الفصل الثاني - الصباح الموعود صار بعيد المنال

الفصل الثاني

الصباح الموعود صار بعيد المنال

 

رفع صوته وانحنى وأمسك السكين بثبات ، ثم قام بتدوير الخضار كما نصحته رام. كان القطع الأول لا يزال عميقًا إلى حد ما ، لكنه فوجئ بمدى سلاسة سير الباقي.

 

بعد أخذ القياسات، عاد سوبارو إلى رام في غرفة الملابس بينما ذهبت ريم في طريقها المنفصل.

 

— أعنينهم.

 

“التفكير الدائم هو ما يمليه عليك الحس السليم، من واجب كل رجل أن يفكر مليًا عندما تسوء الأمور أو عندما تتلاشى شجاعته في لمح البصر ..”

 

“لا أعرف حتى قدر أنملة.”

1

“المسكن الرئيسي والقصور الصغيرة… إذن ، أمم ، هذا هو المسكن الرئيسي؟”

 

“لقد جعلني العمل أنظر بشكل مختلف إلى أيام دراستي وعطلتي الأسبوعية …”

قادهم التوأم إلى غرفة الطعام حيث كان من المقرر تناول الإفطار، علقت الفتاة ذات الشعر المجعد عوضًا عن إلقاء التحية، “وأنا أراقبكم من الأعلى، شعرت.. بالفزع لرؤية رأسك الفارغ والمخيب للآمال، على ما افترض؟”

لم تقل رام كلمة واحدة عندما فتحت الباب المغلق. اتسعت عيون سوبارو في صدمة

افترقت إيميليا عنهم في طريقهم إلى قاعة الطعام لتعود إلى غرفتها لتغير ملابسها، لذا كان سوبارو وتلك الفتاة ذات الشعر المجعد وحدهما في قاعة الطعام.  أظهر سوبارو وجهًا حزينًا لقاء سخريتها

“يبدو أن إطلاق لقب ” السكين المحبوبة” على سكينك لا يناسبك نظرًا لأن حبك من جانب واحد ، فربما يجب أن تحاول تسميته بسكينك المفضل بدلاً من ذلك؟ “

“لم تتحدثين بهذا الشكل الجارح في مثل هذا الصباح الجميل يا لولي؟”

“… أعتذر بحق لإتعابك.”

“ما معنى هذا المصطلح، على ما افترض؟ لم أسمع به من قبل، ومع ذلك يبدو… مستفزًا لسبب ما”.

لكنه لم يكن اليوم المناسب لمثل هذه الأفكار،

“إنه يعني أنكِ لستِ في قائمتي. فأنا لا أميل للفتيات اللوات يصغرنني “.

انتفخ الوريد في جبين بياتريس وهي تقف بخشونة وتفتح باب قاعة الطعام.

“… ربما عليَّ أن أشفق عليك لإهانتي بهذا الشكل؟”

كان هذا هو الشيء الوحيد الذي لا ينبغي لأحد فعله في أول مقابلة رسمية مع أحدهم.  بالطبع ، لم يكن بمقدور رام أو ريم معرفة تقاليد المجتمع الياباني. تحمل سوبارو سخريتها واتجهت أنظاره نحو روزوال

تجاهل سوبارو كلمات تلك الفتاة متعمدًا وأمعن النظر في قاعة الطعام.

“مم ، من الصعب أن أصفها بالكلمات … إنها نوعًا ما علامة على كوني أعمل بجد”

كان في منتصف القاعة طاولة مغطاة  بقماش أبيض وقد وزعت عليها صحون المائدة بالفعل.  إن كان أحد تلك الصحون قد تم تخصيصه لسوبارو، فلابد أنه ذاك الواقع أدنى الطاولة.

“أكره إزعاجك وأنت منتشي بالسكر ، ولكن هل يمكنك إخباري بالمزيد؟”

“لا أعرف شيئًا عن آداب المائدة. أتسمحين بإخباري بعض القواعد؟! ”

“أتذكر أني سمعت سابقًا أنها أفضل منك في كل شيء رغم ذلك ؟!”

“أهذا نوع من الغطرسة ، على ما افترض؟ إن احترت في شيء فببساطة اخفض رأسك واسأل عنه بهدوء “.

بقي سوبارو يداعبه قليلاً إلى أن رفع باك وجهه عن الطبق.

“إن كان لابد لي من فعل ذلك، سأجلس على ذلك الكرسي الكبير وأتفنن في إزعاجكِ إذن.”

كانت ريم تحمل صينية فضية فارغة بيد واحدة وهي تراقب سوبارو يتفقد البا.

اِستَشاطَت تلك الفتاة غضبًا وتحول وجهها إلى اللون الأحمر بينما كان سوبارو يلوح بكفه لها ويجلس على الكرسي الكبير. الأرجح أنه مكان إما إيميليا أو سيد القصر باحتمالية 50% لكل منهما.

حدقت ريم بسوبارو الذي كان يفتح ويغلق الباب.

عندما رأت تلك الفتاة سوبارو غير قادر على الاسترخاء في الكرسي ، هزت الفتاة ذات الشعر المجعد وجهها الغاضب.

“شخصان فقط يقومان بكل الأعمال في منزل بهذه الضخامة؟ كنت أظن الناس تنهار بسبب العمل الشاق كيفما كانت براعتهم! بعدما قلتُه… ألا تفكر في توظيف أي خادمات جدد هنا؟ ”

“حسنًا ، حسنًا. ولكن، ألن تقوم بشكري؟!”

كانت تبدو لطيفة بملابسها الحالية، لكن بالرغم من أن بإمكانهما التغيير كانت  ملابسهما متطابقة الإضافة لقصة الشعر. ولأنهما توأمان على وجه التحديد ، فقد أراد أن يرى بعض التميز، وجوهر الطبيعة الإنسانية.

“شكركِ؟ لقد طلبتُ المساعدة منكِ للتو وقمتِ بتجاهلي، أليس كذلك؟  وأصلًا، أي نوع من الأشخاص هذا الذي يقوم بطلب الشكر؟ كم أود رؤية وجه والدكِ لدى سماعه مثل هذا الكلام! ”

هز سوبارو رأسه ليعود أدراجه متشكيًا من العنف الذي تعرض له للتو

“ما الذي يغضبك بالضبط، على ما افترض ؟! من المفترض أن أغضب أنا لا أنت! بعد كل ما فعلته …! ”

“إنه ليس شيئًا كبيرًا كما لو كان خياطة سترة بأكملها كما أن الدقة ستكون أقل بعكس ما إن كانت سترة للسيد روزوال، لكن أظن هذا سيفي بالغرض”.

استمر الاثنان في استفزاز بعضهما البعض

“ماذا سنفعل بشأن الأرجل”

لم تتمكن تلك الفتاة -بصوتها مرتبك عند رد سوبارو عليها-  من إنهاء جملتها أبدًا. رغم إدراك سوبارو لتوقفها غير الطبيعي في الكلام إلا أنه دفعها الاستمرار ، ولكن …

أما إيميليا…

فُتح باب قاعة الطعام ودخلت الخادمتان تدفعان عربة.

كان سوبارو يشعر بالحرج داخليًا لقول مثل هذا الاعتراف القوي علنًا.

“المعذرة يا ضيفنا العزيز،  سأضع الطعام على الطاولة “.

– وهكذا ، مر نصف يوم.

“المعذرة يا ضيفنا العزيز،  سأضع أدوات المائدة والشاي”.

لابد أن حمل مثل هذه الأعباء الثقيلة أمر. قد تكون إيميليا تحمل في مخاوف لا تستطيع مناقشتها مع أي أحد.

وضعت الفتاة ذات الشعر الأزرق قائمة إفطار تقليدية مكونة من السلطة والخبز وما إلى ذلك، بينما قامت الفتاة ذات الشعر الوردي بصب وتقديم أكواب الشاي بخفة.  تلك الروائح الأخاذة جعلت معدة سوبارو تستغيث فجأة طلبًا للطعام.

 

“هواااه، هذا ليس سيئًا على الإطلاق. هذا ما يمكن تسميته بفطور النبلاء … كنت قلقًا من أن يكون شيئًا غريبًا من هذا العالم أو ما شابه”.

“مهلًا لحظة، وجود فتاة تلعب بشعري سيؤدي حقًا إلى القضاء عليّ!”

كان سوبارو قلقًا من أن يتم تقديم بعض الأطعمة الغريبة، لذا شعر بالارتياح حقًا بعد رؤية القائمة.

ابتسم روزوال ابتسامة متوترة وهو يرمي الموضوع على رام. عندما نظر إليها سوبارو ، رأى أن لديها نفس تسريحة شعر ووجه ريم  وهي تقف بجانبها. على الأقل يمكن تمييزهم بسهولة عن طريق لون شعرهم.

عندما جال بنظره في المكان، لم تقع عينه على أي شيء يشكل خطرًا جسديًا أو عقليًا عليه.

لطالما كان سوبارو يستخف بمدربته المتقشفة خلال الأيام الأربعة الماضية. لكن مثل هذه التعليقات التي هي من طرف واحد  ما زالت تعزز المحادثات الودية التي يجريها مع إيميليا في الليل.

ازداد حماسه ، وانحنى سوبارو إلى الخلف على الكرسي ، مما جعله يئن تحت وطأته. تردد صدى الصوت في جميع أنحاء غرفة الطعام ، مما أدى إلى إزعاج وجه الفتاة المهدئ.

كان شكلها ممتازًا. لم يحدث انقطاع في تقشيرها من الرأس إلى الحافة. وتابعت:

لسبب ما ، لم يستطع سوبارو مقاومة ردة فعل الفتاة ذات الشعر المجعد. رغبة منه أن يرى وجهها الهادئ يتلاشى، قام سوبارو بنية تملؤها الأذى بتحريك مؤخرته بشكل عشوائي على الكرسي.

حل المساء بعد أن غربت الشمس وأخذ الهلال مكانه في قلب السماء عندما وصل التقرير السري

ولكن، قبل أن يتمكن من إتمام خطته، دخل شخص جديد إلى قاعة الطعام ، وكان صوته السعيد يقاطع أي شيء آخر.

ذكرت إيميليا المكافآت التي حصل عليها سوبارو على حد علمها. كانت إيميليا تعرف ما فعله ليحصل على تلك المكافآت مع ذلك هزت رأسها وكأنها لم تفهم حقًا.

“أووو يا إلهي،  أنت تبدو نشيطاً للغاية  هذا جيد ، جيد للغــــاية”.

هذا ما شعرت به سوبارو ، ولكن … “شأنك -“.

كان رجلاً طويل القامة أطول بقليل بمقدار شبرين تقريباً من سوبارو، ذو شعر أزرق داكن طويلاً يغطي ظهره بالكامل. لكن جسده لم يكن نحيفًا بقدر ما بدا رشيقًا ، ويتمتع ببشرة شاحبة للغاية.

غادر سوبارو وريم تاركين رام في الممر وذهبا إلى غرفة الملابس.

بأخذ ملامح وجهه في الحسبان، فقد بدا فتى وسيمًا للغاية، ولكن عينيه كانتا ذات التأثير الأكبر في مظهره إذ كانتا بلونين مختلفين إحداهما صفراء والأخرى زرقاء.

وصدرها وحجرها لأشفي نفسي من هذا الجهد المضني “.

– حسنًا ، كان ليكون وسيمًا للغاية لو لم يكن يرتدي ذلك الزي الغريب ويضع ذلك المكياج الذي جعله أشبه بالمهرجين.

ترك روزوال ذلك اللقب يمر دون أن يعلق عليه. يميل سوبارو إلى استفزاز الآخرين، ولكن ذلك لن ينفع هنا.  اختفى الطعام الموجود في الأطباق واحدًا تلو الآخر قبل أن يدركون.

“… يا رجل، استأجرتم مهرجًا لتسليتنا قبل الفطور؟  لن أفهم أبدًا تفكير الأثرياء “.

“واااااه!”

بياتريس شاهدت ما حدث وعلقت.

“سو-با-رو!”

“أعلم ما الذي تفكر فيه، لكني لن أقاطعك.”

 

“لا تكوني هكذا يا بيتي نحن اصدقاء صحيح؟ لنجري بعض المحادثات القصيرة معًا”.

“بالطبع أنا مشغولة للغاية. ومع ذلك ، فإن إصلاحها سيوفر الوقت والمتاعب لاحقًا “.

“ما نوع العلاقة بيني وبينك ، على ما افترض ؟  أيضا ، لا تقم باختصار اسمي هكذا!”.

“حسنًا ، أنا مهاجر غير شرعي نوعًا ما …”

تجاهلته الفتاة بعدها وانسحبت من المحادثة.

بمثل هذا التعبير المحايد ، رأى سوبارو عيون ريم ممتلئة بتصميم شرس. حك سوبارو وجهه بإصبعه ، مدركًا أنه لا بد أنه أزعجها قليلاً خلال الأيام الأربعة الماضية.

عبس سوبارو من سلوكها، عندها فتح المهرج -الذي كان يسير في قاعة الطعام- عينيه على مصراعيها لينظر لها ولسوبارو.

4

“يا إلهي ، من النادر رؤية بياتريس هنا. أليس من الرائع أن تشاركينا وجبة بعد هذه المدة الطويــلة؟ ”

“أتخيلك شخص قد ينام اليوم بطوله، صحيح؟”

“إن كان هذا الرجل هو المتفائل الوحيد، ألا يعني هذا الكثير، على ما افترض ؟ بالنسبة لي فأنا أنتظر باك، باك وحده!”.

 

متجاهلة تعليقه اللطيف، اتجهت أنظار الفتاة – بياتريس – إلى الشخص القادم خلف المهرج. بعد أن أنهت الفتاة ذات الشعر الفضي تغيير ملابسها، دخلت قاعة الطعام بعد المهرج بقليل.

عندما فتح الباب مجددًا وجد أنه أصبح يؤدي إلى غرفة ضيوف بسيطة مرة أخرى بدل الأرشيف السري

“بــــاك!!”

ذكرت إيميليا المكافآت التي حصل عليها سوبارو على حد علمها. كانت إيميليا تعرف ما فعله ليحصل على تلك المكافآت مع ذلك هزت رأسها وكأنها لم تفهم حقًا.

قفزت بياتريس من مقعدها لتركض وتنورتها الطويلة تتطاير في الهواء.  كانت رؤية ابتسامتها اللطيفة تظهر كالوردة المتفتحة كفيلة بأن تنسيه «وقاحة» تلك الفتاة.

“- الظروف الحالية تجعل ذلك مستحيلاً، وأيضا ، انتهى وقت الكلام الفارغ “.

رغم أن نظراتها كان موجهة لإيميليا إلا أن الرد أتى من شخص آخر: “أهلا بيتي. لقد مرت أربعة أيام. أكنتِ مهذبة وسعيدة خلالها؟ ”

 

أومأت بياتريس برأسها على كلمات القط الرمادي الصغير الذي ظهر من شعر إيميليا.

بالطبع  كانا يقرآن ما بداخل عقله كثيرًا، ولكن هذه الأفكار أبعد مما أن تتواجد داخل رأسه طوال الوقت

 

أراد أن يفعل شيئًا حيال ما فعله بكل استطاعته، لكن – “آسف يا ريم. لقد وعدت إيميليا أن أخرج معها غدًا  لذا عليَّ أن أستيقظ مبكرًا وأنهي عملي بسرعة، لذا لا يمكنني فعل هذا الليلة … “

“لقد كنت أنتظر عودتك بفارغ الصبر يا باك! هل سنستمتع بوقتنا اليوم معًا، على ما افترض ؟ ”

“…”

“نعم ، سيكون ذلك رائعًا! يمكن لكلانا أن نسترخي اليوم”.

“إذا، ماذا عن دوري هنا؟  لن أكون كبير الخدم بقدر ما أنا بمستوى خادمة متدربة؟ “

“هذا رائع!”

عندما أشاح بنظره عن منطقة ملابس السيد ذو الذوق السيئ جذبته العديد من الملابس المنمقة. كان أحدها زيًا رآه في العاصمة الملكية ، لذا استنتج أنها بلا شك ملابس إيميليا.

قفز باك من على كتف إيميليا ليهبط على راحتي بياتريس الممدودتين. عندما أمسكت بياتريس باك احتضنته بلطف وأخذت تدور به من مكان لآخر.

“أجل، لهذا يبدو مظهركما متشابهًا… مهلًا .. ألا يبدو هذا خاطئًا؟”

صُدم سوبارو بالمشهد السعيد بينما سارت إيميليا بابتسامة استفزازية.

ليس من شأني أصلًا، فكر سوبارو. أدرك فجأة أن ريم كانت تراقبه. كانت عيناها الزرقاوين الشاحبتين تحدقان في رأسه.

“ههه، أليسا بهيجين؟” باك وبياتريس مقربان من بعضيهما كما ترى “.

“آآآآ! آآآآ! آسف ما كان ذلك؟! لا أستطيع سماعك! “

“لا أحد يستخدم كلمة بهيج هذه الأيام …”

“… كنتِ تحدقين في باروسو بسبب قصة شعره ، صحيح؟”

عدما علقَ سوبارو على استخدام إيميليا للكلمات القديمة،  ردت بـ”همم؟” وأشارت إلى سوبارو.

اِستَشاطَت تلك الفتاة غضبًا وتحول وجهها إلى اللون الأحمر بينما كان سوبارو يلوح بكفه لها ويجلس على الكرسي الكبير. الأرجح أنه مكان إما إيميليا أو سيد القصر باحتمالية 50% لكل منهما.

“إيه ، سوبارو ، هذا الكرسي …”

تجاهلته الفتاة بعدها وانسحبت من المحادثة.

“أوه، صحيح! آه، ليس الأمر كما تظنين،  أعني ، أن الكرسي البارد قد يؤذيك، لذا فكرت في تدفئته لكِ قليلاً. وليس الأمر أنني أردت فقط الجلوس حيث تجلسين عادة، إنه أمر يشبه الجلوس غير المباشر، صدقيني”.

ابتسمت إيميليا ابتسامة ساحرة وهي تتنهد لدى رؤيتها ردة فعل سوبارو الراضية

“المعذرة، لست متأكدة مما تعنيه بكلامك، ولكن هذا مقعد روزوال”.  انزلق سوبارو عن الكرسي  العريض بعد أن أحبط مخططه العظيم أمام أعين إيميليا.

“حسنًا ، هذا الشعار .. إن علم أحد بما حدث، فستكون فضيحة كبيرة .. مما يعني؟! ”

“أوه ، كلا، لا داعي للقلق. فهمت أن دفئك لم يصل إلى الآنسة إيميليا، لكنني سأعتز به كثيرًا. ”

 

مد المهرج يده وربت على كتف سوبارو ، وابتسم بتعزية أثارت لمسة المهرج على كتفه ووجه المبتسم المزين بالمكياج وجه سوبارو العابس.

 

“هذا المهرج يتصرف بودية حقًا. ليس من الأدب لمس الفتيات الراقصات ، كما تعلم؟”

“…أجل، لقد فعلت ذلك بشكل صحيح، تستحق علامة كاملة في الخياطة. لكن مثلك تمامًا ، أظنها لن تكون مهارة مفيدة يا سوبارو. “

“منذ متى أصبحت فتاة را-… إيه ، لا ، سوبارو ، هذا الرجل هو …”

“أتذكر أني سمعت سابقًا أنها أفضل منك في كل شيء رغم ذلك ؟!”

“يا إلهي، يا إلهـي ..  لا أنا لا أمانع بتااااتًا  يا سيدة إيميليا. بالنظر إلى كيفية تغيره من شخص يصارع الموت إلى شخص مفعم بالحيوية، ألا يفترض أن نشعر بالامتنان لذلك؟”

خفض روزوال عينيه ورسم خطًا وهميًا يقطع رقبته بإبهامه. على الرغم من أن روزوال بدا وكأنه يمزح، إلا أن العرق البارد اجتاح جسد سوبارو

كانت نبرة صوت المهرج ذاك كفيلة باللعب بأعصاب المرء، ومع ذلك كان ما قاله منطقيًا للغاية. واصل الآخرون مشاهدة المهرج وهو يجلس ببطء على الكرسي – وهو نفس الكرسي الموجود على رأس المنضدة التي جلس عليه سوبارو قبل ذلك بقليل.

“مرحبًا ، رام-تشي ، ارتديت الزي ولكن …”

“حسنًا، والآن ..  ليس وكأن عليَّ قول هذا، ولكن الجلوس على كرسي شخص آخر يحبط المرء”.

“فهمت” ، رد سوبارو. “لقد فهمت جوهر حديثك،  بعبارة أخرى ، لا يوجد حاليًا ملك للبلاد لذا فهي في حالة اضطراب لمحاولتها اختيار ملك جديد. علاقات المملكة بالدول الأجنبية تتدهور وهي في عزلة دولية. مما يعني أن ظهور أجنبي غامض مثلي هو … أمر مريب للغاية؟! ”

أبدت إيميليا وجهًا غاضبًا لدى سماعها جملة سوبارو وهي تتمتم ، “لا داعي للقلق بشأن هذ- …، آه يجب عليك تقديم نفسك إلى سوبارو.”

وضع سوبارو يده على جبهته ، وخفض عينيه وهو ينظر إلى ريم.

يبدو أن سخط إيميليا كان موجهًا أيضًا نحو المهرج.

“آه ، ظننت أنه سيترك انطباعًا جيدًا عندكِ … لذا ، ما رأيك؟ وسيم جدا ، أليس كذلك؟ “

“ماذا تعنين”

علق روزوال وهو ينظر باستهزاء إلى ذلك اللقاء اللطيف الذي يحدث في الحديقة بعينه الصفراء وحدها.

“بعبارة أخرى ، إنها تعني … هذا.”

 

رد المهرج الجالس على الكرسي على استفسار سوبارو وهو يفرّق ذراعيه في الهواء

القاعدة الذهبية لأي أسرة هي أن يحترم كل فرد الشخص الأعلى منه رتبة

“معــكــم سيد القصر .. روزوال إل ميزرس، إن من دواع سروري أن تشعر بالأمان والراحة تحت سقفي ، ناتسكي سوبارو”.

كان سوبارو يضع يده على الباب ، ويختلس النظر وهو يتحدث بلهجة غير رسمية.

وهكذا ، قدم النبيل المنحرف الذي كان يرتدي زي المهرج نفسه بطريقة حيوية خالية تمامًا من أي خجل أو عار.

كان سوبارو شبه باكٍ وهو يصرخ على الجرح الجديد الملطخ باللون الأحمر،

 

“—”

2

بداية بـِ…“أفهم وضعي، لكن جعل أختك الكبرى تقشر الخضار لكِ أيضًا؟ اعني، أين ذهبت الكرامة؟ “

 

“أنت تفعل هذا كل يوم كما تعلم.. وبالنسبة لموضوع الصدفة.. ألسنا نعيش تحت سقف واحد؟ “

ابتداء من روزوال الجالس في كرسي الشرف ، جلس الباقين في المقاعد المعدة مسبقا وبدؤوا بتناول الإفطار.

تغير اتجاه «شوتنق ستار» ليستهدف إبهام سوبارو عوضًا عن حبة البطاطس

“مم … هذا أفضل من المعتاد …”

رداً على عدم الرضا في عيني رام وصوتها البارد ، استخدم روزوال يده التي كان يربت بها شعرها ليداعب خدها. بدت “رام” مسحورةً لدرجة عدم القدرة على الكلام بينما كان روزوال يتفكر في ردها.

أعجب سوبارو  بالطعام الموجود أمامه خاصة السلطة والحساء. وأومأ روزوال برأسه كما لو أنه يفخر بتقييم سوبارو للطعام وفي نفس الوقت ينظر إلى ريم.

لقد قضى الأيام الأربعة في التدريب كخادم واكتساب المعرفة العامة المتعلقة العالم. ومع ذلك فقد كانت الأولوية هي لمهامه كخادم، لذا كان فهمه للعام لا يزال ضعيفًا إلى حد ما.

“ممممم ، بالطبــع بالطبــع،  قد لا يوحي مظهرها بذلك، ولكن طبخ ريم مميز نوعًا ما “.

القاعدة الذهبية لأي أسرة هي أن يحترم كل فرد الشخص الأعلى منه رتبة

عندما نظر سوبارو إلى ريم أشارت له بعلامة الثعلب بأصابعها  لم يعرف سوبارو ما تعنيه العلامة ، ولكنه ظن أنها قد تكون نسخة هذا العالم  من علامة peace التي تصنع بالأصابع.

“… في الليل؟”

لذا قام سوبارو بتشكيل ضفدع بيديه للرد عليها.

 

“إذا ، أيتها الزرقاء .. ألا بأس عندكِ إن ناديتكِ بريم؟  هل طهوتِ هذا الطعام لنا؟”

فتحت تلك الفتاة عيناها المغلقتين بعد أن استشعرت وجوده على الأرجح.  زاد بريق جوهرتا الجمشت على مرأى من سوبارو الذي اقترب.

“أجل أيها الضيف العزيز، أنا ريم المسؤولة عن الوجبات في هذا المنزل  أختي ليست بارعة في إعداده “.

“مهلًا لحظة، وجود فتاة تلعب بشعري سيؤدي حقًا إلى القضاء عليّ!”

“آها، إذا فهذا هو الوضع، رغم أنكما توأم، إلا أن لكما تخصصات مختلفة، إذا فأختكِ بارعة في التنظيف؟ ”

“ألم تكن الجولة شيئًا كانت إيميليا تان ستفعله؟ “

“أجل، أختي مختصة في التنظيف الداخلي للمنزل وغسيل الملابس”.

فوق قطعة قماش بيضاء تلألأت شارة تنين داخل جوهرة محيطة بها لقد كان الشيء الذي سرقته فيلت ذات اليد الخفيفة والذي أعاده سوبارو إلى إيميليا ، مالكها المناسب وعاد من ثلاث ميتات لتحقيق ذلك.

“إذا، بما أنك بارعة في الطهي، أيعني هذا أنكِ لست بارعة في التنظيف وغسيل الملابس يا ريم-رين؟ ”

أطلق سوبارو صيحة إثر سماعه ذلك الحكم القاسي

“كلا ، أنا بارعة في جميع الأعمال المنزلية ، بما في ذلك التنظيف وغسيل الملابس أكثر من أختي.”

 

“لمَ هي هنا إذا؟!”

“لا – لا يحق لي قول هذا، ولكن لكن هذا نوعًا ما …”

التوأم الكبرى أسوء من أختها في كل شيء إذا؟  كانت هذه معلومة جديدة

“لماذا … ينادي سيد القصر إيميليا تان بـ «السيدة»؟”

ولكن يبدو أن الأخت الكبرى لم تهتم بما قالته ريم لذا فقد احتار سوبارو في تصديق ذلك، لكنه خمن أن ما قالته كان صحيحًا  فلماذا لم تنزعج رام منها على الإطلاق …؟

لكنه لم يكن اليوم المناسب لمثل هذه الأفكار،

“إذا ربما لهذا لديكما تخصصات مختلفة رام-تشي تحب القيام بالأشياء الثقيلة والأخرى تحب فعل الأعمال المنزلية؟ ”

“فهمت” ، رد سوبارو. “لقد فهمت جوهر حديثك،  بعبارة أخرى ، لا يوجد حاليًا ملك للبلاد لذا فهي في حالة اضطراب لمحاولتها اختيار ملك جديد. علاقات المملكة بالدول الأجنبية تتدهور وهي في عزلة دولية. مما يعني أن ظهور أجنبي غامض مثلي هو … أمر مريب للغاية؟! ”

”ليس تخمينًا سيــئًا بالرغم من أن رام وريم يتركان انطباعًا أوليًا سيئًا بسبب تخصصاتهما، أليس كذلك؟ ”

“أختي لقد غلى الماء، لنضع الخضار التي قطعتها -“

“من الصعب أن يتضح ذلك بما أن سيدهما روز-تشي موجود هنا.” قام سوبارو بمناداة الرجل المسؤول بلقب أشبه بلقب حيوان أليف «روز-تشي»!

“بالمناسبة ،تقوم ريم بتسريح شعر الأشخاص هنا، إنها تلبسني وتصفف شعري كل صباح كما ترى “

ترك روزوال ذلك اللقب يمر دون أن يعلق عليه. يميل سوبارو إلى استفزاز الآخرين، ولكن ذلك لن ينفع هنا.  اختفى الطعام الموجود في الأطباق واحدًا تلو الآخر قبل أن يدركون.

طريقة إيميليا التي بدت وكأنها اعتذار جعلت سوبارو يجلس ويهز رأسه.

“كان الأمر ليكون معضلة لو لم يكن الطعام جيدًا، لكنه لذيذ ، لذا لا توجد مشكلة. صحيح ، إيميليا-تان؟ ”

“مائة وأربعة  قطط …”

مسحت إيميليا شفتيها بمنديل تفكر في كلمات سوبارو التلقائية قام سوبارو بإمالة رأسه -متسائلاً ما الذي حدث- بينما تنهدت إيميليا قليلًا

تدقيق: @_SomeoneA_

“كما تعلم يا سوبارو ، لا يفترض أن تتحدث على مائدة الطعام. إنه وقاحة في حق رام وريم اللتان أعدتا كل شيء بنفسهما،  سترتكب أخطاء جسيمة في المناسبات المهمة إن لم تتحلى بالأخلاق الحميدة، لذا… ”

خلال تحديق إيميليا به، لمس سوبارو خده بإصبعه وجلس بجانبها كما لو كان أمرًا عاديًا. كانا على بعد ثلاثة أذرع فحسب مما يدل على أن الإحساس بالمسافة بينهما قد قل.

“لا أحد يستخدم مصطلح  أخطاء جسيمة هذه الأيام … آداب المائدة ، هاه. إن من المتأخر نوعًا ما أن أتعلمها الآن، أليس كذلك؟ ”

“أطفال القرية … ضربوني وركلوني ورموني بالمخاط أيضًا. هذا مقرف، اللعنة “.

ألقى سوبارو ترهاته بينما يشير إلى قاعة الطعام بيده. على الرغم من كبر القاعة، كان سوبارو جالًسا بجوار إيميليا تمامًا.

تجمد سوبارو وفمه مفتوح. ثم نظر إلى إيميليا بشكل آلي وهو يسمع صوت التروس تدور في رقبته. تنهدت الفتاة ثم أظهرت وجهها باستسلام.

حسب الآداب، يجب أن يجلس الاثنان بعيدًا عن بعضهما لمنح حق الاستفادة الكاملة من طاولة الطعام لكل منهما

“أختي…؟”

“لكنني اقتربت أكثر لأني أردت تناول الطعام مع إيميليا-تان. روزوال لم يبدِ ممانعته، فما المشكلة؟ أعني ، يمكنكِ إعطائي أي خضروات لا تحبينها”.

يداه الخشنة من المطبخ، الجروح التي سببتها السكين التي لم يكنن معتادًا على استخدامها، علامات العض من الجرو الذي عضه بينما كان الأطفال يلعبون معه – كلها اختفت.

“حسنًا ، يمكنك الحصول على الفلفل الأخضر الذي في صحني، مهلًا، ليس هذا هو الهدف. آخ، لقد تصرفت بحماقة”.

 “أجل لنذهب يا باروسو. نراكِ لاحقًا سيدة إيميليا “.

 

 

ضحك سوبارو إذ أنه وجد أن طريقة إيميليا في البصم على شفتيها حزنًا على خسارتها في المبارزة  كانت لطيفة

“لكن يا ضيفنا العزيز … أو بالأحرى سوبارو ، أنت زميلنا في العمل الآن؟”

بعد ذلك، أثار سوبارو موضوعًا كانت إيميليا قد فتحته قبل دقائق معدودة

لدرجة أن الفتيات خلف سوبارو صدمن لسماعه. أصبحت النظرات على وجه التوأم متضاربة بشكل طفيف، في حين بدت بياتريس مضطربة للغاية.

“بالمناسبة يا روز-تشي،  ما فهمته من إيميليا هو أن لهذه الأسرة خادمتان فحسب، أهذا صحيح؟”

“آه ، أعني ، لم تتح لنا الفرصة للجلوس والتحدث لعدة أيام ، صحيح؟”

“آه ، صحيح، هذا هو الوضح حاليــًا ~  رام وريم هما الوحيدتان المتبقيتان “.

“بسماعك تقول هذا، أنا مصدوم أنك ما تزال حيًا حتى هذه اللحظة”

“شخصان فقط يقومان بكل الأعمال في منزل بهذه الضخامة؟ كنت أظن الناس تنهار بسبب العمل الشاق كيفما كانت براعتهم! بعدما قلتُه… ألا تفكر في توظيف أي خادمات جدد هنا؟ ”

“… لقد داعبت فرو باك أيضًا. سوبارو أتعاني من إدمان لمس الشعر أم ماذا؟ ”

صمت روزوال لسماعه سؤال سوبارو وعقد ذراعيه على الطاولة. بعدها أظهر روزوال ابتسامة لطيفة، ولكن بنظرة عينين مختلفة انتبه لها سوبارو

“لا ، أظن ما قلته لك كان وقاحة،  قد تكون زميلنا في العمل، ولكنك أيضًا منقذ السيدة إيميليا، لذا فإن مراتبنا مختلفة “.

“أنت  لغز محير بحق، أتيت إلى قصر ميزرس الواقع في أقصى مملكة لوجونيكا، لكنك لا  تعرف الظروف؟ من المدهش حقًا أنك تجاوزت حادثة العاصمة الملكية “.

تنهدت بياتريس تنهيدة تملؤها الاشمئزاز بينما ابتسم روزوال ابتسامة بغيضة ، أنزل سوبارو كتفيه عندما رمقته بياتريس بنظرة سيئة قبل أن يتحدث باك.

“حسنًا ، أنا مهاجر غير شرعي نوعًا ما …”

– في تلك اللحظة ، لم تكن هناك مكافأة أكبر يمكن أن يتمناها.

أذهل رد سوبارو العرضي إيميليا، فأعطته نظرة حادة كما لو كانت توبخ طفلًا صغيرًا.

 

“لا أصدق هذا، إن قلت أشياء كهذه بعفوية هكذا سيحولك الأشرار إلى لحم مفروم يا هذا!”.

تذكر سوبارو حجم أرفف الكتب التي امتدت من الأرض إلى السقف والتي لا يمكن تفسير أمرها ألا بكونها نوع من الأرشيف.  من ناحية أخرى ، فإن فكرة حظر كل هذه المجلدات بطريقة ما جعلته يشعر وكأنها جريمة على نطاق مختلف تمامًا.

“لم يعد أحد يستخدم تعبير اللحم المفروم هذه الأيام.”

شعر بأشعة الشمس تحرق عينيه. جلس سوبارو ببطء قليلًا ثم هز رأسه،

”لا تمزح في مثل هذه الأمور، مهلا ، سوبارو ، أهذا صحيح حقًا؟ هل كل الموجودين في المكان الذي أتيت منه مثلك؟  أم أنك الوحيد الذي لا يعلم هذه الأمور؟ ”

“تعالي الى هنا…؟ هي لن تظهر حالًا فقط لأنك ناديـ …”

شعر سوبارو بالسوء حيال القلق الذي سببه لإيميليا مما انعكس على سلوكه.

“لنعد إلى ما كنا نتحدث عنه، أنا أؤيد ترشيح السيدة إيميليا لتصبح ملكة مما يعني أني سند ظهرها، وراعيها ودرعها الحامي باختصار.”

“إررر، فقط أمثالي ممن هم ذوي تعليم محدود لذا لا تقلقي،  سأكون ممتنًا إن أطلعتموني على كل ما ينقصني “.

لم تكن تشعر بالأسف الشديد على زلة لسانها حيث بدت متأثرة بنصيحة سوبارو. ساعده ذلك في تحديد ما سيقوله.

“بالنظر لهذه الكلمات التي تستخدمها، تبدو لي طفلًا مثقفًا..  لكن …”

ارتفعت حواجب بياتريس من الغضب إذ لا يفترض أن يتمكن من فعل هذا ببساطه، ناهيك عن النظر للمستندات المحرمة!

“أعني ، هذه أول مرة أكون فيها في مجتمعٍ راقٍ .. أعني، هنالك أشياء لا تعرفينها بالمقابل يا إيميليا تان، صحيح؟ يبدو أن استعمال ألقاب التشريف والاحترام يؤرقكِ ، أليس كذلك؟”

“لن يستغرق قص وتسريح الشعر وقتًا طويلًا،  إن لم أفعل ذلك الآن، لن أتمكن من الوفاء بتبك الرغبة العزيزة التي أسرتني بها من شفتيك يا سوبارو “. ” الرغبة العزيزة!”

“إررر… لديك وجهة نظر.”

بينما كان روزوال يتحدث، أصدر الكرسي صوت صرير عند تحركه ليتم تحريكه حتى أصبح عكس المكتب باتجاه النافذة الكبيرة التي يدخل من خلالها ضوء القمر.

 

“قولك هذا يجعل الأمر يبدو غريبًا حتى وإن لم يكن، سأدخل”

بدا وكأن إيميليا تأثرت بسبب ملاحظات سوبارو وأصبحت أكثر هدوءً. فاجأته رؤية إيميليا على هذا النحو، لكنها لم تكن وحدها، بل روزوال أيضًا بدا هادئًا وهو جالس على كرسي الشرف

لكن على عكس البريق في عينيها ، ضاقت عينا روزوال في نظرة غاضبة.

“أفهم ما تقوله، لكن السيدة إيميليا تدرس حاليًا مثل هذه الأشياء ، كما ترى ~”

13

“تدرس هاه… مهلًا،  لهذا اختفت عندما كنا نتحدث سابقًا؟ ”

بعد أن مُنح مكانًا خاصًا يقيم فيه في القصر ، قام سوبارو بتقليص خيارات الغرف المتاحة له بدءاً من نهاية الممر بعد أخذ نظرة سريعة، علم أن محتويات الغرف متشابهة، المواقع تختلف فقط كان التواجد بالقرب من السلالم مناسبًا ، لذلك …

“يا لعقلك النشيط،  لأنك تفكر كثيرًا أصبح بإمكانك الإدلاء بمثل هذه التعليقات السريعة”.

“أجل، أختي مختصة في التنظيف الداخلي للمنزل وغسيل الملابس”.

ترنح سوبارو بسبب مدح روزوال له قبل أن يضرب صدره.

رفعت إيميليا حاجبيها بينما أبدا أحد التوأمين اعتذاره والآخر يحدق بعداء، أما بياتريس فكانت لا تزال تنظر بحرارة لباك الذي كان ما يزال رأسه عالقًا في طبق صفار البيض الذي أمامها، أما روزوال فقد ابتسم برضى وأومأ برأسه كما لو كان يتفق معه

“التفكير الدائم هو ما يمليه عليك الحس السليم، من واجب كل رجل أن يفكر مليًا عندما تسوء الأمور أو عندما تتلاشى شجاعته في لمح البصر ..”

في عالمه الأصلي ، كان لا يمانع العيش “السهل” لكنه لم يكن يتوقع هذا النوع من الحياة اليومية الهادئة في هذا العالم. وأن يسعى بقدر استطاعته “لتسهيل” طريقة عيشه.

“أشعر أن شجاعتك قد .. احم … لنعد إلى موضوعنا الآخر… سوبارو، أتعرف وضع هذه البلاد… مملكة لوجونيكا في الوقت الحالي؟ ”

“لا ، لا بأس. أفضل عدم معالجته وتركه هكذا “. “لماذا هذا؟”

“لا أعرف حتى قدر أنملة.”

افترقت إيميليا عنهم في طريقهم إلى قاعة الطعام لتعود إلى غرفتها لتغير ملابسها، لذا كان سوبارو وتلك الفتاة ذات الشعر المجعد وحدهما في قاعة الطعام.  أظهر سوبارو وجهًا حزينًا لقاء سخريتها

“بسماعك تقول هذا، أنا مصدوم أنك ما تزال حيًا حتى هذه اللحظة”

“واو ، أصبحتا الأختان لطيفتان ورسميتان فجأة حسنًا ،لا يحق لي قول هذا، ولكن … “

لا يبدو هذا كمديح لي، فكر سوبارو في عقله بينما كان ينظر إلى إيميليا. لم يكن يحاول إثارة غرائزها الوقائية، لكنها كانت بالتأكيد تمنحه شعور الأم الحامية.

 

“وضع البلاد” … أتعني أن البلاد في وضع سيء؟ ”

 

اختار روزوال كلماته بعناية.

لقد كانت أهداف سوبارو وإيميليا في التعلم مختلفة. لذا فإن من الفظاظة مقارنة الضغط الذي على عاتق كل منهما

“وضع صعب إلى حد ما ، نعم ، هذا لأن لوجونيكا تفتقر حاليًا إلى وجود ملك.”

“أوي، انهيت تقصير البنطال بينما كنا نتحدث. لقد فعلت ذلك بشكل صحيح ، أليس كذلك؟ “

احترقت أنفاس سوبارو داخله ليرمقه الرجل الذي يضع المكياج بنظرة محذرة وهو يجلس باستقامة على كرسيه.

عندما رأت تلك الفتاة سوبارو غير قادر على الاسترخاء في الكرسي ، هزت الفتاة ذات الشعر المجعد وجهها الغاضب.

“لا حاجة لمثل هذا القلق فالجميع يعي خطورة مثل هذا الوضع كما ترى”.

“…”

“حسنا هذا جيد. ظننت أني علمت سرًا خطيرًا ولن أتمكن من الخروج من هنا حيًا”.

“كانت فيلت هي من سرقتها ، لكن ايلزا كانت هي العميلة، وقالت إن شخصًا آخر جعلها تتعامل معها … بمعنى أن شخصًا ما يحاول إيقاف إيميليا تان من أن تصبح ملكة؟ ”

قالت إيميليا: “إنه لأمر محزن أن تسمع هذا منا أولاً … على كلٍ، هذه الأمة ليست في أوج استقرارها حاليًا”.

“هممم. لماذا؟”

فهمت، غرق سوبارو في أفكاره كون المملكة بلا ملك  يعني أنها في وضع محفوف بالمخاطر. الموت المفاجئ للملك سواءً كان لأسباب طبيعية أو غيرها كفيل بهز البلاد بأكملها.

أما إيميليا…

 

“لا أعرف لماذا تذهب إلى هذا الحد بقولك هذا يا سوبارو.”

 

وضع سوبارو يده على جبهته ، وخفض عينيه وهو ينظر إلى ريم.

“لكن ألا يتم التعامل مع مثل هذه المواقف بأن يرث ابن الملك الحكم ويدير أمر البلاد؟”

“بالمناسبة ،تقوم ريم بتسريح شعر الأشخاص هنا، إنها تلبسني وتصفف شعري كل صباح كما ترى “

“عادة يكون هذا هو الوضع، ولكن الأمور انحرفت عن المسار الصحيح بسبب حادث وقع قبل نصف عام عندما انتشر وباء عظيم داخل جدران القصر”.

“في الواقع تبدو أقل دهشة مما توقعت. ما هو الناسك بالمناسبة؟”

وكما قال روزوال، فقد أعلن أن الوباء يؤثر فقط على سلالة معينة. وهكذا هلك الملك ونسله الذين كانوا يسكنون القلعة.

قادهم التوأم إلى غرفة الطعام حيث كان من المقرر تناول الإفطار، علقت الفتاة ذات الشعر المجعد عوضًا عن إلقاء التحية، “وأنا أراقبكم من الأعلى، شعرت.. بالفزع لرؤية رأسك الفارغ والمخيب للآمال، على ما افترض؟”

“لا يمكن لومهم على المرض والموت. لكن ماذا سيحدث لهذه البلاد إذا؟ إن لم يكن هناك سلالة ملكية ، فلماذا لا يشكلون نظامًا ديموقراطيًا وينتخبون رئيسًا؟ ”

“من الصعب أن يتضح ذلك بما أن سيدهما روز-تشي موجود هنا.” قام سوبارو بمناداة الرجل المسؤول بلقب أشبه بلقب حيوان أليف «روز-تشي»!

“لا أفهم ما الذي تعنيه بالجزء الأخير من كلامك، ولكن حاليًا، يدير مجلس الحكماء شؤون البلاد وهو مجلس مكون من أعرق العائلات تاريخًا في المملكة. لذا ستستمر البلاد كما هي،  ومع ذلك…”

بينما هو واقع في غرام تلك الحلوى، داعب سوبارو أذنه في محاولة منه لحثه على متابعة الحديث

بعد توقف قصير، زاد توتر روزوال وتابع حديثه:

الفصل الثاني الصباح الموعود صار بعيد المنال  

“… يجب أن يكون للمملكة ملك.”

“هذا رائع!”

“افترض ذلك.”

أما سوبارو فقد سأل مثل الأحمق معلقًا على الوضع الذي لم يفهمه أمامه ، “آه؟ الممر …؟ “

حتى ولو كان ملكًا ظاهريًا فحسب، في هذه الحياة، لا يمكن أن تنتظم أي منظمة بلا رئيس ناهيك عن كون الحديث عن مملكة بأسرها.

“تبًا، آسف! “

“فهمت” ، رد سوبارو. “لقد فهمت جوهر حديثك،  بعبارة أخرى ، لا يوجد حاليًا ملك للبلاد لذا فهي في حالة اضطراب لمحاولتها اختيار ملك جديد. علاقات المملكة بالدول الأجنبية تتدهور وهي في عزلة دولية. مما يعني أن ظهور أجنبي غامض مثلي هو … أمر مريب للغاية؟! ”

“لا بأس فقد قلمت ليا أظافري بالفعل”

“علااااااوة على ذلك، لقد تواصلت مع السيدة إيميليا وأصبحت لك علاقة بقصر ميزرس كما  ترى… على الرغم من وجود أدلة على ظروفك، إلا أن هذا هو كل ما يحتاجه بعضهم لِـ …”

“هذا يجعل الأمر يبدو وكأنه نوع من الطلبات المنحرفة ، كما تعلمين …”

خفض روزوال عينيه ورسم خطًا وهميًا يقطع رقبته بإبهامه. على الرغم من أن روزوال بدا وكأنه يمزح، إلا أن العرق البارد اجتاح جسد سوبارو

“لا أحد يستخدم كلمة بهيج هذه الأيام …”

كان لديه شعور سيء تجاه شيء ما. الحقيقة أنه أدرك الأمر في وقت سابق، لكن الأمر أصبح أخطر فأخطر كلما تعمق فيه.

أطلق سوبارو صيحة إثر سماعه ذلك الحكم القاسي

“لماذا … ينادي سيد القصر إيميليا تان بـ «السيدة»؟”

“أنت لن تدع رجلاً لا تعرف عنه شيئًا مثلي يحزم أمتعته ويغادر. وبالنسبة لي ، بعد أن راجعت الإيجابيات والسلبيات، وجدت أن من الأفضل البقاء قرب إيميليا-تان “.

القاعدة الذهبية لأي أسرة هي أن يحترم كل فرد الشخص الأعلى منه رتبة

بالأخص الأشخاص الذين كان مولعًا بهم كثيرًا.

 

“هذا يجعل الأمر يبدو وكأنه نوع من الطلبات المنحرفة ، كما تعلمين …”

عندما ضحك روزوال ، شعر سوبارو أن براعم القلق داخل صدره

“أشعر بالأسف على المزارع الذي زرع تلك الخضروات.”

بدأت تتفتح.

“قطة واحدة، قطتان …”

“أليس من الطبيعي مخاطبة شخص أعلى مني مرتبة بلقب احترام مناسب؟”

قرر سوبارو أن ينقل إلى إيميليا مشاعره الجادة والتي يجب توضيحها.

تجمد سوبارو وفمه مفتوح. ثم نظر إلى إيميليا بشكل آلي وهو يسمع صوت التروس تدور في رقبته. تنهدت الفتاة ثم أظهرت وجهها باستسلام.

“لا أريدك أن تظن أني من أزال الغشاء عن جهلك، حسنًا؟”

في كلتا الحالتين ، أراد سوبارو رد الجميل بطريقة ما.

“إرر .. بعبارة أخرى، أنتِ يا إيميليا تان هي …؟”

“كلا ، على الإطلاق. صحيح أنه يزعجني قليلا ، قليلا جدا ، قليلا فقط “.

تمسك سوبارو بعناد باللقب لأنها بدت وكأنها ستقوم بإطلاق الرصاصة الأخيرة على عقله.

بالتأكيد ، كان هناك الكثير من التفاصيل الصغيرة التي لم يكن يعرفها ، لكن مستواه السيء في العمل جعله يشعر بحزن عميق

“حاليًا ، لقبي هو «مرشحة ملكية» أنا أحد أولئك الذين يسعون لأن يصبحوا الحاكم الثاني والأربعين لمملكة لوجونيكا … بدعم من بيت روزوال، هذا هو الوضع”.

لقد كانت أهداف سوبارو وإيميليا في التعلم مختلفة. لذا فإن من الفظاظة مقارنة الضغط الذي على عاتق كل منهما

جعلت كلماتها سوبارو يشعر وكأنه أهان الجنة بأكملها.

كان من الصعب تصديق ذلك ، لكن تعبير ريم كان أكثر برودة تجاه سوبارو الذي اتسعت عيونه أكثر من ذي قبل. همهم سوبارو بغير قصد، بدا وكأن المحادثة التي خاضوها سابقًا أصبحت غير منسية بالنسبة لها.

 

“آه ، أظننا نقاطعكم؟ أتريدان أن نترككما بمفردكما؟ “

3

“إن كان هذا الرجل هو المتفائل الوحيد، ألا يعني هذا الكثير، على ما افترض ؟ بالنسبة لي فأنا أنتظر باك، باك وحده!”.

 

كان صوته أشبه بالهمس ولكنه وصل للشخص المقصود بسهولة  بالطبع وصل له

– إذا الفتاة الجميلة التي عثر عليها في العالم الآخر كانت ملكة. هذه الكلمة وحدها أثبتت بقوة أن هذا العالم الخيالي حقيقي!.

 

إذا، فهي مرشحة لتكون ملكة. عندما تذكر الأوقات التي كان يتفاعل فيها معها …

“كلا، ما باليد حيلة،  أرجوكِ انسي ما جرى”.

“يا رجل ، ثلاث أرواح لا تكفي لدفع ثمن هذا ، أليس كذلك …؟”

“أنا أبدي لك اهتمامي وأنت تخرج بنكتة كهذه..؟”

“أعتذر عن مفاجأتك بهذا القدر. لم أقصد حقًا التزام الصمت حيال ذلك ، ولكن ، حسنًا … ”

رداً على عدم الرضا في عيني رام وصوتها البارد ، استخدم روزوال يده التي كان يربت بها شعرها ليداعب خدها. بدت “رام” مسحورةً لدرجة عدم القدرة على الكلام بينما كان روزوال يتفكر في ردها.

“أوي! أنا لست مستاءً. أنتِ حقًا لطيفة كالملاك، إيميليا تان. ”

تألم سوبارو عندما قامت إيميليا بإخراج طرف لسانها له،  لكن مظهرها اللطيف غفر زلتها

“إيه ؟!”

“ربما سأسعد أنا؟”

جعلت كلمات سوبارو المباشرة علامات الصدمة تعتلي وجه إيميليا ليتصبغ بعدها باللون الأحمر

خلال تحديق إيميليا به، لمس سوبارو خده بإصبعه وجلس بجانبها كما لو كان أمرًا عاديًا. كانا على بعد ثلاثة أذرع فحسب مما يدل على أن الإحساس بالمسافة بينهما قد قل.

“حسنًا ، كما تعلمين ، أنت السبب في كل الأحداث التي حدثت منذ وجودي هنا يا إيميليا،  أنت بحق ك. إ . ك  (كنز إيميليا تان الكبير) ، هذا رأيي الصريح! ”

“لقد بدوتِ فخورة بقول ذلك. اللعنة ، راقبي فحسب ،  سيلقنك نصلنا المحبوب «شوتنق ستار» درسًا قاسيًا! “ بكل إحباط، حمل السكين وأمسك بالمقبض الخشبي بإحكام. لقد كانت سكين تقشير عادية تمامًا ، ولكن اعتبارًا من اليوم فصاعدًا ، ستكون «شوتنق ستار» سكين سوبارو الثمينة.

“…(تنهد). الآن أظن أني فهمت كيف أتعامل معك،  أنت من النوع الذي يتجاهل أي معلومة تعلمها عن أي شخص لذا دعنا ننتقل إلى جوهر حديثنا، ما رأيك؟ ”

أمام عينيه، الباب المفتوح الذي كان ينبغي أن يؤدي إلى قاعة القصر أصبح يؤدي إلى غرفة ضخمة تصطف على كلا جانبيها أرفف الكتب. كاد يصاب بالإغماء عندما تذكر أنه قد رآه من قبل.

لا تزال آثار الاحمرار على وجهها  لكنها صفقت يديها لإعادة ضبط المشهد. على الرغم من أنه ما يزال جالسًا بقربها، إلا أن احساس بتباعد المسافة قد عاد مما  أجبر سوبارو على المضي قدمًا في حديثهم.

“مهلًا، أيعني هذا أنك انتهيت بالفعل؟ هذا يعيد تعريف مصطلح العمل السريع “.

“أشعر أني أقاطعكم، لكن دعونا ندخل في صلب الموضوع، ما رأيكم؟ ألا بأس عندك يا سوبارو؟ ”

“يا رجل ، لقد عملوا معي حتى آخر رمق يا لهذا العمل الشاق،  علمت الآن لمَ يبدو أبي والآخرون متفردين في عالم العمل، ناهيك عن كون ما جربته مجرد يوم واحد “.

“استنادًا إلى رأسي الذي لا يتزحزح عن كتفي، لا أظن ما ستقوله هو شيء بذاك السوء.”

“بالطبع لا يوجد شيء من هذا القبيل. لقد رأيتها وهي تسير بالقرب من هنا وناديتها. كان توقيتها مثاليًا.”

صفّر روزوال على كلمات سوبارو. أما إيميليا فقد بدا وكأنها تفاجأت أيضًا، فكلاهما لاحظا كلمات وأفعال سوبارو على أنها علامة على أن لديه فهمًا راسخًا لنواياهم.

 

بالطبع  كانا يقرآن ما بداخل عقله كثيرًا، ولكن هذه الأفكار أبعد مما أن تتواجد داخل رأسه طوال الوقت

قبل لحظات من اندلاع الشجار بينهما، أفسد القط الأمر برمته كان باك منشغلًا في قضم رغيف الخبز المغطى بالسكر ليستمتع بتحلية فاخرة.

“حسنًا ، هذا ما توقعته بشأن “النقطة” بناءً على إخباري بأن إيميليا-تان مرشح ملكي ولمَ هذا مهم ، أليس كذلك؟”

“لكن العمل اليومي صعب، أليس كذلك؟”

قدمت إيميليا ملاحظة متأخرة.

غير قادر على تحمل صمت ريم، رفع سوبارو صوته قليلًا ثم قال

“… سوبارو ، هل أنت ذكي  أم أن ما يدور في رأسك محظ أوهام؟”

كانت تبدو لطيفة بملابسها الحالية، لكن بالرغم من أن بإمكانهما التغيير كانت  ملابسهما متطابقة الإضافة لقصة الشعر. ولأنهما توأمان على وجه التحديد ، فقد أراد أن يرى بعض التميز، وجوهر الطبيعة الإنسانية.

“هذان خياران متضادان، أتعلمين ذلك؟!”

“تدرس هاه… مهلًا،  لهذا اختفت عندما كنا نتحدث سابقًا؟ ”

تألم سوبارو عندما قامت إيميليا بإخراج طرف لسانها له،  لكن مظهرها اللطيف غفر زلتها

“أنا بحاجة لأخذ قياساتك. لا يمكنك أن تأخذها بنفسك ، أليس كذلك؟ “

على الرغم من طبيعة سوبارو البسيطة، تابع روزوال بعد “اعتذار” إيميليا.

لقد كانت أهداف سوبارو وإيميليا في التعلم مختلفة. لذا فإن من الفظاظة مقارنة الضغط الذي على عاتق كل منهما

“لقد أصبت في تخمينك. الأمر متصل بما سيحدث لك. سيدة إيميليا؟ ”

 

“همم ، فهمت.”

“لا يمكنني ترك ذلك يمر مرور الكرام،  هنالك أشخاص يتصرفون هكذا، عليَّ التعامل مع مثل هذا سواءً الآن أو لاحقًا… “

أومأت إيميليا برأسها عندما ناداها ثم وضعت شيئًا على الطاولة لتدفع بأطراف أصابعها البيضاء إلى الأمام رفع سوبارو حاجبيه عندما رآه.

“التعامل الجيد مع شخص مثلها هو…!”

“- هذه الشارة هي من …؟”

“لن يجلب لك لإطراء  شيئًا. لا لطف أو رحمة في العمل”

فوق قطعة قماش بيضاء تلألأت شارة تنين داخل جوهرة محيطة بها لقد كان الشيء الذي سرقته فيلت ذات اليد الخفيفة والذي أعاده سوبارو إلى إيميليا ، مالكها المناسب وعاد من ثلاث ميتات لتحقيق ذلك.

– في تلك اللحظة ، لم تكن هناك مكافأة أكبر يمكن أن يتمناها.

أصاب بريق الجوهرة العميق والهادئ عيون سوبارو ليملأه بشعور الرهبة.

“هاه؟! ظننت أننا توافقنا للتو؟! “

“التنين هو رمز لوجونيكا، وكما ترى فإن التنين هذا معروف بكونه صديق مملكة لوجونيكا غالبًا ما يتم تزيين جدران القلعة والأسلحة بهذا الشعار، ولكن هذه الشارة مهمة بشكل خاص.”

“سأنام بعد أن أغسل الصحون.  حاليًا، تقوم أختي بتقديم الشاي إلى السيد روزوال”.

عندما توقف روزوال عن الحديث، نظر إليه سوبارو لحثه على الاستمرار. حول روزوال نظره إلى إيميليا ليقترح عليها إكمال الحديث. أغمضت إيميليا عينيها بينما ارتجفت شفتاها.

“مهلًا لحظة …هل  فقدتِ الشارة التي تثبت أنكِ مرشحة ملكية؟!”

“إنها تؤهل «المرشحين الملكيين» وهي اختبار لتحديد ما إذا كان الشخص يستحق الجلوس على عرش مملكة لوجونيكا.”

“يمكنني التشمير عن الأكمام ، لكن لا يمكنني فعل ذلك للجزء العلوي أظن أن بإمكاني تقصير الأكمام بنفسي، ولكن … “

بيانها ، الذي قالته بصوت متوتر ، جعل عيون سوبارو تتسع. دعمت الشارة التي على الطاولة -والتي تحمل صورة تنين بأجنحة ممدودة على الجوهرة المتلألئة- ادعائها.

تصادمت عدم قدرة سوبارو على فهم الجو المحيط به مع نظرة إيميليا الجادة وأخيراً وسط الإحراج الكبير الذي شعر به ..

“مهلًا لحظة …هل  فقدتِ الشارة التي تثبت أنكِ مرشحة ملكية؟!”

“إررر، فقط أمثالي ممن هم ذوي تعليم محدود لذا لا تقلقي،  سأكون ممتنًا إن أطلعتموني على كل ما ينقصني “.

“كلامك هذا تملأه الفضاضة لقد سرقته صاحبة اليد الخفيفة!”

“… ربما عليَّ أن أشفق عليك لإهانتي بهذا الشكل؟”

“النتيجة نفسها-!!”

يبدو أن الكلمات التي تدفقت من فمها

بتلك الصرخة القوية، ضرب سوبارو كفيه على طاولة الطعام وهو يقف على قدميه. مما جعل الأواني تكاد تسقط على الأرض لولا تدارك ريم للموقف ثم تابع سوبارو كلامه دون أي اهتمام

“في الواقع تبدو أقل دهشة مما توقعت. ما هو الناسك بالمناسبة؟”

“مهلًا، بجدية!! ماذا سيحدث لو لم تستعيديه؟! من الخطير حقًا .. إضاعة مثل ذلك الشيء، أليس كذلك؟! ألا يمكنهم إعطائك واحدًا آخر؟! ”

“حسنًا ، حاولت أن أكبر لأصبح شخصًا ذو جسد رياضي عوضًا عن أن أتحول إلى شخص مسطح أو سمين، لذا تعلمتها…”

“حســنًا، إن أضاعها أي مرشح ، فلن ينتهي الأمر بمجرد حديث أو اعتذار .. صحيــح؟”

“هـه – هـه – هـه، هذا نبل منك، لقد فهمتَ ما أرمي له أيًا كانت المكافأة التي أريدها! لا يمكنك أن تقول «لا» يا روز-تشي! الرجل لا يتراجع عن كلمته! “

بالرغم من ارتباك سوبارو، قام روزوال بتعديل طية سترته الكبيرة أثناء حديثه.

“كلا، الجرح كبيرة لدرجة لا يمكن رؤية آثار العمل الشاق … لم أكن أعتقد أنني كنت من النوع الذي تكرهه الحيوانات …”

“سيحمل الملك حمل المملكة على عاتقه، الاعتقاد الشائع هو أن اشخص الذي  لا يستطيع حماية شارة صغيرة لا يمكن أن يُعهد إليه بمسؤولية جسيمة مثل الأرض بأكملها “.

10

“حسنًا ، هذا الشعار .. إن علم أحد بما حدث، فستكون فضيحة كبيرة .. مما يعني؟! ”

“أهذا صحيح .. أظن أن طلبي لم يكن منطقيًا إذن  أعتذر عن ذلك.”

الصراع في العاصمة الملكية حول الشارات  المسروقة وشراؤها حامٍ على أشده الآن،  مما يعني شيئًا واحدًا فقط.

“أطفال القرية … ضربوني وركلوني ورموني بالمخاط أيضًا. هذا مقرف، اللعنة “.

تابع سوبارو ، “سيكون أمرًا مريعًا إن اكتشف الشعب أنكِ فقدتِ الشارة ..  لهذا السبب كانت إيميليا تان تبحث عنها في كل مكان بنفسها”.

“فهمت، أهذا هو الوضع..  أنا سعيد لأنك تبرع في شيء ما أيضًا “.

ردت إيميليا “… نعم ، هذا صحيح.”

“بناءً على موقفي ، أظن أن علي التغاضي عن الأمر، صحييييح؟”

“كانت فيلت هي من سرقتها ، لكن ايلزا كانت هي العميلة، وقالت إن شخصًا آخر جعلها تتعامل معها … بمعنى أن شخصًا ما يحاول إيقاف إيميليا تان من أن تصبح ملكة؟ ”

في ابتسامة.

“يبدو أن هذا هو الوضع. لا توجد طريقة أبسط لاستبعاد شخص ما من سرقة الشـــارة”.

كالعادة ، لم تتغير تعابير التوأم كثيرًا عندما تأوه سوبارو على الفراش. حاول التوأم ضبط أنفسهم قبل أن ينفجرا من الضحك

بدأ كل شيء حدث في اليوم السابق في التجمع داخل عقل سوبارو

“يا إلهي ، من النادر رؤية بياتريس هنا. أليس من الرائع أن تشاركينا وجبة بعد هذه المدة الطويــلة؟ ”

كيف رفضت إيميليا بعناد مساعدته ؛ فيلت وموكلتها ايلزا؛ موت سوبارو ثلاث مرات – كل ذلك كان متمحور حول قيمة هذه الشارة. لذا فهي بالتأكيد سبب وجود سوبارو في القصر.

“لقد عملنا وعشنا معًا لفترة طويلة ، لذلك نقسم العمل بناءً على إجادتنا له. ليست هذه المهمة التي أبرع فيها “.

“يا رجل ، بالنظر إلى ما حدث فقد قمتُ بعمل رائع للغاية! أنا أستحق مكافأة أكبر ، هاه! ”

حقيقة أنهم توقفوا عن إيقاظه قبل يومين جعلته مهملاً. التفكير في أن كلاهما سيزورانه في ذلك الصباح بالذات …

اغترّ سوبارو بنفسه الآن بعد أن أدرك فجأة أهمية أفعاله. ثم نظر إلى إيميليا بغطرسة ، وهو يهز إصبعه بإزعاج. كان ينتظر العبارة القاضية  ولكن.

كان الدفء يغزو عقله وهو يتخيل جنة رقيقه ليتلاشى وعيه أخيرًا.

“نعم أنت على حق. لقد ساعدتني كثيرًا يا سوبارو. لدرجة أن مجرد إنقاذي حياتك لا يكفي لسداد دينك عليّ هذا ما يعنيه هذا بالنسبة لي”.

“تسريحتا شعركما وملابسكما متشابهة  بالرغم من أن شخصيتكما مختلفة ، لذا على الأقل اختارا ملابس مختلفة! …أو شيء من هذا القبيل. أعني ، ملابس الخدم تبدو جميلة عليكما ، وهي  تناسب توأمًا مثلكما”.

الطريقة التي رفعت بها يدها إلى صدرها والنظرة الجادة التي أعطتها لسوبارو، جعلته في حيرة من أمره.

“لا مانع عندي يومًا ما سترد لي هذا الجميل برعايتك لي.”

لم يتلاءم ارتفاع وجنتيه مع الهالة الجادة المحيطة به

“برأيي هو شخص لا ينحني بسهولة.”

– يا رجل ، لقد فشلت في استيعاب حالتهم المزاجية

“التوقيت الشمسي  يقع عند جهة الرياح من الرقم صفر إلى ستة ، ثم يأتي وقت النار للستة التي تليه. وبعدها ننتقل إلى التوقيت القمري بدءًا من وقت الماء إلى الأرض، بما أنك لا تعلم مثل هذه الأشياء، هل أنت بربري أو ما شابه؟ “

تصادمت عدم قدرة سوبارو على فهم الجو المحيط به مع نظرة إيميليا الجادة وأخيراً وسط الإحراج الكبير الذي شعر به ..

“أوه، هو يرتدي ذلك الزي ويفكر في أمر المعايير؟”

—

لكن الشيء ذاته ينطبق على سوبارو. لطالما كان سوبارو مدينًا إيميليا. وقد أصبح مدينًا لها مرتين بطريقة لا يمكنه سدادها أبدًا.

“…ماذا تفعل؟”

“ههه، أليسا بهيجين؟” باك وبياتريس مقربان من بعضيهما كما ترى “.

“ارر، يدي امتدت من تلقائها نوعًا ما.”

” تبدوان وكأنكما تتعايشان بشكل جيد حقًا أثناء اللعب مع القط اللطيف هناك.”

مسح سوبارو بأطراف أصابعه شعر إيميليا بلطف وهي تحدق فيه، لم تكن حركة عميقة، بل أشبه بتمرير أصابعه عبر شعرها بغرض الاستمتاع فقط.

“تسريحتا شعركما وملابسكما متشابهة  بالرغم من أن شخصيتكما مختلفة ، لذا على الأقل اختارا ملابس مختلفة! …أو شيء من هذا القبيل. أعني ، ملابس الخدم تبدو جميلة عليكما ، وهي  تناسب توأمًا مثلكما”.

“أنا شخص  بسيط. أظن أن هذه مكافأة كافية بالنسبة لي”.

تابع سوبارو ، “سيكون أمرًا مريعًا إن اكتشف الشعب أنكِ فقدتِ الشارة ..  لهذا السبب كانت إيميليا تان تبحث عنها في كل مكان بنفسها”.

“… لقد داعبت فرو باك أيضًا. سوبارو أتعاني من إدمان لمس الشعر أم ماذا؟ ”

“لو لم أكن راضٍ لقمت بلوم نفسي فحسب،  حسنًا  لا بد لي من القيام بذلك لذا لست نادمًا اعتنوا بي جيدا يا حضرة السينيور،  سأبذل قصارى جهدي! “

أطلق سوبارو صيحة إثر سماعه ذلك الحكم القاسي

“للتو كنت أفكر .. رؤيتك تجعل كل مخاوفي تبدو صغيرة يا سوبارو” “مستحيل؟! أعني ، قد تصبحين ملكة ؛ ماذا عن القلق والتوتر الاجتماعي؟؟

“مهلا لحظة، الفراء والشعر شيئان مختلفان تمامًا،  شعرك الفضي جميل حقًا! ”

لم تكن تشعر بالأسف الشديد على زلة لسانها حيث بدت متأثرة بنصيحة سوبارو. ساعده ذلك في تحديد ما سيقوله.

 

“أوي! أنا لست مستاءً. أنتِ حقًا لطيفة كالملاك، إيميليا تان. ”

 

بالمناسبة ، كانت الحياة اليومية هنا أشبه بفترة أربع وعشرين ساعة كما يتوقعه المرء. إن العيش وفقًا لساعة الجسم الداخلية يجلب إحساسًا بالهدوء لا مثيل له.

لقد كان ملمس شعر إيميليا ناعمًا كالحرير. وقد سحره ذلك الملمس بطريق مختلفة تمامًا عن فرو باك

– سمع صوتًا من مكان بعيد أشبه بدق الجرس

لكن لسبب ما ، جعلت كلمات سوبارو إيميليا تخفض عينيها بنظرة متألمة. قام سوبارو بإمالة رأسه ، دون معرفة سبب قيام إيميليا بذلك. بقي رأسه على الوضع ذاته إلى أن شعر بنظرة من الخلف.

“هذا يعني أنكِ تحبين أختك الكبرى قليلاً …”

 

ارتفعت حواجب بياتريس من الغضب إذ لا يفترض أن يتمكن من فعل هذا ببساطه، ناهيك عن النظر للمستندات المحرمة!

******

أمسكت رام بطرف تنورتها وانحنت بلطف وهي تغادر. ليلحق بها سوبارو

“آه ، أظننا نقاطعكم؟ أتريدان أن نترككما بمفردكما؟ “

بدا وكأن بياتريس اتفقت معه دون تفكير، وتحدثت بينما كانت يدها تمتد إلى أذن باك الأخرى. ظهرت عليها نظرة جميلة حيث شعرت أصابعها بفراء أذنيه.

“اهتمامك هذا هو التفسير الحرفي لجملة «ليس من شأنك» إنه ما يزال دوري في طرح الأسئلة “.

كان لديه شعور سيء تجاه شيء ما. الحقيقة أنه أدرك الأمر في وقت سابق، لكن الأمر أصبح أخطر فأخطر كلما تعمق فيه.

واصل سوبارو الاستمتاع بإحساس شعر إيميليا وهو يستخدم يده الأخرى للإشارة إلى روزوال.

لقد قضى الأيام الأربعة في التدريب كخادم واكتساب المعرفة العامة المتعلقة العالم. ومع ذلك فقد كانت الأولوية هي لمهامه كخادم، لذا كان فهمه للعام لا يزال ضعيفًا إلى حد ما.

“أفهم أن إيميليا تان مرشحة لتصبح ملكة ، لكن ماذا عن هذا العمل الذي تقوم به لدعمها؟”

كان سلوكها لا يسمح لأي أحد بالمعارضة، أدارت ريم ظهرها لسوبارو واتجهت نحو مدخل الغرفة بدا سوبارو مرتبكًا أكثر من ذي قبل ، وسار خلفها وهو يتذمر.

“أنت حقًا مصر، لقد أدركت المسائل السابقة من فورك، على الرغم من أن هذه طبيعة ثانية لأي إنسان ولد ونشأ في المدينة “.

كان الوقت قد تجاوز منتصف الليل تقريبًا. لم يهتم كثيرًا بشأن قيام روزوال ورام بمحادثة خاصة  يناقشان فيها بعض المواضيع  بينهما فقط.

“يشرفني أن أحظى بمديحك أيها الكونت. على الرغم من أن روايات الأنمي والرومانسية البسيطة نوعا ما هيأت ذهني لمثل هذه الأشياء الخيالية “.

”لا تمزح في مثل هذه الأمور، مهلا ، سوبارو ، أهذا صحيح حقًا؟ هل كل الموجودين في المكان الذي أتيت منه مثلك؟  أم أنك الوحيد الذي لا يعلم هذه الأمور؟ ”

كحال أي قارئ، قام سوبارو بتجميع السيناريوهات التي يعرفها لبناء عالم محير يصعب تذكره. لم يكن حشو مثل هذا المستوى من المعلومات الأساسية في رأسه إنجازًا كبيرًا.

فوقها أقلام مبعثرة وفنجان قهوة تنبعث منه رائحة طيبة.

“حسنًا، هذا ليس شيئًا كنت أحاول إخفاءه. لقبي في مملكة لوجونيكا هو… أفترض أنني سيد المناطق الخارجية ، لكن يمكن التعبير عن دوري بٍ … ربما وصف ساحر المحكمة يناسبني؟ “

“الأمر بالضبط كما تظن يا باروسو.”

“ساحر المحكمة …؟ إذا أنت مستخدم السحر في القمة؟ “ ردت إيميليا فور أن توقفت كلمات سوبارو.

“ماذا تعنين”

“أجل. إنه صاحب أعلى رتبة بين السحرة… وهو المستخدم السحري الأول في المملكة بأكملها. “

“باك؟!”

بدت غير راضية قليلاً رغم ذلك. سُر روزوال برد إيميليا وابتسم بينما رفع كوب الشاي إلى شفتيه.

لكن على عكس البريق في عينيها ، ضاقت عينا روزوال في نظرة غاضبة.

“لنعد إلى ما كنا نتحدث عنه، أنا أؤيد ترشيح السيدة إيميليا لتصبح ملكة مما يعني أني سند ظهرها، وراعيها ودرعها الحامي باختصار.”

كانت ريم مهذبة من الخارج وتطعن من الداخل. أما رام فتتصرف بتعجرف. لكن في الآن ذاته كانتا مراعيتين للغاية، وهو أهم صفة يريدها الشخص في زملاء عمله من وجهة نظر سوبارو.

“راعيها هاه.”

بالرغم من ضغط العمل قالت ريم: “سأعيد خياطة سترتك بين عشية وضحاها وأسلمها قبل الصباح بمجرد الانتهاء من ذلك.”

ممثل عن كل الذين يدعمونها،  هكذا كان موقف الرجل أمام عينيه.

رداً على عدم الرضا في عيني رام وصوتها البارد ، استخدم روزوال يده التي كان يربت بها شعرها ليداعب خدها. بدت “رام” مسحورةً لدرجة عدم القدرة على الكلام بينما كان روزوال يتفكر في ردها.

نظر سوبارو من جديد إلى الرجل الطويل صاحب المكياج المبهرج بلطف، ثم أخذ نظرة خاطفة على إيميليا

“أكره الاعتراف بذلك، ولكنكِ قمتِ بعمل مذهل ..  بإمكان يدي وكتفاي التحرك بحرية … آه ، هل تبدو جيدة عليّ؟ “

“لا أقصد وصف هذا بطريقة خاطئة، ولكن … إيميليا-تان ، أمتأكدة من أمر هذا الرجل؟”

لم يستطع سوبارو قراءة ما كان يفكر فيه وراء تلك الغمزة الغريبة

“لا خيار آخر،  فهو الشخص الوحيد في المملكة الذي يمكنني طلب المساعدة منه، فقط غريبو الأطوار أمثال السيد روزوال قد يقبلون بمساعدة شخص مثلي، لذا.. “

“المعذرة يا ضيفنا العزيز،  سأضع أدوات المائدة والشاي”.

“آوه، فهمت .. عملية إقصاء إذن”

“أشعر بالأسف على المزارع الذي زرع تلك الخضروات.”

“يااالها من محادثة تجريانها أمام راعيكما مباشرة!  إن سمحتما لي…”

كان يتوقع أنه لن يبدأ عمله كخادم ببدلته الرياضية، لذا عندما ذكر ذلك، وضعت رام يدها على فمها وأومأت “بالتأكيد ، الملابس مهمة جدًا. دعنا نبحث عن ملابس بمقاسك … أجل، لابد أن لدينا البعض منها”.

ربما شعر روزوال بالافتراء إلى حد ما إلا أنه أخرج ضحكة مكتومة بدل أن يغضب.. قد يكون ذا قلب صلب ..  أو أنه ببساطة يسعد بتجاهل الناس له.

بمجرد أن نادتها ظهرت ريم بجانبهم من العدم مما أفزع سوبارو كثيرًا. كان الأمر كما لو كانوا يلعبون.

“إذا، لنعد إلى موضوعنا يا روز-تشي فهمت أنك راعي إيميليا تان. من اللطيف أن تنتقل إيميليا إلى شخص آخر لتخفي أنها تائهة نوعًا ما، لكن تركها بمفردها كما فعلتَ بالأمس في العاصمة، أليس أمرًا نادرًا ، هاه؟ “

“… ألم تكن تستمع لي؟”

“أود وصف الأمر بالحادثة غير المسبوقة بالرغم من أن رام كانت من المفترض أن تكون معها … “

إذا، فهي مرشحة لتكون ملكة. عندما تذكر الأوقات التي كان يتفاعل فيها معها …

ابتسم روزوال ابتسامة متوترة وهو يرمي الموضوع على رام. عندما نظر إليها سوبارو ، رأى أن لديها نفس تسريحة شعر ووجه ريم  وهي تقف بجانبها. على الأقل يمكن تمييزهم بسهولة عن طريق لون شعرهم.

 

“يا رجل ، هذا تصرف متعجرف للغاية، نظرة «أفلت من العقاب تمامًا كما كنت أرجو» تثير أعصابي.”

“أوي، ماذا قالت ريم عن طريق تواصلكما البصري للتو؟”

سواء أكان خطأها أم لا، لقد حملّها فوق طاقتها بالرغم من ذلك رفعت إيميليا يدها في دفاع بنظرة محرجة تعلو وجهها.

كانت نبرة صوت المهرج ذاك كفيلة باللعب بأعصاب المرء، ومع ذلك كان ما قاله منطقيًا للغاية. واصل الآخرون مشاهدة المهرج وهو يجلس ببطء على الكرسي – وهو نفس الكرسي الموجود على رأس المنضدة التي جلس عليه سوبارو قبل ذلك بقليل.

“اممم ، هذا ليس خطأ رام. بالأمس انفصلت عن رام لأنني … استسلمت لفضولي وتجولت في كل مكان”.

كانت غرفة كبيرة. في وسطها طاولة طويلة وكراسي لاستقبال الضيوف.  وعند التعمق بداخلها أكثر نجدها مؤثثة بمقعد فاخر ومكتب للمالك حيث يقوم بأعماله المكتبية. صنع المكتب من خشب الأبنوس وزين بالملاءات والريش

“يا له من عذر لا تستخدمه إلا الفتيات الصغيرات! كونها إيميليا تان فتاة كبيرة، لا يبرر لرام عدم تنفيذ أوامر سيدها،  صحيح …؟ “

لا يمكنه التحكم في نفسه في مثل هذا العمر، قالت رام ذلك بابتسامة متوترة وهي تنظر إلى سيدها وهي تفكر في تفاصيل الأيام الأربعة السابقة. خلال تلك اللحظة القصيرة، حتى الغريب كان بإمكانه رؤية الكآبة تعلو وجه رام الحيادي

مع محاولة إيميليا للتستر على رام ، أشار سوبارو بإصبعه من كل يد إليها قبل أن ينقلها إلى روزوال.

عندما استيقظ سوبارو ، شعر أن وعيه يطفو كما لو كان رأسه داخل الماء.

“لديك حقًا وجهة نظر ، بالرغم من أنني أتحمل جزءً من المسؤولية إذ أن رام تفتقر إلى السلطة التقديرية. ولكن ما الذي تحاول قوله ، على ما افترض؟”

“هنا!!”

“ببساطة، لقد أضعت الأمانة عندما أبعدت عينيك عن شخص مهم مثل إيميليا تان. لهذا وصلت إلى تلك النتيجة،  ما أحاول قوله هو «لو أنك تابعت كل شيء بنفسك لما حدث ما حدث»”.

“إيه؟”

غيّر خطاب سوبارو الصغير تلك النظرات التي اعتلت وجوه الجميع.

لطالما شعرت إيميليا بأنها مدينة له. وأرادت أن ترد له الجميل بطريقة مناسبة.

رفعت إيميليا حاجبيها بينما أبدا أحد التوأمين اعتذاره والآخر يحدق بعداء، أما بياتريس فكانت لا تزال تنظر بحرارة لباك الذي كان ما يزال رأسه عالقًا في طبق صفار البيض الذي أمامها، أما روزوال فقد ابتسم برضى وأومأ برأسه كما لو كان يتفق معه

” تبدوان وكأنكما تتعايشان بشكل جيد حقًا أثناء اللعب مع القط اللطيف هناك.”

“فهمممت … قيمة السيدة إيميليا تتجاوز كل ما أملك بالفعل،  لذا فالأفضل أن تطلب مكافأتك مني أنا بصفتي  الراعي لها ، أليس كذلك؟ “

“في الواقع أجل، إنه ضيق على كتفاك، وساقيك قصيرتان جدًا “.

“صحيح. وأنت لن ترفض، أليس كذلك يا روز-تشي؟ أعني ، لقد أنقذت حياة إيميليا تان ومنعتها من فقدان ترشيحها الملكي. أنا منقذها بكل شكل من الأشكال! “

 “لا داعي للقلق. ريم ، تعالي إلى هنا “.

نهض سوبارو من مقعده ورفع إصبعه نحو السماء.

لا يعرف شيئًا لا يسعني إلا الاعتقاد أنه نشأ في بيئة سيئة،  فهو حتى يفتقر إلى الثقافة العامة “.

“ما قلته هو الحقيقة، أعترف لك بذلك،  والآن إذن ، أتتكرم علينا بتوضيح ما تريده؟”

“… أيمكنك اختراق الممر كما لو لم يكن شيئًا، على ما افترض؟” جلست على الكرسي الخشبي داخل الأرشيف وهي تنظر إلى

قام  روزوال من مقعده أيضًا، ناظرًا إلى سوبارو من ارتفاعه المتفوق. بدت إيميليا قلقة وهي تراقب سوبارو روزوال وهما يحدقان في بعضهما البعض.

غادر سوبارو وريم تاركين رام في الممر وذهبا إلى غرفة الملابس.

“ما الذي تريد طلبه مني؟ لا يمكنني رفض طلبك في سبيل منع نشر هذا الأمر على نطاق واسع. والآن إذا، ما هي رغبتك؟ “

كانت تلك الغرفة الخاصة تطل على حديقة القصر  في أحد أركانها رأى صبيًا أسود الشعر يتحدث ويضحك مع فتاة ذات شعر فضي. كما هي العادة، أجرى ذلك الشاب محادثة من جانب واحد ، لكن يبدو أن الفتاة لم تمانع.

“هـه – هـه – هـه، هذا نبل منك، لقد فهمتَ ما أرمي له أيًا كانت المكافأة التي أريدها! لا يمكنك أن تقول «لا» يا روز-تشي! الرجل لا يتراجع عن كلمته! “

لقد سمع سابقًا عن كون رام أقل من ريم في أداء مهام الطبخ والتنظيف وغسيل الملابس والخياطة وكل الأعمال الروتينية الأخرى تقريبًا. لكن يبدو أن رام تتمتع بخبرة كبيرة في تقشير الخضار.

“هــذا القول المأثور! من وجهة نظري، لا يمكن للرجل التحجج بأي أعذار،  أو التراجع عن كلمته “.

 

جعل سلوك سوبارو الشرير شعبيته تتراجع في ذهنه، ولكن كل ذلك الجهد كان مكرًا لسحب هذه الموافقة من روزوال.  موافقة روزوال رسمت الابتسامة على وجه سوبارو

“…”

“أريد شيئًا واحدًا، واحدًا فقط .. أريدك أن توظفني عندك “.

جعل سلوك سوبارو الشرير شعبيته تتراجع في ذهنه، ولكن كل ذلك الجهد كان مكرًا لسحب هذه الموافقة من روزوال.  موافقة روزوال رسمت الابتسامة على وجه سوبارو

مقارنةً بتلك المحادثة المتحدية والملتوية، كان طلب سوبارو واضحًا وبسيطًا.

“إنه ليس شيئًا كبيرًا كما لو كان خياطة سترة بأكملها كما أن الدقة ستكون أقل بعكس ما إن كانت سترة للسيد روزوال، لكن أظن هذا سيفي بالغرض”.

لدرجة أن الفتيات خلف سوبارو صدمن لسماعه. أصبحت النظرات على وجه التوأم متضاربة بشكل طفيف، في حين بدت بياتريس مضطربة للغاية.

“… لا ، حتى الآن لم يزعجني ذلك كثيرًا ، أو إلى حد ما ، أو حتى قليلاً.”

أما إيميليا…

“أختي…؟”

“لا – لا يحق لي قول هذا، ولكن لكن هذا نوعًا ما …”

ابتداء من روزوال الجالس في كرسي الشرف ، جلس الباقين في المقاعد المعدة مسبقا وبدؤوا بتناول الإفطار.

اتسعت عينها لدرجة أن جمالها الأخاذ الذي ولدت به فقد نصف قوته.

كان يتطلع لنوع من الإساءة اللفظية التي اعتادها منهما على الأفل

“تبدين لطيفة للغاية عندما تتفاجئين، لكن هل أنت ضد الفكرة؟”

“… وقت الرياح أخضر ، والنار أحمر، والماء أزرق ، والأرض أصفر. هل تريد أن أشرح لك أي شيء آخر؟ “

 “الأمر ليس كذلك، ولكن أليست هذه مكافأة قليلة!”

“إذا، بما أنك بارعة في الطهي، أيعني هذا أنكِ لست بارعة في التنظيف وغسيل الملابس يا ريم-رين؟ ”

كان الأمر كما لو أن إيميليا كانت غاضبة منه إذ أنها ضربت الطاولة وأغلقت المسافة بينها وبين سوبارو.

“غرفة فارغة أخرى … أجل، أي غرفة لا تحتوي على لوحة فوقها يعني أنها مناسبة اختر الغرفة التي تريدها غرفة نومك، وأنا سأحضر لك ملابسك إليها”.

“الأمر مختلف عن وضع باك،  إنه … مثل عندما سألتني عن اسمي تلك المرة في العاصمة الملكية “.

أطلق سوبارو تنهيدة إعجاب صادقه من جسده المرهق، وعاد للتفكير في يومه الأول في العمل.

ذكرت إيميليا المكافآت التي حصل عليها سوبارو على حد علمها. كانت إيميليا تعرف ما فعله ليحصل على تلك المكافآت مع ذلك هزت رأسها وكأنها لم تفهم حقًا.

– خلال تناول وجبة الإفطار التي استغرقت طويلًا، تمت تسوية مسألة ما يجب القيام به مع سوبارو إلى حد كبير.

“أنت لا … تعلم كم أنا ممتنة لك. لا يمكنني …أن أوفيك حق إنقاذ حياتي وكل ما فعلته، مع ذلك طلبت القليل! “

“تسريحتا شعركما وملابسكما متشابهة  بالرغم من أن شخصيتكما مختلفة ، لذا على الأقل اختارا ملابس مختلفة! …أو شيء من هذا القبيل. أعني ، ملابس الخدم تبدو جميلة عليكما ، وهي  تناسب توأمًا مثلكما”.

تضاءل انعطاف إيميليا عندما ضغطت براحة يدها على صدر سوبارو وخفضت رأسها.

“باروسو  لا يمكنه فعل أي شيء على الإطلاق. إنه لا يجيد الطهي ، وهو أخرق في التنظيف ، وفكرة تكليفه بالغسيل تزعجني. لكنه ماهر بشكل غريب في الخياطةـ عدا ذلك، لا يمكن تركه يفعل أي شيء وحده “.

عندما سمع سوبارو شكوى إيميليا، فهم بألم مدى تسرعه وعدم تفكيره

“… إنه ليس جيدًا على الإطلاق ، لكنني لا أفكر به بشكل سيئ. إنه لا يعرف شيئًا متعلقًا بالعمل ولكن يمكن تعليمه كل ما لايعرفه “.

لطالما شعرت إيميليا بأنها مدينة له. وأرادت أن ترد له الجميل بطريقة مناسبة.

كانت رام تعمل بسرعة على الطاولة

لكن الشيء ذاته ينطبق على سوبارو. لطالما كان سوبارو مدينًا إيميليا. وقد أصبح مدينًا لها مرتين بطريقة لا يمكنه سدادها أبدًا.

“أظن أن عليك التفكير في ذلك قليلاً.”

لم يستطع رد الجميل الذي “لم يحدث قط”.

 

رفعت إيميليا عينيها البنفسجيتين المتذبذبتين قبله. وعندما رأى سوبارو نظرتها الجادة  ومناشدتها ، تخلى سوبارو عن كل فكرة كان سيمزح بشأنها.

“… في الليل؟”

قرر سوبارو أن ينقل إلى إيميليا مشاعره الجادة والتي يجب توضيحها.

رد المهرج الجالس على الكرسي على استفسار سوبارو وهو يفرّق ذراعيه في الهواء

“أنتِ لا تفهمين، إيميليا-تان. آنذاك، كان ذلك كل ما أردت معرفته من أعماق قلبي ، فهمتِ؟ “

تجاهلته الفتاة بعدها وانسحبت من المحادثة.

“-هاه؟”

“أوي، ماذا قالت ريم عن طريق تواصلكما البصري للتو؟”

“آنذاك، أردت معرفة اسمكِ،  كنت وقتها أشعر أني متواجد في أرض جديدة غير مؤكدة، كما لم تكن لدي أدنى فكرة عما سيحدث في اليوم التالي، ظننت وقتها أن عليّ التوقف عن التفكير -إذ كانت هناك الكثير من الأشياء التي كان بإمكاني التفكير فيها – ولكني شخص لا يستطيع أن يكذب على نفسه “.

في ابتسامة.

 

“فهمت أمر التوقيت الزمني الآن يبدو أن التوقيت الشمسي والقمري أشبه بـ «صباحًا» و «مساءً» “

لقد كانت المكافأة التي  مات من أجلها ثلاث مرات.

“قبلت شرطك – أنا موافقة على فكرتك.”

أن يرى الوجه المبتسم للفتاة ذات الشعر الفضي أمام عينيه ويعلم اسمها.

انتفخ خدي إيميليا بسبب سخرية سوبارو من ضياعها في العاصمة.

– في تلك اللحظة ، لم تكن هناك مكافأة أكبر يمكن أن يتمناها.

“هل لديك سبب لتأتي لرؤيتي ، على ما افترض؟”

“طلبي إلى روز-تشي هو شيء من هذا القبيل أيضًا. أنا الآن مفلس تمامًا. بالطبع  يمكنني أن أطلب كومة من الذهب ، ولكن لماذا لا أقوم بإعداد نفسي حتى أتمكن من كسب لقمة العيش على المدى الطويل؟ “

“إذن فهو نتيجة عملك الشاق ؟!”

“… إن أردت ذلك ، يمكنك أن تطلب العيش هنا مجانًا ، وليس كخادم ، كما تعلم؟”

“مهلًا لحظة …هل  فقدتِ الشارة التي تثبت أنكِ مرشحة ملكية؟!”

“أوه ، كان بإمكاني فعل ذلك ؟! أوي! سيد روزوال، هل تسمح لي أن أعيش هنا كـضـ – “

أظهر روزوال ابتسامة متوترة للمرة الأولى، ولكن سوبارو رفع إصبعي السبابة اليمنى واليسرى وهزهما.

نظر سوبارو  إلى روزوال بينما حاول تعديل رغبته ، ولكن الرجل أشار بيديه فوق رأسه بعلامة X.

 

“سأقبل بطلبك الأول،  الرجل الحقيقي لا يتراجع عن كلمته ، أليس كذلك؟ “

“آوه، فهمت .. عملية إقصاء إذن”

“هواااه! أنت على حق! الرجل الحقيقي لا يفعل ذلك ، هاه ؟! “

“أختي…؟”

وجد سوبارو طلبه قد أصبح مرفوضًا لأن شخصًا ما اضطر إلى فتح فمه الكبير في وقت سابق.

 

“ولقد ظننت لوهلة أنك كنت جادًا في تغيير طلبك … لا بد أنني تخيلت ذلك للتو.”

عقد سوبارو ذراعيه وأومأ. بدت “رام” متعبة وهي تضع يدها على جبهتها.

“وأسقط من عين إيميليا -تان! سيلاحقني ذلك ما حييت! “

“التفكير الدائم هو ما يمليه عليك الحس السليم، من واجب كل رجل أن يفكر مليًا عندما تسوء الأمور أو عندما تتلاشى شجاعته في لمح البصر ..”

أدرك سوبارو أنه فقد فرصة عيش حياة رغيدة سهلة في بيئة أشبه بعالم من خيال. لكنه لم يرد أن يسقط من عين تلك الفتاة الجميلة

شعر سوبارو بالذنب حيال وضع ريم ، وشعر أن كلماته تركت طعمًا مريرًا في فمه عندما فاجأته بقولها “ماذا عن مساء الغد؟”

“على أي حال … هذا هو الحال ، لذا … أعني ، لابد  أن اهتمام رام-تشي وريم-رين بهذا القصر وحدهما سينهكهما في النهاية، لذا اسمح لي بالعمل تحتهم”

كان سوبارو شبه باكٍ وهو يصرخ على الجرح الجديد الملطخ باللون الأحمر،

“صحيح أن هذا مصدر قلق حقيقي … على الرغم من أنني أشعر أن الأمر كما قالت السيدة إيميليا عندما قالت أن ما طلبته يعد قليلًا في المقابل!”

” في الواقع، أنا رجل جشع للغاية .. . أعني ، العيش تحت نفس السقف مع فتاة رائعة وجميلة ومن النوع الذي يناسبني تمامًا ،أي فتى سيرفض  هذا؟ تتقارب القلوب عند تقارب الأجساد، وتكثر الفرص بطبيعة الحال! “

أظهر روزوال ابتسامة متوترة للمرة الأولى، ولكن سوبارو رفع إصبعي السبابة اليمنى واليسرى وهزهما.

“ما الذي يغضبك بالضبط، على ما افترض ؟! من المفترض أن أغضب أنا لا أنت! بعد كل ما فعلته …! ”

” في الواقع، أنا رجل جشع للغاية .. . أعني ، العيش تحت نفس السقف مع فتاة رائعة وجميلة ومن النوع الذي يناسبني تمامًا ،أي فتى سيرفض  هذا؟ تتقارب القلوب عند تقارب الأجساد، وتكثر الفرص بطبيعة الحال! “

اِستَشاطَت تلك الفتاة غضبًا وتحول وجهها إلى اللون الأحمر بينما كان سوبارو يلوح بكفه لها ويجلس على الكرسي الكبير. الأرجح أنه مكان إما إيميليا أو سيد القصر باحتمالية 50% لكل منهما.

“… فهمممممت، بالتأكيد كلامك صحيح! من النادر أن يعمل المرء بجانب فتيات يهتم بهن ، أليس كذلك؟ الأمر ممتع للغاية بالنسبة لك “.

“هذا المهرج يتصرف بودية حقًا. ليس من الأدب لمس الفتيات الراقصات ، كما تعلم؟”

“حسنا ، بالإضافة إلى ذلك”

كان من الصعب تصديق ذلك ، لكن تعبير ريم كان أكثر برودة تجاه سوبارو الذي اتسعت عيونه أكثر من ذي قبل. همهم سوبارو بغير قصد، بدا وكأن المحادثة التي خاضوها سابقًا أصبحت غير منسية بالنسبة لها.

توقف سوبارو عن هز أصابعه واستخدمها في خدش شعره الأشعث.

“أوي! أيتها الأخت الكبرى،  لقد قلبتِ في اسمي أمامي”.

“أنت لن تدع رجلاً لا تعرف عنه شيئًا مثلي يحزم أمتعته ويغادر. وبالنسبة لي ، بعد أن راجعت الإيجابيات والسلبيات، وجدت أن من الأفضل البقاء قرب إيميليا-تان “.

“…أجل، لقد فعلت ذلك بشكل صحيح، تستحق علامة كاملة في الخياطة. لكن مثلك تمامًا ، أظنها لن تكون مهارة مفيدة يا سوبارو. “

عرف سوبارو عددًا قليلاً جدًا من الأشياء غير المريحة. لقد علمَ أنه لن يلقى خيرًا إن غادر القصر دون أي وسيلة لحماية نفسه.

حاول فتح وإغلاق الباب أمامه ليرى ما إذا كان بإمكانه ربطه بالأرشيف مرة أخرى.

لو لم يفكر روزوال في شيء من هذا القبيل ، فلا شك في أنه كان سيتعرض للإهانة الشديدة. ولكن على النقيض من مشاعر سوبارو المحرجة حيال ذلك ، “إذا، سيكون الأمر مثلما طلبت- أرجو أن نتأقلم مع بعضنا البعض بهدوء”.

… على عكس الاثنين الآخرين فقد كان مستوى عملهما وضيع يثير الشفقة

جاء رد روزوال الفوري بعين واحدة مغلقة ، وينظر إلى سوبارو بعينه الصفراء وحدها.

رفع سوبارو حاجباه في رد ريم الواقعي. وبعد أن انتهت ريم من قياسه ، كتبت ملاحظات في مذكرة قريبة. عقد سوبارو ذراعيه ونظر إليها.

لم يستطع سوبارو قراءة ما كان يفكر فيه وراء تلك الغمزة الغريبة

“ما كل هذا ؟! بدت إيميليا تان مستعدة لدفع أي شيء لي، فلمَ عليَّ استعارة زي خادمة ؟! ماذا إن ظن الناس أنني غريب الأطوار ؟! لا أريد ذلك! “

 

“… إنه ليس جيدًا على الإطلاق ، لكنني لا أفكر به بشكل سيئ. إنه لا يعرف شيئًا متعلقًا بالعمل ولكن يمكن تعليمه كل ما لايعرفه “.

كان سوبارو يشعر بالحرج داخليًا لقول مثل هذا الاعتراف القوي علنًا.

أومأ سوبارو برأسه رداً على ذلك ، وقبل ببساطة رد إيميليا.

ولكن عندما نظر سوبارو بخجل إلى تعابير إيميليا …

“كلا ، على الإطلاق. صحيح أنه يزعجني قليلا ، قليلا جدا ، قليلا فقط “.

“يا إلهي ، أنت حقًا طفل ميؤوس منه … هل حدث شيء ما؟”

بالرغم من أن تعابير وجه رام كانت جامدة، إلا أن ميلان رأسها أظهر استياءها ، لذا أغلق فمه على الفور “ضغط” سوبارو على شفتيه بإصبعه وتنهدت رام

ردها الهادئ ترك سوبارو في حيرة. ربما كان يبالغ في التفكير؟  كان هذا نتيجة افتقاره إلى خبرة التواجد قرب فتاة جميلة.

تألم سوبارو عندما قامت إيميليا بإخراج طرف لسانها له،  لكن مظهرها اللطيف غفر زلتها

“يا رجل ، التعامل مع فتاة أحبها كثيرًا يجعلني مرتبكًا …”

– في تلك اللحظة ، لم تكن هناك مكافأة أكبر يمكن أن يتمناها.

شاهدت إيميليا سوبارو وهو يشتعل حماسة بدل التعامل مع الأمور الأكثر أهمية وتمتمت بصوت منخفض، “على ما افترض، أيهما أقرب لنوعك المفضل من الفتيات … رام أم ريم؟”

“فهمت. بعبارة أخرى ، يجعل السحر الأبواب تتصل بأي غرفة من غرف القصر،  إنه سحر أنيق يمكنه مساعدة الناسك في عمله “

وضعت إيميليا إصبعًا على شفتيها آخذة ما قاله سابقًا في الحسبان  تماما بطريقة خاطئة.

“لا أعرف لماذا تذهب إلى هذا الحد بقولك هذا يا سوبارو.”

4

“باك؟!”

– خلال تناول وجبة الإفطار التي استغرقت طويلًا، تمت تسوية مسألة ما يجب القيام به مع سوبارو إلى حد كبير.

 

بعد مشاهدة ما حدث، كان أول من وقف هي الفتاة ذات الشعر المجعد – بياتريس.

كان من النادر أن تتحدث رام عن الآخرين هكذا،

“بما أن المناقشة انتهت وتم تسوية كل شيء، أيمكنني أخذ إجازتي مع باك، على ما أفترض؟”

“…أجل، لقد فعلت ذلك بشكل صحيح، تستحق علامة كاملة في الخياطة. لكن مثلك تمامًا ، أظنها لن تكون مهارة مفيدة يا سوبارو. “

سارعت بياتريس إلى إنهاء وجبتها حتى تتمكن من المغادرة في أسرع وقت ممكن. بدت وكأنها على وشك المغادرة دون أن تكلف نفسها عناء حمل صحونها عندما هز سوبارو اصبعه لها.

” مم ، همممممممممممممم.”

“مهلًا، لا حاجة لأن تستعجلي هكذا، على الأقل قدمي نفسكِ، فأنا لا أعلم ما هي مكانتكِ هنا أو ما شابه،  هل أنتِ أخت روز-تشي الصغيرة؟ “

جاء رد روزوال الفوري بعين واحدة مغلقة ، وينظر إلى سوبارو بعينه الصفراء وحدها.

“أتعاملني كقريبة لذلك  الشيء ؟ أنت بارع في استفزازي”.

“همم؟ امتداد لروتين الصباح. يمكنني مقابلة معظمهم في الصباح ، لكن يمكنني مقابلة بعضهم في الليل فقط ، لذلك … “

تنهدت بياتريس تنهيدة تملؤها الاشمئزاز بينما ابتسم روزوال ابتسامة بغيضة ، أنزل سوبارو كتفيه عندما رمقته بياتريس بنظرة سيئة قبل أن يتحدث باك.

وضعت إيميليا إصبعًا على شفتيها آخذة ما قاله سابقًا في الحسبان  تماما بطريقة خاطئة.

“بيتي هي أمينة المكتبة المحرمة هنا في قصر روزوال!”

 

“باك؟!”

“ما فهمته هو أن التوقيت الشمسي يشير إلى الوقت … ألديكِ ساعة أو شيء ما شابه؟”

قبل لحظات من اندلاع الشجار بينهما، أفسد القط الأمر برمته كان باك منشغلًا في قضم رغيف الخبز المغطى بالسكر ليستمتع بتحلية فاخرة.

أعاد سوبارو مجموعة الخياطة إلى ريم ثم لمس جبينه. “إذا ، بخصوص شعري … متى تريدين القيام بذلك؟ “من الصعب القيام بذلك اليوم، لأن الوقت متأخر جدا.”

“حلو ، لذيذ ، ميااااو…”

“إذا ربما لهذا لديكما تخصصات مختلفة رام-تشي تحب القيام بالأشياء الثقيلة والأخرى تحب فعل الأعمال المنزلية؟ ”

“أكره إزعاجك وأنت منتشي بالسكر ، ولكن هل يمكنك إخباري بالمزيد؟”

“لا أصدق هذا، إن قلت أشياء كهذه بعفوية هكذا سيحولك الأشرار إلى لحم مفروم يا هذا!”.

بينما هو واقع في غرام تلك الحلوى، داعب سوبارو أذنه في محاولة منه لحثه على متابعة الحديث

“هذا ما يحدث عندما يشرد ذهنك،  باروسو ، هل تعرف معنى التحسين ؟ “

بقي سوبارو يداعبه قليلاً إلى أن رفع باك وجهه عن الطبق.

“إن كان لابد لي من فعل ذلك، سأجلس على ذلك الكرسي الكبير وأتفنن في إزعاجكِ إذن.”

“لأن روزوال ساحر بارع للغاية ، بالإضافة لكونه ينحدر من عائلة عريقة،  هناك الكثير من الكتب هنا لا يجب أن يراها الآخرون. لذا أبرم اتفاقًا مع بيتي لتقوم بحمايتها”.

كالعادة ، لم تتغير تعابير التوأم كثيرًا عندما تأوه سوبارو على الفراش. حاول التوأم ضبط أنفسهم قبل أن ينفجرا من الضحك

“أجل هذا صحيح. كيف يصيب باك عين الحقيقة دائمًا ، على ما افترض؟ “

 

بدا وكأن بياتريس اتفقت معه دون تفكير، وتحدثت بينما كانت يدها تمتد إلى أذن باك الأخرى. ظهرت عليها نظرة جميلة حيث شعرت أصابعها بفراء أذنيه.

“باروسو، أعطِ ريم سترتك. سيكون عليك الاستغناء عنها حتى صباح الغد “.

كانت هذه هي المرة الأولى التي يرى فيها سوبارو بياتريس بتعبير يناسب جمالها.

“أنا لست خائفا! فقط مندهش قليلا! هذا الشيء ذو القوة المزدوجة مذهل! “

اشتعلت أنفاس سوبارو.  بينما أمالت إيميليا رأسها قليلا وهي تراقب.

بعد أن تم رميه في هذا العالم ، يمكن للمرء أن يطلق على الوضع الذي هو فيه  «تحي سوبارو لمصيره»

” تبدوان وكأنكما تتعايشان بشكل جيد حقًا أثناء اللعب مع القط اللطيف هناك.”

“هذه خدمة كبيرة ، لكن … أمتأكدة من هذا؟ لديك أعمال كثيرة.. أليس كذلك؟ “

“التعامل الجيد مع شخص مثلها هو…!”

بعد ذلك، أثار سوبارو موضوعًا كانت إيميليا قد فتحته قبل دقائق معدودة

“كيف يمكنني أن أتعايش مع هذا الشخص على ما افترض؟!”

“ماذا سنفعل بشأن الأرجل”

حطم سوبارو وبياتريس فكرة إيميليا. من جانبه أخفى سوبارو خجله بينما بدت بياتريس جادة للغاية.

الفصل الثاني الصباح الموعود صار بعيد المنال  

“هيهي، كم أنا مخيف، أجمع شخصين في خلاف مع بعضهما بعض كالعبيد عندي … مياو مياو “

“نعم ، سيكون ذلك رائعًا! يمكن لكلانا أن نسترخي اليوم”.

كان باك مشغولاً بكونه محط الاهتمام عندما أمسكته أصابع إيميليا. كان باك محاصرًا بين أصابع إيميليا غير قادر على الحركة وهي تتنهد.

“…”

“كونها وصية على المكتبة المحرمة …تبدو هذه المهمة سهلة لمن يسمعها، ولكن الواقع أمر مختلف”

كانت إيميليا على وشك الانفصال عنهم لمواصلة دراسة أمور الترشح المختلفة ، وهي أمر إلزامي لأي مرشح ملكي. لكن سوبارو حاول الاحتفاظ بجمال إيميليا في عينيه قبل أن تغادر.

أعطت بياتريس سوبارو نظرة كئيبة بينما كان يدغدغ باك ، لكن ما قاله سوبارو خفف من تعابيرها. كانت تتلاعب بلفائف شعرها الطويل وردت عليه بصراحة

“آه ، بالتأكيد. لا أقوم بفعل شيء غريب حاليًا، لذا ادخلي! “

“ألم تسمع تفسير باك؟  إنها الغرفة التي دخلت إليها سابقًا “.

“حاليًا ، لقبي هو «مرشحة ملكية» أنا أحد أولئك الذين يسعون لأن يصبحوا الحاكم الثاني والأربعين لمملكة لوجونيكا … بدعم من بيت روزوال، هذا هو الوضع”.

“أوه ، المكان الذي به كم كبير من الكتب!”

 

تذكر سوبارو حجم أرفف الكتب التي امتدت من الأرض إلى السقف والتي لا يمكن تفسير أمرها ألا بكونها نوع من الأرشيف.  من ناحية أخرى ، فإن فكرة حظر كل هذه المجلدات بطريقة ما جعلته يشعر وكأنها جريمة على نطاق مختلف تمامًا.

“أكره الاعتراف بذلك، ولكنكِ قمتِ بعمل مذهل ..  بإمكان يدي وكتفاي التحرك بحرية … آه ، هل تبدو جيدة عليّ؟ “

“لا تقل لي أن لولي هي شريكتك غير المتعمدة في الجريمة …؟!”

“الملابس الرسمية ، والمكررة ، وذات الجودة العالية … ألديك مشكلة مع أي منها؟”

“يزعجني هذا الاسم «لولي» في كل مرة أسمعه فيها! وللإجابة على سؤالك ، فإن فكرة أني «ضحية بريئة» تزعجني كثيرًا، لمَ لا أموت وأرتاح منك، على ما افترض؟ “

ليس من شأني أصلًا، فكر سوبارو. أدرك فجأة أن ريم كانت تراقبه. كانت عيناها الزرقاوين الشاحبتين تحدقان في رأسه.

“لا تكوني متشائمة هكذا يا حبة الجمبري،  يتطلب الأمر تناول الكثير من الكالسيوم وقلبًا هادئًا لتصبحي أطول. لو كنتِ بمثل طولي أنا وإيميليا-تان، لكان بيننا نوع من قصص الحب الكوميدية … “

“الأمر بالضبط كما تظن يا باروسو.”

لقد ترك تعليقه بياتريس تتذمر بسخط بينما ألقى نظرة عاطفية على إيميليا. لكن إيميليا تركت هذا التعليق يمر مرور الكرام وتعاملت بشكل مختلف مع موضوع بياتريس.

ما إن كانت نسبة 50 بالمائة صحيحة أم لا فهذا غير مهم، لقد كان الأهم بالنسبة له هو طمأنة نفسه.

“مهلًا لحظة، بياتريس … لم تخبريني أنك سمحت له بدخول الأرشيف؟ “

صدم اقتراح رام المفاجئ كلًا من سوبارو وريم. أمعنت رام النظر بعينيها الحمراوين إلى أختها لتخفض نبرة صوتها قليلاً.

 “…  لم يكن عليَّ إخبارك بذلك لمَ قد أسمح لشخص مثله بالدخول إلى الأرشيف عن قصد ، على ما افترض؟ لا ، لقد حل لغز الممر كله بمفرده!”.

“هل أردت شيئًا من السيدة بياتريس؟ يمكنك أن تطلبه مني إن أردت …؟ “

انتفخ الوريد في جبين بياتريس وهي تقف بخشونة وتفتح باب قاعة الطعام.

“ما كل هذا ؟! بدت إيميليا تان مستعدة لدفع أي شيء لي، فلمَ عليَّ استعارة زي خادمة ؟! ماذا إن ظن الناس أنني غريب الأطوار ؟! لا أريد ذلك! “

أما سوبارو فقد سأل مثل الأحمق معلقًا على الوضع الذي لم يفهمه أمامه ، “آه؟ الممر …؟ “

“…أجل، لقد فعلت ذلك بشكل صحيح، تستحق علامة كاملة في الخياطة. لكن مثلك تمامًا ، أظنها لن تكون مهارة مفيدة يا سوبارو. “

أمام عينيه، الباب المفتوح الذي كان ينبغي أن يؤدي إلى قاعة القصر أصبح يؤدي إلى غرفة ضخمة تصطف على كلا جانبيها أرفف الكتب. كاد يصاب بالإغماء عندما تذكر أنه قد رآه من قبل.

“في الواقع أجل، إنه ضيق على كتفاك، وساقيك قصيرتان جدًا “.

“هذا هو الممر. أنت ترتعش لأن جماله الراقي أحرق عينيك، ربما؟ – هيا ، باك”

“قد لا يشمل هذا أختي، لكن لن أدخل السعادة على قلب أحد إن بدلت ملابسي.”

دخلت بياتريس إلى المكتبة المحرمة ، وهي تنظر منتصرة إلى سوبارو بعد أن مدت يدها قفز باك من على إيميليا ليهبط على كفها الممدود.

كانت تلك الغرفة الخاصة تطل على حديقة القصر  في أحد أركانها رأى صبيًا أسود الشعر يتحدث ويضحك مع فتاة ذات شعر فضي. كما هي العادة، أجرى ذلك الشاب محادثة من جانب واحد ، لكن يبدو أن الفتاة لم تمانع.

لحظتها  أغلقت بياتريس الباب وراءها هي والقطة.

أطلق تنهيدة لطيفة لأنه شعر ببرودة العشب المهدئة وحدق في السماء المليئة بالنجوم. كون العالم بلا أضواء المدينة جعل سوبارو يقدر جمال النجوم والقمر في السماء أكثر من أي وقت مضى.

لم تقل رام كلمة واحدة عندما فتحت الباب المغلق. اتسعت عيون سوبارو في صدمة

“أوي، ماذا قالت ريم عن طريق تواصلكما البصري للتو؟”

“مهلًا، هذا لا يصدق.”

ابتسمت إيميليا ابتسامة ساحرة وهي تتنهد لدى رؤيتها ردة فعل سوبارو الراضية

سار سوبارو ليجد الردهة  قد أصبحت خلف الباب الذي أغلق قبل لحظات،  بينما تلاشى المشهد الذي كان أمامه قبل لحظة مثل السراب.

بعد فترة، طرحت إيميليا سؤالاً. “… ماذا لو ألقيت عليه تعويذة شفاء؟”

“فهمت. بعبارة أخرى ، يجعل السحر الأبواب تتصل بأي غرفة من غرف القصر،  إنه سحر أنيق يمكنه مساعدة الناسك في عمله “

“ارر، يدي امتدت من تلقائها نوعًا ما.”

بدت إيميليا محبطة قليلاً.

بدأت تتفتح.

“في الواقع تبدو أقل دهشة مما توقعت. ما هو الناسك بالمناسبة؟”

“… للسيد روزوال أقارب يعيشون في العديد من القصور الصغيرة، لذا يأتي معظم زملائنا في العمل من هناك، عادة أعمل أنا وريم هنا في المسكن الرئيسي حتى نتمكن من مساعدة السيد روزوال شخصيًا “.

“إنه شخص يحرس المنزل وينتظر عودته أفراده المرهقين من الخارج”.

”قف بشكل مستقيم عندك. مد ذراعيك حتى أتمكن من قياس ذراعيك وارتفاع كتفيك “.

“إيه … هذا يبدو عملًا نبيلًا. هل أنت ناسك يا سوبارو؟ “

ابتسم سوبارو ابتسامة متوترة إذ أنه لم يكن ينتظر ردة فعل كبيرة منها، ثم قال …

كانت إيميليا قلقة بعض الشيء عندما قاطعتها عطسة سوبارو والتي دغدغت أنفه.

٨

“آتشووو!”

خفضت إيميليا عينيها ، وبدا أنها مترددة  “لا أمانع الذهاب معك ، أنا أشعر بالفضول بشأن هذا الحيوان الصغير ، لذا …”

“نعم ، نعم ، هل  نواصل تقديم أنفسنا؟ رام ، ريم “.

استمر الاثنان في استفزاز بعضهما البعض

“سررت بمعرفتك. أنا ريم ، أعمل كخادمة رئيسية عند هذه الأسرة “.

“…ما الذي تفعله؟ تتحقق من حالة القفل؟ “

“سررت بلقائك. أنا رام ، أعمل خادمة ثانوية في قصر السيد روزوال”.

“قد تكون صريحة ومباشرة ، لكنها ألطف وأكثر تهذيبًا مما توقعت ، حقًا … آه؟”

عقد سوبارو ذراعيه.

– كان سوبارو مذعورًا من لقب “ضيفنا العزيز”.

“واو ، أصبحتا الأختان لطيفتان ورسميتان فجأة حسنًا ،لا يحق لي قول هذا، ولكن … “

“ماذا تعنين”

تضافرت أيدي التوأم ونظرتا إلى سوبارو.

“واااااه!”

“لكن يا ضيفنا العزيز … أو بالأحرى سوبارو ، أنت زميلنا في العمل الآن؟”

“طلبي إلى روز-تشي هو شيء من هذا القبيل أيضًا. أنا الآن مفلس تمامًا. بالطبع  يمكنني أن أطلب كومة من الذهب ، ولكن لماذا لا أقوم بإعداد نفسي حتى أتمكن من كسب لقمة العيش على المدى الطويل؟ “

“لكن يا ضيفنا العزيز … أو بالأحرى ، باروسو ، أنت تعمل تحت إشرافنا الآن؟”

 “الأمر ليس كذلك، ولكن أليست هذه مكافأة قليلة!”

“أوي! أيتها الأخت الكبرى،  لقد قلبتِ في اسمي أمامي”.

“رائع. حسنًا ، هيا إلى تبديل الملابس! أظن أن الزي الرسمي يناسبني كثيرًا. هيا لنجعل مني شخصًا راقيًا ونبيلاً “

كان هذا هو الشيء الوحيد الذي لا ينبغي لأحد فعله في أول مقابلة رسمية مع أحدهم.  بالطبع ، لم يكن بمقدور رام أو ريم معرفة تقاليد المجتمع الياباني. تحمل سوبارو سخريتها واتجهت أنظاره نحو روزوال

باءت محاولة إنشاء سوبارو محادثة رومانسية بالفشل بسبب اختلاف الثقافات بين العالمين. ضغط بيده على قلبه ليُظهر اعتذاره لإيميليا المذهلة.

“إذا، ماذا عن دوري هنا؟  لن أكون كبير الخدم بقدر ما أنا بمستوى خادمة متدربة؟ “

“استنادًا إلى رأسي الذي لا يتزحزح عن كتفي، لا أظن ما ستقوله هو شيء بذاك السوء.”

“في حالتك الحالية، أرى أن من الأفضل أن تقوم بأداء الأعمال الغريبة بناءً على توجيهاتهم. ألا يرضيك هذا…؟”

شعر سوبارو بالسوء حيال القلق الذي سببه لإيميليا مما انعكس على سلوكه.

“لو لم أكن راضٍ لقمت بلوم نفسي فحسب،  حسنًا  لا بد لي من القيام بذلك لذا لست نادمًا اعتنوا بي جيدا يا حضرة السينيور،  سأبذل قصارى جهدي! “

“وضع صعب إلى حد ما ، نعم ، هذا لأن لوجونيكا تفتقر حاليًا إلى وجود ملك.”

“حظا موفقا.”

ممثل عن كل الذين يدعمونها،  هكذا كان موقف الرجل أمام عينيه.

“هذا ما يبدو.”

“بالمناسبة ، توجد هنا ملابس لروز-تشي و وإيميليا-تان ، لكني لا أرى أي فساتين لك  أو لرام ، أو للولي. أهي في غرفة أخرى؟ “

يبدو أن ثلاثتهم اتفقوا على المصطلح الذي لم يسمعوا به قبلًا  وأجابوا بأجللل! رفع سوبارو يديه وضرب كف كل واحد منهم  لقد بدؤوا يتوافقون جميعًا مع بعضهم

“حاليًا ، لقبي هو «مرشحة ملكية» أنا أحد أولئك الذين يسعون لأن يصبحوا الحاكم الثاني والأربعين لمملكة لوجونيكا … بدعم من بيت روزوال، هذا هو الوضع”.

“العلاقات المتناغمة شيء جميل. بصفتي سيد العمل أظن أن كل شيء سيسير على ما يرام طالما أنه لا وجود لأي مشاعر سيئة هنا، صحيـــح؟”

تذكر سوبارو الوعد الذي قطعه مع إيميليا في الليلة السابقة عندما استيقظ  “هذا صحيح ، ناتسكي سوبارو- اليوم هو اليوم الموعود، هيا إلى العمل!”

“لسبب ما بدأنا نتأقلم على العيش معًا  أفضل من تلك اللولي،  أفضل بكثير منها! “

“إنه شخص يحرس المنزل وينتظر عودته أفراده المرهقين من الخارج”.

“أنت لا تريد حقًا أن يُنظر إليك على أنك صديق بياتريس ، أليس كذلك …”

“لقد أصبت في تخمينك. الأمر متصل بما سيحدث لك. سيدة إيميليا؟ ”

إشارة من إيميليا إلى نهاية التجمع.

“قد لا يشمل هذا أختي، لكن لن أدخل السعادة على قلب أحد إن بدلت ملابسي.”

 

“أليس من الطبيعي مخاطبة شخص أعلى مني مرتبة بلقب احترام مناسب؟”

5

أومأت إيميليا برأسها عندما ناداها ثم وضعت شيئًا على الطاولة لتدفع بأطراف أصابعها البيضاء إلى الأمام رفع سوبارو حاجبيه عندما رآه.

“حسنًا، هل نبدأ يا باروسو؟”

“من الصعب أن يتضح ذلك بما أن سيدهما روز-تشي موجود هنا.” قام سوبارو بمناداة الرجل المسؤول بلقب أشبه بلقب حيوان أليف «روز-تشي»!

هكذا تحدثت رام ، بأمر من روزوال بصفتها المعلم الشخصي لسوبارو. أختها الصغيرة ريم من جهة أخرى كانت تنظف قاعة الطعام بدقة. لم تبذل رام أي جهد لمساعدتها بينما توجهت إلى باب قاعة الطعام.

وجد سوبارو طلبه قد أصبح مرفوضًا لأن شخصًا ما اضطر إلى فتح فمه الكبير في وقت سابق.

“إذا فأنتِ تخططين لمناداتي هكذا طوال الدوام،  هاه؟”

مد سوبارو لسانه في محاولة للتستر على موضوع يده، لكن إيميليا خفضت عينيها بنظرة جادة.

“أجل، سأفعل ذلك يا باروسو. إنها أوامر السيد روزوال، لذا عليَّ البدء بتعريفك على القصر أيمكنك التركيز وعدم السماح لذهنك بالشرود؟”

 

“أنا لست إيميليا-تان ، لذلك لن أترك الفضول يسيطر علي”

تحسن مزاجه لدى رؤيته ردة فعلها، ثم بدأ العمل على الجهة الأخرى عندما تحدث ريم فجأة.

انتفخ خدي إيميليا بسبب سخرية سوبارو من ضياعها في العاصمة.

كانت تقييمات عمل سوبارو خلال الأيام الأربعة قاسية نوعًا ما، وحتى لو تمكن بطريقة ما من رشوة رؤسائه ، فلن يغير ذلك تقييمه “عديم الفائدة تمامًا”.

“سو-با-رو!”

“يبدو أن إطلاق لقب ” السكين المحبوبة” على سكينك لا يناسبك نظرًا لأن حبك من جانب واحد ، فربما يجب أن تحاول تسميته بسكينك المفضل بدلاً من ذلك؟ “

كانت إيميليا على وشك الانفصال عنهم لمواصلة دراسة أمور الترشح المختلفة ، وهي أمر إلزامي لأي مرشح ملكي. لكن سوبارو حاول الاحتفاظ بجمال إيميليا في عينيه قبل أن تغادر.

“بما أنك قلت ذلك … من الجيد أنك تبذل قصارى جهدك ، ولكن كيف صارت يدك بهذا الحال؟”

“حسنًا ، مع الأسف، لنغادر. دليني على الطريق”.

بعد أن تم رميه في هذا العالم ، يمكن للمرء أن يطلق على الوضع الذي هو فيه  «تحي سوبارو لمصيره»

 “أجل لنذهب يا باروسو. نراكِ لاحقًا سيدة إيميليا “.

“لا ، لا بأس. أفضل عدم معالجته وتركه هكذا “. “لماذا هذا؟”

 

“واو ، أنا سعيد للغاية لسماع ذلك. أنا حقا متحمس لهذا! ” 

أمسكت رام بطرف تنورتها وانحنت بلطف وهي تغادر. ليلحق بها سوبارو

“أظنه .. ليس بارعًا البتة”

”سوبارو. سأبذل قصارى جهدي، ولكن… أنت أيضًا، اتفقنا؟ “

“افترض ذلك.”

“واو ، أنا سعيد للغاية لسماع ذلك. أنا حقا متحمس لهذا! ” 

“إن دمجت هذه البدلة بقميصك الرياضي الرمادي لن ينتبه أحد للاختلاف في زيك”

أمسك سوبارو بطرف سترته ثم انحنى تقليدًا لرام نظرت إليه إيميليا نظرة غريبة عندما فعل ذلك قبل أن يغادر الغرفة كان وجه رام غاضبًا وهي تسير في الردهة،

“إن كان مميزًا لدرجة أن يتم إرساله لهذا المكان … فهو ليس مميزًا بالمعنى الحسن .. بل مميزًا بالمعنى السيئ .. باراسو نفسه مجرد  …”

“يا لهذا الوجه الحزين أيتها الأخت الكبرى،  لقد كنت أمزح فحسب  لست جاهلًا لدرجة أني لا أميز بين حركات الخادمات والخدم  أوه، صحيح، ماذا عن الملابس؟ “

تجاهلت الأختان تشكي سوبارو واستمرا في الحديث. سوبارو -محور الحديث الذي أصبح الآن خارجه- لم يجد شيئًا أفضل من أن يقوم بالتشمير عن ساعديه

كان يتوقع أنه لن يبدأ عمله كخادم ببدلته الرياضية، لذا عندما ذكر ذلك، وضعت رام يدها على فمها وأومأت “بالتأكيد ، الملابس مهمة جدًا. دعنا نبحث عن ملابس بمقاسك … أجل، لابد أن لدينا البعض منها”.

“يزعجني هذا الاسم «لولي» في كل مرة أسمعه فيها! وللإجابة على سؤالك ، فإن فكرة أني «ضحية بريئة» تزعجني كثيرًا، لمَ لا أموت وأرتاح منك، على ما افترض؟ “

“رائع. حسنًا ، هيا إلى تبديل الملابس! أظن أن الزي الرسمي يناسبني كثيرًا. هيا لنجعل مني شخصًا راقيًا ونبيلاً “

“ما نوع العلاقة بيني وبينك ، على ما افترض ؟  أيضا ، لا تقم باختصار اسمي هكذا!”.

ابتسم سوبارو ورفع بإبهامه والوميض في عينيه عندما قادته رام إلى الطابق العلوي لأخذ قياساته.

“أنا لست خائفا! فقط مندهش قليلا! هذا الشيء ذو القوة المزدوجة مذهل! “

“تقع غرف الخدم في الطابق الثاني ، لذا ستبدل ملابسك هناك. لابد أن مقاس ملابسك مقارب لمقاس فريدريكا -الخادمة التي استقالت قبل عدة أشهر.”

كان ارتداء البدلة فوق القميص الرياضي مثلما وصفته ريم تمامًا الحقيقة أن عدم الضحك استنفذها جهدًا كبيرًا لكن…

“هاه ، توقيت مناسب للاستقالة فريدريكا هذه …أهي امرأة؟ “

“كلا، ما باليد حيلة،  أرجوكِ انسي ما جرى”.

“لابد أن مقاساتها مثل مقاساتك”

رفع سوبارو إصبعه وهو يقدم اقتراحًا.

“لكن جنسها مختلف عن جنسي، أليس كذلك؟”

“إذا، ماذا عن دوري هنا؟  لن أكون كبير الخدم بقدر ما أنا بمستوى خادمة متدربة؟ “

توقفت رام عن المشي ورمقت سوبارو بنظرة باردة. بدت متعبة وهي تضع يدها على جبهتها.

“أود أن أسمع تعليقًا على العمل الذي أقوم به أيضًا! “

“الملابس الرسمية ، والمكررة ، وذات الجودة العالية … ألديك مشكلة مع أي منها؟”

كانت إيميليا قلقة بعض الشيء عندما قاطعتها عطسة سوبارو والتي دغدغت أنفه.

“ما كل هذا ؟! بدت إيميليا تان مستعدة لدفع أي شيء لي، فلمَ عليَّ استعارة زي خادمة ؟! ماذا إن ظن الناس أنني غريب الأطوار ؟! لا أريد ذلك! “

أظهر روزوال ابتسامة متوترة للمرة الأولى، ولكن سوبارو رفع إصبعي السبابة اليمنى واليسرى وهزهما.

رحلة إلى عالم خيالي دون قدرات خاصة وبملاس ممزقة كاد سوبارو يموت. ولكن بما أن سوبارو كان يتمتع بقدرة مخيفة ،فإن نهايته لم تكن على يدي الموت

عندما ضحك روزوال ، شعر سوبارو أن براعم القلق داخل صدره

باتباعه ارشادات رام، واصل سوبارو إلى الجانب الغربي من القصر. كان في قصر روزوال جناح رئيسي يقع في وسطه بممر يربطه بالجناحين الشرقي والغربي. كانت قاعة الطعام والدراسة الخاصة بروزوال تقع في الجناح الرئيسي بينما حجر الخدم الفارغة في الجانب الغربي.

“أتذكر أني سمعت سابقًا أنها أفضل منك في كل شيء رغم ذلك ؟!”

“غرفة فارغة أخرى … أجل، أي غرفة لا تحتوي على لوحة فوقها يعني أنها مناسبة اختر الغرفة التي تريدها غرفة نومك، وأنا سأحضر لك ملابسك إليها”.

“حسنًا ، مع الأسف، لنغادر. دليني على الطريق”.

“حسنًا ، لكِ ذلك. همم، أي واحدة أختار… “

“كلامك هذا تملأه الفضاضة لقد سرقته صاحبة اليد الخفيفة!”

بعد أن مُنح مكانًا خاصًا يقيم فيه في القصر ، قام سوبارو بتقليص خيارات الغرف المتاحة له بدءاً من نهاية الممر بعد أخذ نظرة سريعة، علم أن محتويات الغرف متشابهة، المواقع تختلف فقط كان التواجد بالقرب من السلالم مناسبًا ، لذلك …

“هــذا القول المأثور! من وجهة نظري، لا يمكن للرجل التحجج بأي أعذار،  أو التراجع عن كلمته “.

“حسنًا ، سأختار تلك الغرفة هنـ – …”

“كلا، ما باليد حيلة،  أرجوكِ انسي ما جرى”.

فتح الباب دون تردد ليجد نفسه ينظر لما يبدو وكأنها لولي تلعب مع قط في مكتبة.

“آه ، هذا صحيح. عديــم الفائدة تماما؟”

” فوه ، كم أنت رائع يا باك. فراؤك هو الأفضل في العالم … “

“لا أستطيع النوم بجانب إيميليا تان ، لذا سأعود أيضًا.”

لاحظت الفتاة ذات الشعر الطويل واللفائف الكبيرة  سوبارو وحولت نظرتها ببطء تجاهه. نظر سوبارو للخلف إلى رام -الواقفة في الممر- وهي تهز رأسها. رفع سوبارو إبهامه لها

“فهمت، أهذا هو الوضع..  أنا سعيد لأنك تبرع في شيء ما أيضًا “.

“لا تقلقي ، لن أقول شيئًا. يحولنا هذا الشعور جميعًا إلى أغبياء … “

دخلت بياتريس إلى المكتبة المحرمة ، وهي تنظر منتصرة إلى سوبارو بعد أن مدت يدها قفز باك من على إيميليا ليهبط على كفها الممدود.

“هل يمكنك توفير عبارتك عن الأغبياء هذه وإغلاق الباب حالًا، على ما افترض ؟! “

“سماع هذا يجعلني سعيدًا جدًا لدرجة أني أريد أن أبكي …”

“غياها!”

“أعتذر عن مفاجأتك بهذا القدر. لم أقصد حقًا التزام الصمت حيال ذلك ، ولكن ، حسنًا … ”

دفعت قوة غير مرئية -والتي قد تكون سحرًا- سوبارو إلى الخلف ، وطار بقوة ليصطدم بجدار الممر. تأثير الضربة التي أصابت الجزء الخفي من رأسه جعل عيون سوبارو تدور ليرى من زاوية عينه الباب يغلق بعنف.

“مهلا لحظة، الفراء والشعر شيئان مختلفان تمامًا،  شعرك الفضي جميل حقًا! ”

هز سوبارو رأسه ليعود أدراجه متشكيًا من العنف الذي تعرض له للتو

“فهمممت … قيمة السيدة إيميليا تتجاوز كل ما أملك بالفعل،  لذا فالأفضل أن تطلب مكافأتك مني أنا بصفتي  الراعي لها ، أليس كذلك؟ “

ولكن عندما فتح الباب مرة أخرى، استقبلته غرفة فارغة  لقد قام الممر بتفعيل سحره.

كانت رام تعمل بسرعة على الطاولة

“بمجرد أن تخفي السيدة بياتريس هالتها ، لا يمكن للمرء معرفة خلف أي باب هي ولن تخرج إلا إذا فتحت كل باب في القصر بأكمله “.

“ناه ، لن أشعر بالملل أبدًا لوجودي معك ، إيميليا-تان.” “ما-“

تحدث رام وكأن عليه قبول الهزيمة بينما تربت على ظهره من الخلف جعل هذا الشعور سوبارو يعترف بأنه خسر هذا —

” في الواقع، أنا رجل جشع للغاية .. . أعني ، العيش تحت نفس السقف مع فتاة رائعة وجميلة ومن النوع الذي يناسبني تمامًا ،أي فتى سيرفض  هذا؟ تتقارب القلوب عند تقارب الأجساد، وتكثر الفرص بطبيعة الحال! “

“يا رجل ، إنها تزعجني. لقد تصرفت وكأنني فعلت شيئًا خاطئًا! ” أو ربما لم يخسر بعد!

وهو يفكر في جدول مواعيده ليوم غد

أبعد يد رام بخفة واستدار سوبارو وانطلق إلى نهاية الممر بأقصى سرعته  اتسعت عينا رام عندما ركض مباشرة إلى الباب على الحافة الأخرى من الرواق.

عندما جال بنظره في المكان، لم تقع عينه على أي شيء يشكل خطرًا جسديًا أو عقليًا عليه.

“هنا!!”

خفض روزوال عينيه ورسم خطًا وهميًا يقطع رقبته بإبهامه. على الرغم من أن روزوال بدا وكأنه يمزح، إلا أن العرق البارد اجتاح جسد سوبارو

“- هياااه؟!”

تغير اتجاه «شوتنق ستار» ليستهدف إبهام سوبارو عوضًا عن حبة البطاطس

صاحت الفتاة متعجبة  بينما أصدرت القطة الرمادية صوتًا آخر

“ما نوع العلاقة بيني وبينك ، على ما افترض ؟  أيضا ، لا تقم باختصار اسمي هكذا!”.

 “مذهل يا سوبارو.”

لتصلكم آخر أخبار الترجمة ولمزيد من محتوى ريزيرو تابعوا حساب الفريق على تويتر:

هذه المرة ، عندما رأى وجه بياتريس يهتز بعد أن هزم الممر للمرة الثانية ، قام على الفور بدخول الأرشيف حتى لا تتمكن من إخفائه مرة أخرى.

بعد أن شعر بالحرارة في عينيه، دفن سوبارو وجهه في الوسادة لسبب مختلف تمامًا عن السابق

ارتفعت حواجب بياتريس من الغضب إذ لا يفترض أن يتمكن من فعل هذا ببساطه، ناهيك عن النظر للمستندات المحرمة!

“حقًا ، أي نوع من الحدس لديك …؟”

“أنت تثير الغبار!”

لم يتمكن القمر حتى من رؤية ما حدث بعد ذلك

“حسنًا ، كان يجب أن تنفضي الغبار عنها بشكل أفضل إذن !! لا يفترض بكِ إدخال القطط إلى المكتبة أصلًا! ماذا لو خدشت بمخالبها أغلفة الكتب”

“كما تعلم يا سوبارو ، لا يفترض أن تتحدث على مائدة الطعام. إنه وقاحة في حق رام وريم اللتان أعدتا كل شيء بنفسهما،  سترتكب أخطاء جسيمة في المناسبات المهمة إن لم تتحلى بالأخلاق الحميدة، لذا… ”

“لا بأس فقد قلمت ليا أظافري بالفعل”

ملأت الضحكات الخافتة الغرفة  بينما كانا يسحبان الستارة ليغلقا النافذة المطلة على اللقاء بين الصبي والفتاة.

يجب أن يتم إخراج ذلك الفتى الغريب، ولكن نفخة باك العرضية فشلت في الوصول إلى سوبارو وبياتريس الذين بدءا الجدال. بدءا مستعدين للصراخ بصوت حتى يحمل الصدى أصواتهما لتصل إلى مسامع القصر بأكمله. دخلت رام متأخرة من الباب المؤدي إلى الأرشيف في وسط تلك الكتب الممنوعة، نظرت رام إلى تلك الأطراف المتنازعة ثم قالت: “إن لم تكونوا  أصدقاء فلابد أنكم متشابهين، لأن الطيور على أشكالها تقع”.

كانت هذه الغرفة تقع في الجناح الرئيسي من الطابق العلوي حيث تتواجد غرفة مكتب السيد روزوال ل ميزرس الخاصة

لوهلة بدا وكأن قصر روزوال يهتز إثر سماع صيحتهم المشتركة “-بالطبع لا!!”

دخلت بياتريس إلى المكتبة المحرمة ، وهي تنظر منتصرة إلى سوبارو بعد أن مدت يدها قفز باك من على إيميليا ليهبط على كفها الممدود.

 

“هذا غريب، ظننت أننا سنتوافق بدلًا من أن تصدميني هكذا … “

6

“لا ، أظن ما قلته لك كان وقاحة،  قد تكون زميلنا في العمل، ولكنك أيضًا منقذ السيدة إيميليا، لذا فإن مراتبنا مختلفة “.

 

شعر سوبارو بالسوء حيال القلق الذي سببه لإيميليا مما انعكس على سلوكه.

وهكذا ، بدأت حياة سوبارو كخادم بضجة كبيرة.

“أتخيلك شخص قد ينام اليوم بطوله، صحيح؟”

مع نهاية اللقاء غير المتوقع مع بياتريس، استخدم سوبارو غرفة خلع الملابس لارتداء ملابس الخادم التي قدمتها له رام. كان الزي عبارة عن قميص أبيض مع سترة سوداء وبنطال بنفس اللون والذي لم يخالف الصورة التي رسمها سوبارو عن زي الخادم تكمن المشكلة في شيء آخر.

“مائة وأربعة  قطط …”

“مرحبًا ، رام-تشي ، ارتديت الزي ولكن …”

“في الواقع تبدو أقل دهشة مما توقعت. ما هو الناسك بالمناسبة؟”

كانت رام تتنظر خارج الغرفة حتى ينتهي عندما ناداها

مسح سوبارو بأطراف أصابعه شعر إيميليا بلطف وهي تحدق فيه، لم تكن حركة عميقة، بل أشبه بتمرير أصابعه عبر شعرها بغرض الاستمتاع فقط.

“على الرغم من أنني أود مناقشتي عن طريقة مناداتي لكِ، واكن مبدئيًا، أهناك خطب في زيي…؟”

مع نهاية اللقاء غير المتوقع مع بياتريس، استخدم سوبارو غرفة خلع الملابس لارتداء ملابس الخادم التي قدمتها له رام. كان الزي عبارة عن قميص أبيض مع سترة سوداء وبنطال بنفس اللون والذي لم يخالف الصورة التي رسمها سوبارو عن زي الخادم تكمن المشكلة في شيء آخر.

كانت رام تتشكى وهي تشق طريقها إلى الداخل ، ولكنها توقفت في وسط طريقها بعد أن ألقت فاحصة على سوبارو لتضع يدها على جبينها.

مثل هذه الأشياء من شأنها أن تقلب معدتي رأسًا على عقب! “

“في الواقع أجل، إنه ضيق على كتفاك، وساقيك قصيرتان جدًا “.

“لو لم أكن راضٍ لقمت بلوم نفسي فحسب،  حسنًا  لا بد لي من القيام بذلك لذا لست نادمًا اعتنوا بي جيدا يا حضرة السينيور،  سأبذل قصارى جهدي! “

“أتقصدين طولي ؟! القميص مناسب لكن الجاكيت ضيق على الأكتاف أنا شخص لائق جسديًا -رغم أن ذلك لن يفيدني- لكن هذا الجاكيت الضيق يجعلني أبدو كرجل مفتول العضلات”.

قد يكون نوعًا من “التخاطر” الذي يحدث بين التوأم والذي يناقشونه في برامج خوارق الطبيعة؛ ذلك الشيء الذي يمكنهم من قراءة أفكار بعضهم حتى وإن كانوا بعيدين عن بعضهم

تمامًا كما أشارت رام ، كانت الأكتاف ذات مظهر سيء لأن الأكمام كانت غير مناسبة. منطقة الإبط على وجه الخصوص كانت مشدودة للغاية بحيث لا يمكنه تحريك كتفيه. تساءل سوبارو عما إذا كانت هذه مشكلة طبيعية عند التعامل مع الزي الرسمي للخدم.

“هل لديك سبب لتأتي لرؤيتي ، على ما افترض؟”

“يمكنني التشمير عن الأكمام ، لكن لا يمكنني فعل ذلك للجزء العلوي أظن أن بإمكاني تقصير الأكمام بنفسي، ولكن … “

“ماذا تعنين”

“إذا لديك موهبة غير متوقعة يا باروسو … لكن لا يمكننا جعلك تعمل في مثل هذا الزي المثير للشفقة. سيعرض هذا معايير القصر والسيد روزوال  إلى كثير من التساؤلات”.

“كلا،لقد أدى هذا الباب إلى أرشيف الكتب الممنوعة والفتاة لولي للتو؛ لكنها اختفت الآن “.

“أوه، هو يرتدي ذلك الزي ويفكر في أمر المعايير؟”

كان يكره سماع تلك التسميات، لكن افتقار سوبارو للمعرفة العامة جعل تجنب هذا صعبًا.

بالرغم من أن تعابير وجه رام كانت جامدة، إلا أن ميلان رأسها أظهر استياءها ، لذا أغلق فمه على الفور “ضغط” سوبارو على شفتيه بإصبعه وتنهدت رام

لقد أحبط تقييمهم البسيط للعمل الذي كان يفتخر به سوبارو معنوياته قليلًا.. كلما نظرت رام لسوبارو، اصدرت صوت  همف من خلال أنفها.

“لا يمكننا فعل أي شيء للجزء الداخلي من الزي، ولكن يمكننا على الأقل أن نجعلك تبدو أنيقًا. على أي حال ، دعونا نترك تقصير البنطال لوقت لاحق ونصلح الجزء العلوي فقط “.

“لقد فهمتِ الأمر بطريقة خاطئة يا إيميليا تان. كسبهم الآن يعني أنني سأستفيد منهم عندما يكبرون. أنا أفكر فيما سأجنيه على المدى الطويل كما ترين “

“القول أسهل من الفعل، هاه؟  ليس لدي أي خبرة في ذلك أيضًا “.

“يا لعقلك النشيط،  لأنك تفكر كثيرًا أصبح بإمكانك الإدلاء بمثل هذه التعليقات السريعة”.

ربما يمكنني تدبر الأمر، قيم سوبارو محدودية مهاراته في الخياطة ، لكن رام ردت

 

 “لا داعي للقلق. ريم ، تعالي إلى هنا “.

لقد كان اقتراحًا حسن النية من جانب ريم. رغم أن كلماتها لم تكن مختارة بعناية، كان هذا أسلوبها لذا تجاهل الأمر

“تعالي الى هنا…؟ هي لن تظهر حالًا فقط لأنك ناديـ …”

لطالما كان سوبارو يستخف بمدربته المتقشفة خلال الأيام الأربعة الماضية. لكن مثل هذه التعليقات التي هي من طرف واحد  ما زالت تعزز المحادثات الودية التي يجريها مع إيميليا في الليل.

“أهلًا أختي، هل ناديتني؟”

قام  روزوال من مقعده أيضًا، ناظرًا إلى سوبارو من ارتفاعه المتفوق. بدت إيميليا قلقة وهي تراقب سوبارو روزوال وهما يحدقان في بعضهما البعض.

“واااااه!”

 

بمجرد أن نادتها ظهرت ريم بجانبهم من العدم مما أفزع سوبارو كثيرًا. كان الأمر كما لو كانوا يلعبون.

عندما سمع سوبارو شكوى إيميليا، فهم بألم مدى تسرعه وعدم تفكيره

قام التوأمان بإمالة رؤوسهم في انسجام تام وهم يشاهدون رد فعل سوبارو المصدوم.

“كلامك هذا تملأه الفضاضة لقد سرقته صاحبة اليد الخفيفة!”

“ما الذي فاجأك؟”

“حسنًا ، سأختار تلك الغرفة هنـ – …”

 “لمَ أنت خائف؟”

“أووووه-!”

“أنا لست خائفا! فقط مندهش قليلا! هذا الشيء ذو القوة المزدوجة مذهل! “

– حسنًا ، كان ليكون وسيمًا للغاية لو لم يكن يرتدي ذلك الزي الغريب ويضع ذلك المكياج الذي جعله أشبه بالمهرجين.

قد يكون نوعًا من “التخاطر” الذي يحدث بين التوأم والذي يناقشونه في برامج خوارق الطبيعة؛ ذلك الشيء الذي يمكنهم من قراءة أفكار بعضهم حتى وإن كانوا بعيدين عن بعضهم

“أوه ، كلا، لا داعي للقلق. فهمت أن دفئك لم يصل إلى الآنسة إيميليا، لكنني سأعتز به كثيرًا. ”

أصدرت رام صوت همف لدى رؤيتها سوبارو المرتعد

“أوه، صحيح! آه، ليس الأمر كما تظنين،  أعني ، أن الكرسي البارد قد يؤذيك، لذا فكرت في تدفئته لكِ قليلاً. وليس الأمر أنني أردت فقط الجلوس حيث تجلسين عادة، إنه أمر يشبه الجلوس غير المباشر، صدقيني”.

“بالطبع لا يوجد شيء من هذا القبيل. لقد رأيتها وهي تسير بالقرب من هنا وناديتها. كان توقيتها مثاليًا.”

ولكن، قبل أن يتمكن من إتمام خطته، دخل شخص جديد إلى قاعة الطعام ، وكان صوته السعيد يقاطع أي شيء آخر.

“الجزء الأخير من كلامك يبدو منسوجًا نوعًا ما؟” قاطعته ريم.

ردت بياتريس باستياء يملؤه صوتها.

“إذا ما الذي تحتاجينه؟ ليس لدي الكثير من الوقت لأضيعه على سوبارو “.

قام سوبارو برفع البنطال ليريها ما فعل. هزت ريم رأسها اعترافا بمهارته

“تصرفكِ غير المكترث يؤلم بحق ، يا إلهي! أنا الفتى الجديد هنا! كوني لطيفة معي!” لكن الحقيقة كانت أن ريم كانت لا غنى عنها في القصر.

ببساطة، حدث ذلك لأن التقرير اليومي متعلق هذه المرة بمسألة تعليم رام لسوبارو. بمجرد أن أعلنت رام أن سوبارو أن مستوى تعلم سوبارو سيء للغاية، صمت روزوال للحظة قبل أن يضحك

من المؤكد أن تأخرها عن تأدية أي عمل سيؤثر على كل شيء، ومع ذلك نظرت رام إلى ريم، مشيرة إلى سوبارو قائلة: “ريم ، هل انتبهتِ لمظهر باروسو المثير للشفقة”

لم يرد البكاء أمام الذين كانوا ينظرون له كشخص غريب

“كتفاه ذات شكل غريب وساقاه قصيرتان للغاية. أيضا ، وجهه مرعب. و؟”

كان يكره سماع تلك التسميات، لكن افتقار سوبارو للمعرفة العامة جعل تجنب هذا صعبًا.

 

 

“كان عليكِ الاكتفاء بالشيئين الأولين فقط فلا يمكنني فعل شيء حيالهما! أما الوجه فهو ليس كالملابس، لا يمكن للمرء تغيير وجهه مهما بذل من جهد! “

نظر سوبارو  إلى روزوال بينما حاول تعديل رغبته ، ولكن الرجل أشار بيديه فوق رأسه بعلامة X.

تجاهلت الأختان تشكي سوبارو واستمرا في الحديث. سوبارو -محور الحديث الذي أصبح الآن خارجه- لم يجد شيئًا أفضل من أن يقوم بالتشمير عن ساعديه

كان يكره سماع تلك التسميات، لكن افتقار سوبارو للمعرفة العامة جعل تجنب هذا صعبًا.

“باروسو، أعطِ ريم سترتك. سيكون عليك الاستغناء عنها حتى صباح الغد “.

“هاه ، يجب أن أفتح الباب حتى أتمكن من منحها عودة جيدة.”

“هذه خدمة كبيرة ، لكن … أمتأكدة من هذا؟ لديك أعمال كثيرة.. أليس كذلك؟ “

“كلا ، أنا بارعة في جميع الأعمال المنزلية ، بما في ذلك التنظيف وغسيل الملابس أكثر من أختي.”

“بالطبع أنا مشغولة للغاية. ومع ذلك ، فإن إصلاحها سيوفر الوقت والمتاعب لاحقًا “.

“إذا ربما لهذا لديكما تخصصات مختلفة رام-تشي تحب القيام بالأشياء الثقيلة والأخرى تحب فعل الأعمال المنزلية؟ ”

“آه ، معكِ حق. شكرًا جزيلًا لك.”

جاء رد روزوال الفوري بعين واحدة مغلقة ، وينظر إلى سوبارو بعينه الصفراء وحدها.

متأثرًا بحجتها السليمة، خلع سوبارو سترته وسلمها إلى ريم. عندها أخذت ريم  السترة  وأشارت إلى غرفة الملابس بذقنها ليدخلها

“آه…”

“أنا بحاجة لأخذ قياساتك. لا يمكنك أن تأخذها بنفسك ، أليس كذلك؟ “

“أووو يا إلهي،  أنت تبدو نشيطاً للغاية  هذا جيد ، جيد للغــــاية”.

“… أعتذر بحق لإتعابك.”

 

“لا مانع عندي يومًا ما سترد لي هذا الجميل برعايتك لي.”

 

 “هذا لا يبدو صحيحًا تمامًا ، لكن تبدين جادة للغاية،  مخيف جدا!”

جعل سلوك سوبارو الشرير شعبيته تتراجع في ذهنه، ولكن كل ذلك الجهد كان مكرًا لسحب هذه الموافقة من روزوال.  موافقة روزوال رسمت الابتسامة على وجه سوبارو

 

“أنا لست إيميليا-تان ، لذلك لن أترك الفضول يسيطر علي”

******

“سماع هذا يجعلني سعيدًا جدًا لدرجة أني أريد أن أبكي …”

غادر سوبارو وريم تاركين رام في الممر وذهبا إلى غرفة الملابس.

كان اليوم هو اليوم المنتظر السعيد يوم الاستيقاظ الهادئ والانتصار الموعود. لكن…

لم تكن غرفة الملابس تحتوي على زي الخدم فحسب، بل احتوت أيضًا على غيارات مختلفة لملابس روزوال. والتي بدت وكأنها أتت مباشرة من السيرك.

لم تكن حقيقة أن هذه اللمسات العرضية تحمل دفئًا أكثر مما كانت عليه من قبل من نسج مخيلة سوبارو

عندما أشاح بنظره عن منطقة ملابس السيد ذو الذوق السيئ جذبته العديد من الملابس المنمقة. كان أحدها زيًا رآه في العاصمة الملكية ، لذا استنتج أنها بلا شك ملابس إيميليا.

“لا تعيقنا هذه الملابس سواءً في عملنا هنا في القصر أو عند مرافقة السيد روزوال  في الأماكن العامة. برأيي هذه طريقة منطقية تمامًا لتقديم أنفسنا دون الحاجة إلى التحدث”.

“أود أن أراها ترتدي كل هذه الملابس، تدور وتتباهى بها أيضًا …”

كان سوبارو يشعر بالحرج داخليًا لقول مثل هذا الاعتراف القوي علنًا.

“ما الذي تهذي به؟ تعال إلى هنا من فضلك “.

أما سوبارو فقد سأل مثل الأحمق معلقًا على الوضع الذي لم يفهمه أمامه ، “آه؟ الممر …؟ “

تم استدعاء سوبارو بصوت حاد للغاية لذا أطاعها دون لهو أو لعب. لم يكن في غرفة الملابس حجرة لتجربة الملابس، لكنها كانت تحتوي على حاجز يستعمل لهذا الغرض ، وكانت ريم بانتظاره هناك بشريط قياس نحيف. تميزت العلامات الموجودة على الشريط بأنها ذات دقة عالية

“… أيمكنك اختراق الممر كما لو لم يكن شيئًا، على ما افترض؟” جلست على الكرسي الخشبي داخل الأرشيف وهي تنظر إلى

 

رداً على عدم الرضا في عيني رام وصوتها البارد ، استخدم روزوال يده التي كان يربت بها شعرها ليداعب خدها. بدت “رام” مسحورةً لدرجة عدم القدرة على الكلام بينما كان روزوال يتفكر في ردها.

”قف بشكل مستقيم عندك. مد ذراعيك حتى أتمكن من قياس ذراعيك وارتفاع كتفيك “.

حقيقة أنهم توقفوا عن إيقاظه قبل يومين جعلته مهملاً. التفكير في أن كلاهما سيزورانه في ذلك الصباح بالذات …

“حسنًا ، لكِ ذلك. شكرا.”

كان هذا هو الشيء الوحيد الذي لا ينبغي لأحد فعله في أول مقابلة رسمية مع أحدهم.  بالطبع ، لم يكن بمقدور رام أو ريم معرفة تقاليد المجتمع الياباني. تحمل سوبارو سخريتها واتجهت أنظاره نحو روزوال

بعد أن ابتعد عن ريم، مد سوبارو ذراعيه كما أرشدته. قام سوبارو بفرد كتفيه بأقصى ما يمكنه بينما قامت ريم بلف الشريط حول ذراعه وكتفيه

عندما ضحك روزوال ، شعر سوبارو أن براعم القلق داخل صدره

ارتجفت أكتاف سوبارو قليلًا عندما أدرك فجأة لمستها الناعمة وتنفسها.

“إيه ، مهلًا! أنتما!!  أعني ، رد الفعل هذا مؤلم نوعا ما. أنا شخص حساس لعلمكم!  يمكنكما إبداء ردود أفعال أخرى، أليس كذلك ؟! “

“من فضلك لا تصدر أصواتا غريبة يا سوبارو. إنه أمر مزعج “.

مد سوبارو لسانه في محاولة للتستر على موضوع يده، لكن إيميليا خفضت عينيها بنظرة جادة.

“لا يمكنني التحكم في ذلك! هذا الأمر صعب على الرجل من عدة جوانب! “

الفصل الثاني الصباح الموعود صار بعيد المنال  

في استجابة لكلمات ريم القاسية، فتش سوبارو في عقله بحثًا عن أي موضوع آخر يغير المحادثة له.

أراد سوبارو أن يسألها المزيد عن الأشياء ، لكن يمكنه فعل ذلك وتزويد نفسه بالمعرفة العامة أثناء عمله. كان بحاجة إلى العمل أولًا، لإبقائها سعيدة إذا لم يكن هناك شيء آخر.

“بالمناسبة ، توجد هنا ملابس لروز-تشي و وإيميليا-تان ، لكني لا أرى أي فساتين لك  أو لرام ، أو للولي. أهي في غرفة أخرى؟ “

 

“الليدي بياتريس تغير ملابسها في مكان إقامتها الخاص. أما أنا وأختي فنحن لا نرتدي ملابس غير هذه ، لذا لا نحتاج لملابس مختلفة. وبالتالي نبدل ملابسنا في غرفنا “.

عندما دخل غرفته ، رفع أنفه عالياً ونفخ صدره ، مليئًا بالآمال والأحلام لليوم التالي. خلع سوبارو زي الخادم الخاص به،، مما منحه منظرًا مختلفًا بالبدلة الرياضية ليزحف إلى سريره بعدها،

رفع سوبارو حاجباه في رد ريم الواقعي. وبعد أن انتهت ريم من قياسه ، كتبت ملاحظات في مذكرة قريبة. عقد سوبارو ذراعيه ونظر إليها.

“أطفال القرية … ضربوني وركلوني ورموني بالمخاط أيضًا. هذا مقرف، اللعنة “.

“ليس لديك أي أنواع أخرى من الملابس، أكلها ملابس خدم؟ ماذا عن أوقات الخروج وأيام العطلة؟ “

“… ألم تكن تستمع لي؟”

“لا تعيقنا هذه الملابس سواءً في عملنا هنا في القصر أو عند مرافقة السيد روزوال  في الأماكن العامة. برأيي هذه طريقة منطقية تمامًا لتقديم أنفسنا دون الحاجة إلى التحدث”.

للمرة الثانية ، بدأ يومه الأول في قصر روزوال.

“الا نتحدث عن المنطق هنا … برأيي أي فتاة جميلة يجب أن ترتدي ملابس جميلة وتدخل الفرح للآخرين.”

أومأت إيميليا برأسها موافقة

“قد لا يشمل هذا أختي، لكن لن أدخل السعادة على قلب أحد إن بدلت ملابسي.”

“الأرجل… آه ، تقصد السراويل. تبًا، لقد نسيت،  يمكننني تقصيرها بإبرة وخيط”.

“ربما سأسعد أنا؟”

“قد لا يشمل هذا أختي، لكن لن أدخل السعادة على قلب أحد إن بدلت ملابسي.”

“وهل سيعود إدخال الساعدة عليك بأي نفع عليّ يا سوبارو؟”

“لقد أحضرت البعض معي،  هل علي تعديلها الآن؟ “

“ربما سيجعلني ذلك أبذل جهدًا أكبر في عملي كخادم، منطقي ، أليس كذلك؟ “

اِستَشاطَت تلك الفتاة غضبًا وتحول وجهها إلى اللون الأحمر بينما كان سوبارو يلوح بكفه لها ويجلس على الكرسي الكبير. الأرجح أنه مكان إما إيميليا أو سيد القصر باحتمالية 50% لكل منهما.

ردت ريم على سوبارو بنظرة متفاجئة. سُر سوبارو بتعبيرها المحايد وارتفعت زوايا شفتيه

لم يرد البكاء أمام الذين كانوا ينظرون له كشخص غريب

في ابتسامة.

عندما سمع سوبارو شكوى إيميليا، فهم بألم مدى تسرعه وعدم تفكيره

“لا أعرف لماذا تذهب إلى هذا الحد بقولك هذا يا سوبارو.”

عدما علقَ سوبارو على استخدام إيميليا للكلمات القديمة،  ردت بـ”همم؟” وأشارت إلى سوبارو.

“تسريحتا شعركما وملابسكما متشابهة  بالرغم من أن شخصيتكما مختلفة ، لذا على الأقل اختارا ملابس مختلفة! …أو شيء من هذا القبيل. أعني ، ملابس الخدم تبدو جميلة عليكما ، وهي  تناسب توأمًا مثلكما”.

4

كانت تبدو لطيفة بملابسها الحالية، لكن بالرغم من أن بإمكانهما التغيير كانت  ملابسهما متطابقة الإضافة لقصة الشعر. ولأنهما توأمان على وجه التحديد ، فقد أراد أن يرى بعض التميز، وجوهر الطبيعة الإنسانية.

“كلاهما كالأطفال،  لن يحدث أي شيء” “لديك وجهة نظر.”

هذا ما شعرت به سوبارو ، ولكن … “شأنك -“.

نظرت ريم لرام نظرة تملأها الكلام قبيل مغادرتها طريقتهم في تبادل الكلام بالأعين جعلت سوبارو يضغط على كتف رام بإصبعه

“إيه؟”

 

“هذا ليس من شأنك. ما المشكلة في كوني أبدو مثل أختي؟ “

“ساحر المحكمة …؟ إذا أنت مستخدم السحر في القمة؟ “ ردت إيميليا فور أن توقفت كلمات سوبارو.

كان من الصعب تصديق ذلك ، لكن تعبير ريم كان أكثر برودة تجاه سوبارو الذي اتسعت عيونه أكثر من ذي قبل. همهم سوبارو بغير قصد، بدا وكأن المحادثة التي خاضوها سابقًا أصبحت غير منسية بالنسبة لها.

“لا أعرف لماذا تذهب إلى هذا الحد بقولك هذا يا سوبارو.”

“… دعونا لا نتحدث في أشياء سخيفة مجددًا لا يمكنني ترك أختي تنتظر أكثر من ذلك، فهنالك الكثير من الأشياء التي عليك تعلمها بعد كل شيء “.

ذكرت إيميليا المكافآت التي حصل عليها سوبارو على حد علمها. كانت إيميليا تعرف ما فعله ليحصل على تلك المكافآت مع ذلك هزت رأسها وكأنها لم تفهم حقًا.

كان سلوكها لا يسمح لأي أحد بالمعارضة، أدارت ريم ظهرها لسوبارو واتجهت نحو مدخل الغرفة بدا سوبارو مرتبكًا أكثر من ذي قبل ، وسار خلفها وهو يتذمر.

“إذن ، فاللون يصبح أكثر إشعاعًا بمرور الوقت؟”

“هذا يعني أنكِ تحبين أختك الكبرى قليلاً …”

حطم سوبارو وبياتريس فكرة إيميليا. من جانبه أخفى سوبارو خجله بينما بدت بياتريس جادة للغاية.

تنهد بقلق على علاقتهم التي يبدو وكأنها ستأخذ منحنى آخر مع هذه الفتاة التي تبدو غير مرتاحة معه

“ليس من الممتع مشاهدتها ، أليس كذلك؟”

 

“أختي لقد غلى الماء، لنضع الخضار التي قطعتها -“

7

“لا تعيقنا هذه الملابس سواءً في عملنا هنا في القصر أو عند مرافقة السيد روزوال  في الأماكن العامة. برأيي هذه طريقة منطقية تمامًا لتقديم أنفسنا دون الحاجة إلى التحدث”.

 

فهمت، غرق سوبارو في أفكاره كون المملكة بلا ملك  يعني أنها في وضع محفوف بالمخاطر. الموت المفاجئ للملك سواءً كان لأسباب طبيعية أو غيرها كفيل بهز البلاد بأكملها.

بعد أخذ القياسات، عاد سوبارو إلى رام في غرفة الملابس بينما ذهبت ريم في طريقها المنفصل.

“سمعت! لا يمكنني أبدًا ترك كلمة أو عبارة واحدة من إيميليا تان تفوتني! “

بالرغم من ضغط العمل قالت ريم: “سأعيد خياطة سترتك بين عشية وضحاها وأسلمها قبل الصباح بمجرد الانتهاء من ذلك.”

“هذه خدمة كبيرة ، لكن … أمتأكدة من هذا؟ لديك أعمال كثيرة.. أليس كذلك؟ “

نظرت ريم لرام نظرة تملأها الكلام قبيل مغادرتها طريقتهم في تبادل الكلام بالأعين جعلت سوبارو يضغط على كتف رام بإصبعه

“إنها غريبة بعض الشيء ، لكن أعتقد أنها مجرد ساعة عادية، كيف أقرؤها؟ “

“أوي، ماذا قالت ريم عن طريق تواصلكما البصري للتو؟”

القاعدة الذهبية لأي أسرة هي أن يحترم كل فرد الشخص الأعلى منه رتبة

“قالت: «أخذ سوبارو ينظر لي بنظرات منحرفة عندما كنا بمفردنا»… أيها الوحش”

فتح الباب دون تردد ليجد نفسه ينظر لما يبدو وكأنها لولي تلعب مع قط في مكتبة.

“إذن قالت كل هذا بمجرد نظر- مهلا ، لا تذهبي، لقد جرح هذا مشاعري!”

لم يكن سوبارو الوحيد التي تتعلم شيئًا ما في قصر روزوال كانت إيميليا في منتصف استيعاب مجموعة متنوعة من الأشياء التي كان عليها أن تتعلمها كمرشحة ملكية.

بالرغم من ابتعاد رام عن سوبارو، وسحب كتفها منه، والألم الذي شعر فيه قلبه ، إلا أن وقته كخادم في القصر بدأ أخيرًا.

بدا وكأن إيميليا تأثرت بسبب ملاحظات سوبارو وأصبحت أكثر هدوءً. فاجأته رؤية إيميليا على هذا النحو، لكنها لم تكن وحدها، بل روزوال أيضًا بدا هادئًا وهو جالس على كرسي الشرف

احتوى الجناح الغربي على غرف الخدم وأثاث احتياطي وكتب عادية غير مخصصة للأرشيف. في المقابل ، كان الجناح الشرقي يحتوي على أجنحة مكوث النبلاء الزائرين ، مع غرف للترفيه عن الضيوف ومرافق أخرى، مع اختلافات وظيفية قليلة عن الجناح الرئيسي.

بدا سوبارو متألمًا في ردة فعلها المبالغ فيها. لم تصله نفخة إيميليا الأخيرة.

“لقد قمت الآن بجولة في كل القصر تقريبًا. كل ما تبقى هو الحدائق الخارجية والساحة الأمامية بين القصر والبوابة. يمكنك أن تلقي نظرة عليها في وقت لاحق. أي أسئلة حتى الآن؟ “

“الملابس الرسمية ، والمكررة ، وذات الجودة العالية … ألديك مشكلة مع أي منها؟”

“ألم تكن الجولة شيئًا كانت إيميليا تان ستفعله؟ “

“لقد كنت أنتظر عودتك بفارغ الصبر يا باك! هل سنستمتع بوقتنا اليوم معًا، على ما افترض ؟ ”

“كلا على الإطلاق ، لأننا سنبدأ العمل على الفور.”

كان سوبارو عازمًا على تغيير المحادثة لذا قال ذلك ثم  وقف على قدميه كما تقف الدمية المحشية بالنابض، ورفع يده اليمنى إلى جبينه في تحية منمقة  لإيميليا.

خلال الجولة الإرشادية، قلت تصرفات رام التلقائية وتجاوزات سوبارو، إذ بدا وكأن الحدود قد ارتسمت أمام عينه

لم يكن سوبارو متأكدًا مما إذا كان هذا يعني أن الساعات الماضية قد قربتهم من بعضهم  أو أنه ببساطة حفر لنفسه حفرة أعمق ، ولكن …

جعل سلوك سوبارو الشرير شعبيته تتراجع في ذهنه، ولكن كل ذلك الجهد كان مكرًا لسحب هذه الموافقة من روزوال.  موافقة روزوال رسمت الابتسامة على وجه سوبارو

“تتمثل واجباتي اليومية في الحفاظ على الحديقة والفناء الأمامي والتحقق من المناطق المحيطة. عليَّ أيضًا المساعدة في إعداد الغداء في الثامنة حسب التوقيت الشمسي ، وغسل الأواني الفضية … يجب أن تساعدني ، باروسو”.

أطلق سوبارو صيحة إثر سماعه ذلك الحكم القاسي

“بالطبع، ولكن ما هو التوقيت الشمسي الذي ذكرته؟”

ممثل عن كل الذين يدعمونها،  هكذا كان موقف الرجل أمام عينيه.

لقد كان مصطلحًا سمعه عندما استيقظ ذلك الصباح. لقد خمّن أن التوقيت الشمسي يشير إلى الوقت خلال النهار ، لكن …

لم تكن تشعر بالأسف الشديد على زلة لسانها حيث بدت متأثرة بنصيحة سوبارو. ساعده ذلك في تحديد ما سيقوله.

“ما فهمته هو أن التوقيت الشمسي يشير إلى الوقت … ألديكِ ساعة أو شيء ما شابه؟”

“بناءً على موقفي ، أظن أن علي التغاضي عن الأمر، صحييييح؟”

” ساعة …؟ إذا كنت تقصد بلورة زمنية سحرية ، فهي موجودة في جميع أنحاء القصر ، بما في ذلك هناك مباشرة “.

– لم يرد ، أن يرى أحد وجهه في تلك اللحظة.

نظر سوبارو إلى حيث أشارت رام ليرى بلورة ينبعث منها ضوء خافت. تتدلى البلورة من الجزء العلوي من جدار القصر – تمامًا حيث يمكن أن توجد الساعات الكبيرة في عالمه.

“عادة يكون هذا هو الوضع، ولكن الأمور انحرفت عن المسار الصحيح بسبب حادث وقع قبل نصف عام عندما انتشر وباء عظيم داخل جدران القصر”.

حدق سوبارو بالضوء الأخضر الوامض المنبعث من الكريستال.

كان سوبارو لا يزال مفعمًا بالحيوية بسبب الموعد الذي اتفقا عليه، لذا خرج سوبارو بينما كانت بياتريس تحدق به. لكن في اللحظة التي سبقت إغلاق الباب ظن أنه سمع صوتًا يتحدث بصدى وحيد.

“إنها غريبة بعض الشيء ، لكن أعتقد أنها مجرد ساعة عادية، كيف أقرؤها؟ “

عندما سمع سوبارو شكوى إيميليا، فهم بألم مدى تسرعه وعدم تفكيره

“التوقيت الشمسي  يقع عند جهة الرياح من الرقم صفر إلى ستة ، ثم يأتي وقت النار للستة التي تليه. وبعدها ننتقل إلى التوقيت القمري بدءًا من وقت الماء إلى الأرض، بما أنك لا تعلم مثل هذه الأشياء، هل أنت بربري أو ما شابه؟ “

 

“البربري الحقيقي لا يجيب بـ «نعم» على هذا السؤال، ألا تعلمين ذلك؟”

“التفكير الدائم هو ما يمليه عليك الحس السليم، من واجب كل رجل أن يفكر مليًا عندما تسوء الأمور أو عندما تتلاشى شجاعته في لمح البصر ..”

كان يكره سماع تلك التسميات، لكن افتقار سوبارو للمعرفة العامة جعل تجنب هذا صعبًا.

سمعت رام صوت سيدها في أذنها وهو يمسح شعرها الوردي. كان روزوال ورام الشخصين الوحيدين في الغرفة، ولم يكن هناك ما يشير إلى وجود “النصف الآخر” من التوأم ، ريم.

عندما عاد بذاكرته إلى الوراء، تذكر أن هناك بلورة سحرية في الغرفة التي استيقظ فيها سوبارو أيضًا. شعر سوبارو أن البلورة كانت أكثر خضرة في ذلك الوقت.

“لا – لا يحق لي قول هذا، ولكن لكن هذا نوعًا ما …”

“إذن ، فاللون يصبح أكثر إشعاعًا بمرور الوقت؟”

“بما أنك قلت ذلك … من الجيد أنك تبذل قصارى جهدك ، ولكن كيف صارت يدك بهذا الحال؟”

“… وقت الرياح أخضر ، والنار أحمر، والماء أزرق ، والأرض أصفر. هل تريد أن أشرح لك أي شيء آخر؟ “

“لابد أن مقاساتها مثل مقاساتك”

“فهمت أمر التوقيت الزمني الآن يبدو أن التوقيت الشمسي والقمري أشبه بـ «صباحًا» و «مساءً» “

رغم أن نظراتها كان موجهة لإيميليا إلا أن الرد أتى من شخص آخر: “أهلا بيتي. لقد مرت أربعة أيام. أكنتِ مهذبة وسعيدة خلالها؟ ”

لابد أنه سيتمكن من ربط المزيد من الأشياء الأخرى كلما بقي أكثر في هذا العالم السحري.

12

عقد سوبارو ذراعيه وأومأ. بدت “رام” متعبة وهي تضع يدها على جبهتها.

 

“من الصعب تدريبك على الوظيفة من الصفر، بالإضافة إلى أن معلوماتك العامة محدودة للغاية… متى تحولت من خادمة منزلية إلى مدربة حيوانات يا ترى؟ “

في ابتسامة.

“من المخيف سماع شيء مثل «مدربة حيوانات» ربما عليكِ اختيار عبارات أخرى يا حضرة الرئيسة؟

 

ارتفع حاجبا رام عندما ناداها بالرئيسة. وعندما شعر سوبارو أنها إما لا تهتم أو لم تكن منزعجة جدًا ، غير الموضوع قليلًا

“بما أن المناقشة انتهت وتم تسوية كل شيء، أيمكنني أخذ إجازتي مع باك، على ما أفترض؟”

“بالمناسبة ، لقد كنتما تعملان وحدكما سابقًا ، لكن الأمر لم يكن ليستمر هكذا إلى الأبد ، أليس كذلك؟ أعني ، كانت هنالك تلك الخادمة التي استقالت سابقًا؟”

دفن سوبارو وجهه في الوسادة حيث أدرك أنها بنفس تلك الرائحة الفاخرة التي شمها سابقًا  والآن بعد أن أنهى ساعات عمله،  سرعان ما غير سوبارو زيه الرسمي إلى بدلته رياضية إذ أنه ينوي النوم بالملابس التي اعتاد عليها.

“… للسيد روزوال أقارب يعيشون في العديد من القصور الصغيرة، لذا يأتي معظم زملائنا في العمل من هناك، عادة أعمل أنا وريم هنا في المسكن الرئيسي حتى نتمكن من مساعدة السيد روزوال شخصيًا “.

“أتقصدين طولي ؟! القميص مناسب لكن الجاكيت ضيق على الأكتاف أنا شخص لائق جسديًا -رغم أن ذلك لن يفيدني- لكن هذا الجاكيت الضيق يجعلني أبدو كرجل مفتول العضلات”.

“المسكن الرئيسي والقصور الصغيرة… إذن ، أمم ، هذا هو المسكن الرئيسي؟”

“… إن أردت ذلك ، يمكنك أن تطلب العيش هنا مجانًا ، وليس كخادم ، كما تعلم؟”

“السيد روزوال هو رب عائلة ميزرس ، لذلك فهو يعيش بالطبع في المسكن الرئيسي. وعندما قلت أقاربه كنت أعني الآخرين الذين تربطهم به  علاقة  فعلاقة فروع عائلة ميزرس ليست عميقة بشكل خاص “.

“إنها غريبة بعض الشيء ، لكن أعتقد أنها مجرد ساعة عادية، كيف أقرؤها؟ “

ربما كان ينبغي على سوبارو أن يتوقع أن يكون لنبيل مثل روزوال علاقة معقدة مع عائلته. الآن بعد أن أصبح سوبارو يعمل لصالح الرجل ، لم يستطع اعتبار نفسه مجرد متفرج عابر، ناهيك عن كونه على صلة وثيقة بإيميليا ، المرشحة الملكية.

كان صوته أشبه بالهمس ولكنه وصل للشخص المقصود بسهولة  بالطبع وصل له

 

“مهلًا لحظة …هل  فقدتِ الشارة التي تثبت أنكِ مرشحة ملكية؟!”

“حتى لو كنتما تعتنيان  بـروز-تشي فقط، ما يزال هذا القصر ضخم لدرجة  يتعذر على شخصين الاعتناء به بالكامل ، أليس كذلك؟ ألا يمكنه توظيف المزيد من الأشخاص؟ “

“لم أقصد ذلك حرفيًا، كيف لكِ تحطيمي هكذا؟!” “ماذا ، هل قلت شيئًا سيئًا؟”

“- الظروف الحالية تجعل ذلك مستحيلاً، وأيضا ، انتهى وقت الكلام الفارغ “.

متجاهلة تعليقه اللطيف، اتجهت أنظار الفتاة – بياتريس – إلى الشخص القادم خلف المهرج. بعد أن أنهت الفتاة ذات الشعر الفضي تغيير ملابسها، دخلت قاعة الطعام بعد المهرج بقليل.

صفقت رام بيدها مشيرة إلى نهاية هذه المناقشة وهي تمضي قدمًا بهدوء.

ترك روزوال ذلك اللقب يمر دون أن يعلق عليه. يميل سوبارو إلى استفزاز الآخرين، ولكن ذلك لن ينفع هنا.  اختفى الطعام الموجود في الأطباق واحدًا تلو الآخر قبل أن يدركون.

أراد سوبارو أن يسألها المزيد عن الأشياء ، لكن يمكنه فعل ذلك وتزويد نفسه بالمعرفة العامة أثناء عمله. كان بحاجة إلى العمل أولًا، لإبقائها سعيدة إذا لم يكن هناك شيء آخر.

“بالمناسبة ، لقد كنتما تعملان وحدكما سابقًا ، لكن الأمر لم يكن ليستمر هكذا إلى الأبد ، أليس كذلك؟ أعني ، كانت هنالك تلك الخادمة التي استقالت سابقًا؟”

“لم أعمل في وظيفة كهذه من قبل ، لكنني أشعر أني متفائل حقًا لسبب ما. أعتقد أنه بسبب الفتاة الجميلة؟ “

كان ارتداء البدلة فوق القميص الرياضي مثلما وصفته ريم تمامًا الحقيقة أن عدم الضحك استنفذها جهدًا كبيرًا لكن…

“لن يجلب لك لإطراء  شيئًا. لا لطف أو رحمة في العمل”

“النتيجة نفسها-!!”

“عليك أن تتعلمي القليل من التواضع من أختك الصغيرة ، تبًا!”

أن يرى الوجه المبتسم للفتاة ذات الشعر الفضي أمام عينيه ويعلم اسمها.

رمى سوبارو تلك العبارة وهو ما يزال يتذكر محادثته مع ريم في غرفة الملابس.

“بالمناسبة ، لقد كنتما تعملان وحدكما سابقًا ، لكن الأمر لم يكن ليستمر هكذا إلى الأبد ، أليس كذلك؟ أعني ، كانت هنالك تلك الخادمة التي استقالت سابقًا؟”

٨

“لماذا … قد أعود ؟!”

“أووو -!”

“حلو ، لذيذ ، ميااااو…”

كان سوبارو شبه باكٍ وهو يصرخ على الجرح الجديد الملطخ باللون الأحمر،

حرك سوبارو الإبرة بطريقة سريعة ومرنة. قبل أن ينتهي من الهمهمة رفعه إلى أعلى

قامت رام -التي كانت تعمل نفس العمل بجوار سوبارو- بتضييق عينيها وهي تراه يلوح بيده اليسرى النازفة.

“أختي…؟”

“هذا ما يحدث عندما يشرد ذهنك،  باروسو ، هل تعرف معنى التحسين ؟ “

“حسنًا، هذا ليس شيئًا كنت أحاول إخفاءه. لقبي في مملكة لوجونيكا هو… أفترض أنني سيد المناطق الخارجية ، لكن يمكن التعبير عن دوري بٍ … ربما وصف ساحر المحكمة يناسبني؟ “

“لكن هذه هي المرة الأولى التي أتعامل فيها مع أي أدوات مائدة عدا عيدان تناول الطعام!”

“حقًا؟  إذن، فقد أثبت نفسي عند أولئك الذين يفوقونني خبرة؟  لذا ، ماذا ، جرح نفسي بالسكين ، وتحطيم الدلو ، وإفساد الغسيل ، كل هذا زاد من قوة علاقتي؟! “

ألصق سوبارو إصبعه المقطوع في فمه وهو يشتكي ، وينتفخ خديه بينما يملأ الطعم المعدني فمه.

“هذا صحيح. أجل، أعتقد ذلك أيضًا … يا إلهي ، سوبارو ، أنت غبي جدًا “.

كانوا في المطبخ قبل الظهر بقليل. بعد أن أنهى التهيئة مع رام في الحديقة، عاد الاثنان إلى قاعة الطعام لمساعدة ريم في اعداد الوجبة.

“هذا رائع!”

بداية بـِ…“أفهم وضعي، لكن جعل أختك الكبرى تقشر الخضار لكِ أيضًا؟ اعني، أين ذهبت الكرامة؟ “

عدما علقَ سوبارو على استخدام إيميليا للكلمات القديمة،  ردت بـ”همم؟” وأشارت إلى سوبارو.

كانت رام تعمل بسرعة على الطاولة

“هممم. لماذا؟”

“لقد عملنا وعشنا معًا لفترة طويلة ، لذلك نقسم العمل بناءً على إجادتنا له. ليست هذه المهمة التي أبرع فيها “.

لقد اعتاد كون التوأم صريحتان للغاية، لكنه شعر بشيء ما

“أتذكر أني سمعت سابقًا أنها أفضل منك في كل شيء رغم ذلك ؟!”

 

لقد سمع سابقًا عن كون رام أقل من ريم في أداء مهام الطبخ والتنظيف وغسيل الملابس والخياطة وكل الأعمال الروتينية الأخرى تقريبًا. لكن يبدو أن رام تتمتع بخبرة كبيرة في تقشير الخضار.

“ماذا سنفعل بشأن الأرجل”

“تكادان تنتهيان؟”

وضعت الفتاة ذات الشعر الأزرق قائمة إفطار تقليدية مكونة من السلطة والخبز وما إلى ذلك، بينما قامت الفتاة ذات الشعر الوردي بصب وتقديم أكواب الشاي بخفة.  تلك الروائح الأخاذة جعلت معدة سوبارو تستغيث فجأة طلبًا للطعام.

تحدثت ريم بعيون واسعة عندما نظرت للاثنين اللذين أوكلت إليهما مهمة التقشير إذ أنها كانت تحتاجها لتحضير وجبتها. كانت ريم تتمتع بيد بارعة، مما جعل طبخها يبدو وكأنه نوع من الأداء المصقول بعناية.

خلال الجولة الإرشادية، قلت تصرفات رام التلقائية وتجاوزات سوبارو، إذ بدا وكأن الحدود قد ارتسمت أمام عينه

… على عكس الاثنين الآخرين فقد كان مستوى عملهما وضيع يثير الشفقة

نظرت ريم لرام نظرة تملأها الكلام قبيل مغادرتها طريقتهم في تبادل الكلام بالأعين جعلت سوبارو يضغط على كتف رام بإصبعه

نظرت ريم إلى الوراء وهي تصب المكونات في مقلاة ضخمة وتخلطها. نظرت ريم بصمت إلى أختها الكبرى وهي تقشر وإلى سوبارو وهو يشكو النزيف وأومأت برأسها وكأن شيئًا لم يحدث.

“ربما سأسعد أنا؟”

“كالعادة يا أختي، مشهد تقشيرك للخضروات يستحق أن ترسم له لوحة”.

سارعت بياتريس إلى إنهاء وجبتها حتى تتمكن من المغادرة في أسرع وقت ممكن. بدت وكأنها على وشك المغادرة دون أن تكلف نفسها عناء حمل صحونها عندما هز سوبارو اصبعه لها.

“رائحة طبخكِ شهية، إنها منعشة!”

 

“أود أن أسمع تعليقًا على العمل الذي أقوم به أيضًا! “

“لا أحد يستخدم كلمة بهيج هذه الأيام …”

“أشعر بالأسف على المزارع الذي زرع تلك الخضروات.”

وهو يفكر في جدول مواعيده ليوم غد

“توقفي ، أنت تجرحين مشاعري!”

بعد أن تأكد الموعد، صنعت سوبارو وضعية دراماتيكية بقبضة اليد.

كانت ريم تنظر إلى شظايا الخضار المريعة التي قشرها سوبارو. تم تقشير الخضار التي تشبه البطاطس حتى منتصفها، ومع ذلك ، كانت القشرة ما تزال عليها.  علاوة على ذلك ، فإن الجرح العميق الذي في يده ترك المائدة ملطخة بالدماء.

“إذن فهو نتيجة عملك الشاق ؟!”

نظرت رام -وهي تقشر البطاطس بشكل متقن للغاية- إلى جرح سوبارو الذي كان لا يزال ينزف وقدمت له نصيحة.

انفجرت إيميليا  -التي لم تعد قادرة على كبح جماحها بعد الآن-  من الضحك ، وصوتها المرعب جعل سوبارو يضحك أيضًا.

“أنت تحمل السكين بطريقة خاطئة يا باروسو. لقد قطعت يدك لأنك تحرك السكين وليس الخضار. عند التقشير ، أبق السكين ثابتة وقم بتدوير الخضار حولها. “

أغمضت ريم عينيها للحظة  قبل أن تومئ بنظرة استسلام. “أقلت .. شرط؟ فهمت، سأستمع لك “

كان شكلها ممتازًا. لم يحدث انقطاع في تقشيرها من الرأس إلى الحافة. وتابعت:

بدت إيميليا محبطة قليلاً.

“سأعلمك ، تخصصي هو تقشير البطاطا”

“يا رجل ، بالنظر إلى ما حدث فقد قمتُ بعمل رائع للغاية! أنا أستحق مكافأة أكبر ، هاه! ”

“لقد بدوتِ فخورة بقول ذلك. اللعنة ، راقبي فحسب ،  سيلقنك نصلنا المحبوب «شوتنق ستار» درسًا قاسيًا! “ بكل إحباط، حمل السكين وأمسك بالمقبض الخشبي بإحكام. لقد كانت سكين تقشير عادية تمامًا ، ولكن اعتبارًا من اليوم فصاعدًا ، ستكون «شوتنق ستار» سكين سوبارو الثمينة.

“بالمناسبة ، توجد هنا ملابس لروز-تشي و وإيميليا-تان ، لكني لا أرى أي فساتين لك  أو لرام ، أو للولي. أهي في غرفة أخرى؟ “

“أووووه-!”

وجد سوبارو طلبه قد أصبح مرفوضًا لأن شخصًا ما اضطر إلى فتح فمه الكبير في وقت سابق.

رفع صوته وانحنى وأمسك السكين بثبات ، ثم قام بتدوير الخضار كما نصحته رام. كان القطع الأول لا يزال عميقًا إلى حد ما ، لكنه فوجئ بمدى سلاسة سير الباقي.

بدا وكأن إيميليا تأثرت بسبب ملاحظات سوبارو وأصبحت أكثر هدوءً. فاجأته رؤية إيميليا على هذا النحو، لكنها لم تكن وحدها، بل روزوال أيضًا بدا هادئًا وهو جالس على كرسي الشرف

عندما ألقى نظرة خاطفة على ما حوله، رأى أن رام تبدو فخورة بتنفيذ سوبارو لتوجيهاتها.

“أجل هذا صحيح. كيف يصيب باك عين الحقيقة دائمًا ، على ما افترض؟ “

بكل امتنان، ركز سوبارو على التقشير دون أن تنبس ببنت شفة ، وفجأة –

لحظتها  أغلقت بياتريس الباب وراءها هي والقطة.

 

“الجزء الأخير من كلامك يبدو منسوجًا نوعًا ما؟” قاطعته ريم.

 

كان سوبارو قلقًا من أن يتم تقديم بعض الأطعمة الغريبة، لذا شعر بالارتياح حقًا بعد رؤية القائمة.

لقد قضى الأيام الأربعة في التدريب كخادم واكتساب المعرفة العامة المتعلقة العالم. ومع ذلك فقد كانت الأولوية هي لمهامه كخادم، لذا كان فهمه للعام لا يزال ضعيفًا إلى حد ما.

 

“ما معنى هذا المصطلح، على ما افترض؟ لم أسمع به من قبل، ومع ذلك يبدو… مستفزًا لسبب ما”.

 

 

“غرفة فارغة أخرى … أجل، أي غرفة لا تحتوي على لوحة فوقها يعني أنها مناسبة اختر الغرفة التي تريدها غرفة نومك، وأنا سأحضر لك ملابسك إليها”.

“…ماذا؟! إن استمريتما في التحديق بوجهي هكذا سيبدأ بالاحمرار!! “.

“حقًا؟  إذن، فقد أثبت نفسي عند أولئك الذين يفوقونني خبرة؟  لذا ، ماذا ، جرح نفسي بالسكين ، وتحطيم الدلو ، وإفساد الغسيل ، كل هذا زاد من قوة علاقتي؟! “

نظر سوبارو إلى الأعلى عندما أدرك أن ريم هي من كانت تحدق به. بدت ريم متفاجئة قليلاً وهي تحاول الرد. ولكن أيًا كان ما تحاول قوله، فإن كلمات رام قاطعتها

كان يتطلع لنوع من الإساءة اللفظية التي اعتادها منهما على الأفل

“-كانت تحدق بك لأنك مثير للشفقة يا باروسو. بالأخص شكل شعرك”.

إذا، فهي مرشحة لتكون ملكة. عندما تذكر الأوقات التي كان يتفاعل فيها معها …

جعلت كلماتها سوبارو يميل برأسه.

“إنها غريبة بعض الشيء ، لكن أعتقد أنها مجرد ساعة عادية، كيف أقرؤها؟ “

“ظننت أن قصة الشعر هذه أفضل بكثير من السابقة، على الرغم من …”

ردت بياتريس باستياء يملؤه صوتها.

“بالنسبة لخادم، تستحق درجة الرسوب على عملك .. صحيح يا ريم؟”

“اهتمامك هذا هو التفسير الحرفي لجملة «ليس من شأنك» إنه ما يزال دوري في طرح الأسئلة “.

“…أه أجل أفترض ذلك،  يبدو أنه يفتقر إلى الكثير من الخبرة. ًلابد أنه يتعبك كثيرًا.”

“ساحر المحكمة …؟ إذا أنت مستخدم السحر في القمة؟ “ ردت إيميليا فور أن توقفت كلمات سوبارو.

“تبًا، آسف! “

صاحت الفتاة متعجبة  بينما أصدرت القطة الرمادية صوتًا آخر

لقد أحبط تقييمهم البسيط للعمل الذي كان يفتخر به سوبارو معنوياته قليلًا.. كلما نظرت رام لسوبارو، اصدرت صوت  همف من خلال أنفها.

“في الواقع تبدو أقل دهشة مما توقعت. ما هو الناسك بالمناسبة؟”

“بالمناسبة ،تقوم ريم بتسريح شعر الأشخاص هنا، إنها تلبسني وتصفف شعري كل صباح كما ترى “

بدأت تتفتح.

“أجل، لهذا يبدو مظهركما متشابهًا… مهلًا .. ألا يبدو هذا خاطئًا؟”

“تتمثل واجباتي اليومية في الحفاظ على الحديقة والفناء الأمامي والتحقق من المناطق المحيطة. عليَّ أيضًا المساعدة في إعداد الغداء في الثامنة حسب التوقيت الشمسي ، وغسل الأواني الفضية … يجب أن تساعدني ، باروسو”.

الطريقة التي قالت بها ذلك للتو جعلت الأمر يبدو وكأن رام قامت بكل العمل بنفسها. ولكن في مواجهة رد سوبارو ، عقدت رام ذراعيها وأجابت بجرأة.

“نعم أنت على حق. لقد ساعدتني كثيرًا يا سوبارو. لدرجة أن مجرد إنقاذي حياتك لا يكفي لسداد دينك عليّ هذا ما يعنيه هذا بالنسبة لي”.

“الأمر بالضبط كما تظن يا باروسو.”

“إذا فأنتِ تخططين لمناداتي هكذا طوال الدوام،  هاه؟”

“ساعدي أختكِ الصغيرة قليلاً ، يا إلهي!”

“هواااه، هذا ليس سيئًا على الإطلاق. هذا ما يمكن تسميته بفطور النبلاء … كنت قلقًا من أن يكون شيئًا غريبًا من هذا العالم أو ما شابه”.

اعترفت رام بجرأة أنها الأخت الكبرى التي لا قيمة لها ، مما جعل سوبارو يصرخ بنظرة من الصدمة المزيفة. بعد ذلك ، قامت رام بتمسيد الشعر الوردي الذي قامت ريم بتمشيطه سابقًا، ونظرت إلى أختها الصغرى.

مع محاولة إيميليا للتستر على رام ، أشار سوبارو بإصبعه من كل يد إليها قبل أن ينقلها إلى روزوال.

“ريم ، أتمانعين قص شعر باروسو قليلاً؟”

“لكن هذه هي المرة الأولى التي أتعامل فيها مع أي أدوات مائدة عدا عيدان تناول الطعام!”

“مهلًا لحظة، وجود فتاة تلعب بشعري سيؤدي حقًا إلى القضاء عليّ!”

بفضل طبيعة سوبارو فقد اختفت تلك الأجواء المشحونة بينهما

“أختي…؟”

 

صدم اقتراح رام المفاجئ كلًا من سوبارو وريم. أمعنت رام النظر بعينيها الحمراوين إلى أختها لتخفض نبرة صوتها قليلاً.

“لقد أصبت في تخمينك. الأمر متصل بما سيحدث لك. سيدة إيميليا؟ ”

“… كنتِ تحدقين في باروسو بسبب قصة شعره ، صحيح؟”

9

“…نعم هذا صحيح. قليل من التمشيط والقص سيجعله يبدو أفضل بكثير.”

“بالمناسبة ،تقوم ريم بتسريح شعر الأشخاص هنا، إنها تلبسني وتصفف شعري كل صباح كما ترى “

“يجب أن تدعها تفعل ما قالته بشعرك إذا. يدا ريم موهوبتان بالفطرة، أؤكد لك “.

مع نهاية اللقاء غير المتوقع مع بياتريس، استخدم سوبارو غرفة خلع الملابس لارتداء ملابس الخادم التي قدمتها له رام. كان الزي عبارة عن قميص أبيض مع سترة سوداء وبنطال بنفس اللون والذي لم يخالف الصورة التي رسمها سوبارو عن زي الخادم تكمن المشكلة في شيء آخر.

“هذا يجعل الأمر يبدو وكأنه نوع من الطلبات المنحرفة ، كما تعلمين …”

لم يدرك سوبارو أن الألم الذي صاحب ذلك الصوت كان بسبب اقتلاعه لشعره.

يبدو أن الأخت الكبرى كانت تعطي ريم العذر لممارسة اهتماماتها التي لم تخبر بها أحدًا

كان هذا هو الشيء الوحيد الذي لا ينبغي لأحد فعله في أول مقابلة رسمية مع أحدهم.  بالطبع ، لم يكن بمقدور رام أو ريم معرفة تقاليد المجتمع الياباني. تحمل سوبارو سخريتها واتجهت أنظاره نحو روزوال

قد تكون مسألة تفضيلات شخصية على عكس رام التي لم تمنح سوبارو أي مجال، يبدو أن ريم لم تحسم أمرها بعد فيما يتعلق بمشاعرها تجاهه. وافق سوبارو على الحاجة إلى إغلاق المسافة بينهما، ولكن …

“طلبي إلى روز-تشي هو شيء من هذا القبيل أيضًا. أنا الآن مفلس تمامًا. بالطبع  يمكنني أن أطلب كومة من الذهب ، ولكن لماذا لا أقوم بإعداد نفسي حتى أتمكن من كسب لقمة العيش على المدى الطويل؟ “

“إذا كنت لا تريدين ذلك ، فلستِ ملزمة،  رغم أني أتمنى أن تفعلي ذلك! “

“… في الليل؟”

“كلا ، على الإطلاق. صحيح أنه يزعجني قليلا ، قليلا جدا ، قليلا فقط “.

”فهمت. مساء الغد إذن،  سأعتبره وعدًا منك، فهمت؟ “

بعلمه أنه كان يزعجها حقًا ، فقد سوبارو مزيدًا من الثقة داخله عندما انغمس سوبارو في أفكاره الداخلية، كل الثلاثة أصوات بدت وكأنها صوت واحد.

“بالطبع أنا مشغولة للغاية. ومع ذلك ، فإن إصلاحها سيوفر الوقت والمتاعب لاحقًا “.

“-آه.”

لم تكن غرفة الملابس تحتوي على زي الخدم فحسب، بل احتوت أيضًا على غيارات مختلفة لملابس روزوال. والتي بدت وكأنها أتت مباشرة من السيرك.

تغير اتجاه «شوتنق ستار» ليستهدف إبهام سوبارو عوضًا عن حبة البطاطس

“…ماذا تفعل؟”

صرخ سوبارو عندما استوعب أنه يشقر الشيء الخاطئ هنا  “هوااااااه! يا رجل! شرد ذهني قليلًا فحسب -! “

“لا أظن أن فرصًا كهذه تحدث كثيرًا،  لا يبدو أنه يزعجك”.

“يبدو أن إطلاق لقب ” السكين المحبوبة” على سكينك لا يناسبك نظرًا لأن حبك من جانب واحد ، فربما يجب أن تحاول تسميته بسكينك المفضل بدلاً من ذلك؟ “

لم يكن سوبارو الوحيد التي تتعلم شيئًا ما في قصر روزوال كانت إيميليا في منتصف استيعاب مجموعة متنوعة من الأشياء التي كان عليها أن تتعلمها كمرشحة ملكية.

“أختي لقد غلى الماء، لنضع الخضار التي قطعتها -“

“يا إلهي ، من النادر رؤية بياتريس هنا. أليس من الرائع أن تشاركينا وجبة بعد هذه المدة الطويــلة؟ ”

“أنتما تحبان معاكسات الرجل الجديد ، أليس كذلك؟!”

أصدرت رام صوت همف لدى رؤيتها سوبارو المرتعد

كان تحديد أولوياتهم خلال العمل مثيرًا للإعجاب، لكن سوبارو كان يفتقر إلى القوة العقلية للإشادة به.

لم تكن تشعر بالأسف الشديد على زلة لسانها حيث بدت متأثرة بنصيحة سوبارو. ساعده ذلك في تحديد ما سيقوله.

 

ردت إيميليا “… نعم ، هذا صحيح.”

9

“مهلًا، أيعني هذا أنك انتهيت بالفعل؟ هذا يعيد تعريف مصطلح العمل السريع “.

 

ابتسم سوبارو ورفع بإبهامه والوميض في عينيه عندما قادته رام إلى الطابق العلوي لأخذ قياساته.

– وهكذا ، مر نصف يوم.

بدا وكأن بياتريس اتفقت معه دون تفكير، وتحدثت بينما كانت يدها تمتد إلى أذن باك الأخرى. ظهرت عليها نظرة جميلة حيث شعرت أصابعها بفراء أذنيه.

“أنا متعب للغاية-!”

“ربما سيجعلني ذلك أبذل جهدًا أكبر في عملي كخادم، منطقي ، أليس كذلك؟ “

قالها سوبارو بينما استلقى على السرير بعد أن خارت كل قواه.

“ريم ، ريم. يبدو أن رأس ضيفنا العزيز قد تأثر قليلاً”.

لقد كان في غرفة الخدم التي أُعطيت له. من اليوم فصاعدًا،

 

 

حقيقة أنهم توقفوا عن إيقاظه قبل يومين جعلته مهملاً. التفكير في أن كلاهما سيزورانه في ذلك الصباح بالذات …

ستكون هذه الغرفة بمثابة مساحة سوبارو الشخصية وغرفة نومه كانت غرفة اقتصادية بها سرير رخيص ، ومكتب ، وكرسي ، لذا فقد كانت مختلفة كثيرًا عن غرفة الضيوف التي كان مريضًا فيها.

“أنا شخص  بسيط. أظن أن هذه مكافأة كافية بالنسبة لي”.

“حسنًا ، الأشياء باهظة الثمن حقًا خانقة ، لذلك هذا جيد …”

كان الأمر كما لو أن إيميليا كانت غاضبة منه إذ أنها ضربت الطاولة وأغلقت المسافة بينها وبين سوبارو.

دفن سوبارو وجهه في الوسادة حيث أدرك أنها بنفس تلك الرائحة الفاخرة التي شمها سابقًا  والآن بعد أن أنهى ساعات عمله،  سرعان ما غير سوبارو زيه الرسمي إلى بدلته رياضية إذ أنه ينوي النوم بالملابس التي اعتاد عليها.

 

“يا رجل ، لقد عملوا معي حتى آخر رمق يا لهذا العمل الشاق،  علمت الآن لمَ يبدو أبي والآخرون متفردين في عالم العمل، ناهيك عن كون ما جربته مجرد يوم واحد “.

“حسنًا ، أنا مهاجر غير شرعي نوعًا ما …”

أطلق سوبارو تنهيدة إعجاب صادقه من جسده المرهق، وعاد للتفكير في يومه الأول في العمل.

“ماذا ، أما زلتِ تعملين يا ريم؟  من الأفضل أن تتوقفي،  فالصباح يأتي بسرعة “.

بالتأكيد ، كان هناك الكثير من التفاصيل الصغيرة التي لم يكن يعرفها ، لكن مستواه السيء في العمل جعله يشعر بحزن عميق

نظرت الأختان التوأم ذات الشعر الوردي والأزرق إلى وجه سوبارو المصمم، مما شكل له صدمة عاطفية

قد تكون نعمة كون رام هي معلمته الشخصية

 

“قد تكون صريحة ومباشرة ، لكنها ألطف وأكثر تهذيبًا مما توقعت ، حقًا … آه؟”

أراد أن يفعل شيئًا حيال ما فعله بكل استطاعته، لكن – “آسف يا ريم. لقد وعدت إيميليا أن أخرج معها غدًا  لذا عليَّ أن أستيقظ مبكرًا وأنهي عملي بسرعة، لذا لا يمكنني فعل هذا الليلة … “

رفع سوبارو وجهه عن المخدة لدى سماعه طرقة الباب المفاجئة خلال ذلك، سمع صوتًا من اتجاه الباب.

” لن نستفيد إن نمت إلى فترة ما بعد الظهيرة”

”أنا ريم، سوبارو ، هل الوقت المناسب الآن؟ “

حقا يزعجك! “

“آه ، بالتأكيد. لا أقوم بفعل شيء غريب حاليًا، لذا ادخلي! “

لقد قضى الأيام الأربعة في التدريب كخادم واكتساب المعرفة العامة المتعلقة العالم. ومع ذلك فقد كانت الأولوية هي لمهامه كخادم، لذا كان فهمه للعام لا يزال ضعيفًا إلى حد ما.

“قولك هذا يجعل الأمر يبدو غريبًا حتى وإن لم يكن، سأدخل”

“إنها غريبة بعض الشيء ، لكن أعتقد أنها مجرد ساعة عادية، كيف أقرؤها؟ “

فتحت ريم الباب ودخلت الغرفة وهي لا تزال ترتدي زي الخدم لوهلة رفع سوبارو حاجبيه بسبب زيارة ريم المفاجئة، ولكنه فهم سببها بمجرد أن رأى السترة السوداء التي كانت في يديها.

– إذا الفتاة الجميلة التي عثر عليها في العالم الآخر كانت ملكة. هذه الكلمة وحدها أثبتت بقوة أن هذا العالم الخيالي حقيقي!.

“مهلًا، أيعني هذا أنك انتهيت بالفعل؟ هذا يعيد تعريف مصطلح العمل السريع “.

أما إيميليا…

“إنه ليس شيئًا كبيرًا كما لو كان خياطة سترة بأكملها كما أن الدقة ستكون أقل بعكس ما إن كانت سترة للسيد روزوال، لكن أظن هذا سيفي بالغرض”.

ترك روزوال ذلك اللقب يمر دون أن يعلق عليه. يميل سوبارو إلى استفزاز الآخرين، ولكن ذلك لن ينفع هنا.  اختفى الطعام الموجود في الأطباق واحدًا تلو الآخر قبل أن يدركون.

“هذا جعل الأمر يبدو وكأنك ، امم ، قمت بقص الزوايا فحسب؟”

“أكره الاعتراف بذلك، ولكنكِ قمتِ بعمل مذهل ..  بإمكان يدي وكتفاي التحرك بحرية … آه ، هل تبدو جيدة عليّ؟ “

لم ترد ريم إذ أنه أخذ السترة وفتحها بخفة وأدخل ذراعيه في الأكمام. منطقة إبطي السترة التي كانت ضيقة للغاية وكتفيه اللذان بالكاد يمكنهما الدوران ، لكن …

تحدثت ريم بعيون واسعة عندما نظرت للاثنين اللذين أوكلت إليهما مهمة التقشير إذ أنها كانت تحتاجها لتحضير وجبتها. كانت ريم تتمتع بيد بارعة، مما جعل طبخها يبدو وكأنه نوع من الأداء المصقول بعناية.

 

“من الصعب أن يتضح ذلك بما أن سيدهما روز-تشي موجود هنا.” قام سوبارو بمناداة الرجل المسؤول بلقب أشبه بلقب حيوان أليف «روز-تشي»!

“أكره الاعتراف بذلك، ولكنكِ قمتِ بعمل مذهل ..  بإمكان يدي وكتفاي التحرك بحرية … آه ، هل تبدو جيدة عليّ؟ “

“أنت لا … تعلم كم أنا ممتنة لك. لا يمكنني …أن أوفيك حق إنقاذ حياتي وكل ما فعلته، مع ذلك طلبت القليل! “

“إن دمجت هذه البدلة بقميصك الرياضي الرمادي لن ينتبه أحد للاختلاف في زيك”

“قالت: «أخذ سوبارو ينظر لي بنظرات منحرفة عندما كنا بمفردنا»… أيها الوحش”

“حسنًا ، لا تبدو هذه مجاملة. لا أظن أن بإمكاني قول الكثير! “

“يا إلهي ، من النادر رؤية بياتريس هنا. أليس من الرائع أن تشاركينا وجبة بعد هذه المدة الطويــلة؟ ”

كان ارتداء البدلة فوق القميص الرياضي مثلما وصفته ريم تمامًا الحقيقة أن عدم الضحك استنفذها جهدًا كبيرًا لكن…

 

“ماذا سنفعل بشأن الأرجل”

“حسنًا ، أنا فقط بحاجة لحل المشاكل واحدة تلو الأخرى،  أعني ، هذا هو المكان الوحيد الذي أعيش فيه، على كل حال إنه أمر ممتع ، فهمتِ؟ “

“الأرجل… آه ، تقصد السراويل. تبًا، لقد نسيت،  يمكننني تقصيرها بإبرة وخيط”.

“أوي، انهيت تقصير البنطال بينما كنا نتحدث. لقد فعلت ذلك بشكل صحيح ، أليس كذلك؟ “

“لقد أحضرت البعض معي،  هل علي تعديلها الآن؟ “

شاهدت إيميليا سوبارو وهو يشتعل حماسة بدل التعامل مع الأمور الأكثر أهمية وتمتمت بصوت منخفض، “على ما افترض، أيهما أقرب لنوعك المفضل من الفتيات … رام أم ريم؟”

لقد كان اقتراحًا حسن النية من جانب ريم. رغم أن كلماتها لم تكن مختارة بعناية، كان هذا أسلوبها لذا تجاهل الأمر

كان الدفء يغزو عقله وهو يتخيل جنة رقيقه ليتلاشى وعيه أخيرًا.

في كلتا الحالتين ، أراد سوبارو رد الجميل بطريقة ما.

” EMT (الآلهة المتمثلة بشكل إيميليا-تان)”

“حسنًا ، أعطيني الإبرة والخيط، سأنقل مهاراتي في الخياطة إلى مستوى جديد تمامًا اليوم! “

“واااااه!”

“أعلي توقع الكثير من الشخص الذي أظهر براعة يرثى لها خلال كفاحه لتقشير خضار العشاء اليوم؟”

“كلا، الجرح كبيرة لدرجة لا يمكن رؤية آثار العمل الشاق … لم أكن أعتقد أنني كنت من النوع الذي تكرهه الحيوانات …”

.”هيهي، اسخري منى كيفما شئتِ هيئي نفسكِ للصدمة القاسية! “

“تبًا ، التقليل من أهمية الشيء عدة مرات متتالية يجعل الأمر يبدو وكأنه

قررت ريم تسليم الأمر لسوبارو الذي وصلت ثقته عنان السماء، وأخرجت له عدة الخياطة من جيبها وأعطته إياها  أخذ العدة منها ليجد أن المحتويات تتوافق بشكل جيد مع ما يمكن أن يتوقعه.  وبيد متمرسة ، أدخل الخيط في الإبرة وشد أرجل البنطال على ركبتيه.

“معــكــم سيد القصر .. روزوال إل ميزرس، إن من دواع سروري أن تشعر بالأمان والراحة تحت سقفي ، ناتسكي سوبارو”.

” مم ، همممممممممممممم.”

كان لديه شعور سيء تجاه شيء ما. الحقيقة أنه أدرك الأمر في وقت سابق، لكن الأمر أصبح أخطر فأخطر كلما تعمق فيه.

أصدر سوبارو همهمات غنائية، أطلقت ريم تنهدات مليئة بالإعجاب:

قفز باك من على كتف إيميليا ليهبط على راحتي بياتريس الممدودتين. عندما أمسكت بياتريس باك احتضنته بلطف وأخذت تدور به من مكان لآخر.

“…انا مصدومة، لديك خبرة حقًا “.

 “لا داعي للقلق. ريم ، تعالي إلى هنا “.

حرك سوبارو الإبرة بطريقة سريعة ومرنة. قبل أن ينتهي من الهمهمة رفعه إلى أعلى

– وهكذا ، مر نصف يوم.

“حسنًا ، أنهيت إحدى الجوانب،  تمعني جيدا. قمت بخياطته بشكل جيد، أليس كذلك؟ “

“العلاقات المتناغمة شيء جميل. بصفتي سيد العمل أظن أن كل شيء سيسير على ما يرام طالما أنه لا وجود لأي مشاعر سيئة هنا، صحيـــح؟”

قام سوبارو برفع البنطال ليريها ما فعل. هزت ريم رأسها اعترافا بمهارته

“توقفي ، أنت تجرحين مشاعري!”

 

 

 

“آوه، فهمت .. عملية إقصاء إذن”

تحسن مزاجه لدى رؤيته ردة فعلها، ثم بدأ العمل على الجهة الأخرى عندما تحدث ريم فجأة.

نظر سوبارو  إلى روزوال بينما حاول تعديل رغبته ، ولكن الرجل أشار بيديه فوق رأسه بعلامة X.

“آه … سوبارو ، بالنسبة للمحادثة التي جرت بيننا في الظهيرة …”

من المؤكد أن تأخرها عن تأدية أي عمل سيؤثر على كل شيء، ومع ذلك نظرت رام إلى ريم، مشيرة إلى سوبارو قائلة: “ريم ، هل انتبهتِ لمظهر باروسو المثير للشفقة”

“همم ، في الظهيرة؟  ماذا حدث فيها؟ “

“حسنًا ، أعطيني الإبرة والخيط، سأنقل مهاراتي في الخياطة إلى مستوى جديد تمامًا اليوم! “

“آه … إرر ، إن كنت قد نسيت ، فلا بأس أبدًا.”

حسب الآداب، يجب أن يجلس الاثنان بعيدًا عن بعضهما لمنح حق الاستفادة الكاملة من طاولة الطعام لكل منهما

هزت ريم رأسها قليلاً أمام سوبارو ، الذي لا يزال محني رأسه قام بتضييق عينيه على رد فعلها، وتذكر أنهم ناقشوا موضوع تعديل شعره أثناء تحضير العشاء.

“قبلت شرطك – أنا موافقة على فكرتك.”

“أوه ، بشأن شعري،  ظننتها كانت مزحة،  ستفعلين ذلك؟ “

بالرغم من ضغط العمل قالت ريم: “سأعيد خياطة سترتك بين عشية وضحاها وأسلمها قبل الصباح بمجرد الانتهاء من ذلك.”

“لا ، أظن ما قلته لك كان وقاحة،  قد تكون زميلنا في العمل، ولكنك أيضًا منقذ السيدة إيميليا، لذا فإن مراتبنا مختلفة “.

“إذا ، أيتها الزرقاء .. ألا بأس عندكِ إن ناديتكِ بريم؟  هل طهوتِ هذا الطعام لنا؟”

“هذا النوع من السلوك المتشدد سيخرب أسلوبي … مهلًا، أهذا رأيكِ فيَّ؟”

“أووو يا إلهي،  أنت تبدو نشيطاً للغاية  هذا جيد ، جيد للغــــاية”.

تصريحها ، بأنها لا تستطيع معاملته كزميل عمل بسيط لأنهما مختلفين بقي عالقًا في إذنه

“تسريحتا شعركما وملابسكما متشابهة  بالرغم من أن شخصيتكما مختلفة ، لذا على الأقل اختارا ملابس مختلفة! …أو شيء من هذا القبيل. أعني ، ملابس الخدم تبدو جميلة عليكما ، وهي  تناسب توأمًا مثلكما”.

عندما رأى ريم وهي ترفع حاجبيها عند السؤال ، بدأ سوبارو في شد شعر رأسه.

قدمت إيميليا ملاحظة متأخرة.

“لأكون صادقة، أنا لست جيدة في فهم مثل هذه الأشياء آسفة … لجعلك تقلق بشأن ذلك. “

“ماذا تعنين”

“كلا، ما باليد حيلة،  أرجوكِ انسي ما جرى”.

أظهر روزوال ابتسامة متوترة للمرة الأولى، ولكن سوبارو رفع إصبعي السبابة اليمنى واليسرى وهزهما.

“لا يمكنني ترك ذلك يمر مرور الكرام،  هنالك أشخاص يتصرفون هكذا، عليَّ التعامل مع مثل هذا سواءً الآن أو لاحقًا… “

تغير اتجاه «شوتنق ستار» ليستهدف إبهام سوبارو عوضًا عن حبة البطاطس

وضع سوبارو يده على جبهته ، وخفض عينيه وهو ينظر إلى ريم.

لا يعرف شيئًا لا يسعني إلا الاعتقاد أنه نشأ في بيئة سيئة،  فهو حتى يفتقر إلى الثقافة العامة “.

لم تكن تشعر بالأسف الشديد على زلة لسانها حيث بدت متأثرة بنصيحة سوبارو. ساعده ذلك في تحديد ما سيقوله.

“كلا ، أنا بارعة في جميع الأعمال المنزلية ، بما في ذلك التنظيف وغسيل الملابس أكثر من أختي.”

رفع سوبارو إصبعه وهو يقدم اقتراحًا.

“البربري الحقيقي لا يجيب بـ «نعم» على هذا السؤال، ألا تعلمين ذلك؟”

“حسنًا ، سأخبركِ بشرطي الوحيد. إذا وافقتِ عليه ، سأنسى تمامًا ما قلته للتو “.

“لن تحصل على ذلك إلا بعد أن تتقن عملك الحالي.”

أغمضت ريم عينيها للحظة  قبل أن تومئ بنظرة استسلام. “أقلت .. شرط؟ فهمت، سأستمع لك “

“أشعر أن شجاعتك قد .. احم … لنعد إلى موضوعنا الآخر… سوبارو، أتعرف وضع هذه البلاد… مملكة لوجونيكا في الوقت الحالي؟ ”

ابتسم سوبارو ابتسامة متوترة إذ أنه لم يكن ينتظر ردة فعل كبيرة منها، ثم قال …

راقبت إيميليا سوبارو بصمت جانب كما لو كان وجهها مسحورًا بالمشهد الشبيه بالحلم.

“إن أصلحت شعري وقمت بتمشيطه قليلاً ، سأسامحك.”

“… ربما عليَّ أن أشفق عليك لإهانتي بهذا الشكل؟”

“…”

“حسنًا ، أنا فقط بحاجة لحل المشاكل واحدة تلو الأخرى،  أعني ، هذا هو المكان الوحيد الذي أعيش فيه، على كل حال إنه أمر ممتع ، فهمتِ؟ “

غير قادر على تحمل صمت ريم، رفع سوبارو صوته قليلًا ثم قال

كالعادة ، لم تتغير تعابير التوأم كثيرًا عندما تأوه سوبارو على الفراش. حاول التوأم ضبط أنفسهم قبل أن ينفجرا من الضحك

“صمتك يسبب لي نوعًا من الألم كما تعلمين.”

بعد أخذ القياسات، عاد سوبارو إلى رام في غرفة الملابس بينما ذهبت ريم في طريقها المنفصل.

عكست عيون ريم الزرقاء الشاحبة صورة سوبارو ثم تنهدت قليلًا  “لقد أوضحت لك السيدة إيميليا أن بإمكانك طلب ما تشاء، رغم ذلك لم تطلب سوى القليل يا سوبارو.”

“كلا أبدًا،  وددت إلقاء التحية قبل أن أخلد للنوم، كنت سأستسلم إن لم أنجح بعد ثلاثة محاولات، ولكني نجحت من المحاولة الأولى ..”

“هذا غريب، ظننت أننا سنتوافق بدلًا من أن تصدميني هكذا … “

أعطت بياتريس سوبارو نظرة كئيبة بينما كان يدغدغ باك ، لكن ما قاله سوبارو خفف من تعابيرها. كانت تتلاعب بلفائف شعرها الطويل وردت عليه بصراحة

“كما سمعت من أختي، لقد نظرت لي نظرة منحرفة عندما كنا بمفردنا، كنت مستسلمة لحدوث شيء أسوء من ذلك.”

عرف سوبارو عددًا قليلاً جدًا من الأشياء غير المريحة. لقد علمَ أنه لن يلقى خيرًا إن غادر القصر دون أي وسيلة لحماية نفسه.

“القذف شيء مروع !!”

“يا رجل ، لقد عملوا معي حتى آخر رمق يا لهذا العمل الشاق،  علمت الآن لمَ يبدو أبي والآخرون متفردين في عالم العمل، ناهيك عن كون ما جربته مجرد يوم واحد “.

كان سوبارو خائفًا من أن تتطاير الشائعات بسبب رام حتى تصل إلى إيميليا في وقت قصير سيتعين عليه إنشاء شريان حياة مباشر مع إيميليا قبل أن يحدث ذلك.

 

كان سوبارو يخطط لإجراءات مضادة لرام  في رأسه عندما أمسكت ريم بتنورتها.

“أنت  لغز محير بحق، أتيت إلى قصر ميزرس الواقع في أقصى مملكة لوجونيكا، لكنك لا  تعرف الظروف؟ من المدهش حقًا أنك تجاوزت حادثة العاصمة الملكية “.

“قبلت شرطك – أنا موافقة على فكرتك.”

قفزت بياتريس من مقعدها لتركض وتنورتها الطويلة تتطاير في الهواء.  كانت رؤية ابتسامتها اللطيفة تظهر كالوردة المتفتحة كفيلة بأن تنسيه «وقاحة» تلك الفتاة.

وهكذا قبلت ريم باقتراحه بانحناءة بسيطة

أبدت إيميليا وجهًا غاضبًا لدى سماعها جملة سوبارو وهي تتمتم ، “لا داعي للقلق بشأن هذ- …، آه يجب عليك تقديم نفسك إلى سوبارو.”

أثار تصرفها ضحك سوبارو وهو ينظر إلى يديه.

“شرطي في الخروج مع إيميليا هو إنهاء كل عملي. لذا ليس هناك معل محدد غدًا بعد الظهيرة، أو حتى باقي اليوم .. إن كنتِ ما تزالين تريدين فعلها … “

“أوي، انهيت تقصير البنطال بينما كنا نتحدث. لقد فعلت ذلك بشكل صحيح ، أليس كذلك؟ “

بالأخص الأشخاص الذين بدو أنهم مغرمون به كثيرًا.

بعد اكتمال العمل ، أمسكت ريم بالبنطال ورفعته مشيدة بمهارته …

… إذ أنه رأى أن الضمادة التي كانت على يده اليسرى قد اختفت.

“…أجل، لقد فعلت ذلك بشكل صحيح، تستحق علامة كاملة في الخياطة. لكن مثلك تمامًا ، أظنها لن تكون مهارة مفيدة يا سوبارو. “

تدقيق: @_SomeoneA_

كما لو أن أحدًا سكب ماءً باردًا عليه

قالت إيميليا: “إنه لأمر محزن أن تسمع هذا منا أولاً … على كلٍ، هذه الأمة ليست في أوج استقرارها حاليًا”.

“هاه؟! ظننت أننا توافقنا للتو؟! “

بنظرة راصدة منها تخلى سوبارو عن تمثيليته وقبل أن يتحدث تنهدت إيميليا من المحادثة الروتينية لكن ذلك لم يثني سوبارو عن الإبتسام لإيميليا

بفضل طبيعة سوبارو فقد اختفت تلك الأجواء المشحونة بينهما

“لكن العمل اليومي صعب، أليس كذلك؟”

أعاد سوبارو مجموعة الخياطة إلى ريم ثم لمس جبينه. “إذا ، بخصوص شعري … متى تريدين القيام بذلك؟ “من الصعب القيام بذلك اليوم، لأن الوقت متأخر جدا.”

“رائحة طبخكِ شهية، إنها منعشة!”

“هذا صحيح. أود إنجاز ذلك في أقرب وقت ممكن ، لكنني سأعمل في المساء لعدة أيام … لسوء الحظ. “

تحدثت ريم بعيون واسعة عندما نظرت للاثنين اللذين أوكلت إليهما مهمة التقشير إذ أنها كانت تحتاجها لتحضير وجبتها. كانت ريم تتمتع بيد بارعة، مما جعل طبخها يبدو وكأنه نوع من الأداء المصقول بعناية.

“علينا فقط تخصيص بعض الوقت إذا، يا رجل ، لقد مضى وقت طويل منذ أن قام أحد بتصفيف شعري! “

“من المخيف سماع شيء مثل «مدربة حيوانات» ربما عليكِ اختيار عبارات أخرى يا حضرة الرئيسة؟

لقد كان يقص شعره بنفسه منذ أن دخل المدرسة الإعدادية ، قبل خمس سنوات تقريبًا. لقد كان جيدًا بما يكفي للقيام بذلك دون استخدام المرآة.

“حظا موفقا.”

“حسنًا ، لقد تأخر الوقت، لذا أستأذن،  ستعمل في الصباح أيضًا،  هل يمكنك الاستيقاظ في الوقت المحدد بمفردك؟ “

“لا أريدك أن تظن أني من أزال الغشاء عن جهلك، حسنًا؟”

“بصراحة ، لست متأكدًا،  يمكنني الاستيقاظ بمفردي إن كانت لدي ساعة،  لكن لا يوجد شيء مثل ذلك هنا ، أو ربما لا؟ أليست عندكم ديكة أو ما شابه؟ “

 

ردًا على سؤال سوبارو غير المفهوم، تنهدت ريم وأخبرته بالحل الذي سينقذ حياته

“لا أستطيع النوم بجانب إيميليا تان ، لذا سأعود أيضًا.”

“… يبدو هذا صعبًا، لذا سأوقظك أنا أو أختي في الصباح.”

كان رأسه ثقيلًا بعض الشيء. ربما كان متعبًا من عدم اعتياده على حياته الجديدة بعد.

“حقًا؟  أشعر بالسوء لاعتمادي عليكم بدل الساعة، ولكن… “

“أين نوع من الكسولين تظنينني؟!”

” لن نستفيد إن نمت إلى فترة ما بعد الظهيرة”

“لا أحد يستخدم مصطلح  أخطاء جسيمة هذه الأيام … آداب المائدة ، هاه. إن من المتأخر نوعًا ما أن أتعلمها الآن، أليس كذلك؟ ”

“أين نوع من الكسولين تظنينني؟!”

“لا يمكنني التحكم في ذلك! هذا الأمر صعب على الرجل من عدة جوانب! “

“أتخيلك شخص قد ينام اليوم بطوله، صحيح؟”

أغمضت ريم عينيها للحظة  قبل أن تومئ بنظرة استسلام. “أقلت .. شرط؟ فهمت، سأستمع لك “

استغرق الأمر بعض الوقت حتى يدرك سوبارو أن هذه كانت مزحة وفقًا لأسلوب ريم.

ارتجفت أكتاف سوبارو قليلًا عندما أدرك فجأة لمستها الناعمة وتنفسها.

شكر سوبارو ريم لأنها رحبت بقبول اقتراحه. ثم غادرت الغرفة ملوحة بيديها حتى اختفت عن الأنظار

علق روزوال وهو ينظر باستهزاء إلى ذلك اللقاء اللطيف الذي يحدث في الحديقة بعينه الصفراء وحدها.

“أيا كان أسلوبهما في الكلام، فهما أختان بعد كل شيء، هاه.”

“لا يمكن لومهم على المرض والموت. لكن ماذا سيحدث لهذه البلاد إذا؟ إن لم يكن هناك سلالة ملكية ، فلماذا لا يشكلون نظامًا ديموقراطيًا وينتخبون رئيسًا؟ ”

كانت ريم مهذبة من الخارج وتطعن من الداخل. أما رام فتتصرف بتعجرف. لكن في الآن ذاته كانتا مراعيتين للغاية، وهو أهم صفة يريدها الشخص في زملاء عمله من وجهة نظر سوبارو.

“كان الأمر ليكون معضلة لو لم يكن الطعام جيدًا، لكنه لذيذ ، لذا لا توجد مشكلة. صحيح ، إيميليا-تان؟ ”

 

“حسنًا ، أنا مهاجر غير شرعي نوعًا ما …”

******

نظرت الأختان التوأم ذات الشعر الوردي والأزرق إلى وجه سوبارو المصمم، مما شكل له صدمة عاطفية

الفصل الثاني

الصباح الموعود صار بعيد المنال

 

” فوه ، كم أنت رائع يا باك. فراؤك هو الأفضل في العالم … “

 

ممثل عن كل الذين يدعمونها،  هكذا كان موقف الرجل أمام عينيه.

 

“إذن يا رام، لننتقل إلى الجزء الأهم، أتظنين أنه متورط؟”

10

“أنت تفعل هذا كل يوم كما تعلم.. وبالنسبة لموضوع الصدفة.. ألسنا نعيش تحت سقف واحد؟ “

 

لكن لحظتها أدرك سوبارو أن التطلع إلى الإساءة اللفظية أمر مريع!

-لاحقا.

“آوه، فهمت .. عملية إقصاء إذن”

” إذًا ، كيف أبلى سوبارو بعد كل ذلك؟”

لوهلة بدا وكأن قصر روزوال يهتز إثر سماع صيحتهم المشتركة “-بالطبع لا!!”

حل المساء بعد أن غربت الشمس وأخذ الهلال مكانه في قلب السماء عندما وصل التقرير السري

“تتمثل واجباتي اليومية في الحفاظ على الحديقة والفناء الأمامي والتحقق من المناطق المحيطة. عليَّ أيضًا المساعدة في إعداد الغداء في الثامنة حسب التوقيت الشمسي ، وغسل الأواني الفضية … يجب أن تساعدني ، باروسو”.

كانت غرفة كبيرة. في وسطها طاولة طويلة وكراسي لاستقبال الضيوف.  وعند التعمق بداخلها أكثر نجدها مؤثثة بمقعد فاخر ومكتب للمالك حيث يقوم بأعماله المكتبية. صنع المكتب من خشب الأبنوس وزين بالملاءات والريش

كان لديه شعور سيء تجاه شيء ما. الحقيقة أنه أدرك الأمر في وقت سابق، لكن الأمر أصبح أخطر فأخطر كلما تعمق فيه.

 

“ماذا سنفعل بشأن الأرجل”

فوقها أقلام مبعثرة وفنجان قهوة تنبعث منه رائحة طيبة.

بدا وكأن بياتريس اتفقت معه دون تفكير، وتحدثت بينما كانت يدها تمتد إلى أذن باك الأخرى. ظهرت عليها نظرة جميلة حيث شعرت أصابعها بفراء أذنيه.

كانت هذه الغرفة تقع في الجناح الرئيسي من الطابق العلوي حيث تتواجد غرفة مكتب السيد روزوال ل ميزرس الخاصة

“هل يمكنك توفير عبارتك عن الأغبياء هذه وإغلاق الباب حالًا، على ما افترض ؟! “

كان صوته أشبه بالهمس ولكنه وصل للشخص المقصود بسهولة  بالطبع وصل له

حاول سوبارو إخفاء ابتسامته الخجولة بينما حاول تحريك يده خلف ظهره والتي كانت إيميليا تحدق بها… اليد اليسرى التي تحملت وطأة إخفاقاته المتكررة في العمل.

فقد كان الجسد الصغير لرفيقة روزوال جالسًا على حجره مباشرة.

لقد كان مصطلحًا سمعه عندما استيقظ ذلك الصباح. لقد خمّن أن التوقيت الشمسي يشير إلى الوقت خلال النهار ، لكن …

“لقد مرت خمسة أيام منذ ذلك العرض وهو وقت كاف لنرى مدى تقــــدمه؟”

“…(تنهد). الآن أظن أني فهمت كيف أتعامل معك،  أنت من النوع الذي يتجاهل أي معلومة تعلمها عن أي شخص لذا دعنا ننتقل إلى جوهر حديثنا، ما رأيك؟ ”

“أظنه .. ليس بارعًا البتة”

“نعم ، نعم ، هل  نواصل تقديم أنفسنا؟ رام ، ريم “.

سمعت رام صوت سيدها في أذنها وهو يمسح شعرها الوردي. كان روزوال ورام الشخصين الوحيدين في الغرفة، ولم يكن هناك ما يشير إلى وجود “النصف الآخر” من التوأم ، ريم.

“راعيها هاه.”

ببساطة، حدث ذلك لأن التقرير اليومي متعلق هذه المرة بمسألة تعليم رام لسوبارو. بمجرد أن أعلنت رام أن سوبارو أن مستوى تعلم سوبارو سيء للغاية، صمت روزوال للحظة قبل أن يضحك

“التوقيت الشمسي  يقع عند جهة الرياح من الرقم صفر إلى ستة ، ثم يأتي وقت النار للستة التي تليه. وبعدها ننتقل إلى التوقيت القمري بدءًا من وقت الماء إلى الأرض، بما أنك لا تعلم مثل هذه الأشياء، هل أنت بربري أو ما شابه؟ “

“آه ، هذا صحيح. عديــم الفائدة تماما؟”

مدت إيميليا أطراف أصابعها وأعطت جبين سوبارو دفعة خفيفة. لم يستطع سوبارو الذي كان مجهدًا من العمل مقاومة طرف إصبع إيميليا ، مما جعله يسقط للخلف على العشب.

“باروسو  لا يمكنه فعل أي شيء على الإطلاق. إنه لا يجيد الطهي ، وهو أخرق في التنظيف ، وفكرة تكليفه بالغسيل تزعجني. لكنه ماهر بشكل غريب في الخياطةـ عدا ذلك، لا يمكن تركه يفعل أي شيء وحده “.

يبدو أن ثلاثتهم اتفقوا على المصطلح الذي لم يسمعوا به قبلًا  وأجابوا بأجللل! رفع سوبارو يديه وضرب كف كل واحد منهم  لقد بدؤوا يتوافقون جميعًا مع بعضهم

“وجوده في مكان به الكثير من الفتيات  أمر خطير أيضًا ، أليــــس كذلك؟”

كان في منتصف القاعة طاولة مغطاة  بقماش أبيض وقد وزعت عليها صحون المائدة بالفعل.  إن كان أحد تلك الصحون قد تم تخصيصه لسوبارو، فلابد أنه ذاك الواقع أدنى الطاولة.

لا يمكنه التحكم في نفسه في مثل هذا العمر، قالت رام ذلك بابتسامة متوترة وهي تنظر إلى سيدها وهي تفكر في تفاصيل الأيام الأربعة السابقة. خلال تلك اللحظة القصيرة، حتى الغريب كان بإمكانه رؤية الكآبة تعلو وجه رام الحيادي

“تعالي الى هنا…؟ هي لن تظهر حالًا فقط لأنك ناديـ …”

“من النادر رؤية هذه التعابير على وجهك أهو عديم القيمة؟ “ “لا فائدة ترجى منه أبدًا،  ليس الأمر أنه أخرق، بل كونه

لم يتلاءم ارتفاع وجنتيه مع الهالة الجادة المحيطة به

لا يعرف شيئًا لا يسعني إلا الاعتقاد أنه نشأ في بيئة سيئة،  فهو حتى يفتقر إلى الثقافة العامة “.

“لم يعد أحد يستخدم تعبير اللحم المفروم هذه الأيام.”

“لابد أن الأمر صعـــب عليه”

“تقصير أكمام الزي الرسمي ووضع الأزرار على المعطف جعلني أشعر أحصل على علامات أعلى، لكن هذا كل شيء.”

تعالت ضحكة روزوال تنهدت رام قليلًا ثم غيرت مكانتها بين ذراعي سيدها  وغاصت أكثر في أحضانه ربت على شعر رام الوردي بكفه.

لطالما شعرت إيميليا بأنها مدينة له. وأرادت أن ترد له الجميل بطريقة مناسبة.

“إذن يا رام، لننتقل إلى الجزء الأهم، أتظنين أنه متورط؟”

“بالطبع، ولكن ما هو التوقيت الشمسي الذي ذكرته؟”

رغم أنه لم يوضح ما يعنيه بكلمة متورط إلا أنها عرفت ما يريد سماعه. أغمضت رام عينيها وفكرت لبرهة.

—

“لا يمكنني استبعاد ذلك ، لكني أظن أنه احتمال ضعيف.”

“وجوده في مكان به الكثير من الفتيات  أمر خطير أيضًا ، أليــــس كذلك؟”

“هممم. لماذا؟”

كانت تلك الغرفة الخاصة تطل على حديقة القصر  في أحد أركانها رأى صبيًا أسود الشعر يتحدث ويضحك مع فتاة ذات شعر فضي. كما هي العادة، أجرى ذلك الشاب محادثة من جانب واحد ، لكن يبدو أن الفتاة لم تمانع.

“إن كان مميزًا لدرجة أن يتم إرساله لهذا المكان … فهو ليس مميزًا بالمعنى الحسن .. بل مميزًا بالمعنى السيئ .. باراسو نفسه مجرد  …”

كانت هذه هي الوظيفة الأولى لسوبارو ونظرًا لأنه كان يفتقر إلى المهارات في الأعمال المنزلية كالتنظيف والغسيل والطبخ  فقد كان عليه اكتسابها من عمله كخادم في قصر. ما يزال عالقًا في تقدير «C» في كل ما سبق

يبدو أن الكلمات التي تدفقت من فمها

“تدرس هاه… مهلًا،  لهذا اختفت عندما كنا نتحدث سابقًا؟ ”

كانت أشبه برد غير مباشر على سؤاله، فاستقبل روزوال إجابتها بابتسامة راضية. كانت ابتسامة السيد تقول: هذا منطقي تمامًا. بالرغم من أن الإبتسامة لم تكن بذلك الوضوح، إلا أن رام أدركت أن خديها كانا يحترقان رغم ذلك.

 

“فهمت، أتفق معك ..  بمعنى آخر هو مجرد وجه خير عابر “.

بعد مشاهدة ما حدث، كان أول من وقف هي الفتاة ذات الشعر المجعد – بياتريس.

بينما كان روزوال يتحدث، أصدر الكرسي صوت صرير عند تحركه ليتم تحريكه حتى أصبح عكس المكتب باتجاه النافذة الكبيرة التي يدخل من خلالها ضوء القمر.

“واااااه!”

حافظ روسال على ابتسامته ونبرة صوته كما هي.

“حسنا ، بالإضافة إلى ذلك”

“إن دمجت هذه البدلة بقميصك الرياضي الرمادي لن ينتبه أحد للاختلاف في زيك”

تلألأت عينا روزوال الملونة بشكل غريب ثم ارتفعت زوايا شفتيه في المشهد الذي أمام

 

“برأيي هو شخص لا ينحني بسهولة.”

“ليس سيئا، ليس سيئا على الإطلاق. أستطيع فعل ذلك. بعد خروجي من الحمام مباشرة ، أبدو أكثر إثارة بنسبة خمسين في المائة في المرآة. أشعر أن هذا سينجح! “

كانت تلك الغرفة الخاصة تطل على حديقة القصر  في أحد أركانها رأى صبيًا أسود الشعر يتحدث ويضحك مع فتاة ذات شعر فضي. كما هي العادة، أجرى ذلك الشاب محادثة من جانب واحد ، لكن يبدو أن الفتاة لم تمانع.

“أختي أختي!  إنه يحيينا كما لو أنه يعرفنا بطريقة ما “. “ريم ، ريم. إنه يحيينا بطريقة لطيفة للغاية “.

“ياله من تألــــــــق!!  لم يعد لدي مثل هذا الشغف “.

كان سوبارو لا يزال مفعمًا بالحيوية بسبب الموعد الذي اتفقا عليه، لذا خرج سوبارو بينما كانت بياتريس تحدق به. لكن في اللحظة التي سبقت إغلاق الباب ظن أنه سمع صوتًا يتحدث بصدى وحيد.

كانت كلماته أشبه بمناجاة ، لكن رام نظرت إلى عيني روزوال عن قرب وهي ترد.

“إن كان هذا الرجل هو المتفائل الوحيد، ألا يعني هذا الكثير، على ما افترض ؟ بالنسبة لي فأنا أنتظر باك، باك وحده!”.

“النساء يسعدن عندما تتم ملاحقتهن.”

“أنا شخص  بسيط. أظن أن هذه مكافأة كافية بالنسبة لي”.

لكن على عكس البريق في عينيها ، ضاقت عينا روزوال في نظرة غاضبة.

“ريم ، ريم. يبدو أن رأس ضيفنا العزيز قد تأثر قليلاً”.

“يبدو أنكِ تراقبين سوبارو أكثر مما ظننت؟”

ولكن عندما نظر سوبارو بخجل إلى تعابير إيميليا …

“… إنه ليس جيدًا على الإطلاق ، لكنني لا أفكر به بشكل سيئ. إنه لا يعرف شيئًا متعلقًا بالعمل ولكن يمكن تعليمه كل ما لايعرفه “.

“لا تقلقي ، لن أقول شيئًا. يحولنا هذا الشعور جميعًا إلى أغبياء … “

رداً على عدم الرضا في عيني رام وصوتها البارد ، استخدم روزوال يده التي كان يربت بها شعرها ليداعب خدها. بدت “رام” مسحورةً لدرجة عدم القدرة على الكلام بينما كان روزوال يتفكر في ردها.

“أفهم أن إيميليا تان مرشحة لتصبح ملكة ، لكن ماذا عن هذا العمل الذي تقوم به لدعمها؟”

كان من النادر أن تتحدث رام عن الآخرين هكذا،

 

كانت نصيحتها غير المباشرة لسيدها تقول ، دعنا نتعرف عليه بشكل أفضل. يبدو أن الخادمتين كانتا مغرمتين بالشاب ذو الشعر الأسود. فكرت روزوال بذلك بإيماءة  تملؤها الحماسة.

لو لم يفكر روزوال في شيء من هذا القبيل ، فلا شك في أنه كان سيتعرض للإهانة الشديدة. ولكن على النقيض من مشاعر سوبارو المحرجة حيال ذلك ، “إذا، سيكون الأمر مثلما طلبت- أرجو أن نتأقلم مع بعضنا البعض بهدوء”.

“بناءً على موقفي ، أظن أن علي التغاضي عن الأمر، صحييييح؟”

 

علق روزوال وهو ينظر باستهزاء إلى ذلك اللقاء اللطيف الذي يحدث في الحديقة بعينه الصفراء وحدها.

لقد كان ملمس شعر إيميليا ناعمًا كالحرير. وقد سحره ذلك الملمس بطريق مختلفة تمامًا عن فرو باك

“كلاهما كالأطفال،  لن يحدث أي شيء” “لديك وجهة نظر.”

لحظتها  أغلقت بياتريس الباب وراءها هي والقطة.

ملأت الضحكات الخافتة الغرفة  بينما كانا يسحبان الستارة ليغلقا النافذة المطلة على اللقاء بين الصبي والفتاة.

“هذا ما يبدو.”

لم يتمكن القمر حتى من رؤية ما حدث بعد ذلك

“بناءً على موقفي ، أظن أن علي التغاضي عن الأمر، صحييييح؟”

 

ترجمة فريق: @ReZeroAR

11

“حسنا ، بالإضافة إلى ذلك”

 

“ه- هذا صحيح. يبدو أنك تقضي وقتًا طويلاً في تعلم كيفية العمل في القصر … أنت تعمل بجد ، هاه؟ “

مع بقاء القمر في وسط السماء المظلمة ، كانت قلب سوبارو مليئًا بالتفاؤل.

صدم اقتراح رام المفاجئ كلًا من سوبارو وريم. أمعنت رام النظر بعينيها الحمراوين إلى أختها لتخفض نبرة صوتها قليلاً.

قام بتمديد طيات أكمام قميصه ونظر إلى انعكاسه في زجاج النافذة لقد مرت أربعة أيام بالفعل منذ أن ارتدى هذه الملابس، لذا فقد حان وقت الاعتياد عليها في نظره

الفصل الثاني الصباح الموعود صار بعيد المنال  

“ليس سيئا، ليس سيئا على الإطلاق. أستطيع فعل ذلك. بعد خروجي من الحمام مباشرة ، أبدو أكثر إثارة بنسبة خمسين في المائة في المرآة. أشعر أن هذا سينجح! “

 

ما إن كانت نسبة 50 بالمائة صحيحة أم لا فهذا غير مهم، لقد كان الأهم بالنسبة له هو طمأنة نفسه.

جعلت كلماتها سوبارو يميل برأسه.

في محاولة لإحاطة نفسه بهالة جذابة أخذت سوبارو نفسًا طويلاً وضحلاً ثم تقدم إلى الأمام. كان يسير على العشب الذي تم قصه مؤخرًا في الحديقة ، متجهاً إلى زاوية مغطاة باللون الأخضر تصطف

“… في الليل؟”

 

“هاه؟! ظننت أننا توافقنا للتو؟! “

على جانبيه أشجار طويلة، وهو المكان الذي كانت فيه ضوء القمر أكثر روعة.

“لا بأس فقد قلمت ليا أظافري بالفعل”

جلست هناك فتاة ذات شعر فضي يتلألأ تحت ضوء القمر بينما أحاط بها ضوء شاحب.

لقد كانت أهداف سوبارو وإيميليا في التعلم مختلفة. لذا فإن من الفظاظة مقارنة الضغط الذي على عاتق كل منهما

عرفت سوبارو أن ذلك الوهج الشاحب الذي يشبه اليراعات ظهر بسبب الأرواح.  أضافت هذه المعلومة سحرًا خاصًا على المشهد الذي أمامه ليأسر قلبه كالشيطان الذي يتلبس بالمرء رافضًا تركه توقف عن غير قصد في مكانه  ليلتقط أنفاسه.

رفع سوبارو إصبعه وهو يقدم اقتراحًا.

فتحت تلك الفتاة عيناها المغلقتين بعد أن استشعرت وجوده على الأرجح.  زاد بريق جوهرتا الجمشت على مرأى من سوبارو الذي اقترب.

“إيه ؟!”

“اوه مرحبا. يا – يالها من صدفة .. لقاؤك هنا؟ “

 

“أنت تفعل هذا كل يوم كما تعلم.. وبالنسبة لموضوع الصدفة.. ألسنا نعيش تحت سقف واحد؟ “

لم يرد البكاء أمام الذين كانوا ينظرون له كشخص غريب

بنظرة راصدة منها تخلى سوبارو عن تمثيليته وقبل أن يتحدث تنهدت إيميليا من المحادثة الروتينية لكن ذلك لم يثني سوبارو عن الإبتسام لإيميليا

بعد ذلك، أثار سوبارو موضوعًا كانت إيميليا قد فتحته قبل دقائق معدودة

“سماع عبارة «تحت سقف واحد» يصيبني بالقشعريرة حقًا …” “إن كلمة قشعريرة تصيبني بارتعاشة أسفل ظهري  نوعًا  ما ، أنا لا أحب تلك الكلمة. “

كانت نصيحتها غير المباشرة لسيدها تقول ، دعنا نتعرف عليه بشكل أفضل. يبدو أن الخادمتين كانتا مغرمتين بالشاب ذو الشعر الأسود. فكرت روزوال بذلك بإيماءة  تملؤها الحماسة.

خلال تحديق إيميليا به، لمس سوبارو خده بإصبعه وجلس بجانبها كما لو كان أمرًا عاديًا. كانا على بعد ثلاثة أذرع فحسب مما يدل على أن الإحساس بالمسافة بينهما قد قل.

“لقد بدوتِ فخورة بقول ذلك. اللعنة ، راقبي فحسب ،  سيلقنك نصلنا المحبوب «شوتنق ستار» درسًا قاسيًا! “ بكل إحباط، حمل السكين وأمسك بالمقبض الخشبي بإحكام. لقد كانت سكين تقشير عادية تمامًا ، ولكن اعتبارًا من اليوم فصاعدًا ، ستكون «شوتنق ستار» سكين سوبارو الثمينة.

لم تهتم إيميليا بذلك فقد اعتادت أن يجلس سوبارو بجانبها.

أصدر سوبارو همهمات غنائية، أطلقت ريم تنهدات مليئة بالإعجاب:

 

عندما ضحك روزوال ، شعر سوبارو أن براعم القلق داخل صدره

بين طقوسها الصباحية وأوقات الوجبات ، كان جلوسه بجانبها أمرًا تعتبره الآن مفروغًا منه.

قفزت بياتريس من مقعدها لتركض وتنورتها الطويلة تتطاير في الهواء.  كانت رؤية ابتسامتها اللطيفة تظهر كالوردة المتفتحة كفيلة بأن تنسيه «وقاحة» تلك الفتاة.

لم يكن من الواضح ما إذا كانت تسمح بذلك بصمت أو تتوقف ببساطة عن منعه، ولكن في كلتا الحالتين ، كان سوبارو سعيدًا بقربه منها.

“تبًا، آسف! “

“إذا، ماذا تفعلين”

جعلت كلماتها سوبارو يشعر وكأنه أهان الجنة بأكملها.

“همم؟ امتداد لروتين الصباح. يمكنني مقابلة معظمهم في الصباح ، لكن يمكنني مقابلة بعضهم في الليل فقط ، لذلك … “

كانت هذه الغرفة تقع في الجناح الرئيسي من الطابق العلوي حيث تتواجد غرفة مكتب السيد روزوال ل ميزرس الخاصة

أومأ سوبارو برأسه رداً على ذلك ، وقبل ببساطة رد إيميليا.

“القذف شيء مروع !!”

لقد اعتاد أخيرًا على العيش في عالم يُقاس فيه الوقت بـ “النهار” و “الليل”.

“حسنًا ، كان يجب أن تنفضي الغبار عنها بشكل أفضل إذن !! لا يفترض بكِ إدخال القطط إلى المكتبة أصلًا! ماذا لو خدشت بمخالبها أغلفة الكتب”

بالمناسبة ، كانت الحياة اليومية هنا أشبه بفترة أربع وعشرين ساعة كما يتوقعه المرء. إن العيش وفقًا لساعة الجسم الداخلية يجلب إحساسًا بالهدوء لا مثيل له.

شاهدت إيميليا سوبارو وهو يشتعل حماسة بدل التعامل مع الأمور الأكثر أهمية وتمتمت بصوت منخفض، “على ما افترض، أيهما أقرب لنوعك المفضل من الفتيات … رام أم ريم؟”

لقد قضى الأيام الأربعة في التدريب كخادم واكتساب المعرفة العامة المتعلقة العالم. ومع ذلك فقد كانت الأولوية هي لمهامه كخادم، لذا كان فهمه للعام لا يزال ضعيفًا إلى حد ما.

تذكر سوبارو الوعد الذي قطعه مع إيميليا في الليلة السابقة عندما استيقظ  “هذا صحيح ، ناتسكي سوبارو- اليوم هو اليوم الموعود، هيا إلى العمل!”

“لقد جعلني العمل أنظر بشكل مختلف إلى أيام دراستي وعطلتي الأسبوعية …”

“إررر، فقط أمثالي ممن هم ذوي تعليم محدود لذا لا تقلقي،  سأكون ممتنًا إن أطلعتموني على كل ما ينقصني “.

لطالما كان سوبارو يستخف بمدربته المتقشفة خلال الأيام الأربعة الماضية. لكن مثل هذه التعليقات التي هي من طرف واحد  ما زالت تعزز المحادثات الودية التي يجريها مع إيميليا في الليل.

“… كنتِ تحدقين في باروسو بسبب قصة شعره ، صحيح؟”

راقبت إيميليا سوبارو بصمت جانب كما لو كان وجهها مسحورًا بالمشهد الشبيه بالحلم.

“فهمممت … قيمة السيدة إيميليا تتجاوز كل ما أملك بالفعل،  لذا فالأفضل أن تطلب مكافأتك مني أنا بصفتي  الراعي لها ، أليس كذلك؟ “

علقت إيميليا فجأة فقد كان من النادر ألا يجد ما يقوله ..

“إنه ليس شيئًا كبيرًا كما لو كان خياطة سترة بأكملها كما أن الدقة ستكون أقل بعكس ما إن كانت سترة للسيد روزوال، لكن أظن هذا سيفي بالغرض”.

“ليس من الممتع مشاهدتها ، أليس كذلك؟”

“بالمناسبة ، توجد هنا ملابس لروز-تشي و وإيميليا-تان ، لكني لا أرى أي فساتين لك  أو لرام ، أو للولي. أهي في غرفة أخرى؟ “

طريقة إيميليا التي بدت وكأنها اعتذار جعلت سوبارو يجلس ويهز رأسه.

“ألم تكن الجولة شيئًا كانت إيميليا تان ستفعله؟ “

“ناه ، لن أشعر بالملل أبدًا لوجودي معك ، إيميليا-تان.” “ما-“

“إررر، فقط أمثالي ممن هم ذوي تعليم محدود لذا لا تقلقي،  سأكون ممتنًا إن أطلعتموني على كل ما ينقصني “.

جعل هذا الاعتراف إيميليا تلتقط أنفاسها بينما احمر خديها خجلًا. رؤية وجه إيميليا محمرًا من الهجوم المفاجئ جعل أذنا سوبارو تتحولان إلى اللون الأحمر.

“لا يمكنني ترك ذلك يمر مرور الكرام،  هنالك أشخاص يتصرفون هكذا، عليَّ التعامل مع مثل هذا سواءً الآن أو لاحقًا… “

فبعد كل شيء ، كانت العبارة التي قالها للتو هي الحقيقة.  واصل سوبارو حديثه سريعًا كما لو كان يحاول إخفاء احمراره.

أعطت بياتريس سوبارو نظرة كئيبة بينما كان يدغدغ باك ، لكن ما قاله سوبارو خفف من تعابيرها. كانت تتلاعب بلفائف شعرها الطويل وردت عليه بصراحة

“آه ، أعني ، لم تتح لنا الفرصة للجلوس والتحدث لعدة أيام ، صحيح؟”

“مهلًا، أيعني هذا أنك انتهيت بالفعل؟ هذا يعيد تعريف مصطلح العمل السريع “.

أومأت إيميليا برأسها موافقة

غيّر خطاب سوبارو الصغير تلك النظرات التي اعتلت وجوه الجميع.

“ه- هذا صحيح. يبدو أنك تقضي وقتًا طويلاً في تعلم كيفية العمل في القصر … أنت تعمل بجد ، هاه؟ “

قام  روزوال من مقعده أيضًا، ناظرًا إلى سوبارو من ارتفاعه المتفوق. بدت إيميليا قلقة وهي تراقب سوبارو روزوال وهما يحدقان في بعضهما البعض.

“سماع هذا يجعلني سعيدًا جدًا لدرجة أني أريد أن أبكي …”

“غياها!”

بينما كانا يتألقان في مثل هذا المشهد،  رميا كل ما كانا يتحدثان به في حفرة عميقة ليتمتعا بهذه اللحظة حلوها ومرها.

أراد أن يفعل شيئًا حيال ما فعله بكل استطاعته، لكن – “آسف يا ريم. لقد وعدت إيميليا أن أخرج معها غدًا  لذا عليَّ أن أستيقظ مبكرًا وأنهي عملي بسرعة، لذا لا يمكنني فعل هذا الليلة … “

كانت تقييمات عمل سوبارو خلال الأيام الأربعة قاسية نوعًا ما، وحتى لو تمكن بطريقة ما من رشوة رؤسائه ، فلن يغير ذلك تقييمه “عديم الفائدة تمامًا”.

 

كانت هذه هي الوظيفة الأولى لسوبارو ونظرًا لأنه كان يفتقر إلى المهارات في الأعمال المنزلية كالتنظيف والغسيل والطبخ  فقد كان عليه اكتسابها من عمله كخادم في قصر. ما يزال عالقًا في تقدير «C» في كل ما سبق

“يجب أن تدعها تفعل ما قالته بشعرك إذا. يدا ريم موهوبتان بالفطرة، أؤكد لك “.

“تقصير أكمام الزي الرسمي ووضع الأزرار على المعطف جعلني أشعر أحصل على علامات أعلى، لكن هذا كل شيء.”

قام  روزوال من مقعده أيضًا، ناظرًا إلى سوبارو من ارتفاعه المتفوق. بدت إيميليا قلقة وهي تراقب سوبارو روزوال وهما يحدقان في بعضهما البعض.

“إذن فأنت مميز في مجال واحد فقط.”

“رائع. حسنًا ، هيا إلى تبديل الملابس! أظن أن الزي الرسمي يناسبني كثيرًا. هيا لنجعل مني شخصًا راقيًا ونبيلاً “

“حسنًا ، حاولت أن أكبر لأصبح شخصًا ذو جسد رياضي عوضًا عن أن أتحول إلى شخص مسطح أو سمين، لذا تعلمتها…”

“لمَ صححت لنفسك عدة مرات…؟ و ، آه ، أنا … “

كانت مهارة سوبارو في الخياطة ناتجة عن تربية والديه ، لكنه أيضًا تساءل عما كانوا يفكرون فيه في ذلك العالم.

تغير اتجاه «شوتنق ستار» ليستهدف إبهام سوبارو عوضًا عن حبة البطاطس

إيميليا ، التي لم تكن تعرف تأمل سوبارو ، أثنت بصدق على ثقته بنفسه.

“أكره الاعتراف بذلك، ولكنكِ قمتِ بعمل مذهل ..  بإمكان يدي وكتفاي التحرك بحرية … آه ، هل تبدو جيدة عليّ؟ “

“فهمت، أهذا هو الوضع..  أنا سعيد لأنك تبرع في شيء ما أيضًا “.

“أنا متعب للغاية-!”

ابتسم سوبارو ابتسامة متضاربة عندما رأى إيميليا سعيدة لأجله.

الطريقة التي نظرا بها إلى سوبارو. اختفت الألفة التي كانت في الليلة السابقة وعادو لمعاملته كشخص مختلف تمامًاـ  ثم أتته الصفعة الحاسمة في وجهه

” ليس الأمر كما لو أنكِ كنت مروعًا في أداء المهمات الأخرى. قد يبدو أن رام وريم يخفيان ذلك، ولكنهما يمدحانك كما ترى … “

“أنت تفعل هذا كل يوم كما تعلم.. وبالنسبة لموضوع الصدفة.. ألسنا نعيش تحت سقف واحد؟ “

“حقًا؟  إذن، فقد أثبت نفسي عند أولئك الذين يفوقونني خبرة؟  لذا ، ماذا ، جرح نفسي بالسكين ، وتحطيم الدلو ، وإفساد الغسيل ، كل هذا زاد من قوة علاقتي؟! “

اشتعلت أنفاس سوبارو.  بينما أمالت إيميليا رأسها قليلا وهي تراقب.

“أظن أن عليك التفكير في ذلك قليلاً.”

“أكره إزعاجك وأنت منتشي بالسكر ، ولكن هل يمكنك إخباري بالمزيد؟”

ابتسمت إيميليا ابتسامة متألمة في سوبارو مشيرة إلى إخفاقاته الكبيرة. ضاقت عيناها البنفسجيتان برفق ، ناظرة إلى سوبارو ، تفحصه بعناية من مسافة قريبة.

“الملابس الرسمية ، والمكررة ، وذات الجودة العالية … ألديك مشكلة مع أي منها؟”

“لكن العمل اليومي صعب، أليس كذلك؟”

“أنا لست إيميليا-تان ، لذلك لن أترك الفضول يسيطر علي”

“صعب للغاية ، صعب جدًا. لدرجة أنه يجعلني أريد أن أستلقي على ذراعي إيميليا تان

بينما كان روزوال يتحدث، أصدر الكرسي صوت صرير عند تحركه ليتم تحريكه حتى أصبح عكس المكتب باتجاه النافذة الكبيرة التي يدخل من خلالها ضوء القمر.

 

بالرغم من ارتباك سوبارو، قام روزوال بتعديل طية سترته الكبيرة أثناء حديثه.

وصدرها وحجرها لأشفي نفسي من هذا الجهد المضني “.

ألصق سوبارو إصبعه المقطوع في فمه وهو يشتكي ، وينتفخ خديه بينما يملأ الطعم المعدني فمه.

“أجل أجل،  ما دمت تلقي النكات فلابد أنك بخير “.

لقد كانت أهداف سوبارو وإيميليا في التعلم مختلفة. لذا فإن من الفظاظة مقارنة الضغط الذي على عاتق كل منهما

مدت إيميليا أطراف أصابعها وأعطت جبين سوبارو دفعة خفيفة. لم يستطع سوبارو الذي كان مجهدًا من العمل مقاومة طرف إصبع إيميليا ، مما جعله يسقط للخلف على العشب.

“إذن يا رام، لننتقل إلى الجزء الأهم، أتظنين أنه متورط؟”

أطلق تنهيدة لطيفة لأنه شعر ببرودة العشب المهدئة وحدق في السماء المليئة بالنجوم. كون العالم بلا أضواء المدينة جعل سوبارو يقدر جمال النجوم والقمر في السماء أكثر من أي وقت مضى.

كانت بياتريس تبدو متعبة وهي تلعب بإحدى لفائفها. وعندما وقفت أصابعها،  ارتدت اللفافة المرنة وأعادت اللف بطريقة عكسية  أدهش ذلك المشهد سوبارو للغاية.

“- القمر جميل جدًا ، أليس كذلك؟”

“ظننت أن قصة الشعر هذه أفضل بكثير من السابقة، على الرغم من …”

“هناك بعض الأماكن التي لا يمكنك الوصول إليها ، أليس كذلك؟”

كان لديه شعور سيء تجاه شيء ما. الحقيقة أنه أدرك الأمر في وقت سابق، لكن الأمر أصبح أخطر فأخطر كلما تعمق فيه.

“لم أقصد ذلك حرفيًا، كيف لكِ تحطيمي هكذا؟!” “ماذا ، هل قلت شيئًا سيئًا؟”

حقا يزعجك! “

باءت محاولة إنشاء سوبارو محادثة رومانسية بالفشل بسبب اختلاف الثقافات بين العالمين. ضغط بيده على قلبه ليُظهر اعتذاره لإيميليا المذهلة.

-لاحقا.

“آه…”

“حسنًا، هذا ليس شيئًا كنت أحاول إخفاءه. لقبي في مملكة لوجونيكا هو… أفترض أنني سيد المناطق الخارجية ، لكن يمكن التعبير عن دوري بٍ … ربما وصف ساحر المحكمة يناسبني؟ “

“أوه ، اللعنة! كنت أحاول إخفاء ذلك … “

“حسنًا ، حاولت أن أكبر لأصبح شخصًا ذو جسد رياضي عوضًا عن أن أتحول إلى شخص مسطح أو سمين، لذا تعلمتها…”

حاول سوبارو إخفاء ابتسامته الخجولة بينما حاول تحريك يده خلف ظهره والتي كانت إيميليا تحدق بها… اليد اليسرى التي تحملت وطأة إخفاقاته المتكررة في العمل.

جعلت كلمات سوبارو المباشرة علامات الصدمة تعتلي وجه إيميليا ليتصبغ بعدها باللون الأحمر

مد سوبارو لسانه في محاولة للتستر على موضوع يده، لكن إيميليا خفضت عينيها بنظرة جادة.

“تكادان تنتهيان؟”

“إذن، يعمل الجميع بجد أيضًا.”

إيميليا  التي اعتادت على سخافة سوبارو تدحرجت فوق العشب وتمددت وهي تنظر إلى السماء.

بدت همهمة إيميليا أشبه بانتقادها لنفسها.

لم تتمكن تلك الفتاة -بصوتها مرتبك عند رد سوبارو عليها-  من إنهاء جملتها أبدًا. رغم إدراك سوبارو لتوقفها غير الطبيعي في الكلام إلا أنه دفعها الاستمرار ، ولكن …

عرف سوبارو بصمت ما كانت تفكر فيه إيميليا وهي تتحدث عن نفسها هكذا.

ابتسم سوبارو ورفع بإبهامه والوميض في عينيه عندما قادته رام إلى الطابق العلوي لأخذ قياساته.

لم يكن سوبارو الوحيد التي تتعلم شيئًا ما في قصر روزوال كانت إيميليا في منتصف استيعاب مجموعة متنوعة من الأشياء التي كان عليها أن تتعلمها كمرشحة ملكية.

عندما نظر سوبارو إلى ريم أشارت له بعلامة الثعلب بأصابعها  لم يعرف سوبارو ما تعنيه العلامة ، ولكنه ظن أنها قد تكون نسخة هذا العالم  من علامة peace التي تصنع بالأصابع.

لقد كانت أهداف سوبارو وإيميليا في التعلم مختلفة. لذا فإن من الفظاظة مقارنة الضغط الذي على عاتق كل منهما

“يزعجني هذا الاسم «لولي» في كل مرة أسمعه فيها! وللإجابة على سؤالك ، فإن فكرة أني «ضحية بريئة» تزعجني كثيرًا، لمَ لا أموت وأرتاح منك، على ما افترض؟ “

لابد أن حمل مثل هذه الأعباء الثقيلة أمر. قد تكون إيميليا تحمل في مخاوف لا تستطيع مناقشتها مع أي أحد.

4

بعد فترة، طرحت إيميليا سؤالاً. “… ماذا لو ألقيت عليه تعويذة شفاء؟”

“لن تحصل على ذلك إلا بعد أن تتقن عملك الحالي.”

 

لو لم يفكر روزوال في شيء من هذا القبيل ، فلا شك في أنه كان سيتعرض للإهانة الشديدة. ولكن على النقيض من مشاعر سوبارو المحرجة حيال ذلك ، “إذا، سيكون الأمر مثلما طلبت- أرجو أن نتأقلم مع بعضنا البعض بهدوء”.

“لا ، لا بأس. أفضل عدم معالجته وتركه هكذا “. “لماذا هذا؟”

صاحت الفتاة متعجبة  بينما أصدرت القطة الرمادية صوتًا آخر

“مم ، من الصعب أن أصفها بالكلمات … إنها نوعًا ما علامة على كوني أعمل بجد”

ولكن عندما فتح الباب مرة أخرى، استقبلته غرفة فارغة  لقد قام الممر بتفعيل سحره.

ظن سوبارو أن مثل هذه العبارات النموذجية يفترض ألا تخرج منه إذ أنه كان يشد على يده بقوة متألمًا

“حسنًا ، لقد تأخر الوقت، لذا أستأذن،  ستعمل في الصباح أيضًا،  هل يمكنك الاستيقاظ في الوقت المحدد بمفردك؟ “

“لا أمانع أن أبذل قصارى جهدي في العمل ، أن اصبح قادرًا على فعل الأشياء التي لم اكن اجيدها .. ليس بذلك السوء،  إنه صعب ، إنه صعب حقًا ، لكنه ممتع نوعًا ما. أعني أن رام وريم صارمتين للغاية، ولولي مزعجة ، وقد رأيت أشياء مختلفة في روزتشي عما كنت أعتقد، ومع ذلك … “

“لمَ هي هنا إذا؟!”

“قد يشعر روزوال بالكدر إن أخبرته بذلك.” “لا أحد يستخدم كلمة الكدر هذه الأيام …”

لقد اعتاد أخيرًا على العيش في عالم يُقاس فيه الوقت بـ “النهار” و “الليل”.

كان سوبارو عازمًا على تغيير المحادثة لذا قال ذلك ثم  وقف على قدميه كما تقف الدمية المحشية بالنابض، ورفع يده اليمنى إلى جبينه في تحية منمقة  لإيميليا.

مع نهاية اللقاء غير المتوقع مع بياتريس، استخدم سوبارو غرفة خلع الملابس لارتداء ملابس الخادم التي قدمتها له رام. كان الزي عبارة عن قميص أبيض مع سترة سوداء وبنطال بنفس اللون والذي لم يخالف الصورة التي رسمها سوبارو عن زي الخادم تكمن المشكلة في شيء آخر.

“حسنًا ، أنا فقط بحاجة لحل المشاكل واحدة تلو الأخرى،  أعني ، هذا هو المكان الوحيد الذي أعيش فيه، على كل حال إنه أمر ممتع ، فهمتِ؟ “

“مهلًا، بجدية!! ماذا سيحدث لو لم تستعيديه؟! من الخطير حقًا .. إضاعة مثل ذلك الشيء، أليس كذلك؟! ألا يمكنهم إعطائك واحدًا آخر؟! ”

في عالمه الأصلي ، كان لا يمانع العيش “السهل” لكنه لم يكن يتوقع هذا النوع من الحياة اليومية الهادئة في هذا العالم. وأن يسعى بقدر استطاعته “لتسهيل” طريقة عيشه.

بعد أن تم رميه في هذا العالم ، يمكن للمرء أن يطلق على الوضع الذي هو فيه  «تحي سوبارو لمصيره»

باءت محاولة إنشاء سوبارو محادثة رومانسية بالفشل بسبب اختلاف الثقافات بين العالمين. ضغط بيده على قلبه ليُظهر اعتذاره لإيميليا المذهلة.

جعل إصرار سوبارو تعابير إيميليا تتجمد كتوقف الوقت لم يكن يتحرك فيها سوا عينيها حيث رمشتا عدة مرات ، قبل أن تبتسم فجأة.

“المعذرة، لست متأكدة مما تعنيه بكلامك، ولكن هذا مقعد روزوال”.  انزلق سوبارو عن الكرسي  العريض بعد أن أحبط مخططه العظيم أمام أعين إيميليا.

“هذا صحيح. أجل، أعتقد ذلك أيضًا … يا إلهي ، سوبارو ، أنت غبي جدًا “.

جعل سلوك سوبارو الشرير شعبيته تتراجع في ذهنه، ولكن كل ذلك الجهد كان مكرًا لسحب هذه الموافقة من روزوال.  موافقة روزوال رسمت الابتسامة على وجه سوبارو

“مهلًا، أليست ردة الفعل هذه غريبة ؟! ألا يجب أن نقع في الحب أو شيء من هذا القبيل ؟! “

لم يرد البكاء أمام الذين كانوا ينظرون له كشخص غريب

“لم أكن واقعة في الحب من البداية! أنت حقًا … أنا حمقاء أيضًا. “

نظرت رام -وهي تقشر البطاطس بشكل متقن للغاية- إلى جرح سوبارو الذي كان لا يزال ينزف وقدمت له نصيحة.

بدا سوبارو متألمًا في ردة فعلها المبالغ فيها. لم تصله نفخة إيميليا الأخيرة.

في عالمه الأصلي ، كان لا يمانع العيش “السهل” لكنه لم يكن يتوقع هذا النوع من الحياة اليومية الهادئة في هذا العالم. وأن يسعى بقدر استطاعته “لتسهيل” طريقة عيشه.

اتسعت ابتسامة إيميليا. من يرى نعومة ابتسامتها ينسى أنها مرت بكل ذلك الضغط، كما لو أنها سحرت سوبارو بتعويذتها الخاصة عن غير قصد.

لا يبدو هذا كمديح لي، فكر سوبارو في عقله بينما كان ينظر إلى إيميليا. لم يكن يحاول إثارة غرائزها الوقائية، لكنها كانت بالتأكيد تمنحه شعور الأم الحامية.

لم يستطع التعبير عن جمال ابتسامتها بمجرد الكلمات البسيطة

“هل لديك سبب لتأتي لرؤيتي ، على ما افترض؟”

 

“أوي! أيتها الأخت الكبرى،  لقد قلبتِ في اسمي أمامي”.

كجميلة أو لطيفة.

“- هياااه؟!”

” EMT (الآلهة المتمثلة بشكل إيميليا-تان)”

“لكن العمل اليومي صعب، أليس كذلك؟”

“أنا أبدي لك اهتمامي وأنت تخرج بنكتة كهذه..؟”

“المعذرة، لست متأكدة مما تعنيه بكلامك، ولكن هذا مقعد روزوال”.  انزلق سوبارو عن الكرسي  العريض بعد أن أحبط مخططه العظيم أمام أعين إيميليا.

تحولت ابتسامة إيميليا إلى عبوس وانزعاج ودفعت جبهة سوبارو بأصبعها مجددًا

متجاهلة تعليقه اللطيف، اتجهت أنظار الفتاة – بياتريس – إلى الشخص القادم خلف المهرج. بعد أن أنهت الفتاة ذات الشعر الفضي تغيير ملابسها، دخلت قاعة الطعام بعد المهرج بقليل.

لم تكن حقيقة أن هذه اللمسات العرضية تحمل دفئًا أكثر مما كانت عليه من قبل من نسج مخيلة سوبارو

“يزعجني هذا الاسم «لولي» في كل مرة أسمعه فيها! وللإجابة على سؤالك ، فإن فكرة أني «ضحية بريئة» تزعجني كثيرًا، لمَ لا أموت وأرتاح منك، على ما افترض؟ “

“بما أنك قلت ذلك … من الجيد أنك تبذل قصارى جهدك ، ولكن كيف صارت يدك بهذا الحال؟”

تنهد بقلق على علاقتهم التي يبدو وكأنها ستأخذ منحنى آخر مع هذه الفتاة التي تبدو غير مرتاحة معه

“أوه ، الأمر بسيط، بعد ظهر هذا اليوم قمت بمرافقة ريم في التسوق في القرية القريبة من القصر كان الأطفال يلعبون معي عندما أتى ذلك الكلب الصغير وعضني “.

******

“إذن فهو نتيجة عملك الشاق ؟!”

“مهلًا لحظة …هل  فقدتِ الشارة التي تثبت أنكِ مرشحة ملكية؟!”

“كلا، الجرح كبيرة لدرجة لا يمكن رؤية آثار العمل الشاق … لم أكن أعتقد أنني كنت من النوع الذي تكرهه الحيوانات …”

كانت أشبه برد غير مباشر على سؤاله، فاستقبل روزوال إجابتها بابتسامة راضية. كانت ابتسامة السيد تقول: هذا منطقي تمامًا. بالرغم من أن الإبتسامة لم تكن بذلك الوضوح، إلا أن رام أدركت أن خديها كانا يحترقان رغم ذلك.

في عالمه، أحبه الأطفال والحيوانات الصغيرة – أو بدا وكأنه مجرد لعبة مسلية لهم،  هذا جعل ما حدث غريبًا للغاية لكن تأثيره على الأطفال كان لا يزال قوياً.

أومأت إيميليا برأسها موافقة

“أطفال القرية … ضربوني وركلوني ورموني بالمخاط أيضًا. هذا مقرف، اللعنة “.

عندما استيقظ سوبارو ، شعر أن وعيه يطفو كما لو كان رأسه داخل الماء.

“بطريقة ما تبدو بارعًا في رعاية الأطفال الصغار يا سوبارو.”

“مهلًا لحظة، بياتريس … لم تخبريني أنك سمحت له بدخول الأرشيف؟ “

“لقد فهمتِ الأمر بطريقة خاطئة يا إيميليا تان. كسبهم الآن يعني أنني سأستفيد منهم عندما يكبرون. أنا أفكر فيما سأجنيه على المدى الطويل كما ترين “

 

“أجل أجل،  سأعترف أنك صريح بشأن عنادك التافه “.

“-آه.”

إيميليا  التي اعتادت على سخافة سوبارو تدحرجت فوق العشب وتمددت وهي تنظر إلى السماء.

يبدو أن سخط إيميليا كان موجهًا أيضًا نحو المهرج.

“من الأفضل أن أعود إلى غرفتي الآن. ماذا عنك؟”

لطالما شعرت إيميليا بأنها مدينة له. وأرادت أن ترد له الجميل بطريقة مناسبة.

“لا أستطيع النوم بجانب إيميليا تان ، لذا سأعود أيضًا.”

دفن سوبارو رأسه في الوسادة لإخفاء وجه المحمر خجلاً حتى أطراف أذنيه ، .

“لن تحصل على ذلك إلا بعد أن تتقن عملك الحالي.”

 

“لما أنكِ قلتِ ذلك الآن،  راقبيني وحسب، سيكتبون أساطير عني …! “

“كتفاه ذات شكل غريب وساقاه قصيرتان للغاية. أيضا ، وجهه مرعب. و؟”

أخذت سوبارو كلمات إيميليا على محمل الجد ، واشتعل حماسة. ابتسمت إيميليا ابتسامة متوترة بينما نظر سوبارو إلى الوراء ورفع إصبعه.

تدقيق: @_SomeoneA_

“اه صحيح. أسترافقينني غدًا لمشاهدة  كلا – ب، أعني تلك الـ .. المخلوقات اللطيفة، أعني الحيوانات الصغيرة؟”

“منذ متى أصبحت فتاة را-… إيه ، لا ، سوبارو ، هذا الرجل هو …”

“لمَ صححت لنفسك عدة مرات…؟ و ، آه ، أنا … “

 

خفضت إيميليا عينيها ، وبدا أنها مترددة  “لا أمانع الذهاب معك ، أنا أشعر بالفضول بشأن هذا الحيوان الصغير ، لذا …”

قفزت بياتريس من مقعدها لتركض وتنورتها الطويلة تتطاير في الهواء.  كانت رؤية ابتسامتها اللطيفة تظهر كالوردة المتفتحة كفيلة بأن تنسيه «وقاحة» تلك الفتاة.

“حسنًا ، دعينا نذهب ، إذن!”

“أختي أختي!  يبدو أن ضيفنا العزيز مرتبك قليلاً؟ “

“قد يزعجك وجودي معك…” “حسنًا ، لنذهب!”

فُتح باب قاعة الطعام ودخلت الخادمتان تدفعان عربة.

“… ألم تكن تستمع لي؟”

“أجل، سأفعل ذلك يا باروسو. إنها أوامر السيد روزوال، لذا عليَّ البدء بتعريفك على القصر أيمكنك التركيز وعدم السماح لذهنك بالشرود؟”

“سمعت! لا يمكنني أبدًا ترك كلمة أو عبارة واحدة من إيميليا تان تفوتني! “

“ناه ، لن أشعر بالملل أبدًا لوجودي معك ، إيميليا-تان.” “ما-“

“أوه ، سوبارو ، أنا أكرهك!”

“-هاه؟”

“آآآآ! آآآآ! آسف ما كان ذلك؟! لا أستطيع سماعك! “

“إيه ، آه؟ شيء غريب؟ أن تأتيا لإيقاظي أمر لا بأس به، لكن المزاح معي أمر سيء كما تعلمان؟ “

الطريقة التي غطى بها سوبارو أذنيه لينسى ما قالته إيميليا للتو جعلت إيميليا تنفجر ضاحكة وتنسى كل الأعذار ثم مسحت دمعة نزلت من عينيها بإصبعها وهي تنظر إلى سوبارو.

“أوه، هو يرتدي ذلك الزي ويفكر في أمر المعايير؟”

“يا إلهي … سأذهب معك فقط بعد أن أنهي دراستي وتنتهي من كل أعمالك، حسنًا سوبارو؟”

“كلا أبدًا،  وددت إلقاء التحية قبل أن أخلد للنوم، كنت سأستسلم إن لم أنجح بعد ثلاثة محاولات، ولكني نجحت من المحاولة الأولى ..”

“آه أجل! فهمت! سأنهي كل أعمالي بلا شك! “

“ما الذي يغضبك بالضبط، على ما افترض ؟! من المفترض أن أغضب أنا لا أنت! بعد كل ما فعلته …! ”

بعد أن تأكد الموعد، صنعت سوبارو وضعية دراماتيكية بقبضة اليد.

كانت بياتريس تبدو متعبة وهي تلعب بإحدى لفائفها. وعندما وقفت أصابعها،  ارتدت اللفافة المرنة وأعادت اللف بطريقة عكسية  أدهش ذلك المشهد سوبارو للغاية.

ابتسمت إيميليا ابتسامة ساحرة وهي تتنهد لدى رؤيتها ردة فعل سوبارو الراضية

“التعامل الجيد مع شخص مثلها هو…!”

“للتو كنت أفكر .. رؤيتك تجعل كل مخاوفي تبدو صغيرة يا سوبارو” “مستحيل؟! أعني ، قد تصبحين ملكة ؛ ماذا عن القلق والتوتر الاجتماعي؟؟

فُتح باب قاعة الطعام ودخلت الخادمتان تدفعان عربة.

مثل هذه الأشياء من شأنها أن تقلب معدتي رأسًا على عقب! “

“كلا، الجرح كبيرة لدرجة لا يمكن رؤية آثار العمل الشاق … لم أكن أعتقد أنني كنت من النوع الذي تكرهه الحيوانات …”

انفجرت إيميليا  -التي لم تعد قادرة على كبح جماحها بعد الآن-  من الضحك ، وصوتها المرعب جعل سوبارو يضحك أيضًا.

“التوقيت الشمسي  يقع عند جهة الرياح من الرقم صفر إلى ستة ، ثم يأتي وقت النار للستة التي تليه. وبعدها ننتقل إلى التوقيت القمري بدءًا من وقت الماء إلى الأرض، بما أنك لا تعلم مثل هذه الأشياء، هل أنت بربري أو ما شابه؟ “

أعلن الاثنان بضحكتيهما أن موعدهما تلك الليلة قد انتهى.

أعطت بياتريس سوبارو نظرة كئيبة بينما كان يدغدغ باك ، لكن ما قاله سوبارو خفف من تعابيرها. كانت تتلاعب بلفائف شعرها الطويل وردت عليه بصراحة

وتجدر الإشارة إلى أنه كان بينهما تبادل أخير.

عندما رأى ريم وهي ترفع حاجبيها عند السؤال ، بدأ سوبارو في شد شعر رأسه.

“بالتفكير في الأمر ، لمَ ترتدي مثل هذا الزي بعد العمل؟”

هز سوبارو رأسه ليعود أدراجه متشكيًا من العنف الذي تعرض له للتو

“آه ، ظننت أنه سيترك انطباعًا جيدًا عندكِ … لذا ، ما رأيك؟ وسيم جدا ، أليس كذلك؟ “

تجاهلته الفتاة بعدها وانسحبت من المحادثة.

“مم ، أعتقد ذلك. إنها تجعلك تبدو وكأنك تقول “أنا خادم محترف” “. “حسنًا ، ها أنتِ تسحقين آمالي!”

“همم ، في الظهيرة؟  ماذا حدث فيها؟ “

 

وضعت الفتاة ذات الشعر الأزرق قائمة إفطار تقليدية مكونة من السلطة والخبز وما إلى ذلك، بينما قامت الفتاة ذات الشعر الوردي بصب وتقديم أكواب الشاي بخفة.  تلك الروائح الأخاذة جعلت معدة سوبارو تستغيث فجأة طلبًا للطعام.

 

” مم ، همممممممممممممم.”

 

شكر سوبارو ريم لأنها رحبت بقبول اقتراحه. ثم غادرت الغرفة ملوحة بيديها حتى اختفت عن الأنظار

 

كما لو أن أحدًا سكب ماءً باردًا عليه

 

 “…  لم يكن عليَّ إخبارك بذلك لمَ قد أسمح لشخص مثله بالدخول إلى الأرشيف عن قصد ، على ما افترض؟ لا ، لقد حل لغز الممر كله بمفرده!”.

 

“كانت فيلت هي من سرقتها ، لكن ايلزا كانت هي العميلة، وقالت إن شخصًا آخر جعلها تتعامل معها … بمعنى أن شخصًا ما يحاول إيقاف إيميليا تان من أن تصبح ملكة؟ ”

12

كانت نصيحتها غير المباشرة لسيدها تقول ، دعنا نتعرف عليه بشكل أفضل. يبدو أن الخادمتين كانتا مغرمتين بالشاب ذو الشعر الأسود. فكرت روزوال بذلك بإيماءة  تملؤها الحماسة.

 

“همم ، فهمت.”

كان سوبارو يضع يده على الباب ، ويختلس النظر وهو يتحدث بلهجة غير رسمية.

ألصق سوبارو إصبعه المقطوع في فمه وهو يشتكي ، وينتفخ خديه بينما يملأ الطعم المعدني فمه.

“هاه ، هل أنتِ نائمة حقًا أيتها الفتاة لولي؟ إن بقيتِ مستيقظة لوقت متأخر ، لن يزيد طولك كما ينبغي وسوف ينتهي بك الأمر كشخص بالغ قصير القامة”.

3

ردت بياتريس باستياء يملؤه صوتها.

“-آه.”

“… أيمكنك اختراق الممر كما لو لم يكن شيئًا، على ما افترض؟” جلست على الكرسي الخشبي داخل الأرشيف وهي تنظر إلى

“حسنًا ، الأشياء باهظة الثمن حقًا خانقة ، لذلك هذا جيد …”

سوبارو.

“هواااه، هذا ليس سيئًا على الإطلاق. هذا ما يمكن تسميته بفطور النبلاء … كنت قلقًا من أن يكون شيئًا غريبًا من هذا العالم أو ما شابه”.

“هل لديك سبب لتأتي لرؤيتي ، على ما افترض؟”

لا يمكنه التحكم في نفسه في مثل هذا العمر، قالت رام ذلك بابتسامة متوترة وهي تنظر إلى سيدها وهي تفكر في تفاصيل الأيام الأربعة السابقة. خلال تلك اللحظة القصيرة، حتى الغريب كان بإمكانه رؤية الكآبة تعلو وجه رام الحيادي

“كلا أبدًا،  وددت إلقاء التحية قبل أن أخلد للنوم، كنت سأستسلم إن لم أنجح بعد ثلاثة محاولات، ولكني نجحت من المحاولة الأولى ..”

“التنين هو رمز لوجونيكا، وكما ترى فإن التنين هذا معروف بكونه صديق مملكة لوجونيكا غالبًا ما يتم تزيين جدران القلعة والأسلحة بهذا الشعار، ولكن هذه الشارة مهمة بشكل خاص.”

“حقًا ، أي نوع من الحدس لديك …؟”

بأخذ ملامح وجهه في الحسبان، فقد بدا فتى وسيمًا للغاية، ولكن عينيه كانتا ذات التأثير الأكبر في مظهره إذ كانتا بلونين مختلفين إحداهما صفراء والأخرى زرقاء.

كانت بياتريس تبدو متعبة وهي تلعب بإحدى لفائفها. وعندما وقفت أصابعها،  ارتدت اللفافة المرنة وأعادت اللف بطريقة عكسية  أدهش ذلك المشهد سوبارو للغاية.

ولكن، قبل أن يتمكن من إتمام خطته، دخل شخص جديد إلى قاعة الطعام ، وكان صوته السعيد يقاطع أي شيء آخر.

“أيمكنني تجربتها أيضًا؟”

“صعب للغاية ، صعب جدًا. لدرجة أنه يجعلني أريد أن أستلقي على ذراعي إيميليا تان

“يمكن لباك فقط لمس  أمثالي… أستغادر الآن أم ماذا، على ما افترض؟”

لقد فكر في قطع وقعد بالخنصر لها ولكنه تردد إذن أنه لا يعرف ما إذا كان هذا الشيء موجودًا في عادات هذا العالم. وبينما كان مترددًا، انحنت ريم بتهذيب واستدارت برفرفة صغيرة من تنورتها.

“ليس عدلاً أن تعلبي أنتِ فقط اوه حسنا. أنا في مزاج جيد ، لذلك سوف أسامحك “.

 

كان سوبارو لا يزال مفعمًا بالحيوية بسبب الموعد الذي اتفقا عليه، لذا خرج سوبارو بينما كانت بياتريس تحدق به. لكن في اللحظة التي سبقت إغلاق الباب ظن أنه سمع صوتًا يتحدث بصدى وحيد.

لقد كانت أهداف سوبارو وإيميليا في التعلم مختلفة. لذا فإن من الفظاظة مقارنة الضغط الذي على عاتق كل منهما

“- هذا ليس له علاقة بي.” شده الصوت أكثر.

“لا أظن أن فرصًا كهذه تحدث كثيرًا،  لا يبدو أنه يزعجك”.

“هاه ، يجب أن أفتح الباب حتى أتمكن من منحها عودة جيدة.”

“لكن العمل اليومي صعب، أليس كذلك؟”

عندما فتح الباب مجددًا وجد أنه أصبح يؤدي إلى غرفة ضيوف بسيطة مرة أخرى بدل الأرشيف السري

“المسكن الرئيسي والقصور الصغيرة… إذن ، أمم ، هذا هو المسكن الرئيسي؟”

حاول فتح وإغلاق الباب أمامه ليرى ما إذا كان بإمكانه ربطه بالأرشيف مرة أخرى.

“لا تقلقي ، لن أقول شيئًا. يحولنا هذا الشعور جميعًا إلى أغبياء … “

حدقت ريم بسوبارو الذي كان يفتح ويغلق الباب.

“قطة واحدة، قطتان …”

“…ما الذي تفعله؟ تتحقق من حالة القفل؟ “

“قد يزعجك وجودي معك…” “حسنًا ، لنذهب!”

“أوه نعم ، ظننت أنني سمعت صريرًا في القاعة في الليالي  الماضية … إذن فقد كنتِ أنت يا ريم؟”

“واااااه!”

 

“إرر .. بعبارة أخرى، أنتِ يا إيميليا تان هي …؟”

كانت ريم تحمل صينية فضية فارغة بيد واحدة وهي تراقب سوبارو يتفقد البا.

صفقت رام بيدها مشيرة إلى نهاية هذه المناقشة وهي تمضي قدمًا بهدوء.

“أهناك ما يزعجك؟”

بالرغم من ضغط العمل قالت ريم: “سأعيد خياطة سترتك بين عشية وضحاها وأسلمها قبل الصباح بمجرد الانتهاء من ذلك.”

“كلا،لقد أدى هذا الباب إلى أرشيف الكتب الممنوعة والفتاة لولي للتو؛ لكنها اختفت الآن “.

لقد قضى الأيام الأربعة في التدريب كخادم واكتساب المعرفة العامة المتعلقة العالم. ومع ذلك فقد كانت الأولوية هي لمهامه كخادم، لذا كان فهمه للعام لا يزال ضعيفًا إلى حد ما.

“هل أردت شيئًا من السيدة بياتريس؟ يمكنك أن تطلبه مني إن أردت …؟ “

لقد كانت المكافأة التي  مات من أجلها ثلاث مرات.

“أردت إلقاء التحية عليها قبل النوم لا شيء … مهم. “

تألم سوبارو عندما قامت إيميليا بإخراج طرف لسانها له،  لكن مظهرها اللطيف غفر زلتها

كانت العبارة التي سمعها من بياتريس قبل إغلاق الباب مباشرة عالقة في ذهن سوبارو ، لكنه هز رأسه – لم يكن ذلك شيئًا يحتاج إليه للضغط عليها في الوقت الحالي.

“لا أعرف لماذا تذهب إلى هذا الحد بقولك هذا يا سوبارو.”

“ماذا ، أما زلتِ تعملين يا ريم؟  من الأفضل أن تتوقفي،  فالصباح يأتي بسرعة “.

ردت إيميليا “… نعم ، هذا صحيح.”

“سأنام بعد أن أغسل الصحون.  حاليًا، تقوم أختي بتقديم الشاي إلى السيد روزوال”.

زادت حدة وشدة نظرة ريم إلى درجة أن قدرته على الكلام تلاشت

“ما الذي يفعله هذان الإثنان في مثل هذا الوقت – آه ، حسنًا ، لابأس.”

توقف سوبارو عن هز أصابعه واستخدمها في خدش شعره الأشعث.

كان الوقت قد تجاوز منتصف الليل تقريبًا. لم يهتم كثيرًا بشأن قيام روزوال ورام بمحادثة خاصة  يناقشان فيها بعض المواضيع  بينهما فقط.

“إنه ليس شيئًا كبيرًا كما لو كان خياطة سترة بأكملها كما أن الدقة ستكون أقل بعكس ما إن كانت سترة للسيد روزوال، لكن أظن هذا سيفي بالغرض”.

ليس من شأني أصلًا، فكر سوبارو. أدرك فجأة أن ريم كانت تراقبه. كانت عيناها الزرقاوين الشاحبتين تحدقان في رأسه.

“هممم. لماذا؟”

“لا أظن أن فرصًا كهذه تحدث كثيرًا،  لا يبدو أنه يزعجك”.

 

“… لا ، حتى الآن لم يزعجني ذلك كثيرًا ، أو إلى حد ما ، أو حتى قليلاً.”

“المعذرة يا ضيفنا العزيز،  سأضع الطعام على الطاولة “.

“تبًا ، التقليل من أهمية الشيء عدة مرات متتالية يجعل الأمر يبدو وكأنه

علقت إيميليا فجأة فقد كان من النادر ألا يجد ما يقوله ..

حقا يزعجك! “

“يا إلهي … سأذهب معك فقط بعد أن أنهي دراستي وتنتهي من كل أعمالك، حسنًا سوبارو؟”

زادت حدة وشدة نظرة ريم إلى درجة أن قدرته على الكلام تلاشت

لم تقل رام كلمة واحدة عندما فتحت الباب المغلق. اتسعت عيون سوبارو في صدمة

أنهى سوبارو العمل في وقت متأخر إلى حد ما وكان ريم مشغولة طوال الوقت ، لذا لم تكن هنالك فرص كثيرة. تبًا ، فكرت سوبارو بتجاهل الأمر عندما رفعت ريم يدها قليلاً.

أغمضت ريم عينيها للحظة  قبل أن تومئ بنظرة استسلام. “أقلت .. شرط؟ فهمت، سأستمع لك “

“إذا كنت ترغب في ذلك ، فلمَ لا نفعلها الآن؟” “ماذا؟؟ الان؟ الوقت متأخر جدا ، أليس كذلك؟ “

“… ألم تكن تستمع لي؟”

“لن يستغرق قص وتسريح الشعر وقتًا طويلًا،  إن لم أفعل ذلك الآن، لن أتمكن من الوفاء بتبك الرغبة العزيزة التي أسرتني بها من شفتيك يا سوبارو “. ” الرغبة العزيزة!”

 

بمثل هذا التعبير المحايد ، رأى سوبارو عيون ريم ممتلئة بتصميم شرس. حك سوبارو وجهه بإصبعه ، مدركًا أنه لا بد أنه أزعجها قليلاً خلال الأيام الأربعة الماضية.

كانت العبارة التي سمعها من بياتريس قبل إغلاق الباب مباشرة عالقة في ذهن سوبارو ، لكنه هز رأسه – لم يكن ذلك شيئًا يحتاج إليه للضغط عليها في الوقت الحالي.

أراد أن يفعل شيئًا حيال ما فعله بكل استطاعته، لكن – “آسف يا ريم. لقد وعدت إيميليا أن أخرج معها غدًا  لذا عليَّ أن أستيقظ مبكرًا وأنهي عملي بسرعة، لذا لا يمكنني فعل هذا الليلة … “

حقيقة أنهم توقفوا عن إيقاظه قبل يومين جعلته مهملاً. التفكير في أن كلاهما سيزورانه في ذلك الصباح بالذات …

“أهذا صحيح .. أظن أن طلبي لم يكن منطقيًا إذن  أعتذر عن ذلك.”

تضاءل انعطاف إيميليا عندما ضغطت براحة يدها على صدر سوبارو وخفضت رأسها.

إن استخدامه للوعد الذي قطعه للتو لتأجيله للوعد الذي قطعه لريم سابقًا آلم ضميره  لكن ريم كانت فتاة عملية وحاولت أن تأخذ ظروف سوبارو بعين الاعتبار.

“آوه، فهمت .. عملية إقصاء إذن”

شعر سوبارو بالذنب حيال وضع ريم ، وشعر أن كلماته تركت طعمًا مريرًا في فمه عندما فاجأته بقولها “ماذا عن مساء الغد؟”

“المسكن الرئيسي والقصور الصغيرة… إذن ، أمم ، هذا هو المسكن الرئيسي؟”

“… في الليل؟”

“حلو ، لذيذ ، ميااااو…”

“شرطي في الخروج مع إيميليا هو إنهاء كل عملي. لذا ليس هناك معل محدد غدًا بعد الظهيرة، أو حتى باقي اليوم .. إن كنتِ ما تزالين تريدين فعلها … “

“أهناك ما يزعجك؟”

أثناء حديثه ، صُدم من نفسه لترتيب مواعيد مع فتاتين في نفس اليوم. لا يعني ذلك أن مشاعره تجاه إيميليا وريم هي نفسها …

ملأت الضحكات الخافتة الغرفة  بينما كانا يسحبان الستارة ليغلقا النافذة المطلة على اللقاء بين الصبي والفتاة.

هو يشعر بالولع تجاه ريم زميلته في العمل،  وما زال لا يعرف حقًا مشاعره تجاه إيميليا.

وضعت إيميليا إصبعًا على شفتيها آخذة ما قاله سابقًا في الحسبان  تماما بطريقة خاطئة.

ردًا على اقتراح سوبارو، أغلقت ريم عينيها وقامت بإيماءة صغيرة.

انتفخ الوريد في جبين بياتريس وهي تقف بخشونة وتفتح باب قاعة الطعام.

”فهمت. مساء الغد إذن،  سأعتبره وعدًا منك، فهمت؟ “

 

“لا أعرف لمَ يزعجك ذلك كثيرًا ، لكن أجل، إنه وعد. مساء الغد إذن “.

صمت روزوال لسماعه سؤال سوبارو وعقد ذراعيه على الطاولة. بعدها أظهر روزوال ابتسامة لطيفة، ولكن بنظرة عينين مختلفة انتبه لها سوبارو

لقد فكر في قطع وقعد بالخنصر لها ولكنه تردد إذن أنه لا يعرف ما إذا كان هذا الشيء موجودًا في عادات هذا العالم. وبينما كان مترددًا، انحنت ريم بتهذيب واستدارت برفرفة صغيرة من تنورتها.

كانت تقييمات عمل سوبارو خلال الأيام الأربعة قاسية نوعًا ما، وحتى لو تمكن بطريقة ما من رشوة رؤسائه ، فلن يغير ذلك تقييمه “عديم الفائدة تمامًا”.

ثم غادرت بخطوات هادئة. راقبها سوبارو وهي تغادر قبل أن يعود إلى غرفته ، متثائبًا

“بالطبع أنا مشغولة للغاية. ومع ذلك ، فإن إصلاحها سيوفر الوقت والمتاعب لاحقًا “.

وهو يفكر في جدول مواعيده ليوم غد

تصريحها ، بأنها لا تستطيع معاملته كزميل عمل بسيط لأنهما مختلفين بقي عالقًا في إذنه

“يجب أن أشكر الأطفال على توفير سبب لموعدي مع إيميليا في القرية غدًا أوه ، قبل أن أفعل ذلك ، يجب أن أعرف أين توجد أفضل حدائق الزهور … “

“-آه.”

عندما دخل غرفته ، رفع أنفه عالياً ونفخ صدره ، مليئًا بالآمال والأحلام لليوم التالي. خلع سوبارو زي الخادم الخاص به،، مما منحه منظرًا مختلفًا بالبدلة الرياضية ليزحف إلى سريره بعدها،

لم يستطع سوبارو قراءة ما كان يفكر فيه وراء تلك الغمزة الغريبة

عندما ارتطم رأسه بالوسادة بقيت عيناه مفتوحتين حيثت تسابقت أحداث اليوم التالي إلى عقله مما جعله غير قادر على النوم

“…أجل، لقد فعلت ذلك بشكل صحيح، تستحق علامة كاملة في الخياطة. لكن مثلك تمامًا ، أظنها لن تكون مهارة مفيدة يا سوبارو. “

في مواجهة عقله الذيكان  يخون جسده ، قام سوبارو على الفور بتغيير تروس علقه الداخلي ولجأ إلى سلاحه السري. وهو …

بالرغم من أن تعابير وجه رام كانت جامدة، إلا أن ميلان رأسها أظهر استياءها ، لذا أغلق فمه على الفور “ضغط” سوبارو على شفتيه بإصبعه وتنهدت رام

“قطة واحدة، قطتان …”

“إذا فأنتِ تخططين لمناداتي هكذا طوال الدوام،  هاه؟”

في عقله كانت القطط الصغيرة الرمادية تتجول وتلعب بينما كان يحصيها واحدة تلو الأخرى. ربط سوبارو القطط في العالم الخيالي بالعالم الحقيقي، وسلم ذاكرته للقطط الرقيق لتقوده إلى مكان سعيد. غرق عقله ببطء ، وسُحب إلى أرض الأحلام.

رفع سوبارو إصبعه وهو يقدم اقتراحًا.

“مائة وأربعة  قطط …”

“كونها وصية على المكتبة المحرمة …تبدو هذه المهمة سهلة لمن يسمعها، ولكن الواقع أمر مختلف”

كان الدفء يغزو عقله وهو يتخيل جنة رقيقه ليتلاشى وعيه أخيرًا.

“إذا كنت ترغب في ذلك ، فلمَ لا نفعلها الآن؟” “ماذا؟؟ الان؟ الوقت متأخر جدا ، أليس كذلك؟ “

 

“بالمناسبة يا روز-تشي،  ما فهمته من إيميليا هو أن لهذه الأسرة خادمتان فحسب، أهذا صحيح؟”

13

لقد فكر في قطع وقعد بالخنصر لها ولكنه تردد إذن أنه لا يعرف ما إذا كان هذا الشيء موجودًا في عادات هذا العالم. وبينما كان مترددًا، انحنت ريم بتهذيب واستدارت برفرفة صغيرة من تنورتها.

 

5

عندما استيقظ سوبارو ، شعر أن وعيه يطفو كما لو كان رأسه داخل الماء.

“بمجرد أن تخفي السيدة بياتريس هالتها ، لا يمكن للمرء معرفة خلف أي باب هي ولن تخرج إلا إذا فتحت كل باب في القصر بأكمله “.

تحرر فجأة من الشعور بالاختناق ثم فتح عينيه ، وانتظر عدة ثوان ليستوعب ما حوله،  شعر وكأنه استيقظ في مكان مختلف عن المكان الذي نام فيه،

“كلامك هذا تملأه الفضاضة لقد سرقته صاحبة اليد الخفيفة!”

شعر بأشعة الشمس تحرق عينيه. جلس سوبارو ببطء قليلًا ثم هز رأسه،

“أين نوع من الكسولين تظنينني؟!”

كان رأسه ثقيلًا بعض الشيء. ربما كان متعبًا من عدم اعتياده على حياته الجديدة بعد.

أصدرت رام صوت همف لدى رؤيتها سوبارو المرتعد

لكنه لم يكن اليوم المناسب لمثل هذه الأفكار،

 

تذكر سوبارو الوعد الذي قطعه مع إيميليا في الليلة السابقة عندما استيقظ  “هذا صحيح ، ناتسكي سوبارو- اليوم هو اليوم الموعود، هيا إلى العمل!”

لقد أحبط تقييمهم البسيط للعمل الذي كان يفتخر به سوبارو معنوياته قليلًا.. كلما نظرت رام لسوبارو، اصدرت صوت  همف من خلال أنفها.

 

تذكر سوبارو الوعد الذي قطعه مع إيميليا في الليلة السابقة عندما استيقظ  “هذا صحيح ، ناتسكي سوبارو- اليوم هو اليوم الموعود، هيا إلى العمل!”

كان اليوم هو اليوم المنتظر السعيد يوم الاستيقاظ الهادئ والانتصار الموعود. لكن…

فقد كان الجسد الصغير لرفيقة روزوال جالسًا على حجره مباشرة.

“—”

“مهلًا، أيعني هذا أنك انتهيت بالفعل؟ هذا يعيد تعريف مصطلح العمل السريع “.

نظرت الأختان التوأم ذات الشعر الوردي والأزرق إلى وجه سوبارو المصمم، مما شكل له صدمة عاطفية

“لمَ صححت لنفسك عدة مرات…؟ و ، آه ، أنا … “

دفن سوبارو رأسه في الوسادة لإخفاء وجه المحمر خجلاً حتى أطراف أذنيه ، .

“كلا ، على الإطلاق. صحيح أنه يزعجني قليلا ، قليلا جدا ، قليلا فقط “.

“ماذا! كنتما هنا؟!  كان عليكما قول شيء إذن!  يا رجل ، أنا محرج للغاية! “

القاعدة الذهبية لأي أسرة هي أن يحترم كل فرد الشخص الأعلى منه رتبة

حقيقة أنهم توقفوا عن إيقاظه قبل يومين جعلته مهملاً. التفكير في أن كلاهما سيزورانه في ذلك الصباح بالذات …

حاول سوبارو إخفاء ابتسامته الخجولة بينما حاول تحريك يده خلف ظهره والتي كانت إيميليا تحدق بها… اليد اليسرى التي تحملت وطأة إخفاقاته المتكررة في العمل.

كالعادة ، لم تتغير تعابير التوأم كثيرًا عندما تأوه سوبارو على الفراش. حاول التوأم ضبط أنفسهم قبل أن ينفجرا من الضحك

“التوقيت الشمسي  يقع عند جهة الرياح من الرقم صفر إلى ستة ، ثم يأتي وقت النار للستة التي تليه. وبعدها ننتقل إلى التوقيت القمري بدءًا من وقت الماء إلى الأرض، بما أنك لا تعلم مثل هذه الأشياء، هل أنت بربري أو ما شابه؟ “

“إيه ، مهلًا! أنتما!!  أعني ، رد الفعل هذا مؤلم نوعا ما. أنا شخص حساس لعلمكم!  يمكنكما إبداء ردود أفعال أخرى، أليس كذلك ؟! “

“بعبارة أخرى ، إنها تعني … هذا.”

كان يتطلع لنوع من الإساءة اللفظية التي اعتادها منهما على الأفل

“قد يزعجك وجودي معك…” “حسنًا ، لنذهب!”

لكن لحظتها أدرك سوبارو أن التطلع إلى الإساءة اللفظية أمر مريع!

 

“أختي أختي!  إنه يحيينا كما لو أنه يعرفنا بطريقة ما “. “ريم ، ريم. إنه يحيينا بطريقة لطيفة للغاية “.

“لم أكن واقعة في الحب من البداية! أنت حقًا … أنا حمقاء أيضًا. “

لم يشعر بالراحة لحظتها. واصطدمت عباراتهم بذاكرة سوبارو.

قررت ريم تسليم الأمر لسوبارو الذي وصلت ثقته عنان السماء، وأخرجت له عدة الخياطة من جيبها وأعطته إياها  أخذ العدة منها ليجد أن المحتويات تتوافق بشكل جيد مع ما يمكن أن يتوقعه.  وبيد متمرسة ، أدخل الخيط في الإبرة وشد أرجل البنطال على ركبتيه.

“إيه ، آه؟ شيء غريب؟ أن تأتيا لإيقاظي أمر لا بأس به، لكن المزاح معي أمر سيء كما تعلمان؟ “

“أشعر أني أقاطعكم، لكن دعونا ندخل في صلب الموضوع، ما رأيكم؟ ألا بأس عندك يا سوبارو؟ ”

لقد اعتاد كون التوأم صريحتان للغاية، لكنه شعر بشيء ما

شعر بأشعة الشمس تحرق عينيه. جلس سوبارو ببطء قليلًا ثم هز رأسه،

عندما تحدث سوبارو ، بدأ يدرك سبب شعوره بأن شيئًا ما قد حدث معهم.

“أشعر أني أقاطعكم، لكن دعونا ندخل في صلب الموضوع، ما رأيكم؟ ألا بأس عندك يا سوبارو؟ ”

— أعنينهم.

“مم … هذا أفضل من المعتاد …”

الطريقة التي نظرا بها إلى سوبارو. اختفت الألفة التي كانت في الليلة السابقة وعادو لمعاملته كشخص مختلف تمامًاـ  ثم أتته الصفعة الحاسمة في وجهه

“مهلًا، لا حاجة لأن تستعجلي هكذا، على الأقل قدمي نفسكِ، فأنا لا أعلم ما هي مكانتكِ هنا أو ما شابه،  هل أنتِ أخت روز-تشي الصغيرة؟ “

“أختي أختي!  يبدو أن ضيفنا العزيز مرتبك قليلاً؟ “

“أختي…؟”

“ريم ، ريم. يبدو أن رأس ضيفنا العزيز قد تأثر قليلاً”.

“أعني ، هذه أول مرة أكون فيها في مجتمعٍ راقٍ .. أعني، هنالك أشياء لا تعرفينها بالمقابل يا إيميليا تان، صحيح؟ يبدو أن استعمال ألقاب التشريف والاحترام يؤرقكِ ، أليس كذلك؟”

 

 

– كان سوبارو مذعورًا من لقب “ضيفنا العزيز”.

ردها الهادئ ترك سوبارو في حيرة. ربما كان يبالغ في التفكير؟  كان هذا نتيجة افتقاره إلى خبرة التواجد قرب فتاة جميلة.

جعلت تلك العبارات المهذبة سوبارو يشعر وكأن شيئًا حادًا قد طعنه في بطنه.

زادت حدة وشدة نظرة ريم إلى درجة أن قدرته على الكلام تلاشت

ضغط سوبارو بيده على صدره لكبح الألم المزيف. لم يكن يعرف ما يعنيه كل هذا. كانت ردود أفعالهم كما لو – “أنتما الاثنان … هاها ، في الحقيقة هذا ليس … مضحكًا …”

بالطبع  كانا يقرآن ما بداخل عقله كثيرًا، ولكن هذه الأفكار أبعد مما أن تتواجد داخل رأسه طوال الوقت

مع استمرارهما بالنظر له كشخص غريب، رفع سوبارو يده اليسرى فجأة لمنعهم من رؤيته. لكن سوبارو ندم  على القيام بذلك على الفور…

 

… إذ أنه رأى أن الضمادة التي كانت على يده اليسرى قد اختفت.

“تسريحتا شعركما وملابسكما متشابهة  بالرغم من أن شخصيتكما مختلفة ، لذا على الأقل اختارا ملابس مختلفة! …أو شيء من هذا القبيل. أعني ، ملابس الخدم تبدو جميلة عليكما ، وهي  تناسب توأمًا مثلكما”.

يداه الخشنة من المطبخ، الجروح التي سببتها السكين التي لم يكنن معتادًا على استخدامها، علامات العض من الجرو الذي عضه بينما كان الأطفال يلعبون معه – كلها اختفت.

“لقد كنت أنتظر عودتك بفارغ الصبر يا باك! هل سنستمتع بوقتنا اليوم معًا، على ما افترض ؟ ”

– سمع صوتًا من مكان بعيد أشبه بدق الجرس

 

أتاه صوت الرنين ذاك  ليصطدم برأسه مرارًا وتكرارًا كالموجات الصاعقة،

“الا نتحدث عن المنطق هنا … برأيي أي فتاة جميلة يجب أن ترتدي ملابس جميلة وتدخل الفرح للآخرين.”

لم يدرك سوبارو أن الألم الذي صاحب ذلك الصوت كان بسبب اقتلاعه لشعره.

“بما أنك قلت ذلك … من الجيد أنك تبذل قصارى جهدك ، ولكن كيف صارت يدك بهذا الحال؟”

لقد كانت فروة رأسه تؤلمه بحق،  بالإضافة إلى شعور الغثيان وسيلان أنفه سوبارو تحكيم عقله بتركيزه  على ذلك الألم الحاد وطعم الدم الناتج عن عض شفته، كما لو كان يستخدمها لإخفاء الإحساس بالفقد الذي شعر به ، بالرغم من أن ذلك الشعور كان وكأن شخصًا ما قد طعن أعضائه الداخلية.

مسح سوبارو بأطراف أصابعه شعر إيميليا بلطف وهي تحدق فيه، لم تكن حركة عميقة، بل أشبه بتمرير أصابعه عبر شعرها بغرض الاستمتاع فقط.

الأدلة التي كانت في يده أجبرت سوبارو على قبول الواقع المرير.

“لا أعرف لمَ يزعجك ذلك كثيرًا ، لكن أجل، إنه وعد. مساء الغد إذن “.

بعد أن شعر بالحرارة في عينيه، دفن سوبارو وجهه في الوسادة لسبب مختلف تمامًا عن السابق

كان يتوقع أنه لن يبدأ عمله كخادم ببدلته الرياضية، لذا عندما ذكر ذلك، وضعت رام يدها على فمها وأومأت “بالتأكيد ، الملابس مهمة جدًا. دعنا نبحث عن ملابس بمقاسك … أجل، لابد أن لدينا البعض منها”.

– لم يرد ، أن يرى أحد وجهه في تلك اللحظة.

“اوه مرحبا. يا – يالها من صدفة .. لقاؤك هنا؟ “

بالأخص الأشخاص الذين كان مولعًا بهم كثيرًا.

“لديك حقًا وجهة نظر ، بالرغم من أنني أتحمل جزءً من المسؤولية إذ أن رام تفتقر إلى السلطة التقديرية. ولكن ما الذي تحاول قوله ، على ما افترض؟”

بالأخص الأشخاص الذين بدو أنهم مغرمون به كثيرًا.

“ما الذي فاجأك؟”

لم يرد البكاء أمام الذين كانوا ينظرون له كشخص غريب

“أنت تفعل هذا كل يوم كما تعلم.. وبالنسبة لموضوع الصدفة.. ألسنا نعيش تحت سقف واحد؟ “

“لماذا … قد أعود ؟!”

وهكذا ، بدأت حياة سوبارو كخادم بضجة كبيرة.

– وهكذا ، تم جر سوبارو مرة أخرى إلى الحلقة الفارغة التي جلبت له الكثير من المعاناة.

تجمد سوبارو وفمه مفتوح. ثم نظر إلى إيميليا بشكل آلي وهو يسمع صوت التروس تدور في رقبته. تنهدت الفتاة ثم أظهرت وجهها باستسلام.

 

قادهم التوأم إلى غرفة الطعام حيث كان من المقرر تناول الإفطار، علقت الفتاة ذات الشعر المجعد عوضًا عن إلقاء التحية، “وأنا أراقبكم من الأعلى، شعرت.. بالفزع لرؤية رأسك الفارغ والمخيب للآمال، على ما افترض؟”

للمرة الثانية ، بدأ يومه الأول في قصر روزوال.

قام بتمديد طيات أكمام قميصه ونظر إلى انعكاسه في زجاج النافذة لقد مرت أربعة أيام بالفعل منذ أن ارتدى هذه الملابس، لذا فقد حان وقت الاعتياد عليها في نظره

******

“سأنام بعد أن أغسل الصحون.  حاليًا، تقوم أختي بتقديم الشاي إلى السيد روزوال”.

ترجمة فريق: @ReZeroAR

“يا رجل ، إنها تزعجني. لقد تصرفت وكأنني فعلت شيئًا خاطئًا! ” أو ربما لم يخسر بعد!

تدقيق: @_SomeoneA_

” EMT (الآلهة المتمثلة بشكل إيميليا-تان)”

لتصلكم آخر أخبار الترجمة ولمزيد من محتوى ريزيرو تابعوا حساب الفريق على تويتر:

“أعلي توقع الكثير من الشخص الذي أظهر براعة يرثى لها خلال كفاحه لتقشير خضار العشاء اليوم؟”

@ReZeroAR

عندما رأى ريم وهي ترفع حاجبيها عند السؤال ، بدأ سوبارو في شد شعر رأسه.

“أليس من الطبيعي مخاطبة شخص أعلى مني مرتبة بلقب احترام مناسب؟”

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات