نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

التناسخ اللعين 38.2

إيوارد لايونهارت (2)

إيوارد لايونهارت (2)

الفصل 38.2: إيوارد لايونهارت (2)

رفضَ يوجين أن يُصافِحَ يدَ بلزاك الممدودة. أثناء إنزالِ يدهِ لأسفل، حدقَ بلزاك في يوجين. ثُمَ غيرَ الموضوع، على الرُغمِ مِن أنَّني لم أتمكن مِن إخبارِكَ بهذا داخلَ الغرفة، إلا أن جزءًا مِنَ المسؤولية التي قَرَرتُ تحمُلَها عن هذا الحادِثِ ينطوي عليكَ أيضًا، السير يوجين.”

“غيلياد”، بعدَ أنْ نظرتْ بغضبٍ نحو لوفليان، إلتَفَتَتْ تانيس إلى زوجِها. “نحنُ لسنا بحاجةٍ حقًا لأخذِ إيوارد معنا، صحيح؟ إيوارد لم…يبدأ حقًا في تعلُمِ السِحرِ الأسود. لقد قامَ فقط بالمُحاولة، هذا كُلُ شيء.”

‘نذلٌ مُثيرٌ للشفقة’

“…” بقيَّ غيلياد صامِتًا.

 

 

“آملُ فقط أن توافِقَ على عدمِ توجيهِ كراهيتِكَ للسحرِ الأسود إلي”، مع ضحكةٍ مكتومة، سار بلزاك إلى يوجين وعرضَ يده. “لقد سمِعتُ الكثيرَ عنك أيُها السير يوجين. فَــأدائُكَ في حفلِ إستمرارِ السُلالة هو أمرٌ مشهورٌ منذُ عدةِ سنواتٍ حتى الآن…ولقد سمِعتُ أيضًا أنكَ مؤخرًا قد أظهرتَ بعضَ الإنجازاتِ العظيمةِ في السحرِ كذلِك.”

أكملتْ تانيس، “لأنَّهُ يعلَمُ أنَّهُ قد إرتكبَ خطًأ، فهو لن يفعلَ شيئًا كهذا مرةً أُخرى. إذا تعاملنا مع هذا كدرسٍ له، فقد يعملُ بجِدٍ أكبرَ مِنَ الآنَ فصاعِدًا. لذلِكَ ألا يُمكِنُنا فقط…؟”

“سأخرُجُ الآن”، قالَ يوجين مُستديرًا للمُغادرة.

لم تستطِع تانيس إلا أنْ تشعُرَ باليأس. بقيَّ سيان وسيل في المنزلِ الرئيسي. وبينما إيوارد في آروث، فسيان وسيل مشغولَينِ في الفوزِ بموافقةِ أفرادِ العائلةِ الرئيسية. والآن، مِنَ المُستحيلِ على الإبنِ الأكبر، الذي عادَ بعدَ التَسَبُبِ بفضيحة، أنْ يحصَلَ على موافقةِ أفرادِ العائلةِ الرئيسيين في هذهِ المرحلة.

 

 

لم ترغب تانيس في تلقي سُخريةِ أنسيلا، ولا يزالُ هُناكَ وقتٌ لتحديدِ من سيكونُ البطريركَ التالي. على هذا النحو، بغضِ النظرِ عن الكيفية، فقد إحتاجَ إيوارد إلى تطويرِ قوةٍٍ كافية لترسيخِ آمالِهِ في المنصِب. إذا عادَ فقط إلى العائلةِ الرئيسيةِ هكذا، فسيكونُ مِنَ المُستحيلِ عليهِ قلبُ الطاولةِ على إخوتِه.

لهذا السبَبِ تمَ إرسالُ إيوارد إلى آروث في المقامِ الأول. نظرًا لأنَّهُ لم يتمكن مِنَ الحصول على أي إعترافٍ به مِن خلالِ البقاء في المنزلِ الرئيسي، فقد أرادتهُ تانيس أنْ يفوزَ بموافقةِ الآخرينَ في آروث. لقد آمَلَتْ أنَّهُ مِن خلالِ أن يُصبِحَ تلميذًا لسيدِ البُرجِ الأحمرِ ويتفاعل مع السَحَرةِ البارِزين الآخرين، سيكونُ قادِرًا على تكوينِ روابطٍ والحصولِ على قوةٍ لن تكونَ مُتاحةً له في المنزلِ الرئيسي.

“لذلك، أنتَ تقولُ أنَّكَ ستكتِبُ لي خطابَ توصية؟”

 

هذهِ حقيقةٌ لا يُمكِنُ إنكارُها. لسوء الحظ، لا يزالُ هُناكَ الكثيرُ مِنَ السحرةِ السود يتجولونَ بحُريةٍ في العالم، مُنتهكينَ الحظرَ المفروضَ على التجارُبِ البشرية. على الرُغمِ مِن أنَّ قوانين آروث وبرج السحر الأسود فرضتْ هذا الحظرَ بشدة، إلا أنَّ هُناكَ الكثير مِنَ الأماكِنِ التي تُمَكِنُ السحرةَ السود مِنَ الهروبِ مِن هذهِ القوانينِ الصارمةِ في هذا العالمِ الواسِع.

فَكَرَتْ إنَّهُ يجبُ أن يبقى إيوارد بطريقةٍ ما في آروث. إذا صارَ تلميذَ لوفليان، فيُمكِنُهُ إستخدامُ دعمِ الساحِرِ الأعلى لتطويرِ نفسهِ بشكلٍ أكبر. وستُصبِحُ هذهِ الفضيحةُ أيضًا مُجردَ مسألةٍ تافهةٍ يجبُ التغاضي عنها.

 

 

عبِسَ يوجين، “لا أعتقِدُ أنَّني قد فعلتُ أيَّ شيءٍ يُمكِنُ إعتبارُهُ إنجازًا عظيمًا.”

حاولتْ تانيس إقناعَ غيلياد، “إذا حصلَ على الظروفِ المُناسِبة، يُمكِنُ لإيوارد أن يفعلَ ما هو أفضل مِن هذا. وهو يمتلِكُ الموهبةَ لذلِك. أنتَ تعرِفُ ذلِكَ أيضًا، صحيح يا عزيزي؟ لطالما كانَ إيوارد مولعًا بالكُتُبِ والسِحرِ منذُ أن صِغَرِه—”

بسببِ هذهِ الكلمات، إنفجر بلزاك بالضحك. 

“كفى”، سئِمَ غيلياد مِنَ الإستماعِ إلى مِثلِ هذا الكلام.

عبِسَ يوجين، “لا أعتقِدُ أنَّني قد فعلتُ أيَّ شيءٍ يُمكِنُ إعتبارُهُ إنجازًا عظيمًا.”

 

“نعم، إنه كذلك.”

هو يُدرِكُ جيدًا كيفَ قضى إيوارد أيامَهُ في آروث. إنَّ نتائجَ السنواتِ الأربعِ التي قضاها إيوارد هُنا أظهرتْ عدمَ جدواها وقيمتِها. على الرُغمِ من أنَّهُ قد حصلَ على كُلِ الراحةِ التي أرادَها وحصلَ على الكثيرِ مِنَ الدعم، إلا أنَّ قُدراتِ إيوارد السحرية لم تتجاوز الدائرةَ الثالِثة.

 

 

“بالتأكيدِ لن أسمحَ أبدًا لإيوارد بالبقاءِ مُحاصرًا في المنزلِ الرئيسي. أُفَضِلُ أن يبقى في منزِلِ عائلتي، حيثُ يُمكِنُهُ تعلمُ السحرِ دونَ خوفٍ مِنَ التعرُضِ للإضطهاد”، قالتْ تانيس، أظهرتْ كلماتُها الإخلاص المطلق.

وبالنظرِ إلى أنَّهُ قد تمَ تدريبُهُ على السيطرةِ على الطاقةِ السحريةِ مُنذُ صِغرِه، فهذا المُستوى يبدو مُروِعًا. هو بالكادِ يُمكِنُ أنْ يُطلَقَ عليهِ ساحِرًا في الدائرةِ الثالثة; لكِن، فهمُهُ ومهاراتُهُ في السِحر، هي في الواقعِ أسوأ مِن ذلِكَ بكثير.

 

 

“هذهِ فقط…إنَّها فقط حماقةُ الشباب”، إرتجَفتْ عيونُ تانيس لأنَّها حاولتْ بضُعفٍ إقناعَ نفسِها والآخرين.

قالَ غيلياد بصوتٍ مُتألِم: “في أكثرِ من ثلاثمائةِ عامٍ مِن تاريخِ عشيرة لايونهارت، لم يظهرْ أبدًا فردٌ واحِدٌ مِنَ العائلةِ الرئيسيةِ أصبحَ ساحِرًا أسودًا.”

‘نذلٌ مُثيرٌ للشفقة’

“هذهِ فقط…إنَّها فقط حماقةُ الشباب”، إرتجَفتْ عيونُ تانيس لأنَّها حاولتْ بضُعفٍ إقناعَ نفسِها والآخرين.

 

 

لكِن، بدلًا من الردِ على الفور، تبادلَ غيلياد النظرات مع يوجين “…أنا آسف، يوجين. هل يُمكِنُني أنْ أطلُبَ مِنكَ الخروجَ لمُدةِ دقيقة؟”

حاولتْ تانيس إقناعَ غيلياد، “إذا حصلَ على الظروفِ المُناسِبة، يُمكِنُ لإيوارد أن يفعلَ ما هو أفضل مِن هذا. وهو يمتلِكُ الموهبةَ لذلِك. أنتَ تعرِفُ ذلِكَ أيضًا، صحيح يا عزيزي؟ لطالما كانَ إيوارد مولعًا بالكُتُبِ والسِحرِ منذُ أن صِغَرِه—”

“نعم يا سيدي”، أحسَّ يوجين بالتردُدِ في الإستمرارِ بالإستماعِ إلى مثلِ هذهِ المُحادثةِ الصعبة. 

 

 

هذهِ حقيقةٌ لا يُمكِنُ إنكارُها. لسوء الحظ، لا يزالُ هُناكَ الكثيرُ مِنَ السحرةِ السود يتجولونَ بحُريةٍ في العالم، مُنتهكينَ الحظرَ المفروضَ على التجارُبِ البشرية. على الرُغمِ مِن أنَّ قوانين آروث وبرج السحر الأسود فرضتْ هذا الحظرَ بشدة، إلا أنَّ هُناكَ الكثير مِنَ الأماكِنِ التي تُمَكِنُ السحرةَ السود مِنَ الهروبِ مِن هذهِ القوانينِ الصارمةِ في هذا العالمِ الواسِع.

عندما نهضَ يوجين، نظرتْ إليهِ تانيس بغضبٍ “…قلتُ لكَ أنْ تقِفَ بجانِبِ إيوارد. على الرُغمِ مِن أنَّني طلبتُ مِنكَ رعايةَ أخيكَ الأكبر-!”

“إذا كانَ هذا حقًا من أجلِ إيوارد!” قفزت تانيس من مقعدِها مع هذا الصُراخِ الصاخِب. بينما تلهثُ من أجلِ التنفُس، نظرتْ بالتناوبِ إلى لوفليان وغيلياد. “ثم كانَ عليكَ التأكدُ من أنَّ إيوارد سيُصبِحُ تلميذَ لوفليان، بغضِ النظرِ عن أيِّ شيء…! لو كُنتَ قلِقًا حقًا على إيوارد مِن أنْ يسلُكَ الطريقُ الخطأ، فقد كانَ يجِبُ أنْ تُرسِلَ شخصًا لمُراقبةِ هذا الطفلِ والإهتمامِ به…!”

“تانيس”، إنفتحتْ عينا غيلياد على مصرعيها ونظرَ بغضبٍ إليها. “لم يفعل يوجين شيئًا خاطِئًا. فلماذا تُخرِجينَ غضبكِ عليه؟”

وبالنظرِ إلى أنَّهُ قد تمَ تدريبُهُ على السيطرةِ على الطاقةِ السحريةِ مُنذُ صِغرِه، فهذا المُستوى يبدو مُروِعًا. هو بالكادِ يُمكِنُ أنْ يُطلَقَ عليهِ ساحِرًا في الدائرةِ الثالثة; لكِن، فهمُهُ ومهاراتُهُ في السِحر، هي في الواقعِ أسوأ مِن ذلِكَ بكثير.

جادلتْ تانيس، “كان يُمكِنُ لهذا الشقي أنْ يوقِفَ إيوارد…! ولكِن، بدلًا من الإهتمامِ بالقضيةِ منذُ البداية، لقد إنتظرَ بهدوء وسَمَحَ للأشياء بالوصولِ إلى—!”

“أليسَ إيوارد أحدَ الأمثلةِ على ذلِك؟ إنَّهُ مُجردُ ساحِر، وليسَ ساحِرًا أسودًا. لقد حاولَ فقط إستخدامَ السِحرِ الأسودِ كوسيلةٍ لتحقيقِ أهدافِهِ الخاصة. هذهِ المُشكِلةُ مع إيوارد لم تبدأ بسببِ السحرِ الأسود، ولكِن بسببِ رغباتِهِ الخاصة.”

“لا تقولي كلِمةً أُخرى!” هدرَ غيلياد فجأةً.

