نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

الشطرنج الأبدي 21

أغاريس

أغاريس

الفصل 21 – أغاريس

إنتهى كلا الجانبين أخيراً من التوصل لحل و الإتفاق على شيٍ ما . بعد العديد من الأحداث الصغيرة خلال نحو نصف ساعة .

 

 

” أنا من عالمٍ آخر مثلك .”

” أيها الفتى البشري بإسم آراي رولان ، أنا أعرف أنك من عالمٍ آخر بالفعل . أنت مثلي ! أستطيع معرفة ذلك بنظرة ، بالإضافة لذلك أنت بارزٌ أكثر مني حتى .”

 

 

“…”

أصبح الجو الثقيل داخل الحانة أسخن فجأة ، و كأن ضوء الشمس فوقهم مباشرةً . بدأت نهايات ملابس آراي بالإشتعال قليلاً . بينما أصبح الهواء داخل رئتيه ساخناً . شعر بصعوبةٍ بالتنفس ، و بأنه يفقد الهواء . كانت رائحة الدخان منتشرةً بالجو . ظن آراي أنه رأى الشرر يرقص . فجأة ، سرت الحرارة في ظهره ، عندما فقد العالم ألوانه و إسود بصره ثم إصطدم بشيءٍ ما و إحترق جسده . حدث كُل ذلك خلال ثانيةٍ واحدة !

 

“…”

تجمد ذهن آراي لوهلة ، ثم أدرك ما سمعه . هل لفظ هذا الفتى حقاً تلك الكلمات ؟ بدا و كأنه كذلك ، لم يكُن يتوهم الأمر . و سمع ذلك بشكلٍ صحيح .

 

 

عندما إستيقظ آراي من جديد ، كان نائماً في مشفى العاصمة مع العديد من الحروقات ذات الدرجة الثانية و الجروح الناتجة من الزجاج مع بعض الأضلاع المكسورة…لكونه في الرتبة الأولى ، كان شفاءه يسيراً و تم ذلك بسرعة قبل تفاقم الإصابات . كلفه 70 بلورةً سحرية ، لشفاء نفسه في النهاية .

‘من عالم آخر ؟ ‘

قال آراي و لم يخيبه .

 

سار آراي بعيداً و لم ينظر إلى تعبير أغاريس ، ثم أحضر مقعدين ، و جلس على أحدهما . بينما وضع الآخر مقابلاً له .

رنت هذه الكلمات في ذهن آراي . بينما ظهرت المعلومات في ذهنه . بدايةً بالفلسفي الأقدم – باراسيلوس في الحقبة الثانية ، ظهر ثلاث شياطين معروفون على نطاقٍ واسع في التاريخ . ربما كانوا أكثر من ذلك ، لكن كان هؤلاء هُم أكثرهم شهرة و شراً ؛ نجوم الشياطين الثلاثة—

” ألن يظهر رجل الشطرنج في حال قتلتك بالقسر ؟ لأنني أضررت بما يبدو كوريثه…معقول .”” هاهاها كما هو متوقع ، أنا عبقري حقاً .”

 

 

– أوساط الحقبة الثانية ؛ الفلسفي الأقدم فون هوينهايم – باراسيلوس .

 

 

 

– أوساط الحقبة الثالثة ؛ كوكبة العدم .

كم ساحراً أو معززاً إمتلك هذه القوة في الإمبراطورية ؟ كانوا كثراً ، و كان لدى كُل واحدٍ فيهم مكانةٌ كبيرة . سواءاً أكان مغامراً في الفئة B أو جزئاً من الجنود النخبة في الإمبراطورية . كانوا شخصات مؤثرة ! لذلك ، خاف جميع المغامرين أغاريس . كان بإمكانه فعل ما يُريد بحدود ، و لن يُعاقب جراء ذلك .

 

 

– أواخر الحقبة الثالثة ؛ جوكر الخطأ .

“…”

 

 

كانت جرائمهم أفظع و أسوء ما يُمكن تجاه البشر و الأعراق المختلفة ، كرههم سكان جميع القارات . و تم إعتبارهم اللطخة السوداء في التاريخ . كوارث هذا العالم و آفاته ! بسببهم وجد أمر ” أقتل على مد البصر ! ” على كافة الشياطين في كُل الأوقات . كان الإعتراف بكونه من عالمٍ آخر بهذه الكيفية الساذجة دون أدنى خوف مغازلةً للموت .

 

 

“…”

‘حتى بعد كُل تحذيرات مارلين ، لا أصدق أن شخصاً كهذا موجود…أم أن هذه الهوية ليست بالشيء المميز ؟ لا ، قد يكُون كاذباً حتى .’

 

 

‘< تحليل : محاكاة> ‘

هز آراي رأسه داخلياً ، و أعاد تقييم هذا الشخص المدعو ‘أغاريس ‘في ذهنه من جديد . إزداد حذره تجاهه بلا وعي .

كم ساحراً أو معززاً إمتلك هذه القوة في الإمبراطورية ؟ كانوا كثراً ، و كان لدى كُل واحدٍ فيهم مكانةٌ كبيرة . سواءاً أكان مغامراً في الفئة B أو جزئاً من الجنود النخبة في الإمبراطورية . كانوا شخصات مؤثرة ! لذلك ، خاف جميع المغامرين أغاريس . كان بإمكانه فعل ما يُريد بحدود ، و لن يُعاقب جراء ذلك .

 

 

” عالم آخر ؟ ماذا تقصد؟ ”

 

 

 

بعد تفكيرٍ قصير ، قرر آراي فورياً إدعاء الحُمق . كُل شيءٍ كان ممكناً بإستثناء هويته – هوية شيطان العالم الآخر . لم ينسى آراي رُعب نظام القدر !

 

 

 

” إيه ؟ بحقك ، هل تنوي اللعب بهذه الطريقة ؟ هذا مُمل وليس ممتعاً على الإطلاق . مما أنت خائف ؟ ”

 

 

 

هز أغاريس كتفيه .

سار آراي من بعيد ، ممزقاً جزءاً مُحترقاً من رداءه . سعل بضع مرات ، ثم وصل تقريباً إلى أغاريس . كان قد نجى بالكاد بحروقٍ سطحية خفيفة .

 

 

” أيها الفتى البشري بإسم آراي رولان ، أنا أعرف أنك من عالمٍ آخر بالفعل . أنت مثلي ! أستطيع معرفة ذلك بنظرة ، بالإضافة لذلك أنت بارزٌ أكثر مني حتى .”

 

 

 

” تعال ، لنتحدث قليلاً .” أشار أغاريس إلى طاولةٍ قريبة و إبتسم .” أفترض أنك حائر أيها البشري ، صحيح ؟ حوارٌ قصير ، يُمكنه توضيح كُل شيء ! أوه ، مع وجبةٍ أيضاً .”

” بوووم ! ”

 

” لا بأس ، لكن لما علي الثقة بك ؟ كيف أضمن ألا تخونني ؟ بعد كُل شيء…أنت بشري.”

” أيها المالك ! ”

تجمد ذهن آراي لوهلة ، ثم أدرك ما سمعه . هل لفظ هذا الفتى حقاً تلك الكلمات ؟ بدا و كأنه كذلك ، لم يكُن يتوهم الأمر . و سمع ذلك بشكلٍ صحيح .

 

هز آراي رأسه ، و أعاد كلامه بلا مبالاة .

“…”

 

 

 

لم يوجد رد .

 

 

 

“أيها المالك !! هل ستستجيب أم سأحرق لك هذا المكان برمته ؟ أخبرتك عدة مرات بأن لا تتجاهلني ، ستكون هذه آخر مرة لك أيها اللعين .”

 

 

‘تباً ، كما إعتقدت ! لديه قدرةٌ لكشف الكذب أيضاً ؟ كم من قدرة يملك هذا الشخص ؟ ‘

من أسفل الطاولة الكبيرة في مقدمة الحانة حيث تُوجد طاولة الطلب ، رفع رجلٌ في منتصف العمر رأسه ببطء . كان لديه رأسٌ أصلع ، لحية كبيرة ، و عينان صغيرتان .

 

 

 

” نـ-نعم ! أي خدمة سيد أغاريس ؟ ” إبتسم بقسرية ، بينما كانت عيناه موشكتين على ذرف الدموع . لقد كره حقاً أغاريس ، تخطى هذا الشخص كونه بلطجياً . كان يذهب بعيداً جداً !

قدرته على ختم أغاريس هذه المرة ، كانت ممكنةً فقط لأن أغاريس قد إستهان به . غير آخذِ إياه بجديةٍ على الإطلاق . لأنه في الرتبة الأولى المبكرة . ماذا سيستطيع أن يفعل ؟ بالإضافة لذلك ، كان أغاريس متغطرساً بطبيعته ، بدا و كأنه يرغب بالمرح و اللعب معه ، كلعبة…لكن في النهاية ، إنقلب الآية .

 

هز آراي رأسه ، و أعاد كلامه بلا مبالاة .

“أعطني وجبةً كاملة أخرى ! أيضاً ا…ماذا تُريد أنت ؟ ”

 

 

 

كان آراي صامتاً لمدة من الوقت . قمع مشاعر الصدمة الصاعدة من صدره و هدأ نفسه مرتباً أفكاره من جديد محللاً للمعلومات في ذهنه .

 

 

‘لديه نوعٌ من القدرات التحليلية اللتي قد تكون المرتبطة بعينيه ، و اللتي إستطاعت معرفة هوية العالم الآخر خاصتي ، بالإضافة إلى إسمي و وجود الشطرنج ، و أيضاً أشياء قد أجهل معرفته لها لعدم ذكره لها . علاوةً على كُل ذلك — لماذا يبدو و كأنه واثق من قدرتي على ذلك ؟ كيف علم حتى بوجودي ؟ لدي العديد من الأسئلة .’

نظر آراي حول الحانة ، شعر فجأةً بالشفقة تجاه هذا المالك . كانت الحانة منذ بضع دقائق ممتلئاً بالمغامرين الجياع ، و الآن لم يبقى أحد . أصبحت المقاعد فارغة ، بينما إمتلئت الطاولات بصحون الحساء و سيقان اللحم الغير مكتملة بالإضافة إلى أكواب الخمر المسكوبة والتي ملئت الأرض . لأي درجةٍ خسر هذا المالك ؟ رثاه آراي بصدق .

 

 

“أعطني وجبةً كاملة أخرى ! أيضاً ا…ماذا تُريد أنت ؟ ”

فسدت شهيته بالكامل بعد رؤية هذا المنظر ، و لم يعد في مزاجٍ للأكل بعد الآن .

خفف أغاريس من النيران وتحكم بها بحيث لا تحرق الكحول المسكوب على الأرض ، أو تفجر القنائن بالخلف . كان سيكون من المخيف تخيل ما سيحصُل في حال فجرها بالخطأ . رغم أنه أحب رؤية تلك المناظر .

 

” إمتلاكك لقوةٍ مشابهة لخاصته ، يعني أن لديك الفرصة للوصول إلى مستواه و فتح بوابة . الفرصة تعني الأمل و الأمل يعني الإمكانية ، سأمنحك دعمي و معرفتي للوصول إلى هذا الهدف لمغادرة العالم ! إذا أردت مالاً و موارداً للبحوث فسأجد طريقةً لكسبهم ، إذا أردت أتباعاً فسأعطيك إياهم ، إذا أردت فهماً لسحر الأبعاد و الفضاء ، فسأعطيك فهمي و ما أعرفه عنه ، حتى لو لم تُطبقّ قوانين الفضاء نفسها على هذا العالم . و الأهم ، سوف أحمي ذاتك الضعيفة حتى تصل إلى ذلك المستوى ! ”

” أريد كوب ماء فحسب .”

مد أغاريس يده ببادرة . حذِر آراي ، لكنه صافحه .

 

‘نعم ، يُقال أقتله الرجل ولا تذله .’

” ماذا ؟ عليك الأكل ! الطعام هنا لذيذٌ للغاية ، و هو على حساب المالك . أليس كذلك ؟ ”

” لا أعرف ! لكنني سأفعل ذلك ، لاشيء مستحيلاً على الدمار القرمزي !”

 

لم يهتم بهذه الأمور بالعادة ، لكّن آراي قد شعر بالإهانة بدلاً منه . أين كانت الكرامة في البلطجة على الضعفاء ؟ و على من ليس بساحرٍ حتى ؟ كان هذا بلا معنىً حقاً . رغم أنه لم يرى نفسه كرجلٍ نبيل. قرر آراي بحزم أن لايُخفض نفسه إلى هذا الحد .

” لا ، سأكتفي بالماء .”

 

 

” بالتالي طلبي واضحٌ و بسيط : ساعدني في ذلك .”

أصبح تعبير المالك ما بين الضحك و الدموع . بينما كان قلبه غضباناً مليئًا بالكره . كان سعيدًا لوصف طعامه باللذيذ من قبل ‘ شخص ‘ في الرتبة الثالثة . مع ذلك ، شعر بالألم لعدم توفر أي مكسب من هذا الأمر . بل كانت خسارته كبيرة ! كان أسوء ما في الأمر ، هو أنه لم يستطع الإبلاغ عن هذا لسلطات المنطقة لأن هذا عنى الإسائة لأغاريس .

“…”

 

بدا و كأن أغاريس يفكر هو الآخر . رغم أنه كان منغمساً في الأكل ، مثل الأطفال بهمجية . من قطعة لحمٍ لأخرى ، مزقها بأسنانه التي بدت كالأنياب .

– كان أغاريس في الرتبة الثالثة المبكرة .

 

 

في هذا العالم ، إنقرض عرق التنانين في الحقبة الأولى ، بينما تبقى عددٌ قليل منهم الآن كما تقول العديد من الحكايا و القصص الشعبية . ربما لأنهم ختموا أنفسهم و ربما لأسباب أخرى . قرأ آراي من قبل ، أن التنين حديث الولادة يملك قوةً تساوي معززا ًفي الرتبة الخامسة العليا . و ذلك حتى قبل تشكيل وعيه ؛ كان جسده بهذه القوة و الصلابة فحسب .

كم ساحراً أو معززاً إمتلك هذه القوة في الإمبراطورية ؟ كانوا كثراً ، و كان لدى كُل واحدٍ فيهم مكانةٌ كبيرة . سواءاً أكان مغامراً في الفئة B أو جزئاً من الجنود النخبة في الإمبراطورية . كانوا شخصات مؤثرة ! لذلك ، خاف جميع المغامرين أغاريس . كان بإمكانه فعل ما يُريد بحدود ، و لن يُعاقب جراء ذلك .

 

 

سار آراي بعيداً و لم ينظر إلى تعبير أغاريس ، ثم أحضر مقعدين ، و جلس على أحدهما . بينما وضع الآخر مقابلاً له .

‘أليس عليك إحترام رُتبتك قليلاً ؟ ‘

 

 

 

لم يهتم بهذه الأمور بالعادة ، لكّن آراي قد شعر بالإهانة بدلاً منه . أين كانت الكرامة في البلطجة على الضعفاء ؟ و على من ليس بساحرٍ حتى ؟ كان هذا بلا معنىً حقاً . رغم أنه لم يرى نفسه كرجلٍ نبيل. قرر آراي بحزم أن لايُخفض نفسه إلى هذا الحد .

فور أن رأى آراي كرةً النار القرمزية ، أنفق المانا خاصته و صنع حاجزين مطاطيين أسفله ثم قفز على الفور إلى السقف !

 

أشار أغاريس إلى آراي بإصبعه السببابة .

أخرج من جيبه ثلاث قطع فضية ، و وضعها على طاولته . لم يعلم قيمة هذا المال مقابل الطعام . لكنه دفعه على أي حال ؛ مقابل كوب الماء و الطاولتين اللتان أفسدهما سابقاً . بالنظر لذلك ، شعر المالك بالكثير من الإمتنان لـ آراي . تجاهله آراي و نظر إلى أغاريس . رغم أنه كان حذراً و منزعجاً ، إلا أنه شعر بالفضول و التعجب . هل كان الشياطين نادرين ؟ لم يكن الأمر كذلك لـ آراي ، فقد قابل واحداً في بداية رحلته .

“…”

 

سار آراي من بعيد ، ممزقاً جزءاً مُحترقاً من رداءه . سعل بضع مرات ، ثم وصل تقريباً إلى أغاريس . كان قد نجى بالكاد بحروقٍ سطحية خفيفة .

‘هذا الشخص الغريب خطير .’

 

 

” لن أفعل ذلك الآن ، سيكون هذا لوقتٍ لاحق . بدلاً من ذلك ، أريدك أنت بأن تُساعدني للوقت الحالي .”

‘إما أنه عبقري يخطط بعمق ، أم أنه أحمق متهور لا يعرف مدى إتساع العالم…يبدو أنه الأخير .’

” ماذا تُريد أن تقول؟ ”

 

 

قرأ آراي من قبل ، بأنه لم يبرز أي شيطان طيلة الحقبة الرابعة و منذ بدايتها وحتى الآن . على خلاف الحقبتين اللتان سبقتاها . فكر آراي في سبب ذلك ، و إستنتج سبباً على الفور .

 

 

 

– ألم يكُن هذا لأن نظام القدر يقتلهم على الفور ؟ لعدم تكرار مآسي الحقب السابقة ؟

” ووش ! ”

 

 

‘بالتالي هذا سببٌ إضافي لعدم التورط مع من لا يُخفي نفسه .’

 

 

ربما لم يفكر أغاريس كثيراً بالأمر لتلك الدرجة . بدا و كأنه يستطيع كسر اللعنة في أي وقتٍ يُريده .

جلس أغاريس على المقعد ، و دلّاه للخلف بساقين بدلاً من أربع . في وضعيةٍ كادت أن تُسقِطه ، ثم عقد ذراعيه معاً و إبتسم مظهراً أنيابه الصغيرة .

قبل أن يخرج آراي من منزل مارلين ، كان قد طلب منه أن يصنع له ‘كيويو ‘لفائفاً تحوي قوته التي تستطيع ختم المانا . نتيجةً لذلك ، سلّمه ثلاث لفائف في تحوي تعويذةً في المستوى الثالث — [ سلاسل أفيلا ] . كانت هذه السلاسل الرمادية الداكنة ، هي ما خُتم به عندما حاول الهروب من لدى مارلين منذ 6 أعوام . تمتعت بقوةٍ تقييديةٍ كبيرة ، بالإضافة إلى القوة على ختم المانا ! كانت ثلاث بطائق منجية للحياة بالمعنى الحرفي .

 

 

” حسناً ، عن ماذا تُريد التحدث ؟ و ماذا تقصد بالعالم الآخر؟ ”

” لكن…”

 

 

” سأكون مباشراً ؛ أنا أريد الخروج من هذا العالم ! أريد مساعدتك في هذا الشأن ، أنت تستطيع فعل ذلك – أليس كذلك ؟ ”

 

 

أشار أغاريس إلى آراي بإصبعه السببابة .

” لا أريد البقاء هنا ليومٍ إضافي ، أريد الخروج على الفور حقاً . ”

لم يوجد رد .

 

إنفجرت الكرة النارية و أطلقت موجة لهبٍ حارقة . شعر آراي باللهب ينشر حرارته أسفل أرديته حتى عندما كان بعيداً للغاية عنه ، تعرقت بشرته بغزارة . هدأ ذهنه و خطط لردٍ سريع . أثناء عومه في الهواء ، حرك يديه على عجل في عدة حركات سريعة . كان آراي خيميائياً قد تدرب لدى مارلين لـ6 أعوام ، و حتى قبل ذلك كان معتاداً على تحريك يديه بخفة و القيام بعدة وظائف مرةً واحدة .

” عقد أو نحو ذلك ، هذه ليست مدة طويلة بالنسبة لما عشته حتى الآن ، إنها ليست سوى قيلولة . لكنني لا أستطيع !! ”

“عقد ؟ أها ! هكذا إذن .”

 

 

” أنا غير راغب ! أريد العودة . هذا المكان أنا لا أريده ، أرغب بالخروج ! بالعودة لأرضي ! بالنسبة لي ، العيش هُنا أشبه بالبقاء في وكر غوبلنز قذر . معجوجاً بالقيود و صغير الحجم ، و كأنني مختومٌ هناك . هل تعلم مدى خناقة ذلك ؟ اللعنة ، حتى شكاوي أريزلا في مكان ختمه لا تضاهي قذارة هذا المكان .”

 

 

 

صرخ أغاريس يصوتٍ إحتوى على سخطٍ و غضبٍ عميقين ، مُشعراً أذني آراي بأنهما ستنفجران . كان صوته كان خشناً و عالياً للغاية . بدا و كأنه مُراهق لم يبلغ بعد ، هل ناسب صوته حتى من كان بعمره ؟

 

 

 

‘أرى ، لتحليل الأمر . فقد وجدني ‘شخصٌ غريب ‘يدعّي أنه من عالم آخر ، و أنه قد كان تنيناً فيما مضى .’

 

 

هز آراي رأسه و رثى نفسه . نظر إلى الدائرة السحرية العائمة فوق يده . كان يوجد ما بدا و كأنهما سواران على ذراعه اليُسرى ، لكنهما كانا أيضاً دوائر سحرية . وُجدت ثلاث دوائر سحرية حول يده بالمجمُوع . و لُونت بلونٍ رمادي داكن .

‘لديه نوعٌ من القدرات التحليلية اللتي قد تكون المرتبطة بعينيه ، و اللتي إستطاعت معرفة هوية العالم الآخر خاصتي ، بالإضافة إلى إسمي و وجود الشطرنج ، و أيضاً أشياء قد أجهل معرفته لها لعدم ذكره لها . علاوةً على كُل ذلك — لماذا يبدو و كأنه واثق من قدرتي على ذلك ؟ كيف علم حتى بوجودي ؟ لدي العديد من الأسئلة .’

” [ حاجز 2x ] ! ”

 

 

‘…إنه كلبٌ مجنون علي توخي الحذر منه .’

صرخ أغاريس ، بينما تناثرت بقايا الصلصة من فمه في الهواء . بدا مثل قدر ضغطٍ ساخن إنفجر ناشراً محتوياته .

 

لم يعلم آراي حقاً كيف حصل ذلك .

أشار أغاريس إلى آراي بإصبعه السببابة .

 

 

 

” لعدم قدرتي على الخروج بنفسي ، و لإستحالة ذلك — لقد كُنت أنتظرك ! ”

 

 

 

” رفقة ذلك اللعين ، لقد كان ذلك الشطرنجي جالساُ في المقعد المجاور . كان هو من فتح البوابة إلى هذا العالم و التي عبرت منها ، مما يعني أنك تملك طريقةً لفتح بوابة أيضاً أو محاولة التواصل معه .”” إدعه الآن إلى هنا ، بذلك سأستطيع الخروج .”

