العَودة (1)
الفصل 72: العَودة (1)
انيسيه سليـوود.
تذكر يوجين، ‘لقد تم ختم قبري.’
تذكر يوجين، ‘لقد تم ختم قبري.’
المرأة التي تذكرها يوجين كانت شخصًا ناسبتها كلمة المؤمنة ولم تناسبها في نفس الوقت. قد تكون معتقداتها وإيمانها مُخلِصَين، لكن سلوكها المعتاد بالتأكيد لم يتطابق مع تعريف كلمة المؤمن أو لقبها الذي هو القديسة.
حيث أحبت انيسيه الكحول أكثر من سيينا. فَـلو إن سيينا تحب الإستمتاع أثناء الشرب، فإن انيسيه تحب الشرب فقط. حملتْ انيسيه معها دائما زجاجة نبيذ صغيرة، لكنها دائمًا تصر على أن السائل الموجود بداخلها هو ماءٌ مقدس، وليس كحولًا.
– متى سيكون هذا العالم سلميًا وسعيدًا؟
– لو إن الإله حقًا بهذه القوة، ألا ينبغي أن يكون هو الذي يبذل الدماء بدل سفك دماء هؤلاء الشباب الصغار؟
لقد إمتلكت مظهر قديس، على أي حال.
هذا التمثال يمثل الموقع الذي أقام فيه انيسيه صلاةً منذ مئات السنين قبل مغادرتها إلى الجانب الآخر من الصحراء.
كلما واجهوا الكثير من الجثث، نزلتْ انيسيه على ركبتيها تصلي.
اعتاد هامل أن يتساءل عن ما هو المعنى من الصلاة لأجل جثة ماتت منذ فترة طويلة. الجثث قد تآكلت بالفعل، لذلك فَـأرواحهم إما قد غادرت بالفعل أو أصبحت لعبةً في أيدي الشياطين.
ويجب أن تكون انيسيه تعرف هذه الحقائق أفضل من أي شخص آخر. ومع ذلك، لم تتجنب الصلاة من أجلهم أبدًا. حتى لو لم يعنِ ذلك شيئًا غير إبداء الإحترام، فإن انيسيه لا تزال تصلي من أجل أن يجد الشخص المتوفى سلامه وراحته.
لقد مر أسبوع منذ وصوله لأول مرة إلى هوجاني.
دائمًا ما كانت انيسيه شخصًا يسرف في الشرب، ولكن كلما مروا بالكثير من الجثث، شربت أكثر من العادة. حتى عندما أخبروها بعدم القيام بذلك، نظرًا لأنها سكرانة، فإن انيسيه ستظل تشرب على أي حال. حتى في وسط ساحة معركة مليئة برائحة الجثث الفاسدة الجهنمية، ما زالت انيسيه لا تستطيع كبح جماح نفسها.
لو لم يتدخل مولون حينها لإيقافهم، لكان سيينا وهامل وانيسيه قد تقاتلوا حقًا حتى يموت أحدهم.
الظلام غير موجود في السماء. تنشأ خطايا العالم من الظلام حيث لا يوجد نور. بعبارة أخرى، في السماء التي يحكمها إله النور، حيث لا يوجد ظلام، لا توجد خطيئة، وبما أنه لا توجد خطيئة، فلا توجد معاناة.
– متى سيكون هذا العالم سلميًا وسعيدًا؟
هل ستستطيع حقًا القيام بذلك؟
– لكن يمكننا على الأقل إنقاذ أرواحهم.
كثيرًا ما طرحت انيسيه هذا السؤال، كلما إضطرت لإستخدام رائحة الكحول للتغطية على رائحة الجثث الفاسدة.
عندما تذكر ذلك الوقت، ابتسم يوجين بمرارة.
بصرف النظر عن ذلك، هناك بعض العوامل الأخرى.
– يجب أن تكون الأمور سلميةً وسعيدة بمجرد قتلنا لجميع ملوك الشياطين.
“طالما أنك لا تتنحى جانبا من أجله، فلا توجد طريقة لأن يصبح يوجين البطريرك التالي.”
– حتى لو قتلنا كل ملوك الشياطين، فهذا لا يعني أن كل الأبرياء الذين قتلوا سيعودون إلى الحياة.
– هذا وذاك شيئان مختلفان. على الرغم من أنني لا أعرف عن الجحيم، إلا أنني آمل بالتأكيد أن تكون هناك جنة. إضافةً إلى ذلك….ألا تعتقدين أنه من المضحك أنكِ أنت من يسألني هذا؟
في النهاية، تمكنت تعويذة نوم سيينا القوية من جعل مولون ينام، حيث قطع هامل ساقي مولون.
– لكن يمكننا على الأقل إنقاذ أرواحهم.
خارج المدينة، هناك تمثال لأنيسيه راكعةٌ تصلي. ووجه التمثال مغطًى تقريبًا بغطاء كبير، ولم يمتلك الكثير من التشابه مع مظهر انيسيه الذي تذكره يوجين.
– هامل، هل تؤمن بوجود حياةٍ بعد الموت؟
“سيان.” تحدثت أنسيلا، التي ظلت تراقب تعابير ابنها المتصلبة. “لا يبدو أنك سعيد بعودة أخيك.”
– أحيانًا…تكون لدي شكوكي.
– ألا يجعل ذلك المرء يشعر براحةٍ أكبر؟
“يا لها من عاهرة سيئة.”
في البداية، كره سيان هذا الجدول الصارم، لكنه بدأ تدريجيًا في تقبله.
– لكنني إعتقدت أنك لا تؤمن بالآلهة.
كان هذا ما قاله هامل في ذلك الوقت.
– هذا وذاك شيئان مختلفان. على الرغم من أنني لا أعرف عن الجحيم، إلا أنني آمل بالتأكيد أن تكون هناك جنة. إضافةً إلى ذلك….ألا تعتقدين أنه من المضحك أنكِ أنت من يسألني هذا؟
حيث أحبت انيسيه الكحول أكثر من سيينا. فَـلو إن سيينا تحب الإستمتاع أثناء الشرب، فإن انيسيه تحب الشرب فقط. حملتْ انيسيه معها دائما زجاجة نبيذ صغيرة، لكنها دائمًا تصر على أن السائل الموجود بداخلها هو ماءٌ مقدس، وليس كحولًا.
بعد أن غادرت الزوجة الرئيسية، تانيس، والإبن الأكبر، إيوارد، المنزل الرئيسي، سيطرت أنسيلا بالكامل على خدم المنزل. وبإعتبارهِ إبنها، صُبت كل جهودها في سيان.
في إمبراطورية يوراس المقدسة، الإله الرئيسي الذي عبدوه هو إله النور. على الرغم من وجود عدد لا يحصى من الأديان في جميع أنحاء القارة، لكن حتى من بينها جميعًا، الدين الذي يمكن إعتباره دينًا رئيسيًا هو دين إله النور، الذي هو أيضًا بمثابة الإله الراعي ليوراس.
عزلة سيينا وحج انيسيه، لم يتداخل هذان الحدثان تمامًا.
يُراكِمُ المرء أعماله الصالحة طوال حياته، وعندما يموت….تصبح أعماله الصالحة نورًا، وتصبح أعماله الشريرة ظلامًا. وإذا تفوق سطوع الضوء بما يكفي لإبعاد كل الظلام، سيمكنه حينها الصعود إلى الجنة.
– متى سيكون هذا العالم سلميًا وسعيدًا؟
الظلام غير موجود في السماء. تنشأ خطايا العالم من الظلام حيث لا يوجد نور. بعبارة أخرى، في السماء التي يحكمها إله النور، حيث لا يوجد ظلام، لا توجد خطيئة، وبما أنه لا توجد خطيئة، فلا توجد معاناة.
“يا لها من عاهرة سيئة.”
– أحيانًا…تكون لدي شكوكي.
تذكر يوجين، ‘لقد تم ختم قبري.’
أراد سيان أن يصبح البطريرك.
مع كونها سكرانة، غطى خديها اللون الأحمر.
– لقد مات الكثير من الناس. بسبب ملوك الشياطين، الشيطان، الوحوش الشيطانية والوحوش. في التاريخ الطويل لهذه القارة، عدد الأشخاص الذين واجهوا مثل هذا الموت المؤسف كبيرٌ لدرجة أنه لا يحصى. لذا، هل الإله الذي أخدِمهُ أنا….حقًا مهيمنٌ إلى درجة أنَّ لديه ما يكفي من الضوء لمحوِ ظلام كل تلك النفوس التي ماتت؟
“يا لها من عاهرة سيئة.”
– هل قديسةٌ مثلكِ تشك حقًا في إلهها؟
لقد إمتلكت مظهر قديس، على أي حال.
– نعم. أنا أشك فيه. ومع ذلك، فإن الإله القدير الذي أخدمه لم يقل شيئًا، ناهيك عن معاقبتي على شكوكي.
– سأصبح أيضًا مؤمنا بإله النور من اليوم فصاعدًا، لذا أعطِهِ لي.
~
“أيها اللورد.” تحدث لامان، الذي يقف بهدوء بجانب يوجين، بتعبير حذر. “هل غيرت رأيك؟”
المكان الذي أجروا فيه مثل هذه المحادثة هو في وسط ساحة معركة مليئة بالجثث. كان ذلك بعد أن منعوا تقدم ذلك الوغد الوحشي، كاماش، زعيم العمالقة. عدد لا يحصى من الجثث البشرية وجثث العملاقة على حدٍ سواء غطت ساحة المعركة.
– لا أريد….
بذل مولون قصارى جهده لحماية الجنود العاديين. وبأمطارٍ من النور، إعتنت انيسيه بالجرحى. ودفعت تعاويذ سيينا العمالقة بعيدًا عن الجنود، بينما هزم هامل وفيرموث كاماش.
بصرف النظر عن ذلك، هناك بعض العوامل الأخرى.
ومع ذلك، فإن الخسائر في صفوف الحلفاء لا مفر منها.
أكد يوجين، “نحن في طريقنا إلى كيهل.”
رافق العمالقة جيش كبير من الوحوش الشيطانية. وإنتشر الشياطين الأقوياء هنا وهناك. حيث إختلطوا في المعركة، قُتِلَ أو جُرِحَ الآلاف من الناس. وإعتنى كهنة الإمبراطورية المقدسة الذين تم إرسالهم كدعم والأطباء الذين أتوا من كل مكان بالجرحى، لكن من يموت لا يمكن إحياؤه. هذا لا مفر منه.
~
لذلك، حاول هامل أن يكون صادقًا قدر الإمكان.
– لو إن الإله حقًا بهذه القوة، ألا ينبغي أن يكون هو الذي يبذل الدماء بدل سفك دماء هؤلاء الشباب الصغار؟
“هذا صحيح، أنت مختلف”، وافقته أنسيلا. “لذلك يجب أن تفعل ما تشعر أنه صحيح. بغض النظر عن ما تختاره، سأكون فخورةً بك لفعل الشيء الصحيح. أريد أن أحترم إرادتك.”
أكد يوجين، “نحن في طريقنا إلى كيهل.”
– انيسيه.
“يا لها من عاهرة سيئة.”
– لو إنه حقًا هو النور الذي ينير كل الظلام، فلماذا لا يضيء شخصيًا هذا الظلام الخانق؟
– بما أن الإله لا يستطيع أن ينزل إلى هنا ليعتني بالعالم بنفسه، فقد أثبت وجوده بإرسال معجزة حية لنا على شكل فيرموث. هذا هو السبب في أنه البطل، ولهذا أيضًا إعترف السيف المقدس بأنه سيده. أليس هذا صحيحًا؟
‘لا أعتقد أن انيسيه قد دخلت قبري.’
– أوي.
“يجب أن يكون بطريرك عشيرة لايونهارت أقوى وريث في العائلة الرئيسية.”
—حتى في هذه اللحظة بالذات، في ظل غرق العالم في ظلام دامس. بحلول الليل. الفجر الذي سيأتي قريبًا لن ينير أولئك الذين لفظوا أنفاسهم الأخيرة في الظلام دامس. الأشياء الوحيدة التي ستُضاءُ بنور الفجر….هي الجثث. هامل. هل تعرف كم من الناس قد ماتوا هنا اليوم؟ وهذا لم يحدث هنا فقط. بل في كل مكان في العالم. بالأمس واليوم وغدًا. لقد مات عدد لا يحصى من الناس في الظلام، وحتى في الأماكن المضاءة بالنور، ماتوا وسيستمرون في الموت.
لقد مر عامان منذ أن ترك المنزل الرئيسي الخاص بعشيرة لايونهارت.
– أنتِ ثملة.
ولو لا وجود يوجين، لصار من المؤكد أن يصبح سيان البطريرك التالي.
– ….
– أنا حقا أريد أن أؤمن بإلهي. ومع ذلك لا أستطيع أن أفهم إرادته تمامًا. بغض النظر عن مدى جمال السماء التي سنصل إليها بعد الموت، فإن العالم هنا لا يزال بائسًا للغاية. لماذا لا يضيء الإله بنوره هذا العالم؟
– …لدينا فيرموث.
أراد سيان أن يصبح البطريرك.
في هذين العامين بدون يوجين، قضى سيان كل يوم بشكلٍ مثمر. لم يهمل تدريبه اليومي، بل ظل يتقاتل بإنتظام مع والده. جنبًا إلى جنب مع التدريب المكثف الخاص بوالدته عن كيفية الوصول إلى الكمال، وحافظ سيان أيضًا على إستخدام وتنمية صيغة اللهب الأبيض خاصته. وتسكع مع الفرسان الأصغر سنًا، وبينما حنى رأسه أمام الفرسان الذين ظلوا يخدمون العائلة الرئيسية لفترة طويلة، وطلب بأدب مساعدتهم.
كان هذا ما قاله هامل في ذلك الوقت.
كان هذا ما قاله هامل في ذلك الوقت.
– لا….لا أعرف ما هي ديانة إله النور. لكنني أعلم أن الفيرموث، ذلك الوغد، هو وحش لا يوصف. ألم تقولي ذلكَ عدة مراتٍ الآن؟ عن أن فيرموث هو معجزة أرسلها الإله؟
– ….
‘…إبن العاهرة ذاك.’ شتمه سيان.
– بما أن الإله لا يستطيع أن ينزل إلى هنا ليعتني بالعالم بنفسه، فقد أثبت وجوده بإرسال معجزة حية لنا على شكل فيرموث. هذا هو السبب في أنه البطل، ولهذا أيضًا إعترف السيف المقدس بأنه سيده. أليس هذا صحيحًا؟
– …لم أعتقد أبدًا أنني سَـأسمع مثل هذا النوع من الكلمات منك.
لقد قال هامل فقط ما تبادر إلى ذهنه. لم يكن متأكدًا من هل تمكن من إقناع انيسيه أم ال. ومع ذلك، من وجهة نظر هامل، أراد فقط أن يقدم لها غرضًا واضحًا كبديل للاستياء من السماء التي قد لا تكون موجودة أو إله لم يعد بإمكانها الإيمان به.
– لا أريد أن أقول هذا النوع من الأشياء أيضًا. ومع ذلك، من المزعج الإستماع إلى هرائك وأنتِ سكرانة. الآن، لا أعتقد أنك قد قلت ذلك لأنك أردتِ أن تسمعي مني كذبًا يريحك، لأنني لست من النوع الذي يلجأ إليه الناس للراحة.
‘…إبن العاهرة ذاك.’ شتمه سيان.
لقد أرادت حقًا أن يقف ابنها، الذي ورث دم بطل عظيم، شامخًا ويصبح البطريرك التالي لعشيرة لايونهارت.
لذلك، حاول هامل أن يكون صادقًا قدر الإمكان.
– نعم. أنا أشك فيه. ومع ذلك، فإن الإله القدير الذي أخدمه لم يقل شيئًا، ناهيك عن معاقبتي على شكوكي.
“…نعم.” أومأ سيان ببطء.
– فقط فكري في الأمر بهذه الطريقة. ما فائدة الغضب من إله لا يعطيك أي إجابات؟ كل ما علينا القيام به هو قتل كل ملوك الشياطين وإنقاذ العالم. إذا نجحنا، ثم كل شيء بعد ذلك….سَـيكون بخير. سيتم إنقاذ جميع النفوس التي إستولت عليها الشياطين وترتفع إلى السماء، وسوف يكون العالم مكانًا سلميًا وسعيدًا.
لقد قال هامل فقط ما تبادر إلى ذهنه. لم يكن متأكدًا من هل تمكن من إقناع انيسيه أم ال. ومع ذلك، من وجهة نظر هامل، أراد فقط أن يقدم لها غرضًا واضحًا كبديل للاستياء من السماء التي قد لا تكون موجودة أو إله لم يعد بإمكانها الإيمان به.
من هناك، بدأت رحلة حجها. انيسيه….على الأرجح…
– …وهل سنكون حقًا قادرين على القيام بذلك؟
“أترى؟ أنت لا تزال تريد أن تصبح البطريرك التالي.” لاحظت أنسيلا تردده، لكنها لم تستطع رفض كلمات ابنها ووصفها بأنها غير ناضجة بهذه السهولة.
– يمكننا أن نفعل ذلك. لدينا فيرموث….ولدينا أيضًا قديسةٌ مثلك. هناك سيينا، مولون، وأنا كذلك. نحن أقوياء، أقوياء بما يكفي لقتل كل ملوك الشياطين وإنقاذ العالم.
“هذا صحيح. يوجين هو أخوك. على الرغم من أنك لا تشاركه الدم، إلا إنكما لا تزالان شقيقان. لهذا السبب يجب أن يلتقي كلاكما وتتحدثان مع بعضكما البعض قبل إتخاذ قرار بشأن أي شيء. خليفة البطريرك…..لن يكون الأوان قد فات لتقرير من سيكون بعد إجراء محادثة.”
بذل مولون قصارى جهده لحماية الجنود العاديين. وبأمطارٍ من النور، إعتنت انيسيه بالجرحى. ودفعت تعاويذ سيينا العمالقة بعيدًا عن الجنود، بينما هزم هامل وفيرموث كاماش.
حتى لو بدا غامضًا فقد إحتاجت إلى أمل.
– لهذا السبب يجب عليكِ التوقف عن الحديث عن مثل هذه الأشياء التي لا طائل من ورائها والسماح لي بالشرب معك. لا تشربي كل شيء بنفسك.
من بين العديد من الكهنة الموجودين، انيسيه فقط هي القادرة على إحداث معجزة إعادة ربط أجزاء الجسم المقطوعة. لقد آملت أن تغير هذه المزحة عادة مولون في التحرك أمامهم، ولكن إتضح أن مولون يستطيع الجري بشكل جيد للغاية حتى مع كون ساقيه على الجانبين الخطأ.
“طالما أنك لا تتنحى جانبا من أجله، فلا توجد طريقة لأن يصبح يوجين البطريرك التالي.”
– هذا ليس كحولًا، إنه ماء مقدس. لا يمكن أن أعطيه لشخص مثلك يفتقر إلى الإيمان.
عزلة سيينا وحج انيسيه، لم يتداخل هذان الحدثان تمامًا.
– سأصبح أيضًا مؤمنا بإله النور من اليوم فصاعدًا، لذا أعطِهِ لي.
كره سيان أن يُنظَرَ إليه هكذا، وكره أيضًا تفكيره في ذلك. لو تنافس ضد ذلك الأحمق إيوارد، فقد لا يهتم، لكن سيان لم يستطع تحمل التنافس مع يوجين.
– الإيمان الكاذب جريمة أثقل من أي خطيئة أخرى. وبصفتي شخصًا يدعى بالقديس، لا يمكنني تقديم أي نعمة لمن لديه معتقدات خاطئة.
الأمر كما هو الحال في أروث. تمامًا مثل ما شعر به سَحَرَةُ أروث حول سيينا، أراد المؤمنون من يوراس أيضًا العثور على انيسيه بشدة. لو ترك الإثنان شيئًا خلفهما حقًا، فيجب أن يكون قد أُكتُشِفَ بالفعل من قبل شخص آخر في الماضي.
ومع ذلك، فقد أعطى شعورًا بالقدسية. حتى يوجين، الغير مؤمنٍ بإله النور، شعر بهالة مقدسة من التمثال، لذلك يجب أن يكون أتباع النور الحقيقيون قد أنشأوه.
في النهاية، لم تعطه انيسيه حتى قطرة واحدة من الكحول في ذلك اليوم.
لكن لم يحدث شيء من هذا.
المرأة التي تشبه الثعبان. هذا ما إستعمله هامل وسيينا لوصفها.
إمتلكت انيسيه مزاجًا سيئًا لا يتناسب مع صورتها كقديسة، وعلى الرغم من أنها مؤمنة، إلا أنها كانت تميل أيضًا إلى كسر القواعد العقائدية بشكل عرضي. ومع ذلك، عند الضرورة، تصبح مؤمنةٌ بما يكفي ليتم تسميتها بالقديسة، وسحرها الإلهي يشرق ببراعة أكثر من أي كاهن آخر.
كما أنها سرًا —لا— علنًا، كان لديها عادةٌ في العبث مع الناس. بصرف النظر عن فيرموث، عانى الجميع على يديها أكثر من مرة.
ففي مرةٍ من المرات عندما ركض مولون أمام المجموعة، تسبب لنفسه بقطع ساقيه، حينها قامت انيسيه بتبديل أماكن الساقين أثناء إعادة ربطهما من أجل محاولة إصلاح عادة مولون السيئة.
‘لماذا نهاما من بين جميع الأماكن؟’ تساءل يوجين.
من بين العديد من الكهنة الموجودين، انيسيه فقط هي القادرة على إحداث معجزة إعادة ربط أجزاء الجسم المقطوعة. لقد آملت أن تغير هذه المزحة عادة مولون في التحرك أمامهم، ولكن إتضح أن مولون يستطيع الجري بشكل جيد للغاية حتى مع كون ساقيه على الجانبين الخطأ.
‘في الوقت الراهن، نتوقف هنا.’
– …لدينا فيرموث.
في النهاية، تمكنت تعويذة نوم سيينا القوية من جعل مولون ينام، حيث قطع هامل ساقي مولون.
– إربطي أرجل هذا الوغد بشكل صحيح!
في النهاية، تمكنت تعويذة نوم سيينا القوية من جعل مولون ينام، حيث قطع هامل ساقي مولون.
– لا أريد أن أقول هذا النوع من الأشياء أيضًا. ومع ذلك، من المزعج الإستماع إلى هرائك وأنتِ سكرانة. الآن، لا أعتقد أنك قد قلت ذلك لأنك أردتِ أن تسمعي مني كذبًا يريحك، لأنني لست من النوع الذي يلجأ إليه الناس للراحة.
– للقيام بذلك، نحن بحاجة إلى قطع الساقين مرةً أخرى.
“….أخي.”
– أنا….أنا بخير مع ساقيَّ هكذا. لا يزال بإمكاني الركض بشكل جيد للغاية، ويمكنني أيضًا القتال بشكل جيد.
– لا تنطق بمثل هذا الهراء. كلما تتعثر، سأحصل على الضرب مكانك. تعال إلى هنا، سأقطعهما بضربة واحدة.
انتهت سجلات رحلة انيسيه هنا. بعد ذلك، أرسل يوراس عدة بعثات لمتابعة مسار انيسيه، ولكن في النهاية، لم يتم العثور على انيسيه.
“سيان، يجب أن يكون لديك تصميم حازم.”
– لا أريد….
– سيينا! إجعلي هذا الوغد ينام!
“هذا صحيح. يوجين هو أخوك. على الرغم من أنك لا تشاركه الدم، إلا إنكما لا تزالان شقيقان. لهذا السبب يجب أن يلتقي كلاكما وتتحدثان مع بعضكما البعض قبل إتخاذ قرار بشأن أي شيء. خليفة البطريرك…..لن يكون الأوان قد فات لتقرير من سيكون بعد إجراء محادثة.”
– الإيمان الكاذب جريمة أثقل من أي خطيئة أخرى. وبصفتي شخصًا يدعى بالقديس، لا يمكنني تقديم أي نعمة لمن لديه معتقدات خاطئة.
في النهاية، تمكنت تعويذة نوم سيينا القوية من جعل مولون ينام، حيث قطع هامل ساقي مولون.
“يا لها من عاهرة سيئة.”
على الرغم من أن الأمر لم يكن بهذا السوء، إلا أن هامل تعرض أيضا لمقالب انيسيه عدة مرات. في أحد المرات مثلًا تآمر هامل مع سيينا لسرقة ماء انيسيه المقدس وشربه بمفردهما؛ ردًا على ذلك، إنتظرت انيسيه حتى يحين دورها للطهي، وبعد أن انتهوا من الأكل، ضحكت وأخبرتهم أن حساء سيينا وهامل قد تم غليهما بإستخدام بول الوحش.
لا يسع سيان إلا أن يشعر بالتعقيد. هل من المفترض أن يشعر بالسعادة أو الحزن بشأن لقاء هذا الأخ، الذين لا يشاركه قطرة دم واحدة، والذي هو الآن عائدٌ بعد عامين كاملين؟
لو لم يتدخل مولون حينها لإيقافهم، لكان سيينا وهامل وانيسيه قد تقاتلوا حقًا حتى يموت أحدهم.
عندما تذكر ذلك الوقت، ابتسم يوجين بمرارة.
لكن بدلًا من الضغط عليه، قالت أنسيلا: “…أنت لم تعد طفلا. وهكذا، عليك أن تتخذ هذا القرار بنفسك. لو أردت أن تصبح البطريرك، فيمكنك أن تصبح البطريرك. ولو أردت التنحي جانبًا….ثم يمكنك فقط التنحي جانبا.”
أرض النور المقدسة، هوجاني.
خارج المدينة، هناك تمثال لأنيسيه راكعةٌ تصلي. ووجه التمثال مغطًى تقريبًا بغطاء كبير، ولم يمتلك الكثير من التشابه مع مظهر انيسيه الذي تذكره يوجين.
ومع ذلك، فقد أعطى شعورًا بالقدسية. حتى يوجين، الغير مؤمنٍ بإله النور، شعر بهالة مقدسة من التمثال، لذلك يجب أن يكون أتباع النور الحقيقيون قد أنشأوه.
“لو قال إنه يريد أن يصبح البطريرك، فمن المحتمل أن أتنحى جانبًا من أجله.” قال سيان وهو يهز رأسه بحسرة عميقة: “لأنه أكثر ملاءمة ليصبح البطريرك مني.”
حول التمثال، هناك بالطبع مؤمنون من يوراس، حتى أعضاء كنيسة النور من بقية البلدان قد أتوا إلى هنا للركوع والصلاة. نظر يوجين إليهم وهو يدور حولهم.
كما أنها سرًا —لا— علنًا، كان لديها عادةٌ في العبث مع الناس. بصرف النظر عن فيرموث، عانى الجميع على يديها أكثر من مرة.
أكد يوجين، “نحن في طريقنا إلى كيهل.”
لقد مر أسبوع منذ وصوله لأول مرة إلى هوجاني.
لم يتمكن يوجين من العثور على أي شيء هنا. إعتقدَ أن انيسيه ربما تركت دليلًا هنا، لكنه لم يستطِع إكتشاف أي شيء.
هل ذلك لأنها رأت كيف أن تدخل الأم المتغطرس وعنادها يمكن أن يفسد الإبن؟
الأمر كما هو الحال في أروث. تمامًا مثل ما شعر به سَحَرَةُ أروث حول سيينا، أراد المؤمنون من يوراس أيضًا العثور على انيسيه بشدة. لو ترك الإثنان شيئًا خلفهما حقًا، فيجب أن يكون قد أُكتُشِفَ بالفعل من قبل شخص آخر في الماضي.
بذل مولون قصارى جهده لحماية الجنود العاديين. وبأمطارٍ من النور، إعتنت انيسيه بالجرحى. ودفعت تعاويذ سيينا العمالقة بعيدًا عن الجنود، بينما هزم هامل وفيرموث كاماش.
“اللعنة.” لعن سيان.
‘كنت آمل أن تُظهِرَ بقاياهما ردًا على روحي.’
كل هذا حدث قبل مائتي عام في الماضي.
لكن لم يحدث شيء من هذا.
دائمًا ما كانت انيسيه شخصًا يسرف في الشرب، ولكن كلما مروا بالكثير من الجثث، شربت أكثر من العادة. حتى عندما أخبروها بعدم القيام بذلك، نظرًا لأنها سكرانة، فإن انيسيه ستظل تشرب على أي حال. حتى في وسط ساحة معركة مليئة برائحة الجثث الفاسدة الجهنمية، ما زالت انيسيه لا تستطيع كبح جماح نفسها.
هذا التمثال يمثل الموقع الذي أقام فيه انيسيه صلاةً منذ مئات السنين قبل مغادرتها إلى الجانب الآخر من الصحراء.
انتهت سجلات رحلة انيسيه هنا. بعد ذلك، أرسل يوراس عدة بعثات لمتابعة مسار انيسيه، ولكن في النهاية، لم يتم العثور على انيسيه.
عندما تذكر ذلك الوقت، ابتسم يوجين بمرارة.
‘لماذا نهاما من بين جميع الأماكن؟’ تساءل يوجين.
بينما هو يحدق في تمثال انيسيه، انجرف شعور مرير في عقل يوجين.
– لا أريد….
يمكنه أن يخمن بشكل غامض سبب هذا.
– أنا حقا أريد أن أؤمن بإلهي. ومع ذلك لا أستطيع أن أفهم إرادته تمامًا. بغض النظر عن مدى جمال السماء التي سنصل إليها بعد الموت، فإن العالم هنا لا يزال بائسًا للغاية. لماذا لا يضيء الإله بنوره هذا العالم؟
في الوقت الحاضر، مع تطور السحر، تم تركيب بوابات الإنتقال في كل بلد، ولكن لم يكن هذا هو الحال منذ مئات السنين. وإذا إستقلت سفينة عبر المحيط من يوراس، فستصل إلى المدينة الساحلية الواقعة شمال هوجاني.
من هناك، بدأت رحلة حجها. انيسيه….على الأرجح…
مع كونها سكرانة، غطى خديها اللون الأحمر.
‘لقد جاءت إلى هنا على الأغلب لتقديم احترامها أمام قبري.’
عزلة سيينا وحج انيسيه، لم يتداخل هذان الحدثان تمامًا.
– لو إنه حقًا هو النور الذي ينير كل الظلام، فلماذا لا يضيء شخصيًا هذا الظلام الخانق؟
فهذا شيء دائمًا ما تحدثت معه والدته عنه منذ صغره، ورغب سيان نفسه في مقعد البطريرك. الآن بعد أن تم إستبعاد إيوارد، أصبحت خلافة سيان كالبطريرك القادم مضمونةً تقريبًا.
حيث أن سيينا قد دخلت في عزلتها قبل بضع سنوات؛ بعد ذلك، شرعت انيسيه—التي تحظى بالتبجيل كقديسةٍ في يوراس—في رحلةِ حج.
“يبدو أنني قد ربيتك بشكل مفرط أكثر من اللازم” قالت أنسيلا وهي تربت على كتف سيان: “لا….لا أريد أن أصبح مثل تانيس، أعني بذلك أنني لا أريد أن أفسد طفلي بطموحي المفرط.”
تذكر يوجين، ‘لقد تم ختم قبري.’
تم اكتشاف قبره قبل ست سنوات فقط.
ويجب أن تكون انيسيه تعرف هذه الحقائق أفضل من أي شخص آخر. ومع ذلك، لم تتجنب الصلاة من أجلهم أبدًا. حتى لو لم يعنِ ذلك شيئًا غير إبداء الإحترام، فإن انيسيه لا تزال تصلي من أجل أن يجد الشخص المتوفى سلامه وراحته.
ربما تم الكشف عنه بعد فترة وجيزة من العثور على قلادة هامل في قبو كنز لايونهارت. ردًا على هذا الاكتشاف، لا بد أن الختم الموجود على قبره قد اختفى.
انتهت سجلات رحلة انيسيه هنا. بعد ذلك، أرسل يوراس عدة بعثات لمتابعة مسار انيسيه، ولكن في النهاية، لم يتم العثور على انيسيه.
‘لا أعتقد أن انيسيه قد دخلت قبري.’
“…سيان، بُني، فقط ضع هذا في الإعتبار. تماما كما تمتلك أفكارك ورغباتك الخاصة، سيكون لدى يوجين أيضا أفكاره ورغباته الخاصة.” ذكرته أنسيلا.
فَـلو تمكنت من الدخول، لما تركته يبدو وكأنهُ حُطام غارق تحت الرمال فقط.
هل ستستطيع حقًا القيام بذلك؟
وقف لايونهارت سيان وذراعيه متقاطعتان أمام بوابة الإنتقال. هو، الذي سيتحول قريبًا إلى شخص بالغ في عيد ميلاده العشرين، من شبه المؤكد أن يصبح البطريرك التالي لعشيرة لايونهارت.
بينما هو يحدق في تمثال انيسيه، انجرف شعور مرير في عقل يوجين.
‘…فيرموث.’
– لكنني إعتقدت أنك لا تؤمن بالآلهة.
ذلك الرجل قد زيف جنازته، ونجا من وفاته المفترضة، ثم اقتحم قبر هامل. هناك، دخل في معركة مع سيينا. تمكن فيرموث من هزيمتها، ثم ختم سيف المون لايت والقبر.
أراد سيان أن يصبح البطريرك.
كل هذا حدث قبل مائتي عام في الماضي.
“أترى؟ أنت لا تزال تريد أن تصبح البطريرك التالي.” لاحظت أنسيلا تردده، لكنها لم تستطع رفض كلمات ابنها ووصفها بأنها غير ناضجة بهذه السهولة.
كثيرًا ما طرحت انيسيه هذا السؤال، كلما إضطرت لإستخدام رائحة الكحول للتغطية على رائحة الجثث الفاسدة.
تم رسم صورة لها وهي تتجول في الصحراء في ذهن يوجين. ‘أثناء تجولها بحثًا عن قبره غير المكتشف، بماذا كانت تفكر بحق السماء؟’
‘هل يمكن أن يكون فيرموث متورطًا أيضًا في إختفاء انيسيه؟’
“سيان.”
لم يستطع يوجين معرفة ذلك على بيقين، لأن انيسيه لم تترك أي أدلةٍ وراءها. على الأقل في الوقت الحالي، الشخص الوحيد الذي ترك دليلًا واضحا على موقعه الحالي هو سيينا. انجرف تركيز يوجين لفترة وجيزة إلى أوراق شجرة العالم التي تم تخزينها داخل عباءته.
‘دعونا نرى كم صِرتَ أقوى.’
“أيها اللورد.” تحدث لامان، الذي يقف بهدوء بجانب يوجين، بتعبير حذر. “هل غيرت رأيك؟”
يمكنه أن يخمن بشكل غامض سبب هذا.
“لا.” قال يوجين وهو يهز رأسه.
– لكن يمكننا على الأقل إنقاذ أرواحهم.
قبل مغادرتهم المدينة، كان يريد فقط أن ينظر إلى التمثال للمرة الأخيرة. لم يستطع العثور على أي أدلة، ولم يمتلك يوجين الثقة للذهاب بحثًا عن أي أدلة ربما تكون قد تركت في هذه الصحراء الشاسعة قبل مائتي عام.
ومع ذلك، لم يستطع التوجه إلى مملكة مولون أيضًا. عرف ملك الحصار الشيطاني أن يوجين هو تناسخ هامل. ونظرًا لأنه تلقى تحذيرا من ملك الشياطين، فإن التوجه شمالا إلى بلد يحد هيلموث هو أمر خطيرٌ للغاية.
الأمر كما هو الحال في أروث. تمامًا مثل ما شعر به سَحَرَةُ أروث حول سيينا، أراد المؤمنون من يوراس أيضًا العثور على انيسيه بشدة. لو ترك الإثنان شيئًا خلفهما حقًا، فيجب أن يكون قد أُكتُشِفَ بالفعل من قبل شخص آخر في الماضي.
‘في الوقت الراهن، نتوقف هنا.’
قوته غير كافية.
أكد يوجين، “نحن في طريقنا إلى كيهل.”
شعر يوجين بشدة بهذه الحقيقة. منذ أن أُعيدَ تجسيده، لم يشعر بالحاجة للقوة بشكلٍ يائسٍ أبدًا، لكنه الآن يتوق إليها.
بذل مولون قصارى جهده لحماية الجنود العاديين. وبأمطارٍ من النور، إعتنت انيسيه بالجرحى. ودفعت تعاويذ سيينا العمالقة بعيدًا عن الجنود، بينما هزم هامل وفيرموث كاماش.
– سأصبح أيضًا مؤمنا بإله النور من اليوم فصاعدًا، لذا أعطِهِ لي.
لقد كاد أن يقتل على يد فارس الموت في حالة غير كاملة.
من بين العديد من الكهنة الموجودين، انيسيه فقط هي القادرة على إحداث معجزة إعادة ربط أجزاء الجسم المقطوعة. لقد آملت أن تغير هذه المزحة عادة مولون في التحرك أمامهم، ولكن إتضح أن مولون يستطيع الجري بشكل جيد للغاية حتى مع كون ساقيه على الجانبين الخطأ.
كما كاد أن يموت على يد أميليا ميروين.
~
وحتى عندما كان ملك الحصار الشيطاني أمامه مباشرة، لم يستطِع يوجين التحرك نحوه لمحاولة قتله.
‘هل يمكن أن يكون فيرموث متورطًا أيضًا في إختفاء انيسيه؟’
إمتلكت انيسيه مزاجًا سيئًا لا يتناسب مع صورتها كقديسة، وعلى الرغم من أنها مؤمنة، إلا أنها كانت تميل أيضًا إلى كسر القواعد العقائدية بشكل عرضي. ومع ذلك، عند الضرورة، تصبح مؤمنةٌ بما يكفي ليتم تسميتها بالقديسة، وسحرها الإلهي يشرق ببراعة أكثر من أي كاهن آخر.
أكد يوجين، “نحن في طريقنا إلى كيهل.”
“سيان.”
لقد مر عامان منذ أن ترك المنزل الرئيسي الخاص بعشيرة لايونهارت.
‘في الوقت الراهن، نتوقف هنا.’
ولقد حان الوقت للعودة إلى المنزل.
* * *
~
عاصمة إمبراطورية كيهل، سيريس.
في النهاية، تمكنت تعويذة نوم سيينا القوية من جعل مولون ينام، حيث قطع هامل ساقي مولون.
الغابة الكبيرة خارج العاصمة بأكملها هي جزء من ملكية لايونهارت، وهي أيضًا المنزل الوحيد في العاصمة الذي تم تركيب بوابة إنتقالٍ فيه.
وقف لايونهارت سيان وذراعيه متقاطعتان أمام بوابة الإنتقال. هو، الذي سيتحول قريبًا إلى شخص بالغ في عيد ميلاده العشرين، من شبه المؤكد أن يصبح البطريرك التالي لعشيرة لايونهارت.
ومع ذلك، لم يستطع سيان قبول هذه الحقيقة، ولم يتمكن من الإستمتاع بها.
هذا بسبب يوجين، الذي سيعود قريبًا.
“سيان.”
‘…إبن العاهرة ذاك.’ شتمه سيان.
لا يسع سيان إلا أن يشعر بالتعقيد. هل من المفترض أن يشعر بالسعادة أو الحزن بشأن لقاء هذا الأخ، الذين لا يشاركه قطرة دم واحدة، والذي هو الآن عائدٌ بعد عامين كاملين؟
بصرف النظر عن ذلك، هناك بعض العوامل الأخرى.
وقف لايونهارت سيان وذراعيه متقاطعتان أمام بوابة الإنتقال. هو، الذي سيتحول قريبًا إلى شخص بالغ في عيد ميلاده العشرين، من شبه المؤكد أن يصبح البطريرك التالي لعشيرة لايونهارت.
بعد أن غادرت الزوجة الرئيسية، تانيس، والإبن الأكبر، إيوارد، المنزل الرئيسي، سيطرت أنسيلا بالكامل على خدم المنزل. وبإعتبارهِ إبنها، صُبت كل جهودها في سيان.
“اللعنة.” لعن سيان.
– يجب أن تكون الأمور سلميةً وسعيدة بمجرد قتلنا لجميع ملوك الشياطين.
في هذين العامين بدون يوجين، قضى سيان كل يوم بشكلٍ مثمر. لم يهمل تدريبه اليومي، بل ظل يتقاتل بإنتظام مع والده. جنبًا إلى جنب مع التدريب المكثف الخاص بوالدته عن كيفية الوصول إلى الكمال، وحافظ سيان أيضًا على إستخدام وتنمية صيغة اللهب الأبيض خاصته. وتسكع مع الفرسان الأصغر سنًا، وبينما حنى رأسه أمام الفرسان الذين ظلوا يخدمون العائلة الرئيسية لفترة طويلة، وطلب بأدب مساعدتهم.
في البداية، كره سيان هذا الجدول الصارم، لكنه بدأ تدريجيًا في تقبله.
عاصمة إمبراطورية كيهل، سيريس.
حيث أن سيينا قد دخلت في عزلتها قبل بضع سنوات؛ بعد ذلك، شرعت انيسيه—التي تحظى بالتبجيل كقديسةٍ في يوراس—في رحلةِ حج.
أراد سيان أن يصبح البطريرك.
~
فهذا شيء دائمًا ما تحدثت معه والدته عنه منذ صغره، ورغب سيان نفسه في مقعد البطريرك. الآن بعد أن تم إستبعاد إيوارد، أصبحت خلافة سيان كالبطريرك القادم مضمونةً تقريبًا.
عندما تذكر ذلك الوقت، ابتسم يوجين بمرارة.
لحسن الحظ، لم يحدث تنافس مع أخته التوأم سيل. تخلت سيل عن حقها في الخلافة لأنها أرادت أن تصبح عضوًا في فرسان البلاك لايونز.
فهذا شيء دائمًا ما تحدثت معه والدته عنه منذ صغره، ورغب سيان نفسه في مقعد البطريرك. الآن بعد أن تم إستبعاد إيوارد، أصبحت خلافة سيان كالبطريرك القادم مضمونةً تقريبًا.
ولو لا وجود يوجين، لصار من المؤكد أن يصبح سيان البطريرك التالي.
ضد يوجين، شعر سيان بالتنافس الجهنمي والشعور بالهزيمة التي تلوح في الأفق.
“اللعنة.” لعن سيان.
كره سيان أن يُنظَرَ إليه هكذا، وكره أيضًا تفكيره في ذلك. لو تنافس ضد ذلك الأحمق إيوارد، فقد لا يهتم، لكن سيان لم يستطع تحمل التنافس مع يوجين.
كل هذا حدث قبل مائتي عام في الماضي.
ضد يوجين، شعر سيان بالتنافس الجهنمي والشعور بالهزيمة التي تلوح في الأفق.
على الرغم من أنهم لم يلتقوا بعد، كان سيان يفكر بالفعل في هزيمته. إنزعج سيان من هذا الجانب من نفسه، وكره كيف أن تفكيره في يوجين يؤثر فيه.
يوجين لايونهارت، ذلك الرجل الإبن العاهرة. بعد أن تم تبنيه قبل ست سنوات، عانى سيان تحت يديه كل يوم. ظل يتعرض للضرب المتنكر في زي السجال التدريبي. وردًا على الضرب الذي لا يرحم الذي عانى منه، لم يتمكن سيان أبدًا من هزيمة يوجين ولو مرة واحدة.
من بين العديد من الكهنة الموجودين، انيسيه فقط هي القادرة على إحداث معجزة إعادة ربط أجزاء الجسم المقطوعة. لقد آملت أن تغير هذه المزحة عادة مولون في التحرك أمامهم، ولكن إتضح أن مولون يستطيع الجري بشكل جيد للغاية حتى مع كون ساقيه على الجانبين الخطأ.
لحسن الحظ، لم يحدث تنافس مع أخته التوأم سيل. تخلت سيل عن حقها في الخلافة لأنها أرادت أن تصبح عضوًا في فرسان البلاك لايونز.
“سيان.” تحدثت أنسيلا، التي ظلت تراقب تعابير ابنها المتصلبة. “لا يبدو أنك سعيد بعودة أخيك.”
في البداية، كره سيان هذا الجدول الصارم، لكنه بدأ تدريجيًا في تقبله.
“…سأكون سعيدًا برؤيته يعود، لكنني سأكون سعيدًا بنفس القدر لو لم يفعل ذلك.” اعترف سيان.
“…سيان، بُني، فقط ضع هذا في الإعتبار. تماما كما تمتلك أفكارك ورغباتك الخاصة، سيكون لدى يوجين أيضا أفكاره ورغباته الخاصة.” ذكرته أنسيلا.
“سيان.”
فهذا شيء دائمًا ما تحدثت معه والدته عنه منذ صغره، ورغب سيان نفسه في مقعد البطريرك. الآن بعد أن تم إستبعاد إيوارد، أصبحت خلافة سيان كالبطريرك القادم مضمونةً تقريبًا.
“لو قال إنه يريد أن يصبح البطريرك، فمن المحتمل أن أتنحى جانبًا من أجله.” قال سيان وهو يهز رأسه بحسرة عميقة: “لأنه أكثر ملاءمة ليصبح البطريرك مني.”
“…وفقًا لسيل، قال ذلك الطفل، يوجين، إنه لا يريد أن يصبح البطريرك.” ذكرته أنسيلا.
عزلة سيينا وحج انيسيه، لم يتداخل هذان الحدثان تمامًا.
“…لكن هذا ليس ما تريده الأم بالنسبة لي.” لاحظ سيان بمفاجأة.
“كان ذلك قبل عامين. ربما يكون قد غير رأيه منذ ذلك الحين.” جادل سيان بتشاؤم.
– هامل، هل تؤمن بوجود حياةٍ بعد الموت؟
في إمبراطورية يوراس المقدسة، الإله الرئيسي الذي عبدوه هو إله النور. على الرغم من وجود عدد لا يحصى من الأديان في جميع أنحاء القارة، لكن حتى من بينها جميعًا، الدين الذي يمكن إعتباره دينًا رئيسيًا هو دين إله النور، الذي هو أيضًا بمثابة الإله الراعي ليوراس.
“طالما أنك لا تتنحى جانبا من أجله، فلا توجد طريقة لأن يصبح يوجين البطريرك التالي.”
“ولكن هل سيكون هذا هو القرار الصحيح لمستقبل عشيرة لايونهارت؟”
عزلة سيينا وحج انيسيه، لم يتداخل هذان الحدثان تمامًا.
“سيان، يجب أن يكون لديك تصميم حازم.”
“يجب أن يكون بطريرك عشيرة لايونهارت أقوى وريث في العائلة الرئيسية.”
“ربما أنت أضعف من يوجين قبل عامين، ولكن الآن….”
“ذلك اللقيط يجب أن يكون قد تعرق بقدر ما فعلت.” طحن سيان أسنانه ببعضها كما حدق بغضب في بوابة الإنتقال. “…أمي، لا أعتقد أن الدم يجب أن يكون أكثر سمكًا من العَرَق. لو تبين أن يوجين أقوى مني ويريد أن يصبح البطريرك، ثم أنا….فقط ماذا علي أن أفعل؟”
“أترى؟ أنت لا تزال تريد أن تصبح البطريرك التالي.” لاحظت أنسيلا تردده، لكنها لم تستطع رفض كلمات ابنها ووصفها بأنها غير ناضجة بهذه السهولة.
– حتى لو قتلنا كل ملوك الشياطين، فهذا لا يعني أن كل الأبرياء الذين قتلوا سيعودون إلى الحياة.
لقد أرادت حقًا أن يقف ابنها، الذي ورث دم بطل عظيم، شامخًا ويصبح البطريرك التالي لعشيرة لايونهارت.
“…وفقًا لسيل، قال ذلك الطفل، يوجين، إنه لا يريد أن يصبح البطريرك.” ذكرته أنسيلا.
لكن بدلًا من الضغط عليه، قالت أنسيلا: “…أنت لم تعد طفلا. وهكذا، عليك أن تتخذ هذا القرار بنفسك. لو أردت أن تصبح البطريرك، فيمكنك أن تصبح البطريرك. ولو أردت التنحي جانبًا….ثم يمكنك فقط التنحي جانبا.”
“…لكن هذا ليس ما تريده الأم بالنسبة لي.” لاحظ سيان بمفاجأة.
“يبدو أنني قد ربيتك بشكل مفرط أكثر من اللازم” قالت أنسيلا وهي تربت على كتف سيان: “لا….لا أريد أن أصبح مثل تانيس، أعني بذلك أنني لا أريد أن أفسد طفلي بطموحي المفرط.”
“…أنا مختلف عن إيوارد.” أصر سيان.
“…” إستَمَعَ سيان بصمت.
“هذا صحيح، أنت مختلف”، وافقته أنسيلا. “لذلك يجب أن تفعل ما تشعر أنه صحيح. بغض النظر عن ما تختاره، سأكون فخورةً بك لفعل الشيء الصحيح. أريد أن أحترم إرادتك.”
حول التمثال، هناك بالطبع مؤمنون من يوراس، حتى أعضاء كنيسة النور من بقية البلدان قد أتوا إلى هنا للركوع والصلاة. نظر يوجين إليهم وهو يدور حولهم.
هل ستستطيع حقًا القيام بذلك؟
لكن لم يحدث شيء من هذا.
لقد قال هامل فقط ما تبادر إلى ذهنه. لم يكن متأكدًا من هل تمكن من إقناع انيسيه أم ال. ومع ذلك، من وجهة نظر هامل، أراد فقط أن يقدم لها غرضًا واضحًا كبديل للاستياء من السماء التي قد لا تكون موجودة أو إله لم يعد بإمكانها الإيمان به.
على الرغم من أنها قالت هذا النوع من الأشياء، شعرت أنسيلا أنها يجب أن تسأل نفسها. منذ أن أصبحت الزوجة الثانية للسلالة المباشرة للايونهارت، أرادت أن تجعل ابنها البطريرك التالي. لولا الحادثة مع تانيس وإيوارد….لربما غضبت الآن من كلمات ابنها المترددة. ولما إستطاعت كبح نفسها كما فعلت الآن.
هل ذلك لأنها رأت كيف أن تدخل الأم المتغطرس وعنادها يمكن أن يفسد الإبن؟
“…سيان، بُني، فقط ضع هذا في الإعتبار. تماما كما تمتلك أفكارك ورغباتك الخاصة، سيكون لدى يوجين أيضا أفكاره ورغباته الخاصة.” ذكرته أنسيلا.
– أنا حقا أريد أن أؤمن بإلهي. ومع ذلك لا أستطيع أن أفهم إرادته تمامًا. بغض النظر عن مدى جمال السماء التي سنصل إليها بعد الموت، فإن العالم هنا لا يزال بائسًا للغاية. لماذا لا يضيء الإله بنوره هذا العالم؟
“…” إستَمَعَ سيان بصمت.
خارج المدينة، هناك تمثال لأنيسيه راكعةٌ تصلي. ووجه التمثال مغطًى تقريبًا بغطاء كبير، ولم يمتلك الكثير من التشابه مع مظهر انيسيه الذي تذكره يوجين.
– لو إن الإله حقًا بهذه القوة، ألا ينبغي أن يكون هو الذي يبذل الدماء بدل سفك دماء هؤلاء الشباب الصغار؟
“أنت لا تعرف يقينًا ما يريدهُ أخوك. من كان يمكن أن يخمن أن سيل ستُصبِحُ حقًا بلاك لايون؟ لا أنا، والدة سيل، ولا أنت، توأم سيل، كنا على علم برغبات سيل.”
كما أنها سرًا —لا— علنًا، كان لديها عادةٌ في العبث مع الناس. بصرف النظر عن فيرموث، عانى الجميع على يديها أكثر من مرة.
“….أخي.”
– الإيمان الكاذب جريمة أثقل من أي خطيئة أخرى. وبصفتي شخصًا يدعى بالقديس، لا يمكنني تقديم أي نعمة لمن لديه معتقدات خاطئة.
“هذا صحيح. يوجين هو أخوك. على الرغم من أنك لا تشاركه الدم، إلا إنكما لا تزالان شقيقان. لهذا السبب يجب أن يلتقي كلاكما وتتحدثان مع بعضكما البعض قبل إتخاذ قرار بشأن أي شيء. خليفة البطريرك…..لن يكون الأوان قد فات لتقرير من سيكون بعد إجراء محادثة.”
“…نعم.” أومأ سيان ببطء.
“…نعم.” أومأ سيان ببطء.
– …وهل سنكون حقًا قادرين على القيام بذلك؟
“…سأكون سعيدًا برؤيته يعود، لكنني سأكون سعيدًا بنفس القدر لو لم يفعل ذلك.” اعترف سيان.
الآن، شعر أنه مرتاح أكثر.
‘دعونا نرى كم صِرتَ أقوى.’
بدأت بوابة الإنتقال تتوهج.
انتهت سجلات رحلة انيسيه هنا. بعد ذلك، أرسل يوراس عدة بعثات لمتابعة مسار انيسيه، ولكن في النهاية، لم يتم العثور على انيسيه.
بصرف النظر عن ذلك، هناك بعض العوامل الأخرى.
شحذ سيان نظرته وإنتظر خروج يوجين من بوابة الإنتقال.
شعر يوجين بشدة بهذه الحقيقة. منذ أن أُعيدَ تجسيده، لم يشعر بالحاجة للقوة بشكلٍ يائسٍ أبدًا، لكنه الآن يتوق إليها.
“يبدو أنني قد ربيتك بشكل مفرط أكثر من اللازم” قالت أنسيلا وهي تربت على كتف سيان: “لا….لا أريد أن أصبح مثل تانيس، أعني بذلك أنني لا أريد أن أفسد طفلي بطموحي المفرط.”
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
