن أبقي الإمكانية موجودةً له.” اعترف غيلياد.
بعد الإستماع بهدوء إلى الكلام سيان، ركله يوجين فجأة على ساقه. صرخ سيان حينها، ممسكًا بساقه وتدحرج على الأرض.
طمأنه يوجين: “أنت محق في أنني لا أريد أن أكون البطريرك، لكن حقيقة أنني أريد تعليمك ليست كذبة.”
“لن يرغب في ذلك.” أجابت كارمن بعد أن إستراحت على كرسيها وأغلقت ساعة الجيب غير المستخدمة خاصتها، ثم واصلت حديثها، “لقد سمعت هذا من سيل. هذا الصبي، يوجين، يرفض بجدية أن يصبح البطريرك كما لو إن هذا المنصب هو نوعٌ من العقاب الرهيب.”
أومأ دوينز برأسه بإبتسامة: “إذن يجب أن يكون الأمر على ما يرام، طالما أنه لا يغير رأيه.”
تحدثت كارمن فجأة: “هذا ليس رأي البطريرك فقط.”
“…لماذا تطلق على نفسك إسم الأخ الأكبر؟” إحتَجَّ سيان. “نحن في نفس العمر، وإذا دققنا على التفاصيل، فقد ولدتُ بالفعل قبلك ببضعة أشهر. هذا يعني أنني الأخ الأكبر.”
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