‘نذلٌ مُثيرٌ للشفقة’

 

“سيكونُ مِنَ الصعبِ عليكَ التأهُلُ للقبولِ في آكرون بخطابِ توصيةٍ مِن سيدِ البُرجِ الأحمر. لأنَّهُ لسوء الحظِ بالنسبةِ لك، أيُها السير يوجين، فإنَّ أساتِذةَ البُرجِ الآخرين والسحرةَ المُشاركين في إتخاذِ القرارِ سيرفضونَكَ على أساسِ أنَّكَ تفتقِرُ للمؤهلاتِ اللازِمة.”

على الرُغمِ مِن أنَّ يوجين، الذي وقفَ هُناكَ بصبر، تساءلَ عما يجبُ أن يقوله، إلا أنَّهُ في النهايةِ لم يجرؤ على القيامِ بذلك وحنى رأسَهُ فقط.

“لا تقولي كلِمةً أُخرى!” هدرَ غيلياد فجأةً.

 

لم ترغب تانيس في تلقي سُخريةِ أنسيلا، ولا يزالُ هُناكَ وقتٌ لتحديدِ من سيكونُ البطريركَ التالي. على هذا النحو، بغضِ النظرِ عن الكيفية، فقد إحتاجَ إيوارد إلى تطويرِ قوةٍٍ كافية لترسيخِ آمالِهِ في المنصِب. إذا عادَ فقط إلى العائلةِ الرئيسيةِ هكذا، فسيكونُ مِنَ المُستحيلِ عليهِ قلبُ الطاولةِ على إخوتِه.

“سأخرُجُ الآن”، قالَ يوجين مُستديرًا للمُغادرة.

 

 

 

البقاء هُنا لمُجردِ العملِ كهدفٍ لكراهيةِ تانيس سيكونُ أمرًا مُرهِقًا. بعد أنْ غادرَ يوجين، نظرتْ تانيس إلى البابِ المُغلقِ وأخذتْ نفسًا عميقًا.

 

 

أكملتْ تانيس، “لأنَّهُ يعلَمُ أنَّهُ قد إرتكبَ خطًأ، فهو لن يفعلَ شيئًا كهذا مرةً أُخرى. إذا تعاملنا مع هذا كدرسٍ له، فقد يعملُ بجِدٍ أكبرَ مِنَ الآنَ فصاعِدًا. لذلِكَ ألا يُمكِنُنا فقط…؟”

“…رُبما أكونُ قد قُلتُ شيئًا غير لائق”، إعترفتْ تانيس. “لكِن، غيلياد، يُرجى إعادةُ النظر.”

 

“لن أُغيِّرَ قراري. على الرُغمِ مِن أنَّ إيوارد هو إبني، إلا إنَّ ما فعلَهُ هذا الطِفلُ قد شوهَ إسمَ العشيرة. لا يُمكِنُني السماحُ للصبي بالبقاء في آروث”.

 

 

لم تستطِع تانيس إلا أنْ تشعُرَ باليأس. بقيَّ سيان وسيل في المنزلِ الرئيسي. وبينما إيوارد في آروث، فسيان وسيل مشغولَينِ في الفوزِ بموافقةِ أفرادِ العائلةِ الرئيسية. والآن، مِنَ المُستحيلِ على الإبنِ الأكبر، الذي عادَ بعدَ التَسَبُبِ بفضيحة، أنْ يحصَلَ على موافقةِ أفرادِ العائلةِ الرئيسيين في هذهِ المرحلة.

“ولكِن ما هو المكانُ المُتبقي لطفلِنا في المنزلِ الرئيسي؟!” لم تَعُد تانيس تتوسلُ إلى زوجِها وبدلًا من ذلك بدأتْ تُنفِسُ عن كُلِ مشاعرِ الإستياء والإحباطِ تجاهه، “لم تفعلْ شيئا لتأمينِ موقفِ إيوارد. بدلًا مِن ذلِك، لقد إستَمَعتْ فقط إلى كُلِ مطلبٍ طلبتهُ أنسيلا اللعينة وأطفالُها، وكذلِكَ ذلِكَ الطفلُ المُتبنى الذي لا يُشارِكُ حتى قطرةَ دمٍ واحدةٍ معك…!”

“السير يوجين لايونهارت”، إستقبلَ بلزاك يوجين من حيثُ يَقِفُ على الجانبِ الآخرِ مِنَ الممر.

“…هل حقًا تُصدقينَ ما تقولينَهُ هذا؟” سألَ غيلياد بهدوء، يبدو أنَّ غضَبَهُ قد هدء. نظرَ إلى تانيس بعيونٍ مُحبطةٍ وقال: “لقد أعطيتُ أطفالي كُلَ ما طلبوه. لقد أرسلتُ إيوارد إلى آروث لأنَّهُ أرادَ أن يتعلمَ السِحر—”

‘نذلٌ مُثيرٌ للشفقة’

“إذا كانَ هذا حقًا من أجلِ إيوارد!” قفزت تانيس من مقعدِها مع هذا الصُراخِ الصاخِب. بينما تلهثُ من أجلِ التنفُس، نظرتْ بالتناوبِ إلى لوفليان وغيلياد. “ثم كانَ عليكَ التأكدُ من أنَّ إيوارد سيُصبِحُ تلميذَ لوفليان، بغضِ النظرِ عن أيِّ شيء…! لو كُنتَ قلِقًا حقًا على إيوارد مِن أنْ يسلُكَ الطريقُ الخطأ، فقد كانَ يجِبُ أنْ تُرسِلَ شخصًا لمُراقبةِ هذا الطفلِ والإهتمامِ به…!”

 

“رجاءً، توقفي فقط”، أطلقَ غيلياد تنهيدةً طويلةً وأسقطَ وجهَهُ في يديه.

“حسنًا، قد تكونُ على حقٍ في ذلك، ولكن….” وافق يوجين بتردُد.

 

إذا عادوا إلى المنزلِ الرئيسي هكذا، فإنَّ جميعَ خُطَطِها سوفَ تَفسُد. سيتِمُ دفعُ إيوارد مِن منصِبِهِ من قبلِ التوائم، وتانيس من قبلِ أنسيلا، وتحويلِهُما إلى زوجٍ من الشخصياتِ الثانوية.

مُراقبة وإهتمام؟ أليسَ هذا هو السببُ الذي جعلَ إيوارد يكرهُ مِثلَ هذهِ القيودِ لدرجةِ أنَّهُ غادرَ المنزِلَ الرئيسي وذهبَ إلى آروث في المقامِ الأول؟ لقد وضعَ غيلياد ثقتَهُ في إبنهِ الأكبر. وبما أنَّ إيوارد ظلَّ يُراقَبُ بإستمرارٍ ويُحَمَلُ التوقعاتَ طوالَ حياتِه، فقد إعتقدَ غيلياد أنَّهُ بمُجردِ وصولِهِ إلى آروث، سيكونُ قادِرًا على التَمَتُعِ بحياةٍ أفضل، ويعيشُ بمُفردِه.

لهذا السبَبِ تمَ إرسالُ إيوارد إلى آروث في المقامِ الأول. نظرًا لأنَّهُ لم يتمكن مِنَ الحصول على أي إعترافٍ به مِن خلالِ البقاء في المنزلِ الرئيسي، فقد أرادتهُ تانيس أنْ يفوزَ بموافقةِ الآخرينَ في آروث. لقد آمَلَتْ أنَّهُ مِن خلالِ أن يُصبِحَ تلميذًا لسيدِ البُرجِ الأحمرِ ويتفاعل مع السَحَرةِ البارِزين الآخرين، سيكونُ قادِرًا على تكوينِ روابطٍ والحصولِ على قوةٍ لن تكونَ مُتاحةً له في المنزلِ الرئيسي.

 

“أليسَ إيوارد أحدَ الأمثلةِ على ذلِك؟ إنَّهُ مُجردُ ساحِر، وليسَ ساحِرًا أسودًا. لقد حاولَ فقط إستخدامَ السِحرِ الأسودِ كوسيلةٍ لتحقيقِ أهدافِهِ الخاصة. هذهِ المُشكِلةُ مع إيوارد لم تبدأ بسببِ السحرِ الأسود، ولكِن بسببِ رغباتِهِ الخاصة.”

الشائعاتُ حولَ إقتراب إيوارد من الشيطاناتِ والشياطين—قد وصَلَتْ إلى غيلياد بالفعل. ولكِن مع هذا فقط…إنَّهُ شيءٌ ما زال غيلياد يستطيعُ التسامُحَ معه.

على الرُغمِ مِن أنَّ يوجين، الذي وقفَ هُناكَ بصبر، تساءلَ عما يجبُ أن يقوله، إلا أنَّهُ في النهايةِ لم يجرؤ على القيامِ بذلك وحنى رأسَهُ فقط.

 

“ولكِن ما هو المكانُ المُتبقي لطفلِنا في المنزلِ الرئيسي؟!” لم تَعُد تانيس تتوسلُ إلى زوجِها وبدلًا من ذلك بدأتْ تُنفِسُ عن كُلِ مشاعرِ الإستياء والإحباطِ تجاهه، “لم تفعلْ شيئا لتأمينِ موقفِ إيوارد. بدلًا مِن ذلِك، لقد إستَمَعتْ فقط إلى كُلِ مطلبٍ طلبتهُ أنسيلا اللعينة وأطفالُها، وكذلِكَ ذلِكَ الطفلُ المُتبنى الذي لا يُشارِكُ حتى قطرةَ دمٍ واحدةٍ معك…!”

ومع ذلِك، السِحرُ الأسودُ والمُخدراتُ يتجاوزانِ الحدودَ كثيرًا.

“لكن حتى لو فعلتَ ذلِك، لا يُمكِنُني أنْ أعِدكَ بأن أكونَ صديقًا لك، سيدُ البُرجِ بلزاك”، حذره يوجين.

 

 

“من فضلِكِ لا تجلبي المزيدَ مِنَ العارِ على عشيرة لايونهارت…وعلي” ترجاها غيلياد.

“ولكِن ما هو المكانُ المُتبقي لطفلِنا في المنزلِ الرئيسي؟!” لم تَعُد تانيس تتوسلُ إلى زوجِها وبدلًا من ذلك بدأتْ تُنفِسُ عن كُلِ مشاعرِ الإستياء والإحباطِ تجاهه، “لم تفعلْ شيئا لتأمينِ موقفِ إيوارد. بدلًا مِن ذلِك، لقد إستَمَعتْ فقط إلى كُلِ مطلبٍ طلبتهُ أنسيلا اللعينة وأطفالُها، وكذلِكَ ذلِكَ الطفلُ المُتبنى الذي لا يُشارِكُ حتى قطرةَ دمٍ واحدةٍ معك…!”

 

“رجاءً، توقفي فقط”، أطلقَ غيلياد تنهيدةً طويلةً وأسقطَ وجهَهُ في يديه.

صرختْ تانيس، “عار؟ يكفي من سخافاتِك. إذا عادَ إلى المنزلِ الرئيسي هكذا، سأكونُ الشخص الذي لا يستطيعُ تحمُلَ العار. أُفضِلُ الموتَ على رؤيةِ ذلِكَ يحدُث.”

 

حاولَ غيلياد إقناعَها، “لا أعتقِدُ أنَّ البقاء في آروث سيكونُ جيدًا لإيوارد أيضًا. وإذا إستمرتْ رغبتُهُ في تعلُمِ السِحر، فعندئذٍ في المنزلِ الرئيسي، يُمكِنُنا—”

بدلًا من حنيِّ رأسِهِ لإلقاء التحية، أمال يوجين رأسَهُ بعيدًا نحو الزاويةِ كوسيلةٍ لإظهارِ إستيائهِ علنًا. عِندَ رؤيةِ ردِّ الفعلِ هذا، إبتسمَ بلزاك فقط.

رفضت تانيس الإستسلام: “بما أنَّكَ مُصمِمٌ على إعادةِ إيوارد معك، فسآخذُ إيوارد إلى منزلِ عائلتي معي”.

قالَ غيلياد بصوتٍ مُتألِم: “في أكثرِ من ثلاثمائةِ عامٍ مِن تاريخِ عشيرة لايونهارت، لم يظهرْ أبدًا فردٌ واحِدٌ مِنَ العائلةِ الرئيسيةِ أصبحَ ساحِرًا أسودًا.”

 

“لكِنَ السحرةَ السود ليسوا الوحيدين، صحيح؟” أشار بلزاك إلى ذلِكَ وكَشَفَ عن إبتسامتِهِ. “يُمكِنُ للسحرةِ بسهولةٍ التضحيةُ بشيءٍ مِثلَ الأخلاقِ من أجلِ إرضاء فضولِهِم ورغباتِهِم. أو، بعبارةٍ بسيطة، هُناكَ أضعافٌ مِنَ السحرةِ الغريبين مما يوجدُ مِنَ السحرةِ السود.”

إذا عادوا إلى المنزلِ الرئيسي هكذا، فإنَّ جميعَ خُطَطِها سوفَ تَفسُد. سيتِمُ دفعُ إيوارد مِن منصِبِهِ من قبلِ التوائم، وتانيس من قبلِ أنسيلا، وتحويلِهُما إلى زوجٍ من الشخصياتِ الثانوية.

“أنا أضعُ إهتمامًا كبيرًا في موهِبَتِكَ يا يوجين. إضافةً لذلِك، حسنًا، هذا ليسَ السببَ الوحيد….” نظر بلزاك إلى البابِ المُغلقِ قبل الإستمرارِ في الكلام، “عامِلٌ آخر هو أنَّني لا أملِكُ علاقةً جيدةً مع سيد البُرجِ لوفليان. على الرُغمِ مِن أنَّني لا أحمِلُ أيَّ مشاعرٍ سيئةٍ تجاهَه، إلا أنَّ سيدَ البُرجِ الأحمر يكرهُني لمُجردِ أنَّني ساحِرٌ أسود. علاوةً على ذلِك، أشعرُ أنَّني قد أتلقى عداوةَ عشيرةِ لايونهارت بسببِ هذا الحادِث….”

 

حاولَ غيلياد إقناعَها، “لا أعتقِدُ أنَّ البقاء في آروث سيكونُ جيدًا لإيوارد أيضًا. وإذا إستمرتْ رغبتُهُ في تعلُمِ السِحر، فعندئذٍ في المنزلِ الرئيسي، يُمكِنُنا—”

“بالتأكيدِ لن أسمحَ أبدًا لإيوارد بالبقاءِ مُحاصرًا في المنزلِ الرئيسي. أُفَضِلُ أن يبقى في منزِلِ عائلتي، حيثُ يُمكِنُهُ تعلمُ السحرِ دونَ خوفٍ مِنَ التعرُضِ للإضطهاد”، قالتْ تانيس، أظهرتْ كلماتُها الإخلاص المطلق.

 

 

 

لم ترغب تانيس في تلقي سُخريةِ أنسيلا، ولا يزالُ هُناكَ وقتٌ لتحديدِ من سيكونُ البطريركَ التالي. على هذا النحو، بغضِ النظرِ عن الكيفية، فقد إحتاجَ إيوارد إلى تطويرِ قوةٍٍ كافية لترسيخِ آمالِهِ في المنصِب. إذا عادَ فقط إلى العائلةِ الرئيسيةِ هكذا، فسيكونُ مِنَ المُستحيلِ عليهِ قلبُ الطاولةِ على إخوتِه.

 

 

“نعم. وبصراحة، حتى لو كَتَبتُ لكَ خطابَ توصيةٍ يدعمُ إقتراحَ سيد البُرجِ لوفليان….حسناً، لا أتوقعُ أن يكونَ ذلِكَ وحدهُ كافيًا لجعلِكَ تُحِبُني، ولكِن، ألن يُقلِلَ على الأقلِ من كُرهِكَ لي؟ وسوفَ أُظهِرُ أيضًا إخلاصي للحصولِ رِضا عشيرةِ لايونهارت.”

“…لو إنَّ هذا هو ما تُريدينه…” تنهد غيلياد مُغلِقًا عينيه. لم يستطِع أن يُقرِرَ أيَّ مسارٍ هو الصحيح، لذلك إستسلم، “…طالما يوافِقُ إيوارد، يُمكِنُكِ أنْ تفعلي ما يحلو لك.”

 

هذا هو الشيء الوحيدُ الذي أمكَنَهُ قولُه.

حاولَ غيلياد إقناعَها، “لا أعتقِدُ أنَّ البقاء في آروث سيكونُ جيدًا لإيوارد أيضًا. وإذا إستمرتْ رغبتُهُ في تعلُمِ السِحر، فعندئذٍ في المنزلِ الرئيسي، يُمكِنُنا—”

 

أجابَ يوجين بعبوس: “لو أردتَ كتابةَ توصيةٍ لي، فسأقبلُ بكُلِ سرورٍ مُساعدَتَك”.

* * *

 

“السير يوجين لايونهارت”، إستقبلَ بلزاك يوجين من حيثُ يَقِفُ على الجانبِ الآخرِ مِنَ الممر.

فَكَرَتْ إنَّهُ يجبُ أن يبقى إيوارد بطريقةٍ ما في آروث. إذا صارَ تلميذَ لوفليان، فيُمكِنُهُ إستخدامُ دعمِ الساحِرِ الأعلى لتطويرِ نفسهِ بشكلٍ أكبر. وستُصبِحُ هذهِ الفضيحةُ أيضًا مُجردَ مسألةٍ تافهةٍ يجبُ التغاضي عنها.

 

“…لو إنَّ هذا هو ما تُريدينه…” تنهد غيلياد مُغلِقًا عينيه. لم يستطِع أن يُقرِرَ أيَّ مسارٍ هو الصحيح، لذلك إستسلم، “…طالما يوافِقُ إيوارد، يُمكِنُكِ أنْ تفعلي ما يحلو لك.”

على الرُغمِ مِن أنَّ الرجُلَ قد غادرَ الغُرفةَ أولًا، إلا أنَّهُ لم يُغادِر على الفور وإختارَ بدلًا مِن ذلِكَ إنتظارَ يوجين.

 

 

بدلًا من حنيِّ رأسِهِ لإلقاء التحية، أمال يوجين رأسَهُ بعيدًا نحو الزاويةِ كوسيلةٍ لإظهارِ إستيائهِ علنًا. عِندَ رؤيةِ ردِّ الفعلِ هذا، إبتسمَ بلزاك فقط.

“في ظلِّ هذهِ الظروف، لم نتمكن مِنَ التحدُثِ بشكلٍ مُريح على الرُغمِ مِن أنَّ هذا هو إجتماعُنا الأول”، قال بلزاك.

“أليسَ إيوارد أحدَ الأمثلةِ على ذلِك؟ إنَّهُ مُجردُ ساحِر، وليسَ ساحِرًا أسودًا. لقد حاولَ فقط إستخدامَ السِحرِ الأسودِ كوسيلةٍ لتحقيقِ أهدافِهِ الخاصة. هذهِ المُشكِلةُ مع إيوارد لم تبدأ بسببِ السحرِ الأسود، ولكِن بسببِ رغباتِهِ الخاصة.”

 

“غيلياد”، بعدَ أنْ نظرتْ بغضبٍ نحو لوفليان، إلتَفَتَتْ تانيس إلى زوجِها. “نحنُ لسنا بحاجةٍ حقًا لأخذِ إيوارد معنا، صحيح؟ إيوارد لم…يبدأ حقًا في تعلُمِ السِحرِ الأسود. لقد قامَ فقط بالمُحاولة، هذا كُلُ شيء.”

أجاب يوجين بصراحة، “ليسَ لديَّ أيُّ رغبةٍ في إجراء مُحادثةٍ مُريحةٍ معك، سيدُ البُرج.”

إعترف يوجين بصراحة: “ليس فقط سيدُ البُرجِ الأسودِ هو الذي لا يُعجِبُني؛ فأنا أحتقِرُ كُلَ السحرةِ السود”.

بدلًا من حنيِّ رأسِهِ لإلقاء التحية، أمال يوجين رأسَهُ بعيدًا نحو الزاويةِ كوسيلةٍ لإظهارِ إستيائهِ علنًا. عِندَ رؤيةِ ردِّ الفعلِ هذا، إبتسمَ بلزاك فقط.

“آملُ فقط أن توافِقَ على عدمِ توجيهِ كراهيتِكَ للسحرِ الأسود إلي”، مع ضحكةٍ مكتومة، سار بلزاك إلى يوجين وعرضَ يده. “لقد سمِعتُ الكثيرَ عنك أيُها السير يوجين. فَــأدائُكَ في حفلِ إستمرارِ السُلالة هو أمرٌ مشهورٌ منذُ عدةِ سنواتٍ حتى الآن…ولقد سمِعتُ أيضًا أنكَ مؤخرًا قد أظهرتَ بعضَ الإنجازاتِ العظيمةِ في السحرِ كذلِك.”

 

“حسنًا، قد تكونُ على حقٍ في ذلك، ولكن….” وافق يوجين بتردُد.

“يبدو أنكَ لا تُحِبُني كثيرًا”، قال بلزاك.

“نعم يا سيدي”، أحسَّ يوجين بالتردُدِ في الإستمرارِ بالإستماعِ إلى مثلِ هذهِ المُحادثةِ الصعبة. 

 

رفضت تانيس الإستسلام: “بما أنَّكَ مُصمِمٌ على إعادةِ إيوارد معك، فسآخذُ إيوارد إلى منزلِ عائلتي معي”.

إعترف يوجين بصراحة: “ليس فقط سيدُ البُرجِ الأسودِ هو الذي لا يُعجِبُني؛ فأنا أحتقِرُ كُلَ السحرةِ السود”.

 

 

أجابَ يوجين بعبوس: “لو أردتَ كتابةَ توصيةٍ لي، فسأقبلُ بكُلِ سرورٍ مُساعدَتَك”.

“هل هذا صحيح؟ أستطيعُ أنْ أتفهمَ لماذا. على الرُغمِ مِن مرورِ ثلاثمائةِ عام، إلا أنَّ تصورَ الجمهورِ عن السِحرِ الأسودِ لا يزالُ غيرَ لطيفٍ للغاية”، كما قال هذا، أكملَ بلزاك. “بصفتي ساحِرًا أسودًا، لا يَسَعُني إلا أن أشعُرَ أنَّهُ أمرٌ مؤسِف. على الرُغمِ مِن أنَّهُ قد يبدو غيرَ موثوقٍ عند قولهِ بنفسي، لكِنَني لم أفعلْ أيَّ شيءٍ خاطِئ.” 

“لن أُغيِّرَ قراري. على الرُغمِ مِن أنَّ إيوارد هو إبني، إلا إنَّ ما فعلَهُ هذا الطِفلُ قد شوهَ إسمَ العشيرة. لا يُمكِنُني السماحُ للصبي بالبقاء في آروث”.

ردَّ يوجين، “حتى لو لم يرتكِب سيدُ البُرجِ الأسود بنفسهِ خطًأ، إلا أنَّهُ ألا يوجدُ الكثيرُ مِنَ السحرةِ السودِ الذين يتجولونَ فاعلينَ كُلَ أنواعِ الأفعالِ الشريرة؟”

هذهِ حقيقةٌ لا يُمكِنُ إنكارُها. لسوء الحظ، لا يزالُ هُناكَ الكثيرُ مِنَ السحرةِ السود يتجولونَ بحُريةٍ في العالم، مُنتهكينَ الحظرَ المفروضَ على التجارُبِ البشرية. على الرُغمِ مِن أنَّ قوانين آروث وبرج السحر الأسود فرضتْ هذا الحظرَ بشدة، إلا أنَّ هُناكَ الكثير مِنَ الأماكِنِ التي تُمَكِنُ السحرةَ السود مِنَ الهروبِ مِن هذهِ القوانينِ الصارمةِ في هذا العالمِ الواسِع.

 

 

 

“لكِنَ السحرةَ السود ليسوا الوحيدين، صحيح؟” أشار بلزاك إلى ذلِكَ وكَشَفَ عن إبتسامتِهِ. “يُمكِنُ للسحرةِ بسهولةٍ التضحيةُ بشيءٍ مِثلَ الأخلاقِ من أجلِ إرضاء فضولِهِم ورغباتِهِم. أو، بعبارةٍ بسيطة، هُناكَ أضعافٌ مِنَ السحرةِ الغريبين مما يوجدُ مِنَ السحرةِ السود.”

هو يُدرِكُ جيدًا كيفَ قضى إيوارد أيامَهُ في آروث. إنَّ نتائجَ السنواتِ الأربعِ التي قضاها إيوارد هُنا أظهرتْ عدمَ جدواها وقيمتِها. على الرُغمِ من أنَّهُ قد حصلَ على كُلِ الراحةِ التي أرادَها وحصلَ على الكثيرِ مِنَ الدعم، إلا أنَّ قُدراتِ إيوارد السحرية لم تتجاوز الدائرةَ الثالِثة.

“حسنًا، قد تكونُ على حقٍ في ذلك، ولكن….” وافق يوجين بتردُد.

“أنا فخورٌ جدًا بكوني ساحِرًا أسودًا” إستُثيرت العيونُ المُخبأةً وراء نظاراتِه وقال: “إن وجودَ ساحِرٍ أسودَ غيرُ كُفءٍ هو مُجردُ عارٍ على السِحرِ الأسود. حتى لو إنَّهُ الإبنُ الأكبرُ لعشيرةِ لايونهارت، طالما أنَّهُ لا يمتلِكُ موهبةً مُذهلة، فلن أُفكِرَ أبدًا في منحهِ فُرصةً للإنضمامِ إلينا. هل هذا يكفي للإجابةِ على سؤالِك؟”

 

 

“أليسَ إيوارد أحدَ الأمثلةِ على ذلِك؟ إنَّهُ مُجردُ ساحِر، وليسَ ساحِرًا أسودًا. لقد حاولَ فقط إستخدامَ السِحرِ الأسودِ كوسيلةٍ لتحقيقِ أهدافِهِ الخاصة. هذهِ المُشكِلةُ مع إيوارد لم تبدأ بسببِ السحرِ الأسود، ولكِن بسببِ رغباتِهِ الخاصة.”

 

“ما الذي تُريدُ أن تسمعَهُ مني بالضبط؟” سألَ يوجين بفارغِ الصبر.

هذا هو الشيء الوحيدُ الذي أمكَنَهُ قولُه.

 

“أنا أضعُ إهتمامًا كبيرًا في موهِبَتِكَ يا يوجين. إضافةً لذلِك، حسنًا، هذا ليسَ السببَ الوحيد….” نظر بلزاك إلى البابِ المُغلقِ قبل الإستمرارِ في الكلام، “عامِلٌ آخر هو أنَّني لا أملِكُ علاقةً جيدةً مع سيد البُرجِ لوفليان. على الرُغمِ مِن أنَّني لا أحمِلُ أيَّ مشاعرٍ سيئةٍ تجاهَه، إلا أنَّ سيدَ البُرجِ الأحمر يكرهُني لمُجردِ أنَّني ساحِرٌ أسود. علاوةً على ذلِك، أشعرُ أنَّني قد أتلقى عداوةَ عشيرةِ لايونهارت بسببِ هذا الحادِث….”

“آملُ فقط أن توافِقَ على عدمِ توجيهِ كراهيتِكَ للسحرِ الأسود إلي”، مع ضحكةٍ مكتومة، سار بلزاك إلى يوجين وعرضَ يده. “لقد سمِعتُ الكثيرَ عنك أيُها السير يوجين. فَــأدائُكَ في حفلِ إستمرارِ السُلالة هو أمرٌ مشهورٌ منذُ عدةِ سنواتٍ حتى الآن…ولقد سمِعتُ أيضًا أنكَ مؤخرًا قد أظهرتَ بعضَ الإنجازاتِ العظيمةِ في السحرِ كذلِك.”

“ما الذي تُريدُ أن تسمعَهُ مني بالضبط؟” سألَ يوجين بفارغِ الصبر.

عبِسَ يوجين، “لا أعتقِدُ أنَّني قد فعلتُ أيَّ شيءٍ يُمكِنُ إعتبارُهُ إنجازًا عظيمًا.”

 

“ألم تجعل سيدَ البُرجِ الأحمرِ يَكتِبُ لكَ خطابَ توصيةٍ لآكرون؟” رفع بلزاك جبينه. “هذا وحدهُ يجبُ أنْ يعني أنَّ إنجازاتِكَ هي كبيرةٌ بما يكفي لتَستَحِقَ مِثلَ هذا التقدير، أيُها السير يوجين.”

“طالما أنَّكَ لا تكرهُني بقدرِ ما تكرهُني الآن، فسيكونُ ذلِكَ كافيًا.” بإبتسامةٍ عريضة، تراجع بلزاك، مما سمح ليوجين بالمغادرة “هذا كُلُ ما أردتُ قولَه. أعتذِرُ عن إبقائِكَ هُنا.”

رفضَ يوجين أن يُصافِحَ يدَ بلزاك الممدودة. أثناء إنزالِ يدهِ لأسفل، حدقَ بلزاك في يوجين. ثُمَ غيرَ الموضوع، على الرُغمِ مِن أنَّني لم أتمكن مِن إخبارِكَ بهذا داخلَ الغرفة، إلا أن جزءًا مِنَ المسؤولية التي قَرَرتُ تحمُلَها عن هذا الحادِثِ ينطوي عليكَ أيضًا، السير يوجين.”

 

“…ماذا تَقصِدُ بذلِك؟” سألَ يوجين بحَذَر.

هو يُدرِكُ جيدًا كيفَ قضى إيوارد أيامَهُ في آروث. إنَّ نتائجَ السنواتِ الأربعِ التي قضاها إيوارد هُنا أظهرتْ عدمَ جدواها وقيمتِها. على الرُغمِ من أنَّهُ قد حصلَ على كُلِ الراحةِ التي أرادَها وحصلَ على الكثيرِ مِنَ الدعم، إلا أنَّ قُدراتِ إيوارد السحرية لم تتجاوز الدائرةَ الثالِثة.

 

“تسك” تذكرَ يوجين مشهدَ إيوارد وهو يرتجِفُ بينما تَتَدَفَقُ الدموعُ على وجهِه.

“سيكونُ مِنَ الصعبِ عليكَ التأهُلُ للقبولِ في آكرون بخطابِ توصيةٍ مِن سيدِ البُرجِ الأحمر. لأنَّهُ لسوء الحظِ بالنسبةِ لك، أيُها السير يوجين، فإنَّ أساتِذةَ البُرجِ الآخرين والسحرةَ المُشاركين في إتخاذِ القرارِ سيرفضونَكَ على أساسِ أنَّكَ تفتقِرُ للمؤهلاتِ اللازِمة.”

“رجاءً، توقفي فقط”، أطلقَ غيلياد تنهيدةً طويلةً وأسقطَ وجهَهُ في يديه.

“وماذا في ذلك؟ هل تقولُ أنَّكَ ستكتِبُ لي خطابَ توصيةٍ أيضًا، سيدُ البُرجِ بلزاك؟”

البقاء هُنا لمُجردِ العملِ كهدفٍ لكراهيةِ تانيس سيكونُ أمرًا مُرهِقًا. بعد أنْ غادرَ يوجين، نظرتْ تانيس إلى البابِ المُغلقِ وأخذتْ نفسًا عميقًا.

“أنا أضعُ إهتمامًا كبيرًا في موهِبَتِكَ يا يوجين. إضافةً لذلِك، حسنًا، هذا ليسَ السببَ الوحيد….” نظر بلزاك إلى البابِ المُغلقِ قبل الإستمرارِ في الكلام، “عامِلٌ آخر هو أنَّني لا أملِكُ علاقةً جيدةً مع سيد البُرجِ لوفليان. على الرُغمِ مِن أنَّني لا أحمِلُ أيَّ مشاعرٍ سيئةٍ تجاهَه، إلا أنَّ سيدَ البُرجِ الأحمر يكرهُني لمُجردِ أنَّني ساحِرٌ أسود. علاوةً على ذلِك، أشعرُ أنَّني قد أتلقى عداوةَ عشيرةِ لايونهارت بسببِ هذا الحادِث….”

الشائعاتُ حولَ إقتراب إيوارد من الشيطاناتِ والشياطين—قد وصَلَتْ إلى غيلياد بالفعل. ولكِن مع هذا فقط…إنَّهُ شيءٌ ما زال غيلياد يستطيعُ التسامُحَ معه.

“لذلك، أنتَ تقولُ أنَّكَ ستكتِبُ لي خطابَ توصية؟”

“…لو إنَّ هذا هو ما تُريدينه…” تنهد غيلياد مُغلِقًا عينيه. لم يستطِع أن يُقرِرَ أيَّ مسارٍ هو الصحيح، لذلك إستسلم، “…طالما يوافِقُ إيوارد، يُمكِنُكِ أنْ تفعلي ما يحلو لك.”

“نعم. وبصراحة، حتى لو كَتَبتُ لكَ خطابَ توصيةٍ يدعمُ إقتراحَ سيد البُرجِ لوفليان….حسناً، لا أتوقعُ أن يكونَ ذلِكَ وحدهُ كافيًا لجعلِكَ تُحِبُني، ولكِن، ألن يُقلِلَ على الأقلِ من كُرهِكَ لي؟ وسوفَ أُظهِرُ أيضًا إخلاصي للحصولِ رِضا عشيرةِ لايونهارت.”

 

أجابَ يوجين بعبوس: “لو أردتَ كتابةَ توصيةٍ لي، فسأقبلُ بكُلِ سرورٍ مُساعدَتَك”.

إذا عادوا إلى المنزلِ الرئيسي هكذا، فإنَّ جميعَ خُطَطِها سوفَ تَفسُد. سيتِمُ دفعُ إيوارد مِن منصِبِهِ من قبلِ التوائم، وتانيس من قبلِ أنسيلا، وتحويلِهُما إلى زوجٍ من الشخصياتِ الثانوية.

 

بسببِ هذهِ الكلمات، إنفجر بلزاك بالضحك. 

على الرُغمِ من أنَّهُ لم يُحِب السحرةَ السود، إلا أنَّ هذا لا يعني أنَّهُ يعتقِدُ أن كراهيتَهُ يجبُ أن تمتَدُ إلى الهدايا التي يُقدِمونَها.

الشائعاتُ حولَ إقتراب إيوارد من الشيطاناتِ والشياطين—قد وصَلَتْ إلى غيلياد بالفعل. ولكِن مع هذا فقط…إنَّهُ شيءٌ ما زال غيلياد يستطيعُ التسامُحَ معه.

 

“من فضلِكِ لا تجلبي المزيدَ مِنَ العارِ على عشيرة لايونهارت…وعلي” ترجاها غيلياد.

“لكن حتى لو فعلتَ ذلِك، لا يُمكِنُني أنْ أعِدكَ بأن أكونَ صديقًا لك، سيدُ البُرجِ بلزاك”، حذره يوجين.

رفضت تانيس الإستسلام: “بما أنَّكَ مُصمِمٌ على إعادةِ إيوارد معك، فسآخذُ إيوارد إلى منزلِ عائلتي معي”.

 

“…ماذا تَقصِدُ بذلِك؟” سألَ يوجين بحَذَر.

“طالما أنَّكَ لا تكرهُني بقدرِ ما تكرهُني الآن، فسيكونُ ذلِكَ كافيًا.” بإبتسامةٍ عريضة، تراجع بلزاك، مما سمح ليوجين بالمغادرة “هذا كُلُ ما أردتُ قولَه. أعتذِرُ عن إبقائِكَ هُنا.”

“…رُبما أكونُ قد قُلتُ شيئًا غير لائق”، إعترفتْ تانيس. “لكِن، غيلياد، يُرجى إعادةُ النظر.”

“هل حقًا ليسَ لديكَ أيُّ شيءٍ مع قضيةِ أخي الأكبر؟” عندما مرَّ بلزاك، قررَ يوجين طرحَ هذا السؤالِ علانيةً.

لهذا السبَبِ تمَ إرسالُ إيوارد إلى آروث في المقامِ الأول. نظرًا لأنَّهُ لم يتمكن مِنَ الحصول على أي إعترافٍ به مِن خلالِ البقاء في المنزلِ الرئيسي، فقد أرادتهُ تانيس أنْ يفوزَ بموافقةِ الآخرينَ في آروث. لقد آمَلَتْ أنَّهُ مِن خلالِ أن يُصبِحَ تلميذًا لسيدِ البُرجِ الأحمرِ ويتفاعل مع السَحَرةِ البارِزين الآخرين، سيكونُ قادِرًا على تكوينِ روابطٍ والحصولِ على قوةٍ لن تكونَ مُتاحةً له في المنزلِ الرئيسي.

 

على الرُغمِ من أنَّهُ لم يُحِب السحرةَ السود، إلا أنَّ هذا لا يعني أنَّهُ يعتقِدُ أن كراهيتَهُ يجبُ أن تمتَدُ إلى الهدايا التي يُقدِمونَها.

بسببِ هذهِ الكلمات، إنفجر بلزاك بالضحك. 

هذهِ حقيقةٌ لا يُمكِنُ إنكارُها. لسوء الحظ، لا يزالُ هُناكَ الكثيرُ مِنَ السحرةِ السود يتجولونَ بحُريةٍ في العالم، مُنتهكينَ الحظرَ المفروضَ على التجارُبِ البشرية. على الرُغمِ مِن أنَّ قوانين آروث وبرج السحر الأسود فرضتْ هذا الحظرَ بشدة، إلا أنَّ هُناكَ الكثير مِنَ الأماكِنِ التي تُمَكِنُ السحرةَ السود مِنَ الهروبِ مِن هذهِ القوانينِ الصارمةِ في هذا العالمِ الواسِع.

 

 

“أنا فخورٌ جدًا بكوني ساحِرًا أسودًا” إستُثيرت العيونُ المُخبأةً وراء نظاراتِه وقال: “إن وجودَ ساحِرٍ أسودَ غيرُ كُفءٍ هو مُجردُ عارٍ على السِحرِ الأسود. حتى لو إنَّهُ الإبنُ الأكبرُ لعشيرةِ لايونهارت، طالما أنَّهُ لا يمتلِكُ موهبةً مُذهلة، فلن أُفكِرَ أبدًا في منحهِ فُرصةً للإنضمامِ إلينا. هل هذا يكفي للإجابةِ على سؤالِك؟”

“بالتأكيدِ لن أسمحَ أبدًا لإيوارد بالبقاءِ مُحاصرًا في المنزلِ الرئيسي. أُفَضِلُ أن يبقى في منزِلِ عائلتي، حيثُ يُمكِنُهُ تعلمُ السحرِ دونَ خوفٍ مِنَ التعرُضِ للإضطهاد”، قالتْ تانيس، أظهرتْ كلماتُها الإخلاص المطلق.

“نعم، إنه كذلك.”

 

“تسك” تذكرَ يوجين مشهدَ إيوارد وهو يرتجِفُ بينما تَتَدَفَقُ الدموعُ على وجهِه.

“تانيس”، إنفتحتْ عينا غيلياد على مصرعيها ونظرَ بغضبٍ إليها. “لم يفعل يوجين شيئًا خاطِئًا. فلماذا تُخرِجينَ غضبكِ عليه؟”

 

“…هل حقًا تُصدقينَ ما تقولينَهُ هذا؟” سألَ غيلياد بهدوء، يبدو أنَّ غضَبَهُ قد هدء. نظرَ إلى تانيس بعيونٍ مُحبطةٍ وقال: “لقد أعطيتُ أطفالي كُلَ ما طلبوه. لقد أرسلتُ إيوارد إلى آروث لأنَّهُ أرادَ أن يتعلمَ السِحر—”

‘نذلٌ مُثيرٌ للشفقة’

“من فضلِكِ لا تجلبي المزيدَ مِنَ العارِ على عشيرة لايونهارت…وعلي” ترجاها غيلياد.

إعترف يوجين بصراحة: “ليس فقط سيدُ البُرجِ الأسودِ هو الذي لا يُعجِبُني؛ فأنا أحتقِرُ كُلَ السحرةِ السود”.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط