نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

الشطرنج الأبدي 31

النظام الحقيقي .

النظام الحقيقي .

الفصل 33 — النظام الحقيقي.

 

 

‘ إنه هو ! يبدو مطابقاً تماماً للصورة…‘ برؤيته عن قرب ، دبت الرهبة في قلب آراي . و ركزت عيناه على القطة بشكلٍ كبير بلا وعي . كان يشعر بقمعٍ حقيقي ، و شعر بضآلته . رغم عدم فهمه لسبب ذلك . هل كانت هالةً فطرية ؟

‘…اللعنة .‘

 

 

بإمعان النظر إلى الخاتم الأسود ، لم يقرر آراي تحليله على الفور . بل هدأ من نفسه

في البداية ، كان أول ما شعر آراي به هو الألم الذي رن في رأسه بصوتٍ عال كأجراس الكنائس . كان مؤلماً للحد الذي أشعره و كأن رأسه على وشك الإنفجار . لحُسن الحظ ، إنحسر الصداع المؤلم بسرعة . و بدأ ذهنه بالإسترخاء تدريجياً . لم تكُن هذه أول مرةٍ يقع فيها في مثل هذا الموقف ، و أشعره هذا السيناريو المألوف بالسخط .

 

 

عبس آراي ، وتفاقم الشعور بالعجز و عدم الراحة بداخله . بدا و كأن هذا البعد السري قد إمتلك مساحةً أكبر مما يبدو . كان قد تورط و حُبس هنا في لحظة عجز و سهو .

‘ نعم ، إفعل ذلك…! صداعٌ شديد ، يليه إيجاد نفسي في مكانٍ لا أعرفه .‘

 

 

『 النظام الحقيقي .』

فتح آراي عيناه بتعب وعدم رغبة . ما رآه ، قد طابق ما توقعه بالفعل – مكانٌ غير مألوف ! إعتاد على ذلك ، و شعر بالألم في قلبه .

أخرج الشيخ لسانه و هز كتفيه مثل طفلٍ صغير . بالنظر إلى مظهره المسن و العميق ، أظهر هذا مفارقةً عجيبة . حتى آراي قد شعر بوجود ” خطأ ” في ذلك .

 

شحب وجه آراي كالملاءات ، بينما أدرك على الفور سبب التحذير السابق لرجل الشطرنج ، والذي جعله ينهاه عن البحث عن قط الأنفس التسعة قبل إكتساب قوةٍ كافية – كان هذا القط خطيراً للغاية !

‘ نعم ، شخصٌ ما يعبث معي بالتأكيد…هل تجد هذا ممتعاً ؟ سأقتلك !‘

 

 

 

كان آراي مستلقياً أسفل شجرة ، مُلِئ مجال بصره بالأشجار الشريرة . ذات الجذوع و الأغصان الرمادية الشاحبة . رُسمت عليها أوجهٌ بمختلف التعابير المرعبة . لم توجد فوقها أي أوراق ، بل ثمارٌ بحجم كرات القدم ، كانت بيضاء طيفية . ككُتلٍ من الأطياف المتشابكة . والتي إحتوت بداخلها على أوجهٍ أخرى متقلبة التعابير ، تارةً ناحبة ، و تارةً ضاحكة – كانت أشجاراً غريبةً للغاية !

‘ < تحليل : تتبع الأصل > ‘

 

إذا حاول تحليل ما يتخطى حدوده ، فلن تكون النتيجة شيئاً جيداً . لقد إختبر ذلك منذ سنوات بالصدفة…نبضت الأوردة في رأسه بمجرد محاولته لتذكر الأمر .

نظر إلى الأرض ، كان الغطاء العشبي الذي جلس عليه ، قاسياً . صبغ باللون الرمادي الميت ، وبدا جافاً .

 

 

ضاقت أعينه الذهبية الغامضة و الغير مفهومة على آراي ، وكأنها تستطيع رؤية كُل شيءٍ من خلاله .

‘هذا المكان…إنه يشعرني بعدم الراحة .‘

 

 

 

أمعن آراي النظر قليلاً إلى الأشجار ، ثم إتسعت عيناه بكفر فور إدراكه لحقيقة ماهية ذلك الشيء ؛ كان ذلك سهلاً على شخصٍ مثله – باحث في الأرواح !

 

 

أغمض آراي عينه ، و تغير المشهد الداكن من سقف الغرفة . سمح آراي لوعيه بالإنجراف مع التيار .

” أثير…؟ ”

 

 

” ووش.”

– كانت هذه الأشجار متفجرةً بالأثير بغزارة ! كانت تلك الثمار الكبيرة فوق الأشجار ، أثيراً !

‘ اللعنة ! ‘

 

من خرج من الكسر – كان شيخاً طويلاً ببشرةٍ شاحبة كالأوراق ، إرتدى رداء ساحرٍ أسود كلاسيكي . ذو أكمامٍ طويلة . كان شعره الطويل ناصع البياض ، و لم تكن لحيته أقصر من ذلك . بدت آثار الزمن واضحةً عليه ، برزت العديد من الشقوق الكبيرة في وجهه . و أصدر هالةً عميقة . كانت عيناه حالكتا السود كالهاوية بلا قعر ، محتويةً على سحر غريب ، كأنها تستطيع سحب كُل روح تنظر إليها إلى بحرٍ كبير . إرتدى عدسةً أحادية على عينه اليُمنى ، و التي تناسقت مع عينيه الغامضتين . معطيةً إياه سحراً فلسفياً .

” تباً ! ”

 

 

لم يكُن آراي متأكداً . جلس على الأرض ، وفكر في البدأ بتحليل المنطقة ، عندما تذكر شيئاً ما على الفور .

بدلاً من الفرح أو التهليل لإيجاد هذا الكم الكبير من الأثير ، شعر آراي بالرعب على الفور . دون أي تردد قفز على قدميه ، و بدأ بالركض !

 

 

ضاقت أعينه الذهبية الغامضة و الغير مفهومة على آراي ، وكأنها تستطيع رؤية كُل شيءٍ من خلاله .

– مما تكون الأثير ؟

تجمد ذهن آراي ، بينما إزداد اللون الأبيض في ذهنه ، بدا وكأن قلبه سيقفز من صدره . لقد كانا ينظران إليه مباشرةً ، لكنه رفض حتى التفكير في هذه الإحتمالية…السخيفة . بالنسبة لـ آراي ، كانت توجد العديد من الأشياء الممكنة و الغير ممكنة في العالم . كانت توجد قواعد أساسية ، و كانت توجد مسلمات . حتى السفر عبر العوالم قد كان ممكناً ، فماذا عن باقي الأشياء ؟

كان الأثير هو المادة الخام التي شكلت الروح ، بنسبة 100% .

‘ إنه هو ! يبدو مطابقاً تماماً للصورة…‘ برؤيته عن قرب ، دبت الرهبة في قلب آراي . و ركزت عيناه على القطة بشكلٍ كبير بلا وعي . كان يشعر بقمعٍ حقيقي ، و شعر بضآلته . رغم عدم فهمه لسبب ذلك . هل كانت هالةً فطرية ؟

 

وضع آراي يده على صدره لمحاولة تهدئة قلبه الهائج .

– هل الأثير خطر ؟

” شا!! ”

بلا شك ، كان خطيراً للغاية ! كان لديه القدرة على قتل المرء من الإجهاد العقلي . إستنزاف المرء ، و إستهلاك أفكاره . لديه القدرة على التسبب في هلوساتٍ سمعية وبصرية للآخرين ، وربما حتى الإنفصام ! و إعتمد ذلك على مدى تركز الأثير في المنطقة .

ضاقت أعينه الذهبية الغامضة و الغير مفهومة على آراي ، وكأنها تستطيع رؤية كُل شيءٍ من خلاله .

 

 

 

تشكًل السواد في هيئة قطة سوداء . كان لونه الغرابي داكناً بلا أي إنعكاس ضوء ، وكأنه يلتهم كُل شيء . رقصت ثلاثة ذيول من خلفه ، ولمعت أعينه كالمصابيح .

كان آراي يركض بإستمرار ، من مكانٍ لآخر . غُطيت هذه الغابة بالأشجار متشابهة الخصائص ، و لم يرى آراي شيئاً سواها هي و بعض…الأشباح الهائمة .

فجأة ، فتًحت ثلاثة أعين من العدم . كانت مثل الفوانيس التي تملك القدرة على إضائة العالم . أشرقت بضوءٍ أقوى من الشمس كألمع النجوم ، و إنتشر وهجها في كُل مكان مشعلةٍ السواد المطلق بشراراتٍ ذهبية كالغبار . نظر آراي إلى الأعين الثلاثة مباشرة ، بدت هذه الأعين و كأنها تحوي أسرار الكون ، وكأن لاشيء يخفى عليها . كانت عميقةً كالكون اللامحدود .

 

” بام ! ”

” هاه…اللعنة ، هذا لا ينتهي . هل أنا أدور في حلقة ؟ ”

سرعان ما رأى آراي عبر ما حدث معوضاً ما فقده من ذاكرته ، إشتعلت الحرارة في صدره وغضب فجأة .

 

 

لم يكُن آراي متأكداً . جلس على الأرض ، وفكر في البدأ بتحليل المنطقة ، عندما تذكر شيئاً ما على الفور .

 

 

‘ صحيح ! لما لستُ في الخارج ؟ ‘

‘ صحيح ! لما لستُ في الخارج ؟ ‘

 

 

” أوه صحيح…ذلك الشيء .”

دموع غريس – البلورة التي حصل عليها من آيلون . قد أعطته نتيجة تحليل مفاداها بأن هذه البلورة تملك القدرة على ‘ إخراج المرء ‘ من هذا البعد السري…لكن لم يبدو كذلك . لم يظن آراي أنه في العالم الخارجي ؛ لِلمعان و رقص أضواء الشفق في السماء الليلية فوق ! ناهيك عن هالة هذا المكان ، ورقة مستويات المانا في الجو .

 

 

” جلجلة !!”

‘ أين أنا الآن ؟ ‘

‘ إنه هو ! يبدو مطابقاً تماماً للصورة…‘ برؤيته عن قرب ، دبت الرهبة في قلب آراي . و ركزت عيناه على القطة بشكلٍ كبير بلا وعي . كان يشعر بقمعٍ حقيقي ، و شعر بضآلته . رغم عدم فهمه لسبب ذلك . هل كانت هالةً فطرية ؟

 

 

عبس آراي ، وتفاقم الشعور بالعجز و عدم الراحة بداخله . بدا و كأن هذا البعد السري قد إمتلك مساحةً أكبر مما يبدو . كان قد تورط و حُبس هنا في لحظة عجز و سهو .

 

 

 

” أوه صحيح…ذلك الشيء .”

بتخمينات صغيرة ، كاد قط الأنفس التسعة أن يصل لعين الحقيقة . لكن بدا و كأن ذاته العليا غير مبالية تجاه الأمر ، و كأن هذا الأمر التافه لا يستحق إهتمامها . أطلق صوت خرخرة و أغمض عيناً واحدة .

 

 

خلع آراي قفازه الأيسر . و خلع الخاتم الأسود ذو فص نقش القطة ثلاثية الأعين والذيول . رفع يده ثم نظر إلى الخاتم بعمق .

الفصل 33 — النظام الحقيقي.

 

 

‘ ما أنا فاعلٌ بك ؟ ‘

كان آراي يلهث بشدة ، تحرك صدره صعوداً و هبوطاً . إحمرت بشرته بشكلٍ واضح كالبندورة ، و كان غارقاً تماماً في عرقه الذي ملئ الفراش أسفله .

 

 

بإمعان النظر إلى الخاتم الأسود ، لم يقرر آراي تحليله على الفور . بل هدأ من نفسه

قبل أن يُنهي كلامه . فجأة ، لمع الخاتم الأسود بضوءٍ ذهبي أكثر إشراقاً من الشمس . إندفع عمودٌ حارق على الأرض ، مصدراً صوتاً عالياً .

 

كان آراي يركض بإستمرار ، من مكانٍ لآخر . غُطيت هذه الغابة بالأشجار متشابهة الخصائص ، و لم يرى آراي شيئاً سواها هي و بعض…الأشباح الهائمة .

إذا حاول تحليل ما يتخطى حدوده ، فلن تكون النتيجة شيئاً جيداً . لقد إختبر ذلك منذ سنوات بالصدفة…نبضت الأوردة في رأسه بمجرد محاولته لتذكر الأمر .

‘ < تحليل : تتبع الأصل > ‘

 

 

‘ لا أُريد تكرار ذلك حقاً ، لحُسن الحظ بإمكاني معرفة ما لا يُمكنني تحليله بنظرة…بعد كُل شيء ، إنها تملك ” هالةً ” واضحة…كهذا الخاتم !’

『 جيد ، أنت تبلي حسناً . لقد صنعت خواتماً مثالية و تستحق ثنائي بذلك . بالنسبة للمقابل ، فسيتكفل أتباعي بإرساله لك .』

 

 

كان ذلك الألم عندما يحلل ما يفوقه – كمحاولة تحميل لعبة لا يستطيع معالج الجهاز تحملها ، كان أشبه بحدوث ‘ خطأ ‘ في عقله لعدم قدرته على تحمل ذلك . بالطبع ما تلى هذا السيناريو هو عطل ما ساوى الموت للعقل البشري .

 

 

دموع غريس – البلورة التي حصل عليها من آيلون . قد أعطته نتيجة تحليل مفاداها بأن هذه البلورة تملك القدرة على ‘ إخراج المرء ‘ من هذا البعد السري…لكن لم يبدو كذلك . لم يظن آراي أنه في العالم الخارجي ؛ لِلمعان و رقص أضواء الشفق في السماء الليلية فوق ! ناهيك عن هالة هذا المكان ، ورقة مستويات المانا في الجو .

إيجاد هذا الخاتم بالصدفة ، قد جعل آراي غاية السعادة . كان هذا العالم كبيراً و شاسعاً للغاية – بلا حدود ، في مثل هذا العالم كيف قد يجد أي أثر لقطة الأنفس التسع ؟ مع كُل هذه المسؤوليات التي يملكها الآن ، كاد حتى ينسى وجود هذه المهمة . ناهيك عن مدى ضخامة العالم ، كانت تُوجد العديد من الأبعاد السرية المخفية ، التي لايعرف مكان وجودها سوى الآله . مالذي يضمن عدم إختباء القطة في أحدها ؟

تذكر آراي شيئاً ما ، حتى لو لم يحتفظ بالأشياء في ذاكرته الخاصة ، فقد كانت توجد الذاكرة التحليلية الخاصة بـ < تحليل >! كانت هذه الذاكرة الأخرى تسجل كُل شيءٍ في يومه . بتفاصيل لا يعلمها حتى هو ، لأنها قد كانت تُصور كُل شيءٍ من منظوره . و بإمكانه العودة إليها في أي وقت .

 

 

بدأ البحث عن هذه القطة هو أمرٌ مزعج ، و قد يكون آخر ما يفعله آراي في حياته . و هذا في حال لم يمت قبل إيجاد حلٍ لجسده.

『 إذا كُنت شخصاً من المستقبل أم الماضي ، فسيكون هذا مثيراً للإهتمام أيضاً بنحوٍ كاف . منطقي ، هذا سيزيد من فرصي الأخرى للمستقبل .』

 

 

‘ كيف يُمكنني الإستفادة منه ؟ من هذا الخاتم اللعين الذي تسبب في حالتي الحالية…’

 

 

 

‘ لما لا أستخدام < تحليل : تتبع الأصل > ؟ همم…معقول ، آمل ألا يتكرر مشهد ضوء الشمس ذاك مُجدداً…’

كان آراي يلهث بشدة ، تحرك صدره صعوداً و هبوطاً . إحمرت بشرته بشكلٍ واضح كالبندورة ، و كان غارقاً تماماً في عرقه الذي ملئ الفراش أسفله .

 

 

لم يكن هذا خياراً سيئاً .

‘ لغة مارلين القديمة ؟ تبدو أيضاً…بدائيةً إلى حدٍ ما. ‘

 

‘ ما أنا فاعلٌ بك ؟ ‘

كان هذا سيريه كيف تمت صناعة هذا الخاتم ، وربما قد يرى أيضاً ما هو أعمق ؛ كالحالة السابقة لقطة الأنفس التسع – وقت صُنع الخاتم ، و هل كانت حيةً أم لا…بالطبع ، كان هذا في حالة إمتلك الخاتم ‘ علاقة ‘ مع القطة ؛ لم يستبعد آراي مثل هذه الإحتمالية ، و ساعده تتبع الأصل في ذلك .

” تباً ! ”

 

‘ يُمكنهم رؤيتي…؟ ‘

سجل آراي ملاحظة ، و وضعها أرضاً .

『 إيه ؟ هذا لؤمٌ منك ! حسناً ، في حال قررت أخذه لنفسي كمقابل فهل ستوافق ؟ لا مانع ، أليس كذلك ؟』

 

 

‘ < تحليل : تتبع الأصل > ‘

 

 

 

أغمض آراي عينه ، و تغير المشهد الداكن من سقف الغرفة . سمح آراي لوعيه بالإنجراف مع التيار .

” أوه صحيح…ذلك الشيء .”

 

عندما عاد بصره إليه ، كان أول ما رآه هو سواداً دامساً مطلقاً ، و كأنه عاد إلى العدم . حيث لا يُوجد شيء . و لا حتى الظلام ، فقط اللون الأسود المطلق الذي غطى كُل شيء . في هذا الظلام . لم يكُن لـ آراي أي إدراك و لا حواس . كاد يغرق في الظلام الداكن و يخسر وعيه .

” ووش.”

 

 

 

عندما عاد بصره إليه ، كان أول ما رآه هو سواداً دامساً مطلقاً ، و كأنه عاد إلى العدم . حيث لا يُوجد شيء . و لا حتى الظلام ، فقط اللون الأسود المطلق الذي غطى كُل شيء . في هذا الظلام . لم يكُن لـ آراي أي إدراك و لا حواس . كاد يغرق في الظلام الداكن و يخسر وعيه .

 

 

 

” سا! ”

 

 

 

فجأة ، فتًحت ثلاثة أعين من العدم . كانت مثل الفوانيس التي تملك القدرة على إضائة العالم . أشرقت بضوءٍ أقوى من الشمس كألمع النجوم ، و إنتشر وهجها في كُل مكان مشعلةٍ السواد المطلق بشراراتٍ ذهبية كالغبار . نظر آراي إلى الأعين الثلاثة مباشرة ، بدت هذه الأعين و كأنها تحوي أسرار الكون ، وكأن لاشيء يخفى عليها . كانت عميقةً كالكون اللامحدود .

‘همم ، هذا الشيخ هو صانع الخواتم هاه ؟’

 

‘ لكن مع ذلك ، سيكون البحث في الكتب بلا فائدة ؛ بإستثناء الأحداث العامة وبعض النقاط الرئيسية المبهمة بشدة كالحرب السحرية الأولى وبعض الإختراعات ، فكُل شيءٍ آخر في الحقبة الثانية قد ضاع في غياهب التاريخ ؛ الأمر نفسه مع آرابيا القارة المركزية ، مُحي كُل شيءٍ مع كوكبة العدم…غالب ما قرأته هو أيضاً نتاج خيال المؤرخين ، وبعض الإفتراضات المخفية .‘

خلال لحظات ، ظهر الشكل الكامل لصاحب الأعين الثلاثة أمام آراي ، بينما شعر بالرهبة تنتشر بداخله كرقاقات الجليد . سريعة الإزدهار و عميقة التأثير ، كان صوت إنتشار الصقيع مسموعاً له .

 

 

إيجاد هذا الخاتم بالصدفة ، قد جعل آراي غاية السعادة . كان هذا العالم كبيراً و شاسعاً للغاية – بلا حدود ، في مثل هذا العالم كيف قد يجد أي أثر لقطة الأنفس التسع ؟ مع كُل هذه المسؤوليات التي يملكها الآن ، كاد حتى ينسى وجود هذه المهمة . ناهيك عن مدى ضخامة العالم ، كانت تُوجد العديد من الأبعاد السرية المخفية ، التي لايعرف مكان وجودها سوى الآله . مالذي يضمن عدم إختباء القطة في أحدها ؟

‘…هل هذه هي قطة الأنفس التسعة ؟ ‘

‘ بالتفكير بمنطقية كما أفعل دائماً ، فعلى الأرجح أنني كُنت أبحث عن…’

 

 

تشكًل السواد في هيئة قطة سوداء . كان لونه الغرابي داكناً بلا أي إنعكاس ضوء ، وكأنه يلتهم كُل شيء . رقصت ثلاثة ذيول من خلفه ، ولمعت أعينه كالمصابيح .

『 هاه ، هل فكرت بعرضي لك ؟ خططك ستُصبح أسرع هكذا ، ثق بي ، ستصل لمرادك – فهو ليس بالأمر المستحيل.』

 

 

– ألم يكُن هذا الوحش أمامه ، هو ما كانت مهمته عليه – قطة الأنفس التسع ؟

دموع غريس – البلورة التي حصل عليها من آيلون . قد أعطته نتيجة تحليل مفاداها بأن هذه البلورة تملك القدرة على ‘ إخراج المرء ‘ من هذا البعد السري…لكن لم يبدو كذلك . لم يظن آراي أنه في العالم الخارجي ؛ لِلمعان و رقص أضواء الشفق في السماء الليلية فوق ! ناهيك عن هالة هذا المكان ، ورقة مستويات المانا في الجو .

 

كان آراي يركض بإستمرار ، من مكانٍ لآخر . غُطيت هذه الغابة بالأشجار متشابهة الخصائص ، و لم يرى آراي شيئاً سواها هي و بعض…الأشباح الهائمة .

‘ إنه هو ! يبدو مطابقاً تماماً للصورة…‘ برؤيته عن قرب ، دبت الرهبة في قلب آراي . و ركزت عيناه على القطة بشكلٍ كبير بلا وعي . كان يشعر بقمعٍ حقيقي ، و شعر بضآلته . رغم عدم فهمه لسبب ذلك . هل كانت هالةً فطرية ؟

كانت ‘ الذكريات ‘ الخاصة بالخاتم ، مجرد أمور مسجلة في قطعة معدن قديمة . والتي تستطيع < تحليل : تتبع الأصل > مشاهدتها ؛ أقرب إلى مقطع فيديو مسجل . في أول مرة إستخدم فيها آراي هذه المهارة ، كاد أن يحترق من ضوء الشمس القادم من الرمز المشتعل . و حتى بعد بضع مرات أخرى جرب فيها < تحليل : تتبع الأصل > فقد رأى أخطاراً مختلفة ، مثل الغرق أو الطحن بمطرقةٍ حديدية . والتي كانت خطيرةً للغاية له . كانت ستكون ضارةً لـ”روحه ” .

 

 

” كراك !! ”

كانت ‘ الذكريات ‘ الخاصة بالخاتم ، مجرد أمور مسجلة في قطعة معدن قديمة . والتي تستطيع < تحليل : تتبع الأصل > مشاهدتها ؛ أقرب إلى مقطع فيديو مسجل . في أول مرة إستخدم فيها آراي هذه المهارة ، كاد أن يحترق من ضوء الشمس القادم من الرمز المشتعل . و حتى بعد بضع مرات أخرى جرب فيها < تحليل : تتبع الأصل > فقد رأى أخطاراً مختلفة ، مثل الغرق أو الطحن بمطرقةٍ حديدية . والتي كانت خطيرةً للغاية له . كانت ستكون ضارةً لـ”روحه ” .

 

لكن هذا المشهد هنا ، قد كان كافياً لجعله يخاف لبضع سنوات مستقبلية .

ظهر كسرٌ زجاجي في الفراغ اللامع ، و إنتشرت منه العديد من شرارات الذهب مثل أوراق الزهور في كُل مكان . إمتدت يدٌ بيضاء ذابلة من الكسر ، و سرعان ما خرجت يدٌ ذابلة .

‘ لكن مع ذلك ، سيكون البحث في الكتب بلا فائدة ؛ بإستثناء الأحداث العامة وبعض النقاط الرئيسية المبهمة بشدة كالحرب السحرية الأولى وبعض الإختراعات ، فكُل شيءٍ آخر في الحقبة الثانية قد ضاع في غياهب التاريخ ؛ الأمر نفسه مع آرابيا القارة المركزية ، مُحي كُل شيءٍ مع كوكبة العدم…غالب ما قرأته هو أيضاً نتاج خيال المؤرخين ، وبعض الإفتراضات المخفية .‘

 

『 كيف ستتعامل معه ؟ هل أستطيع أخذه لنفسي ؟ الإستفادة منه ؟ 』

” ها! ”

 

 

 

من خرج من الكسر – كان شيخاً طويلاً ببشرةٍ شاحبة كالأوراق ، إرتدى رداء ساحرٍ أسود كلاسيكي . ذو أكمامٍ طويلة . كان شعره الطويل ناصع البياض ، و لم تكن لحيته أقصر من ذلك . بدت آثار الزمن واضحةً عليه ، برزت العديد من الشقوق الكبيرة في وجهه . و أصدر هالةً عميقة . كانت عيناه حالكتا السود كالهاوية بلا قعر ، محتويةً على سحر غريب ، كأنها تستطيع سحب كُل روح تنظر إليها إلى بحرٍ كبير . إرتدى عدسةً أحادية على عينه اليُمنى ، و التي تناسقت مع عينيه الغامضتين . معطيةً إياه سحراً فلسفياً .

 

 

بدلاً من الفرح أو التهليل لإيجاد هذا الكم الكبير من الأثير ، شعر آراي بالرعب على الفور . دون أي تردد قفز على قدميه ، و بدأ بالركض !

『 مرحباً ، لقد مرت مدة . كيف تبلي مؤخراً ؟ لقد أتممت ما طلبته . هذا هو ما تريده ، أليس كذلك ؟ 』

 

 

‘ لغة مارلين القديمة ؟ تبدو أيضاً…بدائيةً إلى حدٍ ما. ‘

‘ أين أنا الآن ؟ ‘

 

 

رفع الشيخ يداه ، ومنها طارت تسع أحجارٍ سوداء داكنة .

 

 

لم يكن هذا خياراً سيئاً .

” باك! ”

‘ مالذي رأيته حتى أُحدث مثل رد الفعل المهول هذا ؟ ‘

 

 

فرقع بأصابعه ، و بدأت الأحجار السوداء بالتقشر و التنحت لوحدها ، في عاصفةٍ سوداء صغيرة . خلال ثوان ، إتخذت هيئة خواتمٍ سوداء – تماماً كالتّي حصل آراي عليها بالصدفة من لدى الغوبلن الأزرق .

كان آراي يلهث بشدة ، تحرك صدره صعوداً و هبوطاً . إحمرت بشرته بشكلٍ واضح كالبندورة ، و كان غارقاً تماماً في عرقه الذي ملئ الفراش أسفله .

 

 

『 جيد ، أنت تبلي حسناً . لقد صنعت خواتماً مثالية و تستحق ثنائي بذلك . بالنسبة للمقابل ، فسيتكفل أتباعي بإرساله لك .』

『 إنقلع ! إنه ملكي في هذه المرحلة ، هو لن يغادر هذا المكان دون إذنٍ مني .』

 

 

لوح قط الأنفس التسعة بذراعه ، وطارت الخواتم إليه .

 

 

 

‘همم ، هذا الشيخ هو صانع الخواتم هاه ؟’

 

 

 

أدرك آراي بعض الأمور من النظر إلى هذا المشهد ، لم يعمل عقله ببطء ، كان سريع التفكير . سرعان ما إستنتج بعض الإحتماليات و بدأ بإستبعادها قامعاً كُل المشاعر الأخرى في صدره ، بدأ بالتفكير . لم يكن هذا هو الوقت الملائم للشعور بالـ” رهبة ” أو ” الإثارة ” بل كان وقت التحليل !

‘ أين أنا الآن ؟ ‘

 

 

‘ من هو هذا الشيخ ؟ قدرته على صُنع خواتم تستطيع الإستمرار كُل تلك الفترة داخل بعدٍ سري قديم ، يبرز مدى مهارته و قوة حرفيته بإستغلاله لهذا الخام . قط الأنفس التسعة هذا أيضاً يبدو أنه يتسم بالغرور ، من محادثتهم هذه لا يبدو أن هذا الشيخ تابعٌ له . بل بدلاً من ذلك ، هم يجرون صفقة .’

 

 

في الأرض العشبية السابقة ، لمعت بضع رموزٍ محترقة بضوءٍ ذهبي .

كان هذا حقاً قط الأنفس التسعة !

 

 

كان صوتهما واضحاً لـ آراي ، و تحدثا بكلماتٍ مفهومة . لكن بسماع ‘ موضوعهم ‘ أدرك آراي أمراً .

‘ قط الأنفس التسعة على علاقةٍ بالعالم ، لايبدو أنه منفصل تماماً . على الأقل هذا يثبت لي أنه موجود ، مع ذلك همم…’

 

 

> كانوا أقوياء للغاية ! للحد الذي مكّنهم و هم منظمةٌ واحدة – من السيطرة على قارةٍ بأكملها لألف عام !

كان آراي سعيداً بمعرفة ذلك ، أثبت له ذلك أن القط موجود في هذا العالم حقاً . على الأقل ، لم يكُن سيطارد سراباً .

 

 

في الأرض العشبية السابقة ، لمعت بضع رموزٍ محترقة بضوءٍ ذهبي .

『 هاه ، هل فكرت بعرضي لك ؟ خططك ستُصبح أسرع هكذا ، ثق بي ، ستصل لمرادك – فهو ليس بالأمر المستحيل.』

في الأرض العشبية السابقة ، لمعت بضع رموزٍ محترقة بضوءٍ ذهبي .

 

” أزييز !! ”

『 المشاركة في منظمتك ؟ أعفني من ذلك .』

” ها! ”

 

– كانت هذه الأشجار متفجرةً بالأثير بغزارة ! كانت تلك الثمار الكبيرة فوق الأشجار ، أثيراً !

『 همف ! أنت لا تستحق عطف هذا الملك ، تستطيع الذهاب .』

‘ منظمة كرينفال المجنون…ما علاقة هذه المنظمة بالخاصة بالقط الأسود ؟ لدى كليهما نفس الإسم بعد كُل شيء…‘

 

『 إنقلع ! إنه ملكي في هذه المرحلة ، هو لن يغادر هذا المكان دون إذنٍ مني .』

أخرج الشيخ لسانه و هز كتفيه مثل طفلٍ صغير . بالنظر إلى مظهره المسن و العميق ، أظهر هذا مفارقةً عجيبة . حتى آراي قد شعر بوجود ” خطأ ” في ذلك .

 

 

 

『 بالنسبة لذلك…ما هو ؟ 』

” جلجلة !!”

 

كان هذا حقاً قط الأنفس التسعة !

خلال ثانية واحدة مشتركة ، توقف كلاهما عن التحدث . ونظرا لنفس الإتجاه – لنفس المكان . حددت خمس أعين تلك المنطقة ، و بدا وكأن الوقت قد توقف .

” هاه!! ”

 

كان آراي سعيداً بمعرفة ذلك ، أثبت له ذلك أن القط موجود في هذا العالم حقاً . على الأقل ، لم يكُن سيطارد سراباً .

『 همم ، هذا غريب . أنا لا أرى أي أحد ، هل تستطيع ؟ بإمكاني إستشعاره ، إنه يعوم هناك ناظراً إلينا منذ لحظة دخولي إلى هنا . مرحباً ! أعطنا ردة فعل يا رفيق ! 』 كان للشيخ تعبيرٌ مهتم ، فرك لحيته الطويلة ، و إنتشر صوته كالموجات المهتزة :『 هذا مثير ، ما نوع السحر الذي تستخدمه ؟ هل هذا إسقاطٌ نجمي ؟ روحٌ من عالم الأرواح ؟ تعال ، كيف تفعل هذا ؟ لم أرى شيئاً كهذا من قبل. 』 لوح بيده كتحية مغمضاً لعينيه ، كانت توجد إبتسامةٌ لطيفة على وجهه .

أطلق قط الأنفس التسعة شخيراً بارداً ، ثم حول أنظاره إلى الروح العائمة في الهواء . لعب بالخواتم الداكنة بيده الصغيرة قليلاً ، كان المعدن الأسود يتلألأ بغبار الذهب المضيء . إشتعلت أفصاص الخواتم بنيران مسودة جحيمية ، ثم ظهرت نقوشٌ تحوي هيئته القطية على الخواتم .

 

 

『 همم ، يبدو لي واضحاً و غير مرئي . تماماً كما تراه أنت . رغم ذلك ، بما ‘ أنك ‘ لم تعرفه فكيف يمكنني ذلك ؟ 』

 

 

‘ نعم ، شخصٌ ما يعبث معي بالتأكيد…هل تجد هذا ممتعاً ؟ سأقتلك !‘

كان صوتهما واضحاً لـ آراي ، و تحدثا بكلماتٍ مفهومة . لكن بسماع ‘ موضوعهم ‘ أدرك آراي أمراً .

كان آراي سعيداً بمعرفة ذلك ، أثبت له ذلك أن القط موجود في هذا العالم حقاً . على الأقل ، لم يكُن سيطارد سراباً .

 

 

‘ موضوعوهما الغريب هذا…مهلاً ! ‘

 

 

『 المشاركة في منظمتك ؟ أعفني من ذلك .』

‘ يُمكنهم رؤيتي…؟ ‘

『 جيد ، أنت تبلي حسناً . لقد صنعت خواتماً مثالية و تستحق ثنائي بذلك . بالنسبة للمقابل ، فسيتكفل أتباعي بإرساله لك .』

 

 

تجمد ذهن آراي ، بينما إزداد اللون الأبيض في ذهنه ، بدا وكأن قلبه سيقفز من صدره . لقد كانا ينظران إليه مباشرةً ، لكنه رفض حتى التفكير في هذه الإحتمالية…السخيفة . بالنسبة لـ آراي ، كانت توجد العديد من الأشياء الممكنة و الغير ممكنة في العالم . كانت توجد قواعد أساسية ، و كانت توجد مسلمات . حتى السفر عبر العوالم قد كان ممكناً ، فماذا عن باقي الأشياء ؟

 

 

 

لكن هذا المشهد هنا ، قد كان كافياً لجعله يخاف لبضع سنوات مستقبلية .

 

 

لكن هذا المشهد هنا ، قد كان كافياً لجعله يخاف لبضع سنوات مستقبلية .

‘ هذا مستحيل ! أنا أتخيل ذلك بلا شك .’

 

 

 

لا ، تخطى هذا الإستحالة . كان هذا منافياً تماماً للمنطق السليم الذي يعرفه آراي ، لأنه قد إخترق قواعد ‘ الزمكان ‘ و ‘ الواقع ‘ بالكامل .

سقطت نظرة آراي على الأرض ، وهناك رأى ورقةً بيضاء – شيئاً جهزه مسبقاً . قرأها ثم أومأ ، لكّن تعبيره لم يسترخي على الإطلاق .

 

 

『 كيف ستتعامل معه ؟ هل أستطيع أخذه لنفسي ؟ الإستفادة منه ؟ 』

『 هاه ، هل فكرت بعرضي لك ؟ خططك ستُصبح أسرع هكذا ، ثق بي ، ستصل لمرادك – فهو ليس بالأمر المستحيل.』

 

كان صوته ثقيلاً و غير قابلٍ للنقاش ، تحدث بسرعةٍ لم تكن بطيئةً ولا سريعة ، خرجت كُل كلمةٍ من اللامكان . و إنتشر صداها الكوني في كامل المساحة الذهبية ، هازتاً أركان آراي بشكلٍ كامل .

『 إنقلع ! إنه ملكي في هذه المرحلة ، هو لن يغادر هذا المكان دون إذنٍ مني .』

ولا حتى آركانا في أوج قوتها قد سيطرت على قارة كاملة .

 

 

『 إيه ؟ هذا لؤمٌ منك ! حسناً ، في حال قررت أخذه لنفسي كمقابل فهل ستوافق ؟ لا مانع ، أليس كذلك ؟』

تجمد ذهن آراي ، بينما إزداد اللون الأبيض في ذهنه ، بدا وكأن قلبه سيقفز من صدره . لقد كانا ينظران إليه مباشرةً ، لكنه رفض حتى التفكير في هذه الإحتمالية…السخيفة . بالنسبة لـ آراي ، كانت توجد العديد من الأشياء الممكنة و الغير ممكنة في العالم . كانت توجد قواعد أساسية ، و كانت توجد مسلمات . حتى السفر عبر العوالم قد كان ممكناً ، فماذا عن باقي الأشياء ؟

 

 

『 هاه ؟ أنت…هل تتحدث بجدية ؟ ماذا عما طلبته مسبقاً ؟ لكن لا مشكلة لدي ، تستطيع أخذه إذا أردت لكن بالمقابل… 』

أغمض آراي عينه ، و تغير المشهد الداكن من سقف الغرفة . سمح آراي لوعيه بالإنجراف مع التيار .

 

سجل آراي ملاحظة ، و وضعها أرضاً .

– مالذي كان يشاهده آراي ؟

 

 

 

كانت ‘ الذكريات ‘ الخاصة بالخاتم ، مجرد أمور مسجلة في قطعة معدن قديمة . والتي تستطيع < تحليل : تتبع الأصل > مشاهدتها ؛ أقرب إلى مقطع فيديو مسجل . في أول مرة إستخدم فيها آراي هذه المهارة ، كاد أن يحترق من ضوء الشمس القادم من الرمز المشتعل . و حتى بعد بضع مرات أخرى جرب فيها < تحليل : تتبع الأصل > فقد رأى أخطاراً مختلفة ، مثل الغرق أو الطحن بمطرقةٍ حديدية . والتي كانت خطيرةً للغاية له . كانت ستكون ضارةً لـ”روحه ” .

‘ مالذي رأيته حتى أُحدث مثل رد الفعل المهول هذا ؟ ‘

 

أخرج الشيخ لسانه و هز كتفيه مثل طفلٍ صغير . بالنظر إلى مظهره المسن و العميق ، أظهر هذا مفارقةً عجيبة . حتى آراي قد شعر بوجود ” خطأ ” في ذلك .

لكن لم يره أو يستشعره أحدٌ من قبل . لما ذلك ؟ لأنه لم يكن موجوداً في الأصل ، لا في الزمن الحقيقي ، و لا في وقت حدوث ذلك الحدث .

بدأ البحث عن هذه القطة هو أمرٌ مزعج ، و قد يكون آخر ما يفعله آراي في حياته . و هذا في حال لم يمت قبل إيجاد حلٍ لجسده.

 

” هاه…اللعنة ، هذا لا ينتهي . هل أنا أدور في حلقة ؟ ”

لقد كان الأمر ببساطة – كمحاولة شخصيةٍ في شاشة العرض التحدث إلى المصور أو المشاهد ؛ كان هذا ببساطة – إختراقاً للجدار الرابع !

 

 

 

『 بالطبع لا ، كُنت أمزح لا أكثر . حسناً ، سأغادر الآن ، لا تنسى إرسال الخريطة ! وداعاً . 』

 

 

 

صنع الشيخ كسراً آخر ، و عبر من خلاله . سرعان ما إختفى ظله .

بلا شك ، كان خطيراً للغاية ! كان لديه القدرة على قتل المرء من الإجهاد العقلي . إستنزاف المرء ، و إستهلاك أفكاره . لديه القدرة على التسبب في هلوساتٍ سمعية وبصرية للآخرين ، وربما حتى الإنفصام ! و إعتمد ذلك على مدى تركز الأثير في المنطقة .

 

عبس آراي متذكراً أحداث أوائل الحقبة الثالثة – قبل نحو 19 ألف عامٍ من الآن . أؤرخ في السجلات التاريخية – ما تبقى منها ، أنه بعد بضع عقود من دمار آركانا و إختفائها ، سادت الفوضى في العالم . عندما بدأت المنظمات المختلفة بالظهور في كُل مكان . منها السري ومنها الشرير ومنها الصالح . كانوا كثيرين ، وبلا رادع . حدثت الكثير من الإحتكاكات .

『 همف ! 』

 

 

 

أطلق قط الأنفس التسعة شخيراً بارداً ، ثم حول أنظاره إلى الروح العائمة في الهواء . لعب بالخواتم الداكنة بيده الصغيرة قليلاً ، كان المعدن الأسود يتلألأ بغبار الذهب المضيء . إشتعلت أفصاص الخواتم بنيران مسودة جحيمية ، ثم ظهرت نقوشٌ تحوي هيئته القطية على الخواتم .

سرعان ما رأى آراي عبر ما حدث معوضاً ما فقده من ذاكرته ، إشتعلت الحرارة في صدره وغضب فجأة .

 

 

『 لا تستطيع التحدث ولا المشاركة ، مجرد أصلٍ مشاهد هاه ؟ سحر الزمن لا يستطيع فعل ذلك ، فلا علاقة له بالأرواح ، و هو غير مكتمل ولا أساس له بعد . كلا هذين السحرين لم يتخطى المرحلة الثانية في تطويرهما حتى الآن ، فكيف أتيت أنت إلى هنا ؟ ناهيك عن الحالة الحالية لعالم الأرواح بعد ولادة حاكم الأرواح .』

 

 

” أوه صحيح…ذلك الشيء .”

” جلجلة !!”

ظهر كسرٌ زجاجي في الفراغ اللامع ، و إنتشرت منه العديد من شرارات الذهب مثل أوراق الزهور في كُل مكان . إمتدت يدٌ بيضاء ذابلة من الكسر ، و سرعان ما خرجت يدٌ ذابلة .

 

 

كان الفضاء الذهبي يضغط على هيئة آراي الروحية بشكلٍ ملتوي ، شعر الأخير بخوفٍ أكبر من الموت . وكأن أي ‘ صلة ‘ بوجوده على وشك أن تمحى تماماً . كانت هيئته الروحية ترتعش بلا حسيب ولا رقيب .

فرقع بأصابعه ، و بدأت الأحجار السوداء بالتقشر و التنحت لوحدها ، في عاصفةٍ سوداء صغيرة . خلال ثوان ، إتخذت هيئة خواتمٍ سوداء – تماماً كالتّي حصل آراي عليها بالصدفة من لدى الغوبلن الأزرق .

 

لوح قط الأنفس التسعة بذراعه ، وطارت الخواتم إليه .

‘ اللعنة ! ‘

أغمض آراي عينه ، و تغير المشهد الداكن من سقف الغرفة . سمح آراي لوعيه بالإنجراف مع التيار .

 

 

شحب وجه آراي كالملاءات ، بينما أدرك على الفور سبب التحذير السابق لرجل الشطرنج ، والذي جعله ينهاه عن البحث عن قط الأنفس التسعة قبل إكتساب قوةٍ كافية – كان هذا القط خطيراً للغاية !

– ألم يكُن هذا الوحش أمامه ، هو ما كانت مهمته عليه – قطة الأنفس التسع ؟

 

أطلق آراي زفيراً طويلاً بعد إعادة تنظيم أفكاره .

أمام هذا القط الداكن ، شعر آراي بأنه ضئيل الحجم ، وكأنه نجمةٌ عابرة في المجرة الفسيحة . ضئيلةٌ و بلا أي أثر ، كقطرةٍ داخل بحرٍ عملاق . كان قط الأنفس التسع أمامه هائلاً كنيرانٍ كونية تستطيع إلتهام كُل شيء ، أشد و أكبر من الثقوب السوداء العملاقة .

『 هاه ، هل فكرت بعرضي لك ؟ خططك ستُصبح أسرع هكذا ، ثق بي ، ستصل لمرادك – فهو ليس بالأمر المستحيل.』

 

‘ لا أُريد تكرار ذلك حقاً ، لحُسن الحظ بإمكاني معرفة ما لا يُمكنني تحليله بنظرة…بعد كُل شيء ، إنها تملك ” هالةً ” واضحة…كهذا الخاتم !’

ضاقت أعينه الذهبية الغامضة و الغير مفهومة على آراي ، وكأنها تستطيع رؤية كُل شيءٍ من خلاله .

كان آراي مستلقياً أسفل شجرة ، مُلِئ مجال بصره بالأشجار الشريرة . ذات الجذوع و الأغصان الرمادية الشاحبة . رُسمت عليها أوجهٌ بمختلف التعابير المرعبة . لم توجد فوقها أي أوراق ، بل ثمارٌ بحجم كرات القدم ، كانت بيضاء طيفية . ككُتلٍ من الأطياف المتشابكة . والتي إحتوت بداخلها على أوجهٍ أخرى متقلبة التعابير ، تارةً ناحبة ، و تارةً ضاحكة – كانت أشجاراً غريبةً للغاية !

 

 

『 ما هو أكثر إثارةً للإهتمام أنك قد دخلت هذه ‘ المساحة ‘ دون أن أشعر بذلك . همم ، هل تخطيت الزمكان ؟ لا أعتقد أن هذا العالم قد تطور لهذا الحد بعد ، بالتالي قد أستنتج أنك هاربٌ من قصة أخرى بذلك ربما ، فهذا يجعل وجودك منطقياً .』

‘ نعم ، إفعل ذلك…! صداعٌ شديد ، يليه إيجاد نفسي في مكانٍ لا أعرفه .‘

 

 

『 إذا كُنت شخصاً من المستقبل أم الماضي ، فسيكون هذا مثيراً للإهتمام أيضاً بنحوٍ كاف . منطقي ، هذا سيزيد من فرصي الأخرى للمستقبل .』

 

 

خلع آراي قفازه الأيسر . و خلع الخاتم الأسود ذو فص نقش القطة ثلاثية الأعين والذيول . رفع يده ثم نظر إلى الخاتم بعمق .

بتخمينات صغيرة ، كاد قط الأنفس التسعة أن يصل لعين الحقيقة . لكن بدا و كأن ذاته العليا غير مبالية تجاه الأمر ، و كأن هذا الأمر التافه لا يستحق إهتمامها . أطلق صوت خرخرة و أغمض عيناً واحدة .

 

 

 

『 دخولك إلى هنا لن يمر بسلام ، فأنت مفيد . ربما لن يكون الأمر الآن ، لكنه دعه لوقته . قريباً بما فيه الكفاية ، ستصلك المعلومات بشأن منظمتي . همم ، إسم هذه المنظمة سيكون…』

‘ منظمة كرينفال المجنون…ما علاقة هذه المنظمة بالخاصة بالقط الأسود ؟ لدى كليهما نفس الإسم بعد كُل شيء…‘

 

تشكًل السواد في هيئة قطة سوداء . كان لونه الغرابي داكناً بلا أي إنعكاس ضوء ، وكأنه يلتهم كُل شيء . رقصت ثلاثة ذيول من خلفه ، ولمعت أعينه كالمصابيح .

كان صوته ثقيلاً و غير قابلٍ للنقاش ، تحدث بسرعةٍ لم تكن بطيئةً ولا سريعة ، خرجت كُل كلمةٍ من اللامكان . و إنتشر صداها الكوني في كامل المساحة الذهبية ، هازتاً أركان آراي بشكلٍ كامل .

 

 

 

『 النظام الحقيقي .』

 

 

تجمد ذهن آراي ، بينما إزداد اللون الأبيض في ذهنه ، بدا وكأن قلبه سيقفز من صدره . لقد كانا ينظران إليه مباشرةً ، لكنه رفض حتى التفكير في هذه الإحتمالية…السخيفة . بالنسبة لـ آراي ، كانت توجد العديد من الأشياء الممكنة و الغير ممكنة في العالم . كانت توجد قواعد أساسية ، و كانت توجد مسلمات . حتى السفر عبر العوالم قد كان ممكناً ، فماذا عن باقي الأشياء ؟

” شا!!! ”

تذكر آراي شيئاً ما ، حتى لو لم يحتفظ بالأشياء في ذاكرته الخاصة ، فقد كانت توجد الذاكرة التحليلية الخاصة بـ < تحليل >! كانت هذه الذاكرة الأخرى تسجل كُل شيءٍ في يومه . بتفاصيل لا يعلمها حتى هو ، لأنها قد كانت تُصور كُل شيءٍ من منظوره . و بإمكانه العودة إليها في أي وقت .

 

 

لوح قط الأنفس التسع بيد القط خاصته ، هبت رياحٌ كونية . شعر آراي بأنه يُشفط داخل هاويةٍ لا نهائية ، و لم يتدراك أي شيءٍ بعد .

‘ لكن مع ذلك ، سيكون البحث في الكتب بلا فائدة ؛ بإستثناء الأحداث العامة وبعض النقاط الرئيسية المبهمة بشدة كالحرب السحرية الأولى وبعض الإختراعات ، فكُل شيءٍ آخر في الحقبة الثانية قد ضاع في غياهب التاريخ ؛ الأمر نفسه مع آرابيا القارة المركزية ، مُحي كُل شيءٍ مع كوكبة العدم…غالب ما قرأته هو أيضاً نتاج خيال المؤرخين ، وبعض الإفتراضات المخفية .‘

 

『 ما هو أكثر إثارةً للإهتمام أنك قد دخلت هذه ‘ المساحة ‘ دون أن أشعر بذلك . همم ، هل تخطيت الزمكان ؟ لا أعتقد أن هذا العالم قد تطور لهذا الحد بعد ، بالتالي قد أستنتج أنك هاربٌ من قصة أخرى بذلك ربما ، فهذا يجعل وجودك منطقياً .』

『 تأكد من خدمتي بشكلٍ جيد ، و تذكر ، أنا أراقبك دائماً . بدأً من الآن . مع ذلك ، أنت لن تتذكر أي شيءٍ عني . ربما عندما يحين الوقت ستفعل .』

كان آراي سعيداً بمعرفة ذلك ، أثبت له ذلك أن القط موجود في هذا العالم حقاً . على الأقل ، لم يكُن سيطارد سراباً .

 

عندما فتح آراي عينيه من جديد ، إكتشف أنه كان يخنق نفسه محاولاً التنفس . كان قلبه ينبض بسرعة و توسعت شعيراته الدموية مشعرةً إياه بملايين الإبر تنغز جسده بقسوة ، ضاق صدره البارد باحثاً عن بعض الأكسجين .

دارت أعينه كعواصف مجرية تحوي نجوم الكون ، كانت عميقةً و شاسعة .

 

 

 

” شا!! ”

صنع الشيخ كسراً آخر ، و عبر من خلاله . سرعان ما إختفى ظله .

 

『 مرحباً ، لقد مرت مدة . كيف تبلي مؤخراً ؟ لقد أتممت ما طلبته . هذا هو ما تريده ، أليس كذلك ؟ 』

عندما فتح آراي عينيه من جديد ، إكتشف أنه كان يخنق نفسه محاولاً التنفس . كان قلبه ينبض بسرعة و توسعت شعيراته الدموية مشعرةً إياه بملايين الإبر تنغز جسده بقسوة ، ضاق صدره البارد باحثاً عن بعض الأكسجين .

 

 

 

” هاه!! ”

 

 

 

” هاه…هاه…”

 

 

‘…هل هذه هي قطة الأنفس التسعة ؟ ‘

كان آراي يلهث بشدة ، تحرك صدره صعوداً و هبوطاً . إحمرت بشرته بشكلٍ واضح كالبندورة ، و كان غارقاً تماماً في عرقه الذي ملئ الفراش أسفله .

‘…هل هذه هي قطة الأنفس التسعة ؟ ‘

 

 

‘ ماذا حدث ؟ ‘

” أوه صحيح…ذلك الشيء .”

 

 

شعر آراي بوجود شيءٍ ناقص في ذاكرته ، هل حظي بكابوسٍ سيء ؟

‘ اللعنة ! ‘

 

 

هدأ آراي من نفسه ، لكنه لم يتمكن من قمع موجة الرعب التي إجتاحت صدره . شعر بأنه حظي بكابوسٍ كاد فيه أن يُلتهم من هاوية مظلمة لا قعر لها .

 

 

 

‘ إهدئ ! ‘

 

 

‘ لغة مارلين القديمة ؟ تبدو أيضاً…بدائيةً إلى حدٍ ما. ‘

وضع آراي يده على صدره لمحاولة تهدئة قلبه الهائج .

 

 

 

‘ بالتفكير بمنطقية كما أفعل دائماً ، فعلى الأرجح أنني كُنت أبحث عن…’

『 المشاركة في منظمتك ؟ أعفني من ذلك .』

 

 

سقطت نظرة آراي على الأرض ، وهناك رأى ورقةً بيضاء – شيئاً جهزه مسبقاً . قرأها ثم أومأ ، لكّن تعبيره لم يسترخي على الإطلاق .

‘ من هو هذا الشيخ ؟ قدرته على صُنع خواتم تستطيع الإستمرار كُل تلك الفترة داخل بعدٍ سري قديم ، يبرز مدى مهارته و قوة حرفيته بإستغلاله لهذا الخام . قط الأنفس التسعة هذا أيضاً يبدو أنه يتسم بالغرور ، من محادثتهم هذه لا يبدو أن هذا الشيخ تابعٌ له . بل بدلاً من ذلك ، هم يجرون صفقة .’

 

 

‘ تحليله مباشرةً بـ< تحليل : تحليل تام > هو شيءٌ لن أفعله أبداً ، فهذا ينطوي على مخاطرةٍ كبيرة ، لأنني قد لا أستطيع تحمل سيل البيانات التي قد تفجر عقلي ، آخر مرة كان مارلين قد عالجني قبل أن أموت.’

『 النظام الحقيقي .』

 

 

‘ بالتالي هذا يترك لي خياراً آخر وحيد ؛ بأنني إستخدمت < تحليل : تتبع الأصل > للبحث في هذا الخاتم !’

أطلق قط الأنفس التسعة شخيراً بارداً ، ثم حول أنظاره إلى الروح العائمة في الهواء . لعب بالخواتم الداكنة بيده الصغيرة قليلاً ، كان المعدن الأسود يتلألأ بغبار الذهب المضيء . إشتعلت أفصاص الخواتم بنيران مسودة جحيمية ، ثم ظهرت نقوشٌ تحوي هيئته القطية على الخواتم .

 

‘ نعم ، شخصٌ ما يعبث معي بالتأكيد…هل تجد هذا ممتعاً ؟ سأقتلك !‘

سرعان ما عوض آراي بعض أجزاء ذكرياته الناقصة بفرضياتٍ معقولة من عنده .

 

 

 

‘ مالذي رأيته حتى أُحدث مثل رد الفعل المهول هذا ؟ ‘

 

 

لقد كان الأمر ببساطة – كمحاولة شخصيةٍ في شاشة العرض التحدث إلى المصور أو المشاهد ؛ كان هذا ببساطة – إختراقاً للجدار الرابع !

‘ مثيرٌ للإهتمام…لا يبدو أنني أستطيع التذكر ، هاه ؟’

عندما عاد بصره إليه ، كان أول ما رآه هو سواداً دامساً مطلقاً ، و كأنه عاد إلى العدم . حيث لا يُوجد شيء . و لا حتى الظلام ، فقط اللون الأسود المطلق الذي غطى كُل شيء . في هذا الظلام . لم يكُن لـ آراي أي إدراك و لا حواس . كاد يغرق في الظلام الداكن و يخسر وعيه .

 

 

تذكر آراي شيئاً ما ، حتى لو لم يحتفظ بالأشياء في ذاكرته الخاصة ، فقد كانت توجد الذاكرة التحليلية الخاصة بـ < تحليل >! كانت هذه الذاكرة الأخرى تسجل كُل شيءٍ في يومه . بتفاصيل لا يعلمها حتى هو ، لأنها قد كانت تُصور كُل شيءٍ من منظوره . و بإمكانه العودة إليها في أي وقت .

 

 

‘ صحيح ! لما لستُ في الخارج ؟ ‘

‘ أرى الآن ، قط الأنفس التسعة ! ‘

ولا حتى آركانا في أوج قوتها قد سيطرت على قارة كاملة .

 

” هاه…اللعنة ، هذا لا ينتهي . هل أنا أدور في حلقة ؟ ”

سرعان ما رأى آراي عبر ما حدث معوضاً ما فقده من ذاكرته ، إشتعلت الحرارة في صدره وغضب فجأة .

 

 

– مما تكون الأثير ؟

‘ إبن العاهرة ! إنه مجرد قط لكنه يتصرف بهذا القدر من الغموض و الهيبة ، هاه ؟ هل هذا رائعٌ جداً ؟ سأقتلك ! ‘

『 ما هو أكثر إثارةً للإهتمام أنك قد دخلت هذه ‘ المساحة ‘ دون أن أشعر بذلك . همم ، هل تخطيت الزمكان ؟ لا أعتقد أن هذا العالم قد تطور لهذا الحد بعد ، بالتالي قد أستنتج أنك هاربٌ من قصة أخرى بذلك ربما ، فهذا يجعل وجودك منطقياً .』

 

 

تعهد آراي في قلبه ، و كره هذا الوجود على الفور بتحيزٍ صريح . صفع رأسه على الفور ، مهدئاً من هيجان عواطفه . ثم أخذ نفساً .

تجمد ذهن آراي ، بينما إزداد اللون الأبيض في ذهنه ، بدا وكأن قلبه سيقفز من صدره . لقد كانا ينظران إليه مباشرةً ، لكنه رفض حتى التفكير في هذه الإحتمالية…السخيفة . بالنسبة لـ آراي ، كانت توجد العديد من الأشياء الممكنة و الغير ممكنة في العالم . كانت توجد قواعد أساسية ، و كانت توجد مسلمات . حتى السفر عبر العوالم قد كان ممكناً ، فماذا عن باقي الأشياء ؟

 

صنع الشيخ كسراً آخر ، و عبر من خلاله . سرعان ما إختفى ظله .

” لكن مع ذلك…من كان ذاك المسن ؟ ” عبس آراي ، و لم يسعه سوى الشعور بالنفور الغريزي من كليهما — الرجل المسن و القط .

 

 

 

‘ أعتقد أن علي إعادة قراءة كتب التاريخ في ذهني. للبحث بشكلٍ أدق مع هذه الدلائل…‘

” النظام الحقيقي ، هاه ؟ ليكُن ، سأبحث عنها بعد العودة . لكن علي التفكير الآن بمغادرة هذا المكان . بدلاً من…”

 

 

‘ النظام الحقيقي ، هاه ؟ هذه يذكرني بشيءٍ ما…‘

‘ نعم ، شخصٌ ما يعبث معي بالتأكيد…هل تجد هذا ممتعاً ؟ سأقتلك !‘

 

 

عبس آراي متذكراً أحداث أوائل الحقبة الثالثة – قبل نحو 19 ألف عامٍ من الآن . أؤرخ في السجلات التاريخية – ما تبقى منها ، أنه بعد بضع عقود من دمار آركانا و إختفائها ، سادت الفوضى في العالم . عندما بدأت المنظمات المختلفة بالظهور في كُل مكان . منها السري ومنها الشرير ومنها الصالح . كانوا كثيرين ، وبلا رادع . حدثت الكثير من الإحتكاكات .

‘ ما أنا فاعلٌ بك ؟ ‘

 

‘ قط الأنفس التسعة على علاقةٍ بالعالم ، لايبدو أنه منفصل تماماً . على الأقل هذا يثبت لي أنه موجود ، مع ذلك همم…’

من بين جميع النُظم الشريرة ، برز ‘ النظام الحقيقي ‘ بالأخص . كُتب في المؤرخات بأن أعضائها قد آمنوا بالوحدة المشتركة للجميع ، و بأن كُل المخلوقات الحية هي ” متساوية ” و ذات ” نفس الجوهر ” . كطائفة عقائدية . في النهاية ، عمت الفوضى الكبيرة في القارة الشمالية بسبب ذلك ، و أُقيمت حربٌ ضخمة بين إمبراطوريةٍ سُميت بـ أليوستير و النظام الحقيقي . و فاز الأخير بها .

 

 

 

> كانوا أقوياء للغاية ! للحد الذي مكّنهم و هم منظمةٌ واحدة – من السيطرة على قارةٍ بأكملها لألف عام !

 

 

كان هذا حقاً قط الأنفس التسعة !

ولا حتى آركانا في أوج قوتها قد سيطرت على قارة كاملة .

 

 

 

‘ منظمة كرينفال المجنون…ما علاقة هذه المنظمة بالخاصة بالقط الأسود ؟ لدى كليهما نفس الإسم بعد كُل شيء…‘

لوح قط الأنفس التسع بيد القط خاصته ، هبت رياحٌ كونية . شعر آراي بأنه يُشفط داخل هاويةٍ لا نهائية ، و لم يتدراك أي شيءٍ بعد .

 

『 ما هو أكثر إثارةً للإهتمام أنك قد دخلت هذه ‘ المساحة ‘ دون أن أشعر بذلك . همم ، هل تخطيت الزمكان ؟ لا أعتقد أن هذا العالم قد تطور لهذا الحد بعد ، بالتالي قد أستنتج أنك هاربٌ من قصة أخرى بذلك ربما ، فهذا يجعل وجودك منطقياً .』

لم يكُن لدى آراي أي فكرة على الإطلاق . كان مستوى معرفته التاريخية ، يُعتبر بحدود ” اللائق ” بين جموع السحرة – لا أكثر . بالأحرى ، عندما نظر للأمر من زاويةٍ آخرى – زاوية شاملة للغموض والأحداث ، فقد إكتشف بأنه كان أساسياً للغاية !

 

 

 

‘وهذا يفتح علي باباً جديداً من الآن ، علي فهم غموض هذا العالم ! كُنت سأفعل ذلك على أي حال ، أصبح لدي سببٌ إضافي الآن فحسب .‘

بلا شك ، كان خطيراً للغاية ! كان لديه القدرة على قتل المرء من الإجهاد العقلي . إستنزاف المرء ، و إستهلاك أفكاره . لديه القدرة على التسبب في هلوساتٍ سمعية وبصرية للآخرين ، وربما حتى الإنفصام ! و إعتمد ذلك على مدى تركز الأثير في المنطقة .

 

 

‘ لكن مع ذلك ، سيكون البحث في الكتب بلا فائدة ؛ بإستثناء الأحداث العامة وبعض النقاط الرئيسية المبهمة بشدة كالحرب السحرية الأولى وبعض الإختراعات ، فكُل شيءٍ آخر في الحقبة الثانية قد ضاع في غياهب التاريخ ؛ الأمر نفسه مع آرابيا القارة المركزية ، مُحي كُل شيءٍ مع كوكبة العدم…غالب ما قرأته هو أيضاً نتاج خيال المؤرخين ، وبعض الإفتراضات المخفية .‘

『 ما هو أكثر إثارةً للإهتمام أنك قد دخلت هذه ‘ المساحة ‘ دون أن أشعر بذلك . همم ، هل تخطيت الزمكان ؟ لا أعتقد أن هذا العالم قد تطور لهذا الحد بعد ، بالتالي قد أستنتج أنك هاربٌ من قصة أخرى بذلك ربما ، فهذا يجعل وجودك منطقياً .』

 

 

‘ نعم ، التاريخ الحقيقي يكاد يكون شبه مختفي . وما يظهر للعلن متحكمٌ به ! ذلك ما كُنت سأفعله في وجدت مثل هذه الأسرار…الشاهد على ذلك ، أن سماء نجوم آركانا لم يذكروا وجود ” الشمس ” بينهم . ألا يُعتبر هذا تزييفاً كافياً ؟ ‘

– مالذي كان يشاهده آراي ؟

 

 

أطلق آراي زفيراً طويلاً بعد إعادة تنظيم أفكاره .

 

 

‘ يُمكنهم رؤيتي…؟ ‘

” النظام الحقيقي ، هاه ؟ ليكُن ، سأبحث عنها بعد العودة . لكن علي التفكير الآن بمغادرة هذا المكان . بدلاً من…”

 

 

『 ما هو أكثر إثارةً للإهتمام أنك قد دخلت هذه ‘ المساحة ‘ دون أن أشعر بذلك . همم ، هل تخطيت الزمكان ؟ لا أعتقد أن هذا العالم قد تطور لهذا الحد بعد ، بالتالي قد أستنتج أنك هاربٌ من قصة أخرى بذلك ربما ، فهذا يجعل وجودك منطقياً .』

قبل أن يُنهي كلامه . فجأة ، لمع الخاتم الأسود بضوءٍ ذهبي أكثر إشراقاً من الشمس . إندفع عمودٌ حارق على الأرض ، مصدراً صوتاً عالياً .

 

 

 

” بام ! ”

 

 

‘ ما أنا فاعلٌ بك ؟ ‘

” أزييز !! ”

 

 

في البداية ، كان أول ما شعر آراي به هو الألم الذي رن في رأسه بصوتٍ عال كأجراس الكنائس . كان مؤلماً للحد الذي أشعره و كأن رأسه على وشك الإنفجار . لحُسن الحظ ، إنحسر الصداع المؤلم بسرعة . و بدأ ذهنه بالإسترخاء تدريجياً . لم تكُن هذه أول مرةٍ يقع فيها في مثل هذا الموقف ، و أشعره هذا السيناريو المألوف بالسخط .

طارت سحابةٌ من الغبار ، مما جعل آراي يتراجع للخلف حتى إنقشعت سحابة الغبار الصغيرة أمامه .

– ألم يكُن هذا الوحش أمامه ، هو ما كانت مهمته عليه – قطة الأنفس التسع ؟

 

‘ النظام الحقيقي ، هاه ؟ هذه يذكرني بشيءٍ ما…‘

في الأرض العشبية السابقة ، لمعت بضع رموزٍ محترقة بضوءٍ ذهبي .

 

 

 

” 29/12/9991 ق.ج .”

『 دخولك إلى هنا لن يمر بسلام ، فأنت مفيد . ربما لن يكون الأمر الآن ، لكنه دعه لوقته . قريباً بما فيه الكفاية ، ستصلك المعلومات بشأن منظمتي . همم ، إسم هذه المنظمة سيكون…』

في البداية ، كان أول ما شعر آراي به هو الألم الذي رن في رأسه بصوتٍ عال كأجراس الكنائس . كان مؤلماً للحد الذي أشعره و كأن رأسه على وشك الإنفجار . لحُسن الحظ ، إنحسر الصداع المؤلم بسرعة . و بدأ ذهنه بالإسترخاء تدريجياً . لم تكُن هذه أول مرةٍ يقع فيها في مثل هذا الموقف ، و أشعره هذا السيناريو المألوف بالسخط .

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط