غيلياد (1)
الفصل 9: غيلياد (1)
ترددت نينا لبضع لحظات قبل إخراج منديل من جيبها ومسحت ذراعي وساقي يوجين. حتى مع هذا، لم تتلاشى الرائحة الشديدة لعرقه، لذلك أخرجت بعض العطور ورشتها على يوجين.
لم يكن لدى يوجين أدنى رغبة في الاقتراب بشكلٍ خاص من أي من الأطفال الآخرين من السلالات الجانبية الثانوية. ليس وكأنه لم يشاركهم أي شعور بالإنتماء، لكن بصراحة، لم يكن لديهم أي شيء يستحق إهتمامه.
تجولت نظرته الرائعة على الأطفال من السلالات الجانبية. استقام الأطفال على الفور، وابتلعوا لعابهم بخوف. لم يفعل يوجين مثلهم. نظر غيلياد إليهم فقط، فلماذا التصرف وكأن أرواحهم ستترك أجسادهم؟
تجمع الجميع حول طاولة طويلة مستطيلة في غرفة الطعام. بدأ أطفال السلالات الجانبية يجلسون في أحد أطراف الطاولة.
الأول، الذي كان في الحادية عشرة من عمره، ثم هانسن، الذي كان في الرابعة عشرة من عمره، وأخيرًا جوريس، في العاشرة من عمره—وصل هؤلاء الأطفال الثلاثة من عائلات ثانوية واحدًا تلو الأخر. بينما تبادل التحيات معهم ، و في رأسه، جَمَعَ هؤلاء الثلاثة معًا تحت هويةٍ واحدة.
‘وااه…’ قال يوجين لنفسه، مذهولًا من المنظر.
‘ومن خلفه يجب أن يكون أخوه الأصغر جيون.’
‘إنهم المشاغبين.’
لقد سمع أن عائلات هذين الطفلين، جارجيث وديزرا، كانت مرموقة لدرجة أنه يمكنك حساب عدد العائلات الجانبية التي كان لها نفس التأثير على يدٍ واحِدة. ومع ذلك، من المحير رؤية كل هؤلاء الخدم يركضون على عجل كما لو كانوا غير مستعدين لمقابلتهم.
في المقام الأول، بَدَت مواقفهم تفتقر إلى الثقة، واستمروا في إلقاء نظراتٍ خاطفة مذعورين.
كانت الكدمات من أمس لا تزال تغطي بطن سيان. كتذكيرٍ دائمٍ بهزيمته. لذلك ظل سيان هادئًا خوفًا من أن يوبخه والده لخسارته المبارزة.
“…آه!” جاء صوت الإدراك.
شكَّ بشكلٍ خاص في ذلك الطفل المسمى هانسن، الذي كان أكبر من يوجين بسنة واحدة. إمتلك هانسن خدودًا مُمتلِئة وجسمٍ مستدير بنفس القدر، لكن ما لم يعجبه يوجين حقًا هو حقيقة أنه يتظاهر بأنه قائد المجموعة الحالية من الأطفال لمجرد أنه الأكبر سنًا. لكنه حافظ فقط على هذا الموقف أمام يوجين وأحفاد السلالات الجانبية الآخرين.
هانسن، الذي أصر بغطرسة على أن يسميه الجميع بالأخ الأكبر، عاد على الفور إلى موقفٍ متقلب عندما رأى شعار لايونهارت المُطرز على صدر سيل الأيسر.
لذلك أخذ يوجين مقعدًا بجوار جارجيث.
في الواقع، لم يكن هذا الموقف مفاجئًا بشكل خاص. ليس لدى أحفاد السلالات الجانبية من الخلفيات الضعيفة خيار سوى الخوف من أطفال السلالة المُباشِرة.
“…من على وجه الأرض هو؟”
أجاب يوجين: “بالطبع الأمر صعب”.
هذا هو السبب في أن هؤلاء المتسربين الثلاثة إستمَروا في إستراق النظرات على يوجين بعيون مرتبكة ولم يستطِعوا العثور على إجابة لمثل هذا السؤال.
“…هممم. كنت سأُقدِمُهُ لكم في وقتٍ لاحقٍ قليلًا، ولكن…” تردد غيلياد.
إستَّل الفرسان سيوفهم، في وقتٍ واحد. على الرغم من أنه تم سحب أكثر من مائة سيف في وقتٍ واحد، إلا أن الصوت لم يظهر مبعثرًا وبدلًا من ذلك سُمِع كأنه سيف واحدٌ عظيم. ثم، ممسكين بالسيوف على صدرهم الأيسر مع رفع الشفرات عاليًا، التفت الفرسان نحو البوابات.
بعد المجاملات والشكليات، عاد يوجين لإستئناف تدريبه. امتدادًا للتدريب البدني الذي قام به في وقتٍ سابق من ذلك الصباح.
مع أخذِهِ زمام المبادرة، قدم الأطفال الآخرون من الفروع الجانبية أنفسهم أيضًا. ومع ذلك، يوجين هو الوحيد الذي إستطاع التحدث بثقة. ارتعدت أصوات الأطفال الآخرين وتلعثموا بكلماتهم. حقيقة أن بطريرك لايونهارت كان يجلس على الجانب الآخر منهم جعلت هؤلاء الأطفال متوترين.
قال إيوارد عندما التفت للنظر إلى لوفليان بتعبير مصدوم: “أنت المعالج الرئيسي للبرج الأحمر”.
إعتقد يوجين أن جميع أنواع المعرفة لا بد أن تتطور بمرور الوقت. الأمر نفسه مع فنون الدفاع عن النفس. لذلك حتى لو كان يوجين أحد رفقاء البطل قبل ثلاثمائة عام، فسيكون من المتعجرف جدًا منه أن يعتقد أن فنون القتال الخاصة بـ ‘هامل الغبي’ كانت متفوقة بلا منازع على فنون القتال الحديثة.
تجولت نظرته الرائعة على الأطفال من السلالات الجانبية. استقام الأطفال على الفور، وابتلعوا لعابهم بخوف. لم يفعل يوجين مثلهم. نظر غيلياد إليهم فقط، فلماذا التصرف وكأن أرواحهم ستترك أجسادهم؟
ومع ذلك، بغض النظر عن مدى تقدم فنون القتال، طالما لم يتم تشكيل الأساس المبني على التدريب البدني بشكلٍ صحيح، فلا يمكن استخدامها بالكامل. دون أي شك، عقد يوجين الإيمان الكامل في هذه الحقيقة.
أجاب يوجين: “بالطبع الأمر صعب”.
أما بالنسبة لتانيس، فعلى الرغم من أن السلطة على الأسرة قد تم الاستيلاء عليها من يديها، إلا أنها وقفت أمام أنسيلا. مُظهِرةً منصبها الأعلى كالزوجة الأولى الرسمية في مثل هذا الموقف. ومع ذلك، على الرغم من أنها على وشك مقابلة زوجها، الذي عاد بعد سنوات عديدة، أظهر وجهُها هدوءًا نسبيًا.
لذلك حتى لو تخلى عن تدريب المانا، فهو لا يستطيع إهمال تدريبه البدني.
“لكن الأب، من هو ضيفك؟” سألت سيل.
‘نظرًا لأنني لا أستطيع تدريب المانا على أي حال، فأنا في الواقع بحاجة إلى التركيز على تدريبي البدني أكثر.’
“…هممم. كنت سأُقدِمُهُ لكم في وقتٍ لاحقٍ قليلًا، ولكن…” تردد غيلياد.
كانت هذه الخطة بالتأكيد تدل على الجهل وعدم وجود أي خيارات أفضل. ولكن ماذا في ذلك؟ بسبب هذا التقليد اللعين، حفل استمرار السلالة، مُنِع من تدريب المانا في المقام الأول.
“لا أمانع في تقديم نفسي الآن”، تحدث الرجل بإبتسامة. “بعد كل شيء، لم يأتِ الطعامُ بعد. يجب أن يجد هؤلاء الأطفال هذا الصمت محرجًا، لذلك سيكون من الأفضل إضفاء الحيوية على الغرفة ببعض المحادثة.”
ألم يمكن أن يبدأ هذا اللقاء بعد العشاء؟ نظر يوجين إلى مائدة العشاء المتناثرة. على الرغم من وضع بضع قطع من الخبز وبعض الشاي، كيف من المفترض أن يكون هذا وجبة؟
تم تصميم حفل استمرار السلالة بحيث لا يمكن أن يتفوق إلا أطفال السلالة المباشرة. كانت خطة يوجين هي قلب الطاولة على الأحفاد المباشرين خلال الحفل أيضًا، جزئيًا، كطريقة للرد على فيرموث، الذي سمح بتمرير مثل هذا التقليد.
وقف أفراد السلالة المباشرة أمام الخدم. تُعدِلُ ملابسها، وقفت سيل على يسار أنسيلا، وعلى يمين أنسيلا وقف سيان، وجهه لا يزال شاحبًا.
“أليس هذا صعبًا؟” سألت سيل.
في مكان ما ، جلست سيل بجوار يوجين لمشاهدته يتدرب. لديها الكثير من الأسئلة التي أرادت طرحها على يوجين. بعد أن ولدت في المنزل الرئيسي، تلقت سيل وشقيقها أشكالًا مختلفة من التدريب منذ طفولتهما. ومع ذلك، لم ير أي من التوأمين طريقة تدريب بربرية ومُعذِبة مثل طريقة يوجين.
بعد المجاملات والشكليات، عاد يوجين لإستئناف تدريبه. امتدادًا للتدريب البدني الذي قام به في وقتٍ سابق من ذلك الصباح.
أجاب يوجين: “بالطبع الأمر صعب”.
بجانبه، كانت زوجته، نيريا، تحتضن طفلًا نائما بشكلٍ سليم. حدق غيلياد في الطفل لبضع لحظات قبل أن ينظر بعيدًا.
حاليًا، لم يُسمح لا لأنسيلا ولا تانيس، ناهيك عن شقيقي غيلياد، بالانضمام إليهم على هذه الطاولة.
في مكان ما ، جلست سيل بجوار يوجين لمشاهدته يتدرب. لديها الكثير من الأسئلة التي أرادت طرحها على يوجين. بعد أن ولدت في المنزل الرئيسي، تلقت سيل وشقيقها أشكالًا مختلفة من التدريب منذ طفولتهما. ومع ذلك، لم ير أي من التوأمين طريقة تدريب بربرية ومُعذِبة مثل طريقة يوجين.
علق يوجين قائلًا: “يبدو أن شخصًا ما قد وصل”، وهو يهز شعره المنقوع بالعرق قفز على قدميه.
كانت البوابات الأمامية، التي بالكاد يمكن رؤيتها من هذه المسافة البعيدة، تُفتَح. نظرًا لأن الوقت قد اقترب من الغروب، افترض يوجين أن السليلَين الجانبيين، اللذين من المتوقع وصولهما في وقتِ العشاء تقريبًا، قد وصلا مبكرًا بدلًا من ذلك.
لوفليان. قام العديد من الأطفال بإمالة رؤوسهم حيث بدا أنهم يتذكرون أنهم سمعوا اسمه من مكانٍ ما.
لذلك حتى لو تخلى عن تدريب المانا، فهو لا يستطيع إهمال تدريبه البدني.
‘ولكن أليست هذه ضجة كبيرة لمجرد طفلين؟’ لاحظ يوجين.
تم تصميم حفل استمرار السلالة بحيث لا يمكن أن يتفوق إلا أطفال السلالة المباشرة. كانت خطة يوجين هي قلب الطاولة على الأحفاد المباشرين خلال الحفل أيضًا، جزئيًا، كطريقة للرد على فيرموث، الذي سمح بتمرير مثل هذا التقليد.
تحرك خدم المنزل الرئيسي وإصطفوا أمام القصر. حتى الفرسان المتمركزين في الجزء الخلفي من القصر ركضوا ودخلوا في التشكيل.
“هممم…”
لقد سمع أن عائلات هذين الطفلين، جارجيث وديزرا، كانت مرموقة لدرجة أنه يمكنك حساب عدد العائلات الجانبية التي كان لها نفس التأثير على يدٍ واحِدة. ومع ذلك، من المحير رؤية كل هؤلاء الخدم يركضون على عجل كما لو كانوا غير مستعدين لمقابلتهم.
تحرك خدم المنزل الرئيسي وإصطفوا أمام القصر. حتى الفرسان المتمركزين في الجزء الخلفي من القصر ركضوا ودخلوا في التشكيل.
“…آه!” جاء صوت الإدراك.
“…هممم. كنت سأُقدِمُهُ لكم في وقتٍ لاحقٍ قليلًا، ولكن…” تردد غيلياد.
شعرت سيل أيضًا بإحساسٍ مماثل بالحيرة، ولكن عندما حدقت في البوابات بعيونٍ وامضِة، ابتسمت بألوانٍ زاهية عندما رأت الأعلام تبدأ في الارتفاع على صفين متقابلين على الطريق المؤدي إلى المدخل.
إعتقد يوجين أن جميع أنواع المعرفة لا بد أن تتطور بمرور الوقت. الأمر نفسه مع فنون الدفاع عن النفس. لذلك حتى لو كان يوجين أحد رفقاء البطل قبل ثلاثمائة عام، فسيكون من المتعجرف جدًا منه أن يعتقد أن فنون القتال الخاصة بـ ‘هامل الغبي’ كانت متفوقة بلا منازع على فنون القتال الحديثة.
“يبدو وكأن الأب قد عاد!” هتفت سيل بصوتٍ متحمس.
قفزت من مقعدها وركضت نحو البوابات الأمامية دون أن تقول وداعًا ليوجين.
“أنا، البطريرك، أعود إلى البيت، لماذا سأحتاج إلى إبلاغِكُم؟” أجاب غيلياد عندما نزل من حصانه. “إيوارد، من الجيد أن أرى أنك قد كَبِرتَ قليلًا. أتمنى أن تكون مهارتك قد نمت كذلك؟”
“ا-السيد يوجين” نادت نينا عندما اقتربت من يوجين بِذُعر: “يبدو أن سيد المنزل قد عاد. علينا أن نخرج لمقابلته-انتظر، لا! نحن بحاجة لتغيير ملابِسنا أولًا.”
ظهر رجلٌ يركبُ حصانًا أسودًا ضخمًا، مع عربتين خلفه. بلا صراخٍ عالٍ أو هتاف. رحب الفرسان بلوردِهِم، الذي عاد بعد سنوات عديدة، بصمتٍ موحد.
أجاب يوجين وهو ينظف الأوساخ من جسده: “سيكون من الأفضل أن أكون هناك في مثل هذه الحالة المتعرقة بدلًا من أن أكون الشخص الوحيد الذي تأخر”.
‘إذًا هذا هو غيلياد لايونهارت.’
ترددت نينا لبضع لحظات قبل إخراج منديل من جيبها ومسحت ذراعي وساقي يوجين. حتى مع هذا، لم تتلاشى الرائحة الشديدة لعرقه، لذلك أخرجت بعض العطور ورشتها على يوجين.
قال يوجين: “هذا يكفي”
أجابت سيل بإبتسامة عريضة: “اشتقت إليك يا أبي”.
قفزت من مقعدها وركضت نحو البوابات الأمامية دون أن تقول وداعًا ليوجين.
في النهاية فرك شعره المجعد، الذي بدا عليه مزيج من الأوساخ والعرق. لم يستغرق وقتًا طويلًا في الاستعداد، لكن خدام الملحق والمشاغبين الثلاثة من السلالات الجانبية قد غادروا بالفعل إلى البوابات الأمامية. في النهاية، كان يوجين ونينا آخر من غادر الملحق، حيث توجها أيضًا للقاء الوافدين الجدد.
ترددت نينا لبضع لحظات قبل إخراج منديل من جيبها ومسحت ذراعي وساقي يوجين. حتى مع هذا، لم تتلاشى الرائحة الشديدة لعرقه، لذلك أخرجت بعض العطور ورشتها على يوجين.
‘وااه…’ قال يوجين لنفسه، مذهولًا من المنظر.
كان المكان الذي من المفترض أن يقف فيه أطفال السلالات الجانبية إلى جانب أفراد السلالة المباشرة. وبفضل المسافة المعتدلة بين المجموعتين، تم توضيح اختلافهما في المنزِلة.
إرتفعت جميع الأعلام المطرزة بشعار الأسد بفخرٍ في السماء. إصطف على الأقل مئة فارس تحت هذه الأعلام. كما تجمع الخدم من المنزل الرئيسي والملحق في مكانٍ واحِد، عند مدخل القصر.
شعرت سيل أيضًا بإحساسٍ مماثل بالحيرة، ولكن عندما حدقت في البوابات بعيونٍ وامضِة، ابتسمت بألوانٍ زاهية عندما رأت الأعلام تبدأ في الارتفاع على صفين متقابلين على الطريق المؤدي إلى المدخل.
‘يبدو أن أطفال العائلة الرئيسية قد حصلوا جميعًا على نصيبهم العادل من الحب القاسي. على الرغم من أن هذا قد يكون أيضًا سبب كون شخصياتهم في حالة من الفوضى’. قال يوجين هذا في داخله قبل أن يدير رأسه بعيدا.
وقف أفراد السلالة المباشرة أمام الخدم. تُعدِلُ ملابسها، وقفت سيل على يسار أنسيلا، وعلى يمين أنسيلا وقف سيان، وجهه لا يزال شاحبًا.
حدق غيلياد في ابنه الأكبر لبضع لحظات قبل أن يدير رأسه.
وقف أفراد السلالة المباشرة أمام الخدم. تُعدِلُ ملابسها، وقفت سيل على يسار أنسيلا، وعلى يمين أنسيلا وقف سيان، وجهه لا يزال شاحبًا.
أما بالنسبة لتانيس، فعلى الرغم من أن السلطة على الأسرة قد تم الاستيلاء عليها من يديها، إلا أنها وقفت أمام أنسيلا. مُظهِرةً منصبها الأعلى كالزوجة الأولى الرسمية في مثل هذا الموقف. ومع ذلك، على الرغم من أنها على وشك مقابلة زوجها، الذي عاد بعد سنوات عديدة، أظهر وجهُها هدوءًا نسبيًا.
فقط بطريرك لايونهارت، الذي سيدير مراسم استمرار السلالة، والأطفال، الذين سيحضرون الحفل، من المفترض أن يجلسوا هنا. ومع ذلك، الآن جلس شخصٌ غريب غير معروف معهم.
شعرت سيل أيضًا بإحساسٍ مماثل بالحيرة، ولكن عندما حدقت في البوابات بعيونٍ وامضِة، ابتسمت بألوانٍ زاهية عندما رأت الأعلام تبدأ في الارتفاع على صفين متقابلين على الطريق المؤدي إلى المدخل.
نظر يوجين إلى الصبي الذي وقف بجانب تانيس. على الرغم من وجهِه الوسيم جدًا، بدت عيناه باهتة لشخصٍ في مثل سنه، وكتفيه مُرتخيتان. كان هذا هو إيوارد لايونهارت، الابن الأكبر للعائلة الرئيسية والأول في خط الخلافة.
ظهر رجلٌ يركبُ حصانًا أسودًا ضخمًا، مع عربتين خلفه. بلا صراخٍ عالٍ أو هتاف. رحب الفرسان بلوردِهِم، الذي عاد بعد سنوات عديدة، بصمتٍ موحد.
“أنتما سيان وسيل؟ أنا تقريبا لم أتعرف عليكما. الأطفال حقا يكبرون بسرعة. إنه لأمرٌ مدهش جدًا.”
تحركت شفاه تانيس قليلًا كما لو كانت تقول شيئًا. تسبب هذا في تصلب تعبير إيوارد، ثم قام بتقويم ظهره.
“…آه!” جاء صوت الإدراك.
‘يبدو أن أطفال العائلة الرئيسية قد حصلوا جميعًا على نصيبهم العادل من الحب القاسي. على الرغم من أن هذا قد يكون أيضًا سبب كون شخصياتهم في حالة من الفوضى’. قال يوجين هذا في داخله قبل أن يدير رأسه بعيدا.
“من فضلك اتبعني، من هذا الطريق”، طلب أحد خدم المنزل الرئيسي، واقترب من الوافِدَين ورأسه محني.
“…من على وجه الأرض هو؟”
كان المكان الذي من المفترض أن يقف فيه أطفال السلالات الجانبية إلى جانب أفراد السلالة المباشرة. وبفضل المسافة المعتدلة بين المجموعتين، تم توضيح اختلافهما في المنزِلة.
شيينغ!
إستَّل الفرسان سيوفهم، في وقتٍ واحد. على الرغم من أنه تم سحب أكثر من مائة سيف في وقتٍ واحد، إلا أن الصوت لم يظهر مبعثرًا وبدلًا من ذلك سُمِع كأنه سيف واحدٌ عظيم. ثم، ممسكين بالسيوف على صدرهم الأيسر مع رفع الشفرات عاليًا، التفت الفرسان نحو البوابات.
ظهر رجلٌ يركبُ حصانًا أسودًا ضخمًا، مع عربتين خلفه. بلا صراخٍ عالٍ أو هتاف. رحب الفرسان بلوردِهِم، الذي عاد بعد سنوات عديدة، بصمتٍ موحد.
كان المكان الذي من المفترض أن يقف فيه أطفال السلالات الجانبية إلى جانب أفراد السلالة المباشرة. وبفضل المسافة المعتدلة بين المجموعتين، تم توضيح اختلافهما في المنزِلة.
“جيلفورد، سمعت أن لديك الآن طفل. أنا آسف لأنني لم أكُن موجودًا للإحتفال معك.”
‘إذًا هذا هو غيلياد لايونهارت.’
حدق يوجين في الرجل بعيون متحمسة. على الرغم من أن وجهه لم يكن يشبه وجه الفيرموث، إلا أن التوهج اللامع في عيون غيلياد كان مذهلًا إلى حدٍ ما.
لقد سمع أن عائلات هذين الطفلين، جارجيث وديزرا، كانت مرموقة لدرجة أنه يمكنك حساب عدد العائلات الجانبية التي كان لها نفس التأثير على يدٍ واحِدة. ومع ذلك، من المحير رؤية كل هؤلاء الخدم يركضون على عجل كما لو كانوا غير مستعدين لمقابلتهم.
‘ومن خلفه يجب أن يكون أخوه الأصغر جيون.’
إزداد توتر أحفاد السلالات الجانبية بسبب هذا الصمت وحاولوا حتى خفض أصوات تنفسهم. حدث هذا مع جارجيث وديزرا أيضًا، ولكن بشكلٍ خاص ديزرا. منذ أن كانت تجلس مباشرةً على الجانب الآخر من غيلياد، لم تكن تعرف أين تضع نظرتها، لذلك ظلت تحك فخذها بعصبية.
كان لبطريرك عائلة لايونهارت، غيلياد، شقيقان أصغر سنًا منه. الأخ الثاني، جيلفورد، كان متزوجًا بالفعل ولكن لم يخرج بعد من العقار الرئيسي. إختار الأخ الثالث، جيون، عدم الزواج واتبع غيلياد بدلًا من ذلك في رحلة تدريبه.
قال غيلياد: “بالتأكيد، كنت أشعر بالأسف لأنني دعوت هذا التجمع في وقتٍ مبكر لأنني كنت في عجلة من أمري.”
“…كان من الأفضل لو أنك أبلغتنا قبل وصولك”، وبخت تانيس غيلياد.
تجولت نظرته الرائعة على الأطفال من السلالات الجانبية. استقام الأطفال على الفور، وابتلعوا لعابهم بخوف. لم يفعل يوجين مثلهم. نظر غيلياد إليهم فقط، فلماذا التصرف وكأن أرواحهم ستترك أجسادهم؟
“أنا، البطريرك، أعود إلى البيت، لماذا سأحتاج إلى إبلاغِكُم؟” أجاب غيلياد عندما نزل من حصانه. “إيوارد، من الجيد أن أرى أنك قد كَبِرتَ قليلًا. أتمنى أن تكون مهارتك قد نمت كذلك؟”
في المقام الأول، بَدَت مواقفهم تفتقر إلى الثقة، واستمروا في إلقاء نظراتٍ خاطفة مذعورين.
“…لقد حاولت أن أرقى إلى مستوى توقعات الأب…” تأخر إيوارد في الرد وهو يتجنب مقابلة عيون والده.
“الأب”، تحدثت سيل، وكسرت الصمت.
حدق غيلياد في ابنه الأكبر لبضع لحظات قبل أن يدير رأسه.
“لكن الأب، من هو ضيفك؟” سألت سيل.
“أنتما سيان وسيل؟ أنا تقريبا لم أتعرف عليكما. الأطفال حقا يكبرون بسرعة. إنه لأمرٌ مدهش جدًا.”
تحركت شفاه تانيس قليلًا كما لو كانت تقول شيئًا. تسبب هذا في تصلب تعبير إيوارد، ثم قام بتقويم ظهره.
أجابت سيل بإبتسامة عريضة: “اشتقت إليك يا أبي”.
حدق غيلياد في ابنه الأكبر لبضع لحظات قبل أن يدير رأسه.
في تلك اللحظة، ابتسم غيلياد بحماس وأومأ برأسه. يمكن أن يشم رائحة الأوساخ والعرق القادمة من التوائم. رائحة لم يشمها من إيوارد.
“جيلفورد، سمعت أن لديك الآن طفل. أنا آسف لأنني لم أكُن موجودًا للإحتفال معك.”
“الأخ الأكبر، من فضلك لا تقل شيئا كهذا”، أجاب جيلفورد ورأسه محني.
“…؟” بتعبير متحير، قام جارجيث بالنظر إلى وجه يوجين.
هانسن، الذي أصر بغطرسة على أن يسميه الجميع بالأخ الأكبر، عاد على الفور إلى موقفٍ متقلب عندما رأى شعار لايونهارت المُطرز على صدر سيل الأيسر.
بجانبه، كانت زوجته، نيريا، تحتضن طفلًا نائما بشكلٍ سليم. حدق غيلياد في الطفل لبضع لحظات قبل أن ينظر بعيدًا.
ألم يمكن أن يبدأ هذا اللقاء بعد العشاء؟ نظر يوجين إلى مائدة العشاء المتناثرة. على الرغم من وضع بضع قطع من الخبز وبعض الشاي، كيف من المفترض أن يكون هذا وجبة؟
تجولت نظرته الرائعة على الأطفال من السلالات الجانبية. استقام الأطفال على الفور، وابتلعوا لعابهم بخوف. لم يفعل يوجين مثلهم. نظر غيلياد إليهم فقط، فلماذا التصرف وكأن أرواحهم ستترك أجسادهم؟
“…ليست هناك حاجة لإعداد أي شيء خاص. فلنذهب ونستمتع بوجبة معًا”، قال غيلياد وهو يرفع صوته ليسمع الجميع. “ثم يمكننا مناقشة كيفية عقد حفل استمرار السلالة هذا العام.”
أجاب يوجين: “بالطبع الأمر صعب”.
* * *
عندما وصل ظهرًا، حصل هانسن على فرصة لمراقبة تدريب يوجين الهمجي للغاية. لقد رأى أيضًا كيف تحدثت سيل، أحد التوائم الشيطانية الشهيرة للعائلة الرئيسية، إلى يوجين بطريقة ودية. لم يرغب هانسن حقًا في التسبب في أي مشكلة مع هذا القريب الغامض.
تجمع الجميع حول طاولة طويلة مستطيلة في غرفة الطعام. بدأ أطفال السلالات الجانبية يجلسون في أحد أطراف الطاولة.
حدق يوجين في الرجل بعيون متحمسة. على الرغم من أن وجهه لم يكن يشبه وجه الفيرموث، إلا أن التوهج اللامع في عيون غيلياد كان مذهلًا إلى حدٍ ما.
وكانت العربتان اللتان وصلتا مع غيلياد تحملان ديزرا وجارجيث. وكما لو أن هذا هو الشيء الأكثر طبيعية الذي يجب القيام به، شغل هذان الإثنين المقعدين الموجودَين في نهاية الطاولة، في وسط مقاعد أحفاد السلالات الجانبية الأخرى.
بعد أن نظرت نحو يوجين، استدارت سيل للنظر إلى الرجل الجالس بجوار إيوارد. يمكنها أن تعرف أن يوجين كان ينظر بإستمرار إلى الرجل، لكن سؤالها لم يكن بسبب ذلك فقط. بعد كل شيء، هي أيضًا فضولية وتريد أن تعرف من هو.
لذلك أخذ يوجين مقعدًا بجوار جارجيث.
في مكان ما ، جلست سيل بجوار يوجين لمشاهدته يتدرب. لديها الكثير من الأسئلة التي أرادت طرحها على يوجين. بعد أن ولدت في المنزل الرئيسي، تلقت سيل وشقيقها أشكالًا مختلفة من التدريب منذ طفولتهما. ومع ذلك، لم ير أي من التوأمين طريقة تدريب بربرية ومُعذِبة مثل طريقة يوجين.
“…؟” بتعبير متحير، قام جارجيث بالنظر إلى وجه يوجين.
كانت قاعدة غير معلنة أن يجلس الجميع في مقاعدهم وفقًا لترتيب الأقدمية داخل العشيرة. لذلك وفقًا لذلك، فإن الشخص الذي كان يجلس عادة بجوار جارجيث هو السمين، هانسن. ومع ذلك، لم يعرب هانسن عن أي استياء بشأن اختيار المقاعد هذا وبدلًا من ذلك جلس بجانب يوجين.
“إيه…ولكنني إفتقدتك في كل يومٍ مر. ألم تشعر بنفس الشعور يا أبي؟”
عندما وصل ظهرًا، حصل هانسن على فرصة لمراقبة تدريب يوجين الهمجي للغاية. لقد رأى أيضًا كيف تحدثت سيل، أحد التوائم الشيطانية الشهيرة للعائلة الرئيسية، إلى يوجين بطريقة ودية. لم يرغب هانسن حقًا في التسبب في أي مشكلة مع هذا القريب الغامض.
وكانت العربتان اللتان وصلتا مع غيلياد تحملان ديزرا وجارجيث. وكما لو أن هذا هو الشيء الأكثر طبيعية الذي يجب القيام به، شغل هذان الإثنين المقعدين الموجودَين في نهاية الطاولة، في وسط مقاعد أحفاد السلالات الجانبية الأخرى.
“لقد رأيت جارجيث وديزرا من قبل، حتى أننا سافرنا معًا في الطريق إلى هنا، ولكن بالنسبة لبقيتكُم…” جلس البطريرك غيلياد لايونهارت على الجانب الآخر من الأحفاد، على رأس الطاولة. بينما ينظف يديه بمنشفة مبللة، نظر عن كثب إلى كل طفل من الفروع الجانبية قبل المتابعة، “لا أعرف من أنتم الأربعة.”
“أنا من مقاطعة جيدول. يرجى مناداتي بيوجين. اسم والدي هو لايونهارت جيرهارد” حنى يوجين رأسه قليلًا عندما قدم نفسه.
“…؟” بتعبير متحير، قام جارجيث بالنظر إلى وجه يوجين.
مع أخذِهِ زمام المبادرة، قدم الأطفال الآخرون من الفروع الجانبية أنفسهم أيضًا. ومع ذلك، يوجين هو الوحيد الذي إستطاع التحدث بثقة. ارتعدت أصوات الأطفال الآخرين وتلعثموا بكلماتهم. حقيقة أن بطريرك لايونهارت كان يجلس على الجانب الآخر منهم جعلت هؤلاء الأطفال متوترين.
“مرحبًا يا أطفال، من الجميل أن ألتقي بكم جميعًا. اسمي لوفليان، وأنا من برج السحر الأحمر لآروث.”
“…هممم. كنت سأُقدِمُهُ لكم في وقتٍ لاحقٍ قليلًا، ولكن…” تردد غيلياد.
“هممم…”
“…؟” بتعبير متحير، قام جارجيث بالنظر إلى وجه يوجين.
بعد سماع كل مقدماتهم، أومأ غيلياد برأسه بعمق. ثم، دون أن يقول أي شيء، وضع غيلياد ذقنه بين يديه.
في المقام الأول، بَدَت مواقفهم تفتقر إلى الثقة، واستمروا في إلقاء نظراتٍ خاطفة مذعورين.
عمَّ صمتٌ تام المكان.
“غورك”، لهث يوجين، استنشاق عن طريق الخطأ بعض الشاي الساخن.
إزداد توتر أحفاد السلالات الجانبية بسبب هذا الصمت وحاولوا حتى خفض أصوات تنفسهم. حدث هذا مع جارجيث وديزرا أيضًا، ولكن بشكلٍ خاص ديزرا. منذ أن كانت تجلس مباشرةً على الجانب الآخر من غيلياد، لم تكن تعرف أين تضع نظرتها، لذلك ظلت تحك فخذها بعصبية.
“يبدو وكأن الأب قد عاد!” هتفت سيل بصوتٍ متحمس.
‘جائعٌ جدًا’، تذمر يوجين لنفسه.
أجابت سيل بإبتسامة عريضة: “اشتقت إليك يا أبي”.
‘وااه…’ قال يوجين لنفسه، مذهولًا من المنظر.
ألم يمكن أن يبدأ هذا اللقاء بعد العشاء؟ نظر يوجين إلى مائدة العشاء المتناثرة. على الرغم من وضع بضع قطع من الخبز وبعض الشاي، كيف من المفترض أن يكون هذا وجبة؟
‘ومن هذا الوغد؟’
“جيلفورد، سمعت أن لديك الآن طفل. أنا آسف لأنني لم أكُن موجودًا للإحتفال معك.”
شابٌ أشقر جلس بجانب إيوارد. كان الرجل قد وصل في عربة منفصلة عن تلك التي تحمل ديزرا وجارجيث. للوهلة الأولى، لم يظهر أنه من أحفاد لايونهارت. لاحظ يوجين أن الشخص الجالس بجوار الرجل، الذي هو إيوارد، لا يبدو أنه يتعرف عليه أيضًا.
“أليس هذا صعبًا؟” سألت سيل.
فقط بطريرك لايونهارت، الذي سيدير مراسم استمرار السلالة، والأطفال، الذين سيحضرون الحفل، من المفترض أن يجلسوا هنا. ومع ذلك، الآن جلس شخصٌ غريب غير معروف معهم.
“الأب”، تحدثت سيل، وكسرت الصمت.
خلال هذه المحادثة بين الاثنين، استمر إيوارد بقوة في مضغ شفته السفلية. كان سيان أيضًا صامتًا وحافظ على بصره منخفضًا، على الرغم من أنه كان يلعب عادةً مع سيل.
ابتسمت بخجل ونظرت إلى غيلياد لتسأل: “لقد مرت ثلاث سنوات منذ مغادرتك. ألم تُحضر هديةً لي؟”
أجاب غيلياد بابتسامة: “يبدو أنني نسيت ذلك”.
مثل معظم الآباء، فضل غيلياد ابنته. علاوةً على ذلك، كانت سيل ألطف بكثير من إبنه الأكبر.
حدق غيلياد في ابنه الأكبر لبضع لحظات قبل أن يدير رأسه.
مثل معظم الآباء، فضل غيلياد ابنته. علاوةً على ذلك، كانت سيل ألطف بكثير من إبنه الأكبر.
“إيه…ولكنني إفتقدتك في كل يومٍ مر. ألم تشعر بنفس الشعور يا أبي؟”
في مكان ما ، جلست سيل بجوار يوجين لمشاهدته يتدرب. لديها الكثير من الأسئلة التي أرادت طرحها على يوجين. بعد أن ولدت في المنزل الرئيسي، تلقت سيل وشقيقها أشكالًا مختلفة من التدريب منذ طفولتهما. ومع ذلك، لم ير أي من التوأمين طريقة تدريب بربرية ومُعذِبة مثل طريقة يوجين.
“بالطبع فعلت.”
“كاذب، لم تحضر لي هدية.”
“كاذب، لم تحضر لي هدية.”
“هاها، سأعطيك هدية خاصة بمجرد انتهاء حفل استمرار السلالة، لذلك لا تحملي الكثير من الضغينة ضد والدكِ المسكين.”
خلال هذه المحادثة بين الاثنين، استمر إيوارد بقوة في مضغ شفته السفلية. كان سيان أيضًا صامتًا وحافظ على بصره منخفضًا، على الرغم من أنه كان يلعب عادةً مع سيل.
“لا أمانع في تقديم نفسي الآن”، تحدث الرجل بإبتسامة. “بعد كل شيء، لم يأتِ الطعامُ بعد. يجب أن يجد هؤلاء الأطفال هذا الصمت محرجًا، لذلك سيكون من الأفضل إضفاء الحيوية على الغرفة ببعض المحادثة.”
كانت الكدمات من أمس لا تزال تغطي بطن سيان. كتذكيرٍ دائمٍ بهزيمته. لذلك ظل سيان هادئًا خوفًا من أن يوبخه والده لخسارته المبارزة.
“لكن الأب، من هو ضيفك؟” سألت سيل.
“هاها، هذا ليس خطًأ السيد غيلياد. أي شخص سيشعر بالتوتر من مقابلة الأقارب البعيدين لأول مرة”.
بعد أن نظرت نحو يوجين، استدارت سيل للنظر إلى الرجل الجالس بجوار إيوارد. يمكنها أن تعرف أن يوجين كان ينظر بإستمرار إلى الرجل، لكن سؤالها لم يكن بسبب ذلك فقط. بعد كل شيء، هي أيضًا فضولية وتريد أن تعرف من هو.
كانت البوابات الأمامية، التي بالكاد يمكن رؤيتها من هذه المسافة البعيدة، تُفتَح. نظرًا لأن الوقت قد اقترب من الغروب، افترض يوجين أن السليلَين الجانبيين، اللذين من المتوقع وصولهما في وقتِ العشاء تقريبًا، قد وصلا مبكرًا بدلًا من ذلك.
حاليًا، لم يُسمح لا لأنسيلا ولا تانيس، ناهيك عن شقيقي غيلياد، بالانضمام إليهم على هذه الطاولة.
إعتقد يوجين أن جميع أنواع المعرفة لا بد أن تتطور بمرور الوقت. الأمر نفسه مع فنون الدفاع عن النفس. لذلك حتى لو كان يوجين أحد رفقاء البطل قبل ثلاثمائة عام، فسيكون من المتعجرف جدًا منه أن يعتقد أن فنون القتال الخاصة بـ ‘هامل الغبي’ كانت متفوقة بلا منازع على فنون القتال الحديثة.
فقط بطريرك لايونهارت، الذي سيدير مراسم استمرار السلالة، والأطفال، الذين سيحضرون الحفل، من المفترض أن يجلسوا هنا. ومع ذلك، الآن جلس شخصٌ غريب غير معروف معهم.
كان لبطريرك عائلة لايونهارت، غيلياد، شقيقان أصغر سنًا منه. الأخ الثاني، جيلفورد، كان متزوجًا بالفعل ولكن لم يخرج بعد من العقار الرئيسي. إختار الأخ الثالث، جيون، عدم الزواج واتبع غيلياد بدلًا من ذلك في رحلة تدريبه.
تحرك خدم المنزل الرئيسي وإصطفوا أمام القصر. حتى الفرسان المتمركزين في الجزء الخلفي من القصر ركضوا ودخلوا في التشكيل.
“…هممم. كنت سأُقدِمُهُ لكم في وقتٍ لاحقٍ قليلًا، ولكن…” تردد غيلياد.
في مكان ما ، جلست سيل بجوار يوجين لمشاهدته يتدرب. لديها الكثير من الأسئلة التي أرادت طرحها على يوجين. بعد أن ولدت في المنزل الرئيسي، تلقت سيل وشقيقها أشكالًا مختلفة من التدريب منذ طفولتهما. ومع ذلك، لم ير أي من التوأمين طريقة تدريب بربرية ومُعذِبة مثل طريقة يوجين.
“لا أمانع في تقديم نفسي الآن”، تحدث الرجل بإبتسامة. “بعد كل شيء، لم يأتِ الطعامُ بعد. يجب أن يجد هؤلاء الأطفال هذا الصمت محرجًا، لذلك سيكون من الأفضل إضفاء الحيوية على الغرفة ببعض المحادثة.”
هذا هو السبب في أن هؤلاء المتسربين الثلاثة إستمَروا في إستراق النظرات على يوجين بعيون مرتبكة ولم يستطِعوا العثور على إجابة لمثل هذا السؤال.
قال غيلياد: “بالتأكيد، كنت أشعر بالأسف لأنني دعوت هذا التجمع في وقتٍ مبكر لأنني كنت في عجلة من أمري.”
“إيه…ولكنني إفتقدتك في كل يومٍ مر. ألم تشعر بنفس الشعور يا أبي؟”
“هاها، هذا ليس خطًأ السيد غيلياد. أي شخص سيشعر بالتوتر من مقابلة الأقارب البعيدين لأول مرة”.
في مكان ما ، جلست سيل بجوار يوجين لمشاهدته يتدرب. لديها الكثير من الأسئلة التي أرادت طرحها على يوجين. بعد أن ولدت في المنزل الرئيسي، تلقت سيل وشقيقها أشكالًا مختلفة من التدريب منذ طفولتهما. ومع ذلك، لم ير أي من التوأمين طريقة تدريب بربرية ومُعذِبة مثل طريقة يوجين.
التفت الرجل للنظر إلى الأطفال بابتسامة ودية. التقط يوجين فنجان شاي حتى يتمكن من الشرب أثناء الاستماع إلى قصة الرجل. نظرًا لأنه كان يشعر بالجوع الشديد، لكنه لم يتمكن من فعل أي شيء حيال ذلك، فقد أراد على الأقل ملء فمه بشيء ما.
“مرحبًا يا أطفال، من الجميل أن ألتقي بكم جميعًا. اسمي لوفليان، وأنا من برج السحر الأحمر لآروث.”
“…هاه؟” أطلقت ديزرا صوتًا مذهولًا.
لوفليان. قام العديد من الأطفال بإمالة رؤوسهم حيث بدا أنهم يتذكرون أنهم سمعوا اسمه من مكانٍ ما.
“لقد رأيت جارجيث وديزرا من قبل، حتى أننا سافرنا معًا في الطريق إلى هنا، ولكن بالنسبة لبقيتكُم…” جلس البطريرك غيلياد لايونهارت على الجانب الآخر من الأحفاد، على رأس الطاولة. بينما ينظف يديه بمنشفة مبللة، نظر عن كثب إلى كل طفل من الفروع الجانبية قبل المتابعة، “لا أعرف من أنتم الأربعة.”
قال إيوارد عندما التفت للنظر إلى لوفليان بتعبير مصدوم: “أنت المعالج الرئيسي للبرج الأحمر”.
خلال هذه المحادثة بين الاثنين، استمر إيوارد بقوة في مضغ شفته السفلية. كان سيان أيضًا صامتًا وحافظ على بصره منخفضًا، على الرغم من أنه كان يلعب عادةً مع سيل.
“غورك”، لهث يوجين، استنشاق عن طريق الخطأ بعض الشاي الساخن.
إعتقد يوجين أن جميع أنواع المعرفة لا بد أن تتطور بمرور الوقت. الأمر نفسه مع فنون الدفاع عن النفس. لذلك حتى لو كان يوجين أحد رفقاء البطل قبل ثلاثمائة عام، فسيكون من المتعجرف جدًا منه أن يعتقد أن فنون القتال الخاصة بـ ‘هامل الغبي’ كانت متفوقة بلا منازع على فنون القتال الحديثة.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