 

 

‘يبدو و كأنه فخورٌ بهذه الهوية ’ التنينية ’ هاه ؟ ‘

” هااب ! ”

‘كيف أتيتُ إلى هذا العالم ؟ ‘

 

 

ضغطت هالة أغاريس على آراي بشدة . رغم تعبيره الهادئ خلف القناع . كان قلب آراي يخفق بسرعة ، حاول قمع ذلك و الإحتفاظ بتعبيرٍ هادئ قدر الإمكان . كان عليه الحفاظ على صورته الآن . ربما لم يدرك أغاريس ذلك ، لكّن هالة الرتبة الثالثة خاصته قد كانت تضغط على آراي . شكّك آراي حتى في نوعية هذه الهالة ، لأنها كانت خانقةً للغاية . نية قتلٍ ساحقة مثل الدم الكثيف – كانت نفاثةً بشدة ! أشعرته بالحاجة إلى التقيؤ على الفور .

‘كيف أتيتُ إلى هذا العالم ؟ ‘

 

“…”

‘أرى ! إنه هو السبب في فقدان لشهيتي ، ليس هذا المشهد القبيح…نعم بالتأكيد .’

 

 

كان صوت أغاريس واثقاً و متغطرساً كمن يُلقي خطاباً أمام الجماهير للترشح للرئاسة . سقط ضوء الشمس من نافذة المطعم على وجهه المبتسم ذو الإبتسامة الشريرة ، و أضائت بشرته بلمعان نقي . أصبح شعره القرمزي مشرقاً و بدا مثل الغسق . مما أعطاه هالةً مختلفةً تماماً . أسر أغاريس الحالي ، روح كل من رآه . أطلق هالة قيادية ، جعلت الناس يتبعوه بلا وعي نحو أي هدف .

‘بوضعه هدفه في الرغبة بالخروج جانباً . من يكون هذا ‘اللعين ‘الذي جلس رفقة رجل الشطرنج ؟ ‘

 

 

 

‘لا ، مالذي يعنيه هذا الشخص ؟ ماذا حدث في الأساس ؟ متى حصل هذا ؟ ‘

كانت أعينه ساخرة .

 

رفع آراي يده ، و فتح اللفافة .

بدأ آراي بالتفكير . هل كان حتى عالِماً بما حصل عند قدومه أول مرة ؟ لم يستطع مواكبة ما يقوله أغاريس . و سرعان ما أدرك ماهي المشكلة .

 

 

 

‘تسك ، بالتفكير في الأمر الآن . إستوعبت شيئاً ما للتو .’

 

 

 

‘كيف أتيتُ إلى هذا العالم ؟ ‘

 

 

“أعطني وجبةً كاملة أخرى ! أيضاً ا…ماذا تُريد أنت ؟ ”

لم يعلم آراي حقاً كيف حصل ذلك .

” لا أعرف إسمه ، لكنني أتذكر شكله . لسوء الحظ ، لا أستطيع قتاله الآن .”أضاف أغاريس ببرود :” سأتأكد من قتله قبل الرحيل ! ”

 

” أوه ، رغم أنني خفضت حدة النيران و مستواها عن عمد إلا أنك نجوت و لم تمت…مثير ! هذا يشعرني بالحكة ، أمهتمٌ بقتالي ؟ ”

‘آخر ذكرياتي ، هي أن رجل الشطرنج قد قال شيئاً عن النصف الآخر ، وعندما فتحت عيناي مجدداً كانت أمي تكاد تقتلني خنقاً بحضنها لموت صاحب الجسد السابق .’

 

 

كان أغاريس صامتاً ، بالأحرى حائراً . بدا و كأنه لم يفكر ملياً بالأمر . كان هذا غير مهمٍ له – لم يفكر إلى هذا الحد .

كانت تُوجد قطعةٌ ناقصة في المشهد . مثل زمنٍ تم تخطيه من منظوره الخاص .

 

 

 

‘يبدو أنه قد أتى في نفس توقيتي أيضاً…غريب ! هل إتفق رجل الشطرنج مع شخصٍ ما لإحضاري إلى هُنا ؟ هل هذا يعني أنني مُراقب الآن ؟ ‘

‘ملعون ؟ هل هو مصابٌ بلعنة ؟ مثيرٌ للإهتمام ، في هذه الحالة هذا قد يُفسّر سبب تقييد قوته …لكن لعنة ، هاه ؟’

 

” أيها المالك ! ”

إرتفع شعورٌ لايوصف بالحذر و الخطر في عقله . و شعر فجأة بأنه محاطٌ بضباب كثيف .

 

 

” هل تظنني أريد ذلك ؟ هاه ؟ اللعنة على كلاكما ؛ أنا ملعون ! قواي مختومة ! اغهه تباً— !! ”

‘هل عقد رجل الشطرنج إتفاقاً أو شيئاً من هذا القبيل ، مع شخصٍ من هذا العالم ؟ هل هذا يعني أن مهمة صيد ‘قطة الأنفس التسع ‘هي كذبة ؟ أو ربما هو السبب الأساسي للإتفاق ؟ لا ! ‘أوقف آراي أفكاره هذه عند هذا الحد ، و لم يسمح بها بالإنجراف أكثر . كانت هذه أموراً ‘كبيرةً جداً ‘بالنسبة له ليفكر بها ! تداعيات الإستنتاجات التي قد يصل إليها كانت ستكون كارثية لمستواه الحالي ، و كان معرفتها أيضاً عديم الفائدة الآن .

” كاتشا!”

 

” لما لا نُبرم عقد شراكة لنلبي ‘ رغبات ‘ بعضنا البعض ؟ ”

دفع بهذه الأفكار بعيداً في ذهنه ، و قال بهدوء :” لا أستطيع .”

‘لا أعتقد أن هذا يكفي لصد هذه النيران لكن…’

 

‘أرى ، لتحليل الأمر . فقد وجدني ‘شخصٌ غريب ‘يدعّي أنه من عالم آخر ، و أنه قد كان تنيناً فيما مضى .’

” ماذا ؟ ”

 

 

” أيها الفتى البشري بإسم آراي رولان ، أنا أعرف أنك من عالمٍ آخر بالفعل . أنت مثلي ! أستطيع معرفة ذلك بنظرة ، بالإضافة لذلك أنت بارزٌ أكثر مني حتى .”

هز آراي رأسه ، و أعاد كلامه بلا مبالاة .

بدا و كأن أغاريس يفكر هو الآخر . رغم أنه كان منغمساً في الأكل ، مثل الأطفال بهمجية . من قطعة لحمٍ لأخرى ، مزقها بأسنانه التي بدت كالأنياب .

 

‘أرى ، لتحليل الأمر . فقد وجدني ‘شخصٌ غريب ‘يدعّي أنه من عالم آخر ، و أنه قد كان تنيناً فيما مضى .’

” قُلت لا أستطيع مساعدتك. ليس لدي إهتمامٌ بذلك ، و لا سببٌ يدفعني لإخراجك. بالإضافة لذلك…”

إستشعر آراي الخطر القادم تجاهه ، و حرك يديه بسرعة ، مخرجاً لفافة جهزها مسبقاً من رداءه . عندما كاد أن يفتحها في أغاريس ، إنعكس في عينيه مشهد ألسنة لهبٍ قرمزية تتراقص أمامه بحيوية و جمال .

 

كانت جرائمهم أفظع و أسوء ما يُمكن تجاه البشر و الأعراق المختلفة ، كرههم سكان جميع القارات . و تم إعتبارهم اللطخة السوداء في التاريخ . كوارث هذا العالم و آفاته ! بسببهم وجد أمر ” أقتل على مد البصر ! ” على كافة الشياطين في كُل الأوقات . كان الإعتراف بكونه من عالمٍ آخر بهذه الكيفية الساذجة دون أدنى خوف مغازلةً للموت .

“…؟ ”

 

 

‘يالها من أعينٍ مقززة…لكن هو ليس أحمقاً بالكامل ، هاه ؟ لقد رأى من خلال نواياي .‘شعر آراي ببعض القشعريرة ، هل أراد أغاريس منافسته في مدى كون أعينه أكثر إخافة ؟

” خسرت تواصلي مع رجُل الشطرنج ، بالتالي السفر عبر العوالم غير ممكن .”

” تباً لذلك ، ما زلت لم أعتد بعد على هذا…على الشعور بالخطر .”

 

” أريد كوب ماء فحسب .”

نظر أغاريس مباشرةً في عيني آراي بعينيه الغريبتين ، ثم تلاشت إبتسامته الشرسة ، و حل محلها عينان داكنتان و وجهٌ كئيب .

 

 

هز آراي رأسه ، و أعاد كلامه بلا مبالاة .

” هاه ؟ فقدت التواصل معه ، مما يعني أنك…لا ، أنت أضعف من أن تخرج من هنا حتى…”

إنتهى كلا الجانبين أخيراً من التوصل لحل و الإتفاق على شيٍ ما . بعد العديد من الأحداث الصغيرة خلال نحو نصف ساعة .

 

” يالمستوى وقاحتك حقاً . تجرؤ على التفوه بهذه الكلمات بعد ما كدّت تفعله منذ قليل بي ؟ لكن هيه…بشريٌ هاه ؟ هل من المُتفرض أن تكون هذه إهانة ؟ ”

وضع أغاريس يده على وجهه ، كان صوته كئيباً :”…اللعنة ، إنه لا يكذب ! لا…هيا يارجُل ، لا تستطيع فعل هذا بي…ماذا سأفعل الآن ؟ إنه عديم الفائدة… %&!*$#” بدأ يتمتم ببعض الكلمات الغريبة ، و كأنه يتحدث بلغةٍ أخرى .

 

 

ضغطت هالة أغاريس على آراي بشدة . رغم تعبيره الهادئ خلف القناع . كان قلب آراي يخفق بسرعة ، حاول قمع ذلك و الإحتفاظ بتعبيرٍ هادئ قدر الإمكان . كان عليه الحفاظ على صورته الآن . ربما لم يدرك أغاريس ذلك ، لكّن هالة الرتبة الثالثة خاصته قد كانت تضغط على آراي . شكّك آراي حتى في نوعية هذه الهالة ، لأنها كانت خانقةً للغاية . نية قتلٍ ساحقة مثل الدم الكثيف – كانت نفاثةً بشدة ! أشعرته بالحاجة إلى التقيؤ على الفور .

‘تباً ، كما إعتقدت ! لديه قدرةٌ لكشف الكذب أيضاً ؟ كم من قدرة يملك هذا الشخص ؟ ‘

– أواخر الحقبة الثالثة ؛ جوكر الخطأ .

 

لم يستطع أغاريس إكمال كلامه . ظهر ضوءٌ فضي في الجو ، إنتشر بسرعة و تشكّل على هيئة سلاسل فضية طارت في الهواء كالثعابين . لم تمنح أغاريس أي فرصة للرد ، و سرعان ما إلتفت حول جسده بإحكام .

‘همم ، سيكون من الإهدار إسراف هذه الفرصة…لنلعب بحكمة .’

 

 

‘أليس عليك إحترام رُتبتك قليلاً ؟ ‘

” لكن…”

 

 

” هااب ! ”

” الأمر ليس ميؤوساً منه تماماً .”

” بالتالي طلبي واضحٌ و بسيط : ساعدني في ذلك .”

 

 

” همم ؟ ماذا تقصد ؟ ”

” سأكون مباشراً ؛ أنا أريد الخروج من هذا العالم ! أريد مساعدتك في هذا الشأن ، أنت تستطيع فعل ذلك – أليس كذلك ؟ ”

 

 

رفع أغاريس رأسه ، و لمعت عيناه مختلفتي الألوان بأمل .

 

 

وضع أغاريس يده على وجهه ، كان صوته كئيباً :”…اللعنة ، إنه لا يكذب ! لا…هيا يارجُل ، لا تستطيع فعل هذا بي…ماذا سأفعل الآن ؟ إنه عديم الفائدة… %&!*$#” بدأ يتمتم ببعض الكلمات الغريبة ، و كأنه يتحدث بلغةٍ أخرى .

” أنت تريد من رجل الشطرنج بأن يُخرجك ، و أنا لدي مرادي منه أيضاً .”قال آراي بعد صمتٍ قصير بثبات :”إذا إستطعت الإتصال برجُل الشطرنج من جديد ، فسيُمكنك العودة . أليس كذلك ؟ بإمكاننا إجراء صفقة ، بعد كُل شيء ، لدينا نفس الهدف ؛ رجل الشطرنج ! “” بالتالي نحن نتفق في هذه النقطة ، لا إختلاف ، نعم ؟ ”

“…أفلت يدي .”

 

‘أليس عليك إحترام رُتبتك قليلاً ؟ ‘

” ماذا تُريد أن تقول؟ ”

 

 

 

” لما لا نُبرم عقد شراكة لنلبي ‘ رغبات ‘ بعضنا البعض ؟ ”

” ألن يظهر رجل الشطرنج في حال قتلتك بالقسر ؟ لأنني أضررت بما يبدو كوريثه…معقول .”” هاهاها كما هو متوقع ، أنا عبقري حقاً .”

 

 

“عقد ؟ أها ! هكذا إذن .”

 

 

 

نقر أغاريس بأظافره الطويلة على الطاولة ، ثم ضحك:” لا بأس في إبرام عقد . لكن دعني أسألك سؤالاً ، لماذا أنت ضعيفٌ هكذا ؟ أشعر بالشكّ ، أنت لست حتى في المستوى 10 . فلما تُريد ‘عقداً ‘؟ تسك ، هذه إستفادةٌ صريحة مني . أتعتقد أنني أحمق ؟ في حال فعلنا ذلك حقاً ، فستكون أنت هو الجانب المستفيد بوضوح .”

“…سأقتلك ، حررني على الفور ! أزل هذا الشيء اللعين .”

 

 

نظر أغاريس بأعينه المستطيلة إلى آراي ، كانت الأشكال المثلثة تُومض . بدا و كأنها تحلل آراي بالكامل .

 

 

 

‘يالها من أعينٍ مقززة…لكن هو ليس أحمقاً بالكامل ، هاه ؟ لقد رأى من خلال نواياي .‘شعر آراي ببعض القشعريرة ، هل أراد أغاريس منافسته في مدى كون أعينه أكثر إخافة ؟

“…سأقتلك ، حررني على الفور ! أزل هذا الشيء اللعين .”

 

 

بدا و كأن أغاريس يفكر هو الآخر . رغم أنه كان منغمساً في الأكل ، مثل الأطفال بهمجية . من قطعة لحمٍ لأخرى ، مزقها بأسنانه التي بدت كالأنياب .

” هل تظنني أريد ذلك ؟ هاه ؟ اللعنة على كلاكما ؛ أنا ملعون ! قواي مختومة ! اغهه تباً— !! ”

 

 

” لماذا ؟ سؤالك تافه ، دعني أسألك بدلاً من ذلك . لماذا أنت ضعيفٌ هكذا ؟ حتى التنين الذي فقص من بيضته للتو ، بإمكانه سحقك حتى الموت . هل أنت تنين حتى ؟ ”

إنفجرت الكرة النارية و أطلقت موجة لهبٍ حارقة . شعر آراي باللهب ينشر حرارته أسفل أرديته حتى عندما كان بعيداً للغاية عنه ، تعرقت بشرته بغزارة . هدأ ذهنه و خطط لردٍ سريع . أثناء عومه في الهواء ، حرك يديه على عجل في عدة حركات سريعة . كان آراي خيميائياً قد تدرب لدى مارلين لـ6 أعوام ، و حتى قبل ذلك كان معتاداً على تحريك يديه بخفة و القيام بعدة وظائف مرةً واحدة .

 

“…”

ركز آراي على أسلوب كلام أغاريس الفخور ، و إنتقى كلماته الساخرة و ما يستهدفه بعناية مقرراً تغير الموضوع من ‘ ضعفه هو ‘ إلى ‘ ضعف أغاريس ‘.

” سأقولها مرةً أخرى ، أنا بحاجتك . ساعدني في مغادرة العالم ! ”

 

” باك !! ”

‘يبدو و كأنه فخورٌ بهذه الهوية ’ التنينية ’ هاه ؟ ‘

” بوووم ! ”

 

 

في هذا العالم ، إنقرض عرق التنانين في الحقبة الأولى ، بينما تبقى عددٌ قليل منهم الآن كما تقول العديد من الحكايا و القصص الشعبية . ربما لأنهم ختموا أنفسهم و ربما لأسباب أخرى . قرأ آراي من قبل ، أن التنين حديث الولادة يملك قوةً تساوي معززا ًفي الرتبة الخامسة العليا . و ذلك حتى قبل تشكيل وعيه ؛ كان جسده بهذه القوة و الصلابة فحسب .

” أيها الفتى البشري بإسم آراي رولان ، أنا أعرف أنك من عالمٍ آخر بالفعل . أنت مثلي ! أستطيع معرفة ذلك بنظرة ، بالإضافة لذلك أنت بارزٌ أكثر مني حتى .”

 

 

إسود وجه أغاريس و تحول للكآبة .

حرك آراي أقدامه بسرعة متراجعاً ، و لم يسمح لهذه القذراة بأن تلمسه ، كان سيكره نفسه حقاً إذا سمح بحدوث ذلك ؛ بالأخص بعد رؤية كيف كان يأكُل هذا ‘ الهمجي ‘ .

 

” ألن يظهر رجل الشطرنج في حال قتلتك بالقسر ؟ لأنني أضررت بما يبدو كوريثه…معقول .”” هاهاها كما هو متوقع ، أنا عبقري حقاً .”

” هل تظنني أريد ذلك ؟ هاه ؟ اللعنة على كلاكما ؛ أنا ملعون ! قواي مختومة ! اغهه تباً— !! ”

خفف أغاريس من النيران وتحكم بها بحيث لا تحرق الكحول المسكوب على الأرض ، أو تفجر القنائن بالخلف . كان سيكون من المخيف تخيل ما سيحصُل في حال فجرها بالخطأ . رغم أنه أحب رؤية تلك المناظر .

 

 

صرخ أغاريس ، بينما تناثرت بقايا الصلصة من فمه في الهواء . بدا مثل قدر ضغطٍ ساخن إنفجر ناشراً محتوياته .

 

 

 

حرك آراي أقدامه بسرعة متراجعاً ، و لم يسمح لهذه القذراة بأن تلمسه ، كان سيكره نفسه حقاً إذا سمح بحدوث ذلك ؛ بالأخص بعد رؤية كيف كان يأكُل هذا ‘ الهمجي ‘ .

 

 

 

‘ملعون ؟ هل هو مصابٌ بلعنة ؟ مثيرٌ للإهتمام ، في هذه الحالة هذا قد يُفسّر سبب تقييد قوته …لكن لعنة ، هاه ؟’

“…ألست أنت أيضاً بشرياً الآن ؟ ”

 

 

تذكر آراي مايعرفه عن اللعنات ، وسأل:” لعنة ؟ أنت ملعون ؟ من ما ؟ ”

سار آراي بعيداً و لم ينظر إلى تعبير أغاريس ، ثم أحضر مقعدين ، و جلس على أحدهما . بينما وضع الآخر مقابلاً له .

 

” إنتظر ! حسناً ، لدي فكرة .”

” لا أعرف إسمه ، لكنني أتذكر شكله . لسوء الحظ ، لا أستطيع قتاله الآن .”أضاف أغاريس ببرود :” سأتأكد من قتله قبل الرحيل ! ”

“…”

 

 

ربما لم يفكر أغاريس كثيراً بالأمر لتلك الدرجة . بدا و كأنه يستطيع كسر اللعنة في أي وقتٍ يُريده .

قال آراي و لم يخيبه .

 

” لماذا ؟ سؤالك تافه ، دعني أسألك بدلاً من ذلك . لماذا أنت ضعيفٌ هكذا ؟ حتى التنين الذي فقص من بيضته للتو ، بإمكانه سحقك حتى الموت . هل أنت تنين حتى ؟ ”

‘لماذا أشعر و كأنني جزءٌ من الياكوزا الآن ؟ لا ، هذا الشخص طفوليٌ للغاية…رباه .‘

” إمتلاكك لقوةٍ مشابهة لخاصته ، يعني أن لديك الفرصة للوصول إلى مستواه و فتح بوابة . الفرصة تعني الأمل و الأمل يعني الإمكانية ، سأمنحك دعمي و معرفتي للوصول إلى هذا الهدف لمغادرة العالم ! إذا أردت مالاً و موارداً للبحوث فسأجد طريقةً لكسبهم ، إذا أردت أتباعاً فسأعطيك إياهم ، إذا أردت فهماً لسحر الأبعاد و الفضاء ، فسأعطيك فهمي و ما أعرفه عنه ، حتى لو لم تُطبقّ قوانين الفضاء نفسها على هذا العالم . و الأهم ، سوف أحمي ذاتك الضعيفة حتى تصل إلى ذلك المستوى ! ”

 

بعد تفكيرٍ قصير ، قرر آراي فورياً إدعاء الحُمق . كُل شيءٍ كان ممكناً بإستثناء هويته – هوية شيطان العالم الآخر . لم ينسى آراي رُعب نظام القدر !

” مع ذلك ، ألن تحاول كسر اللعنة التي عليك أولاً ؟ بما أنك مقيد ، كيف سوف تصل إلى نفس مستوى قوته ؟ بما أنه أصابك بلعنةٍ فهو أقوى منك بالطبع ، ولأفترض بأنه هذه اللعنة تكبح قوتك ، بالتالي…لن تستطيع الوصول لنفس مستواه .”

 

 

 

“…”

” لا بأس ، لكن لما علي الثقة بك ؟ كيف أضمن ألا تخونني ؟ بعد كُل شيء…أنت بشري.”

 

 

كان أغاريس صامتاً ، بالأحرى حائراً . بدا و كأنه لم يفكر ملياً بالأمر . كان هذا غير مهمٍ له – لم يفكر إلى هذا الحد .

” هل تظنني أريد ذلك ؟ هاه ؟ اللعنة على كلاكما ؛ أنا ملعون ! قواي مختومة ! اغهه تباً— !! ”

 

 

” لا أعرف ! لكنني سأفعل ذلك ، لاشيء مستحيلاً على الدمار القرمزي !”

 

 

” بوووم ! ”

أعلن بفخر ، و كأن كسر تلك اللعنة شيءٌ تافه و غير مهم .

هز أغاريس كتفيه .

 

أصبح تعبير المالك ما بين الضحك و الدموع . بينما كان قلبه غضباناً مليئًا بالكره . كان سعيدًا لوصف طعامه باللذيذ من قبل ‘ شخص ‘ في الرتبة الثالثة . مع ذلك ، شعر بالألم لعدم توفر أي مكسب من هذا الأمر . بل كانت خسارته كبيرة ! كان أسوء ما في الأمر ، هو أنه لم يستطع الإبلاغ عن هذا لسلطات المنطقة لأن هذا عنى الإسائة لأغاريس .

‘أحمقٌ واثق ، رباه يبدو لي كالطفل الذي سيضحك عندما يحرق منزله…همم ، لديه أعداء ، علي مراجعته من جديد . مع ذلك…وجدت دميةً سيئة ، إنه أحمق يمكن الإستفادة منه .’

” هاه ؟ ماذا تقول ؟ ”

 

 

عدل آراي وقفته ، و وضع يده على جبينه بلا وعي متنهداً .

بدأ آراي بالتفكير . هل كان حتى عالِماً بما حصل عند قدومه أول مرة ؟ لم يستطع مواكبة ما يقوله أغاريس . و سرعان ما أدرك ماهي المشكلة .

 

” لا أعرف إسمه ، لكنني أتذكر شكله . لسوء الحظ ، لا أستطيع قتاله الآن .”أضاف أغاريس ببرود :” سأتأكد من قتله قبل الرحيل ! ”

” لنعد إلى العقد ، هل أنت موافق ؟”

‘يبدو أنه قد أتى في نفس توقيتي أيضاً…غريب ! هل إتفق رجل الشطرنج مع شخصٍ ما لإحضاري إلى هُنا ؟ هل هذا يعني أنني مُراقب الآن ؟ ‘

 

في هذا العالم ، إنقرض عرق التنانين في الحقبة الأولى ، بينما تبقى عددٌ قليل منهم الآن كما تقول العديد من الحكايا و القصص الشعبية . ربما لأنهم ختموا أنفسهم و ربما لأسباب أخرى . قرأ آراي من قبل ، أن التنين حديث الولادة يملك قوةً تساوي معززا ًفي الرتبة الخامسة العليا . و ذلك حتى قبل تشكيل وعيه ؛ كان جسده بهذه القوة و الصلابة فحسب .

“حسناً ، إذا كان هذا سيجعلك مرتاحاً فلا بأس…لما لا ؟ لنبرم هذا العقد .”

مد أغاريس يده ببادرة . حذِر آراي ، لكنه صافحه .

 

“…”

أومأ أغاريس برأسه . تعاقد حاجباه فجأة ، و وضع يده على ذقنه مفكراً ، ناظراً إلى آراي بأعين ضيقة .

 

 

أرجع آراي ظهره للخلف ، إتكئ على المقعد أكثر ، و أسند رأسه المائل على ذراعه اليمنى .

” إنتظر ! حسناً ، لدي فكرة .”

 

 

” بوووم…! ”

” ما هي ؟ ”

 

 

 

” إذا كان العقد يتمحور حول إيجاد أو التواصل مع رجل الشطرنج هذا ، فالأمر بسيط و لا حاجة إلى تعقيده .”

 

 

مد أغاريس ذراعه و بسط كفه ، ثم بدأ بالتحدث بصوتٍ آسر .

“…؟”

 

 

” عاي حسنا، لقول الأمر ببساطة .” فرك أغاريس شعره الأحمر الجميل ، ثم أشار إلى آراي و ضحك .” سأقتلك ، هذا سيجذب ذلك الرجُل .”

” ألن يظهر رجل الشطرنج في حال قتلتك بالقسر ؟ لأنني أضررت بما يبدو كوريثه…معقول .”” هاهاها كما هو متوقع ، أنا عبقري حقاً .”

 

 

 

إندلعت إبتسامةٌ فخورة على وجه أغاريس ، و ربت على صدره بثناء .

 

 

 

” هاه ؟ ماذا تقول ؟ ”

بعد تفكيرٍ قصير ، قرر آراي فورياً إدعاء الحُمق . كُل شيءٍ كان ممكناً بإستثناء هويته – هوية شيطان العالم الآخر . لم ينسى آراي رُعب نظام القدر !

 

 

” عاي حسنا، لقول الأمر ببساطة .” فرك أغاريس شعره الأحمر الجميل ، ثم أشار إلى آراي و ضحك .” سأقتلك ، هذا سيجذب ذلك الرجُل .”

أخرج من جيبه ثلاث قطع فضية ، و وضعها على طاولته . لم يعلم قيمة هذا المال مقابل الطعام . لكنه دفعه على أي حال ؛ مقابل كوب الماء و الطاولتين اللتان أفسدهما سابقاً . بالنظر لذلك ، شعر المالك بالكثير من الإمتنان لـ آراي . تجاهله آراي و نظر إلى أغاريس . رغم أنه كان حذراً و منزعجاً ، إلا أنه شعر بالفضول و التعجب . هل كان الشياطين نادرين ؟ لم يكن الأمر كذلك لـ آراي ، فقد قابل واحداً في بداية رحلته .

 

” إذا كان العقد يتمحور حول إيجاد أو التواصل مع رجل الشطرنج هذا ، فالأمر بسيط و لا حاجة إلى تعقيده .”

كانت أعينه ساخرة .

 

 

” لنعد إلى العقد ، هل أنت موافق ؟”

“بزززززز….!”

 

 

 

كان هذا مُنحنىً غير متوقع للأحداث .

جلس أغاريس على المقعد ، و دلّاه للخلف بساقين بدلاً من أربع . في وضعيةٍ كادت أن تُسقِطه ، ثم عقد ذراعيه معاً و إبتسم مظهراً أنيابه الصغيرة .

 

 

إستشعر آراي الخطر القادم تجاهه ، و حرك يديه بسرعة ، مخرجاً لفافة جهزها مسبقاً من رداءه . عندما كاد أن يفتحها في أغاريس ، إنعكس في عينيه مشهد ألسنة لهبٍ قرمزية تتراقص أمامه بحيوية و جمال .

 

 

“…”

” [ إين-ران ] .”

” أكره التفكير ، هذا متعب . لكن…سأسايرك لهذه المرة ، و لا إهتمام لدي في محاولة البحث في الاسباب خلف ذلك . لكنني سأراقبك . أظهر أي توانٍ و ساقتلك .”

 

 

” ووش ! ”

حرك آراي أقدامه بسرعة متراجعاً ، و لم يسمح لهذه القذراة بأن تلمسه ، كان سيكره نفسه حقاً إذا سمح بحدوث ذلك ؛ بالأخص بعد رؤية كيف كان يأكُل هذا ‘ الهمجي ‘ .

 

رنت هذه الكلمات في ذهن آراي . بينما ظهرت المعلومات في ذهنه . بدايةً بالفلسفي الأقدم – باراسيلوس في الحقبة الثانية ، ظهر ثلاث شياطين معروفون على نطاقٍ واسع في التاريخ . ربما كانوا أكثر من ذلك ، لكن كان هؤلاء هُم أكثرهم شهرة و شراً ؛ نجوم الشياطين الثلاثة—

” [ حاجز 2x ] ! ”

” بوووم…! ”

 

“بزززززز….!”

فور أن رأى آراي كرةً النار القرمزية ، أنفق المانا خاصته و صنع حاجزين مطاطيين أسفله ثم قفز على الفور إلى السقف !

 

 

“…”

” بوووم ! ”

” هااب ! ”

 

في هذا العالم ، إنقرض عرق التنانين في الحقبة الأولى ، بينما تبقى عددٌ قليل منهم الآن كما تقول العديد من الحكايا و القصص الشعبية . ربما لأنهم ختموا أنفسهم و ربما لأسباب أخرى . قرأ آراي من قبل ، أن التنين حديث الولادة يملك قوةً تساوي معززا ًفي الرتبة الخامسة العليا . و ذلك حتى قبل تشكيل وعيه ؛ كان جسده بهذه القوة و الصلابة فحسب .

إنفجرت الكرة النارية و أطلقت موجة لهبٍ حارقة . شعر آراي باللهب ينشر حرارته أسفل أرديته حتى عندما كان بعيداً للغاية عنه ، تعرقت بشرته بغزارة . هدأ ذهنه و خطط لردٍ سريع . أثناء عومه في الهواء ، حرك يديه على عجل في عدة حركات سريعة . كان آراي خيميائياً قد تدرب لدى مارلين لـ6 أعوام ، و حتى قبل ذلك كان معتاداً على تحريك يديه بخفة و القيام بعدة وظائف مرةً واحدة .

رفع آراي يده ، و فتح اللفافة .

 

 

‘< تحليل : محاكاة> ‘

 

 

 

” ووش ، ووش ، ووش ! ”

 

 

أطلق آراي ضحكةً ساخرة .

” [ حاجزx3 ] !”

كان أغاريس صامتاً ، بالأحرى حائراً . بدا و كأنه لم يفكر ملياً بالأمر . كان هذا غير مهمٍ له – لم يفكر إلى هذا الحد .

 

 

صنع أولاً ثلاثة حواجز بالمانا خاصته ، ظهرت الحواجز الزرقاء و الشفافة ذات الشكل السداسي متكدسةً على هيئة طبقات أمامه . كان الحاجز الأمامي أثخن و أصلب ، و إنعكس بضوءٍ صلب . عزى إختلافه لتعزيز القطعة الأثرية ذات الدرجة 4 العليا – خاتم لاسكا !

” لا أعرف ! لكنني سأفعل ذلك ، لاشيء مستحيلاً على الدمار القرمزي !”

 

 

‘لا أعتقد أن هذا يكفي لصد هذه النيران لكن…’

 

 

 

” بوووم…! ”

لم يوجد رد .

 

هز آراي رأسه داخلياً ، و أعاد تقييم هذا الشخص المدعو ‘أغاريس ‘في ذهنه من جديد . إزداد حذره تجاهه بلا وعي .

أُطلق صوت إنفجار مكتوم ، إندلعت ألسنة النيران في آراي ، لكنّ حواجزه صدتها . قُذف آراي بعيداً ، و إشتعلت بعض أجزاء رداءه و جلده .

” والذي قد يعني أيضاً أنني في مرحلةٍ ما ، سأملك القوة للسفر عبر العوالم إذا إفترضنا أنني نجوت بالطبع ، صحيح ؟ بالتالي هذا يعني أن لديك ‘ أملاً ‘ ؛ ضوءاً , رغبتك بمغادرة هذا العالم ليست مستحيلةً تماماً بعد كُل شيء…لكن هذا في حال نجوت و إفترضنا أنني إمتلكت القوة اللازمة .”

 

 

” أوه ، رغم أنني خفضت حدة النيران و مستواها عن عمد إلا أنك نجوت و لم تمت…مثير ! هذا يشعرني بالحكة ، أمهتمٌ بقتالي ؟ ”

– أوساط الحقبة الثانية ؛ الفلسفي الأقدم فون هوينهايم – باراسيلوس .

 

‘هذا الشخص الغريب خطير .’

خفف أغاريس من النيران وتحكم بها بحيث لا تحرق الكحول المسكوب على الأرض ، أو تفجر القنائن بالخلف . كان سيكون من المخيف تخيل ما سيحصُل في حال فجرها بالخطأ . رغم أنه أحب رؤية تلك المناظر .

” ما هي ؟ ”

 

كان صوت أغاريس واثقاً و متغطرساً كمن يُلقي خطاباً أمام الجماهير للترشح للرئاسة . سقط ضوء الشمس من نافذة المطعم على وجهه المبتسم ذو الإبتسامة الشريرة ، و أضائت بشرته بلمعان نقي . أصبح شعره القرمزي مشرقاً و بدا مثل الغسق . مما أعطاه هالةً مختلفةً تماماً . أسر أغاريس الحالي ، روح كل من رآه . أطلق هالة قيادية ، جعلت الناس يتبعوه بلا وعي نحو أي هدف .

سار آراي من بعيد ، ممزقاً جزءاً مُحترقاً من رداءه . سعل بضع مرات ، ثم وصل تقريباً إلى أغاريس . كان قد نجى بالكاد بحروقٍ سطحية خفيفة .

 

 

 

” لا ، إعفني من ذلك .”

عدل آراي وقفته ، و وضع يده على جبينه بلا وعي متنهداً .

 

 

ترنح آراي و وقف بصعوبة ، ثم نظر إلى أغاريس بأعين حاقدة . كان الأخير متكئاً على المقعد الذي أرجعه للخلف ، جاعلاً إياه على قدمين بدلاً من أربع . و وجدت تلك الإبتسامة المتغطرسة على محياه .

 

 

أُطلق صوت إنفجار مكتوم ، إندلعت ألسنة النيران في آراي ، لكنّ حواجزه صدتها . قُذف آراي بعيداً ، و إشتعلت بعض أجزاء رداءه و جلده .

رفع آراي يده ، و فتح اللفافة .

” أغاريس ، أليس كذلك ؟ لنتناقش بجديةٍ هذه المرة ، كعاقلين ، كشيطانان ، كشريكين . و ننظُر للأفاق البعيدة بأمل .”

 

 

” كما إعتقدت ، أنت…تستهين بي تماماً ، هاه ؟ تعتقد أنني أضعف من أن أضرك ؟ أحمق .”

‘بالتالي هذا سببٌ إضافي لعدم التورط مع من لا يُخفي نفسه .’

 

 

لم يأخذه أغاريس بجدية . كان فرق المستويات بينهما شائعاَ ، كان لدى أغاريس القدرة على اللعب بـ آراي حتى الموت فقط بتعويذة واحدة . لذلك حتى بعد أن إقترب منه حتى مسافةٍ تساوي متراً ، فلم يفعل شيئاً سوى الإبتسام .

وضع أغاريس يده على وجهه ، كان صوته كئيباً :”…اللعنة ، إنه لا يكذب ! لا…هيا يارجُل ، لا تستطيع فعل هذا بي…ماذا سأفعل الآن ؟ إنه عديم الفائدة… %&!*$#” بدأ يتمتم ببعض الكلمات الغريبة ، و كأنه يتحدث بلغةٍ أخرى .

 

كان هذا مُنحنىً غير متوقع للأحداث .

” بالطبع ! أنت مجرد قمامة لم يصل للمستـ- همم ؟ أوه ! أليس هذا–”

“…”

 

جلس أغاريس على المقعد ، و دلّاه للخلف بساقين بدلاً من أربع . في وضعيةٍ كادت أن تُسقِطه ، ثم عقد ذراعيه معاً و إبتسم مظهراً أنيابه الصغيرة .

” ووش ! ”

” كوانغ !! ”

 

 

” كوانغ !! ”

 

 

” عاي حسنا، لقول الأمر ببساطة .” فرك أغاريس شعره الأحمر الجميل ، ثم أشار إلى آراي و ضحك .” سأقتلك ، هذا سيجذب ذلك الرجُل .”

لم يستطع أغاريس إكمال كلامه . ظهر ضوءٌ فضي في الجو ، إنتشر بسرعة و تشكّل على هيئة سلاسل فضية طارت في الهواء كالثعابين . لم تمنح أغاريس أي فرصة للرد ، و سرعان ما إلتفت حول جسده بإحكام .

” لماذا ؟ سؤالك تافه ، دعني أسألك بدلاً من ذلك . لماذا أنت ضعيفٌ هكذا ؟ حتى التنين الذي فقص من بيضته للتو ، بإمكانه سحقك حتى الموت . هل أنت تنين حتى ؟ ”

 

 

” هاه ! اللعنة ، كيف–”

إسود وجه أغاريس و تحول للكآبة .

 

 

” كوا ! ”

 

 

 

رفع آراي يده ، ظهرت المزيد من السلاسل المتكونة من المانا ، و قيدت فم أغاريس أيضاً .

‘إما أنه عبقري يخطط بعمق ، أم أنه أحمق متهور لا يعرف مدى إتساع العالم…يبدو أنه الأخير .’

 

 

” حسناً ، هلّا نحاول إعادة النظر في العقد من جديد ؟ و هذه المرة بعين العقل…”

” سنساعد بعضنا ، الأمر بهذه البساطة ، هاه ؟ “” ليكُن ، صفقة ! ”

 

 

إستلقى آراي على المقعد القريب منه ، و الذي كان أغاريس يجلس فوقه سابقاً ؛ مما جعله يسلم من النيران . و وضع ساقاً على الأخرى .

 

 

 

“…أيها التنين من عالم آخر .”

‘آخر ذكرياتي ، هي أن رجل الشطرنج قد قال شيئاً عن النصف الآخر ، وعندما فتحت عيناي مجدداً كانت أمي تكاد تقتلني خنقاً بحضنها لموت صاحب الجسد السابق .’

 

رفع أغاريس حاجبه .

فور جلوسه على المقعد نشر آراي ساقيه قليلاً ، إسترخى جسده ، عندما إقشعر بدنه فجأة و إنقبضت عضلاته ، إحتضن نفسه بلا وعي . إهتزت كلتا يديه بلا حسيبٍ و رقيب . تساقطت قطرات العرق الباردة من جبينه ، و شعر…بالخوف .

” أنت تريد من رجل الشطرنج بأن يُخرجك ، و أنا لدي مرادي منه أيضاً .”قال آراي بعد صمتٍ قصير بثبات :”إذا إستطعت الإتصال برجُل الشطرنج من جديد ، فسيُمكنك العودة . أليس كذلك ؟ بإمكاننا إجراء صفقة ، بعد كُل شيء ، لدينا نفس الهدف ؛ رجل الشطرنج ! “” بالتالي نحن نتفق في هذه النقطة ، لا إختلاف ، نعم ؟ ”

 

صرخ أغاريس ، بينما تناثرت بقايا الصلصة من فمه في الهواء . بدا مثل قدر ضغطٍ ساخن إنفجر ناشراً محتوياته .

” هااه !! ”

” هيا ، حتى أنا لن أتصرف بمكر . أليس هذا عرضاً كافياً للولاء من جهتي ؟ بصراحة ، أنت مفيد . سيكون من المؤسف عدم إستغلال وجودك .”” سأبسط لك الصورة ، كلانا شيطانان من عالمٍ آخر . مكروهان من الجميع ، مُنظمةٌ تسمى بـ نظام القدر تسعى خلفنا بإستمرار . و لن أتفاجئ في حال دخل أحدهم الحانة و قال ‘أنا من نظام القدر ‘. أوه ، لا تكُن ساذجاً و إخفي حقيقة كونك شيطاناً .”

 

 

” تباً لذلك ، ما زلت لم أعتد بعد على هذا…على الشعور بالخطر .”

 

 

” أيها الفتى البشري بإسم آراي رولان ، أنا أعرف أنك من عالمٍ آخر بالفعل . أنت مثلي ! أستطيع معرفة ذلك بنظرة ، بالإضافة لذلك أنت بارزٌ أكثر مني حتى .”

هز آراي رأسه و رثى نفسه . نظر إلى الدائرة السحرية العائمة فوق يده . كان يوجد ما بدا و كأنهما سواران على ذراعه اليُسرى ، لكنهما كانا أيضاً دوائر سحرية . وُجدت ثلاث دوائر سحرية حول يده بالمجمُوع . و لُونت بلونٍ رمادي داكن .

 

 

 

‘بهذا إستخدمت إحدى اللفافات التي كانت لدي ، تبقى إثنان .’

كان هذا مُنحنىً غير متوقع للأحداث .

 

 

قبل أن يخرج آراي من منزل مارلين ، كان قد طلب منه أن يصنع له ‘كيويو ‘لفائفاً تحوي قوته التي تستطيع ختم المانا . نتيجةً لذلك ، سلّمه ثلاث لفائف في تحوي تعويذةً في المستوى الثالث — [ سلاسل أفيلا ] . كانت هذه السلاسل الرمادية الداكنة ، هي ما خُتم به عندما حاول الهروب من لدى مارلين منذ 6 أعوام . تمتعت بقوةٍ تقييديةٍ كبيرة ، بالإضافة إلى القوة على ختم المانا ! كانت ثلاث بطائق منجية للحياة بالمعنى الحرفي .

 

 

 

” باك !! ”

 

 

 

وقف آراي من المقعد و ركله بعيداً بقوة لتخفيف التوتر المنتشر في جسده ، ثم أطلق نفساً و نظر إلى أغاريس المقيد كدودة . كانت عيناه مشتعلتان ، بدا و كأنه على وشك إلتهام آراي حياً بعينيه . شعر الأخير بالقشعريرة من نية قتل أغاريس ، و أخذ خطوةً للخلف بلا وعي . هل هكذا بدت الوحوش المختومة في القصص الخيالية ؟ كان هذا مخيفاً إلى حدٍ ما .

” ووش ! ”

 

 

‘نعم ، يُقال أقتله الرجل ولا تذله .’

‘يبدو و كأنه فخورٌ بهذه الهوية ’ التنينية ’ هاه ؟ ‘

 

هز آراي رأسه و رثى نفسه . نظر إلى الدائرة السحرية العائمة فوق يده . كان يوجد ما بدا و كأنهما سواران على ذراعه اليُسرى ، لكنهما كانا أيضاً دوائر سحرية . وُجدت ثلاث دوائر سحرية حول يده بالمجمُوع . و لُونت بلونٍ رمادي داكن .

قدرته على ختم أغاريس هذه المرة ، كانت ممكنةً فقط لأن أغاريس قد إستهان به . غير آخذِ إياه بجديةٍ على الإطلاق . لأنه في الرتبة الأولى المبكرة . ماذا سيستطيع أن يفعل ؟ بالإضافة لذلك ، كان أغاريس متغطرساً بطبيعته ، بدا و كأنه يرغب بالمرح و اللعب معه ، كلعبة…لكن في النهاية ، إنقلب الآية .

 

 

 

” أغاريس ، أليس كذلك ؟ لنتناقش بجديةٍ هذه المرة ، كعاقلين ، كشيطانان ، كشريكين . و ننظُر للأفاق البعيدة بأمل .”

 

 

 

” هيا ، حتى أنا لن أتصرف بمكر . أليس هذا عرضاً كافياً للولاء من جهتي ؟ بصراحة ، أنت مفيد . سيكون من المؤسف عدم إستغلال وجودك .”” سأبسط لك الصورة ، كلانا شيطانان من عالمٍ آخر . مكروهان من الجميع ، مُنظمةٌ تسمى بـ نظام القدر تسعى خلفنا بإستمرار . و لن أتفاجئ في حال دخل أحدهم الحانة و قال ‘أنا من نظام القدر ‘. أوه ، لا تكُن ساذجاً و إخفي حقيقة كونك شيطاناً .”

 

 

– كان أغاريس في الرتبة الثالثة المبكرة .

” أنت تُريد المغادرة ، وأنا أريد النجاة . لسنا نفس الشيء . لكن لتحقيق هدفينا فنحن بحاجةٍ لنفس الشخص – رجل الشطرنج . بالتالي أعتقد أن علينا التعاون لمحاولة الوصول إليه ، و للنجاة أيضاً مما هو قادم . ألا تعتقد ذلك ؟ بدلاً من صُنع إفتراضاتٍ لا أساس لها …؟ ”

 

 

” أريد كوب ماء فحسب .”

حرر آراي فم أغاريس الذي إحمرت بشرته غضباً من السلاسل جزئياً.

كانت جرائمهم أفظع و أسوء ما يُمكن تجاه البشر و الأعراق المختلفة ، كرههم سكان جميع القارات . و تم إعتبارهم اللطخة السوداء في التاريخ . كوارث هذا العالم و آفاته ! بسببهم وجد أمر ” أقتل على مد البصر ! ” على كافة الشياطين في كُل الأوقات . كان الإعتراف بكونه من عالمٍ آخر بهذه الكيفية الساذجة دون أدنى خوف مغازلةً للموت .

 

” عقد أو نحو ذلك ، هذه ليست مدة طويلة بالنسبة لما عشته حتى الآن ، إنها ليست سوى قيلولة . لكنني لا أستطيع !! ”

“…سأقتلك ، حررني على الفور ! أزل هذا الشيء اللعين .”

 

 

 

” تنهد…من فضلك ، لا تفعل هذا . ليس لدي صبر ، و أنا أحاول جاهداً كبح نفسي لئلا…أصنع منك عدواً .”” لكن هاه ! يالها من نهاية مغلقة ، على هذه الحال لن نتقدم…سأقرر التراجُع هذه المرة .”

 

 

” مع ذلك ، ألن تحاول كسر اللعنة التي عليك أولاً ؟ بما أنك مقيد ، كيف سوف تصل إلى نفس مستوى قوته ؟ بما أنه أصابك بلعنةٍ فهو أقوى منك بالطبع ، ولأفترض بأنه هذه اللعنة تكبح قوتك ، بالتالي…لن تستطيع الوصول لنفس مستواه .”

فكر آراي لفترةٍ من الوقت . ثم قرر وضع عواطفه جانباً ، و إختيار خيارٍ عقلاني . من معرفته الحالية و الجديدة ، تشكّلت صورةٌ واضحة عن شخصية أغاريس في ذهنه . كان شخصاً صعب الإرضاء . بلا شك ، كان نقيضه التام و الذي هو من نفس نوعه . سرعان ما علم بكيفية التصرف من نوعه بفضل ذلك ، لكنه ‘هو ‘بالذات لم يكُن مناسباً لذلك. في حال كان سيصنع علاقةً مع أغاريس ، فتوجب أن يكُونا في نفس المكانة ، أو أنها كانت ستكون علاقةً فاشلة .

” قُلت لا أستطيع مساعدتك. ليس لدي إهتمامٌ بذلك ، و لا سببٌ يدفعني لإخراجك. بالإضافة لذلك…”

 

لم يأخذه أغاريس بجدية . كان فرق المستويات بينهما شائعاَ ، كان لدى أغاريس القدرة على اللعب بـ آراي حتى الموت فقط بتعويذة واحدة . لذلك حتى بعد أن إقترب منه حتى مسافةٍ تساوي متراً ، فلم يفعل شيئاً سوى الإبتسام .

” هذه مُقامرةٌ من جانبي ، لكن حسناً…” توقف آراي قليلاً عن الكلام و ألقى نظرةً على أغاريس ثم قال :” أُقتلني و لن تغادر هذا العالم ، تأكد من ذلك – أنت بحاجتي ! وأنا أحتاجك أيضاً بالطبع .”” أما بالنسبة لرجُل الشطرنج ؟ هيه ، لا أعرف شيئاً عن هذا الشخص . محادثتي معه كانت أقصر من لقائي الحالي معك .”

 

 

 

” قُلت ما لدي ، إفعل ما تُريد .”

 

 

 

” كاتشا!”

 

 

 

” هوا ! هوا ! هوا ! ”

أصبح تعبير المالك ما بين الضحك و الدموع . بينما كان قلبه غضباناً مليئًا بالكره . كان سعيدًا لوصف طعامه باللذيذ من قبل ‘ شخص ‘ في الرتبة الثالثة . مع ذلك ، شعر بالألم لعدم توفر أي مكسب من هذا الأمر . بل كانت خسارته كبيرة ! كان أسوء ما في الأمر ، هو أنه لم يستطع الإبلاغ عن هذا لسلطات المنطقة لأن هذا عنى الإسائة لأغاريس .

 

” عالم آخر ؟ ماذا تقصد؟ ”

تحطمت السلاسل الرمادية حول أغاريس ، و بدأت بالتلاشي في غبارٍ فضي . في نفس الوقت ، إختفت الدوائر السحرية حول ذراع آراي . سرعان ما تحرر أغاريس . وقف و ألقى نظرةً غريبةً على آراي . أطلق زفيراً هادئاً و تحدث .

نظر آراي حول الحانة ، شعر فجأةً بالشفقة تجاه هذا المالك . كانت الحانة منذ بضع دقائق ممتلئاً بالمغامرين الجياع ، و الآن لم يبقى أحد . أصبحت المقاعد فارغة ، بينما إمتلئت الطاولات بصحون الحساء و سيقان اللحم الغير مكتملة بالإضافة إلى أكواب الخمر المسكوبة والتي ملئت الأرض . لأي درجةٍ خسر هذا المالك ؟ رثاه آراي بصدق .

 

 

” علي القول ، أنت مخادعٌ للغاية ، أكره أمثالك ! بشريٌ للغاية . تُريد التحدث بجدية ؟”

 

 

‘يبدو أنه قد أتى في نفس توقيتي أيضاً…غريب ! هل إتفق رجل الشطرنج مع شخصٍ ما لإحضاري إلى هُنا ؟ هل هذا يعني أنني مُراقب الآن ؟ ‘

هدأ أغاريس و طقطق رقبته بأعين باردة .

 

 

وضع أغاريس يده على وجهه ، كان صوته كئيباً :”…اللعنة ، إنه لا يكذب ! لا…هيا يارجُل ، لا تستطيع فعل هذا بي…ماذا سأفعل الآن ؟ إنه عديم الفائدة… %&!*$#” بدأ يتمتم ببعض الكلمات الغريبة ، و كأنه يتحدث بلغةٍ أخرى .

” لا بأس ، لكن لما علي الثقة بك ؟ كيف أضمن ألا تخونني ؟ بعد كُل شيء…أنت بشري.”

 

 

“أيها المالك !! هل ستستجيب أم سأحرق لك هذا المكان برمته ؟ أخبرتك عدة مرات بأن لا تتجاهلني ، ستكون هذه آخر مرة لك أيها اللعين .”

” يالمستوى وقاحتك حقاً . تجرؤ على التفوه بهذه الكلمات بعد ما كدّت تفعله منذ قليل بي ؟ لكن هيه…بشريٌ هاه ؟ هل من المُتفرض أن تكون هذه إهانة ؟ ”

” بوووم ! ”

 

 

أطلق آراي ضحكةً ساخرة .

 

 

‘بهذا إستخدمت إحدى اللفافات التي كانت لدي ، تبقى إثنان .’

“…ألست أنت أيضاً بشرياً الآن ؟ ”

بدأ آراي بالتفكير . هل كان حتى عالِماً بما حصل عند قدومه أول مرة ؟ لم يستطع مواكبة ما يقوله أغاريس . و سرعان ما أدرك ماهي المشكلة .

 

– أوساط الحقبة الثالثة ؛ كوكبة العدم .

سار آراي بعيداً و لم ينظر إلى تعبير أغاريس ، ثم أحضر مقعدين ، و جلس على أحدهما . بينما وضع الآخر مقابلاً له .

 

 

‘بهذا إستخدمت إحدى اللفافات التي كانت لدي ، تبقى إثنان .’

لم يجلس أغاريس على المقعد ، و لم يتحدث آراي . كان المطعم صامتاً ، إنتشرت أصوات إشتعال خفيفة بسبب تعويذة أغاريس السابقة و التي حرقت عدة أجزاء من الحانة ، هرب المالك بعيداً منذ لحظة إستخدام أغاريس لسحره .

” أيها البشري ، حتى لو لم تعرف كيفية ذلك في الوقت الحالي ، فأريدك أن تجد الطريقة لمغادرة هذا العالم ، لقد قلت أن علاقتك بذلك الشخص رجل الشيءٍ ما ، غير موجودة لكنك مخطأ . شخصٌ بمستواه لن يفعل شيئاً عن عبث ، هو الذي أرسلك إلى هذا العالم ، صحيح ؟ لديه سببٌ لهذا بالطبع . كونه قد أعطاك جزءاً من قوته أو هويته ، فهذا يدُل على أن لديه سبباً أيضاً . ”

 

 

بتعبير ساطع ، فتح أغاريس فمه بعد مرور ثلاث دقائق .

ربما لم يفكر أغاريس كثيراً بالأمر لتلك الدرجة . بدا و كأنه يستطيع كسر اللعنة في أي وقتٍ يُريده .

 

” همم ؟ ماذا تقصد ؟ ”

” هاه ! تباً لكُل شيء…علي الإعتراف ، أيها البشري ، أنا بحاجتك . لقد دخلت هذا العالم في لحظة ضعف و لم أملك خياراً آخر. لا أعرف كيفية الخروج ، لكن أنت أم شخصٌ له علاقةٌ بك يعرف كيفية ذلك . و إلا لم أكن سآراه في الفراغ ، و في حدود العالم .”

‘حتى بعد كُل تحذيرات مارلين ، لا أصدق أن شخصاً كهذا موجود…أم أن هذه الهوية ليست بالشيء المميز ؟ لا ، قد يكُون كاذباً حتى .’

 

 

مد أغاريس ذراعه و بسط كفه ، ثم بدأ بالتحدث بصوتٍ آسر .

 

 

 

” أيها البشري ، حتى لو لم تعرف كيفية ذلك في الوقت الحالي ، فأريدك أن تجد الطريقة لمغادرة هذا العالم ، لقد قلت أن علاقتك بذلك الشخص رجل الشيءٍ ما ، غير موجودة لكنك مخطأ . شخصٌ بمستواه لن يفعل شيئاً عن عبث ، هو الذي أرسلك إلى هذا العالم ، صحيح ؟ لديه سببٌ لهذا بالطبع . كونه قد أعطاك جزءاً من قوته أو هويته ، فهذا يدُل على أن لديه سبباً أيضاً . ”

 

 

 

” إمتلاكك لقوةٍ مشابهة لخاصته ، يعني أن لديك الفرصة للوصول إلى مستواه و فتح بوابة . الفرصة تعني الأمل و الأمل يعني الإمكانية ، سأمنحك دعمي و معرفتي للوصول إلى هذا الهدف لمغادرة العالم ! إذا أردت مالاً و موارداً للبحوث فسأجد طريقةً لكسبهم ، إذا أردت أتباعاً فسأعطيك إياهم ، إذا أردت فهماً لسحر الأبعاد و الفضاء ، فسأعطيك فهمي و ما أعرفه عنه ، حتى لو لم تُطبقّ قوانين الفضاء نفسها على هذا العالم . و الأهم ، سوف أحمي ذاتك الضعيفة حتى تصل إلى ذلك المستوى ! ”

” لنعد إلى العقد ، هل أنت موافق ؟”

 

“…”

” سأقولها مرةً أخرى ، أنا بحاجتك . ساعدني في مغادرة العالم ! ”

مد أغاريس ذراعه و بسط كفه ، ثم بدأ بالتحدث بصوتٍ آسر .

 

” لكن…”

كان صوت أغاريس واثقاً و متغطرساً كمن يُلقي خطاباً أمام الجماهير للترشح للرئاسة . سقط ضوء الشمس من نافذة المطعم على وجهه المبتسم ذو الإبتسامة الشريرة ، و أضائت بشرته بلمعان نقي . أصبح شعره القرمزي مشرقاً و بدا مثل الغسق . مما أعطاه هالةً مختلفةً تماماً . أسر أغاريس الحالي ، روح كل من رآه . أطلق هالة قيادية ، جعلت الناس يتبعوه بلا وعي نحو أي هدف .

‘حتى بعد كُل تحذيرات مارلين ، لا أصدق أن شخصاً كهذا موجود…أم أن هذه الهوية ليست بالشيء المميز ؟ لا ، قد يكُون كاذباً حتى .’

 

” هذه مُقامرةٌ من جانبي ، لكن حسناً…” توقف آراي قليلاً عن الكلام و ألقى نظرةً على أغاريس ثم قال :” أُقتلني و لن تغادر هذا العالم ، تأكد من ذلك – أنت بحاجتي ! وأنا أحتاجك أيضاً بالطبع .”” أما بالنسبة لرجُل الشطرنج ؟ هيه ، لا أعرف شيئاً عن هذا الشخص . محادثتي معه كانت أقصر من لقائي الحالي معك .”

أرجع آراي ظهره للخلف ، إتكئ على المقعد أكثر ، و أسند رأسه المائل على ذراعه اليمنى .

 

 

فور أن رأى آراي كرةً النار القرمزية ، أنفق المانا خاصته و صنع حاجزين مطاطيين أسفله ثم قفز على الفور إلى السقف !

” أنا موافق ، سوف أساعدك .”

” لنعد إلى العقد ، هل أنت موافق ؟”

 

إسود وجه أغاريس و تحول للكآبة .

قال آراي و لم يخيبه .

 

 

 

” لكن…”

 

 

أصبح تعبير المالك ما بين الضحك و الدموع . بينما كان قلبه غضباناً مليئًا بالكره . كان سعيدًا لوصف طعامه باللذيذ من قبل ‘ شخص ‘ في الرتبة الثالثة . مع ذلك ، شعر بالألم لعدم توفر أي مكسب من هذا الأمر . بل كانت خسارته كبيرة ! كان أسوء ما في الأمر ، هو أنه لم يستطع الإبلاغ عن هذا لسلطات المنطقة لأن هذا عنى الإسائة لأغاريس .

رفع أغاريس حاجبه .

 

 

” أنت تُريد المغادرة ، وأنا أريد النجاة . لسنا نفس الشيء . لكن لتحقيق هدفينا فنحن بحاجةٍ لنفس الشخص – رجل الشطرنج . بالتالي أعتقد أن علينا التعاون لمحاولة الوصول إليه ، و للنجاة أيضاً مما هو قادم . ألا تعتقد ذلك ؟ بدلاً من صُنع إفتراضاتٍ لا أساس لها …؟ ”

” لن أفعل ذلك الآن ، سيكون هذا لوقتٍ لاحق . بدلاً من ذلك ، أريدك أنت بأن تُساعدني للوقت الحالي .”

 

 

” إذا كان العقد يتمحور حول إيجاد أو التواصل مع رجل الشطرنج هذا ، فالأمر بسيط و لا حاجة إلى تعقيده .”

“…”

” لا بأس ، لكن لما علي الثقة بك ؟ كيف أضمن ألا تخونني ؟ بعد كُل شيء…أنت بشري.”

 

 

بشكلٍ غريب لم يتحدث أغاريس ، بدا و كأنه يستمع بصبر . فوجئ آراي من ذلك لأنه خالف توقعه الأولي ، لكن كتفاه إسترخا بذلك .

 

 

رفع أغاريس رأسه ، و لمعت عيناه مختلفتي الألوان بأمل .

” كما ترى ، فأنا أبدو مثل رجل الشطرنج في المظهر. بالتالي هذا قد يعني أنني أملك نفس قوته .”

 

 

” أنت تريد من رجل الشطرنج بأن يُخرجك ، و أنا لدي مرادي منه أيضاً .”قال آراي بعد صمتٍ قصير بثبات :”إذا إستطعت الإتصال برجُل الشطرنج من جديد ، فسيُمكنك العودة . أليس كذلك ؟ بإمكاننا إجراء صفقة ، بعد كُل شيء ، لدينا نفس الهدف ؛ رجل الشطرنج ! “” بالتالي نحن نتفق في هذه النقطة ، لا إختلاف ، نعم ؟ ”

” والذي قد يعني أيضاً أنني في مرحلةٍ ما ، سأملك القوة للسفر عبر العوالم إذا إفترضنا أنني نجوت بالطبع ، صحيح ؟ بالتالي هذا يعني أن لديك ‘ أملاً ‘ ؛ ضوءاً , رغبتك بمغادرة هذا العالم ليست مستحيلةً تماماً بعد كُل شيء…لكن هذا في حال نجوت و إفترضنا أنني إمتلكت القوة اللازمة .”

 

 

 

” بالتالي طلبي واضحٌ و بسيط : ساعدني في ذلك .”

” لن أفعل ذلك الآن ، سيكون هذا لوقتٍ لاحق . بدلاً من ذلك ، أريدك أنت بأن تُساعدني للوقت الحالي .”

 

 

كان أغاريس صامتاً لمدةٍ وجيزة . لم يبدو تعبيره الأحمق و كأنه يفكر أكثر من كونه فارغاً من الداخل .في النهاية ، أطلق نفساً و إبتسم .

عدل آراي وقفته ، و وضع يده على جبينه بلا وعي متنهداً .

 

أصبح تعبير المالك ما بين الضحك و الدموع . بينما كان قلبه غضباناً مليئًا بالكره . كان سعيدًا لوصف طعامه باللذيذ من قبل ‘ شخص ‘ في الرتبة الثالثة . مع ذلك ، شعر بالألم لعدم توفر أي مكسب من هذا الأمر . بل كانت خسارته كبيرة ! كان أسوء ما في الأمر ، هو أنه لم يستطع الإبلاغ عن هذا لسلطات المنطقة لأن هذا عنى الإسائة لأغاريس .

” أكره التفكير ، هذا متعب . لكن…سأسايرك لهذه المرة ، و لا إهتمام لدي في محاولة البحث في الاسباب خلف ذلك . لكنني سأراقبك . أظهر أي توانٍ و ساقتلك .”

” هذه مُقامرةٌ من جانبي ، لكن حسناً…” توقف آراي قليلاً عن الكلام و ألقى نظرةً على أغاريس ثم قال :” أُقتلني و لن تغادر هذا العالم ، تأكد من ذلك – أنت بحاجتي ! وأنا أحتاجك أيضاً بالطبع .”” أما بالنسبة لرجُل الشطرنج ؟ هيه ، لا أعرف شيئاً عن هذا الشخص . محادثتي معه كانت أقصر من لقائي الحالي معك .”

 

— كان أغاريس قد فجّره بلا رحمة خارج الحانة .

مد أغاريس يده ببادرة . حذِر آراي ، لكنه صافحه .

حرك آراي أقدامه بسرعة متراجعاً ، و لم يسمح لهذه القذراة بأن تلمسه ، كان سيكره نفسه حقاً إذا سمح بحدوث ذلك ؛ بالأخص بعد رؤية كيف كان يأكُل هذا ‘ الهمجي ‘ .

 

 

” سنساعد بعضنا ، الأمر بهذه البساطة ، هاه ؟ “” ليكُن ، صفقة ! ”

 

 

 

” صفقة .”

 

 

 

إنتهى كلا الجانبين أخيراً من التوصل لحل و الإتفاق على شيٍ ما . بعد العديد من الأحداث الصغيرة خلال نحو نصف ساعة .

تجمد ذهن آراي لوهلة ، ثم أدرك ما سمعه . هل لفظ هذا الفتى حقاً تلك الكلمات ؟ بدا و كأنه كذلك ، لم يكُن يتوهم الأمر . و سمع ذلك بشكلٍ صحيح .

 

 

“…”

 

 

نقر أغاريس بأظافره الطويلة على الطاولة ، ثم ضحك:” لا بأس في إبرام عقد . لكن دعني أسألك سؤالاً ، لماذا أنت ضعيفٌ هكذا ؟ أشعر بالشكّ ، أنت لست حتى في المستوى 10 . فلما تُريد ‘عقداً ‘؟ تسك ، هذه إستفادةٌ صريحة مني . أتعتقد أنني أحمق ؟ في حال فعلنا ذلك حقاً ، فستكون أنت هو الجانب المستفيد بوضوح .”

“…أفلت يدي .”

لم يهتم بهذه الأمور بالعادة ، لكّن آراي قد شعر بالإهانة بدلاً منه . أين كانت الكرامة في البلطجة على الضعفاء ؟ و على من ليس بساحرٍ حتى ؟ كان هذا بلا معنىً حقاً . رغم أنه لم يرى نفسه كرجلٍ نبيل. قرر آراي بحزم أن لايُخفض نفسه إلى هذا الحد .

 

 

” لم أنتقم بعد مما فعلته ، وبما أننا إنتهينا من هراءك…فالآن أتت الفرصة.”” حاول النجاة ! ”

“…”

 

 

أصبح الجو الثقيل داخل الحانة أسخن فجأة ، و كأن ضوء الشمس فوقهم مباشرةً . بدأت نهايات ملابس آراي بالإشتعال قليلاً . بينما أصبح الهواء داخل رئتيه ساخناً . شعر بصعوبةٍ بالتنفس ، و بأنه يفقد الهواء . كانت رائحة الدخان منتشرةً بالجو . ظن آراي أنه رأى الشرر يرقص . فجأة ، سرت الحرارة في ظهره ، عندما فقد العالم ألوانه و إسود بصره ثم إصطدم بشيءٍ ما و إحترق جسده . حدث كُل ذلك خلال ثانيةٍ واحدة !

 

 

“…”

— كان أغاريس قد فجّره بلا رحمة خارج الحانة .

 

 

 

“…”

 

 

 

“…”

 

 

نقر أغاريس بأظافره الطويلة على الطاولة ، ثم ضحك:” لا بأس في إبرام عقد . لكن دعني أسألك سؤالاً ، لماذا أنت ضعيفٌ هكذا ؟ أشعر بالشكّ ، أنت لست حتى في المستوى 10 . فلما تُريد ‘عقداً ‘؟ تسك ، هذه إستفادةٌ صريحة مني . أتعتقد أنني أحمق ؟ في حال فعلنا ذلك حقاً ، فستكون أنت هو الجانب المستفيد بوضوح .”

عندما إستيقظ آراي من جديد ، كان نائماً في مشفى العاصمة مع العديد من الحروقات ذات الدرجة الثانية و الجروح الناتجة من الزجاج مع بعض الأضلاع المكسورة…لكونه في الرتبة الأولى ، كان شفاءه يسيراً و تم ذلك بسرعة قبل تفاقم الإصابات . كلفه 70 بلورةً سحرية ، لشفاء نفسه في النهاية .

 

 

” لماذا ؟ سؤالك تافه ، دعني أسألك بدلاً من ذلك . لماذا أنت ضعيفٌ هكذا ؟ حتى التنين الذي فقص من بيضته للتو ، بإمكانه سحقك حتى الموت . هل أنت تنين حتى ؟ ”

‘سأتأكد من رد العدوان يوماً ما…أو قتله .’

 

 

‘تسك ، بالتفكير في الأمر الآن . إستوعبت شيئاً ما للتو .’

كانت هذه هي الطريقة التي إنتهى بها أول لقاءٍ لـ آراي مع الشيطان الآخر – أغاريس .

 

 

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط